المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقتلكم كي لا تقتلوني -2-


ommo ilyas
09-03-2008, 11:24
يشهد الله أني أتفق معك في أن لا أحد يستطيع أن يتصور قوة الكلمة و تأثيرها على برمجة العقول و التحكم بالسلوك ،فإذا كانت هذه الكلمة إيجابية أثرت إيجابا ، وإن كانت سلبية أثرت سلبا . فعندما دخلت أنت فندق الفصول الأربعة وفعلا وجدت نفسك مفتونة بالجمال الذي تعكسه باقات الزهور والورود المصفوفة هناك. أثارت دهشتك مزهرية مملوءة بالأزهار بطريقة لا يمكن أن تخطر ببال إنسان، وتساءلت في سرك : يا إلهي ما أبدع هذا الفنان ![ فعن أي إله تتحدثين ؟ عن خالقي و خالقك ؟ أم عن هوى بنفسك ؟]
المزهرية من الكريستال الشفاف، ملأها مهندس الديكور بالماء ثم صفّ الأزهار بطريقة غريبة، وضع الأزهار داخل الماء والسيقان نحو الأعلى! [ و هكذا فعلت بكثير من الأمور قلبت سافلها أعلاها و العكس صحيح .]
وقفت مدهوشة أمامها أكثر من نصف ساعة، و أنت تتساءلين : ما طبيعة البيئة التي ولد وترعرع فيها هذا الفنان؟[ هل كانت مثل بيئتي التي سلبتني الإيمان برب الأكوان ؟]
رحت أتخيل أمه وأباه وجو الحرية الذي أتاحانه له، ذلك الجو الذي حرر عقله من قيوده، وساعده على أن يتجاوز كل أشكال البرمجة بما فيها أبسط المسلمات .[و هذا ما تريدينه التحرر من أبسط المسلمات ، فأنت تكرهين ماضيك و ترفضينه ، و ترفضين جميع المسلمات و التي في مفهومها الرياضي لا تحتاج إلى دليل أو برهان كقولك 1+1=2 . وتناقشين بمنطقك مجموعة من المسلمات و أنت حرة في كل هذا و لكن من أجل تنوير الرأي العام أريد أن أشير أن المنطق هو كل ما يتقبله العقل سواء كان صحيحا أو خاطئا ،و كمثال على ذلك اعتقاد الناس في الماضي البعيد أن الأرض مركز الكون ، حتى أن الكنيسة أحرقت جاليلي لأنه قال أن الأرض تدور حول الشمس . فهذه الحقيقة العلمية و التي صارت مسلمة تدرس للأطفال في المدارس الابتدائية لم تكن منطقية وقتها . و اعتمادنا على الحواس غير كافي رغم أنه القاعدة العامة ، ومن المؤكد أن لكل قاعدة استثناء ، فحواسنا قد تخدعنا أحيانا ، و مادمت قد درست العلوم يوما فأنت تعرفين معنى الخدعة البصرية مثلا .كما أن حدة أو البصر مثلا تختلف من شخص لآخر و هلم جرا .
أما قولك <أين الخلل في أن أقتطع عبارات و جمل ؟لقد أكدت الدراسات بأن الألفاظ لا تقل أهمية عن الجمل > فأريد أن أوضح أن الجملة إذا اقتطعت من سياقها العام قد تخرج عن المعنى المقصود منها خصوصا إذا صارت كلمة يتيمة ، فالألفاظ لا تأخذ معناها العام إلا داخل سياق ، و هذا في جميع اللغات فمثلا :
[لذع] : _فلانا بلسانه : أوجعه
_النار الشيء :لفحته و أحرقته
_البعير : وسمه بطرق الميسم
_الرجل بذكائه : أسرع إلى الفهم و الصواب
_الطائر : رفرف ثم حرك جناحيه قليلا
Ligne 1-tracer une ligne droite avec ta règle: un trait 2-

lis la première ligne en haut de la page: la suite de -mots les uns à côté des autres
3-quelle ligne de métro prends –tu ? : quel trajet fais –tu - لقد قلت أنك لا تعرفين لماذا استقرت تلك العبارة الأخيرة من قصة نمرود الحكيم وشامة الغبية في كل ثنية من ثنايا دماغك و اختزن عقلك الباطن نعت شامة "الغبية" فماذا تعني لك هذه الكلمة بالذات ؟ هل نعتك أحد يوما بهذاالوصف؟ فأردت أن تؤكدي له أنك لست كذالك ؟

