المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آيات عظمة الله في البحار والمحيطات: فيديو


nadiazou
25-12-2015, 22:04
آيات عظمة الله في البحار و المحيطات


http://vb.shbab5.com/photos/2/20141352742276_884.gif (http://www.google.co.ma/url?sa=i&rct=j&q=&esrc=s&source=images&cd=&cad=rja&uact=8&ved=0ahUKEwilt7DG__fJAhVIVxQKHaybB_kQjRwIBw&url=http%3A%2F%2Fvb.shbab5.com%2Ft257328&bvm=bv.110151844,d.d24&psig=AFQjCNEtIPqkavmznvSn4Cps9x1fp-cPSg&ust=1451166746030687)


قال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل:14)
عظمة البحار

تشغل البحار والمحيطات، حيزاً كبيراً من سطح الأرض، يبلغ نحو ثلاثة أرباعه . وتختلف صفات الماء على الأرض، بسهولة تدفقه من جهة إلى أخرى، حاملاً الدفء أو البرودة . وله قوة انعكاس جيدة للإشعاع الشمسي، ولذا فإن درجة حرارة البحار لا ترتفع كثيراً أثناء النهار ، ولا تنخفض بسرعة أثناء الليل فلا تختلف درجة الحرارة أثناء الليل عن النهار بأكثر من درجتين فقط .


و يقول أحد العلماء أن البحر يباري الزمان في دوامه، ويطاول الخلود في بقائه . تمر آلاف الأعوام بل وعشرات الألوف والملايين، وهو في يومه هو أمسه وغده، تنقلب الجبال أودية، والأودية جبالاً، وقد دلت الأبحاث العلمية أن أقصى أعماق البحار تعادل أقصى علو الجبال، وقد صرح الكابتن جاك ايف كوستو مكتشف أعماق البحر في أوائل سبتمبر سنة 1956 بأنه قد أمكن التقاط صور فوتوغرافية على عمق 25080 قدماً وأنه اكتشفت ألواناً جديدة من الحياة وأنواعاً لا عهد للعلم بها . وتدل الصور التي التقطت على قاع المحيط على أن قاع المحيط ليس منبسطاً كما كان مفهوماً .
قوة البحار


قال الله تعالى : (وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْأِنْسَانُ كَفُوراً) (الاسراء:67)

http://www.quran-m.com/firas/photo/69170egrj.jpg



ماء المحيطات والبحار، والبحيرات والأنهار، والترع والقنوات مصدرها واحد .... ذرات من إيدروجين ... أتحدت مع ذرات من أكسجين، فكونت الماء .. الذي يسير دائما في اتجاه واحد... لا يختلف ولا يتغير .. يسير حاملا الحياة .. ولكن هل الماء دائما يجري لجلب الحياة والسعادة ...؟ ألا ما أقواه !...
وما أقساه !! فإنه أحيانا يكاد يكون أقوى وأقسى ما في الوجود على وجه الإطلاق، فهو يجرف كل ما يقف في سبيله دائما كائنا ما كان !! وهو يسبب كوارث الفيضانات ولكل صلب .. وإليه يفتت الحجر، وتهوي تحت نقاطه الصخور وكل صلب .. وإليه يرجع ما في المحيط من روعة وعمق ... سر ورهبة ... خطر وفزع ... ولعل أبدع ما قيل في وصف زمجرة البحر، لمن قال .. من اتفق له أن يعرف ما الزوبعة البحرية ... تدوم ثلاثة أيام أو أربعة لا تقعد لها قائمة ... ولا لها شدة ..موج متصاعد كالجبال، وخنادق منخفضة كالأودية، اتصال ما بين البحر والسماء، لا بر ينظر، ولا أفق يبصر، وأرض إلا قباب الأمواج، ولا بحر إلا غيوم السماء . فالموج الذي يرتفع عادة إلى 25 قدماً قد يرتفع في أيام العاصفة إلى 130 قدماً، وإذا عرفت أن للقدم الواحد في كل موجة قوة مدمرة زنتها ستة آلاف رطل لأمكننا أن نتصور مدى الدمار الذي تنتجه هذه الأمواج .
ففي عام 1872 اقتلعت موجة عاتية في أسكتلندا مرسى حديدياً زنته مليونا و700 ألف رطل، وأخرى حملت صخرة وزنها 175 ألف رطل إلى ارتفاع مائة قدم .
وفي عام 1737 وفي ميناء بابجوك هاج البحر وقتل 300 ألف إنسان ودمر 20 الف مركب .
ثم على حين فجأة، يصفوا الجو، وتعتدل الرياح، ويسكن البحر، وتظهر السماء وتنكشف الأرض، فلا يملك الإنسان إلا أن يسبح بحمد الله قائلا :
قال الله تعالى: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (البقرة:117) .
أحياء البحار

