المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الموسم ينطلق ساخنا بنيابة تاونات


التربوية
29-09-2013, 08:16
الموسم ينطلق ساخنا بنيابة تاونات

الخميس, 26 سبتمبر 2013 09:11

واقع مر أغضب نقابات بدت غير راضية على واقع التعليم وحرمان أستاذ من منصب حارس عام بعد اجتيازه امتحانا
انطلق الموسم الدراسي الجديد ساخنا بنيابة وزارة التربية الوطنية بتاونات، أمام ارتفاع الأصوات الغاضبة على الوضع التعليمي بالإقليم الذي ما زال دون مستوى التطلعات. وشكلت صورة فوتوغرافية تداولها الموقع الاجتماعي "فايسبوك"، وتظهر مدير مدارس عدالة ممتطيا بغلا ومتأبطا محفظته في طريقه إلى مقر عمله بالمدرسة، نسخة مختصرة لهذا الواقع المر.
ويعيش القطاع بهذا الإقليم القروي بامتياز، وضعا لا يحسد عليه، في زمن نتغنى فيه الدولة بشعار "المغرب أجمل بلد في العالم"، فيما أطلقت نقابات قطاعية بيانات نارية أعلنت فيها استعدادها للدخول في أشكال احتجاجية تصعيدية، والدفاع عن مصالح الشغيلة التعليمية، التي تعاني الكثير من المشاكل.

