المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سجود التلاوة في المذهب المالكي.


oum zahra
19-10-2014, 19:01
سجود التلاوة سنة مؤكدة، لحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويله أمر ابن آدم بالسجود، فله الجنة، وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار"(1)، ولحديث ابن عمه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا السورة فيها السجدة، فيسجد ونسجد حتى ما يجد أحدنا لجبهته موضعا يسجد عليه" (2).
وسجود التلاوة سجدة واحدة، بلا تكبير للإحرام ولا سلام، ويكبر الساجد في الهوي وفي الرفع من السجود، ويشترط فيها ما اشترط للصلاة من الطهارة واستقبال القبلة ويخاطب بها القارئ مطلقا – صلح للإمامة أو لا -، والمستمع بشروط أربعة هي:
1- أن يقصد الاستماع، أو يجلس ليتعلم من القارئ.
2- أن يكون القارئ صالحا للإمامة، بأن يكون ذكرا بالغا عاقلا، وإلا فلا سجود إلا على القارئ.
3- أن تجتمع في السامع شروط الصلاة من طهارة وستر عورة واستقبال القبلة.
4- ألا يقصد القارئ إسماع الناس حسن صوته.
ومواضع سجود التلاوة في القرآن أحد عشر موضعا: آخر الأعراف، والآصال في الرعد، ويؤمرون في النحل، وخشوعا في الإسراء، وبكيا في مريم، وما يشاء في الحج، نفورا في الفرقان، والعظيم في النمل، ولا يستكبرون في السجدة، وأناب في ص وتعبدون في فصلت.

مكروهات سجود التلاوة
1- تعمد قراءة الإمام والفذ لسورة فيها السجدة، بفريضة، وعلل الإمام مالك هذه الكراهة بقوله: "لأنه يخلط على الناس صلاتهم"(3)، وهذا لكراهة رواها ابن القاسم وأشهب عن مالك، واقتصر عليها الشيخ خليل، والدردير في مختصر فيهما(4)، وروى ابن وهب عن مالك أنه لا بأس أن يقرأها الإمام في فريضة، ويؤيده فعل عمر (ض)، فقد قرأ في صلاة الصبح بسورة النجم فسجد فيها(5)..
2- ترك السجود لمن توافرت فيه الشروط، وقت الجواز.
3- الاقتصار على قراءة محل السجدة، مثل "واسجدوالله"، وقيل الاقتصار على آية السجدة، مثل "إنما يومن بآياتنا إلى يستكبرون". وفي المدونة (1/106): "وكان مالك يكره للرجل أن يقرأ السجدة وحدها، لا قرأ قبلها ولا بعدها شيئا فيسجدها وهو في صلاة أو في غير صلاة".
4- قراءة سورة فيها السجدة أثناء خطبة الجمعة أو غيرها، فإذا قرأها كره له السجود، ودليل الكراهة عمل أهل المدينة، لقول مالك في الموطأ :"ليس العمل على أن ينزل الإمام إذا قرأ السجدة على المنبر فيسجد"(6).. وما فعله عمر (ض) حين قرأ سجدة وهو على المنبر يوم الجمعة فنزل فسجد وسجد الناس معه ..(7). لم يتبعه عليه أحد من الأئمة بعده، ما يدل على أنه إنما سجد ليعلم الناس أن السجود وتركه جائزان.
5- ورخص مالك في سجود التلاوة بعد العصر ما لم تصفر الشمس، وبعد الصبح ما لم يسفر، ففي المدونة: فقلت له: فإن قرأها بعد العصر أو بعد الصبح أيسجدها ؟ قال: إن قرأها بعد العصر والشمس بيضاء نقية لم يدخلها صفرة رأيت أن يسجدها، وإن دخلتها صفرة لم أر أن يسجدها وإن قرأها بعد الصبح ولم يسفر، فأرى أن يسجدها، فإن أسفر فلا أرى أن يسجدها"(8)..
الهوامش:
(1)- أخرجه مسلم في الإيمان.
(2)- أخرجه البخاري في السجود، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة.
(3)- المدونة الكبرى 1/106.
(4)- مختصر خليل شرح الدردير وحاشية الدسوقي 1/264، وأقرب المسالك للدردير ص 24.
(5)- أخرجه مالك في القرآن: ما جاء في سجود القرآن – شرح الزرقاني على الموطأ 2/20.
(6)- الموطأ بشرح الزرقاني 2/21.
(7)- نفسه
(8)- المدونة الكبرى 1/105.
منقول للافادة

خادم المنتدى
28-02-2016, 09:27
http://i58.servimg.com/u/f58/18/51/66/95/58265111.gif
http://photos.azyya.com/store/up1/080603162156qRo1.gif