المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان صحفي/نداء من فلسطين


nour eddine baligh
13-03-2008, 18:29
بيان صحفي
في الوقت الذي تقترب فيه السنوية الستون على نكبة الشعب الفلسطيني، اتخذت فرنسا قرارها الجائر باستضافة دولة الاحتلال كضيف شرف في معرض باريس للكتاب الذي يفتتح في الرابع عشر من شهر آذار المقبل ولمدة أربعة أيام، ويعتبر الموقف بحق مكافأة للمحتل على جنون ممارساته القمعية.
وقد يكون من المفيد في هذا المقام التذكير بجرائم الاحتلال المتواصلة على مدار ستين عاماً من البطش والقهر والتنكيل: تدمير نحو 418 قرية فلسطينية وتحويل سكانها إلى لاجئين في الشتات عشية إعلان "إستقلال" دولة اسرائيل على رماد النكبة الكبرى، وتمدد الكيان المحتل على 78 بالمئة من مساحة فلسطين التاريخية والتنكر لحقهم في العودة والتعويض وفق قرارات الشرعية الدولية التي أحالتها الادارة الأميركية والقوى العالمية الباغية إلى أرشيف المنظمة الدولية. ثم واصلت دولة الاحتلال إستلاب ما تبقى من الأرض الفلسطينية ونهشت بذراعها العسكري المرتفعات السورية وسيناء المصرية في عدوان حزيران عام 1967، وإطلاق أكبر حملة استيطان ابتلعت أرض الجولان والضفة الغربية وتفتيتها ومحاصرتها بمئات حواجز العسكرية وتحويل سكانها لرهائن وقتلهم واحتجازهم وحظر تنقلهم ولم شملهم تحت بصر شرعية دولية صامتة تتعامل مع ممارسات الاحتلال كحالة استثنائية فوق قوانين دولية لا تلزمها على الاطلاق.
وفي هذا السياق بات من غير المعقول أن تمنح فرنسا دولةَ الاحتلال الإسرائيلي الشرعيةَ لممارساتها الفاشية بحق الشعب الفلسطيني والقيم الانسانية، في وقت عانت فيه فرنسا طويلا من الاحتلال النازي لبلادها وسحق حركة تحررها الوطني وتدمير تراثها التاريخي. وقد يكون من المنطق أن يقف المثقفون الفرنسيون والأوربيون الذين قاوموا النازية وجنون إنفلاتها إلى جانب الضحية الفلسطينية في مواجهة الجلاد النازي الجديد الذي يستهدف إبادتهم ونقلهم إلى أرشيف التاريخ..بل كان من الأجدر أن تقف أوروبا مجتمعة إلى جانب الحق الفلسطيني في ذكرى نكبته الكبرى بدل الاحتفاء بدولة الاحتلال ومنحها "شرف" المشاركة في معرض باريس للكتاب ولاحقاً معرض تورينو في ايطاليا.
بإسم جميع مثقفي الشعب الفلسطيني أدعو كل مثقفي العالم ومحبي السلام للتضامن مع حقوقنا الوطنية والتصدي للمشاركة الاسرائيلية في المهرجانات الثقافية العالمية حتى لا تكتسب ممارستها القمعية شرعيتها من المجتمع الدولي والأوروبي تحديداً، وأهيب بوزراء الثقافة ومسؤولي الاتحادات والنقابات والمؤسسات توجيه الرسائل والنداءات إلى الشعبين الفرنسي والايطالي للتصدي لظاهرة التعامل مع دولة الاحتلال باعتبار اجراءاتها القمعية أمرا طبيعياً لا يخضع للمحاسبة الدولية، وحتى نتمكن من اغلاق الطريق على الإحتفاء بالمحتل وتكريم جنونه بمعرضي الكتاب في باريس وتورينو الايطالية.
الشاعر المتوكل طه
رام الله/فلسطين
منقول
نور الدين بليغ