المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التنشئة الاجتماعية عن صفحة علوم التربية تؤطرني


hammoudagourai
20-05-2015, 21:04
التنشئة الاجتماعية
applause2

تحديد للمفهوم

عملية تحويل الطفل من
كائن لا اجتماعي إلى كائن اجتماعي
ترسخ فيه
منظومة من الأفكار والمعتقدات والعادات الاجتماعية
والتي يكون بعضها ثابت والبعض الآخر متغير
حسب تعلم جديد ووضعيات معيشة

ممارسة
تنمي
الحس الاجتماعي والعلاقات والاتصالات الاجتماعية , وتأهيل الطفل إلى الحياة الاجتماعية :
وهي واحدة من غايات التربية

''جان بياجي''
بينت أعماله أهمية عملية التنشئة الاجتماعية , التي يتم بواسطتها إدماج واستيعاب وتجسيد المعايير الاجتماعية - قوانين السلوك والعادات التي تنسق تفاعلنا مع الآخرين – من طرف الشخصية في بعدها النفسي .
وبذلك تصبح هذه المعايير جزء لا يتجزأ من الشخصية

الازدياد – السنة 2

الاتصال بالأم – الرعاية من قبل الراشدين – محاولة التلفظ بأولى الكلمات – الطفل محط رعاية الجميع وموضوع استمتاع ( مرحلة سعيدة وآمنة تؤدي إلى اكتساب قدرات رمزية ولغوية وذهنية تقوي الذكاء )

السنة 3 – السنة 6

تغير جذري في العلاقة بين الطفل و وسطه العائلي
اكتسابه اللغة وإتقانه المشي , يؤديان إلى استقلاله الذاتي
يصبح نشاطه الحركي الحسي يزاول على حساب راحة الكبار
رد فعل الكبار إنزال العقاب الجسمي بالطفل و مراقبته و محاولة الحد من نشاطه
تدخلات الكبار تصبح جارحة لعواطف الطفل وكرامته
غالبا ما يمنع على الطفل مرافقة والديه أو الناس الكبار في تنقلاتهم
يمنع عليه الاختلاء منفردا في أماكن معينة بتخويفه من هذه الأماكن
لا يحق للطفل إزاء هذه التخو يفات أن يسأل أو يناقش
غياب اللعب
يمنع الفضول الطفولي و بالتالي يحد من هذا النشاط الذهني
يرى ''جان بياجي'' أن النتيجة الأكثر وضوحا
لظهور اللغة
هي كونها تسمح بالتبادل والتواصل ما بين الأفراد . وبدون شك أن بداية التواصل البينفردي , تكون منذ النصف الثاني من السنة الأولى بفضل التقليد , الذي يرتبط تقدمه بالنمو الحسي حركي .
فالطفل الرضيع يتعلم شيئا فشيئا أن يقلد , دون أن توجد هناك تقنية وراثية للتقليد ( تقليد الحركات – الصوت - ..)
و حينما يكون الصوت مرتبطا بأنشطة محددة , فإنه ينغمس نهائيا في اكتساب اللغة نفسها ( كلمات – جمل أولية – أسماء و أفعال ثم جمل )

قبل اكتساب اللغة
تنحصر العلاقات البين فردية , في تقليد الحركات الجسمية الخارجية و في علاقة وجدانية عامة غير متميزة
و مع اكتساب اللغة
فإن الحياة الوجدانية الداخلية تصبح مشتركة

الأطفال في سن ما تحت السابعة , لا يعرفون كيف يتناقشون فيما بينهم , إنهم خلال مناقشاتهم لا يستمعون إلى بعضهم البعض , فكل يتكلم مع نفسه , معتقدا أنه يسمع و يفهم من طرف الآخرين .
ونفس الشيء نلاحظه في لعبهم (يلعبون كل واحد مع نفسه , دون الاهتمام بالآخر و دون احترام لقانون اللعب ) .
إن الطفل لا يتحدث فقط للآخر ين , بل و يتحدث أيضا إلى نفسه بدون انقطاع , في حوارات مختلفة تصاحب ألعابه و نشاطه .
وهذه الحوارات لا تختلف عن الحوارات الداخلية للراشد و المر اهق , إلا بكونها تكون بصوت مرتفع و مرتبطة بالنشاط الحالي . هذه الحوارات بين الأطفال تشكل أكثر من 3/1 اللغة التلقائية للطفل ما بين '' 3 – 4 '' سنو ات , وتبدأ في الانخفاض إلى حوالي السنة السابعة من عمره .