http://www.quran-m.com/firas/photo/99448ewf.jpg

يقول الدكتور "هدسون" أنظر إلى العالم العجيب السابح في نقطة ماء، وتأمل تلك الأحياء، مكبة على عملها، غادية رائحة، وأعجب من أجسامها، وأراقبها وهي تطلب قوتها، وتنقض على فريستها، وتهرب من عدوها فلا تتمالك من أن تعترف بأن عواطف الإنسان، تجتاح صدور حيوان أصغر من إن يرى . والحياة ملء البحار حقاً، فإن عدد أصناف الكائنات الحية المجودة في البحار، أكثر من العدد الموجود على الأرض على وجه الإطلاق . واختلاف الكائنات الحية الموجودة في البحار اختلافا واسعاً، حتى أنها مازالت تتزايد في عدد تصنيفها، فمنها قريص البحر، تلك الكائنات الصغيرة التي يبلغ عدد الموجودين منها في الميل المكعب الواحد، نحو رقم يبلغ سبعة عشرة عدداً أي بلايين البلايين . ومنها الدوركال الذي يبلغ طوله 120 قدما . وفيها الأسماك الصغيرة، والتي تتغذى عليها الكبير، ومنها الكاشلوت، وهو الحوت، الذي يطوف طولاً وعرضاً، ويجول فيه جولات الأسد في غابته ... وله أنياب حادة، وقوى غير متصورة، تمكنه من مهاجمة المراكب بل تحطيمها ،و من عجائب أحياء البحر، السمك الهلامي، والحيوانات الرخوة . وللبحر طائر خاص به، وهو الصخاب ،و هو طائر ضخم الجثة، قوي الصوت جداً، يبلغ طول جناحيه متى كانا ممدودين خمس عشرة قدماً .
ويبقى هذا الطائر ساعات متوالية طائراً، وقيل أنه ينام محلقا قي الفضاء ... ويكفي أن يتفكر الإنسان في ملايين الصيادين الذين ينشرون شباكهم في البحر ويخرجون كل ساعة ملايين الملايين من أطنان الأسماك ... وكأن مافي البحر لا يتأثر بكل ما يصطادون ..!!
وتتفاوت الأعماق التي فيها هذه الحيوانات، ولكل عمق أصناف مميزة موجودة به.. وسنقتصر في الحديث عن أمثلة قليلة، من ملايين أمثلة الأحياء في البحار، التي تنطق بعظمة الخالق، وقدرة الصانع :
الأميبيا
كائن حي دقيق الحجم، يعيش في البرك والمستنقعات، أو على الأحجار الراسية في القاع، ولا يرى بالعين إطلاقاً، وهو يرى بالمجاهر، كتلة هلامية يتغير شكلها بتغير الظروف والحاجات . فعندما تتحرك، تدفع بأجزاء من جسمها تكون به شكلهاً بتغير الظروف والحاجات . فعندما تتحرك، تدفع بأجزاء من جسمها تكون به زوائد، تستعملها كالأقدام، للسير بها إلى المكان المرغوب .
و لذا تسمى هذه الزوائد، بالأقدام الكاذبة .
وإذا وجدت غذاء لها، أمسكت به بزائدة أو زائدتين، وتفرز عليه عصارة هاضمة، فتتغذى بالمفيد منها، أما الباقي فتطرده من جسمها .. وهي تتنفس من كل جسمها بأخذ الأوكسجين من الماء .. فتصور هذا الكائن الذي لا يرى إطلاقا بالعين !! يعيش ويتحرك !! ويتغذى ويتنفس !! ويخرج فضلاته ... فإذا ما تم نموه، انقسم على قسمين وليكون كل قسم حيوان جديداً!!
الإسفنج
كان الإسفنج يعتبر من النباتات حتى عام 1765 حين لاحظ العلامة " أليس " عند فحصه أحد أنواع الإسفنج الحية، أن الماء يدخل من مسامه الجانبية، ويخرج من فتحة عليا بطريقة مطردة، فداخله شك إذ ذاك، بأن ما يفحصه ربما يكون حيوانا . وفي عام 1852 وضع العلامة روبرت جرانت الإسفنج في موضعه الحالي باعتباره حيوانا .
ومن الإسفنج، ما هو دقيق الحجم، لا يرى إلا بجهد، ومنه ما يبلغ حجماً كبيراً . كما يختلف لونه، فمنه الأصفر والأخضر، والبرتقالي والأحمر والأزرق ...
وعلى جسمه عدة ثقوب صغيرة، وأعلاه فتحة واسعة .. فيدخل الماء محملا بالكائنات الحية والمواد الغذائية من الفتحات الجانبية، بينما تخرج البقايا من فتحته العليا . ولهذا فهو يختلف عن كافة أحياء العالم في أنه يستعمل الفتحة الرئيسية العليا، لا لتناول الغذاء بل لإخراج بقايا منها .
الأسماك
حيوانات مائية، تحورت أجسامها بما يوائم معيشتها في الماء . فجسمها يشبه القارب ،لا مكان بقائها فيه، ولها زعانف على هيئة المروحة، تحفظ توازنها أثناء سباحته، كما يساعده على العوم .


