المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهمية اللعب في رياض الاطفال


el hartati
16-03-2008, 10:57
تتجه العديد من المؤسسات التعليمية إلى تحديث برامجها التعليمية من حيث جودة التعليم وكفاءة الأدوات والوسائل التعليمية ليتخرج الطالب يتحدث بلغتين، حافظا للحروف العربية والأجنبية، يستطيع العد حتى المائة ومعالجة العمليات الرياضية البسيطة إلى جانب المهارات الجسدية مثل الكاراتيه والسباحة ومبادئ ركوب الخيل. بالإضافة إلى ما سبق، فإن بعض المؤسسات تقدم الحاسوب كمهارة أساسية لتعلم الطالب النقر السليم وأسماء أجزاء الحاسوب واستخدام برامج الرسم. كل ما سبق يبشر بمستقبل مثالي لطلاب مؤهلين للعلم مسلحين بقاعدة علمية صلبة. ولا أتحدث هنا عن وعود لمخرجات تعليمية لمدرسة ابتدائية بل محور الحديث الطالب الصغير الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره والذي التحق بروضة أطفال. هذا الطفل يدخل الروضة في سن الرابعة أو قبل ذلك بقليل معانيا من آلام الفراق separation anxiety والخوف من المجهول إلى عالم جديد يفترض أن يحتويه ويفتح له آفاق العلم والمعرفة ويطور مهاراته الفكرية والاجتماعية من خلال الحب واللعب. ولكن تفاجأنا الرياض ببيئة مرهقة وأوراق عمل مكدسة ومعارف وأرقام لا عد لها ولا حصر ونسخ عقيم، فمالذي حدث للعب في رياض الأطفال؟ وكيف تحولت الروضة إلى مدرسة ابتدائية مصغرة لا تعي حاجات تلك المرحلة الحقيقية؟ فهل يسرق الضغط الأكاديمي طفولة أبناء رياض الأطفال؟ يفسر اللعب عند غير المتخصصين بالقفز والحركة ولا ترى فائدته في التعلم. اللعب التعليمي هو اللعب الذي يحفز الطفل على استخدام حواسه الخمس في الاكتشاف واكتساب المعرفة وتكوين تصور عن العالم من حوله. هناك الكثير من الطرق التعليمية الحديثة التي توظف اللعب في التعليم مثل ألعاب الأركان حيث يكون الفصل مليئا بالأركان مثل ركن المطبخ والمرور والبقالة والمستشفى والتي صمم كل ركن منها لتعلم الطفل مهارة ومعرفة مختلفة، وهناك الماء والتراب والصلصال والتي تعمل على تقوية عضلات اليد بدلا من محاولة تقويتها بنسخ الحرف عشرين مرة، وهناك ألعاب الإلقاء والمسرح، وألعاب التلوين اليدوي والصناعة، وهناك تطويع الألعاب الحاسوبية التفاعلية، وأفلام الفيديو والأناشيد والتي من خلالها يشكل الطفل خبراته التعليمية بنفسه. تلك الخبرات التعليمية والتي اعتمد الطفل على نفسه في تعلمها وتوظيفها هي الأبقى والأنفع للطفل.
ونظرا للتطور السريع كان لزاما أن تعدل المناهج لتواكب متطلبات التطور وتدعمه، وفي زمن المأكولات السريعة والاتصالات الحديثة والتحميل الفوري والمناهج المتغيرة صار من السهل أن تصدر الأخطاء، خاصة وأن ذلك التطور شهد ولادة مدارس كثيرة تحاول استقطاب الأطفال بتقديم أفضل البرامج التي لا تقدمها بقية المدارس. فعلى سبيل المثال نرى مناهجا تقدم لطفل الرابعة وكأنه بصدد كتابة سيرته الذاتية، ونسمع عن وعود بأن يتخرج طفل الخامسة من الروضة قادرا على الكتابة والقراءة بيسر الإضافة إلى ركوب الخيل والسباحة واستخدام الحاسوب وحل المشكلات الرياضية. أدى كل ما سبق إلى زيادة الضغط الأكاديمي على طفل الروضة. وقد زاد ذلك الضغط بعد أن شهدت الدراسات المستفيضة بقدرة الأطفال في تلك السن الصغيرة على استيعاب وإنتاج اللغة. وقد ذهبت تلك الدراسات إلى أن العام الرابع والخامس هي الأعوام الذهبية من عمر الطفل للتعليم وفيهما يكون مستعدا للقراءة والتعلم النظامي وقد أيدت هذا الاتجاه الأبحاث العلمية التى تتخذ من الوظائف العقلية للطفولة أساسا لها. هذه المرحلة اللغوية للطفل مرحلة حيوية لاكتساب المفردات وتنمية اللغة الأم وتقديم لغة ثانية ناهينا عن اكتساب السلوكات المحمودة والمهارات الاجتماعية.
