التربوية
27-03-2008, 05:24
التدريس بالمجزوءات- الجزء الأول (http://ameurgue53.maktoobblog.com/873181/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%B3_%D8%A8% D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%B2%D9%88%D8%A1%D8%A7%D8 %AA-_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D8%A3 %D9%88%D9%84)
التدريس بالمجـــــــزوءات
Enseigner En Modules
إعداد : ذ. عـامر كنبـور
تقــديم :
في إطار الورش الواسع الذي فتحته وزارة التربية الوطنية و الشباب لإصلاح منظومة التربية و التكوين في المغرب، تم تبني العمل وفق التنظيم المجزوءاتي للتعليم enseignement-modulaire في التعليم الثانوي التأهيلي، لكونه اختيار يستجيب لمتطلبات المرحلة و ينسجم و المقاربة البيداغوجية التي تتخذ من الكفايات و القيم مدخلا لها . و يعتبر التدريس بالمجزوءات كمقاربة مفتوحة لفعل التعلم تتيح المرونة و الوضوح و تمنح فضاءات واسعة من حرية الفعل الفردي و الجماعي.
*- فما هو السياق العام الذي ظهرت فيه هذه المقاربة ؟؛
*- و ماهو مفهوم المجزوءات و منطلقاتها البيداغوجية و السييكلوجية ؟؛
*- ما هي أنواع المجزوءات و مواصفاتها ؟ ؛
*- ما هي وظائفها البيداغوجية و مبادئها التنظيمية ؟ ؛
*- ما هي خطوات بناء المجزوءة و عناصر بنيتها ؟...
1- السياق التربوي العام للتنظيم المجزوءاتي للدراسة في النظام التربوي المغربي:
1.1:المجزوءات في الميثاق الوطني للتربية و التكوين :
في المجال الثالث المعنون ب : " الرفع من جودة التربية و التكوين " ، اعتبر الميثاق الوطني للتربية و التكوين " نظام المجزوءات "قوام السلك الثانوي التأهيلي، و مدخلا أساسيا لتحسين جودة أنواع التعلم من حيث المحتوى و المناهج و استجابتها لأهداف التخفيف و التبسيط و المرونة و التكيف. و من هذا المنطلق يقترح الميثاق :
*- " تجزيء المقررات الدراسية السنوية إلى وحدات تعليمية يمكن التحكم فيها على مدى فصل بدل السنة الدراسية الكاملة إلا عند الاستحالة؛
*- وضع برامج تعتمد الوحدات المجزوءة انطلاقا من التعليم الثانوي لتنويع الاختيارات المتاحة و تمكين كل متعلم من ترصيد المجزوءات التي اكتسبها؛
*- توزيع مجمل الدروس ووحدات التكوين و المجزوءات ...على ثلاثة أقسام : قسم إلزامي على الصعيد الوطني في حدود 70% ... وقسم تحدده السلطات التربوية الجهوية بإشراك المدرسين في حدود 15% ...يتضمـــن تكوينا في الشأن المحلي و إطار الحياة الجهوية، ثم قسم يشمل عددا من الاختيارات التي تعرضها المدرسة على الآباء و المتعلمين و الراشدين في حدود 15% ، وتخصص إما لساعات الدعم البيداغوجي لفائدة المتعلمين المحتاجين لذلك، أو لأنشطة مدرسية موازية و أنشطة للتفتح بالنسبة للمتعلمين غير المحتاجين للدعم ". ( الميثاق ،ص.ص 47-48 ).
2.1:المجزوءات في الوثيقة الإطار لمراجعة المناهج التربوية و برامج تكوين الأطر الصادرة عن لجنة الاختيارات و التوجهات التربوية ( مارس 2001 ):
عند حديثها عن الاختيارات و التوجهات في مجال تنظيم الدراسة في مستوى التعليم الثانوي التأهيلي، صنفت الوثيقة الأقطاب الدراسية...ينظم كل قطب في ثلاثة مكونات تميز بينها طبيعة المجزوءات التي قسمتها إلى :
*- مجزوءات إجبارية، ترتبط عضويا بطبيعة القطب و تنتمي إلى المواد التي ستكون موضوع الامتحان النهائي على الصعيد الوطني للحصول على شهادة البكالوريا؛
·*- مجزوءات إجبارية مكملة، تكمل مجزوءات المكون الأول و تكون موضوع الامتحان الموحد الجهوي في نهاية السنة الأولى بكالوريا؛
·*- مجزوءات اختيارية، و ترتبط بمجزوءات المكونين السابقين تساعد على تيسير المرور من قطب لآخر و على تهيئ ولوج مؤسسات العليم العالي. ( الوثيقة الإطار، ص.8 ).
3.1:المجزوءات في مشروع وثيقة الإطار لمراجعة المناهج التربوية الصادرة عن اللجنة البيسلكية متعددة التخصصات ( أبريل 2001 ):
في معرض حديثها عن المبادئ العامة المعتمدة في مراجعة المناهج، أوصت الوثيقة المذكورة ب :
*- التكامل بين الأسلاك و الحقول المعرفية المكونة للمواد و المجزوءات و انفتاح المواد بعضها على بعض؛
*- التدرج عبر المراحل في مستوى الصعوبة ( و ليس في نوعية الكفايات ) بما يراعي قدرات المتعلمين و طبيعة المواد و المجزوءات ( الاستئناس، الاكتساب ، الترسيخ و الإنتاج ) . ( وثيقة اللجنة البسلكية، ص.3 ).