ألست القائلة : لماذا يكذب الإنسان ؟ يكذب الإنسان عندما يخاف! والخوف هو السبب الرئيسي، إن لم يكن الوحيد، الذي يكمن وراء الكذب.
يتراءى للإنسان الضعيف بأن الكذب أسهل من الصدق. فهو يجنّبه مواجهة حقائق يخاف من أن تؤلمه.
قد يكون هذا صحيحا في البداية! ولكن مع الوقت يتحول الكذب إلى سلسلة تقود كل حلقة فيها إلى حلقة أخرى، وتصبح عندها مهمّة الكذاب عندما سيقول شيئا أن يغطي ما قاله سابقا. [أظنك لا تخافين شيئا رغم أن الخوف شعور طبيعي ،و ليس كل خائف كاذبا خاصة إن كان مؤمنا ،فلماذا تقولين : إن الانصياع للمجتمع نتيجة حتمية للخوف من الرفض و لو لم نكن مقتنعين . هل أنت خائفة من الرفض ؟ و هل أنت مقتنعة أم لا ؟ إذا انصعت دون اقتناع فهذا يسمى نفاقا ، و لقد مارست فعل النفاق أمام المفتش وأنت قلت : ثم تابعت شرح الدرس بعد ان استغليّت الموقف لازاود بقليل من "وطنيّتي أمام المفتش!
في نهاية الدوام اجتمعت بنا مديرة المدرسة لتطلعنا على نتائج تقييم السيّد المفتش.
كانت خيبتي كبيرة عندما كتب في حقل تقييمه لي: لابأس! معلوماتها غزيرة وتستطيع إيصالها بوضوح، ولكنّها ضعيفة في التوجيه القومي والوطني!
ضعيفة بالتوجيه القومي والوطني؟!!
وما علاقة التوجيه القومي والوطني بالجهاز الهضمي عند الإنسان؟!!
ربّما اعتقد السيّد المفتش أنه جزء مهم يكمن بين الفم والشرج!
لقد حاولت ان اُزاود عليه فتفوّق عليّ بالمزاودة!
و لماذا التعجب ؟ و أنت استغليت الموقف لتزايدي ، فإنما الأعمال بالنيات و لكل امرئ ما نوى ، فسحقا للوطنية و سحقا للقومية سأبحث عن وطن آخر ، و قلت :
البيت ليس حيث ولدت و حيث لي ذكريات [ و نسيت مريرة ] .... البيت حيث أعيش بأمان عيشة تليق بالإنسان [ حتى و لو على حساب الكرامة ] .
تنفست الصعداء وتذكرت جدتك رحمها الله " الهرب ثلثا المرجلة".
تركت كل شيء خلفك...أوراقك.. كتبك.. أسلاكك.. فواتيرك.. أولادك..إيرما.. روكسي.. وهربت ..... خوفا من أن يسبقك الوقت. فماذا حققت بعد ؟ تجيبين :
.................
يأتي الليل ويغزوني
أسقط في قلب العتمة..
اُسلم للريح أشرعتي...
أرحل...أرحل ....أرحل...
أبحث عن مملكتي..
في زمن ِ آخر..
في وطن آخر..
وطن لاتغزو طفولتي فيه العسكر..
لاتغتال أُمومتي فيه العسكر..
كذابٌ استاذ التاريخ.....
كذابٌ استاذ التاريخ....
........................
يأتي الليل ويغزوني..
أسقط في قلب العتمة..

