المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في يوم دراسي بالحاضرة الفوسفاطية بابن جرير:


محمد دخاي
21-03-2008, 11:56
في يوم دراسي بالحاضرة الفوسفاطية بابن جرير:


من اجل تدبير ناجع وفعال لمحاربة الهدر المدرسي


بمنطقة الرحامنة


وقف المتتبعون في اليوم الدراسي الذي أقيم بمدينة ابن جرير مؤخرا عن أرقام مهولة وخطيرة تمس الهدر المدرسي بإقليم قلعة السراغنة وخاصة بمنطقة الرحامنة حيث بلغ عدد المنقطعين عن الدراسة 12 ألف تلميذ سنويا وهو ما يعادل عدد سكان بلدية سيدي رحال و ثلث أرباع سكان مدينة العطاوية ،وقد أطلق المتدخلون في اليوم الدراسي نداء استغاثة لجميع الفاعلين بالمنطقة لإعادة الاعتبار لقطاع التعليم في ظل الرتبة المتدنية التي احتلها المغرب مؤخرا على الصعيد العربي والعمل على الحد من الهدر المدرسي بتحديد جميع الاكراهات وإيجاد حلول مستقبلية ناجعة وفعالة للحد من هذه الآفة التي أضحت علامة مميزة لنظامنا التعليمي.
فالمغرب يتوفر على أكبر نسبة من الهدر المدرسي في العالم العربي من خلال بحث قامت به منظمة اليونسكو سنة 2004 ويحتل المرتبة التانية على مستوى المغرب العربي بعد موريتانيا ذلك أن نسبة الهدر المدرسي ترتبط بالناتج المحلي، و لهذا تونس و الجزائر اللتان تتميزان بإقتصاد قوي بعائد إجمالي أكبر من 5000 أورو تصل نسبة الهدر المدرسي فيهما من2الى 3% وذلك بالسنة الخامسة من التعليم الابتدائي. أما بالنسبة للمغرب و موريتانيا اللذان يتراوح عائدهما الإجمالي بين 3350 أورو الى 1750 أورو،فــإن نسبة هدرهما المدرسي في السنة الخامسة من التعليم الابتدائي هو ما بين 6% و 22% . و رغم ذلك حقق المغرب نتائج مشجعة فيما يتعلق بنسبة التمدرس و المساواة بين الفتيات و الذكور على سبيل المثال قامت وزارة التربية الوطنية بتعاون مع منظمة اليونسيف ببحت حول البنات و الذكور لاحظت من خلاله تراجع نسبة الهدر المدرسي ب 12 نقطة بين 1997/98 و 2002/03 على المستوى الوطني. و سجلت 22 نقطة على مستوى الوسط القروي. برغم من هذا النجاح المسجل يبقى هناك عمل الكثير للتقليل من هذه الظاهرة. بناءا على إحصائيات وزارة التربية الوطنية المسجلة في نهاية 2004 على شريحة من التلاميذ بلغ عددها 1000 تلميذ مسجلين للمرة الأولى في السنة الأولى من التعليم الابتدائي، 620 و صلوا إلى السنة السادسة أما 380 منهم فقد غادروا مقاعد الدراسة قبل الوصول إلى هذا المستوى. إن الوسط القروي هو الأكثر تعرضا لظاهرة الهدر المدرسي أكثر من غيره، رغم أهميته في الطبقة الفقيرة في الوسط الحضري. أما بالنسبة للأحياء الشعبية حيت الوضع الاقتصادي ضعيف، نجد أن ظاهرة الهدر متزايدة مقارنة مع الأحياء الأخرى ومن الملاحظ أيضا أن أكثر التلاميذ الذين يغادرون المدرسة هم أبناء أحياء الصفيح ، وتتعدد أسباب الهدر المدرسي بحكم أن مشكل المغادرة المبكرة للمدرسة هو معقد جدا و المعقد أكثر هو تحديد الأسباب التي تؤدي إلى ذلك لكن يمكن تصنيف هذه الأسباب إلى أسباب مدرسية و أسباب غير مدرسية.