كما قامت الوثيقة ب :
- تحديد المواد المرتبطة بالمجزوءات الإجبارية و غلافها الزمني ، حيث رصدت له 40% من الغلاف الزمني الإجمالي لمواد المكون الإجباري الأول و 30% لمواد المكون الإجباري الثاني، كما حددت المواد المرتبطة بالمجزوءات الاختيارية.
- توزيع المجزوءات على الدورات الست في السلك التأهيلي في كل الأقطاب و الشعب و المكونات الإجبارية و الإجبارية التكميلية و الاختيارية.
- جرد حصيلة السلك التأهيلي من حيث عدد المجزوءات في كل مادة و غلافها الزمني.
ولتوحيد منهجية عمل اللجان التقنية المتعددة التخصصات وضعت الوزارة بطاقة تقنية وصفية للمجزوءات تتضمن : تحديد عنوان كل مجزوءة و كذا طبيعتها ( هل تدخل ضمن المكون الإجباري الأول أو الثاني أو الاختياري ؟). و خصصت الجزء الأكبر للبطاقة المقترحة لتوضيح : المكتسبات القبلية للمجزوءة – تصميم المضامين المراد دراستها من خلال المجزوءة – عناصر المنهجية – الوسائل الديداكتيكية.( وثيقة اللجنة البيسلكية، ص 19 و ما بعدها ).
4.1: المجزوءات في الكتاب الأبيض الصادر عن لجان مراجعة المناهج التربوية المغربية للتعليم الابتدائي و الثانوي الإعدادي و الثانوي التأهيلي :
يعتبر الكتاب الأبيض خلاصة تركيبية لأشغال مختلف اللجان السالفة الذكر، لذا ذكر بالمبادئ و المقتضيات التي توصلت إليها مختلف تلك اللجان. فبخصوص التنظيم المجزوءاتي للدراسة، فقدج أقر الكتاب الأبيض ما اتفقت عليه اللجان السابقة ، سواء من حيث تبني برامج مبنية على مجزوءات إجبارية و إجبارية تكميلية و اختيارية، أو من حيث الغلاف الزمني لكل المجزوءات، أو من حيث اعتماد نظام الدورات و المجزوءات كرؤية جديدة و اعتماد تنظيم الدراسة في مجزوءات. كما قام الكتاب الأبيض بتحديد مواد المكون الاختياري للمناهج التربوية في السلك التأهيلي ( استعراض عناوين المجزوءات الاختيارية، و حدد غلافها الزمني في 30 ساعة و ذكر بالأهداف المتوخاة من هذا المكون التي عبر عنها ب " و تكتسي هذه المجزوءات أهمية قصوى لكونها تستعمل كدعامة للتربية على الاختيار و التدرب على مستلزمات و سيرورة اتخاذ القرار " .
كما تناول الكتاب الأبيض بتفصيل عناوين المجزوءات الإجبارية بالنسبة لكل قطب و الشعب و المواد التي يتكون منها منهاج التعليم التأهيلي، هذا فضلا عن تقديم بطاقات تقنية وصفية للمجزوءات ( مع إغفال مكون التقوية ؟؟ ).
2- تعريف المجزوءات و منطلقاتها السيكلوجية و البيداغوجية :
1.2 :تعريف المجزوءات :
*- التعريف اللغوي : المجزوءة لغة من فعل جزأ يجزئ، أي قسم وحدة كبرى إلى أقسام أو أطراف صغرى. و قد استخدم مصطلح المجزوءة كترجمة للمصطلح الفرنسي Module وعبـــر عنه بوحدة تكوينية أو وحدة تعليمية أو مصوغة أو جزوءة . و أصل المصطلح في اللاتينية Modulus التي اشتقت من Modus ( أي المقياس )، يحيل على أداة مقياس أو مكيال للتناسب، و الفعل Moduler يعني غير و عدل ( الضاقية ، 2003 ، ص.5 ). وقد استعمل في مجالات مختلفة،قبل أن ينتقل إلى الحقل التربوي ، حيث استعمل في :
- مجال العمارة للدلالة على المقياس المعتمد لحساب التناسب بين الأجزاء المكونة لبناء ما؛
- الدلالة على قطر عملة نقدية أو ميدالية ؛
- الرياضيات و في الكهرباء للدلالة على المعامل الذي يميز جسما معينا خاضعا للتمدد (module de young) ؛
- مجال غزو الفضاء للتعبير عن جزء من مركبة فضائية module lunaire .
كما وظف هذا المصطلح في مجال التأليف الموسيقي و في مجال المواصلات السلكية و اللاسلكية بصيغة Modulante Modutation /و ذلك للتعبير عن مجموع التغيرات التي تطرأ على صوت موسيقى أو للدلالة على تحويل إشارات تناظرية Analogique إلى إشارات رقمية Numérique . ( شكير، 2002 ، ص.ص.126 - 127).
