المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رقم أخضر لقطاع التعليم و أحمر للحكومةّّ!!!


abo fatima
23-09-2013, 11:04
رقم أخضر لقطاع التعليم و أحمر للحكومةّّ!!!




رشيد أيت الطاهر

وضعت وزارة التربية الوطنية رهن إشارة المواطنين رقما أخضر في نسخته الثانية، من أجل رصد كل ما من شأنه عرقلة السير العادي للدراسة، و الأكيد أن الوزارة ستتفاعل بشكل إيجابي جدا مع كل الشكايات الواردة استنادا إلى تجربة السنة الماضية حيث ما فتئت الوزارة تصرح بين الفينة و الأخرى و بالأرقام عن تفاعلها الإيجابي ومعالجتها للشكايات و الملاحظات المتوصل بها، لكن السؤال الذي نود طرحه ما الذي يمكن أن تقدمه خدمة "إنصات" لمؤسسة فاشلة تعيش الحضيض وفي أسوأ حالتها ؟

منظومة التربية و التكوين تحتاج إلى إصلاح حقيقي، و نتائجه قد نتوخها على المدى المتوسط و البعيد، أما العراقيل التي تعيق السير العادي للدراسة فهي واضحة للعيان، ظروف غير ملائمة للتعليم، الاكتضاض ، ضعف البنيات التحتية، غياب الأمن، طرق تدريس غير مفهومة مناهج عفا الزمان عنها، مشاكل بالجملة...

لكن خدمة إنصات التي بادرت وزارة التربية بتبنيها كآلية للمراقبة، كنا نتمنى أن تكون إستراتيجية حكومية، من أجل التواصل مع المواطنين، و الاستماع إلى شكاياتهم و ملاحظاتهم عن العمل الحكومي بقيادة الأستاذ عبد الإله بن كيران، و عن الزيادات المتتالية في أسعار المواد الاستهلاكية و المحروقات و ما والها، و القرارات الجائرة على المكتسبات، لكن للأسف الحكومة أقفلت الأبواب في وجه الشعب، و اعتبرت قراراتها هي الأنجع و المناسبة، وكل من يخالفها فهو يغرد خارج السرب، و مواطن اليوم الذي اكتوى بلهيب المصباح لا أحد من المسئولين ينصت إلى أنينه.

عندما تستمع للتدخلات السيد بوليف أيام المعارضة في البرلمان، و هو يندد و يستنكر و بلغة التهكم يقول: الحكومة التي لا تقدر على تدبير الأزمات "معندنا من نديرو بها"، و المواطن هو من يمول صندوق المقاصة من خلال الضرائب التي يدفعها، و بالتالي على الحكومة أن تجابه المشاكل دون المساس بالقدرة الشرائية للمواطن الفقير و العاطل و المهمش و الفلاح...، لكن بعد أن أصبح حكيم حكومة أخيه، أصبح في الواجهة يبرر كل زيادة، و يعتبر الاحتجاج على الزيادة شيء طبيعي، لأن الظروف هي التي فرضت على حكومتهم اتخاذ هكذا إجراءات على حساب المواطن، و أصبح هذا الأخير يتحمل مسؤولية تدبير لا شعبي، لكن إلى متى؟

لكن من ينصت إلى السيد بوليف المعارض و بوليف الوزير، يعتقد بما لا يدع لشك أنه ينصت لشخصيتين مختلفتين اختلاف الليل و النهار قام بتجسيدهما نفس الشخص ألا و هو السيد نجيب بوليف، و نظرا لإتقانه الشخصية الأولى اعتقد الجمهور أنه فعلا معارض و مثقل بهموم المواطن، لكن بتمثيله للدور معالي الوزير اتضح بأنه لا يعدوا أن يكون سوى ممثل كباقي إخوته في الحرفة، حبذا لو وضعت الحكومة رقما أخضر لتنصت لأبناء الشعب ليذكرونكم " كيف كنتم و كيف وأصبحتم" و مدى شعبية قراراتكم الحكومية...