المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طرب الملحون .


الشريف السلاوي
30-12-2014, 20:01
طرب الملحون



نشأ الملحون –كما أورد ذلك أحمد سهوم في كتاب الملحون المغربي– في سجلماسة وتافيلالت ونما في مراكش وفاس ومكناس وسلا أي في مواقع تمركز الصناعة التقليدية. ولذلك نجد أن معظم شعرائه وأشياخه كانوا من أهل الحرف والصناعات وخصوصا الدرازة والخياطة والخرازة والشراطة...

ورغم أن الملحون ارتبط بنصوصه واصطلاحاته بمناخ الحرفة في المغرب فقد عرف تاريخ نظم الملحون شعراء من غير أوساط العامة والحرفيين، بل كانوا مثقفين وسلاطين من الدولة العلوية مثل عبد الله بن اسماعيل، وسيدي محمد بن عبد الله ومولاي عبد الرحمان، ومولاي وسيدي محمد بن عبد الرحمان، و مولاي عبد الحفيظ، وكانوا فقهاء مثل الفقيه ابن ابراهيم الحرار، والفقيه لحلو، والفقيه الدفلي، والفقيه الزراق، والفقيه سيدي محمد بن العربي المراكشي، والفقيه محمد العواد، والفقيه غرنيط وغيرهم...

ولم يعرف أن أحدا ممن نظموا في الملحون دونوا قصائدهم أو أوصوا بتدوينها -ماعدا حركة التدوين التي عرفت في العهدين العلوي والسعدي من قبل مثقفي هذه المرحلة وفقهائها ووجهائها الذين كانت لهم صلات وثيقة بالكتابة مع أن الأمر لم يكن ذا شكل منظم– بل إنها انتقلت عبر الصدور إلى أن بدأت حركة التسجيل الإذاعي والبحث الكتابي في هذا التراث رباعيات نساء فاس لمحمد الفاسي، أو كانت متضمنة في كتب المريدين الذين أدرجوا فيها نصوص شيوخهم مثلما فعل محمد بن العربي الدلائي الرباطي بديوان شيخه الحراق في الباب الرابع من كتابه النور اللامع البراق في ترجمة الشيخ سيدي محمد الحراق.

ليس غريبا أن يتم الأمر بهذا الشكل في غير المتون الفقهية والنحوية والبلاغية وفي الشعر الفصيح ضمن ثقافة تطبعها القيم الشفاهية. بل إن أشياخ الملحون والمشتغلين به كانوا يستهجنون كتابة "القصايد" ويحبذون تداولها الشفوي والمغنى على اعتبار أن التدوين يشوهها ويفقدها حلاوتها وطراوتها وغنائيتها ومصداقيتها كما أشار إلى ذلك عبد الرحمان الملحوني في الزجل المغربي الملحون بين الإنشاد والتدوين القسم الأول 1991-1992.

وعلى سبيل التمثيل لموقف أهل الملحون من التدوين وصعوباته والخوف منه كما يورد ذلك الملحوني دائما قولهم: "اللي بغى كلامنا يخوذوا من الابواق ماشي من لوراق" أي من الأفواه، لأن الشعر السليم من التحريف هو ما يروى عن المنشدين في ساحة الإنشاد والغناء لا بواسطة الكنانيش ودفاتر الملحون. أو قولهم:"عسلنا نشدا ولكتبا سهدا" أي أن قصائدنا والمشبهة هنا بالعسل توجد في الإنشاد، بينما في الكتابة غفلة وخروج عن المراد.(الملحوني، ص7)

كما أن كتابة الملحون تطرح إشكاليات عديدة تتعلق باختلاف المبنى والمعنى عند التدوين فتنحرف المعاني عن أصولها مثل تغيير كلمة (السور) ب (الصور)، و(الدر) ب (الضر)، و(القياس) ب (القياص) انسجاما مع أسلوب نطقه مع إدراك المفارقة بين الرسمين في الدلالة. ويكون الاختلاف كذلك في نفس القْصيدة المكتوبة على كناش أو جلد مدبوغ (الجفريات مثلا) حيث يختلف الإنشاد على مستوى القياسات بين فاس ومراكش وسلا على سبيل المثال.

ولأن التدوين قد تعرض لعدة تغييرات في بنية القصيدة أو في مضمونها مثل الأجزاء المبتورة عند التدوين، فقد أطلق أهل الملحون مصطلحات مأخوذة عن مجالهم الاجتماعي ليعبروا عما حصل من تحريف أو بتر: "هذي قْصيدة مْقرّْطة" أي مبتورة ومقطعة إلى أجزاء بتداخل بعضها في بعض. وقد أخذوا الكلمة من قول العامة: المقروط أي الخبز المقطّع إلى أطراف صغيرة. كما قالوا: "هذي قْصيدة مبرّْصة" أي فيها برص، ويعنون به الدخيل من الشعر على الأصل المشهور. وبما أن البرص يشوه خِلقة الإنسان فكذلك برص المعاني والصور الذي يشوه معالم القصيدة فيحصل فيها العيب على حد قولهم.( الملحوني، ص 8)

ومن قضايا التدوين أن نجد نفس القصيدة مكتوبة ومتداولة بصيغتين كما في بعض قصايد رباعيات نساء فاس التي جمعها محمد الفاسي من منابعها الشفوية الفاسية، أو مكتوبة بالعامية ثم بالفصحى من قبل نفس الشاعر. وكمثال من الرباعيات نقرأ في ص16:

مصاب لي أنا والحبيب جلسة في العرصة

وقبب متفرشة وصهارج بين وبين

وخصص تفور مثل الحلبان

وأم الحسن تغرد وتجيب على البستان

وتجيب على النجاص مولى سبع ألوان

خرج شباب تايتهدى من بيت لبيت

دلات الياسمين أغصانها من غير هواها

تمنيت مع الحبيب جلسة ونصيب دواها

ونقرأ في ص34 من نفس الكتاب:

مصاب لي مع الحبيب جلسة في العرصة

وشباب الاّ يشيب وعمر الاّ يفنى

وخصص متقابلة وصهارج ذ الما

والماموني على يميني ويساري

وأم الحسن تاتغرد في البستان

وتجيب على النجاص مولى سبع ألوان

يساهل قبة النصر من هو سلطان لايقف أمر الموقف من التدوين عند هذا الحد الذي يعكس الخوف من التحريف المرتبط بإهمال قواعد الإملاء والرسم والجهل بها وإهمال الباحثين في هذا الشأن له -وإن كان هذا الأمر لا يعنيهم كثيرا أثناء الإنشاد وخصوصا غير المتعلمين– بل يتجاوز ذلك إلى الدعوة إلى العناية ليس فقط بالنص بل بالإيقاع والوزن والتفعيلة الموسيقية و"حركات الكلمات داخل أشطار البيت الواحد الذي يعتبر الوحدة الأساسية داخل كل قسم من أقسام القْصيدة وتجليه الحرْبة التي يجب أن تأخذ قياسا معينا بحسب المْرمة التي توضع عليها الحربة والتي يجري عليها كل بيت من الأبيات التي يتألف منها كل قسم من أقسام القْصيدة".

يقول أهل الملحون: اللي يكتب كلامنا يحرص على انغامنا. (الملحوني، ص26). هذا شأن غير المتعلمين من أهل الملحون. غير أن المتعلمين منهم (علماء أو فقهاء أو أدباء مثل التهامي المدغري وهو من شعراء الفصيح كذلك والحاج أحمد امريفق وكان فقيها) كانوا يعتبرون الخطأ في رسم الكلمات أشر وأنكى عندهم وكان ينزل منزلة الخروج على القياس. وتراهم حين يحسون بنوع آخر من الاضطراب الذي يحدث تحريفا أو تصحيحا أو خروجا لمعان عن مرادها، يقول: "اللي يكتب كلامنا، ولى نسّاخ، ولى سلاّخ، ولى مسّاخ.. " ( الملحوني، ص 27)

فالنساخ هو الذي يكتب الكلمة وهي سليمة في الرسم (حرفا ومعنى) أثناء الكتابة والإيقاع أيضا في حالة الإنشاد والغناء. أما السلاخ فهو الذي يسلخ الكلمات سلخا في المبنى والمعنى فيحدث بهذا السلخ ما سموه بالتبريص الذي يشوه النص إما في الكلمة أو الشطر أو الوزن. والمساخ هو الذي يمسخ الكلمات والمعاني مسخا فادحا فيخرجها عن دلالتها مما يغير المعنى العام في سياق القصيدة وما ينزل منزلتها في النظم والإيقاع. ويسميه أهل الملحون التقريط كما أشار إلى ذلك الملحوني، أي البتر والمسخ. ومن هنا التأكيد على الضبط والتصحيح. والمولاة سماها ورواية أكثر ما يؤكد حرصهم الشديد في مجال الكتابة والتدوين وهو عندهم صمام الأمان الذي كان يعصم المنشد من الخروج عن لمْرمات التي وضعها شاعر الملحون لقصائده وسراريبه منذ الوهلة الأولى. (الملحوني، ص28)

إلا أن هذه الخطوة الأولى لم تكن تخص كل طبقات أهل الملحون بل اختص به المتعلمون الذين ولعوا باقتناء الكنانيش والكراسات وإعدادها وتهذيب محتوياتها. ويذكر أنه وجدت قصائد مكتوبة على جلود مدبوغة مثل قصائد قدور العلمي التي كانت مزبورة على جلد مدبوغ برائحة المسك، أو على أوراق من نوع خاص قريب إلى ورق البردي. وتعود هذه النصوص إلى العهد السعدي وبعضها إلى العهد العلوي وهو عهد عرف أنواعا كثيرة من الورق يجلب معظمها من الخارج. في هذه الفترة انتشر فن النساخة ولم تستمر الكتابة على الجلود المدبوغة إلا نادرا لأنها تقبل المحو والإعادة كما تقبل التزوير والتحريف، خلافا للورق العادي. ومع ظهور الكنانيش والكراسات نشطت فئة الخزّانة في كل وسط من أوساط الملحون والقائمين بشؤونه. إلا أن هذا الأمر لم يكن مندرجا ضمن وعي بتحويل المادة من الشفهي إلى التدوين بما يعنيه من تكريس لقيم البحث والتوثيق والتبويب والتحقيق تتميما لهذه الخطوات الأولى وتثمينا لها.

العَروض والبناء والمصطلح: من بلاغة النص إلى بلاغة التقعيد

لا يعنيني من الحديث عن الشكل والبناء والمعجم والمصطلح في شعر الملحون أن أعرض كل تفاصيلها أو التعريف بها بقدر ما أسعى من خلال ذلك تبئير زاوية النظر على المناخ اللغوي والاجتماعي الذي تخلقت فيه لغة الملحون والكيفية التي عملت بها مخيلة الشعراء والأشياخ في وضع المصطلحات بحسب البيئة التي تواجدوا فيها وكيف تحركت هذه المخيلة بين العامي والفصيح من أجل اشتقاق ألفاظ أو نحت أخرى عابرة بذلك ومخترقة القواعد المعيارية للغة الفصحى المعتمدة في كثير من أنماط الاستعارة والقياس والاشتقاق والنحت والتحويل.

إن المخيلة التي قامت بهذا الصنيع كانت واعية بأن توسيع مجال المتخيل الشعري والغنائي لا يستقيم بدون فتح مجال المحاورة والتبادل بين اللغتين من جهة وبين الفكر والمخيلة والمرجع من جهة أخرى. فكان معجم الملحون ذا غنى ملفت للنظر ومثير للدهشة في بعض الأحيان بسبب الخصوصية الفائقة التميز التي عرفت تركيبة الجملة واختيار الألفاظ والربط بين الصور ووضع الاصطلاحات المنسجمة مع فضاء العامية المتداولة في التخاطب والنظم والإنشاد والتقعيد.

لم يتفق الباحثون في الملحون حول التعاريف المعتمدة لبعض الاصطلاحات، ولا حول عدد الأوزان المكونة للبنية الإيقاعية للمتن المتوافر. لكنهم في المقابل اعتمدوا التسميات المتعارف عليها واتفقوا على أنها بنية اصطلاحية غنية وواسعة المرجعيات، وعلى أن بنيته العروضية تتجاوز بكثير الحيز المحدود الذي عرفه عروض الشعر الفصيح.

فضلا عن ذلك، فإن المجال اللغوي الذي تحركت فيه اصطلاحات أهل الملحون ارتكز في أغلبه على قياسات المشابهة والاستعارة والكناية والتمثيل. وهو ما نشير إليه بتركيز تبيانا لقيمة النشاط الاصطلاحي المدقق أولا ثم لشساعة القدرة التخييلية التي اعتمدت مناخها الاجتماعي والحرفي واللساني بصفة عامة لتنحت اصطلاحاتها الخاصة والمحيلة مع اختلاف الاصطلاحات أحيانا باختلاف الأماكن الجغرافية مثل فاس ومراكش وسلا.

يقول أحمد سهوم: "لا غرابة أن تكون جل المصطلحات التي استعملتها مدرسة الملحون القديمة ما هي إلا من عطاءات الصانع التقليدي، ومنها بطبيعة الحال لمْرمّا وقياساتها. ذلك لأن لمْرمّا تسمية تطلق على الآلة الصناعية التقليدية المختلفة الحجم والشكل والتي يستعملها الحرّار والدرّاز كما تستعملها الطرازة والنساجة. كذلك لكل من مبدعي الأوزان مْرما خاصة وقياسات تستعمل في تلك لمْرما ولا تستعمل في غيرها. وقد توقف إنشاء لمرمات منذ 1780 إلا أن القياسات ظلت تلتحق بها. الملحون المغربي (ص17).

الشكل والبناء

أ - النظم واصطلاحات الإيقاع

ينقسم الملحون باعتبار نوعه إلى مدح وعشَّاقي. فأما المدح فيختلف عن الاصطلاح المعروف في القصيدة الفصيحة ويتضمن أشعار المواعظ والتصليات (الصلاة على النبي) والذكر والحِكم والوصايا والغزوات والملاحم وقصص الأنبياء والجفريات. وأما العشَّاقي فهو كل الشعر ذي الطابع الغنائي، ويتضمن الأشعار التي تتغنى بالمحبوب والمعشوق وتحكي عن الجار والجافي والساقي والمرسم والدالية والمرسول والدمليج والخلخال والدواح والشمعة والزهو وغيرها...

وينقسم باعتبار تسمية النص إلى قْصيدة وسرابة. فالقْصيدة هي النص المعروف المتداول الخاضع لمعايير النظم الذي جرى عليها أهله في التقعيد. وأما السرابة فقد اختلفت في تحديدها الآراء فأحمد سهوم يعدها مقطوعة قصيرة ذات عاطفة جياشة وتندرج في صنف العشاقي، فهي سرب من الأوزان يتلاحق بسرعة فائقة في انسجام بديع وتشمل كل أقسام الملحون وكل أنواع المْرمات وأصحاب السرابات غير معروفين مثل أصحاب القصايد فهم لايوقعون قصائدهم الملحون المغربي (ص51). ويعدها محمد الفاسي قسما منفردا يجعلها بين المبيتة والوسبة والعيطة، خاضعة للعفوية في المعاني، قصيرة ولا حربة لها ولا يذكر الشاعر اسمه فيها فهي مجهولة المؤلف. أما عباس الجراري فيعتبرها استهلالا أو مقدمة للقصيدة فهي قطعة قصيرة تكون في نفس البحر يمهد بها الشاعر لضبط إيقاع الوزن الذي ينظم عليه القْصيدة (ص147).

