المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التدبير الديداكتيكي


خادم المنتدى
01-11-2015, 00:39
التدبير الديداكتيكي



التدبير الديداكتيكي
ü مفهوم التدبير الديداكتكي
'' يتعلق التدبير الديداكتيكي بتدبير العملية التعليمية – التعلمية على مستوى المدخلات (الأهداف والكفايات)، والعمليات ( المحتويات والطرائق ووسائل الإيضاح)، والمخرجات (التقويم، والفيدباك، والمعالجة، والدعم)، ولا ننسى أيضا تدبير التعلمات، وتدبير الإيقاعات الزمانية، وتدبير الفضاءات الدراسية، وتدبير عملية المراقبة والتقويم''.
وللتدبير الديداكتيكي علاقة وثيقة بمصطلحات أخرى، مثل: الإلقاء، والتدريس، وإدارة الصف، وقيادته، وتدبيره...
ومن هنا، يعنى التدبير الديداكتيكي ببناء وضعيات تعليمية- تعلمية تطبيقية في مدة معينة، وتدبيرها في مستوى دراسي معين، أو ضمن مستويات دراسية مختلفة من مستويات المدرسة الابتدائية أو الإعدادية أو التأهيلية، إما داخل فصل دراسي أحادي، وإما داخل فصل دراسي مشترك، اعتمادا على مجموعة من الوثائق والبرامج الرسمية، باستعمال أشكال التنفيذ وفق مقاربات متنوعة ومختلفة، مثل: المقاربة الإبداعية، والمقاربة بالمضامين، والمقاربة بالأهداف، والمقاربة بالذكاءات المتعددة، والمقاربة بالملكات، والمقاربة بالكفايات و الإدماج... ويعني هذا أن التدبير الديداكتيكي هو بناء الدرس في شكل وضعيات ديداكتيكية وإدماجية، حسب مقاطع فضائية وزمانية معينة، بالتركيز على مجموعة من الأنشطة التي يقوم بها المعلم والمتعلم معا، وفق طرائق بيداغوجية ووسائل ديداكتيكية معينة، مع تمثل معايير ومؤشرات محددة في التقويم والمعالجة.
ü وعليه، ينصب التدبير الديداكتيكي على تدبير الفصل الدراسي، وتدبير التعلمات، وفق مقاربات مختلفة. لذا، فمهمة تدبير الفصل الدراسي مهمة مركبة، تتطلب من المدرس قدرات متعددة، سواء تعلق الأمر بتنظيم وضعيات التعلم، أو تدبير التعلمات، أو تحفيز المتعلمين، أو ضبط القسم. وبالتالي، فإن تدبير التعلمات يشكل جانبا من جوانب تدبير الفصل الدراسي.
وينضاف إلى هذا أن التدبير الديداكتيكي يهتم بالوضعيات التعليمية- التعلمية وفق مقاطعها المتنوعة والمختلفة، كأن يكون مقطعا دراسيا ابتدائيا أو وسطيا أو نهائيا. كما ينبني هذا التدبير على فلسفة الأهداف والكفايات الإدماجية، سواء أكانت نمائية أم مستعرضة، مع الانفتاح على تقنيات التربية الخاصة وعلوم التربية تخطيطا وتنظيما وتنسيقا وقيادة وتقويما.
* أهـــداف التدبيـــر الديداكتيكـــي:
تتمثل أهداف التدبير الديداكتيكي في أجرأة الكفايات والأهداف في أرض الواقع عن طريق تنفيذها وفق وضعيات ديداكتيكية مجسدة، في شكل خطاطات مفصلة، وجذاذات مقطعية، قابلة للتنفيذ والتطبيق. كما يهدف التدبير الديداكتيكي إلى بناء وضعيات ديداكتيكية إجرائية وتطبيقية، في شكل مقاطع تعليمية – تعلمية، تشمل مختلف أنشطة المعلم والمتعلم، وأنواع التقويم والمعالجة في إطار مكان محدد وزمن معين. بمعنى أن التدبير ينصب على تنظيم مختلف العمليات الديداكتيكية في وضعيات إشكالية بسيطة ومعقدة في المدرسة الابتدائية أو غيرها من الأسلاك الدراسية، سواء أكان ذلك في الأقسام الصفية الأحادية أم الأقسام الصفية المتعددة والمشتركة. وغالبا ما يتخذ التدبير طابع التخطيط والتنظيم وفق وضعيات إدماجية قابلة للتقويم والمعالجة والقياس والإشهاد، في شكل مقاطع دراسية محددة ديداكتيكيا وإيقاعيا.