*- التعريف البيداغوجي : إن أقرب المعاني للمدلول التربوي للمصطلح اشتق من الكلمة اللاتينية Modulari الذي يعبر عن " المواءمة مع الظروف المحيطة أو الطارئة " ، و هو المفهوم الذي تبنته D.Raulin عند تحديدها لوظيفة المجزوءات حيث اعتبرتها " مناسبة لتطوير إحدى القدرات الأساسية لدى التلاميذ، أي القدرة على التحويل و التي تعني مواءمة معارفه مع سياقات جديدة " . .( D. Raulin , 1993, p.6 )
les modules peuvent être une occasion de développer une capacité essentielle pour l’élève, celle de transférer- c’est à dire d’adapter ses connaissances à des contextes nouveaux
ويمكن التمييز بين المجزوءة كأدة ديداكتيكية و المجزوءة كطريقة للتنظيم الدراسي:
*- المجزوءة كأداة ديداكتيكية : فهي تنظيم متكامل للمنهاج المقرر و الطريقة التدريسية، و هي موقف تعليمي يحتوي على المادة العلمية و الأنشطة العملية المرتبطة بها و كذا الخطوات المتبعة في تدريسها. ( شكير ، 2002ص..127 )
وهي كذلك أسلوب تدريسي/ تعليمي يتيح للمدرس اختيار أشكال جمع الفئات المستهدفة و إعطاء الأولوية المؤقتة لبعض أهداف المقر الدراسي دون غيرها، و اختيار التنظيمات البيداغوجية و الحوامل الديداكتيكية الأكثر ملاءمة للحاجيات المستهدفة لدى التلاميذ.
Les modules sont un mode de d’enseignement qui permet aux professeurs de choisir les regroupements d’éléves, de préviligier momentanément certains objectifs du programme et de choisir les organisations pédagogiques et les supports didactiques les mieux adaptés aux besoins repérés des éléves . ( RAULIN , 1993 , p.36 ).
كما يعتبرها بعض الباحثين ، بأنها عبارة عن وحدة للتعلم الذاتي أو مسار للاستقلالية Parcours autonome و تحتوي على مجموعة من التعليمات التي تتيح للمتعلم إمكانية التعلم الذاتي و تتمحور حول ما يلي :
- ما سيكون المتعلم قادرا على القيام به في نهاية المجزوءة ( أي الأهداف التربوية )؛
- الكيفية التي يستطيع بواسطتها اكتساب كفايات جديدة ( أي الطرق و الوسائل)؛
- قياس مستوى بلوغ الأهداف المسطرة ( التقييم ). ( شكير ، 2002 ، ص.127 )
*- المجزوءة كطريقة للتنظيم الدراسي : كما عرفها Roger-François.Gautier ب : " إنها طريقة لتنظيم جزء من التعليم الإجباري في مستوى الثانوي، وتتمثل في توزيع التلاميذ على مجموعات حسب الحاجيات Groupes de besoins ".
و قد تم استعمالها في فرنسا ( module ) للتعبير عن عدة Dispositif للتنظيم البيداغوجي الذي تم إرساؤه منذ 1992 في مرحلة التعليم الثانوي، و تعتبر المجزوءات، أهم تجديد عرفته المنظومة التربوية الفرنسية...كما تعتبر إحدى عناصر التخفيف و المرونة ، بل إنها فضاء يلتقط فيه المدرسون و التلاميذ أنفاسهم، إنها فضاء للحرية.
Les modules constituent l’innovation éducative majeure de ces dernières années au lycée. C’est d’abord une innovation pédagogique…sont un de ces éléments de souplesse, de flexibilité, un espace de respiration des professeurs et des élèves, un espace de liberté…
C’est ensuite une innovation - ou mieux une prouesse –d’organisation. Concevoir et diffuser l’information à donner à tous les acteurs sur une disposition aussi nouvelle, favoriser le travail en commun des professeurs, constituer des emplois du temps qui permettent de bâtir des modules à cheval sur plusieurs matières…(D. Raulin, 1993 , p.5).
2-2: المنطلقات السيكلوجية و البيداغوجية للمجزوءات :
*- المنطلقات السيكلوجية :يتمحور التدريس المجزوءاتي و يستمد منطلقاته من البيداغوجية الفارقيــــة Pédagogie différenciée و من علم نفس التعلم اللذان يقومان على تفريد التعلـــــــــــــم individualisation d’apprentissage الذي هو بمثابة " السياق الذي يتمكن بواسطته فرد معين في وضعية تعلــــــم situation d’apprentissage من القيام بنشاط تربوي ينسجم و استعداداته و حسب استراتيجية بيداغوجية تتوافــق و أسلوبه المعرفي. فاعتماد التدريس بالمجزوءات ، يمكن أن يجد إجابات لبعض المشاكل البيداغوجية التي لا يكون القسم بكامله – اعتبارا للعـدد و للخليط غير المتجانس للتلاميذ - قادرا على معالجتها. ( شكير، 2002 ، ص. 133/134 ).
