المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقاعد الرجل.. بداية رحلة معاناة لا تنتهي للزوجة


nasser
31-01-2015, 23:29
تقاعد الرجل.. بداية رحلة معاناة لا تنتهي للزوجة
شجار و شتائم ثم فراق و مشاكل لا تنتهي
=========== المساء يوم 30 - 01 - 2015 ==========
إذا كان بعض الرجال يجدون في التقاعد فرصتهم السانحة لإعادة ترتيب كثير من الأمور التي كانوا يؤجلونها بفعل انشغالهم بعملهم فللنساء رأي آخر، حيث تجد غالبيتهن في تقاعد الرجل مصيبة وقد عصفت ببيتها وأبنائها ومملكتها التي لم تعد حكرا عليها لوحدها، بل أصبح الرجل ينافسها عليها، بعدما يتحول الرجل من ضيف لا يأتي البيت إلا لأجل النوم والراحة، ليصبح منافسا قويا ومتدخلا في جل الشؤون الأسرية بما فيها المطبخ وغيرها من الجزئيات التي تعتبرها المرأة من اختصاصها وصلاحياتها داخل بيتها، مما يجعل الفرصة سانحة ومواتية لأجل اندلاع شرارة المشاجرات والملاسنات بين الأزواج، والتي تؤدي في بعض الأحيان إلى رحيل الزوجة عن البيت.
وفاء لخليلي
(صحافية متدربة)

"إمتى نلبس الأبيض، كيفما لبسوه كاع لعيالات"، هكذا حكت السيدة تورية يوما، وهي تستشيط غضبا، توجهت إلى السماء، ورفعت أكفها للتضرع إلى الله ليخلصها من زوج متقاعد صار يتدخل في أبسط أمور حياتها اليومية من تنظيف وكنس. تعجبت خديجة مما قالته جارتها، واستنكرت ما جاء على لسانها في ذلك الوقت، لكنها، وبعد تلك الواقعة بسنتين، تقاعد زوجها، ووقتها فقط فهمت جيدا ووعت ما قصدته جارتها ثورية، وأحست بالشعور نفسه، وتمنت هي الأخرى الموت لزوجها، ولو على مضض.
مزاحمتهن داخل فضائهن، طرح تبنته العديد من النساء اللواتي تقاعد أزواجهن، فبعدما كن ينعمن براحة نفسية، وأزواجهن في أعمالهم، صرن اليوم يعانين كثرة تدخلات الأزواج وملاحظاتهم التي لا تنتهي، وأسئلتهم التي غالبا ما تتعلق، ب"متى اشترينا هذا، ومتى تعود الفتيات من الدراسة"، وغيرها من الأمور الثانوية التي يشغل الرجال المتقاعدون أنفسهم بها، كي يمضي الوقت بسرعة.
ونتيجة لكثرة تدخلاتهم وتعليقاتهم، تضطر بعض النساء إلى "طرد" أزواجهن من البيت، ويأمرنهم بالعودة إليه وقت الغذاء، كنوع من فرض السيطرة وإدارة البيت، وتجنبا للشجار معهم على أبسط الأشياء وأتفهها. من بين هؤلاء النسوة، خديجة، "غالبا ما أطرده، فهو يتدخل في كل شيء، ويصيبني صباحا بالدوار، ويفقدني أعصابي جراء تدخلاته المستفزة، التي صارت تطال مطبخي وما يوجد داخله".
التذمر من الحياة الزوجية مع رجل متقاعد، هو السياق نفسه الذي ذهبت فيه سميرة، التي تقاعد زوجها، وصار حبيس البيت، لا يغادره إلا نادرا، إما لاحتساء القهوة، أو التجول بسيارته رفقة أصغر بناته "صار زوجي المتقاعد بيتوتيا، لدرجة لا توصف، كما لو أنه طفل لم يغادر بعد رحم أمه، صار ملتصقا بي، كما لو أنه لم يقم علاقات صداقة مع أي فرد سواء من العمل أو خارجه، في رمشة عين صار وحيدا لا يعرف أحدا غيري".
كما أن نون النسوة لا يقتصر فقط على طرد الأزواج، كنوع من فرض السيطرة، فحين تفقد المرأة تحكمها وإدارتها للبيت، تحس كأنها فقدت أغلى ما تملك، وبذلك تقوم بهجر بيتها وزوجها المتقاعد، كنوع من أنواع التعذيب النفسي للزوج المنافس.
فسميرة بعدما لم تستطع مع زوجها المتقاعد صبرا، قررت أن تهجره، ولو لمدة قصيرة، إذ صارت تطلب اللجوء، من ابنتها التي تقطن في مدينة أخرى غير مدينتها، وصارت تقضي عندها ما يقارب الشهرين. أما محمد، زوج سميرة، فقد قرر بعدما لم تسعفه الأقدار أن تتحمله زوجته، وصارت تعتبره منافسا لها داخل فضائها الذي يخصها وحدها، قرر أن يجد له ضيعة صغيرة يقضي بها معظم وقته، وصار لا يعود للبيت إلا نادرا، كرد فعل على رحيل زوجته وقضائها مدة طويلة في ضيافة ابنتهما. "عندما تعود إلى البيت أغادره أنا، ما دمت فردا غير مرحب به داخله وفي حضرة سيدته الأولى".
إن أغلب النسوة، اللواتي استقت المساء آراءهن بخصوص الحياة رفقة رجل متقاعد، أكدن، أن الحياة في فضاء مشترك معا، أمر لا يمكن تحمله، خصوصا في ظل تطاول الرجال على ممتلكاتهن، في إشارة منهن إلى فضائهن وكيفية إدارتهن للبيت وشؤونه، سواء استخدم في تطاوله الملاحظات أو التعقيبات، وهو بذلك يتحول إلى فرد غير مرغوب فيه.
توصلت دراسة إيطالية إلى أن النساء بمجرد أن يتقاعد الزوج عن العمل يصبن بالتوتر والاكتئاب وعدم القدرة على النوم وذلك بسبب شعورهن بالإ**** والتعب الجسدي الحاد بعد مشوار عمل طويل على مدى سنوات.