المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصائح الى الزوج‏...


belange404
06-03-2008, 09:35
أخوتي و أخواتي
عندما قطفنا تلك الزهرة الندية من بين أهلها ...فقد قطفناها باختيارنا ورغبتنا...و كانت هي الزهرة التي جذبتنا من بين كل زهور الدنيا...تناسبنا بجمالها ..و تنعشنا بعطرها...و توافقنا بما يحفها من بديع أغصانها و أوراقها...قطفناها و على وجوهنا ابتسامة الرضا بحسن الاختيار...وبقلوبنا فرحة الأمل بالجميل من مستقبل الأيام...و و في عقولنا عهد للجميع بأن نكون عند حسن الظن ...و أن نقوم برعايتها أحسن رعاية...و أن نوليها اهتمامنا بدون تقصير و لا تقتير...و أن تكون سعادتها في بيتها الجديد سعادة مضاعفة...فهل هناك أجمل من أن تجتمع بحياة تلك الزهرة جمال الأصل من الوالدين ...و الرطب من الغصن و هم الأطفال الذين ينبتون من أطرافها...أخذناها و بدأت مسيرة الحياة...قطفناها و أعجبنا حسنها يوماً بعد يوم...و جلسنا نتأمل جميل منظرها كل يوم...و لكن مع الأيام...نسينا أن الجميل من الزهر إذ لم نرويه بالماء و لم نذيب له السكر في كأس الحياة ...فإن منظره سوف يذبل ...و أن حياته سوف تنتهي...و أن جماله إلى نهاية لا محالة...ونسينا أن الزهر بطبيعته رقيق الملمس..لطيف المظهر...طيب الرائحة...و هو حياة لمن حوله...سعادة لمن ضمه...أريج لمن تنفسه...بشرط أن نعامله بحنان ورقة .

أخوتي الأعزاء...
أجد نفسي مجبراً للحديث عن قسوتنا على من حولنا من الزهور...فمن نظر إلى تلك الأعمال التي تقوم بها الزوجات فإنه سوف يدرك حجم العمل الشاق الذي تتكبده الزوجات...ومقدار الجهد العظيم الذي تتحمله ربات البيوت..و مقدار الصبر الذي تتحلى به نساؤنا...فرغم كل ذلك ال**** المستمر منهن فإن بعضنا يريد منها أن تكون كاملة من جميع الوجوه...متحملة لجميع الظروف...صابرة على جميع البلايا...فهو يريدها طباخة ماهرة..و زوجة حانون...و أم روؤم...و عاملة خدوم...و أضف إلى ذلك مع رغبة بأن تكون حسنة المظهر في كل حين ...جميلة العبارة في كل آن...لطيفة التعامل في كل موقف ...يريدها أن تستقبل بابتسامة ...وتودع بدعوات..تقوم بخدمته على أكمل وجه...و تجلس عند قدمه عند قدومه...ويريدها مثقفة أديبة أريبة..و يريدها مضحية بنفسها من أجل غيرها في كل مجال و كل سبيل..و يأمرها بالعمل و التلطف و أن تكون بنفسية شفافة تقابل الجميع بابتسامة ..وزد على ذلك يطالبها بالكمال...أو يقلل من جهدها...و يستنكر عليها أن تشكى...

أخوتي الأعزاء...
أتمنى أن تتمعنوا بالنقاط أعلاه..ومدى ما تتحمله الزوجات من عمل...فلا نطالبها فوق طاقتها...أو نحملها أكثر مما تحتمله...و لا نظن أن هذا التقدير لأعمالها..أو التأمل في جهدها...سوف يفسد حياتنا...بل سوف يزيد من سعادتنا بالشكل الذي نرجوها بإذن الله تعالى...فعندما نتأمل مواقفها و نحس بها...فإننا سوف نراعي ظروفها و نقدر جهدها...و مراعاة الظروف سوف نخفف من شدة السعي خلف متطلباتنا و إجابة حاجياتنا و ذلك تقديراً لحجم العمل الملقى على عاتقها...و إن تقدير جهدها يجعلنا نراعي شعورها و نسعى لرضاها ...وإن تقدير عملها يتم بأشكال عدة ..أقلها الإحساس القلبي بتفانيها...إلى ما يتبع ذلك من أعمال تقديرية لموقفها...
أخي إن كنت تأملت في النقاط أعلاها جهدها ...فإليك بعض الجهود البسيطة و التي قد تضفي السعادة عليها و بالتالي على أسرتك الكريمة...فكن في النقاط الأولى في محل تأمل...و في النقاط التالية في محل تطبيق و عمل :

-عليك أن تراعي نفسيتها ...و تقلب ظروفها ...و حالاتها المتغيرة .