*- المنطلقات البيداغوجية : يعد التدريس بالمجزوءات من المقاربات البيداغوجية التي تأخذ بعين الاعتبار الخصوصية السيكلوجية و المعرفية للمتعلم في إطار ما يعرف بالبيداغوجية المتنوعة P.Variée أو المتعددة P.Divérsifiée أو الفارقية P.Differnciée (شكير، 2002 ، ص.134 ).
و عليه، فالتعليم / التدريس المجزوءاتي هو شكل من أشكال التعليم ، غايته تمكين المتعلم من التقدم في تعلمه حسب إيقاعه الخاص، و ذلك انطلاقا من فرضيات هي :
- ليس هناك متعلمان يتقدمان بنفس الإيقاع؛
- ليس هناك متعلمان مستعدان للتعلم في نفس الوقت؛
- لا يوجد متعلمان يستعملان نفس الطريقة و يحلان المشكلات بنفس النهــــــج و يتوفران على نفس المكتسبات... ( الفاربي وآخرون، 1994 ،ص.111 ).
3- وظائف المجزوءات و أنواعهــا :
1.3- وظائف التنظيم المجزوءاتي للدراسة ( التعليم المجزوءاتي ) :
إن التعليم بالمجزوءات يروم بناء الكفايات لدى التلاميذ، على اعتبار أن الكفايات هي قدرات كلية و شاملة و دينامية ، و التي لا يمكن اختزالها في لائحة تحليلية من المحتويات، إنها تشكيلة / تركيبة ذكية من المعارف و المهارات و الاتجاهات ... أن نكون أكفاء يعني أساسا القدرة على تجنيد تلك المعلومات و المهارات و توظيفها في مواقف معينة و حل مشكلات، أي أن نكون فعالين و منتجين في وضعيات محددة . لذلك يصير بناء الكفايات بهذا المعنى أمرا معقدا و أمرا ذاتيا و شخصيا. فيكون من أولويات نشاط المدرسين مساعدة المتعلمين ، لكن على المتعلمين مساعدة أنفسهم في التعلم و التكوين الذاتي. لذلك ، فإن التعليم بالمجزوءات يستدعي المتعلم كمسؤول و يتعامل معه كمدبر لتكوينه.
وانسجاما مع هذا التصور، فإن جزءا هاما من العمل في إطار المجزوءة ينبغي أن يتمحور حول النشاط الفردي. لذلك فمن المهم جدا أن تتوقع المجزوءة أنشطة ينجزها المتعلمون سواء بشكل فردي أو في إطار مجموعات صغيرة للعمل فضلا على الدروس الجماعية التقليدية، الأمر الذي يدفع بالمتعلم أن يتحمل جزءا من المسؤولية تعليمـــه و تكوينه بحيث يترك له هامش مهم من الحرية و العمل المستقل.
و هكذا ، فإن تنظيم المسارات في التعليم بالمجزوءات ،يمكن أن يتعدد و يتنوع بحيث يمكن أن تخصص مجزوءات لشعبة أو قطب معين في حين يمكن أن تشكل مجزوءات أخرى وحدات مشتركة بين مختلف الأقطاب و الشعب. إن هذه المرونة التي تميز التعليم بالمجزوءات تيسر كثيرا تفريــــــــــد التعليم ( التعليم المفردن Individualisé )، ثم ÷نه ومن خلال مسار بناء الكفايات فإن كل متعلـــــــم يطرح احتياجات خاصــــــــة و مسائل ذاتية تمكنه من التفاعل بشكل إيجابي و مستمر مع الوضعيات التعليمية.
فالعمل بالمجزوءات يساعد على بناء الكفايات المستهدفة، و لعل من أهم مواصفات المجزوءات هي:
- احترام حاجيات التلاميذ،
- مراعاة الصعوبات التي يعاني منها كل تلميذ و النقص الذي يعاني منه في مكتسباته السابقة؛
- احترام الفروق الفردية ووتيرة التعلم؛
- تفريد التعلم و احترام أنماط التعلم لدى التلاميذ؛
- إتاحة الفرصة للتلاميذ لاختيار المجزوءة أو المجزوءات الأكثر ملاءمة لاحتياجاتهم و ميولهم، و تيسير عملية انتقالهم من تكوين إلى آخر ؛
- التعاون و الاندماج في إطار مجموعات العمل و التعود على تحمل المسؤولية ؛
- الاعتماد على النفس و المساهمة في العلم الذاتي تعويد التلاميذ على المبادرة و اتخاذ القرار و الاختيار ؛
- الحافزية نحو التعلم و الاستمرار فيه بحكم توظيف المجزوءات و قيامها على الخبرة و اهتمامات التلاميذ أو المشكلات التي تواجه المتعلمين... ( الدريج ، 2003 ،ص.254-255 ).