فالأسباب غير المدرسية هي التي يصعب تحديدها لأنها تتعلق بالظروف الشخصية للفرد و التي تتعلق بظروف اجتماعية و إقتصادية.ويمكن تلخيصها في ما يلي:
ضعف الدخل المادي للأسرة
عمل الأطفال ذلك أن 600.000 طفل يشتغلون في المغرب
الوضع الصحي للطفل
المشاكل العائلية :الطلاق...
أمية الآباء
رد الفعل السلبي للآباء اتجاه المدرسة
بعد المدارس عن المنازل
الزواج المبكر عند البنات
أما الأسباب المدرسية فلها علاقة بالنظام التربوي السلبي الذي يعوق التلاميذ عن متابعة الدراسة وحسب منظمة اليونسيف فالأسباب المدرسية يمكن حصرها فيما يلي:
الفشل في الدراسة
سوء العلاقة بين المعلم و التلميذ
ضعف الوسائل البيداغوجية
ضعف البنية التحتية للمدارس
الغياب المتكرر للمعلم أو الأستاذ
الإحباطات
قلة الأنشطة الترفيهية
ضعف المؤهلات لدى مديري المؤسسات
قلة التكوينات الخاصة بمديري المؤسسات
عدم ملاءمة التكوينات الأساسية للأساتذة مع متطلبات المدرسة و التلاميذ
إن الأسباب الغير مدرسية تجعل ولوج التلاميذ إلى المدرسة أمرا صعبا ، أما الأسباب الدراسية فهي تجعل الأطفال غير مهتمين بالمدرسة. و الأمر الأكثر تعقيدا هو أن الآباء لايرون في المدرسة سوى مؤسسة لتخريج المعطلين عن العمل، فالحصول على شهادة عليا لا يعني بالضرورة في المغرب الحصول على عمل محترم.
وتأتي مبادرة محاربة الهدر المدرسي كضرورة مجتمعية وتربوية وأخلاقية لتحديد مقاربات عديدة دعم و إعادة إدماج التلاميذ الدين غادروا المدرسة ذلك أن الوقاية من الهدر المدرسي يمكن القيام بها من خلال إنشاء خلايا في كل مدرسة من اجل تقديم الدعم للتلاميذ المعرضين للمغادرة و يمكن أن يكون هذا الدعم بيداغوجيا للذين يغادرون بسبب الرسوب و اجتماعيا للذين يعانون من مشاكل اجتماعية ودور هده الخلية هو البحث عن التلاميذ اللذين يفكرون في المغادرة ، و إقامة خدمة التوجيه بالنسبة لهم و أيضا تحليل مشاكل التعلم عندهم لأجل علاجهم و إقامة فضاء للإنصات للمشاكل الاجتماعية و النفسية التي يعانون منها وكذلك بانجاز برنامج تربوي غير نظامي لأجل الأطفال الدين غادروا المدرسةو لتحقيق هدا الهدف تقوم وزارة التربية و التعليم بمنح الوسائل الديداكتيكية و القيام بدورات تكوينية للمربين و أيضا تقوم بتجهيز القاعات.

فمنطقة الرحامنة من المناطق الأكثر فقرا بالإقليم ، فمشاكل البنية التحتية بالمدينة ومحيطها، ابتداءا من شبكة التطهير المائي، الأزقة، انتشار الأزبال، وغياب شبكة الماء الصالح للشرب، لها تأثير مباشر على جمالية المنطقة ، وعلى المحيط بصفة عامة فمشاكل الإسكان تضاف إلى المشاكل السوسيوقتصادية للساكنة الفقيرة والتي تعاني من التهميش والعزلة.
إن مشاركة الجميع لها أهمية كبيرة في محاربة الهدر المدرسي ولن يكون ذلك أكثر فاعلية إلا بتضافر جميع الفعاليات والطاقات الممكنة.

محمد دخاي


استادوكاتب صحفي

abou houssam
22-03-2008, 11:22
شكرا لك أخي الكريم على مساهمتك
فعلا أخي الكريم فقد وضعت الأصبع على جل أسباب الهدر المدرسي إلا أنك ، وربما لخصوصية الموضوع وتيمركزه حول منطقة بعينها ، أغفلت جانبا مهما يتعلق بالطريقة التي يتم بها التعامل مع الظاهرة وما أتت به من حلول من قبيل رفع السن الأقصى للتمدرس بالإبتدائي والإعدادي تحديدا ارتباطا بالحق في طلب إعادة التمدرس الذي إن كان ينقذ بعض تلامذتنا فإنه في غالب الأحيان يأتي بنتائج عكسية إن على المستفيدين من العملية أو على زملائهم المتضررين من وجودهم السلبي بحجرات الدراسية فترى الواحد منهم لا يغادر هذا الفضاء إلا بعد أن يكون قد أدى دوره في تلويثه اكثر،ليتحول الأمر إذن إلى حق أريد به باطل.
واختصارا أخي الفاضل ،الحلا ل بين والحرام بين وما بينهما متشابهات ، وإني لأرانا دوما نحوم حول المتشابهات ببحثنا عن حلول ظرفية ترقيعية لا تساهم في حل الأزمة بل تنجح في تأجيلها واستفحالها وذاك هو الأخطر.تحياتي وتقديري.

aymanmustapha
22-03-2008, 12:49
شكرا لك أخي الكريم على مساهمتك