* أهمية التدبير الديداكتيكي:
يلاحظ أن للـتدبير الديداكتيكي أهمية كبرى، وتتمثل هذه الأهمية الإستراتيجية في عقلنة العملية التعليمية – التعلمية، وربط التخطيط بالتنفيذ والتطبيق والتقويم، وتحويل التمثلات المجردة إلى مخططات عملية سلوكية، وأجرأة الكفايات والأهداف المسطرة تطبيقا وتنفيذا. كما أن التدبير آلية ضرورية لتحقيق الجودة الكمية والكيفية، وأداة ناجعة للتخلص من الاضطراب والعشوائية والعفوية. وينضاف إلى ذلك، أن التدبير آلية مهمة لتحسين القيادة التربوية وتجويدها، وتنظيم العملية التعليمية- التعلمية وفق مقاييس منهجية علمية مقننة وموضوعية. ومن ثم، فالتدبير إدارة شاملة لجميع العمليات التي تعرفها العملية الديداكتيكية من بدايتها حتى نهايتها.
* وظائـــف التدبير الديداكتيكي:
من المعلوم أن للتدبير الديداكتيكي وظائف عدة، منها : وظيفة التخطيط المرحلي على المستوى البعيد أو على المستوى المتوسط أو على المستوى القريب، وينبني هذا التخطيط بدوره على عملية الاستشراف والتنبؤ... وتتمثل الوظائف الأخرى للتدبير في: وظيفة التسيير، ووظيفة التوجيه والوصاية، ووظيفة التنظيم، ووظيفة التطبيق، ووظيفة التنفيذ، ووظيفة التحكم، ووظيفة القيادة، ووظيفة التشكيل، ووظيفة التنسيق، ووظيفة المراقبة المرحلية أو المستمرة، ووظيفة التوقع، ووظيفة التقويم والتصحيح، ووظيفة الدعم والتوليف والمعالجة...إلخ

* مرتكزات التدبير الديداكتيكي:
ينبني التدبير الديداكتيكي على مجموعة من المرتكزات المنهجية التي يمكن حصرها في أنشطة المعلم وأنشطة المتعلم التي تقدم عبر مجموعة من المقاطع الدراسية (المقطع الاستهلالي، والمقطع التكويني، والمقطع النهائي)، والانطلاق من مجموعة من الأهداف والكفايات المسطرة، وتحديد فضاء التدبير، والتركيز على الإيقاع الزمني تشخيصا وتكوينا ومعالجة، ورصد الوضعيات الديداكتيكية والإدماجية، وتنظيمها في شكل جذاذة دراسية تخطيطا وتطبيقا وتنفيذا، واختيار أنواع الطرائق البيداغوجية والوسائل الديداكتيكية التي تسعف المدرس والمتعلم معا في التعامل مع الوضعيات الكفائية وأنواع الوضعيات المقدمة الأخرى.
ويعني كل هذا أن التدبير يأتي بعد مرحلة التخطيط السنوي والمرحلي والديداكتيكي، وينصب اهتمامه على مجال التعلم ببلورة وضعيات التعلم، وتبيان كيفيات إنجاز الدرس، وتحديد طرائق تدبير القسم، وكل ذلك في علاقة جدلية بمجال التخطيط من جهة، ومجال التقويم والدعم من جهة أخرى.
وهكذا، يتطلب التدبير الديداكتيكي أن يتعرف المدرس مختلف منهجيات التدريس في مختلف المستويات والأسلاك التعليمية (الابتدائي، والإعدادي، والثانوي)، كأن يعرف منهجية القراءة، ومنهجية الخط والكتابة، ومنهجية التعبير، ومنهجية النحو والصرف والإملاء والشكل، ومنهجية المحفوظات، ومنهجية التربية الإسلامية، ومنهجية الوضعيات الإدماجية والتقويمية...و يعرف أيضا كيف تتوزع الحصص الدراسية وغلافها الزمني، ويعرف كذلك أنواع وضعيات التعلم من أجل تحديد الطرائق البيداغوجية والوسائل الديداكتيكية الملائمة لتقديم المقطع الدراسي أو مجموعة من المقاطع الديداكتيكية. ومن جهة أخرى، يستلزم التدبير الديداكتيكي التعرف على تقنيات التنشيط والتواصل، وإعداد معينات ديداكتيكية ملائمة للمقطع (المورد)، وتكييف مختلف التقنيات التنشيطية والتواصلية مع خصوصيات القسم (فسم حضري، وقسم مشترك، وقسم مكتظ...)، مع تنويع تقنيات التواصل مع التمركز حول المتعلم، واستثارة قدراته الكفائية والإدماجية، والانطلاق من نظريات التعلم أثناء التدبير وبناء الدرس، كالانطلاق - مثلا - من النظرية السلوكية أو النظرية الجشطالتية، أو النظرية التكوينية لجان بياجيه، أو البيداغوجيا الفارقية، أو المقاربة اللاتوجيهية، أو البيداغوجيا المؤسساتية... ومن الضروري، أن يتعرف المدرس والمتعلم معا على مبادئ الإدماج، وطريقة إنجاز ملائمة للوضعية.أي: رصد مختلف معايير التقويم، وتحديد مؤشراته، ووضع خطط افتراضية للدعم والمعالجة والتصحيح.