http://www.quran-m.com/firas/photo/19463ewr.jpg


أما ذيلها فمفلطح مقوس من وسطه، لتستطيع به تغيير طريق سيره في الماء .. ومن عجيب صنع الله، وجود كيس مستطيل في الجزء الظهري للسمكة ممتلئ بمقدار من الهواء يزيد حجمه أو ينقص، على حسب حاجة الحيوان. وهذا الكيس يسم كيس العوم .. وللسمك فتحات خارجية، هي الفم والأنف والخياشيم، وفتحات تناسلية وإخراجية .
ومن الأجهزة العجيبة في السمك، الخيشوم الذي يتنفس به إذ أن الحيوان يفتح فمه، فيدخل فيه الماء ثم يقفله فيمر الماء من الفتحات الجانبية للفم إلى الخيشوم، الذي يحصل على الأكسجين من الماء ويطرد ثاني أكسيد الكربون .
نجم البحر
حيوان بحري يشبه النجم في شكلها، وهو مختلف الحجم واللون، ويوجد في جميع البحار . ويتركب جسم الحيوان من قرص، في وسطه فتحة الفم، ويتفرع من هذا القرص خمسة أذرع متشابهة شكلا، ومتساوية طولا وحجما . وسطحها العلوي أقتم من السفلي . ويوجد على جسمه عدد كبير من صفائح صلبة تبرز منها أشواك، كثيرا ما تعلق بها الأعشاب والحشائش والأوساخ .
ولذا نجد أن هذا الحيوان، قد زود جسمه بأعضاء صغيرة تشبه الملقط، يحافظ بها على نظافة جسمه بما يلقط بها مما علق بأشواكه .
و يتغذى نجم البحر بالحيوانات الرخوة ذات المصراعين، وهي المعروفة بالمحار ويفترسها بطريقة غريبة، هي في ذاتها دليل على وجود الله، وعلى رحمته التي عمت كل الوجود . فمتى وجدت نجمة، محارة , وضعتها بين أذرعتها الخمس، وقوست جسمها فوقها، وألصقت بمصراع المحارة عددا من أقدامها، وتشد هذه الأقدام في اتجاهين متضادين فتفتح المصراع . ونجمة البحر، صبورة جلدة، لو صادفت محارة قوي المصراع، ظلت تشده مدة طويلة إلى أن تتهادى قوته، ويُفتح المصراع مقهوراً أمام ذلك الجلد والصبر .
و متى فتح المصراع، أخرجت النجمة جزءا من معدتها خارج فمها، يلتف حول المحار ثم تأخذ في امتصاص ما به حتى تأتي عليه .
المرجان
المرجان من عجائب مخلوقات الله يعيش في البحار على أعماق تتراوح بين خمسة أمتار وثلاثمائة متر، ويثبت نفسه بطرفه الأسفل بصخرة أو عشب . وفتحة فمه التي في أعلى جسمه أعلى جسمه، محاطة بعدد من الزوائد تستعملها في غذائه . فإذا لمست فريسة هذه الزوائد، وكثيرا ما تكون من الأحياء الدقيقة كبراغيث الماء، أصيبت بالشلل في الحال، والتصقت بها، فتنكمش الزوائد نحو الفم، حيث تدخل الفريسة إلى الداخل بقناة ضيقة تشبه مريء الإنسان .