مثال السرابة كما يعرفها أحمد سهوم (ص51)، على أننا سنقم امثلة للأنماط الأخرى فيما سيلي:

اعلاش أمحبوب خاطري تجفيني

ألجافيني وعلاش الجفا

حبيتك من خاطري ولا رديتيني

ولا وصلتني قاسيت ماكفى

خالفتي ف الوعد باش واعدتيني

وكاتمنيني ياشارد العفا

قالت ناس الشعر قول وافي زين بلا تيه صورتو تعداف

والخير صاحبو يعراف

علاش؟ علاش؟ علاش؟ يا الجافي زدتي قلبي شغوف

ما ظنيتك بالخير ما تكافي يا مسراج الحروف

واللي ناوي بزيارتو يوافي ما كايردو الخوف

خليتي عيني من الشفق شوافا نعاين الرافا

من صاحب العفو

يجمع شملي بك خاطري يتعافا الضر يتشافا

ربي يخففو

تكبت ف اغصان نارك النازفة أبديت ف الاَّفة

وعدي نصرفو

يا ما فواني كا نروج كالحوت بلاما في معاطن ونشوفو

وبحبك الاعضا سخفوا

ذنب العشيق واعر ومازال يدور بك

أيا جافي خوفي عليك

وافيني وافيني وكمل المقصود

واللي جواد ياك تجود

لله واش قلبك حجرة، ولَّ حديد، ولَّ زبدة، كليت بالجفا والهجرة خليت ليك مول الجود

أما باعتبار نظامه الإيقاعي العروضي فأغلب الباحثين يقسمون الملحون إلى أربعة أنواع هي: لمبيت ومكسور الجناح والسوسي ولمشتب. وهي تسميات مستوحاة من طبيعة البيئة المغربية الحرفية أو ذات الإيحاء الطبيعي بوحه عام.

أ‌- لمبيت: وهو ما يوازي في اصطلاح الشعر الفصيح البنية العمودية للقصيدة وينقسم إلى أربع مْرمات (مثنية وثلاثية ورباعية وخماسية) وعدد كبير من القياسات بحسب التركيب الذي تقوم عليه القصيدة. فالمْرما المثنية تعتمد نظام الفراش والغطا (الصدر والعجز) من البداية إلى النهاية، كما في قول التهامي المدغري:

ما نروح اللفراح ولا انروح بالراح دون راحت روحي حور اللوامح افروح

أو قول الجيلالي امتيرد:

انعيد صيامي، وانكلع كفارة لوزر عنقت غزالي فالدجا حتى بان الحال

أما لمْرما الثلاثية فتقوم على صدر وعجز وذيل كما في قول المدغري:

اثلاثة زهوة ومراحة بهواهم ما أنا ساحي

ركوب الخيل والبنات وكيسان الراح

وترتكز لمْرما الرباعية أو المربوع أو الرباعي على أشطار غير متوازية، كما في قول المدغري دائما:

دسني تحت لخلال بين دروعك لملاح واللبة والدواح

ونهيداتك تفاحة خفت يشوفوني عيونك يجرحوني يا فارحة

أما لمْرما الخماسية فذات أشطار رباعية متوازية وشطر خماسي بتوسطها في الأسفل كما في الموشحات. يقول المدغري في قصيدة "الفارحة":

سلتك ببهاك يا الرايح مالك سكران دون راح

وأنا عقلي معاك راح بايت من ليعت الجرايح

ساهر والناس رايحة

أو قوله دائما في قصيدة "زايدة":

أنا المشري بلا مزايد واللايم في الملام زاد

بملامو حرمني الزاد كف اللومان فين زايد

يبليك بحب زايدة

ب‌- مكسور الجناح: وتشير التسمية بحس استعاري راق إلى الشعر المحرر من الأوزان العمودية وكأنه طائر كسر جناحاه لأن القاعدة المتداولة هي التوازي العمودي إلى أن ظهر أول تطوير للأوزان العمودية في عهد بوعمر كما يقول أحمد سهوم في الملحون المغربي (ص43). فهو إذن "شعر مرسل لا يتركب من أبيات وكل قسم من أقسام قصائده وكأنه بيت بذاته (وحدة عروضية تشمل المقطع كله). ويكون مكسور الجناح في البداية فقط، أما نهاية كل مقطع فتعود إلى الأصل (أي نظام لمبيت العمودي) وتسمى العودة او الرواح باصطلاح أهل الملحون وتنتهي القصيدة ب"سارحة" وهي أبيات على شكل اللازمة الخاضعة لقياسات لمْرمة.

ويرى عباس الجراري (ص141) أن مكسور الجناح يتكون من أربعة أجزاء:

ج 1: الدخول: وهو شطر في استهلال القسم لا غطاء له يبدو كالطائر الذي كسر أحد جناحيه. ويؤكد هذا التعليل في التسمية أن الأشطار التي تأتي بعد الدخول غير مبيتة ولا غطاء لها فكأنها هي الأخرى مكسورة الجناح.

ج 2: مجموعة من الأشطار القصيرة تسمى لمطيلعات أو الكراسا.

ج 3: بيت على وزن الحربة وقافيتها كأنه تمهيد لها.

ج 4: الحربة أي اللازمة.

نموذج مكسور الجناح: قصيدة "المزيان" لإدريس بن علي:

الدخول: ته بجمالك عل لقمار

لمطيلعات: الشمس اتغير ايلا تشوف زينك

لبدر من اجبينك والبان غار منك

اسبغ من الظليم الوفرا

واضوا من لكواكب غرا

والحاجب فوق الطرا

نحسابهم نونين

وامعرقين باثنين

وا**** فوق وجناتك ناموا

البيت: اصوارمو استلوا من لجفان واجفانك غلبو يافهيم شوف اجفاني

ولخدود اسبغهم الجلار عل لبياض احمرار

الحربة: ليا قال المزيان وصف هذا الحسن يا اللي تهواني

قلت يا ذابل ال**** توصافك لا يحصار

ونقدم نموذجا ثانيا هو "غيثة" لادريس بن علي دائما، ذلك أن ما يميز هذه القصيدة هو براعة التزام الشاعر بقافية واحدة هي التاء والعادة أن تتنوع القافية:

الدخول: عمدا على لعشيق الكاوي كيف بْنار لبنات

لمطيلعات: مهما تقول نارو بردت وطْفات

حين ينظر زين الخودات

كيراها زندت واكدات

حتى عاشق مسكين ما سطاب امنام او لا قوت

غير يشاهد لبنات كيشاهد ببان الموت

والزين اعلى المملوك ليس يرثى

سلطان كيجور ويعدل وايامو اعطاتو

البيت: ونا فساير أوقاتي نسعى ارضاه واقف أولا نقول مليت

الحربة: قولوا للا غيثة مولاتي رف بوصالك على لعشيق يا م الغيث

ج – السوسي: وهو ضرب من النثر الفني يتحرر الملحون فيه من قيود الوزن ومن قواعد مكسور الجناح، ويعتمد شكلا يحضر فيه الشعر في المطالع والخواتم واللازمة، ويحضر النثر الانسيابي الخالي من القواعد في الوسط ويغيب فيه السجع إلا ما كان عفويا. ويعد الجيلالي امتيرد في عهد سيدي محمد بن عبد الله مؤسس هذه المدرسة كما يشير إلى ذلك الأستاذ أحمد سهوم (ص49)، الذي يورد في هذا السياق نموذجا لهذا الشعر كما يلي:

حراز كافر ونصراني

شتوى وصيف كايرعاني

حاضي حريس، كل ما كانبني يريبو، وخزوبو عداو عن خزوبي والباب اللي فتحت ليه ايسدو. حرام ما بغا يتعامى. حتى حبيب ما هو عندو. مثلي.. يكرهني من قلبو وجوارحو وداخل داتو ويلا ايشوفني يتكحل بمحاور العما ويزيد كدوب او نفاق ونوللي تقل من الرصاص عندو، شوفة وحدة يكرهها ف خيالي ... يسقل جبهتو...يعكد العبسة ف خلقتو ... ويولي قلبو ظلام واقسى من صلد الصم ليس يرطاب ولا يليان... ما يحن ولا يشفق من عبيد ربي .. وعرفتو من زمان دامر متمادي من سلالت الكفار.

اللازمة: حراز لا للا لرسامو جيتو قلبو نصراني كيف عارفو غدار باقي سلالت الكفار

- يتبع -

الشريف السلاوي
30-12-2014, 20:02
- تابع -

وتمثل قصيدة "الزمنية والعصرية" لحسن اليعقوبي نموذجا يزيد من فهم بناء "السوسي" الذي تعود تسميته كما يقال إلى مبارك السوسي باعتبار أنه أول من نظم فيه مع أن المرجح كما أوردنا سالفا أن البداية كانت مع الجيلالي امتيرد، ويتكون القسم في هذه القصيدة من ثلاثة أجزاء، بيت من شطرين يستهل به القسم، ومجموعة من الأبيات المرسلة دون تقييد في العدد والوزن والقافية، ثم بيتين أو ثلاثة على نفس وزن وقافية البيت الأول تكون كالتمهيد للحربة التي تتحد وإياها في الوزن والقافية:

1-بيت من شطرين: يا لحضرا سمعوا ما صار بين زوج بنات افلكحار

2-الأشطار المرسلة: شابه عصريا بكرا

والاخرى زمنيا عذرا

فرجوني بين لحضرا

وكنت حاضر

نصغى لخصامهم

نسمع لعصريا

تقول للزمنيا

ياجارتي اهنيا

سمعي مني اخبار

من يوم سكنت احدايا جارا

وانتيا فا****

يا حسبي الله سالبا بخصامك جمع الكفار

عمرك ماشفت تقول شي مدرسا

ولا حضرت مجالسا

ولا هواتك الدراسا

ايلا هواتك

بك اعوار الناس

جارحا بلسانك فات القياس

مشغولا بيا

ولا لعنت شيطانك الشرير

خوذيني نصغاك تتشتمي فيا

جهرا بلا خفيا

فالستا ساعت لعشيا

قالوا للشتاما النار

بلسانك قلت على الشكارا

3-بيتان: أ- مصحوبا ديما معايا مملو بلكتوب على لفتخار

سابقا لمعيار

كابرا فالسب الغتب والزورا

ب- لالك المدرسيا فايقا عل لبكار

يا تسمى لخبا

يا الزمنيا غشيما موخرا للورا

4-الحربة: آش را من لارا لبنات يوم قامو لكحار

زوج هيفات صغار

شابا عصريا وامع الحاجب فالجورا

د- المشتب: يتكون القسم فيه من بيت تفصل بين أول أشطاره وبقيتها مجموعة من ألشطار القصيرة تسمى كذلك "لمطيلعات" فكأن داخل البيت محشو بهذه الأشطار الزائدة. وهذا هو الأصل في التسمية ذات الطابع المجازي كما يقول كل من تعرضوا لهذا النوع، إذ "الشتب" ما تملأ به الأفرشة.

الشريف السلاوي
30-12-2014, 20:03
- تتمة -


نموذج قصيدة "التوبة" لابن سليمان: أول البيت: مافيها مايبقى

لمطيلعات: غير نعم الباقي

ياغفيل مالك شاقي

لاين تاتزيد احماقي

وين من غرتهم بالمال والنصر

ما فازوا غير بلقبر

ما نفعهم فيها تدبير

آسعادت من دار الخير

نال سلوان

وعليه ما صعاب هان

بقية البيت: وانت رميتني لهلاكي في ذا الاسواق

تلحقها مخليا

اولا وحدت اعمار

الحربة: ياراسي لا تشقى

التعب لابد من لفراق

لا تامن فالدنيا

ابناسها اغرارا

ب – مصطلحات الإنشاد

أولا - المقدمات إن الملحون بنية إنشادية بامتياز، ولذلك تعددت الألفاظ والمصطلحات الدالة على هذا الوضع الإنشادي، ومنه المقدمات أو مطالع القصيدة. فالعادة كما يقول الجراري (ص30) أن يبدأ المنشد البارع بإحدى المقدمات التالية:

السرابة: قطعة قصيرة تؤدى على غير ما تؤدى عليه القصيدة، وهي أربعة أنواع:

الكباحي: حيث يصاحب السرابة ضرب قوي متواصل بالكف. وأغلبها اليوم من هذا النوع

المزلوك: وتنشد رقيقة حادة

الحضاري:تنشد في استرسال سريع

السماوي:يستهل إنشادها ببطء كالموال ثم يأخذ صوت المنشد في العلو والارتفاع وكأنه يصعد بها إلى السماء

الموال: والغالب أنه يكون في لغة معربة: ومن عـجـب أني أحن إليهم وأسأل شوقا عنهم وهم معي

وتشتلقهم عيني وهم في سوادها ويطلبهم قلبي وهم بين أضلعي

وقد يكون الموال في لغة ملحونة:

تانـحـبـك ونـهـواك وفي مسبتك يكرهوني

ما راحتي حتى نلقاك وعليك يتحلوا عيوني

التمويلة: لكل قصيدة تمويلة تكون على قالبها وميزانها. ومن نماذجها نقدم مثالا من قصيدة "التوبة" لابن سليمان:

آمالي يامالي آسيدي ياسيدي

للا مولاتي للا

آمالي مصبرني

اغرايبي لاموني

ثانيا – تنوع المصطلحات

ويعود هذا الأمر إلى اختلاف التسميات بحسب المناطق. وكمثال على ذلك:

المطيلعات: وهي الكراسي عند أهل مراكش. ويقصد بها كما يقول أحمد سهوم (ص55)، الأبيات الخفيفة التي تتخلل جل القصائد وتكون عادة في غير وزنها وفي بداية المقطع. ولا يقصد بها البيت الواحد بل تصل إلى ثلاثة أو إلى خمسة. وهي أصغر من أبيات القصيدة وأخف.

لعروبيات: وتحل محل المطيلعات في بعض الأوزان. ولا تستعمل فقط كمطيلعات خفيفة للتنويع وإنما استعملت أيضا كأوزان لمقطوعات قد تطول إلى أن تصل مائة بيت. وبانتهاء لعروبي بالردما أي الشطر المفرد، يعود الشاعر إلى وزن القصيدة الأصلي. وهناك عروبيات تدوولت وحدها وليس داخل قصائد، كمذكرات للتراسل أو تسجيل أحداث ووقائع أو في إطار الغزل مثل رباعيات نساء فاس (العروبيات) التي جمعها محمد الفاسي.

السارحة: وهي الدريدكة في اصطلاح أهل مراكش. ويقصد بها إما الخاتمة التي توضع لقصايد مكسور الجناح والسوسي، ولابد أن تكون من أوزان لمبيت، أو هي صلة من الصلات التي تربط مكسور الجناح والسوسي بالمدرسة العمودية الأم وهي الرواح واللازمة والسارحة. وقد تطورت الأمور فيما بعد فجاء قدور العلمي بمكسور الجناح بدون سارحة وسميت قصيدته مقرزطة، وجاء بعده بنسليمان بمكسور الجناح بلا رواح ولا لازمة ولا سارحة، سهوم (ص59).

الحربة: وهي اللازمة

الردمة: وهي الشطر الذي يختم به ويكون كالفاصل بين السرابة والقصيدة.

الناعورة: وهي السويرحة في اصطلاح أهل مراكش. ويقصد أبيات قصيرة نادرا ما تكون أكثر من ثلاثة أبيات، الجراري (ص148). أو هي قطعة شعرية تجعل في كثير من بحور لمبيت بين الأقسام. وتكون أبياتها مركبة غالبا من شطرين وقد تكون مجنحة.

