المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البحث التربوي دعامة أساسية لتجويد المنظومة التربوية


ahmed1207
10-09-2013, 11:12
ليس من السهل تغيير الواقع التعليمي و التربوي ما دام صوت الباحث في علوم التربية غير مسموع و لا نراه في الندوات التربوية، والثقافية والعلمية. يفرض علينا المعيش اليومي أن نفكر في عدة أمور ومواضيع. لكن قبل أن نفكر؛ علينا أن نعرف ما يجب أن نفكر فيه، وأن تكون لنا القدرة على التفكير، والحرية في اتخاذ مبادرات،و اختيار الموارد التي تيسر لنا عملية التفكير من أجل إيجاد حلول لمختلف المشاكل التي تعرض حياتنا ومستقبلنا لمختلف الأخطار التي يمكن أن تباغتنا و تزعزع استقرارنا الذي نعمل بجهد على مواصلة تثبيت استقراره. إن العالم يتغير، والعلم يتطور؛ ولابد أن يصحب هذا التغيير ثورة في الفكر، والأفكار، والنظريات؛ لكن في الأنظمة التربوية التقليدية و السلطوية لا نلمس هذه القاعدة سواء على صعيد المعاملات والعلاقات الإنسانية، ولا على صعيد المعرفة العلمية؛ لأن ما ينقصنا ليس الكفاءات العلمية و لا الباحثين التربويين بل رد الاعتبار لهذه الفئة التي غالبا ما تهاجر إلى دول الشمال التي تكرم المثقف و الباحث.
نستمد قوتنا من نقد الآخر، و اختلافه في الرأي معنا؛ لأن قبول الاختلاف معناه التأكد من صحة النظريات السابقة، و البحث عن نقط التشابه التي تجمع بين المفكرين كي يعمل كل واحد منهم على إخفاء نرجسيته التي تمنعه من الغوص في أعماق اللامفكر فيه الذي قدمه الآخر. غالبا ما نحكم على الحقيقة التي ينتجها مفكر آخر انطلاقا من ذواتنا التي لها حدود و إمكانيات تختلف عن الآخر؛ لذا علينا أن نلم بالمعرفة التي نفتقدها قبل أن نصدر أحكاما اعتباطية لا ترقى إلى مستوى النقد البناء الذي نعتبره مطية و قاعدة أساسية لتطور فكرنا و تحليلنا للإنتاجات الفكرية و العلمية الأخرى.
ركزت الدول المتقدمة على الفرد، وعلى العلماء الذين يمثلون موردا بشريا هائلا؛ فالعالم يبتكر، ويكتشف. أصبحت الدول المتخلفة تستورد أفكارا ونظريات من الغرب لا تتوافق مع واقعها وتاريخها وثقافتها؛ ليس لأن العلماء والباحثين في الدول النامية عاجزون عن تقديم بدائل وحلول، بل لأن أصحاب القرار يفضلون استدعاء خبراء دوليين كما يقولون؛ ويجربون نظرياتهم التعليمية التي غالبا ما تفشل نظرا للمقاومة التي تواجه بها من طرف العاملين والموظفين لأنها لا تحفزهم، ولا يدركون أهميتها.
تشير بعض الدراسات إلى ندرة الأبحاث و الإنتاجات العلمية في البلدان العربية، لكنها لم تتطرق في نظرنا إلى الأسباب الرئيسية التي تكمن بالأساس في إخضاع فكر المثقف وإقصاءه من الساحة العلمية، وفرض قيود على إنتاجه وعدم تشجيعه على إبداء الرأي.
حمد الله اجبارة
باحث تربوي