http://www.quran-m.com/firas/photo/08846egrg.jpg

و من دلائل قدرة الخالق، إن حيوان المرجان يتكاثر بطريقة أخرى هي التذرر ، وتبقى الأزرار الناتجة متحدة مع الأفراد التي تذررت منها، وهكذا تتكون شجرة المرجان التي تكون ذات ساق سميك، تأخذ في الدقة نحو الفروع التي تبلغ غاية الدقة في نهايتها، ويبلغ طول الشجرة المرجانية ثلاثين سنتيمترا والجزر المرجانية الحية، ذات ألوان مختلفة، نراها في البحار صفراء برتقالية، أو حمراء قرنفلية، ا, زرقاء زمردية أو غبراء باهتة .
و المرجان الأحمر، هو المحور الصلب المتبقي بعد فناء الأجزاء الحية من الحيوان . وتكون الهياكل الحجرية مستعمرات هائلة . وكان المظنون أن هذه المستعمرات أن هي إلا قمم البراكين المغمورة تحت الماء.
و أكثر ما توجد هذه المستعمرات في المحيطين الهندي والهادي، حيث ترتفع عن الماء وتتسع حتى يبلغ من اتساعها أن تستعمر وتأهل بالسكان . وقد تبقى تحت سطح الماء، وبذلك تصبح خطرا يهدد الملاحة .
و من هذه المستعمرات، سلسلة الصخور المرجانية المعروفة باسم الحاجز المرجاني الكبير، الموجود بالشمال الشرق لاستراليا، ويبلغ هذه السلسلة 1300 ميل، وعرضها 50 ميلا، وهي مكونة من هذه الكائنات الحية الدقيقة الحجم !!.
حيوان اللؤلؤ
لعل اللؤلؤ أعجب ما في البحر، فهو يهبط إلى الأعماق، وهو داخل صدفة من المواد الجيرية لتقيه من الأخطار، ويختلف هذا الحيوان عن الكائنات الحية في تركيبه وكرقة معيشته، فإنه شبكة دقيقة كشبكة الصياد، عجيبة النسج، تكون كمصفاة تسمح بدخول الماء والهواء والغذاء إلى جوفه، وتحول بين الرمال والحصى وغيرها . وتحت الشبكة أفواه الحيوان، ولكل فم أربع شفاه، فإذا دخلت ذرة رمل، او قطعة حصى، أو حيوان ضار عنوة إلى الصدفة، سارع الحيوان إلى افراز مادة لزجة يغطيها بها، ثم تتجمد مكونة لؤلؤة، وعلى حسب حجم الذرة التي وصلت يختلف حجم اللؤلؤة .
هذا إلى غير ذلك من آلاف بل ملايين الأصناف من الحيوانات البحرية الأولية كالبرامسيوم وغيرها .