ج – بناء القصيدة اعتنى عباس الجراري بهذه المسألة في كتابه القصيدة. ويهمنا نحن في هذا السياق أن نستعيد هذا التقسيم من أجل توضيح بعض المصطلحات المعرفة سابقا، وأيضا من أجل تبيان بعض الفروق في تحديد الاصطلاحات بين الباحثين. يضع الجراري للقصيدة بناء واضحا هو التالي: مقدمة القصيدة: السرابة، وهي قطعة قصيرة تكون في نفس البحر يمهد بها لضبط إيقاع الوزن الذي ينظم عليه. أجزاؤها: نموذج سرابة محمد بن علي تمهيدا ل"دامي لجدار":

الدخول:

أقلبي كن عن مصابك صبار الصبر مفتاح الكنوز والذخيرا

محبوبك لا تعاتبو ولو جا وارتجا وصلو بعد السوايع العسيرا

لو طال لهجر لاغنى من لمزار ياللي ما جبت لهل لغرام سيرا

انشد جمالي واقفا انحيرا

الناعورة: أبيات قصيرة نادرا ما تكون أكثر من ثلاثة:

يا عمهوج لجدار ما هم عمهوج الراتع لقفارا

ياثنيار الصغار يابدرا تجلى في كمال دارا

يا كوكب السحار يا من حبو في ساكني توارا

بقية الأبيات:

يا سالب مهجتي ولا جاب خبار لا تشوق بصري في ذاتك لنيرا

لامان طلبت من الخال وال**** جرحوا ذاتي جرح الايلوا جبيرا

ازديت الكي عن اجراحي بالنار آش يطفي ناري واغصايصي كثيرا

واهوايا ما ستار لهوى طالب يفدي الثار

هذا عشقي ولا مجدت ما نختار عشقي فاسميتي تفتار

اللا وقت اتجور على القليب نارو يشتد القلب امن نارو

الردمة:

توجدني كا نقول ياستار

د – أجزاء القصيدة

يسمي الزجال تقسيم قصايده إلى عدة أقسام ب "لفصالا"، وتنقسم القصيدة عموما إلى:

وليس قسما الدخول: وتفصل بين الأقسام الحربة: وهي مقاطع القصيدة توالي الأقسام: ويتضمن الصلاة على النبي، والدعاء للأشياخ والعلماء والمنشدين وهجو الخصوم ويدعى "الزرب"، وقد يشار إلى تاريخ النظم. القسم الأخير: حيث يعمد بعض الشعراء إلى إنهاء قصائدهم بجزء قد يطول وقد يقصر عوض إنهائها بآخر قسم. الدريدكة:

والطريف أن الإشارة إلى تاريخ النظم كان يتم إما بالتصريح، كما يقول عبد العزيز المغراوي في نهاية قصيدة في المدح والتوسل:

الشريف ورخ هذا القصيد السعيد ليلة عشر والحاد

ستة خمسة عشر والف عام سلمك لله الجود

وقد يتم ذلك بالتلميح باعتماد نظام تشفيري يكون فيه كل حرف موافقا لعدد مثل موافقة الألف لرقم واحد أو الطاء لرقم تسعة... ويكون على المستمع أن يعيد ترتيب نظام التوافق هذا ليحصل على تاريخ النظم كما في آخر قصيدة "لخلوق" للنجار:

تاريخ انظامي ما خفى اثلاثين لمن يقراه

القاف ونصف الرا زد الف تكمل حسباتو للهادي نهديه

فإذا أضفنا إلى ثلاثين قيمة القاف وهي مائة ونصف الراء وهي مائة كذلك إذ الراء بمائتين، وزدنا كل ذلك على ألف يكون تاريخ النظم هو 1230.

الشريف السلاوي
30-12-2014, 20:04
معجم لغة الملحون: بلاغة النص وبلاغة التقعيد

يميز محمد الفاسي بين معجم لغة الملحون ومعجم مصطلحات الملحون كما بينا بعضا منها فيما سلف ذكره من الحديث عن العروض والبناء. ويهمنا هنا أن نقدم بعض الخلاصات أهمها أن الوعي البلاغي كان حاضرا بقوة سواء في لغة الملحون نفسها أو في منهجية اختراع ونحت المصطلحات الدالة على المفاهيم وأوضاع بناء القصيدة والتسميات المتعلقة بالمشتغلين بالملحون أو من خلال بناء جسور التبادل والتحويل والتحوير والتصرف إزاء اللغة الفصحى. ويشير محمد الفاسي في هذا السياق إلى أن الحاجة إلى التعبير عن بعض الأفكار -حين لم تكن العامية مسعفة- جعلت الشعراء وخصوصا المثقفون منهم مثل المغراوي من القرن العاشر أو سعيد المنداسي من القرن الحادي عشر، يلتجئون أول الأمر إلى الاقتباس من الفصحى "أفعالا وصفات وظروفا وحروفا وإدخالها في شعرهم حتى تكاد أحيانا تظن أن الشعر بالفصحى"(مقدمة الجزء الثاني من القسم الأول)، مثل قول المنداسي في "ليلى":

لو أعارت لي جناحها الاطيار نطير

أو قوله:

حيران ودمعتي هطيلة نشكي حالي لمن عملني في ذا الحال

لم يقف الأمر عند حد الاقتباس بل تجاوزه إلى التصرف في الفصحى نفسها "ومن أساليب التصرف التي استعملوها –كما يقول الفاسي دائما– جمع بعض الكلمات على صيغ لم ترد لها كجمع قْصيدة على قْصدان، وكاس على كيوس وحاجة على حيجان. ومن ذلك أنهم يأخذون من الصفات أسماء فيقولون للقلب: الخبير والساكن، وللبحر: الزخار والمالي، ولشمس العشي: الذهبية، وللغزال: الحذَّار أي الذي يحذر الصياد ويسمونه الجفَّال والشرود. كل ذلك على سبيل الكناية أو المجاز بأنواعه. ويكثر لفظ الغزال في شعرهم لتشبيه المحبوبة في جمالها ورشاقتها (أكثر من عشرين كلمة لتسمية الغزال). وعلى سبيل التمثيل لأنماط التوسع البلاغي للمعجم الشائع عندهم نذكر: أسماء الغزال: الجفال، الحذَّار، الدامي، الدروج، الربراب، الريم، الزهزام، الزهزوم، المها، الصياح، العراض، العمهوج، القرهوب، الشادي، شارد العفا، الشرشة، الشرود، الشريد، الوسنان، اليطلول، اليعفور... أسماء العيون: ابصار، اثماد، احداق، ارماق، الحاظ، اعيان، اغلاس، اغناج، نمود، رموق، روامق، مقلات، نجال، نجلات، نواجل، نيام... ومن ذلك أنهم يشتقون من الأسماء صفات فيقولون رجيل من رَجُل ويعنون به صابر وشجاع. ويقولون رْجول لمن هو كامل الرجولة، ومن البِشْر مبشور أي فرح مبتهج. ويستعملون الجمع بمعنى المفرد، وهذا من طرائق اللغة العامية المغربية مثل جنان وقبور ورياض آفات ل: جنة وقبر وروض وآفة. ويستعملون المفرد بمعنى الجمع في صيغة فَعول التي تلتبس عند التسكين العامي بفُعول بضمها، فيقولون حْسود ويقصدون الحُساد وجْحود بمعنى الجاحدين... وأحيانا يستعملون بعض الصيغ مثل تَفْعال في المصادر فيقولون التحقاق بمعنى التحقق، والتجفال بمعنى التيه و الصيد، والتغراد بمعنى التغريد والتفراد بمعنى الانفراد ويستعملون صيغة التفعيل حتى ما ليس له معنى إلا في هذه الصيغة فيقولون التزهيد بمعنى الزهد. ويكثرون من استعمال فْعيل بمعنى فاعل، فيقولون سكيب بمعنى منسكب وجهيل بمعنى جاهل وحبيك بمعنى متشدد وحْسيد بمعنى حاسد. ومن هذه الأساليب في توسيع اللغة استعمال المركبات الإضافية للتعبير عن عدة معان أو الكناية على بعض الأسماء، فيسمون القلب: امير الكنان، وامير الحشا، وامير الاسيار وهي الدواخل. ويكنون عن الخمر بقولهم: بنت الدوالي، ودم العنقود. ويسمون الحبيبة أم الثيوث (أي الشعور السوداء) وابو دلال أي صاحبة الدلال، وابو دواح أي صاحبة الخرصة، ويسمون شاعر الملحون شيخ الكْلام والملحون هو الكْلام وعلم الموهوب والسجية لأنه إلهام وعطاء وقدرة على الإبداع غير معطاة لأي كان وهي بذلك ألفاظ تعبر عن رقيه ورفعته في استكناه المعاني والتعبير عن المواقف المختلفة. ويستعملون كذلك بعض الألفاظ لم ترد في العربية الفصحى فالأحبار هم الشعراء الكبار والبطارق هم العلماء الراسخون. يقول الجيلالي امتيرد: قال افصيح لشياخ جيم الامين رايس الاحبار، حيث رمز إلى اسمه (الجيلالي) بالجيم والامين.

لم يكتف الشعراء بالاقتباس من الفصحى بل عمدوا إلى العامية واستوعبوا أسماء الأزهار والألوان والأطعمة والطيور والحيوانات كلها والشجار والملابس والأسلحة وآلات الموسيقى وأواني المنزل والأثاث وأدوات الصنائع، فأدخلوا كل ذلك في لغتهم حتى صارت من أوسع اللغات وأغناها، بل حتى صار ذلك من العوائق عن تفهمها وتذوقها لكثير ممن ليس لهم ممارسة ومعرفة خاصة بهذا الإنتاج الأدبي الضخم. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد من توسيع بلاغة النص واستثمار حركية اللغة لتوسيع المعجم، بل تجاوزوا ذلك إلى الاصطلاح وهو ما أدعوه ببلاغة التقعيد حيث إن مصطلحات الملحون تبدو مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمناخ المجتمعي الذي ترعرع فيه هذا الفن ف: الأبيات المنشوبة، والتعتيبة، والتبحبيح، والتعياع، وثلاثة، وراكب،ة والحل وخيَّط، والدخول، والدقن والشحط، والردمةن والزرب، والكلام، ومكسور الجناح، والمشتب، والمسخ، ولفصالا، والنكاب، ونشف الحرف، الكريحة والسجية والسفاف والرواح، كلها مصطلحات أنتجها قياس منسجم مع المناخ الذي نشأ فيه الملحون وترعرع أي مناخ الحرفة والطبيعة. وحتى نكون أكثر وضوحا نقدم القياسات التالية:

الصدر والعجز -------لفراش ولغطا

الربط العروضي-------خيَّط

اللازمة------------الحربة

الخاتمة------------الردمة (الشطر المفرد في آخر لعروبي)

الخاتمة------------الزرب(هجاء شاعر معاصر ويعني الزرب سياج شوكي يحمي البستان)

التفعيلة------------التمويلة

البناء-------------لمرمة

الشعر المنثور---------مكسور الجناح

تدل دقة الاصطلاح هاته على دقة النظام والمفهوم والدربة وتمثل مفهوم الشعر ضمن العامية واعتماد قياسات واضحة في الاصطلاح، وهو تمثل عميق لبلاغة الاستعمال اللغوي والاصطلاحي وتوسع لهذا الاستعمال ضمن مناخ الممارسة الحرفية عند شعراء الملحون وأشياخه. وعموما، إذا كانت بلاغة النص ارتكزت على الخيال والتجريد فإن بلاغة الاصطلاح قامت أساسا على الحسية والتجسيم انطلاقا من مناخ حرفي اجتماعي، واعتمدت الدلالة في بناء المصطلح عوض الطابع الصوري للبناء.

الشريف السلاوي
30-12-2014, 20:04
خلاصات

أما بعد، ماذا نحتاج لكي يندمج التراث الشفاهي المغربي في النسق العام للثقافة شعبيها وعالمها. وكيف يمكن أن نجعله تراثا فاعلا سواء في فهم التاريخ الثقافي للأمة أو في استشراف آفاق المستقبل والمساهمة في بناء غد لا يتنكر لتاريخه وقيمه ويتجاوز ثنائيات واهمة جعلت جزءا منها تراثا للعامة وآخر تراثا للنخبة؟ كيف نوثق هذا التراث ونؤرخ له ونعثر على ما ضاع من نفائسه؟ ليس هذا مقام الإجابة أو الحسم في مثل هذه الأسئلة لأنها تستلزم عملا تتضافر فيه جهود كل أطياف المجتمع ومؤسساته ومثقفيه. لكنني أضع مع ذلك بعض المقترحات: ربما تحتاج بيبليوغرافيا جديدة وشاملة وفعالة للملحون وربما للفنون الأخرى إلى اعتماد قاعدة معطيات محوسبة بعدة دخلات بالأعلام والموضوعات والمعجم أو التركيبات المعتمدة حسب مصطلحات الملحون والتي أفرد لها محمد الفاسي حيزا تعريفيا خاصا ومسهبا.

ستسهم هذه الببليوغرافيا المحوسبة في تفادي مزالق التوثيق التقليدي والذي يكون منتهيا بمجرد الفراغ من إنجازه، بينما يمكن التوثيق المحوسب من تتميم النواقص وملء الفراغات والقيام بعمليات تطوير وتعديل متواصلة لتراث لا يمكن الادعاء بإمكانية الحسم في التأريخ له دفعة واحدة. إن التأريخ يحتاج إلى الوعي ومن ثم إلى التمييز بين الانتماءات الجغرافية وخصوصياتها الثقافية واللهجية والتخييلية (رغم أن النموذج الثقافي واحد) وفروق الأجيال والعقود وأيضا فروق الاهتمامات والمهن الأصلية للشعراء والأشياخ ومحاولة وضع ذلك ضمن بناء نموذج ثقافي تتحدد من خلاله الفروق وأيضا الانتظامات الدالة على وحدة المجال الذهني والإبداع والانتماء إلى فضاء جغرافي حضاري تغتني فيه الوحدة بالتعدد. ينبغي أن يتضمن التأريخ كذلك كل المعطيات النصية والموضوعاتية المكونة لنسيج هذا المتن لأنها أساسية في فهم خلفيات الإنتاج والتلقي وأهمها معالم المحكي، ومستويات الحجاج والمناظرة في المتخيل، وأساليب توظيف تقنيات البلاغة في المصطلح واللغة والإيقاع وتقنيات الحساب والإضمار (مثل إضمار الاسم في ثنايا كلمات القصيدة) وهو ما اصطلح عليه بالتسمية حيث لا يذكر الشاعر اسمه صراحة بل يضمره وعلى المتلقي أن يفك الشفرة. ينبغي أن يكون التأريخ للملحون مرتبطا أساسا بتصور دقيق لمنهجية التأريخ والتوثيق للثقافة الشفاهية (التي انتقلت إلى التدوين)، وتمثل خصوصياتها المعرفية والاجتماعية قبل وبعد التدوين. لا ينبغي أن ننسى هنا أن التأريخ للموضوع الأدبي يرتكز على مبدأ الماضي الذي ينظر إليه من خلال الحاضر وبالتالي فهو نظر مبتور ومحول ومتخيل كما يقول كليمون موازان (ص11) من كتابه ما هو التاريخ الأدبي. وبالتالي فإنه ينبغي الوعي بما يفعله تاريخ الفن والأدب فاعتبار شيء ما وقع في الماضي في وسط معين ثم وقع في النسيان أو الإهمال أو سوء التقدير، يحتم ضرورة استحضاره من جديد في الذاكرة أي إبداعه من جديد (موازان ص12). وهو الأمر الذي يحتاجه تاريخنا الشفهي لأن نقله إلى التدوين والتداول العالِم فضلا عن تداوله الأصلي الغنائي سيجعل منه مجالا جديدا للبحث والفهم والتفسير لكل تاريخنا الثقافي الشعبي والعالم.