2.3- أنواع المجزوءات :
يمكن التمييز بين المجزوءات اعتبارا لشكلها أو مضمونها أو توقيت تدريسها أو أهميتها كالتالي :
*- حسب تنوعها من حيث الشكل : يمكن أن تأخذ المجزوءة أشكالا مختلفة، من الأشكال الأكثر بساطة إلى الأشد تعقيدا ، إذ يمكن أن يتعلق الأمر ب :
ü وثائق مكتوبة ؛
ü بتعليم مبرمج مكتوب او معلوماتي ؛
ü وثائق سمعية بصرية ؛
ü التقنيات الجديدة في الإعلاميات ( الأقراص المدمجة، شبكات الأنترنت...( شكير، 2002 ، ص128 ).
*- حسب تنوعها من حيث المضمون : يمكن تصنيفها إلى :
- مجزوءات قائمة على المادة الدراسية ترتبط بمناهج دراسية صيغت في هيئة وحدات دراسية محددة ، و أساسها مواد دراسية مجزوءة؛
- مجزوءات قائمة على الخبرة و النشاط المرتبطة بمناهج دراسية صيغت في شكل مواد و أنشطة عملية يمارسها المتعلم، أي مناهج تدور حول نشاط عملي يمارسه المتعلم. ( عبداللطيف الفاربي و آخرون ، 1994 ، ص.227 ).
*- حسب تنوعها من حيث توقيت تدريسها:
- مجزوءات الاستدراك Modules de remédiation ، وهي أداة لسد الثغرات في التكوين، و لتيسير سبل متابعة الدراسة للتلاميذ الذين لا يتوفرون على محصل قبلي Prérequis ، وتستهدف التلاميذ الذين يشعرون بالحاجة إلى المساعدة في بداية السنة الدراسية؛
- مجزوءات للمساعدة المنهجيــــــة Modules d’aide méthodologique ، و تتكون من صنفين : في بداية السنة الدراسية فدماج التلاميذ في المستوى الدراسي الجديد بعد انتقالهم من الإعدادي إلى الثانــــــوي ، و في خلال السنة بمساعدة من هم في حاجة إلى مساعدة لمواجهة التعلمات المنهجية؛
- مجزوءات للتوسع أو للتعمــــــــــــــق Modules d’approfondissement ، لمساعدة التلاميذ الذين لا ينتمون إلى الفئتين السابقتين، علة تجاوز الإطار المدرسي للتعلم و اكتساب القدرة على الاستقلالية ؛ ( شكير ، 2002 ، ص.129 و ص.135 )
*- حسب تنوعها من حيث الأهمية :
- مجزوءات إجبارية ، تحتوي على وحدات التكوين الضرورية و المطلوب توفرها لدى الجميع؛
- مجزوءات إجبارية تكميلية، تكمل مجزوءات المكون الأول؛
- مجزوءات اختيارية، وضعت لإتاحة الفرصة للمتعلم كي يعمق الدراسة في المواد التي يميل إليها أكثر... كما تتيح زرع ثقافة الاختيار الواعـي و المسؤول لدى التلاميذ بناء على مشروعه الشخصي. ( الميثاق الوطني، ص.ص .36 – 48 و الضاقية2003 ، ص.6 ).
4- مواصفات المجزوءة و مبادئ التدريس المجزوءاتي :
1.4 : تحديد مواصفات المجزوءة :
حتى تقوم المجزوءة بوظيفتها البيداغوجية و الديداكتيكية، حددت لها مجموعة من الشروط و المعايير، وذلك اعتبار للدور الذي تقوم به ، سواء كأداة ديداكتيكية أو كطريقة لتنظيم الدراسة.
*- مواصفات المجزوءة كأداة ديداكتيكية :
- أن تستجيب المجزوءة لحل مشكلة كبرى تخص أكبر عدد من المتعلمين؛
- أن تسهل حل مشكلة كبرى؛
- أن تملأ فراغا في النظام التعليمي أو في أداة بيداغوجية متداولة؛
- أن تكون المجزوءة أكثر نجاعة و ترشيدا للوقت و الجهد من أية أداة بيداغوجية أخرى معدة لحل نفس المشكلة.( شكير ، 2002 ، ص .ص 129/130 ).
*- مواصفات المجزوءة كطريقة لتنظيم الدراسة :
- عدم الفصل بين الدرس و المجزوءة و عدم إحداث تراتبية بينهما؛
- ينبغي أن يستجيب التدريس بواسطة المجزوءات للحاجيات الفارقية للتلاميــــــذLes besoins.différenciés ، و يواكب نفس الأهداف المسطرة للدرس الذي ترتبط به ارتباطا وثيقا؛
- و تكون الأهداف المسطرة للفصل الدراسي بكامله و خلال تدريس المجزوءة موحدة؛
- عدم حصر التدريس بالمجزوءات في الاشتغال على التقنيات وحدها، بل يمكن أن تساهم في إكساب المعـــارف ( DESPLANQUES,Pierre p.303 عن شكير ، 2002 ، ص.130 )
2.4: المبادئ التنظيمية للتدريس المجزوءاتي :
إذا كانت المجزوءات عبارة عن طريقة للتعليم، فإنها تتيح للمدرس الإمكانيات التنظيمية التالية :
*- تفييء التلاميذ les regroupements d’élèves : نظرا لوجود فوارق في مستويات التلاميذ و استراتيجيات تعلمهم و تباين محصــــــلاتهم القبــــــلية les prérequis الأمر الذي يفسر وجود خليط غير متجانس hétérogénéité من التلاميذ داخل المؤسسة ، فإن أهم أهداف المجزوءات هو العمل على " مقاومة هذا الخليط " و بلورة ممارسة بيداغوجية أكثر تفريـــــــدا individualisé .