nadiazou
26-12-2015, 16:15
https://www.youtube.com/watch?v=9cN_T4L3NgE&feature=player_detailpage

خادم المنتدى
26-12-2015, 17:02
http://upload.3dlat.net/uploads/3dlat.net_05_15_38f7_%D8%B3%D9%85%D9%83-%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%835.gif

خادم المنتدى
26-12-2015, 17:23
الإعجاز في البحار - آيات الله في البحار

http://kaheel7.com/userimages/lavaflow.jpg


نعيش مع بعض الحقائق اللطيفة حول علم البحار القرآني، وهذا البحث
من باب التذكرة، فذكّر إن الذكرى تنفع المؤمنين...

يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ
وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً) [الفرقان:53].
منذ 1400 سنة لم يكن أحد على وجه الأرض يعلم شيئاً
عن الحاجز بين النهر والبحر. وقد قام حديثا علماء بدراسة
المنطقة حيث يصبّ النهر العذب في البحر المالح.
وكانت النتيجة أن هذه المنطقة لها خصائص مختلفة
كلياً عن الخصائص الموجودة في أيّ من ماء النهر
أو ماء البحر.
حتى إننا نجد أحدث الأبحاث العلمية تؤكد أن منطقة
المصبّ يحدث فيها مزج مضطرب، وسبحان الله العظيم
يأتي البيان الإلهي ليعبر عن هذه الحقيقة العلمية
الدقيقة بكلمة واحدة وهي (مَرَجَ)!
وهذا النوع من الحواجز تحدث عنه القرآن، يقول تعالى:
(وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ
أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً) [الفرقان:53].
لقد نشأ علم حديث اسمه ميكانيك السوائل يبحث
في القوانين التي وضعها الله تعالى لتحكم أي
سائل في الكون. ومن أهم السوائل بالنسبة لنا هو
الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي فقال:
(وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)
[الأنبياء:30]. ومن أهم القوانين التي تحكم هذا
الماء قانون التوتر السطحي الذي بواسطته تحافظ
كل قطرة ماء على شكلها و وجودها.
ولولا هذا القانون لتبخر الماء ولم يتماسك أبداً.
وبواسطة هذا القانون الذي يشد جزئيات الماء
إلى بعضها البعض تبقى البحار متماسكة أيضاً.
لأن قوة التوتر السطحي هذه وهي القوة التي
تشد جزيئات الماء تتغير مع كثافة الماء ودرجة
حرارته ونسبة الملوحة فيه وغير ذلك من العوامل.
فتجد أن النهر العذب له خصائص تختلف تماماً عن
البحر المالح، وبالتالي هنالك اختلاف كبير بين قوة
التوتر السطحي للماء العذب وتلك الخاصة بالماء
المالح. هذه القوى تلتقي عند التقاء مصب النهر
مع البحر. فتعمل كل قوة ضد الأخرى!
فتجد أن منطقة البرزخ أو منطقة الالتقاء للنهر مع
البحر هي منطقة تدافع وتجاذب وحركة واضطراب
وهذا ما عبَّر القرآن عنه بكلمة واحدة وهي (مَرَجَ).
يقول عز وجل: (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ
فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً
مَّحْجُوراً) [الفرقان:53].
وتأمل معي كلمة (حِجْراً مَّحْجُوراً) في الآية كيف
تعبر عن جدار منيع وقوي وهذا ما نجده فعلاً،
فهذه القوى الناشئة بين النهر والبحر في منطقة
البرزخ هي جدار لا يمكن اختراقه. ومن علم ميكانيك
السوائل نعلم بأن أي جدار يتم بناؤه يقوم على أساس
دراسة القوى التي ستقع على هذا الجدار.لذلك نجد
أن التعبير القرآني عن الحاجز بين النهر والبحر بأنه (حِجْر)
تعبير دقيق من الناحية العلمية.
كما أن هنالك فارقاً في قوى الضغط التي يسببها
النهر على البحر والقوة المعاكسة التي يسببها البحر
على النهر، وتكون النتيجة أن هنالك منطقة متوسطة
هي البرزخ وعلى جانبيه ضغوط مختلفة يتحملها وكأنه
جدار محصَّن وقوي. لذلك قال تعالى في آية أخرى:
(أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ
لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ
بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [النمل:61].