إن محاولات البحث والتأريخ لهذا التراث (عباس الجراري، محمد الفاسي، عبد الرحمان الملحوني، أحمد سهوم...) تعد لبنة أساسية للسعي نحو إقامة فريق عمل متكامل لتوسيع العمل وتتميمه. وأعتقد أن هذا العمل ينبغي أن يتجه إلى التأريخ لأعلامه المعاصرين غير المذكورين في التراجم المتوافرة (مثل الحاج امحمد ناظم من سلا، والحاج عبد العالي الفيلالي بلحاج من فاس)، أي إلى القيام بعمليات حفر واستعادة للمنسي من هذا التراث قديمه وحديثه. إن التوثيق لهذه النصوص الحديثة والبحث عن النصوص الضائعة المتفرقة في الخزانات وفي بطون الكتب وربما في الزوايا وعند من بقي من حفاظ وخزنة، توثيق للذاكرة الثقافية للمغرب وحمايتها من النسيان والاحتراق.

عملا بمبدأ تكامل المعرفة فإن جهود البحث في التراث الشفاهي بمجمله ينبغي أن تخضع لقواعد وقيم التواصل والحوار العلميين، وإلا فما فائدة التاريخ للملحون ولتراث الآلة وللأهازيج والعيوط والرقصات الشعبية إن لم ننته إلى إقامة مختبرات بحث تضم كل المعطيات والنتائج وتنتهي إلى تكريس قيم وحدة الأمة وتماسكها من جهة وإلى قيم فهم ومناقشة الاستنتاجات المرتبطة بتاريخ المتخيل الشفاهي في المغرب إجمالا من جهة أخرى، وعلى فهم التوابث والمتغيرات الفنية والاصطلاحية التي أحاطت بكل نوع على حدة.

خلافا للمناخ الفقهي الذي نشأ وترعرع فيه الشعر الفصيح في المغرب والذي لم يكن فيه حضور للمرأة الشاعرة إلا ما ندر، فإن المرأة تبدو حاضرة بما يناسب قيم الثقافة المحافظة التي سمحت بتداول النظم والإنشاد والغناء والرقص ضمن حدود الإكراهات الاجتماعية والدينية والأخلاقية رغم أنها منعت بشكل مضمر تداول الأسماء والتعريف بالشاعرات والمنشدات إلا في بعض السياقات الخاصة. يدل هذا على دور ومساهمة المرأة في جزء من قيم الفن والحضارة في المغرب القديم خصوصا في فاس ومراكش (الرباعيات، التعياع، المطايشة، التبحبيح...). أذكر هنا بعض الأسماء التي وردت في تراجم شعراء الملحون لمحمد الفاسي (588شاعرا) وهي: لالة حبيبتي (مراكش أيام سيدي محمد بن عبد الرحمان)، عائشة الحنفية وهي زوجة مولاي عبد الرحمان مول العودة، منانة الحضرية (سلا أوائل ق14 ولها ضريح في حومة باب سبتة)، لالة خدوج الذكارة، الحاجة العزيزية (فاس)، لالة هشومة بنت الحاج عمر بلقاسم (مراكش)، الحاجة هشومة زوجة الحاج عبد السلام ياجور وأخت لالة حبيبتي...الخ.

إن توثيق التراث الشفهي ضرورة حضارية وعلمية لحفظه من الضياع والنسيان، إلا أن الأمر لا يخلو من خطورة لأن الانتقال إلى التدوين يغامر بتشويه أو ضياع الحمولة العميقة لمحيط الإنتاج الشفوي من الأصوات والإشارات والأزياء والمعاني المرتبطة بتداوله شفويا. ومن ثم ينبغي التفكير عمليا وعلميا في الوسائل الكفيلة بالتوثيق مع حفظ الخصوصيات الشفاهية لهذا التراث والضامنة لهيمنة نفس الروح الأصيلة.

وبعد، يوضح محمد الفاسي في مقدمة معلمة الملحون السياق والظروف التي جعلته ينخرط في البحث في أصول الثقافة الشعبية الشفاهية المغربية والتي حذت به أولا بإيعاز من مثقفين فرنسيين إلى نشر حكايات شفوية فاسية باللغة الفرنسية وكان قد حفظها من المأثور أو سمعها من أفواه النساء، قبل أن يبدأ لاحقا العمل على نصوص شعرية منها رباعيات نساء فاس ونصوص الملحون المتفرقة.

وقد بدت لي هذه التجربة عميقة في تحديد السياقات التي تؤرخ للذاكرة الثقافية للشعوب من خلال التدوين أولا تم من خلال الترجمة ثانيا. ويوجد في كثير من البلدان مثقفون ينخرطون في كتابة سير لغير المشاهير يتم نشرها وتعميمها بين الناس إيمان بأن الذاكرة الثقافية لا تخلد فقط نصوص الكبار، بل وأيضا كل التجارب الإنسانية التي يراها أصحابها جديرة بالنقل والتعميم.

يقول أحد الكتاب الأفارقة: "كل شخص مسن يفارق الحياة هو مكتبة تحترق" « Chaque personne âgée qui meurt est une bibliothèque qui brûle » التراث كنز يوجد في صدر كل إنسان عاش داخل ثقافة ومجتمع، وقد لا يسعفه الزمن لينقله وظروف العيش لينقله إلى الآخرين. ومن ثم فإن التراث الشفهي الذي حدث وراج وسافر بين الأقوام والأمكنة في حاجة إلى حفظه وتنميته وتوثيقه وتبويبه. فمتى وكيف نستطيع بوعي أن نؤرخ ونوثق تراثنا قبل أن تحترق المكتبات المحفوظة في صدور أصحابها وحافظيها وناقليها ومتداوليها؟

المراجع

1. محمد الفاسي، معلمة الملحون، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية

2. عباس الجاري، القْصيدة – الزجل في المغرب

3. أحمد سهوم، الملحون المغربي، منشورات شؤون جماعية، 1993

4. عبد الرحمان الملحوني، الزجل المغربي الملحون بين الإنشاد والتدوين، دار الفرقان للنشر الحديث 1992.

5. والتر ج. أونج، الشفاهية والكتابية، ترحمة د. حسن البنا عزالدين، سلسلة عالم المعرفة، ع. 182 – 1994.

6. Clément Moisan, Qu’est- ce que l’histoire littéraire ? Ed, PUF, 198

الشريف السلاوي
30-12-2014, 20:05
شاعر الملحون
التهامي المدغري المسعودي


من أكبر شعراء القصيدة الزجلية الغنائية بالمغرب أصله
من تافيلالت ونشأ بفاس ومراكش، وعاش في أيام السلطان مولاي عبد
الرحمن، وكان صديقا لابنه الأمير محمد بن عبد الرحمن وملازما له أيام
الدراسة.. وتوفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف قبل أن يتولى رفيقه
الأمير الملك بأربع سنوات، وفي رواية أخرى تقول بأنه توفي عام
1271هـ وهو شاعر أيضا في الفصيح المعرب وله ثقافة واسعة
وهذا ظاهر في قيمة إنتاجه الأدبي في الزجل الغنائي حيث
أبان عن عبقرية متفردة في فكرة المواضيع والأسلوب والجرس
الموسيقي والإيقاعات وصفه المشرفي في " الحسام" " (بالشاعر
المفلق الحائز لفصاحة المغرب والمشرق ملحونه من
الهموم يبري، وموزونه على أبحر الخليل يجري هو والله
واسطة عقد الدهر في صناعة الشعر الملحون الموزون، كان
بهما يسلي قلب المحزون، شاعر تاج الدولة العلوية المنسوب
إليه والمشهور به لأنه الذي جذب بضبعه ورفع من قدره
وألقى عليه شعاع سعادته حتى سار شعره
فيه سير الشمس والقمر وطار كلا مه بالملحون في البدو
والحضر وكادت الليالي تنشده والأيام تحفظه)"
وهذه الشهادة كافية لاستخلاص التوهج الذي كان يحظى به هذا
الزجال الغنائي ليس لأنه صاحب الأمير.. ولكن لأنه شاعر
حقيقي والأكثر من ذلك ورغم تقربه من ديوان الملك، فقد قال رأيه
في فساد بعض الوزراء وعبر عن ذلك في قصيدته الرائعة "النحلة"
ولقب بالعديد من الألقاب التي ترفع من قدره منها حياح الحاء
لأنه كان ولوعا بقافية الحاء ويبرر المدغري ذلك بكون
هذا الحرف يجسم كل أحوال الإنسان، ففي فرحه أو ترحه
يقول "أح"،كما لقب بشاعر المرأة والخمر الأول، ورغم وما
وصلنا من إبداعه الراقي عن طريق المدون والمسموع،
إلا أن الكثير منه قد ضاع أو اختلط مع أزجال غيره
كما حصل مع صديقه الأمير محمد بن عبد الرحمان،
والسي التهامي كان بارعا أيضا في " السرارب"
وباختصار أن السي التهامي المدغري هو أمير الزجالين على
كل العصور،فمن ذاق شعره أدرك قولنا وأيدنا فيه

الشريف السلاوي
30-12-2014, 20:06
شاعر الملحون
الجيلالي امتيرد

من الزجالين المغاربة الكبار، وهو شاعر مجدد، ويكفي
ما قاله في حقه الشاعرالفحل السي التهامي المدغري:
*لو كان حضرتْ لامتيرد كنتْ انكون لّو عبد شويردْ* لاتُعرف
سنة ولادته ولا وفاته، ولكن يبدو أنه عمّر طويلا وأدرك
بداية النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري، فقد يكون
قد نوفي في أواسط سلطنة مولاي عبد الرحمان حوالي 1840م
ودفن بمقبرة سيدي علي أبي القاسم بجوار مسجد الكتبية
تحت المنارة..وقد حاز محبة الناس وتقدير الملوك إذ يحكى
أن السلطان مولاي حفيظ كان إذا ذكر في مجلسه الشيخ الزجال
الجيلالي بهذا اللقب علق بقوله:" بل هو مترّد امعمّرْ بالتريد "
ثم أن الشعراء نصبوه عميدا عليهم ولقبوه بمراكش
"الفاكية دلشياخْ" أي فاكهة العمداء، وفي مدينة فاس لقبوه
:"عرصتْ لشياخ" أي روضهم.. أما المنشدون،فقد أطلقوا علي
قصائده إسم : " الشعّالة " لتأثيرها القوي على جماهيره
العريضة.. دون أن يتمكنوا هم من تحقيق ذلك..، وقد ساهم الجيلالي
امتيرد في إغناء القصيدة الزجلية الغنائية وتويرهها على مستوى
الشكل والمضمون، فمن نا حية المضمون يعد أول من
كتب في مواضيع الخمريات ، والشمعة ، والحراز والضيف ، والقاضي ،
والخصام ، والخلخال ، والفصادة .. وفي مجال تطويره لشكل القصيدة
يكفي ان نشير الى انه أول من اتخذ السرابة في التمهيد للقصيدة ،
ووضع في " الساقي" وزنا للبحر المثني، وأول من نظم في
بحر السوسي في قصيدته الحراز، ثم طور موضوع الحوار في الزجل ،
والذي أسسه حماد الحمري في قصيدته " الربيعية"..

الشريف السلاوي
30-12-2014, 20:06
طرب الملحون تراث مغربي أصيل




بزيهم التقليدي، جلباب وطربوش أحمر، تراهم وآلاتهم الموسيقية باختلافها: الكمان و«التعريجة» (أداة صغيرة للايقاع) والعود والوتار يتوسطون المجمع في احتفال بهيج أو مناسبة عرس عزيزة. وبإيقاعاتهم الخاصة وحركات رؤوسهم المتمايلة وأنظامهم ومواويلهم الأصيلة تراهم يشدون أنظار الحضور إليهم، إنهم مجموعة أجواق طرب الآلة من أندلسي وغرناطي ملحون تميز بها المغرب عن باقي البلدان العربية. ويبقى الاقبال عليها والاستمتاع بجديد شرائطها دليلا قاطعا على تشبث المغاربة بموروث أجدادهم.

الملحون طرب يعتبر رافدا أساسيا من روافد الذاكرة الفنية المغربية بحكم تجذره في تاريخ الحضارة المغربية وارتباط مضامينه وأشكاله بطقوس الحياة اليومية في المغرب منذ أكثر من ستة قرون. لمعرفة تقنيات هذا الفن وأهم رجالاته وقضاياه ورهاناته المستقبلية التقت «الشرق الأوسط» مع عبد المجيد فنيش باحث في الملحون ومسؤول عن الجمعية السلاوية لنهضة الملحون وأحد المسؤولين عن هذا الفن في المسرح المغربي.

* الملحون، طرب مغربي أصيل فما هي قواعده وضوابطه؟

ـ الملحون نوع موسيقي يتميز به المغرب عن باقي البلدان العربية، وهو شعر عامي قريب إلى العربية الفصحى لكن من غير احترامه لقواعد الاعراب فقط. وقد سمي بهذا الاسم لأنه يلحن في اللغة العربية، أي أنه لا يحترم كل قواعدها وضوابطها، كما قيل إن أصل تسميته يعود إلى كونه شعراً يصدر عن صاحبه ملحنا بحكم وجود ضوابط عروضية وميزانية تحتم على الشاعر أن يقول على منوالها كلاما ملحنا منذ الوهلة الأولى.

والملحون هو فن قول أساسا قبل أن يكون فن غناء، فالجانب الموسيقي فيه بحكم أن قصيدته تؤدى في أحسن الأحوال على ثلاث جمل موسيقية، ولذا فإن الذي يؤدي قصيدة الملحون لا يسمى مغنيا وإنما منشدا.

بحور هذا الشعر الشعبي كثيرة من أبرزها المسمى المشرقي وهو الأقرب ببحوره إلى الشعر العربي الفصيح لأنه يبنى على صدر وعجز. في حين هناك بحور أخرى ذات جذور أندلسية قريبة في بنياتها إلى بنيات الموشحات، وأخرى تشابه في بنياتها بنيات المقامة النثرية المسجوعة، وهذا النوع ينقسم إلى قسمين، الأول يسمى مكسور الجناح والثاني يسمى السوسي الذي قد يكون اسمه الحقيقي هو السلوسي أي الكلام المتسلسل السلس الذي كما سبق شبيه بتسلسل كتابة المقامة العربية.

* من هي الأسماء التي طبعت مسيرة الملحون؟

ـ نشأ طرب الملحون في جنوب المغرب وبالضبط في منطقة تارودانت ثم عرف مرحلة ازدهاره ونموه الكبير في كل من مراكش وفاس ومكناس لينتقل بعد ذلك إلى الرباط وسلا. ومن أكبر شعرائه الذين تتم تسميتهم في حضيرة الملحون بالشيوخ فهناك التهامي المدغري وسيدي قدور العلمي والجيلالي متيرد ومحمد بن علي ولد الرزي ومحمد بن سليمان وأحمد الغربلي ومحمد الگندوز وإدريس بن علي.