و تأسيسا على ذلك يتحثم القيام برصد Repérage هذا الخليط غيـــر المتجانس و ذلك بإجراء تقويم لمكتسبات المتعـــلمين les acquis و الثغرات التي تعتري تكوين كل واحد منهم، و هو ما يعطي للتقويم أو " لثقافة التقويــــــــــم " la culture de l’évaluation ،وخاصة في المرحلة التحضيرية للمجزوءة، صبغتها الوظيفية و يجعلها نقطة ارتكاز مثالية و أداة لتفييء التلاميذ حسب المجموعات ذات الحــــــاجيات les groupes de besoins ، علما بأنه من المفترض أن يكون المدرس عارفا بخصوصية كل تلميذ من تلامذته، من خلال : ملاحظتهم داخل الفصل الدراسي – إنجازاتهم المكتوبة – نتائجهم الدراسية.
و هكذا ، يبقى التقويم القبلي الأداة الأساسية لرصد و جرد الحاجيات، كما يمكن أن يكون قاعدة للحوار البيداغوجي بين المدرسين و كل تلميذ على حدة في أفق تكوين مجموعات صغيرة متجانسة homogène . ( شكير ، 2002 ، ص.ص 130/131 ).
*- التفضيل المؤقت لبعض أهداف البرنامج / انتقاء بعض الأهداف من ضمن أهداف البرنامج : إذا كان التنظيم المجزوءاتي للدراسة لا يقصي بأي حال من الأحوال الأهداف المسطرة للبرامج المقررة، فإن تحقيق الأهداف العامة لهذه البرامج ينبغي أن يتم خلال الحصص التي يجتمع فيها التلاميذ ، بغض النظر عن الاختلافات الموجودة بينهم، و ذلك لإكسابهم التعلمات المشتركةles acquis communs ، إلا أن تفييء التلاميذ حسب المجموعات ذات الحاجيــــات
يدفع المدرس إلى انتقاء الأهداف ذات الأولوية، والتي تستجيب لحاجيات هذه الفئة أو تلك ، ( شكير ، 2002 ، ص.ص131/132 ).
*- المعالجة الديداكتيكية للمجـــــــــــــزوءة Le traitement didactique : تتشكل المعالجة الديداكتيكية من مجموع الحوامل و الأدوات الديداتيكية التي أعدت ووقع عليها الاختيار من قبل المدرس من جهة، و من التنظيم البيداغوجي للقسم من جهة أخرى.
فالحوامل أو الأدوات الديداكتيكية هي كل المعدات/الوسائط التي تيسر مختلف التعلمات: قاموس، أطلس، خريطة .... أما التنظيم البيداغوجي فيتمثل في تحديد الأدوار و الوظائف الموكولة للمتعلمين و المدرسين خلال فترة زمنية محـــــددة ، مثلا ، يعد الدرس الإلقائي تنظيما بيداغوجيا (D.RAULIN 1993, p.44
و تستدعي المعالجة الديداكتيكية في التنظيم المجزوءاتي للدراسة تمكين المتعلمين من ضبط أشكال عمليات التعلم الذاتي الخاص بكل واحد منهم. و ينحصر دور المدرس في معاينة و مساعدة و إرشاد التلاميذ و تمكينهم من وسائل تطوير أدائهم...و أن يضع رهن إشارتهم وسائل متنوعة لإتاحة الفرصة لكل واحد منهم لبلوغ الهدف المتوخى. (D.RAULIN, 1993 , p.48) .
و بالرجوع إلى الوثائق و المذكرات الصادرة عن وزارة التربية الوطنية الفرنسية في الموضوع، يمكن استخلاص المبادئ التنظيمية التالية ، كما أوردها DESPLANQUES(شكير، 2000،ص.ص 132/133):
- ينبغي تفييء / تقسم التلاميذ على مجموعات اعتبارا لخصوصياتهم باعتماد التقويم؛
- عدم اعتبار المجزوءة إعادة للدرس أو امتدادا له أو لنشاط يهم القسم بكامله؛
- تنويع المقاربات البيداغوجية للاستجابة للحاجيات الفارقية للتلاميذ؛
- مساعدة جميع التلاميذ على النجاح اعتبارا لمستوى تحكمهم في مختلف الكفايات؛
ü إعطاء هامش واسع من الحرية، بالنسبة للمدرس بعدم إجباره على الانضباط المطلق للتحصيص و لأهداف البرنامج.