http://kaheel7.com/userimages/SEA-1.JPG

إن الغوص في الماء ومعرفة أسرار البحار كان من
رغبات الإنسان منذ وجوده على الأرض. ولكن الإنسان
في الحالة الطبيعية لا يمكنه الغوص لأكثر من أمتار
معدودة وذلك بسبب الضغط الكبير المتولد من وزن
الماء فوقه.
وعندما اخترع الإنسان الغواصة تمكن من الوصول
لأعماق كبيرة تقدر بمئات الأمتار أو آلاف الأمتار.
وعندها تم اكتشاف عالم قائم بذاته في أعماق
المحيطات، ولعل الشيء الملفت للانتباه هو اكتشاف
أمواج عميقة أشدّ عنفاً من الأمواج التي على سطح البحر.
فكما نرى أمواجاً متلاطمة على سطح البحر، أيضاً هنالك
أمواج في عمق البحر.هذه الأمواج تحدث عنها القرآن
في قول الحق تبارك وتعالى: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ
يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ
بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ
يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ) [النور:40]. ونلاحظ
كيف تتحدث الآية بوضوح عن البحر العميق الذي تغشاه
الأمواج ثم من فوقه أمواج أخرى.
وهنا ندرك دقة القرآن حتى في تشبيهاته، فالله تعالى
يقول لنا بأن الكافر بربه والذي ضلَّ عن سبيل الهدى
مثله كمثل رجل يعيش تحت هذه الأمواج العميقة،
قمة الظلام والضيق، فالله تعالى يشبه الضلال بهذه
الظلمات ويتحدث عن أمواج في عمق البحر (اللجي
هو العميق). إن هذا النوع من المعرفة لا يمتلكه حتى
أدباء عصرنا هذا، فكيف بالنبي الأمي الذي جاء في عصر
عبادة الحجارة والأوثان، في ذلك العصر لم يكن هنالك
إلا الأساطير. بينما القرآن نجده يحاكي كل العصور فهو
كتاب الله عزّ وجلّ.
إن الذي ينظر إلى الكرة الأرضية من الفضاء الخارجي
يشاهد البحار تغطيها السحب بشكل كبير. وهذا ما تظهره
صور الأقمار الاصطناعية. هذه السحب الكثيفة تحجب جزءاً
كبيراً من نور الشمس ويبقى جزء صغير ليخترق أمواج البحر
السطحية وبعد ألف متر تقريباً ينعدم الضوء تماماً عند
مستوى الأمواج العميقة. لذلك يقول تعالى:
(ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ)، فالأمواج تساهم في حجب
قسم كبير من الأشعة الضوئية أيضاً. فيكون لدينا ظلام
في قاع البحر، ومن فوقه طبقة من الأمواج الداخلية
التي تضيف طبقة ثانية من الظلام، ثم يأتي الماء
الموجود فوق هذه الأمواج والذي يضيف طبقة ثالثة
من الظلام، ثم تأتي الأمواج على سطح البحر والتي
تضيف طبقة رابعة من الظلام ثم تأتي طبقة الغلاف
الجوي فوق سطح البحر لتشكل طبقة خامسة من
الظلام ثم السحاب والغيوم الركامية التي تشكل
طبقة سادسة وهكذا (ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ)،
فهل يمكن لإنسان يعيش تحت هذه الظلمات أن
يرى يده؟ كذلك الذي ضل عن سبيل الله ونسي
لقاءه أنَّى له أن يرى نور الإيمان!
http://kaheel7.com/userimages/SEA-2.jpg