* ما هي الأغراض التي نظم فيها شعراء هذا الطرب الأصيل؟

ـ شاعر الملحون ككل شاعر نظم في كل الاغراض مع اختلاف في تسمية هذه الأغراض حيث أنه عمد إلى تجزيء الغرض الشعري الواحد إلى أغراض متعددة، ففي الشعر الديني مثلا نجد شاعر الملحون قد ابتدع فرعا سماه «التوسل» وآخر «المحمديات» وآخر «صاح آل البيت».

وفي الغزل الذي سماه شاعر الملحون «العشاقي» (لفظ مشتق من العشق) نجد فروعا لهذا الغرض، منها ما أصبح يحمل اسم أنثى ذاعت قصيدة في اسمها وانتشرت في الارجاء، ومنه ما يحمل اسم مكان أو حتى زمان ارتبط بهما حدث مع ضرورة التأكيد على أن شاعر الملحون قد تفنن كثيرا في تفريع أغراض عن الغرض الرئيسي المشهور بشعر الطبيعة حيث وجدناه يخصص فروعا لمغيب الشمس وسماها بـ«الذهبية» وفروعا لحلول الربيع وسماها بـ«الربيعيات».. وهلم جرا.

* اهتمامات المنظمات الثقافية والفنية المغربية متعددة فأين الملحون منها؟ وما موقع الأصوات النسائية داخله؟

ـ عرفت العقود الأربعة الأخيرة من القرن العشرين حركة داخل الجمعيات والمنظمات الثقافية والفنية التي تهتم بالتراث الشعبي عامة وبالملحون خاصة.

وقد بادرت هذه التنظيمات إلى تأسيس فرق للملحون إلى جانب الجهد المتواضع الذي بذلته الدولة في بعض معاهد تكوين الموسيقى حيث خصصت برامج لتعليم الملحون، خاصة في مدينة مكناس. أما في الوسائل الإعلامية العمومية فإن الإذاعة الوطنية لعبت دورا كبيرا في صيانة هذا الثراث من خلال جوقها الذي يعود له الفضل في توفير كم هائل من الأشرطة الصوتية لهذا الفن. لكن للأسف لقد تم حل هذا الجوق بعد أن توفي جل أعضائه أو أحيلوا على المعاش، لكن من غير أن يتم التفكير في بعث هذا الجوق بطاقات شابة وما أكثرها.

ولقد دخل الملحون كمادة أدبية إلى الجامعة المغربية حيث ينجز الطلبة منذ عشرين سنة في مجموع كليات الآداب المغربية ما يفوق العشرين بحثا سنويا حول الملحون لنيل شهادة الإجازة أو الدكتوراه. ولقد ساهمت أكاديمية المملكة المغربية في توفير مرجع أساسي للملحون وهو كتاب «المعلمة» للأستاذ الكبير الراحل محمد الفاسي أكبر الباحثين في الملحون والمشجعين له والمدافعين عنه خاصة عندما كان وزير الشؤون الثقافية في الستينات.

ومواكبة لهذا الزخم النظري فإن مجموعة من التجارب حاولت الارتقاء بنوعية الأداء الفني للملحون حيث ظهرت مجموعة جيل جيلالة في بداية السبعينات والتي أعطت دفعة قوية للملحون من خلال إعادة تركيب الجمل الموسيقية واعتماد آلات عزف غير المستعملة تقليديا في الملحون، إضافة إلى اعتمادها الانشاد الجماعي والفصاحة في الالقاء. وقد تعززت هذه التجربة بالاضافات التي حققتها مجموعة ناس الغيوان في هذا المجال. وكان لعودة المرأة لإنشاد قصيدة الملحون أثر إيجابي في علاقته بالمتلقي، إذ شهدت فترة السبعينات اقدام المطربة بهيجة الإدريسي والمطربة المرحومة لطيفة أمل على إنشاد قصيدة الملحون في الوقت الذي كان فيه هذا النوع من الفن حكرا على الرجال. وجاءت التسعينات بأصوات نسائية جديدة منها على الخصوص ماجدة اليحياوي وثريا الحضراوي وغيرهما.

ويمكن اعتبار مدن مكناس وسلا وفاس ومراكش الآن مزودة أساسية للساحة الوطنية بأصوات جديدة خاصة أن هذه المدن لا تتوفر على مجموعة موسيقية بأصوات جديدة، خصوصا انها لا تتوفر على مجموعة موسيقية مختصة في هذا النوع من الطرب.

* ازدهر الملحون مع ظاهرة «نزهة شعبانة». هل مازال سكان العدوتين (الرباط وسلا) يحافظون على هذه العادة؟

ـ من مظاهر الاعتناء بالملحون حاليا إصرار بعض الجمعيات والمنظمات على تنظيم ملتقيات ومهرجانات خاصة بهذا الفن، سواء كانت ذات طابع رسمي كمهرجان سجلماسة للملحون الذي تنظمه سنويا وزارة الثقافة المغربية أو حفلات ولقاءات شعبية تقليدية كتلك الأمسيات الأسبوعية التي ينظمها المولعون بهذا الفن في بيوتهم بالتناوب ليلة كل جمعة. والسبب في اختيار ليلة الجمعة هو أن كل المنتمين لعائلة هذا الفن كانوا في الماضي من الحرفيين والصناع التقليديين الذين كان يوم عطلتهم الأسبوعية يوم الجمعة.

وتعتبر «نزهة شعبانة» تتويجا سنويا مهما لأنشطة عائلة الملحون في المغرب حيث دأبت هذه العائلة على استقبال شهر رمضان الكريم بتنظيم حفلات في الأسبوع الأخير من شعبان تسمى «شعبانة» قد تدوم يومين أو أكثر، وغالبا ما كانت تنظم خارج البيوت وخاصة في البساتين حيث يتفرغ المشاركون للغناء والترفيه والتمتع بملذات العيش في اشارة منهم إلى توديع هذه الملذات واستعدادهم لاستقبال رمضان بما يقتديه من صفاء ونقاء. وبحكم أن مدينتي الرباط وسلا تقعان على ضفتي نهر أبي رقراق فقد تميز حفل «شعبانة» بتنظيم خرجات في القوارب وقضاء يوم شعبانة فوق سطح الماء وإنشاد القصائد في جو طبيعي.

* أية علاقة تربط الملحون بالشعر والمسرح؟

ـ لقد تمت الاشارة إلى أن الملحون هو شعر شعبي، وأنه أقرب فنون القول الشعبي إلى الشعر العربي الفصيح، ورأينا كذلك أن له أغراضه وبحوره، كما أن له ارتباطاً وثيقاً بالمسرح حيث أنه تضمن من بين أغراضه غرضا يسمى «المحاورات»، أي القصائد التي تقوم على أساس الحوار بين شخصين أو أكثر. بل لقد توفق شاعر الملحون في أن يجعل هذا الحوار في قصيدته يتم بين عناصر غير أنسية حيث وجدنا قصائد المحاورات بين مظاهر الطبيعة كالليل والنهار، والشمس والقمر، وبين النبتات كمحاورات الورود والزهور وبين الحيوانات وخاصة الطيور.

وهناك محاورات بين الانسان ونفسه المجسدة في صورة شيء ما، غالبا ما يكون شمعة، وفي هذا المجال فقط أعطى فن الملحون روائع قصائد الشمعة الكثيرة والتي تعد قصيدة محمد بن علي ولد الرازين أفضلها وهي نفس القصيدة التي قدمتها مجموعة جيل جيلالة في السبعينات.

أما أقصى درجات المسرح في قصيدة الملحون وأروعها فإننا سنجدها في القصائد المسماة «الحراز» والتي تحكي قصة رجل تزوج من امرأة هي في نفس الوقت مغرمة بآخر، وهذا الآخر يعمل جاهدا لانتزاعها من زوجها بكل الوسائل والحيل. وقد سبق للطيب الصديقي أن أنجز عملا مهما في السبعينات وظف فيه كل أشكال الحراز في الملحون.

وهناك فرق مسرحية كثيرة استثمرت الملحون في تجاربها المسرحية سواء كمواضيع أو كمقامات موسيقية وإنشادات وخاصة في مدن سلا من خلال فرقة مسرح المبادرة ومراكش من خلال فرقة الوفاء المراكشية.

* الاندلسي الملحون في استقطاب الجمهور هل هو علاقة تكامل أو منافسة؟

ـ يجب التأكيد على أن دخول الطرب الأندلسي إلى المغرب ارتبط بدخول الموريسكيين، وقد تزامن مع ظهور شعر الملحون، وأن الطرب الأندلسي كان فن العائلات الارستقراطية ذات الأصول الموريسكية خصوصا في فاس وتطوان. أما الفئات المتوسطة المكونة من الحرفيين داخل المدن أساسا فقد كان الملحون هو فنهم. والعلاقة بين الفنين كانت علاقة تأثير وتأثر ولم تكن قطعا علاقة تنافر.

أما الآن فإن ظهور منشدين في الطرب الأندلسي يتمكنون بأصوات جميلة ويتقنون المواويل الشرقية التي ليست أندلسية طبعا، فقد ساعد على عودة الروح إلى هذا الفن وذيوعه أكثر وانتقاله نسبيا من فن العائلات التقليدية الأرستقراطية إلى فئات أوسع. أما الملحون فيمكن القول إنه لم يستفد من التكنولوجيات الحديثة في التسجيلات حيث مازال طابعه التقليدي في الإنشاد والعزف يحد من عينة جمهوره، مما يعني أن هذا الفن في حاجة ماسة الآن إلى تطوير شامل يأخذ بعين الاعتبار كل العناصر من عزف وصوت وإيقاعات.

* ماذا عن موقع الملحون داخل المعاهد الموسيقية؟

ـ يجب الاعتراف في البداية أن عدد المعاهد الموسيقية في المغرب قليل جدا وأنه من الصعب الحديث عن هذه المعاهد. وإن اختصاصات المعاهد ليست هي تعليم فن دون آخر وإنما تعليم المبادئ العامة للموسيقى. وبحكم أن الملحون هو كلام قبل كل شيء فإن المطلوب هو صيانة هذا الموروث وتوفيره في مطبوعات مرفوقة بتحقيقات وشروحات وتفسيرات. كما أنه من الضروري تقوية دور الجمعيات الأهلية في تعليم هذا الفن إلى جانب دور الدولة عموما.

* الملحون يدخل الألفية الثالثة، فماذا عن مناعته ومقاومته لاكتساح الأصناف العصرية الأخرى؟

ـ أعتقد أن الملحون الذي صمد أكثر من ستة قرون، لا يمكن إلا أن يواصل صموده قرونا أخرى. فهو جزء من الذاكرة المغربية والذاكرة بطبيعتها متواصلة، ولكن البقاء ليس هو الأهم وإنما الأهم هو البقاء بقوة وبتأثير كذلك ولضمان هذه القوة والتأثير فإن الملحون مطالب بأن يعصرن ذاته ويطورها ويجعلها قادرة على استيعاب الجديد تكنولوجياً ومعرفياً وأن يساير مجتمعه ويعبر عن قضاياه بأشكال ووسائل تتناسب مع كل ظرف على حدة.

الشريف السلاوي
30-12-2014, 20:16
http://img.over-blog.com/630x470-000000/3/11/35/40//El-Haj-el-Houssine-Toulali/-------------------------------29.png

نبذة عن الحاج الحسين التولالي :
** ولد الحسين التولالي بقرية "تولال" و هي قرية مغربية صغيرة، تنتمي لإقليم مكناس وسط شمال البلاد. سنة 1924 من أصول أمازيغية فيلالية ..
لم ينل نصيبا من التعليم لكونه عاش في كنف أسرة فقيرة تقوم على تدبير حاجاتها من الفلاحة المعيشية ... بدأ الحاج اولى تباشير عشق فن الملحون حين كان يقصد المقاهي في مكناس المشهورة بأداء الملحون خاصة في الشهر الفضيل ..
وبما أن أهل "تولال" لا يعترفون بالموسيقى ومزاوليها فلم يحظ بتقديرهم .. لكن اصرار وتعلق الحسين بفن المهوب جعل هدا العائق ينتفي أمام هوسه فانطلق الى المقاهي المكناسية يستمتع بأداء أجواق الملحون وهناك تعرف على الشيخ الخياطي الذي يرجع له الفضل في تعلم الحسين ابجديات الملحون .. فحفظ عنه القصائد عن طريق الرواية الشفهية وكانت اول قصيدة يحفظها الحسين قصيدة " زاوكنا فحماك " للشاعر عبد الهادي بناني المعروفة بالحجة ..
بعد استقلال المغرب تكونت جمعيات تعنى بالتراث الاصيل وفي مقدمتها الملحون بايعاز من وزير التعليم عبد الكريم الكداشي في أول حكومة مغربية مستقلة ... وكان الحسين بصوته العذب من مرشحي الاداعة الوطنية لتسجيل قصائد الملحون فدخل عالم طرب الملحون وأسهم في التعريف بهدا الفن الاصيل لدرجة اقتران الملحون باسم الحسين التولالي .. طيلة اربعين سنة وهب الحسين نفسه وماله ووقته لهدا التراث وتخرج على يديه نخبة من المنشدين والمنشدات حيث كان يدرس في المعهد البلدي ...
* أسلم الحسين التولالي الروح بعد معاناة مع المرض في 07 /12/1998 .

الشريف السلاوي
08-01-2015, 19:10
سرابة فصل الربيع : نظم سيدي قدور العلمي



هذه السرابة تأتي في مقدمة مجموعة من قصائد الملحون


فصل الربيع قبل و الوقت زيان ***و علامات الخير للورى بانــــو
جاد الزمان و ضحك ثغر السلوان ***و النكد تفاجى و زالت حزانـــو
و بطايـح الزهـر على كل لــــوان ***تسبي من راها بشوفت عيانـو
و الأرض زي حورية من رضوان ***معاها صاب السرور سلوانــــو
تحكي عريس و عروسة فالأوان ***لبست من ثوب الدباج ديجانـــو
صبحات بارزة بكساوي حســــان ***دام الله جمالها و حسانــــــــــو

مهما نظرت بعيانــي **فكمال زينها و محاسنها **باح كل مكنون
طبعي من الصبا فانـي **وقت الربيع توجدني مابين **الأحراج مشطون
ننشي الفاظ و معاني **و اهل الهوى يعرفوني ماهر **من اصحاب الفنون

و اليوم هزني سلطان الغيوان ***و انطق سلطان الربيع بلسانو
دوا وقال لي عول يا انسان ***تقطف ورد رياضنا و سوسانو
شوف الرياض فاح و زهرت لغصان ***كل غصن يهجى بريحت فنانو
و طيار ناطقة فدواح البستان ***كل عشيق فشى سرار كتمانو
ونا علاش ما نزهى يا حسان ***يا من حبك فلصيار غيوانو
أنا فعار ذاك الخد المزيان ***خدرني من راحنا و كيسانو

مهما رشفت كيساني **من يد من هويت و قلت لها **هكذا المظنون
انت كمال سلواني **حتى تجي من عندك لبشارة **يا سراج العيون
بين الوتار و الغاني **و العود و الرباب و الدف **و كمانجة و قانون

نزهاو في بساط العذرا **مابين الحراج و نبرا **في ساعة الرضا و السرور
و نشاهد الشقيق و جهرا **و الورد مير بين الخضرة **و القيقلان و الخابور
و نقول يا غزالي زهرة **مصاب في جمالك نظرة **و الكاس بالرحيق يدور
يهنا الساكن المضرور
ناسك يا الريم العذرا **سماوك الغزالة زهرة **و أنا يا صبيغت الضفرة
سميتك الغزال زهور

الشريف السلاوي
11-01-2015, 21:02
قصيدة الملحون

تشير المصادر إلى أن أول بواكير فن الملحون قد ظهرت في العهد الموحدي، أي في القرن السابع للهجرة، إذ تطورت عن قصيدة الزجل في إطار الانعتاق والتحرر من بحور الخليل وكذا من صرامة اللغة المعربة.