إن فحص اللغة التلقائية ما بين الأطفال , و كذلك سلوكهم في اللعب الجماعي
يبين بأن التصرفات الاجتماعية الأولى , تبقى في منتصف الطريق للتنشئة الاجتماعية الحقيقية
(عوض الخروج من وجهة نظره الخاصة , لينسق مع و جهات نظر الآخرين , فإن الطفل يبقى لا شعوريا متمركزا حول ذاته ) .
مما يؤدي إلى هيمنة وجهة النظر الخاصة .
أما بالنسبة لعلاقة الطفل مع الراشد
فإنه رغم الضغوط الروحية و المادية التي يمارسها الراشد على الطفل , فإن هذه الضغوط لا تنفي التمركز حول الذات

يمكننا القول :
أن اكتساب اللغة من طرف الطفل يعتبر وسيلة فعالة في تنشئته الاجتماعية , و لكن تبقى هذه التنشئة ضعيفة في المرحلة الثانية من نموه , بحيث أن ما يميز هذه المرحلة هو :

التمركز حول الذات 1
2 عد م التنسيق ما بين وجهة نظره ووجهة نظر الآخر , وذلك لأن الطفل لم يتشرب بعد بما فيه الكفاية القوانين و المعايير الاجتماعية .

12 - 7 سنة

إن أهم ما يمكن تسجيله انطلاقا من سن السابعة , فيما يخص العلاقات البين فردية , هو قدرة الطفل على التعاون . ذلك لأنه لم يعد يخلط ما بين وجهة نظره ووجهة نظر الآخر , بل أصبح يفرق بينهما , لكي ينسق بينهما . فالتمركز حول الذات يندثر تماما .
بالنسبة للسلوك الجمعي للأطفال , فإن ما يلاحظ على الطفل بعد السابعة من عمره , هو التغيير الملحوظ في اتجاهاته الاجتماعية , خلال ألعابه المقننة . بحيث يصبح يحترم قوانين اللعب . وهكذا فإن الطفل بعد سبع سنوات من عمره , يخطو خطوة هامة في تنشئته الاجتماعية
في هذه المرحلة , إذا خضع الطفل لتربية تقليدية , فإنه يتضرر ؟ بحيث تشتد عليه المراقبة ولا يحق له إصدار أحكام تجاه والديه , أو في حق الكبار بصفة عامة . يترتب على ذلك تصور المكانة الحقيرة التي يحتلها في مجتمع الكبار . فيفقد الثقة في نفسه و إمكاناته . ويتكون لديه سلم قيم مليء بسوء فهم للعدل و للحرية وللتعاون . و تتضرر كذلك البنيات العاطفية و العقلية لديه . يفضل الطفل الخضوع على أن يتعرض للعقاب أو للسخرية

ما فوق 12

مما سبق ذكره , يختار الطفل الارتباط شبه الطفولي بوالديه و بالكبار ( يستحيل عليه أن يتخذ شخصية واعية لتحسين وضعه داخل الجماعة )
مثله الأعلى يصبح هو الطاعة داخل الجماعة, من خلال احترام أنماط عيشها و تقاليدها و معتقداتها, وبالتالي العودة إليها كإطار مرجعي في كل التدابير الحياتية
الطفل يحتاج و لمدة طويلة إلى رعاية الناضجين ليوفروا له, المأكل والمشرب والملبس من جهة , وهي أمور ضرورية للبقاء و الاستمرار . و من جهة أخرى , يوفروا له العناصر الوجدانية و العقلية و السلوكية الضرورية لتكوين الشخصية الأساسية . قبل أن يتولى المجتمع المفتوح و المؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها, إتمام التكوين العقلي و السلوكي و الوجداني و القيمي . و تجدر الإشارة إلى مؤسسة '' التقدم العلمي و التقني و المعلوماتي '' و التي تلعب دورا حاسما في تسريع وثيرة التغيرات التي تطرأ داخل الأسرة أو المدرسة , في اتجاه التفتح على العصر و مواجهة معركة الحداثة

يتعلم الطفل في إطار الأسرة
اللغة و التفكير و السلوك العلائقي داخل الأسرة و خارجها
و كذا مفاهيم الشغل و تقسيمه و عناصر الحياة الاقتصادية و السياسية
الوسط العائلي وسط وظيفي , بمعنى أنه ليس فقط مجال التعايش و التراحم و الإحسان , بل كذلك مصدر كل ما يشكل الشخصية الأساسية . و يلقن المهارات, و يعطي الخبرات الضرورية لمواجهة الحياة الاجتماعية. وبالتالي فإن الأسرة مكون من مكونات المنظومة الاجتماعية , بدونها تختل المنظومة