إذا كان الإنسان قبل مجيء القرن العشرين لا يستطيع
الغوص في الماء إلا لعدد من الأمتار، كيف علم رسول
الله محمد صلى الله عليه وسلّم بهذه الأمواج في
أعماق البحار؟ هل درس رسول الله عليه الصلاة والسلام
قوانين انكسار الضوء، وكيف يفقد الضوء جزءاً من
طاقته عندما يخترق الماء أو الأمواج؟
إن الضوء الذي يخترق ماء البحر على عمق مائة متر
لا يبقى منه إلا أقل من واحد بالمئة على مثل هذا
العمق، فكيف على أعماق آلاف الأمتار؟
إن الأمواج العمقية في البحر لم يتم كشفها إلا منذ
أقل من مائة سنة، ولم يتم دراستها وتصويرها
إلا منذ سنوات قليلة فقط.
إن الإنسان لا يمكنه الغوص إلى هذه الأعماق
إلا باستخدام غواصة ذات جدران شديدة الصلابة
والتحمل لتتحمل الضغط الكبير جداً الذي تسببه
طبقة الماء فوقها.
إذن الحياة مستحيلة تحت هذه الأعماق، فكيف
تحدث القرآن عن إنسان يعيش على هذا العمق
الكبير من الماء؟
إنها معجزة جديدة، فالقرآن يتحدث عن زمن سيخترع
الإنسان فيه الغواصة وسينْزل إلى أعماق البحر
وسوف يتحقق قول الحق تعالى: (إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ
يَكَدْ يَرَاهَا)، وهذا ما يحدث فعلاً مع الغواصين في
غواصاتهم حيث تنعدم الرؤيا بشكل شبه كامل
عند عمق البحر
إذن في هذه الآية الكريمة عدة إعجازات: الحديث
عن الظلمات في أعماق البحار. الحديث عن الأمواج
العمقية في البحر. والحديث عن تحقق هذه الآية
في المستقبل وقد تحققت فعلاً باختراع الغواصات.
نعيد كتابة النص القرآني ونترك للقارئ التفكر
والتأمل في عظمة آيات الله تعالى: (وَالَّذِينَ
كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ
مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ
عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ أَوْ
كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ
مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ
بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ
اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ) [النور: 39-40].
ومن الكشوفات المهمة في علم البحار أن
هنالك مسافة تفصل بين أي بحرين، فلا
يطغى هذا على ذاك أو العكس.
عندما يلتقي البحران عند مضيق ما يحافظ
كل بحرٍ على خصائصه. فعلى سبيل المثال
يلتقي البحر الأحمر مع المحيط الهندي في
منطقة تسمى مضيق باب المندب.هذه المنطقة
نجد لها خصائص متوسطة بين البحرين.
فالبحر الأحمر له كثافة ودرجة حرارة ولزوجة
تختلف عن المحيط الهندي، والأسماك التي
تعيش هنا غير التي تعيش هناك. هذه المنطقة
الفاصلة تسمى بالحاجز أو البرزخ.
هذا البرزخ يشبه الجدار المتين الذي يفصل بين
البحرين، وهو يسمح لماء هذا البحر بالمرور عبره
لذلك البحر ولكن بعد أن يغير خصائصه بما يتناسب
مع البحر الثاني. وبالتالي رغم اختلاط البحرين
وامتزاجهما يبقى كل منهما مستقلاً عن
الآخر في مواصفاته.
هذا البرزخ الذي لم تتم رؤيته إلا بواسطة الأقمار
الاصطناعية في نهاية القرن العشرين تحدث عنه
القرآن قبل أربعة عشر قرناً. لنستمع إلى قول الله
تعالى: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ
لَّا يَبْغِيَانِ) [الرحمن:19-20].
إن هذا البرزخ يوجد أيضاً بين البحر المالح والنهر
العذب عند التقائهما. فنجد أن الأنهار العذبة تصب
في البحار المالحة، ورغم ضخامة البحر المالح
لا يطغى على النهر العذب ولا يختلط به أبداً.
ويمكن رؤية المنطقة التي تفصل بين الماء
العذب والماء المالح بالأقمار الاصطناعية
وهي تمتد عادة لعدة كيلومترات.
القشرة الأرضية ليست متصلة تماماً بل تتركب
من مجموعة من الألواح. هذا ما كشفت
عنه الأبحاث الجيولوجية حديثاً.
حركة الألواح هذه تؤدي إلى تصادمات
مستمرة فيما بينها ينتج عنها تصدع للقشور
الأرضية. وهذا ما تحدث عنه القرآن بقوله
تعالى: (والأرض ذات لصدع) [الطارق:12].
http://kaheel7.com/userimages/SEA-3.jpg


