خاليل بادي
19-05-2015, 01:52
أصل تسمية مدينة مراكش:
كثيرا ما نجد في تراثنا الشفوي حديثا عن أصل اسم مدينة مراكش. فالبعض يحلو له قول مر وكش وهو تركيب من لفظ عربي(مر) من الفعل مر يمر مرورا. وكش لفظ أمازيغي بمعنى انتبه لنفسك(حضي راسك) والبعض يقول جاءت من مرور الكشاشة، وهم أناس يخرجون جحافل من الديك الرومي من باب دكالة باتجاه أسواق بن جرير وسطات والدار البيضاء وأثناء إخراجها يكُشُّون عليها بلفظ (كُشْ... كُشْ) لتكون تسمية مراكش من مرور الكُشّ. او مرور الكشاشة.
لكن التفكير الفلسفي كان دائما يدفعني إلى رفض مثل هذه التفسيرات البسيطة والبعيدة عن الحقيقية في نظري المتواضع. مما دفعني إلى التفكير في أصل اسم المدينة، والتفسير الأقرب إلى الصواب والمنطق يكمن في التاريخ، لا في المتوارث من شروحات العامة.
فأولا لا ينبغي أن ننسى أن قبائل المرابطين وصنهاجة، كانوا إلى جانب إتقانهم للغاتهم المحلية، كانوا من أكثر الشعوب إتقانا للغة العربية، وكان فيهم من كان أوحد عصره وزمانه في علوم االغة والتفسير والاعتقاد، كالفقيه كعبد الله بن ياسين وتلميذه أبو بكر بن عامر اللمتوني وغيرهما.والمهدي بن تومرت من بعدهم مع الموحدين. هؤلاء كلهم كانوا من فطاحلة اللغة العربية وتشد إليهم الرحال من المشرق إلى المغرب طلبا لعلمهم.
ثم نأتي لأسباب اختيار موقع المدينة والذي كان فيه لنهر تانسيفت الحظ الضئيل والدليل بعدها عنه بحوالي العشر كيلومترات، والسبب الرئيسي هو جبل إجليز(جبل كليز)، لأنه كان بمتابة برج طبيعي يسمع بمراقبة كل محيط المدينة وسهل الحوز ويسمح بمراقبة جبال الأطلس الكبير معقل قبائل مصمودة ألذ أعداء المرابطين. وبالتالي يمكن أن نتخيل من كان مسؤولا عن اختيار موقع المدينة وهو بأعلى نقطة من جبل إجليز، يمكن أن نتخيله وهو يقول: "هنا مراء كل شيء." والمراء هو مكان الرؤية والمرائي هو الذي يحب أن يُرى. ثم اقتضبت الجملة "مراء كل شي،" واختزلت إلى مراكش. بالضبط كما اقتُضبت "سر من رأى" إلى سامراء.والله أعلم،
وهذا التحليل هو من خالص تفكيري، وأفضله لمنطقيته على التفسيرات الدارجة، وكل رأس تعجبه طناطنه.
كثيرا ما نجد في تراثنا الشفوي حديثا عن أصل اسم مدينة مراكش. فالبعض يحلو له قول مر وكش وهو تركيب من لفظ عربي(مر) من الفعل مر يمر مرورا. وكش لفظ أمازيغي بمعنى انتبه لنفسك(حضي راسك) والبعض يقول جاءت من مرور الكشاشة، وهم أناس يخرجون جحافل من الديك الرومي من باب دكالة باتجاه أسواق بن جرير وسطات والدار البيضاء وأثناء إخراجها يكُشُّون عليها بلفظ (كُشْ... كُشْ) لتكون تسمية مراكش من مرور الكُشّ. او مرور الكشاشة.
لكن التفكير الفلسفي كان دائما يدفعني إلى رفض مثل هذه التفسيرات البسيطة والبعيدة عن الحقيقية في نظري المتواضع. مما دفعني إلى التفكير في أصل اسم المدينة، والتفسير الأقرب إلى الصواب والمنطق يكمن في التاريخ، لا في المتوارث من شروحات العامة.
فأولا لا ينبغي أن ننسى أن قبائل المرابطين وصنهاجة، كانوا إلى جانب إتقانهم للغاتهم المحلية، كانوا من أكثر الشعوب إتقانا للغة العربية، وكان فيهم من كان أوحد عصره وزمانه في علوم االغة والتفسير والاعتقاد، كالفقيه كعبد الله بن ياسين وتلميذه أبو بكر بن عامر اللمتوني وغيرهما.والمهدي بن تومرت من بعدهم مع الموحدين. هؤلاء كلهم كانوا من فطاحلة اللغة العربية وتشد إليهم الرحال من المشرق إلى المغرب طلبا لعلمهم.
ثم نأتي لأسباب اختيار موقع المدينة والذي كان فيه لنهر تانسيفت الحظ الضئيل والدليل بعدها عنه بحوالي العشر كيلومترات، والسبب الرئيسي هو جبل إجليز(جبل كليز)، لأنه كان بمتابة برج طبيعي يسمع بمراقبة كل محيط المدينة وسهل الحوز ويسمح بمراقبة جبال الأطلس الكبير معقل قبائل مصمودة ألذ أعداء المرابطين. وبالتالي يمكن أن نتخيل من كان مسؤولا عن اختيار موقع المدينة وهو بأعلى نقطة من جبل إجليز، يمكن أن نتخيله وهو يقول: "هنا مراء كل شيء." والمراء هو مكان الرؤية والمرائي هو الذي يحب أن يُرى. ثم اقتضبت الجملة "مراء كل شي،" واختزلت إلى مراكش. بالضبط كما اقتُضبت "سر من رأى" إلى سامراء.والله أعلم،
وهذا التحليل هو من خالص تفكيري، وأفضله لمنطقيته على التفسيرات الدارجة، وكل رأس تعجبه طناطنه.