* شـــروط التدبير الديداكتيكي:
تراعى في التدبير الديداكتيكي مجموعة من الشروط المهمة، ويمكن حصرها في الأنواع التالية:
- مراعاة الشروط السوسيوتربوية (الأقسام الحضرية، والأقسام المكتظة، والأقسام المشتركة...).
- مراعاة خصوصيات التلاميذ النفسية والاجتماعية والاقتصادية.
- مراعاة الفوارق الفردية بتطبيق البيداغوجيا الفارقية.
- مراعاة الإمكانيات البشرية والمادية والمالية والعدة الإدارية.
- الانطلاق من بيئة التلاميذ ومحيطهم النفسي والاجتماعي والثقافي والديني والسياسي والاقتصادي.
-احترام الإيقاعات الزمنية والتنظيمات المكانية والصفية.
- الالتزام بالمقررات الرسمية والتوجيهات الوزارية .
- تمثل فلسفة التربية التي تنتهجها الدولة، كالانطلاق من بيداغوجيا الكفايات والإدماج - مثلا- .
- العمل على تحقيق الجودة كما وكيفا.
- ربط مخرجات التدبير الديداكتيكي بمدخلاته الرئيسية.
* أدبيات التدبيـــر الديداكتيكي:
ثمة مجموعة من الأدبيات التشريعية والقانونية التي نصت على مفهوم التدبير توظيفا واستثمارا وتعريفا. ونذكر من بين هذه الأدبيات:
Ø الميثاق الوطني للتربية والتكوين:
خصص الميثاق الوطني للتربية والتكوين، منذ صدوره في بداية الألفية الثالثة، المجال الخامس للتسيير والتدبير، بعد أن خصص المجال الأول لنشر التعليم وربطه بالمحيط، وخصص المجال الثاني للتنظيم البيداغوجي، وحصر المجال الثالث في الرفع من جودة التربية والتكوين. أما المجال الرابع، فقد حصره في الموارد البشرية، وخصص المجال السادس والأخير للشراكة والتمويل.
ويتفرع كل مجال إلى مجموعة من الدعامات التنظيمية والتفصيلية. بيد أن المشرع أشار إلى التدبير في المجال الثالث حينما ربطه بالإيقاعات المدرسية" يرتكز تدبير الوقت في مجال التربية والتكوين، بما في ذلك الجداول الزمنية والمواقيت والإيقاعات والعطل المدرسية."[
ويعني هذا أن التدبير يقصد به تنظيم الإيقاعات الزمنية (ساعات الدراسة السنوية والأسبوعية - العطل المدرسية - توزيع الحصص-الجدول الزمني السنوي للدراسة...)

crmef aljadida