أهداف التنشئة الاجتماعية

جان بياجي
ما دامت التنشئة الاجتماعية هي العملية التي بواسطتها الطفل '' يتعلم – يستبطن '' خلال حياته العناصر السوسيو ثقافية لمحيطه , ويدمجها في بنية شخصيته , وتحت تأثير التجارب ووكالات اجتماعية , فهو يتوافق مع المحيط الاجتماعي الذي يجب أن يعيش فيه
إن مثل هذا التعريف يفرض علينا أن نوضح أهداف التنشئة الاجتماعية, كالآتي =

اكتساب الثقافة :
قبل كل شيء , فإن التنشئة الاجتماعية , هي عملية اكتساب المعارف و النماذج و القيم و الرموز ... بمعنى كيفية العمل و التفكير و الإحساس الخاصة بالجماعات و المجتمع و الحضارة التي يطالب الشخص بأن يعيش فيها . وهذه العملية تبدأ منذ الولادة و تستمر طول الحياة . و لكنها تعرف تركيزا قويا خلال مراحل الطفولة . حيث يتعلم الفرد أشياء كثيرة (النظافة – الذوق - اللغة – الأدوار -...)

إدماج الثقافة في الشخصية :
إن الهدف الثاني من التنشئة الاجتماعية , هو أن تصبح الثقافة جزء لا يتجزأ من بنية الشخصية النفسية . فعناصر المجتمع و الثقافة تصبح أدوات و جزء من محتوى هذه البنية
من الصعب قياس نسبة الثقافة و النظام الاجتماعي المدمج في الشخصية , لأن هذا القياس يتغير من شخص لآخر . ولكن ما يمكن تأكيده , هو أن الثقافة و النظام الاجتماعي بمجرد إدماجهما في الشخصية , يصبحان الضرورة الأخلاقية و قانون الوعي و أيضا الكيفية التي تظهر طبيعية أو عادية في الفعل و التفكير أو الإحساس . فبواسطة هذا الإدماج للعناصر السوسيوثقافية في الشخصية , يصبح ثقل المراقبة الاجتماعية و متطلبات البيئة الاجتماعية في نهاية الأمر لا يحس به الفرد إلا قليلا جدا . فالفرد لا يحس أنه يخضع في كل لحظة إلى الضغط لسلطة خارجية ..إن منبع امتثاليته يأتي من ضميره الخاص

التوافق مع المحيط الاجتماعي :

هذا الهدف يرتبط بالهدفين السابقين ,اكتساب الثقافة و إدماجها في الشخصية . فالشخص الذي خضع إلى التنشئة الاجتماعية , هو شخص من ''المحيط'' (ينتمي إلى الأسرة وإلى الجماعة وإلى الدين وإلى الوطن) , وبهذا المعنى فهو يصبح جزء و تكون له مكانته . ويكون هكذا لأنه يملك أشياء مشتركة كثيرة مع الأعضاء الآخرين لهذه المجموعة , حتى يتمكن من التواصل معهم والاشتراك معهم في بعض الإحساسات ويتقاسم معهم الطموحات والأذواق والحاجات والأنشطة إلى غير ذلك .
إن الانتماء إلى جماعة معناه أن يتقاسم الفرد مع الأعضاء الآخرين أفكارا أو سمات عديدة مشتركة , تمكنهم من التعارف داخل'' نحن '' الذي يكونونه (نحن المغاربة – نحن أصحاب المدينة - ..) وهذا التوافق يهم الشخصية في عمقها لأنه ينتج في نفس الوقت على ثلاثة مستويات :

المستوى البيولوجي أو النفسي الحركي

يمكن أن نميز مثلا بين المغربي والفرنسي والمكسيكي والكاميروني و...من خلال بعض الحركات و الإشارات وغيرها والتي تميز كلا منهم . فالجسم و حركاته يجب أن يخضع إلى تنشئة اجتماعية من أجل أن يتوافق مع محيط اجتماعي/ ثقافي معين '' المكسيكي يأكل ويتلدد بمأكولات يكون فيها البهار كثيرا (الأكل الحار) والذي يحرق الفم والحلق والتي لا يستعملها الآخرون .إذا كان الفرنسي يكتفي بكأس قهوة في فطوره وقطعة خبز فإن الإنجليزي يحتاج إلى فطور غني (لحم – شاي)