"فالملحون، إذن، كلمة أطلقت على القصية الزجلية بالمغرب".

ولم تكن هذه القصيدة على جانب من التعقيد، بل كانت بسيطة، إن في أسلوبها الشعري، أو في جانبها الشكلي، إذ لم يكن الزجالون ينظمون في غير "الميت" وبالأخص البحر "المثنى" منه.

ولم يعترف بقصيدة الملحون إلا بعد أن كمل نضجها، وأصبح فنانوها ومنشدوها يأتثون البلاط السلطاني على العهد السعدي، واعتبارا من هذا العهد، أضحت هذه القصيدة ظاهرة أدبية معترفا بها وبقدرة شعرائها الذين طوروا قوالبها الشعرية، ونوعوا الموضوعات التي عالجوها، كما تطور أسلوب الغناء والإيقاع، وتغيرت الآلات الموسيقية.

ـ أغراض قصيدة الملحون:

وقد واكبت قصيدة الملحون الأمة المغربية، فعبرت عن كل عواطفها، ووصفت كل مظاهر حياتها الاجتماعية، وخاضت في كل فنون الشعر، ما يجعلني أزعم ـ مع من سبقوني لطرق باب دراستها أنها موازية للشعر العربي الفصيح من حيث هي مواضيع وأغراض، بل تفوقها من حيث هي معان.

ونذكر من بين المواضيع التي اختارها الزجالون أغراض لقصائدهم، موضوع التوسل وهو موضوع يشمل قصائد الندم والتوبة، وقصائد التضرع والاستغفار، وقصائد التسبيح والحمد ... وتصطبغ مضامينه بالكثير من المناجاة الروحية العالية المطبوعة بخالص الصدق والإشراقات الروحانية التي تخترق الحدود وتحلق عالية فوق الوجود.

ومن القصائد الرائعة في هذا الغرض؛ قصيدة "التوسل" لسيدي قدور العلمي . يقول في "قسمها" الأول:

يا الواجد بالصرخا عن ضيقت الحال

جل مولانا عن شبه المثال عالـــي

غيثني يتفجى كربي نلوح لهـــوال

خاطري يتهنا قلبي يعود سالـــي

لين يركن من بارتلوا جميع لحيــال

عاد منزل ديوانو بلكدار مالـــي

ادخيلك يا سيدي بالأنبياء والارسال

ادخيلك يا سيدي بجاه كل والــي

ادخيلك بالسدات الصالحين لفضـال

ولقطاب ولجراس وساير البدالـــي


وجعل شاعر الملحون من الوصايا والحكم والمواعظ أساسا لشعره وغرضا من أغراضه، قصد ترسيخ القيم المثلى وتجنب الوقوع في مخالب الدنيا وشهواتها، فكانت بذلك "الوصيات" أو الوصايات"قصائد أنشدت في هذا الغرض، انطلقا من فكرة ".... ضرورة إعادة بناء الإنسان وصقل شخصيته وتنمية مواهبه وقدراته واستعداداته، وتطوير فكره وذهنه وتحريره من رواسب الماضي وشوائب الحضارة الغربية ... في سبيل الحفاظ على شخصيته، وكيان وطنه، والسعي الجاد لتحصيل أكبر قدر ممكن من العلم والثقافة مع تأصيل القيم الإنسانية".

ومن أمثلة هذه القصائد "الوصايا الصغيرة" لسيدي محمد بن علي ولد أرزيـن وجاء فيها:

بعض الناس احباب درتهوم نوجدهم عدايا

من عدالى كرهنا حصــــــل

وعييت نهادي فحيهوم ماداروا بهدايــا

كـل مادارونـــا وصــــل

....

إلى أن يقول:

عاشوا في تمثيل واهيات عالوجود سهايا

ما شافـو فيها اللي رحـــــــل

وين اللي كانوا قبلهم وعلى الموت سهايا

ساروا وبقاد الغا نقــــــــل

ومن المواضيع التي أبدع فيها شعراء الملحون، موضوع الغزل، العشاقي
، وما يدور في فلكه من أغراض شبيهة ومماثلة قد تتعدى النسيب، والغرام، إلى الطبيعة والتصوف، ثم الخواطر والخيال الجامح.

ويعد الشيخ التهامي المدغري، شاعر المرأة بامتياز، ومجدد الغزل أي العشاقي. وله قصائد كثيرة منها قصيدة "الكناوي" يقول في حربتها:

ألايم حالي محاوري عنك ما يخفاوا خدي في حالا وخد من نهواها راوي

وجنتها ناري وخالها مولاتي زهوا


ولم يترك شعراء الملحون موضوعا إلا ونظموا فيه قصائد تتعدد معانيها بتعدد عقلياتهم وأفكارهم، وفلسفات حياتهم، ولن يسمح المقام بذكر كل الأغراض الملحونية والتمثيل لها.

ـ الخصائص الشكلية والإيقاعية لقصيدة الملحون:

وأما شكل قصيدة الملحون، فلا يبتعد عما ألفناه في موروثنا الأدبي من أنماط شعرية مختلفة الأشكال. وقد ذكر ابن خلدون أن أهل الأمصار بالمغرب استحدثوا فنا على طريقة الموشح ونوعوه أصنافا إلى المزدوج ، والكاري، والملعبة ، والغزل ....

وتنقسم قصيدة الملحون من حيث التنميط الشعري إلى ثلاثة أنماط. أولها المبيت، وهو نمط يقابل القصيدة العمودية في الفصيح، مبدئيا، ولعل لفظ "المبيت" يوحي باشتقاقه من البيت بصيغة مفعول، ويعني الأبيات الشعرية التي تتكون منها القصيدة.

الشريف السلاوي
11-01-2015, 21:10
الملحـون والتاريـخ


محمد أمين العلوي

جاء في كتاب المصادر العربية لتاريخ المغرب للأستاذ المرحوم محمد المنوني، ما نصه: «فإذا كانت المصادر التاريخية الموضوعية إنما تهتم باتجاه محدد، فإن المصادر الأخرى تفتح – أمام الباحثين – آفاقا قد تكون فسيحة في الكشف عن ألوان من التاريخ الحضاري، وأحيانا عن حياة الشعوب»(1).

ومن هذه المصادر: الشعر الملحون، الذي اختزنت ذاكرة «الحفَّاظ» العديد من قصائده وسراباته ورباعياته، تواترت جيلا بعد جيل، اللهم إلا ما ضاع منها بوفاة ناظميها أو منشديها. كما احتفظت كنانيش الملحون بهذا الرصيد الهائل من موروثنا الشعبي الذي شاءت الأقدار أن يُردَّ له الاعتبار، فتُنجَز حوله البحوث والرسائل والأطروحات الجامعية(2)، وتهيَّأ له أسباب النشر بعناية أكاديمية المملكة المغربية(3) أو بمبادرات فردية وغيرها...(4).

والشعر الملحون أو العلم الموهوب، استطاع أن يتعايش مع العلم المكتوب، وأن يجد له مكانا في بعض إن لم نقل جل المضان التاريخية المغربية.

فقد اعتمد المؤرخون المغاربة نصوص الأدب الشعبي، وخصوصا الأزجال، حيث أفادوا منها، واستشهدوا بمتونها، وخصصوا لها حيزا، في مؤلفاتهم(5).

وقد أدرك المؤرخ العلامة محمد المنوني رحمه الله، كنه الشعر الملحون وقيمته الأدبية والتاريخية، فأوجز ذلك في كلمات: «ولعلنا سنجد في هذا النوع من الشعر من دقة الوصف ما لا نطمح أن نجده عند شاعر أو كاتب بالعربية الفصحى»(6).

وبهذا الرأي السديد الموضوعي، تُتجَاوَزُ تلك «العجرفة الفكرية التي وُجدت عند العديد من المؤلفين والكتاب والمفكرين، والتي لم تكن تخلو من روح طبقية... تصنف الناس إلى فئتين: خاصة وعامة، نخبة ودهماء»(7). وإن كان بعض شعراء الملحون، لا ينتمون بالضرورة لفئة العامة، بل ينتمون إلى أوساط النخبة المتأدبة، كالأولياء والسلاطين والأمراء والعلماء والأدباء وبعض المؤرخين(.

فشاعر الملحون ليس مؤرخا بالمفهوم العلمي المتداول، ولكن يسجل الأحداث والوقائع ككاتب حوليات «Chroniqueur» يحذو في غالب الأحيان حذو المؤرخ النعل بالنعل، في رصد الأحداث والوقائع التاريخية، المفرح منها والمحزن، بالإضافة إلى تدوين الكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية وغيرها... بتلقائية وبأسلوب زجلي مواز ومواكب للنص التاريخي تارة أو مكمل له تارة أخرى، بدقة وإسهاب في الوصف. يقف عند أدق التفاصيل والجزئيات التي قد يغفل عنها أو لا يتطرق لها – أحيانا - المؤرخ، حيث يقتصر هذا الأخير على التركيز والاختصار.

فإلى أي حد يجوز القول إن قصيدة الملحون تضطلع بدور المساعد والمكمل للوثائق والمراسلات المخزنية وآداب المناقب والنوازل والرحلات والمسكوكات والنقيشات واللقى الأثرية؟.... لتصبح هي الأخرى - أي قصيدة الملحون – مصدرا للكتابة التاريخية ورافدا من روافدها «التي لا ينبغي إهمالها بالمرة، مادامت طبيعة البحث التاريخي أن لا يهمل المؤرخ أو يزدري أيا من المصادر»(9).

وهل يا ترى ستسعفنا الأزجال الشعبية لنحقق ثنائية الملحون / التاريخ، ونظفر بتبيان التوازي والتكامل بينهما؟

رصد المنجزات المعمارية

شهد ضريح سيدي امحمد بن عيسى(10) بمكناس تجديد قبته بأمر من السلطان المولى عبد الرحمن بن هشام (1822 – 1859). وقد ذكر المؤرخ ابن زيدان بعضا من آثار هذا السلطان فقال: «... فمن ذلك تجديد قبة ضريح الشيخ الكامل، أبي عبد الله امحمد بن عيسى، وذلك عام ثمانية وأربعين ومائتين وألف»(11).

وهذا الشيخ الطالب الصديق الصويري(12) يُوردُ وصف عملية الترميم والإصلاح في قصيدته العيساوية التي لازمتها / حربتها:

بَارْكُـوا لْعيسَاوَة فكُلْ بْلادْ هَاذْ القبَّة المَبْهَاجَـة
اعْلَى المخَنْتَرْ مَوْلَى مَكْنَــــــاسْ
احْكَاوْ لِي اخْبَارْ القُبَّة اللِّي اعْلاتْ وفَاتَتْ رَهْوَاجَة
اخْبَـارْهَا شانْعْ افْكُلْ اجْنَـــــاسْ
ابْأَمْرْ اهْمَـامْ الوَقْتْ اللَّه نَاصْرُو يَضْفَرْ بَالْحَاجَـة
اوْلا يْصَـادَفْ مُلْكُـو بَـــــاسْ
رَاهْ بَنْ هِشَامْ المَنْصُورْ عَظَّـمْ امْقَامُوا اللِّي نَتْرَاجَى
مَا اخْفَاشِي غَوْثْ الرِّيَّـــــاس (...)

وفي نفس الاتجاه والموضوع سار التهامي المدغري(13) عند وصفه لعملية ترميم وإصلاح قبة ضريح المولى إدريس الأكبر بزرهون، بأمر من السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمن (1859 – 1873)، حيث يقول في لازمة / حربة قصيدته الإدريسية:

الله يَنْصَرْ سُلطَان غَرْبْنَا سِيدِي مُحَمَّدْ(14) بَانِي القُبَّة المَشْهُـــــورَة
اعْلِيهَا سَرّْ اللَّهْ قُبْتّكْ أمُولاَيْ ادْرِيــــسْ
شُوفْ القبَّة تَسْبِي ابْتَنْويــرْ
لهْمَامْ اصْلَحْهَا رَبِّي يَصْلَحْ شُـورُ (...)
لَهْمُو رَبِّي لَمْصَالَـحْ الخِيـرْ
مَا مَنْ امْقَامْ صَلحُو وَبْنَى لُو سُورُو (...)

وقد أشارت الباحثة الفرنسية A.-R. DE LENS إلى ذلك بقولها: «وفي أواسط القرن التاسع عشر، أمر السلطان مولاي محمد [بن عبد الرحمن] بترميم القبة التي يرقد فيها جثمان المولى إدريس بزرهون...»(15). في حين لم نقف على ذكر هذا الترميم لا في الاستقصا ولا في الإتحاف !

مدونـات الأنســاب

اهتم المؤرخون والنقباء والنَّسَّابَة بتحقيق الأنساب، ورصد أبناء الأسر وتحديد نسبهم، وربط الفروع بالأصول في انتمائهم إن كان لهم انتماء إلى آل البيت، وتدوين فروع الأشراف وتمييز الأصلاء من الدخلاء، مع تتبع أماكن استقرارهم بموطنهم الأصلي وخارجه. ولا نستغرب اليوم، إذا لاحظنا العودة إلى علم الأنساب. يقول أحد المهتمين بهذا العلم: «ومما يقوي عزيمتنا في ضخ دماء جديدة في هذا العلم الأصيل وربط ماضيه بحاضره، هذه الحمى الجديدة التي أصابت مختلف دول المعمور، وتسابُق مختلف الأسَر نحو كتابة تاريخها الخاص، وتسطيره في مشجرات وأشكال هندسية تختلف باختلاف الأدوات المعتمدة اليوم في علم الأنساب الحديث بأمريكا وأوروبا وآسيا»(16).

وقد سار على نهج أصحاب هذا العلم، نسَّابَة شعراء الملحون، الحاج إدريس بن علي الحنش(17) الذي نظم قصائد تعرف بـ «الشجرة» أو «السَّلسلة»، منها:

أ – شجرة / سلسلة الشيخ الكامل، سيدي محمد بن عيسى – سابق الذكر – على نحو ما ورد في مختصر الغزَّال(18)، تقول حربتها وبعض الأبيات منها:

يَا بَنْ عِيسَى يَا وَاضَحْ الأسْرَارْ
جُـودْ اعلِينَا للَّهْ ابْنَظْــــرَة
أمْحَمَّدْ بَنْ عِيسَى بَحْرْ الاَنْـوَارْ
بَـنْ عَامَرْ عَمَّرْ قُومُـو فِي مَـرَّة
ابْنَ عَمَّارْ الْمّعْلُومْ فالاَقْطَــارْ
ابْـنَ عُمَرْ مَنْ بِهْ السّْقَامْ ابْــرَا
ابْنَ حْرِيزْ اللِّي حَازْ مَا يُختَـارْ
ابْنَ مَحْرُوزْ الْمَعْدُودْ فَالْكُبَْــرا
ابْنَ عَبْدْ المُومَنْ شَامْخْ المَقْـدَارْ
ابْنَ سِيدِي عِيسَى كَوكَبْ الحَضْرَة
هُوَ أبُو السِّبَاعْ كَيُدْ كَـــارْ
ابْنَ ابْرَاهِيمْ اهْلالْهُمْ عَشْرَة (...)