الجزء الثاني
الأحد,آذار 09, 2008
التدريس بالمجزوءات - الجزء الثاني و الأخير (http://ameurgue53.maktoobblog.com/873223/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%B3_%D8%A8% D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%B2%D9%88%D8%A1%D8%A7%D8 %AA_-_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D8%AB %D8%A7%D9%86%D9%8A_%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE %D9%8A%D8%B1)
5- خطوات بناء الوحدات الدراسية / المجزوءات و بنيتها :
1.5: خطوات بناء المجزوءة:
تتمثل هذه الخطوات فيما يلي :
- تحديد الفئات المستهدفة، وذلك من خلال التعرف على مستويات و مكتسبات المتعلمين السابقة، و تصنيف خبراتهم و ميولا تهم و مستوياتهم النـــــــــــمائية.و الغرض من هذه العملية ، هو التعرف على مختلف المتغيرات المرتبطة بالمتعلم أو المتعلمين، على اعتبار أن ذلك يمثل الهدف الرئيسي لعمليــــــــــــة التعليم و التعلم؛
- تحديد الكفايات و القدرات وأجرأة الأهداف في صيغة صريحة و دقيقة ، و ذلك بشكل يمكن لكل متعلم من بلوغها، و ييسر اختيار المحتويات و الأساليب الملائمة، و يضبط زمن تعلم المتعلم في الوحدة المخصصة لتنمية الكفاية المنشودة؛
- اختيار المحتويات المناسبة للأهداف و الوسائل التعليمية الملائمة؛
- تحديد وسائل التصحيح و العلاج؛
- عرض المعلومات و التوجيهات التي يحتاجها المتعلم لاكتساب الكفاية/الكفايات المطلوبة؛
- اقتراح استراتيجيات تعلمية متعددة فردية و جماعية؛
- تحديد / ضبط إيقاع السير في التعلم الذاتي، مع توضيح أساليب تقويم و قياس تقدم المتعلم؛
- تحديد أساليب التعزيز المستمر؛
- عرض أنماط التقويم....( عبد الكريم غريب ، 2001.ص.ص207/208 و الفاربي وآخرون ، 1994، ص.ص227/228 ).
و يقترح علينا P. Gillet نموذجا نمطيا لبناء مجزوءة على الشكل التالي :
- تحديد الكفاية : إن هدف هذه المجزوءة هو اكتساب الكفاية التالية:.......
- تحديد سياق التمكن: إن التحكم في هذه الكفاية سيتم تقويمه عبر الإنجاز التالي :...
- تحديد معايير التمكن :لكي يكون هذا الإنجاز كافيا لابد و أن تتجلى فيه المعايير x,y,z لشبكة التقويم التالية :....
- تحديد القدرات المستهدفة : سيتم عبر هذه المجزوءة تنمية القدرات التالية : المعرفية.....النفس-حركية.....الوجدانية......
- تحديد المحاور / الحلقات :لكي تتحقق الكفاية المستهدفة، يتطلب المرور من الحلقات / المراحل التالية : الحلقة الأولى....الحلقة الثانية....الحلقة x….(P.Gillet,CEPEC, construire la formation).
إن تخطيط مجزوءة ما يقتضي المرور من المراحل التالية :
- تحديد الكفايات المرغوب في اكتسابها؛
- انتقاء القدرات،
- انتقاء المعارف؛
- تحديد الأهداف المرحلية مع الحرص على البقاء داخل إطار الكفاية، و التدرج في الصعوبة بالنسبة لكل هدف؛
- ربط كل هدف مرحلي بالمعارف المتوافقة معه، و بذلك نحصل على محتوى كل مرحلة séquence ؛
- تحديد معايير التقويم بالنسبة لكل مرحلة؛
- بناء شبكة أو جدول التقويم؛
- بناء وضعيات التعلم...( P.Gillet,CEPEC, construire la formation).
2.5 : بنية/ مكونات المجزوءة :
المجزوءة / Module هي وحدة للتكوين ( تم انتقاؤها من خطة التكوين أو المنهاج التي تم انتقاؤها بدورها من المشروع البيداغوجي ) تنتهي بالتحكم في كفاية معينة. و تنظم المجــــــــزوءة في مراحــــــــــــل les séquences و هي وحدة للتكوين ترمي/ تسمح بتحقيق/ ببلوغ هـــــــــدف مركــــــــب objectif complexe قابل للتحليل بفضل مؤشرات أي سلوكات / إنجازات قابلة للملاحظة تؤكد التحكم في الهدف و تمكن من تقديم معايير للتقويم. و تتطلب كل مرحلة مدة زمنية Séance تختلف بحسب الكفاية المرغوب فيها. و يمكن للمرحلة séquence أن تتطلب عددا من الحصص les séances أو حصة واحدة أو أقل.
فالمرحلة هي وحدة للتكوين مشتقة من المجزوءة، بينما الحصة هي وحدة زمنية. (P.Gillet, CEPEC, construire la formation p.41/43 )
و قد أوردت Viviane.Delanschere ( ميلود التوري،2003.ص 135 ) ثلاث مكونات رئيسية للمجزوءة هي :
*- المدخل L’entrée: لكل مجزوءة مدخل أو مداخل و تتمثل في الكفاية / الكفايات التي تروم تحقيقها انطلاقا من مواصفات الفئة المستهدفة و الأهداف المنشودة المصاغة بشكل دقيق، خاصة ما يجب على المتعلم أن يبلغه بعد الانتهاء من تكوينه في فترة زمنية معينة.
