المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وزارة التعليم في جانب والقطاع الخاص في جانب آخر


abo fatima
16-03-2014, 21:09
وزارة التعليم في جانب والقطاع الخاص في جانب آخر

http://www.hibapress.com/upload/1632014-6245c.jpg

كمال قروع ـ هبة بريس


يكاد المواطنون يختنقون من كثرة متاعبهم في تدريس أبنائهم، فمؤسسات القطاع الخاص أصبحت غير خاضعة تقريبا لمراقبة الوزارة وخاصة بالنسبة لبعض المؤسسات التربوية التي أصبحت تتحكم فيها عقد غريبة وتصرفات مثيرة لأصحابها وأساتذتها.
إن كل مؤسسة تعليمية خاصة أصبحت تفرض منهجها التعليمي وفق مبدأ التنافس والتلهف وراء الجني والأرباح غير مكترثة بمستقبل التلاميذ او بمستوياتهم أو بقدراتهم الذاتية، فالتلميذ يحمل على كتفه حوالي 20 كيلو من الكتب، وهو مطالب أيضا بعد خروجه كمن المدرسة بإنجاز تمارين منزلية كثيرة مما يعني بأن هذه المدارس تسعى فقط لتنشئة جيل معقد ومريض نفسيا.
فالطفل في السنوات الأولى يحتاج ايضا للترفيه عن نفسه والترويح عن ذاته وممارسة هواياته واللعب مع أقرانه، وهذا من أبسط حقوقه الطفولية بعد الساعات الثمانية تقريبا التي يقضيها في التحصيل داخل الفصل.
إن الأساتذة في بعض المدارس أصبحوا يتركون الأطفال يواجهون تمارينهم بعد الخروج من المدرسة ويفضلون دروس التقوية متن أجل الربح الذاتي أما داخل القسم فبشهادة العديد من الاطفال والآباء يقضي بعض الأساتذة، سامحهم الله الوقت في اللهو في الهاتف او في الآيباد.
وقد حكى لنا مواطن إن إحدى أفراد عائلته عانت الأمرين كي تتفهم مدرسة توجد في حي الرياض بالرباط حالة ابنها الذي يعاني من مرض مزمن، لا يؤثر على قدراته الذاتية او على ذكائه بل يؤثر فقط على قدرته في الإسراع في الكتابة، وبالرغم من الذكاء الكبير للطفل فإن المدرسة لم تأخذ بعين الاعتبار سلوكه وأخلاقه المتميزة أو مساهمته الحيوية في التواصل او قدراته الكبيرة على الأجوبة الشفهية واكتفت بتنقيطه على الكتابة في زمن أصبح المواطن يكتب كل شئ بالحاسوب..
وقد قامت السيدة بتنقيل ابنها إلى مدرسة "بول فاليري" قرب حي اليوسفية التي تفهمت ذكاء الطفل وقدراته وساعدته على الانسجام مع زملائه.
إن الرسالة التربوية التي لا يهتم بها بعض أساتذة التعليم في بلادنا وكذا بعض المستثمرين قد تتحول إذا إلى جمرة حارقة يكتوي بها الأجميع، فنحن لا نرغب في تعليم ابنائنا الكتابة والتحدث بالفرنسية بقدر ما نرغب في تدريبهم على تكوين شخصيتهم وعلى الحوار وكيف ينمكن ان يكون نافعا لوطنه.