ب – شجرة / سلسلة شرفاء وزان أهل دار الضمانة، حيث أفردهم الحاج إدريس الحنش بقصيدة، عدَّدَ فيها ذرية مولاي عبد الله الشريف، على غرار ما جاء في كتاب الروض المنيف(19)، وحربتها:

جِيتْ قَاصْدْكُمْ يَا هْلْ دَار الضّْمَانَة هَارْبْ لَحْمَاكُمْ
ابْجُودْكُمْ قَبْلُونِي للَّـــــــــهْ
ويـنْ مَوْلاَنَا عَبْدْ الله بَنْ ابْرَاهيمْ اهْلالْ اسْنَاكُـمْ
كَفُّـــوا مَمْــدُودْ الْمْــنْ والاَهْ
اخْلِيفْتُو سِيدِي مُحَمَّدْ فَاحْ مَنْ زَهْرُو طِيبْ اشْدَاكُمْ
كَانْ سُنِّي يَخْشَى مَـــــولاهْ (...)
اخْلِيفْتُو التّْهَامِي قُطْبْ لَقْطَابْ مَنْ رَقْرَقْ بِهْ الْوَاكُمْ
نَالْ مَنَالْ مَنْ حَـالْ اصْبَـــاهْ (...)
ابْجَـاهْ مَوْلايْ الطَّيَّبْ طَيَّبْ النّْسَـلْ مّتْعّرّْضْ لَوْفّاكُمْ
مَنْ اخْلَفْ فَالمَرْتَبَـة خَـــــــاهْ
ابْجَاهْ مَوْلايْ أَحْمَدْ وُسِِيدِِي عَلِي الْمَاجَدْ كَنْزْ اغْنَاكُمْ
جَاهُــــو عَالِــي عَنْـــدْ اللهْ
الشِّيخْ سِيدِي الْحَاجْ الْعَرْبِي بَرَكْتُو سَدَاتِي نِرْجَاكُمْ
كَمّْلُـو لَلْمَسْكِينْ امْنَــــــاهْ (...)
عَادْ بَعْدُ سِيدِي عَبْدْ السّْـلامْ لَفْحَلْ هَزَّامْ اعْدَاكُمْ
طَنْجَة مَحْفُوظَـة فَحْمَــــاهْ (...).

ج – شجرة / سلسلة مولاي علي الشريف دفين الريصاني بتافيلالت. جمعها ورتبها الحاج إدريس المذكور، في قصيدة يمدح فيها الشرفاء العلويين ومكان أسلافهم ينبوع النخل من أرض الحجاز، ومجيء سيدي بوبراهيم(20) وفي معيته المولى الحسن الدَّاخل سنة 664 هـ، ذاكرا مناقب هذا الأخير ومزايا عَقِبِه، سيدي محمد ومولاي الحسن والمولى عبد الرحمن، الموجود بعض ذريته في أولاد عمير وبعضها الآخر في البلاغمة وبني زروال... وهذه القصيدة يمكن مقارنتها مع ما جاء في الأنوار الحسنية(21) ونشر المثاني(22) والترجمانة الكبرى(23). تقول الحربة والقسمان الثالث والرابع منها:

أَمُولاَيْ عَلِي الشّْرِيفْ جُودْ اعْلِينَــا للهْ
فِي عَارْ للاَّ فَاطِمَـة وَابَّاهَــا
(...)
وَسْلاَفَكْ يَنْبُوعْ النَّخْلْ جَرْ الدَّيْلْ وَتَــاهْ
مَحَلْ الأَشْرَافْ وْأَرْضْ النُّبَهَـا
فَاحْ نْسِيمْ الْمَسْكْ وُلَعْطَرْ وَلْعَنْبَرْ فَثْنَــاهْ
مَنُّو النُّورْ عَمّْ الصَّحْرَا وَكْسَاهَا
يَوْمْ اقْدَمْ سِيدِي بُوبْرَاهيمْ وُجَابْ امْعَـاهْ
يَقُوتَة انْفِيسَة تَلْمَعْ بَضْيَاهَــا
مَوْلاَيْ الْحَسَنْ الشّْرِيفْ الْقَادَمْ بْرْضَــاهْ
الأرْضْ تَافِيلاَلْتْ وَحْضَاهَــا
أَتَاتُــو وَحْيَاتْ بِـهْ وَصْلَحْ بِهَـا مَوْلاَهْ
وَجْرَى افْأَرْضْهَا صَافِي وَكْثَرْ مَاهَا
وُعَرْجْنُوا لَثْمَارْ فَالنّْخَلْ سُخْرَتْ مَنْ ادْعَاهْ
وَصْلَحْهَا اعْظِيمْ اللُّطْفْ وُنَجَّاهَا
****
مُحَمَّدْ وَلْدُ اخْلِيفْتُو سَارْ افْسِيرْ ابَّـــاهْ
وَالْحَسَنْ بَعْضْ الاَسْرَارْ دَّاهَــا
وُعَبْدْ الرَّحْمَنْ صَاحْبْ الْبَرَكَــاتْ اتْرَاهْ
بَالْجُودْ وُالْعَفَافْ والإحْسَانْ اتْرَاهَا
مَازَالَتْ دُرِّيْتُو اكْرِيمَة فِي ظَلْ الْـــوَاهْ
سَكْنُوا فِي اوْلاَدْ اعْمِيرْ وَوْطَاهَا
وَالْبَعْضْ افْلَبْلاَغْمَة امْحَقَّقْ كِيفْ ارْوِينَاهْ
وَخْرِينْ فِي ابْنِي زَرْوَالْ وُفَحْمَاهَا
رَاسْلاَلْتْ سِيدِي بُوحْمِيـدْ الْغَوْثْ الأوَّاهْ
هَادُو ادْيَارْهَا لاَشَكْ مَغْنَـاهَـا
يَارَبِّي ابْجَاهْهُمْ اكْسِي عَبْدَكْ ثُوبْ انْجَاهْ
احْفْظْنَا مَنْ اهْمُـومْ الدُّنْيَا وَبْلاَهـا
(...)

تراجم المناقب
اعتنت كتب التراجم والحوليات والمناقب، بالتعريف بالأعلام وذكر مناقب الأولياء وكراماتهم ورجال التصوف وإشراقاتهم. كما اعتنى شاعر الملحون هو كذلك بهؤلاء، فأفرد لهم قصائد كاملة، تعرف بـ «الجمهور»(24)، ذاكرا أسماء الأولياء والصلحاء وألقابهم وكراماتهم ومناقبهم وأحيانا أماكن دفنهم. بالإضافة إلى ذلك، نظم شاعر الملحون قصائد تخص وليا بمفرده، تسمى: «الإدريسيات»، «العيساويات»، «الحمدوشيات»، «التيجانيات»، وغيرها… ونعرض لبعض أولياء وصلحاء العواصم المغربية الثلاث:

أ – أولياء وصلحاء فـاس

إذا كان الكتاني في السلوة(25) قد عدَّدَ وترجم للأولياء الذين أقبروا في مدينة فاس(26)، فإن جمهور باب الكيسة للحاج إدريس الحنش، قد أتى بدوره على ذكرهم والتوسل بفضائلهم، حيث يقول بعد الحربة:

الْعَطْفَة للَّه ارْجَالْ بَابْ الكِيسَـــة
دَوِوْنِي ابْنَظْرَة تَزْيَانْ الْحَالَـــة
سِيدْ الْحَاجْ مُحَمَّدْ اتْوَاتِي يَاتِـــي
الرَّامِي الْمَجْذُوبِي يَامَحْيَـــات (...)
وَالدَّقَّاقْ اسْرَارُو اسْرَارْ انْفِيسَـــة
اوْجَارُو التِّيجَانِـي فَالْفُضَـــلا
الإِمَـامْ التَّاوْدِي مَنْ السُّعَــــدَا
افْنَى افْمَنْ انْشَاهْ ابْتَعْلِيمْ اكْتَـابُ (...)
ابْنَ لَحْسَنْ مَنْ جَالِيـهْ فِي تَكْبِيسَـة
يَتْسَلاَّ مَنْ احْسَانُو دُونْ امْحَالَــة
وَلْبُورْحِيـمْ امْوَضَّحْ تَلْبِيسَــــة
عَبْدْ العزِيزْ ابْلَوْطَـا وَرْسَالَـــة
ابْرَاهِيـمْ السَّيَّدْ الزِّرَارِي يَحْضَــرْ
اشْيُوخْ اطْرِيقْ الْقَوْمْ افَأَمْـرُ حَارُوا (...)
ابْنَ حَمْدُونْ الْجَابْرِي الدَّاتْ اهْرِيسِـة
جَبَّـرْهَا اوْلاَ تَتْرَكْهَا مَعْلاَلَـــة
ابْنَ عْبَابُو سِيرْ لِيـهْ فِي تَغْلِيسَـــة
قبْلْ الشّْرُوقْ مَنْ يُومْ السَّبْتْ تْعَالَى (...)
ب – أولياء وصلحاء مكنـاس

وإذا كان ابن زيدان قد ترجم في الإتحاف للعديد من رجال مكناس(27)، وكذا ابن إدريس العمراوي في منظومته الدعوة المجابة(28) في نفس الموضوع، فإن سيدي قدور العلمي(29) وبنعيسى الحداد العثماني(30) والحاج إدريس الحنش قد ترجموا على هذا المنوال نظما في جمهورهم، لأصحاب الولاية والصلاح بمكناسة الزيتون، تقول حربة الجمهور للعلمي:

يَا مَنْ يَشْفِـي اضْرَارْ عَبْدُ بَعْدْ السَّقْمْ
وَيْفَرَّحْ مَنْ اقْوَاتْ فالصَّدْرْ احْزَانُـو
وحربة الحاج إدريس:
ضِيفْ الله لله أَلْوَالي سِيدِي بَنْ عِيسَى
امْعَ ارْجَالْ الله لله ايْقَعّْدْ لَحْمَــلْ

أما بنعيسى الحداد فيقول بعد الحربة:

أَضِِيفْ الله لله يَالشِّيخْ الْكَامَلْ بَحْرْ لَكْمَالْ مَوْلاَيْ الْهَادِي
أَسِيدِي بَنْ عِيسَى اعْنَايْتِي يَا هِيبَة مَكْنَــــاسْ
أَسِيدِي نّتْوَسَّلْ ابْجَاهْ قَدْرَكْ وَبْجَاهْ الصَّالْحِينْ رْجَالْ ابْلاَدِي
بِهُمْ كَنْتْوَسَّلْ للَّكْرِيمْ رَبّْنَا تّلْقّحْ لِي لّغْــــرَاسْ
وِينْ سِيدْ الْمَحْجُوبْ بَالرّْوَايَنْ ولَكْزُولي اعْلِيهْ لاَزَلْتْ انَّادِي
وِينْ الْهَيَّاضْ نَبْغِي افْحَاجْتِي يَوْقَفْ لِي تَأنَــاسْ
والشَّيخْ الْحَارْثِي كْذَلَكْ ابْنَ الشِّيخْ زِيدْ سِيدْ الْغَازِي سَاطَعْ نُورُ وَقَّادِ
وَالْبَغْدَادِي وَأحْمَدْ الصِّيدَمْ وَالإِمَـامْ الــدَّرَّاسْ
وَالْمَكَّاوِي نِعْمَ الشّْرِيفْ عَزّْ الْغُرْبَا مُولْ السّْبِيـلْ وَاضَحْ وَرَّادي
بَحْـرُ دِيمَا مَلِي اعْلَى السّْوَاحَلْ مَالِهْ قْيَــاسْ
وِينْ سِيدِي بَابَا امْحَبّْتُو فِي قَلْبِي سَكْنَتْ لِي وُخَرْقَتْ لَفْآدِي
وَكْذَلَكْ بَنْ مَنْصُورْ اعْلَى الدّْوَامْ امْحَزَّمْ عَسَّاسْ (...)
ج – أوليـاء وصلحاء مراكش

وكما أتى العباس بن إبراهيم في الأعلام(31) بتراجم العديد من أعلام الولاية والصلاح بمراكش وأغمات، نجد شعراء الموزون(32) والملحون المراكشيين وغيرهم، ينظمون في المقابل قصائد الجمهور مادحين ومتوسلين بسبعة رجال وباقي صلحاء المدينة، بدءا بالشيخ الجيلالي امتيرد(33) في قصيدته التي حربتها:

مَـنْ اخْفَاهْ الصَّلاَحْ ايْحْيَى الْبَلْدْنَا
يَقْصْدْ نَـاسْ امْدينَة لَحْضَـــرْ
مَرَّاكْـشْ بَلْدْ لَقْطَـابْ وَالتَّنْوِيـــــرْ
ايْزُورْ نَاسْهَا يَتْزَهَّى فَقْبُوبْ سَلْطْنَـة
وَيْشُوفْ ارْجَالْهَـا السَّبْعَـــة
وْيْعَدْ اتْرَابْهَـا كُلْ اقْدَمْ بَفْقِيــــــرْ

فأحمد بن عاشر الحداد الرباطي(34) الذي يتوسل بدوره بالرجال السبعة(35):

اهْلَ الْبَهْجَة الْحَمْـرَا اسْيُوفكُم بَتَّارَة
مَالْ سِيفِي مَا بِينْ اسْيُوفكُم قَاصَـرْ

ثم الحاج محمد بن عمر الملحوني(36) في قصيدة موضوعية، هذه حربتها:


ألاَمَتْ لَفْضَـالْ سَبْعَةُ رِجَـالْ
لِيغَاثَـة لله جَبّْرُوا حَـالِـــي
نَبْدَا بْالْفْضِيلْ الْقُطْبْ الْخَصَّـالْ
سِيدِي يُوسَفْ بَنْ عَلِي الْمَفْضَالِي
مَنُّو سَرْتْ لَلْقَاضِي دُونْ امْهَـالْ
مَفْتَاحْ غَرْبْنَا اسْرَاجْ لَمْعَالِـــي
لْمْقَامَكْ أَلسَّبْتِي قَاصَدْ عَــوَّالْ
أَمُغِيثْ الرَّيَّـاسْ حَقْ فَالْمَالِــي
وَالْمَاجَدْ صَاحَبْ الدَّلِيلْ الْمْفْضَال
ابْجَاهُو نَسْعَى الدَّايَمْ الْعَالِـــي
****
تَبَّاعْ الرّْسُولْ امْدَاوِي لَعْـلالْ
مَوْلاَنَـا جَعْلُو اطْبِيبْ لَعْلاَلِي
وَبْلَغْ اسْمَعْنَا مُولْ الطَّابَعْ قَـالْ
الشَّقِي عَنُّو امْقَامْنَـا عَالِــي
وَايْمَامْنَا السُّهَيْلِي شَاحَنْ لَحْمَالْ
نَسْعَى بِهْ وَبْجَاهْكُمْ مَـدَى لِي
وَانْتُمَا امْفَاتَحْ سَايَرْ لَقْفَــالْ
حَلُّوا بَالْعَطْفَة سَايَرْ اقْفَالِي (37)