هذه التصدعات تكثر في قاع البحار والمحيطات
وينتج عنها انطلاق كميات من الحمم المنصهرة
من باطن الأرض على شكل براكين. فالنيران تشتعل
في قاع البحر بشكل دائم وعلى الرغم من حجم الماء
الكبير فوقها لا يستطيع إخمادها.
لقد تحدث القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرناً عن هذه
الحقيقة العلمية بقوله تعالى: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ)
[الطور:6]. وكلمة (سَجَرَ) في اللغة تعني أشعل
وأحرق، و لم يكن أحد على وجه الأرض يتخيل هذا الأمر.
ولكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم الذي
لا ينطق عن الهوى إنما بلغنا القرآن كما أنزله عليه
ربه دون زيادة ولا نقصان، لم يستغرب هذه الحقيقة
بل هو مؤمن بكل ما أوحي إليه.
فقد بلغنا قول الله تعالى (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) وكلمة
(الْمَسْجُورِ) تفيد الاستمرار. فالبحر لا يزال منذ ملايين
السنين يشتعل قاعه بنار تصل حرارتها لآلاف الدرجات
المئوية وعلى الرغم من ذلك لا يتبخر الماء ولا
تنطفئ النيران!

بقلم عبد الدائم الكحيل

خادم المنتدى
26-12-2015, 17:37
https://www.youtube.com/watch?v=9T-XzVrcW6I
ايات الله في البحر ::: مقطع جميل مع تلاوة الشيخ الغامدي

خادم المنتدى
26-12-2015, 17:39
https://www.youtube.com/watch?v=DBEypLkCrUs
سبحان الخالق مقطع رائع عن البحر

fizazi2009
26-12-2015, 18:55
ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك.
شكرا لك.

fizazi2009
26-12-2015, 18:57
شكرا جزيلا.

nadiazou
26-12-2015, 19:24
http://uploads.sedty.com/imagehosting/556623_1448377103.gif (http://www.google.co.ma/url?sa=i&rct=j&q=&esrc=s&source=images&cd=&cad=rja&uact=8&ved=0ahUKEwj6uMmkoPrJAhWEVxQKHSEmAasQjRwIBw&url=http%3A%2F%2Fforum.sedty.com%2Ft927994.html&bvm=bv.110151844,d.ZWU&psig=AFQjCNEkNVR3ijbkwABvL8s8kHUok97Mlw&ust=1451244181044955)