المستوى الوجداني

الثقافة قد لا تقتصر فقط على توجيه التعبير عن العواطف في أشكال معينة , ولكن الثقافة يمكن أن تقتل بعض العواطف كذلك (قد بينت دراسات أن بعض المجتمعات تنمي أكثر من غيرها إما العدوان أو الليونة أو الحب ..فإذا كان الزواج عن طريق الحب, مسألة نادرة في المجتمعات التقليدية , حيث كان الزواج عن طريق اختيار الزوجة من طرف الآباء , فإنه أصبح اليوم مسموحا به في المجتمعات المعاصرة

المستوى العقلي

التنشئة الاجتماعية تقدم للفرد كيفيات التفكير (فئات عقلية – تمثل – تصور – معرفة و صور ..) والتي لا يمكن بدونها للذكاء و الذاكرة و الخيال أن يتطوروا وأن ينتجوا ويزدهروا . فباحتضان عناصر الثقافة تنمو القدرات العقلية وتتمكن من خلق عناصر ثقافية جديدة .

إن النتيجة العادية من الوجهة السوسيولوجيا للتنشئة الاجتماعية هي إذن , إنتاج امتثالية كافية , لكيفيات الفعل و التفكير و الإحساس , لدى كل عضو من أعضاء المجموعة , حتى يتمكن كل فرد من التوافق والاندماج في المجموعة , وحتى تتمكن هذه الأخيرة من الديمومة .

وكالات التنشئة الاجتماعية :

هناك عدة وكالات مختلفة تقوم بعملية التنشئة الاجتماعية (المسجد – الرفاق – الأسرة – روض الأطفال – الكتاب – وسائل الاتصال – الأحزاب السياسية – شبكة الأنترنيت - ...) , سنقتصر على الأسرة و المدرسة

الأسرة :

تعتبر الخلية الأولى التي يخضع فيها الفرد لعملية التنشئة الاجتماعية . فنظرا لضعفه و تبعيته الطويلة اتجاه الآباء . فإن الطفل مند ولادته يخضع لعدة ممارسات تهدف إلى جعله متوافقا مع محيطه وتؤهله شيئا فشيئا إلى الاعتماد على نفسه

من بين الممارسات التي يخضع لها الطفل داخل الأسرة , نذكر :

الفطام :
تعتبر عملية الفطام , من بين الأزمات التي يمر منها الطفل , لأنها تمثل له حرمانا عاطفيا . ومن جهة أخرى يبدأ الطفل المفطوم بتعلم بعض الإيقاعات في تناول الطعام , إيقاعات تعتبر من بين التعلم الأول المرتبط بنمط الحياة الاجتماعية

التدريب على النظافة – المشي – اكتساب اللغة – الانتقال من حالة اللاتمايز , إلى حالة تمايز عن الجنس الآخر (الختان) – بعض العادات المرتبطة بالطفلة الأنثى (ثقب الأذنين) .

إن الأسرة كسائر المؤسسات الاجتماعية الأخرى تقوم بوظيفتين =
وظيفة توحيدية ما بين أفرادها
ووظيفة اختيارية تمييزية

الوظيفة التوحيدية :

الأسرة تنقل إلى أطفالها إرثها التكويني والاجتماعي والثقافي عبر التنشئة الاجتماعية . إنها الوظيفة الأولية التي تتميز بعلاقات خاصة وحميمية , وبعاطفة الاتحاد ما بين أفرادها وبتضامن قوي جدا وكذلك بتجانس ثقافي كبير للمعايير والقيم التي يتقاسمها الأفراد المكونين لها . وبهذا المعنى فإنها توحد بين الأفراد

الوظيفة التمييزية :

الأسرة تميز كذلك بين أفرادها بعضهم بعضا , حسب صحتهم أو جنسهم أو جمالهم أو ترتيبهم بين الإخوان (إنها تختار)
الأسرة تقوم بتقسيم الأدوار حسب الجنس , فتؤهل الطفلة إلى دور المرأة والطفل إلى دور الرجل...

المدرسة :

'' الرجوع كذلك إلى تعريف دور المدرسة الموجود بصفحة علوم التربية تؤطرني ''
إن كل مجتمع له نظام تربية مزدوج .
فهو نظام متعدد
(تعدد البيئات الاجتماعية - كل بيئة اجتماعية داخل المجتمع لها تربيتها الخاصة )

نظام وحيد
(لأن دور المدرسة هو نشر المبادئ التي تشكل قاعدة الحضارة و الحرص على أن تصبح شائعة بين الناس
'' احترام العقل والعلم والأخلاق ''