- أن تشبع رغباتها العاطفية .

-أن توفر لها في كل مناسبة هدية .

- أن تراعي شعورها في أوقات حزنها ...و فرحها ...فلا تكدر عليها الأفراح... و لا تزيد عليها من شدة الأتراح .

</SPAN>۞</SPAN> أن لا تقارنها بمن حولها فهي ملاك بنفسها .

- إياك و أن تعاتبها أمام أطفالها أو أبنائها أو أهلها أو على الملأ في أي مكان .

- وجهها برفق ..و أحسن إليها و راعها .

-قابل طلباتها باللين و أجبها بقدر قدرتك ...و إلا عدها بتنفيذها بأقرب وقت .

- أعلم ميولها و رغباتها و هواياتها..و وافقها ...و أجبل نفسك على السير في طريقها... فلا تكن شديداً في نظرتك... و لا تتماشى إلا مع ما يناسبك .

- حب من تُحب هي..و أحسن إلى كل قريب إلى قلبها ...فهي تستحق .

- الثناء في كل وقت وحين على جميل اختيارها و ذوقها و حسن منظرها و كمال عملها .

- في مرضها كن طبيبها..في حزنها كن مسلاتها..في فرحها كن ابتسامتها...في ضيقها كن صديقها..في ألمها كن أرفق من أمها بها .

- البيوت أسرار حافظ على أسرارك و مشاكل بيتك .

- أحترمها حتى لو كانت المشاكل بينكم قائمة..و لا تدخل مشاكلكم الخاصة و تجعلها تؤثر بحياتك العامة في بيتك و مع أطفالك ...أو أن تفقدك الاتزان و العدل و العطف .

- كن رفيقاً بشريكة عمرك حتى و إن كانت سبباً بمشاكلك .

- لا تنخدع بالمظاهر الإعلامية المزيفة...من قصص حب خيالية..أو زوجات رومانسية...أو حياة خالية من المشاكل الأسرية ...الحياة لذيذة بالحب الواقعي .

- كل بيت فيه زوجان يوجد فيه مشكلة...و كل زوجان عاقلان يحافظان على علاقتهما أمام الناس و يخفيان مشاكلهما عن عيون الناس....فهنا لا تنخدع و تعتقد أن كل البيوت مستقرة و بيتك هو الوحيد المزعزع...و أن الأزواج سعيدين و أنا المضطرب...بل أعلم أنهم بذكاء استطاعوا أن يكفكفوا مشاكلهم ...و أن يخفوا أحزانهم و أن يظهروا بمظهر يليق بالأزواج .

- لغة الحروف أسهل من لغة الواقع...فاختر لغة الواقع لتعيش حياة سعيدة...و لا تعتقد أن ما يكتب في النت ... أو يسطر عبر أقلامهم هو حقيقة واقعية....أو حياة فعلية بل الكثير منها هو نسج خيال ..أو كتب مُأمل ..أو رسم قليل خبرة..فعندما يراها بعض الناس من رواد النت..يضرب كف بكف ...و يندب حظه..فيعتقد أن العالم يعيش بسعادة...و هو وحده الشقي...و الناس متفاهمون وهو وزوجه المختلفون...و الناس بالحب ينعمون وهو من جحيم لجحيم...فهنا يقلقه عقله و تفكيره..و يبدأ يسعى للتفكير بحياة مثل حياتهم...و لو فتشت عن حياة أولئك الكتاب الذين يكتبون بالنت لوجدت أن لديهم من المشاكل مايذهب النوم من العين...و مايحمل القلب بالكثير من الهم...و لكن إما أنهم يرسمون خطاً لغيرهم و يؤملون...أو أنهم يكتبون من بنات أفكارهم ...أو أنهم يتحسرون على واقع حالهم .

-أكثر من الاستغفار و جدد التوبة لتنعم الاستقرار الحقيقي .

- عليك بغض النظر عن بعض عيوب الزوجة...و وسع النظر للكثير من محاسنها .

- لا تستشير بأمور حياتك من لا تعرف رجاحة عقله و اتزان نظرته .