لا يجب أن يفهم ما سبق أن يتعرض الطفل لمعارف مكثفة وخبرات مكدسة؛ فمرحلة رياض الأطفال هي المرحلة الأساسية في حياة الطفل للاستكشاف واللعب كما تقر بحوث الطفولة؛ فالمعلمة على أرض الواقع تبدأ بالتدريس المبسط للمهارات الأساسية من قراءة وكتابة ورياضيات ولكن مع تقدم الوقت تمارس ضغطا على الأطفال من خلال زيادة كم الواجبات المدرسية وأوراق العمل فتذهب متعة التعلم ويبقى الملل وقلة الدافعية نحو التعلم والمدرسة. في بعض الرياض، استبدل ركن المكعبات بوسائل تعليمية رياضية وكان من الممكن استغلال المكعبات لتعليم الرياضيات، فكيف تستبدل الوسيلة الأكثر إمتاعا وجذبا للأطفال بوسيلة أخرى صامتة جامدة شنقت على الجدار. يفترض أن تركز مناهج الرياض في جميع القطاعات على تنمية الدافعية نحو التعلم، الإبداع، تنمية المهارات الاجتماعية، وتعزيز الثقة بالنفس والمهارات الشخصية. ويقر بعض علماء التربية الغرب بأن مرحلة رياض الأطفال هي مرحلة اللعب وإلا متى سيلعب الطفل ويلهو، كما يؤكدون أن الضغط الأكاديمي والاختبارات التي يتعرض لها طفل الروضة تزجه نحو ما يسمى بالإرهاق الأكاديمي عندما يصل إلى الصف الثالث الابتدائي. وقد تبنت ذلك الاتجاه الكثير من رياض الأطفال الأمريكية فهي تتخذ اللعب محورا للتعلم ولا يمكن أن يمسك الطفل بالقلم إلا ليلون ولا يمسك بالقصة إلا ليعطيها للمعلمة لتقرأها للجميع.
إذا خططت معلمة الروضة تخطيطا جيدا لليوم الدراسي بإمكانها تحويل المعارف الجامدة إلى معارف حية من خلال استخدام اللعب. فأول ما يجب أن تعرفه المعلمة أن تعليم يجب أن يكون ممتعا، فإن لم يستمتع في تلك المرحلة المبكرة سينشأ كارها للمدرسة. يمكن للمعلمة أن تدعم اللعب عن طريق إثارة الأسئلة، استخدام مفردات جديدة، تشجيع العمل التعاوني، تشجيع اللعب القائم على التخيل، إثراء البيئة الصفية بالألعاب والأركان، تنمية المهارات الحركية عن طريق اللعب والقفز في الحديقة والتي يمكن أن تستغل لتعليم الأطفال المفردات الخاصة بالاتجاهات مثل فوق وتحت، سريع بطيء، فائز، حديد، خشب، وغيرها. وعن طريق تنمية الحس الفني من خلال الأناشيد، تشجيع الطلاب على ابتكار بطاقات معايدة بالمناسبات المختلفة عن طريق التلوين والقص، وتقديم مختلف الألعاب التي تعلم الطفل مهارة العد والرياضيات.
العالم الشهير جان بياجيه كان لا يحبذ إلقاء المحاضرات على المعلمين والتربويين في الولايات المتحدة لأنه كان يواجه دائما بعد المحاضرة بسؤال " كلام جميل، ولكن كيف يمكن أن نسرع من اكتساب الطفل لتلك المهارة؟" ويؤمن بياجيه وغيره من المربين أن الطفل يجب أن ينمو دون استعجال ودفع ولكن عن طريق تقديم مثيرات بيئية تشجعه وتنمى لديه دافعية التعلم والاكتشاف الذاتي. ما نريده لأطفالنا أن يشبوا في بيئة آمنة وصحية يحبون فيها العلم ويستفيدون منه، والأهم من كل ذلك أن نتخلص من ثقافة الحشو الذي تربت عليه أجيال عديدة ما عرفت كيف تستفيد من المعارف المكدسة في ذاكرتهم ولا امتلكت الجرأة لتجعل المعلم مجرد موجه للفصل بدلا من كونه الأداة الوحيدة المولدة للمعلومات.
http://up104.arabsh.com/my/4a4ebc9.gif

omar512
16-03-2008, 20:53
مشكور على المساهمة المتميزة
تحياتي

امة الله 57
17-03-2008, 14:15
نعم هذا ما يفتقر اليه تعليمنا

maestro
17-03-2008, 23:58
بارك الله فيك .. ننتظر المزيد من مشاركاتك المفيدة
والمتميزة في الاختيار.
جزاك الله خيرا

أمين-94
21-03-2008, 18:54
مشكور على المساهمة المتميزة

youssef110
14-09-2008, 15:57
بارك الله فيك

أوراق دفاتر
15-09-2008, 10:27
rs5rs5rs5موضوع متميّز
بارك الله فيكrs5rs5rs5

youssef1892
15-09-2008, 20:23
مشكور على المساهمة المتميزة