ناقوس الخطر
الجامعة الحرة للتعليم (إ. ع. ش)، أول نقابة قطاعية تلتفت إلى هذا الواقع المزري من خلال بيان دقت فيه ناقوس الخطر للوضعية التعليمية للإقليم، إذ وقفت على اختلالات تحول دون بلوغ الأهداف المنشودة، مطالبة بضرورة التعبئة في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به القطاع رغم الإصلاحات المتشدق بها، طالما أن الوضعية لا تبعث على الارتياح والاطمئنان.
تلك الوضعية تفرض "الوقوف وقفة تأمل للمساهمة في الرقي بالقطاع الذي ما زال يتخبط في السياسات الارتجالية المبنية على الاستفراد في أخذ القرارات دون استشارة أهله" بلغة بيان النقابة التي رأت وجوب التغيير في السلوكات والممارسات والابتعاد عن النظرة المبسطة والخطابات التجزيئية الساعية إلى تبرئة الذات وجعل النقاش في الموضوع مجرد ترف فكري".
وطالب المكتب الإقليمي لهذه النقابة، بعقلنة تدبير الموارد البشرية باعتبارها الحل الأساسي لكل إصلاح جدي، مطالبا باعتماد الكفاءة والاستحقاق في ذلك بعيدا عن الزبونية والمحسوبية، وتأطير وتكوين الموارد البشرية كي تصبح قادرة على مواجهة التحديات، بالاعتماد على تكوين مستمر ناجع والابتعاد عن الحلول الترقيعية التي تعمق الأزمة، وتبني إستراتيجية معقلنة.
وقال إنه لا يمكن مثلا لمقتصد وحيد القيام بتدبير أكثر من مؤسسة تعليمية، مطالبا بنهج المقاربة التشاركية بجدية مع النقابات لبلورة المشاريع الهادفة إلى الرفع من المردودية وإطلاع النقابات بشكل مستمر على كل الصفقات التي تعقدها النيابة والتعويضات التي تقدمها للعاملين في القطاع، وتسريع الإجراءات القانونية فيما يخص السكنيات الوظيفية المحتلة.
وطالب بجرد وإحصاء وترميم الأقسام غير الصالحة للتدريس في أقرب وقت ممكن وتوفير العدة البيداغوجية والديداكتيكية وتوفير الأمن لحمايتها، وتفعيل الشراكة بين المؤسسات التعليمية مع مختلف الفعاليات الأخرى، والتدخل العاجل وبشكل فوري لدى الجهات المعنية في حق كل متاجر بالحقل التعليمي، خاصة المتورطين في ابتزاز التلاميذ للقيام بالساعات الإضافية المؤدى عنها.
وأكد المكتب الإقليمي للنقابة نفسها، احتفاظه لنفسه بالحق في أسماء هؤلاء المتاجرين بالتلاميذ، مطالبا بنشر لوائح الأساتذة المرخص لهم بالعمل في المؤسسات الخاصة، وتسوية الوضعية القانونية والإدارية لأساتذة سد الخصاص لما قدمته هذه الفئة من تضحيات على مدى ثلاث سنوات خلت، والإسراع بفتح المدارس الجماعاتية ومطالبة الجهات الوصية بخلق المزيد منها.
مؤامرات وقرارات فوقية
تحدث المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم، عن "مؤامرات تحاك ضد القطاع وجنوده الشرفاء من نساء ورجال التعليم بكل أطيافهم وحيث ما كان موقعهم ومهمتهم"، معلنا رفضه ل"القرارات الفوقية التي تضرب مبدأ الشراكة"، مستغربا لسياسة الاستخفاف التي "تتعامل بها الوزارة مع القطاع وشغيلته بإصدارها مذكرات مصيرية خلال العطلة الصيفية أو قبيلها".
وذكر من ذلك مذكرتي الامتحانات المهنية والترخيص بمتابعة الدراسة، والمذكرة المشؤومة رقم4901 في موضوع تقييم أداء الموظفين، متحدثا عن نتائج كارثية خلفتها المذكرة الإطار للحركات الانتقالية التي "خلفت استياء عميقا لدى الشغيلة التعليمية"، مطالبا بالتراجع عنها أو مراجعتها بعد التشاور الجاد مع المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية.
ولم يستسغ ما أسماه "اللامبالاة التي تعاملت بها الأكاديمية والنيابة مع الطعون المقدمة في نتائج الحركة الانتقالية وعدم عقد لجنة فض النزاعات للبت في هذه الطعون"، متسائلا عن دوافع التأجيل المستمر لعقد المجالس التأديبية في مواعيدها، معلنا رفضه القاطع لنتيجة الحركة الإقليمية ولطريقة تدبيرها خاصة مع ما شابها من تستر على عدة مناصب ما زالت شاغرة لحد الآن.
وقال في بيان توصلت "الصباح" بنسخة منه، إن "النيابة لم تكلف نفسها حتى الرد على أصحاب تلك الطعون المقدمة"، ما يثير مخاوف من احتمال الرجوع إلى زمن المحسوبية، داعيا جميع رجال ونساء التعليم إلى رفض أي حيف أو شطط قد يطالهم جراء عملية ما يعبر عنه ب"ترشيد الفائض" واستعدادهم للدفاع عن حقوقهم المشروعة، من خلال أشكال احتجاجية لم يعلن عنها بعد.
فعاليات غاضبة
بدت فعاليات نقابية أخرى غاضبة من مثل هذا الواقع المزري وحرمان أستاذ بإعدادية مولاي رشيد ببني وليد بنيابة تاونات من منصب حارس عام ظفر به بالتباري، محملة رئيس مصلحة الموارد البشرية السابق الذي انتقل للعمل بتازة، مسؤولية هذا الخلل، بعدما تقرر إلغاء المنصب بثانوية ابن خلدون الذي تبارى عليه تطبيقا للمذكرة الجهوية 04-13 في 18 أبريل الماضي.
وتوصل الأستاذ بنتيجة اختياره لمنصب الحارس العام، وبادر بإصلاح السكن ونقل أبنائه وزوجته إلى قرية با محمد، لكنه فوجئ مع الدخول المدرسي الحالي بقرار إلغاء منصبه بمبرر عدم توفره على شروط التباري على المنصب، فيما طالبت الجامعة الوطنية لموظفي التعليم بمحاسبة المسؤولين عن هذا الخرق ورد الاعتبار إلى الأستاذ الذي حرم من حقه دون وجه حق.
ولم يقتصر الاحتجاج على واقع التعليم على النقابات بل دخل تلاميذ وآباؤهم على الخط خاصة بثانوية الخوازمي ببوهودة، الذين أجج تأخر أشغالها، غضبهم وأشعل فتيل احتجاجهم، إذ وجهوا عريضة استنكارية إلى النيابة وعمالة الإقليم، بعدما علقوا مسيرة احتجاجية كانوا ينوون تنظيمها مع انطلاق الموسم الدراسي إلى مقر العمالة، فاسحين المجال لمسؤولي القطاع، لتدارك الأمر. وما زالت أغلب مرافق الثانوية غير مكتملة البناء والأشغال، ما سيؤدي إلى التأخر في استئناف الدراسة لهذا الموسم أو انقطاع البعض عنها لعدم جاهزية القسم الداخلي للمؤسسة الذي ينتظر أن يفتح في وجه 120 تلميذا وتلميذة غالبيتهم يقطنون بدواوير بعيدة عن مركز الجماعة، بدواوير مرزاين بجماعة خلالفة المجاورة، خاصة في وسائل النقل المدرسي.
وتضم الثانوية التي أعطيت انطلاقة الدراسة بها في الموسم الماضي، 8 قاعات عادية و4 قاعات علمية، ويدرس بها 600 تلميذ وتلميذة يشرف على تعليمهم 27 إطارا تربويا إضافة إلى الطاقم الإداري، فيما الدراسة مازالت بها متعثرة، رغم مرور عدة أيام على انطلاق الموسم الدراسي الجديد، إلى درجة عدم الحسم في استعمالات الزمن للظروف الصعبة التي توجد عليها الثانوية.
وقالت مصادر مطلعة إن المؤسسة ما زالت تفتقر إلى أبسط التجهيزات من سبورات وملاعب رياضية ومراحيض، والأشغال لم تكتمل بعد في قاعاتها وساحاتها وممراتها، فيما لوح الآباء بتنظيم أشكال احتجاجية غير مسبوقة في حالة استمرار الوضع على ما هو عليه وحرمان أبنائهم من الدراسة إلى أجل غير مسمى، كما الحال في عدة مدارس ابتدائية لم تنطلق بها الدراسة.


حميد الأبيض (فاس)