المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موسم هجرة مرشحي الباكلوريا إلى التعليم الخاص


التربوية
29-09-2013, 08:09
موسم هجرة مرشحي الباكلوريا إلى التعليم الخاص

الخميس, 26 سبتمبر 2013 09:07
الصباح التربوي
مهتمون وآباء يطالبون بضرورة الحسم في مكون المراقبة المستمرة لضمان مبدأ تكافؤ الفرص
أبدى آباء وأولياء تلاميذ المرشحين للباكلوريا الذين يتابعون دراستهم بالمؤسسات العمومية، تخوفات كبيرة من مشاهد النزوح الجماعي إلى المؤسسات الخصوصية بعد أن يمم تلاميذ التعليم العمومي وجوههم إلى التعليم الخاص لتأمين نقطة المراقبة المستمرة التي أصبحت عاملا حاسما لنيل شهادة الباكلوريا بمعدل مريح يضمن الولوج إلى المعاهد العليا بعيدا عن الحسابات الضيقة وأوجاع الرأس. ودق الآباء ناقوس الخطر بعد تفشي ممارسات أقل ما يقال عنها "انتهازية" اقتحمت مجال تعليمنا التربوي الذي بات يعاني مشاكل عدة، زادت من حدتها تصرفات الأسر المغربية التي تبحث عن كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لتأمين مستقبل أبنائها ضاربة عرض الحائط كل المبادئ والقيم بعد تفشي مظاهر سلبية أثرت على التوجه العام للمجتمع المغربي، الذي دخل نفقا مظلما برعايته كل مظاهر التردي والانحطاط.
وفي هذا السياق، أكد أحد الفعاليات التربوية بمدينة بني ملال، أن الآباء لا يجدون حرجا في مرافقة أبنائهم لسحب ملفاتهم من المؤسسات العمومية التي يدرسون بها، لتسجيلهم بمؤسسات خصوصية يشتغل بها مدرسون أنجبتهم المدرسة العمومية، لتأمين نقطة المراقبة المستمرة التي باتت إحدى المشاكل الكبرى التي تعوق تطوير منظومتنا التعلمية بعد أن أصبحت تواجه تحديات كبرى، ما يتطلب جرأة في اتخاذ قرارات حاسمة للقطع مع كل التصرفات التي تسيء إلى نظامنا التعليمي. وأكد المصدر ذاته، على ضرورة إخضاع المراقبة المستمرة للضوابط البيداغوجية المعمول بها لضمان مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ وتوحيد الرؤية بين كل المكونات التربوية لفسح المجال أمام كل المواهب لتحقيق أمانيهم ومتطلباتهم.
ودعا إلى عدم احتساب نقطة المراقبة المستمرة في الامتحان الوطني لنيل شهادة البكالوريا في حال مبالغة مؤسسات التعليم الخصوصي في منح النقط الممنوحة بسخاء لتلاميذتها لتمويه الحقيقة ولعب دور الريادة في حصد النتائج.ونظرا للسمعة السيئة لبعض المؤسسات التعليمية التي تنفخ في نقط المراقبة المستمرة لاستمالة عطف الآباء، قامت وزارة التربية الوطنية بدراسة تحليلية لنتائج امتحانات البكالوريا مقارنة مع ما تم تحصيله بنقط المراقبة المستمرة على امتداد السنة الدراسية ما أفرز وجود تباين صارخ بين النقط التي حصل عليها التلاميذ خلال المراقبة المستمرة، والتي تميزت بارتفاعها، مقارنة مع النقط المحصل عليها في الامتحان الوطني الموحد.
وأثارت النتيجة الصادمة التي وقفت عليها وزارة التعليم عددا من التساؤلات لدى الفاعلين التربويين الذين أكدوا ضرورة البحث عن معايير جديدة لتجاوز المشاكل القائمة، مع التشكيك في وظيفة وأهمية المراقبة المستمرة التي زاغت عن أهدافها التربوية والبيداغوجية، وانزاحت عن نطاق الممارسة التقويمية سيما أن بعض منعدمي الضمير يسعون بكل الوسائل للرفع من معدلات التلاميذ بعيدا عن الأهداف المرسومة لها.
فروق جوهرية
كشفت دراسة أخرى قارنت بين نتائج امتحانات البكلوريا بين تلاميذ مؤسسات التعليم العمومي الذي يشكلون نسبة عالية، وآخرين من التعليم الخصوصي (يمثلون 7 في المائة من التلاميذ المرشحين للباكلوريا) فروقا جوهرية في الأداء والنتائج بين الجانبين بعد أن سجل التلاميذ المرشحون للباكلوريا معدلات نجاح فاقت كل التصورات ما يستدعي إجراءات سريعة لمعالجة الظاهرة بعيدا عن تصفية الحساب مع التعليم الخصوصي الذي يعتبر شريكا إستراتيجيا للوزارة لما يقدمه من خدمات تتمثل في امتصاص المشاكل التي تعتري منظومة التربية والتكوين.
وأمام المعضلة التي أثارتها المراقبة المستمرة والردود المتباينة لمختلف المتدخلين والفاعلين التربويين، وبعد التوصل بأجوبة المؤسسات التعليمية التي وجهت إليها رسائل استفسار عن التباين الحاصل في نتائج المراقبة المستمرة والامتحان الوطني الموحد، أحالت الوزارة كل الردود التي توصلت بها على النيابات الإقليمية المعنية قصد تعميق البحث بواسطة هيأة المراقبة التربوية من خلال إجراء خبرة تربوية في الموضوع قبل موافاة الإدارة المركزية بنتائج العملية لاتخاذ الإجراءات بالاستناد على الآليات المنصوص عليها في المذكرة الوزارية رقم 175 بشأن تأطير وتتبع المراقبة المستمرة بالتعليم المدرسي.
كما زار وزير التربية الوطنية محمد الوفا، أثناء وجوده ببني ملال، بعض مؤسسات التعليم الخصوصي، وناقش مع مديريها مشكل المراقبة المستمرة داعيا إياهم إلى الصرامة والحزم في الأمر وضمان مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ لتحسين مردودية القطاع وتجاوز المشاكل القائمة.


سعيد فالق (بني ملال)