-ضع بيدك ورقة و أحسب مقدار الخدمات التي تقدمها لك الزوجة في اليوم...فأنظر كم من خدمة تقدمها الزوجة لك في يوم واحد...تنظف بيتك ...تراعي أطفالك...تحافظ على نفسيتك...تبتسم في وجهك...تلبي احتياجاتك..ترتب مستلزماتك...تفي باحتياجاتك بوقتها...و غيرها..سجل فقط عمل يوم واحد و أنظر إلى كثرة أعمالها ...فسوف تعلم أنك بحكمك عليها تظلمها .

- لا تلمها بما ليس بيدها..إن كان طبعٌ فيها فعالجه بالحكمة ..و إن كان خلق مستقر فحاول معها حتى تغيرها..و إن كان ملا يغير ...من أمثال قدر الله عليها من بعض الخَلق أو المنظر..فلا تعيبها و لا تلمها فهذا ليس بيدها...و غاية مناها أن تكون أكمل الناس .

- راجع نفسك كل حين...و أحسب تقصيرك ...و كيف أن كل إنسان يمتلك من العيوب مايجعله في محل تفكر و تدبر من صبر زوجه عليه...و دقق النظر مرة أخرى كم أنت مقصر...و دقق النظر كم أنت ببعض الحاجات مفرط...هنا يجب أن تدرس وضعك ...و لا أدعوك أن تمقت حالك ..بل لتعلم أننا كلنا ذو خطأ ...و كلنا صاحب تقصير ...و خيرنا من عاد عن خطئه...و تراجع عن زلته...و راعى ظروف غيره و علم أنهم بشر مثله .

- لا تهمل نقاط الحسن بزوجتك..بل فعلها بذهنك..و تفكر بها فإن ذلك حري أن يرفع قدرها في عقلك..و يتوافق عملك و معاملتك مع زوجك بتلك الصورة الجميل التي رسمتها في قلبك .

- أعطاك الله القوامة و القوة..و لكن لتقود مركبة الحياة بسعادة و تحميها من المتربصين بها..و لم يعطيكها لتظلم بها و تتحكم بعقولهم و تفرض رأيك عليهم .

إليكم أربع نقاط تكفي عن مئات المجلدات :

1. فعن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم عند إحدى أمهات المؤمنين، فأرسلت إليه أخرى بصحفة فيها طعام، وكان صلى الله عليه وسلم عند عائشة، فضربت عائشةُ يدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقطت الصحفة فانكسرت، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الكسرتين فضم إحداهما إلى الأخرى، فجعل يجمع فيها الطعام الذي انسكب على الأرض، ويقول عليه الصلاة والسلام لمن معه" غارت أمكم، غارت أمكم، كلوا"...فانظروا إلى كيفية تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع هذا الموقف ...تعامل معه بابتسامة و هدوء وعدل ...فما موقف أحدنا لو حصل له مثل هذا الموقف.

2. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك (لا يكره) مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر» رواه مسلم فهل تأملنا هذا الحديث وصدقنا بتعاملاتنا مع زوجاتنا...و دلنا بحكمنا بحياتنا ...هنا مساحة رحبة من الحب...و مكان واسع من الفضائل...فلا تتعلق نفسك بالعيوب ...و تترك ما وهبها الله من الحسن في جوانب أخرى .

3. قال رسول صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)

4 . جاء رجل يشكي امرأته إلى عمر بن الخطاب ، فطرق الباب وإذا بزوجة عمر تتكلم على عمر ، وعمر أمير المؤمنين، الرجل القوي الذي كانت الجن تهابه، الشيطان يمشي في طريق آخر إذا مشى عمر في طريق، وهذه المرأة لسانها حاد على أمير المؤمنين، والرجل جاء يريد أن يشتكي زوجته؛ لأنها كانت بذيئة اللسان، فلما سمع كلامها على أمير المؤمنين، وفتح الباب عمر وإذا بالرجل قد ولى، فدعاه وقال: [تعال ماذا بك؟ قال: لا شيء يا أمير المؤمنين، قال له: ما أتيت إلا لحاجة هات حاجتك، قال: يا أمير المؤمنين! جئت أشكو زوجتي إليك من بذاءة لسانها، فسمعت زوجتك تقول لك أكثر مما تقول زوجتي لي، فقلت: لي بأمير المؤمنين أسوة -يقول: لست بأحسن منك، سأصبر عليها- فقال له عمر رضي الله عنه: أما يرضيك أنها طاهية طعامي، وغاسلة ثوبي، ومربية ولدي، وقاضية حاجتي؟]