أقول أن هذه الكلمات تدل على حيرتك، و على رغبتك في الهرب إلى مكان تنسبن فيه آلام الطفولة ، و أمومتك . أما آلام الطفولة فاطلعنا على اليسير منها ، و أما الأمومة فماذا حصل ؟
لقد كذب عليك أستاذ التاريخ ، و ضربك أستاذ التربية الدينية و نعتك بالكافرة ، لأنك فقط سألت ، كان عليه أن يجيبك ، و إن لم يعرف الجواب يعدك به ريثما يبحث ليتعلم و يعلم في نفس الوقت ، خصوصا أن المراهقين متعطشين لمعرفة ذواتهم و محيطهم . أما السؤال الأعظم و الأهم : من أكون ، ومن أين جئت , إلى أين أذهب ؟ أما الشطر الأول فأنا مخلوق من خالق عظيم كل شيء عنده بعلم دقيق دقيق و كلما زاد علمي بحسن صنعته و دقتها زاد إجلالي له و حبي له الذي يكبر يوما عن يوم و ارجوه أن لا يحرمني لذة معرفته و بالتالي محبته . و لما جئت ؟ فلأعمر الأرض حبا و سلاما و أتعرف على شعوب و حضارات ، و أن أحب لأخي الإنسان ما أحبه لنفسي . و أما إلى أين ؟ فإن لله و إنا إليه راجعون .
فلننظر في خلق الله ما شاء لنا أن ننظر فتأمل ساعة خير من عبادة ألف سنة .
و أما سؤالك فأجيبك عنه بعد كل هذه السنين ، رغم أني أعلم علم اليقين أنك لا تنتظرين جوابا ، فالقمع و اللامبالاة التي تعرضت لها ولدت لديك إحساسا قويا بالرفض للإسلام و المسلمين . ورد في تفسير ابن كثير : " و الموءودة هي التي كان أهل الجاهلية يدسونها في التراب كراهية البنات ، فيوم القيامة تسأل الموءودة على أي ذنب قتلت ليكون ذلك تهديدا لقاتلها ، فإنه إذا سئل المظلوم فما ظن الظالم ؟" لقد لعب رجال التعليم دورا سيئا في حياتك ، فكيف كان حال والدك معك ؟ من خلال كتاباتك يبدو جليا أن علاقتك به كانت غير ودية أو صارت و لو حاولت التملص من ذلك . و كل هذا تؤكدينه بتأييدك لبيكاسو : كل إنسان يولد رساما ولكنّ طريقة التربية تسلب بعض الناس مواهبهم. [ و إيمانهم. وددت لو كنت مؤمنة ... وددت لو كنت مؤمنة ...
و لكن ماجد كان "مؤمنا " ورغم ذلك أحرق شجرة أمك التي كانت تحبها فماذا فعل والدك ؟ كان يدعي الإيمان هو أيضا ؟ هل كان يرغمك على الصلاة ؟] أنت قلت : في حفل التخرج، بأمريكا، ألقى محافظ المدينة كلمة قال في نهايتها: اسمحوا لي أن أبدأ الحفل بالصلاة.
بالصلاة؟!!
لم أشعر بالإرتياح للأمر وظننت بأنه سيفرض على الحضور دينه وطقوسه، فالصلاة في عرفنا وحسب مفاهيمنا عبارة عن طقوس مبرمجة لا يمتلك أحد الحق في أن يغيّرها، لأفاجئ به يقول:
يارب نشكرك على تلك الوجوه البريئة التي أرسلتها لنا، يارب نشكرك على هذا المكان الجميل ونشكرك لأنك سهّلت على عائلات أطفالنا الحضور رغم انشغالهم بأمور الحياة، كما ونشكرك يارب على تلك البيتزا التي سنتقاسمها معا، من فضلك يارب احم هؤلاء الأطفال وخذ بيدهم لأنهم صانعوّ المستقبل. ثم أنهي صلاته بشكره لنا جميعا.[ الصلاة لغة الدعاء ـ أما اصطلاحا فهي عبادة ذات أقوال و أفعال مخصوصة تفتتح بالتكبير وتختتم بالتسليم .]
من يومها أصبح للصلاة عندي مفهوم آخر غير الذي ورثته عن أبي.
[ إذن أباك ولله الحمد كان مصليا . فما بال هاته الكائنات البشرية غير الكاملة تصيب و تخطئ و رغم ذلك تدعي الإيمان ؟ أو لا يخطئ المؤمنون ؟ إذن لكانوا ملائكة ، ماذا عساك أن تفعلي أنت الأنثى صاحبة الإحساس الرقيق و قد كنت طفلا بريئا لقد اغتالوا طفولتك ، و صفاء نفسك ، لقد اغتالوا إيمانك و غذوا شكوكك "فغزاك الليل و سقطت في قلب العتمة "
مع تحياتي
المغربية

the teacher
09-03-2008, 14:10
بارك الله فيك على الموضوع القيم..