المصادر والمراجع

1- معلمة الملحون.محمد الفاسي.القسم الأول من الجزء الأول.مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية.أبريل 1986.ص.100
2 – الأدب الشعبي المغربي- الملحون –محمد الفاسي (مجلة البحث العلمي. السنة 1/1964.ص: 43/44.
3- نفس المرجع.ص:44 ونحن هنا نسجل المصدر الذي أخذ عنه الاستاذ محمد الفاسي هذه المقولة:
- المقدمة.ابن خلدون .بيروت 1961.ص 582
4- الأدب الشعبي المغربي. الملحون.محمد الفاسي ص 44
5- الزجل في المغرب (القصيدة).الدكتور عباس الجراري.مطبعة الأمنية
1969.الرباط. الطبعة الأولى.ص 56
6- نفس المرجع ص 56/57.ونحن نسجل المصادر التي أخذ عنها الجراري وهي كالتالي:
- المغرب في حلى المغرب لابن سعيد.تحقيق الدكتور شوقي ضيف.
طبعة دار المعارف.القاهرة.الجزء الثاني.ص 222.
-العاطل الحالي والمرخص الغالي.صفي الدين الحلي.مكتبة بايزيد
اسطنبول(5542) الورقة 18.
- فتح الأنوار في بيان ما يعين على مدح المختار.ابراهيم التادلي.
خزانة الرباط العامة 3285 د.ص 5
7 –في الفلكلورالمغربي .الأدب الشعبي (الملحون).العربي بنتركة.
(التراث الشعبي) عدد 1/2.السنة 10-1979.ص 158/159


8- في الشعر الشعبي الجزائري.دكتور عبد المالك مرتاض.(التراث الشعبي).العدد 2.السنة 9-1978.ص13 والاستشهاد الذي بين قوسين هو للزمخشري.أساس البلاغة.دار صادر .بيروت 1965.
9- في الشعر الشعبي الجزائري.ص13
10- نفس المرجع.ص14

الشريف السلاوي
11-01-2015, 21:19
بعض مصطلحات الملحون

أ

المصطلح
الشرح اَبْيَضْ يقال كَلاَمْ اَبْيَضْ أي بسيط واضح المعنى لا غموض فيه.
اَلادْرِيسِيَّاتْ قصائد مدح المولى إدريس
عَزّْ رَبِّي اَلْمَاجْدْ اَلصّْفَا وَلُوفَا * اَلدّْرِيسِي مُولاَيْ اَدْرِيسْ بَنْ اَلْوَافِي
الفقيه لعميري
الاْصْبِيهَانْ ( نوبة موسيقية (الطرب الأندلسي)
الاَيُوبِيَّاتْ قصائد تحكي قصص الأنبياء والأولياء وتحاول إبراز ما فيها من خوارق وكرامات ، كما تحكي جانب من السيرة النبوية ويطلق عليها كذلك الغزوات
اَلـْيـَالْ (فعل) طال الليل يقول الشيخ الجيلالي امتيرد في قصيدته: الضيف
قُلْتْ امَنْ جَا ايْسَالْ فَالتـَّلـْتْ التَّـالي * وَالِّيلْ الْيَالْ وَ الضّْــلامْ

ب
المصطلح الشرح اَلْبَرْصْ
1 – استعمال الإعراب والكلمات المعربة في الملحون
2- اتخاد حرف الهمزة قافية ، وهو نادر ومن عيوب القافية في الملحون
اَلْبَسْتَانْ
عنوان لبعض قصائد وصف الطبيعة
اَلْبْسِيطْ
ميزان موسيقي
اَلْبْطَايْحِي
ميزان موسيقي
اَلْبُوغَازْ
عنوان لبعض قصائد الهجاء
بَرْنــِي طائر يشبه به الأنف في استقامته وهو الأنف
يقول سيدي قدور في قصيدة: المزيان وَالأَنْفْ اَلِّي بَالسَّرْ يَسْبِينِي * نَحْكِيهْ طِيرْ بَرْنِي قَرْنَصْ فَخْيَارْ هِيجْتُو * حُرّْ مَنْ اَلْبِيزَانْ
بَرْوَالْ ما يتساقط من الصوف عند الغزل
يقول الحاج أحمد لغرابلي في قصيدة: المرسول
وَاَلْمَطْمُوسْ اَلْعُكْلِي لَمْهَتَّفْ لَحْتَالَى مَا عَرْفْ كِيفْ يَنْسَجْ بَرْوَالُ
وِعَانَدْ نَسَّاجْ اَلْحْرِيرْ وِضَاهِي بَاَلْبُهْتَانْ
بـَلـَّجْ أقفل الباب يقول الشيخ الجيلالي امنيرد في قصيدته : الضيف
سَالُونِي يَاهْلْ الْهْوَا كِيفْ اجْرَالِـــــي
يَامَسْ فَالدّاج ْيَـــــــاكْرَامْ
بَلَّجْتْ اوْصَايْدِ وُسَدِّيتْ قْفَــــــــــــالِي
وَضْحِيتْ انْصَارَعْ الْمْنَامْ



ت

المصطلح
الشرح
اَلتّْرَاجَمْ
قصائد ترجمها الخيال أي أنشأها وحبكها دون أن يكون لها حدوث في الواقع مثل: الحجام والفصادة والحراز و القاضي و الضيف والدمليج والخاتم …
اَلتَّوْبَا
عنوان لبعض قصائد الوعظ والزهد والحكمة.
يَارَاسِي لاَتَشْقَى
اَلتَّاعَبْ لاَبَّدْ مَنَلَفْرَاقْ
لاَتَامَنْ فَالدَّنْيَا
اَبْنَاسْهَا غَرَّارَا
محمد بن سليمان
اَلتّْوِيزَا
تدخل في نطاق موضوع التوسل، ولكنه توسل جماعي يشترك في إنشائه اكثر من شاعر وهو عبارة عن مساجلة.


ث
المصطلح
الشرح
ثَامَرْ

مثمر
ثَبَاتْ
بصدق اَلثْرَيَا مجموعة كواكب اَلثْغَرْ مقدم الفم و الأسنان ثَمْ / ثَمَّا هناك اَثْنَا (البساط) بسطه ثَنْيَا المرتفع من الأرض اثْيُوثْ / ج ثِيثْ شديد السواد ( الشعر) تَنْخــَالْ عدم الجواب والسكوت باحتقار
يقول الشيخ الجيلالي امتيرد في قصيدة: الضيف سَوَّلْتُو مَنْ اتْكُونْ زَادْ فْتَنْخــَالِي


ج
المصطلح
الشرح
ثَامَرْ

مثمر
ثَبَاتْ
بصدق اَلثْرَيَا مجموعة كواكب اَلثْغَرْ مقدم الفم و الأسنان ثَمْ / ثَمَّا هناك اَثْنَا (البساط) بسطه ثَنْيَا المرتفع من الأرض اثْيُوثْ / ج ثِيثْ شديد السواد ( الشعر) تَنْخــَالْ عدم الجواب والسكوت باحتقار
يقول الشيخ الجيلالي امتيرد في قصيدة: الضيف سَوَّلْتُو مَنْ اتْكُونْ زَادْ فْتَنْخــَالِي


ح

المصطلح
الشرح
حَبْرْ

يقال حبر النْظَامْ أي الشاعر الكبير ، واصل معناه العالم أو الصالح
اَلحَجَامْ
يطلق على بعض قصائد التراجم يصف فيها الشاعر محبوبته ويصف حفلات الوشم الذي يزين جسمها بألوان من الصور والرسوم
يقول بن اسليمان:
دِيرْ اَحَجَامْ عَارْمِي فَصْدَرْهَا بُوجَاتْ وُرَشْمُو بَالمْهَلْ
اَعْلَى اَلصْدَرْ كُنْ اَظْرِيفْ وُنَيَّلْ لُوشَامْ اَبْجِيدْ اَلْخَنَّارْ فَاطْمَا





حرف الخاء المصطلح
الشرح
اَلْخَاتَمْ

1 - اسلوب يجعل الشاعر يلتزم بدئ أبيات القسم أو انهائها بكلمات معينة يكررها، فمن النوع الأول قول بوعمرو في قصيدة زهرة:
زَهْرَا زَهْوَا لَلذَّاتْ * مَصْبَاحْ اَلْخَوْدَاتْ
زَهْرَا عََلْ لَبْنَـــاتْ * حَازَتْ لَبْهَا وَثْبَاتَا
زَهْرَا شَمْسْ اَنْبَاتْ * بَالْحَسَانْ اَتْجَلاََّتْ
زَهْرَا مَنْ عَــــدَّاتْ * زِينْ عَبْلاَ وَ خْنَاتَا
ومن النوع الثاني قول محمد بلحسن في قصيدة اهنيا:
خُدْ اَرَاوِي رَوْضْ لَفْنَانْ * فَمْدِيــــحْ لَلاَّ بُــــــــوتِيتِينْ اَهْنِيَّا
بِهَا زَالْ اَلْهَولْ وَ اهْوَانْ * صَعْبِي واشهدت باللحظين اهنيا
2 - عنوان لبعض قصائد التراجم يستعمل فيها الشاعر خاتم حبيبته بدلا من الدمليج أو الخلخال يقول الحاج محمد العوفير:
خَاتَمْ وَلْفِي تَاجْ لَبْهَا اَتْوَضَّرْ وامْشَى لِي
كِيفْ اَلْمَعْمُولْ اِيلاَ اتْسَالْ عَنُّو دُرَّتْ لَبْهَا

خَاطَرْ / اخْطَرْ
مار / مرَّ خْدَلـَّجْ تستعمل هذه اللفطة في الملحون لوصف السيقان الجميلة واصلها من العربية الفصحى يقول الشيخ الجيلالي امتيرد في قصيدته: الزطمة
وَالرَّدْفْ الْمَالِي يَنْتْقَلْ وَفْخَادْ اعْسَرَا ُوسَاقْ مَدْغُوجْ اكْمَا لَلْبَلارْ وَ الْقْدَامْ اخْدَلَّجْ ¤ هَدَا مَادْرَكْنَا فَوْصَافَكْ يَاالْبَاهْيَا تَفْهَا فِيِهْ اعْقُولْ الرّْجَالْ ابْحَالِي شَلا انْصِيفْ


حرف الدال المصطلح
الشرح
اَمْدَبْرَا

يقال اسْجِِيَا امدبرا أي شاعرية غير ناضجة ولا مكتملة ، وعند أصحاب الفن أن "اَخْيَاطَا مَزْيَانَا اَحْسَنْ من اسجيا امدبرا"
الدْخُولْ
1 - التمويلة التي يقدم بها لقصائد مكسور الجناح والسوسي،باستثناء الحراز،مثل: قال يانا سيدي أو وهو ياسيدي
2- الشطر الذي يستهل به السم في بحر مكسور الجناح
3- الأبيات الأولى للسرابة
4- مطلع القصيدة، تجيئ بعد الحربة ثم الأقسام

دَاجْ يجمع على ديجانْ: الليل من الدجى
يقول الشيخ الجيلالي امتيرد في قصيدة: الضيف سَالُونِي يَا هلْ اَلْهْوَى كِيفْ اجْرَى لِي * يَامَسْ فَالدَّاجْ يَاكْرَامْ


حرف الذال المصطلح
الشرح
ذابَلْ لَعْيَانْ

أي العيون النائمة و يقصد به جمالها
يقول سيدي قدور العلمي في قصيدته: لغزيل
رُوفْ اَذابَلْ لَعْيَانْ * يَا بُو حَجْبِينْ مْعَرّْقـَا وُ زِينَا
زُورْ لَعْشِيقْ يَزَّاكْ منْ التِّهَانْ يَا غْزِيَّلْ بُسْتـَانِي


حرف الراء المصطلح
الشرح
اَرْبَابْ

يقال: 1 - ارباب الموهوب
2 - ارباب لمواهب
3 - ارباب اَلْيَضْمَارْ
يقصد بهم الشعراء
اَلرَّبْعَا
يقال " اَشْيَاخْ اَلرَّبْعَا " أي الذين لا قيمة لهم رْمــَاقْ العيون
يقول السي التهامي لمدغري في قصيدة: لام مرشوق
لاَشْ تـَشْكِي يـَا مَنْ لاَ جَرْحُوهْ لَرْمـَاقْ رَارَى بترقيق الرائين، أمال الصبي في المهد أو في أحضان حامله ليسكته و جلب النعاس إليه
يقول السي التهامي لمدغري في قصيدة: اَلزّْهُو وَاطْيَارْ امِثِيلْ الصُّبْيَانْ
كَتْرَارِي بِهُمْ لَغْصَانْ بَالنّْسِيمْ اَلْهَانِي
رْجَّاحْ أصحاب العقول الكبيرة يقول السي التهامي لمدغري في قصيدته: فارحا
مَنْ تَهْرَبْ مَنُّو زُوكُْ فِيهْ اتْرِيعْ وُ تًَرْتَاحْ
قَـالُو نَاسْ اَلتَّفْصَاحْ * هَلْ اَلعْقُولْ اَلرَّجَّـاحَا


حرف الزاي المصطلح
الشرح
اَلزَّرْبْ

القسم الأخير من القصيدة اذا اشتمل على الهجاء ، تشبيها له بالسياج الذي يحيط بالحدائق والبساتين ويحميها ، فكان هذا الزرب يحمي القصيدة ويرد عن صاحبها الخصوم
الزَّرْدَا
ومعناها الوليمة ، وتطلق عنوانا لبعض قصائد الفكاهة كهاته التي يقول الحاج محمد بن عمر الملحوني في حربتها:
وُلَمْضِيغْ افْرَاسَا
مَلاَّ ايْلِيهْ ضَرْسَاتْ
كَيْمَلْوَجْ عَادْ تَيْسَرْطُو

زْهِيمْ أ - لايستساغ
ب - مجازا: ثقيل
يقول الحاج ادريس في قصيدة: قَصَّرْ لَعْنَانْ لِيلْ وَنْهَارْ زْهِيمْ عْلَى اقْلُوبْ مَنْ كَانُوا


حرف السين المصطلح
الشرح
اَلسْبَبْ

يقال : " السْبَبْ وَ الْمَعْنَى " لدوافع القول وحوافزه عند الشاعر

اَلسَجَّايْ
صاحب السجية الذي يبدع شعرا فيه عواطف ومعاني وأفكار، وهو غير الوهبي سَرْتـِي يجمع على اسْرَتَا و اسْرُوتْ : الفرس الجيدة ، الكريمة والسريعة
يقول الشيخ الجيلالي امتيرد في قصيدة: فَاطْمَا كَانْ كُنْتِ سَرْتَيَّا مَنْ سْرُوتْ لُهْمَامْ
لَحْتْ سَرْجَكْ وَلْغِيتْ اعْلَى الرّْضَا ارْكِيبُو

nadiazou
12-01-2015, 00:40
شكرا جزيلا أخي الفاضل
جزاك الله خيرا

الشريف السلاوي
12-01-2015, 07:17
بارك الله فيك أختي الكريمة
و شكرا على المرور البهي

الشريف السلاوي
24-01-2015, 21:04
https://www.youtube.com/watch?v=XCS_XQru5ew

الشريف السلاوي
24-01-2015, 21:11
https://www.youtube.com/watch?v=_ci3LOS8q48

الشريف السلاوي
28-01-2015, 16:40
https://www.youtube.com/watch?v=vk9mg4ESILY

الشريف السلاوي
28-01-2015, 16:41
https://www.youtube.com/watch?v=ky_vMwUSADY

خادم المنتدى
06-09-2015, 11:05
http://up.moolnt.com/uploads/1411237352181.gif

الشريف السلاوي
06-09-2015, 21:35
شكرا جزيلا على التشجيع المتواصل أخي و أستاذي الفاضل
وفقك الله تعالى لكل الخيرات
مع خالص تقديري