و قبل أن ينخرط المتعلم / المتكون في إنجاز المجزوءة لابد أن يخضع لتقويم قبلي للتأكد من مكتسباته السابقة حول موضوع المجزوءة.
*- الهيكل Le Corps: نظرا لشساعة موضوع المجزوءة ، في غالب الأحيان، فإنها تقسم إلى مراحل / حلقات Séquences تساعد المتعلم على التعلم الذاتي حسب الإيقاع الذي يناسبه مستعملا الوسائل التعليمية المتاحة من كتب مدرسية و وسائل سمعية- بصرية...أما المدرس فينحصر دوره في الإرشاد و التوجيه.
*- المخرج La sortie: قوامه التقويم التشخيصي الذي بواسطته يتأكد من مدى تحقق الكفاية أو الكفايات لدى المتعلم .
خاتمــة : يعد العمل وفق التنظيم المجزوءاتي للدراسة و لإعادة هيكلة و إصلاح النظام البيداغوجي في المرحلة الثانوية التأهيلية ، اختيار صائب لكونه يستجيب لمتطلبات المرحلة و ينسجم و المقاربة البيداغوجية التي تتخذ من الكفايات مدخلا و موجها لها . إلا أن هذا الاختيار يحمل في طياته عدة تخوفات ، منها ما يرتبط بتصنيف المجزوءات إلى إجبارية و أخرى تكميلية و أخرى اختيارية ( ما هي الحدود الفاصلة بينها ؟ ) ، و منها ما يرتبط بالجوانب التنظيمية ( استعمالات الزمن، اكتظاظ الأقسام ، التكوين المستمر ،....) . إن نجاح هذه المقاربة البيداغوجية رهين بتوفر مجموعة من الشروط، منها : التقويم التشخيصي للتعلمات ، دور الإدارة التربوية، التكوين المستمر ، الإيقاعات المدرسية ، فضاءات المؤسسة ، ....( أنظر الضاقية ، 2003 ، ص.ص 14 – 19 ).
المراجع المعتمــدة :
1- وزارة التربية الوطنية، الميثاق الوطني للتربية و التكوين ، ينايــر 2000 .
2- وزارة التربية الوطنية، لجان مراجعة المناهج التربوية، الكتاب الأبيض، نونبر 2001.
3- وزارة التربية الوطنية ، الوثيقة الإطار لمراجعة المناهج التربوية و برنامج تكوين الأطر ،مارس 2001.
4- عبدالرحيم الضاقية، التدريس بالمجزوءات (المرجعيات- العدد البيداغوجية و الديداكتيكية)،منشورات الجمعية المغربية لمفتشي التعليم الثانوي،مطبعة المتقي برينتر، المحمدية، ط1 ، ماي 2003 .
5- حسن شكير، مدخل للكفايات و المجزوءات- مقاربة نظرية و تطبيقية – مطبعة المتقي، المحمدية، ط1، نونبر 2002 .
6- عبدالكريم غريب، الكفايات و استراتيجيات اكتسابها، منشورات عالم التربية،مطبعة النجاح الجديدة، البيضاء، ط1، 2001 .
7- محمد الدريج، الكفايات في التعليم- من أجل تأسيس علمي للمنهاج المندمج – منشورات سلسلة المعرفة للجميع ، مطبعة النجاح الجديدة، البيضاء ، ط1 ،أكتوبر 2003 .
8- ميلود التوري ،من بيداغوجيا المحتويات إلى بيداغوجيا الكفايات – مسالك العبور ، آليات اشتغال النموذج الكفائي ،مطبعة أنفو-برينتر ، فاس ، ط1 ،2003 .
9- عبداللطيف الفاربي و آخرون، معجم علوم التربية- مصطلحات البيداغوجيا و الديداكتيك – سلسلة علوم التربية 9/10 ، مطبعة النجاح الجديدة ، البيضاء ، ط1 ، 1994 .
10- - F.CLERC, Enseigner en modules : Secondes génerales techniques et professionnelles, Hachette Education, Paris , 1992
تعريب البشير اليعقوبي ، التدريس بالمجزوءات – الثانوي العام ، التقني و المهني، المنسقية الجهوية لمادة اللغة العربية ،منشورات المركز الأكاديمي للتوثيق و التنشيط و الإنتاج التربوي ، أكاديمية فاس .
11- - P.GILLET, (sous direction) ,Construire la formation, outils pour les enseignants et les formateurs , C.E.P.E.C , ESF.éditeur, PARIS ,3éme édition , 1994
12- - Abderrahim HAROUCHI , La Pédagogie des Compétences , guide à l’usage des enseignants et des formateurs,Ed. Fennec, CasaBlanca ,Janvier ,2001
13- - D.RAULIN , les modules , vers de nouvelles pratiques pédagogiques au lycée, Hachette Education , Paris ,1993
إعـداد : ذ. عـــامـر كنبــــور
منقول للإفادة
التدريس بالمجـــــــزوءات
Enseigner En Modules
إعداد : ذ. عـامر كنبـور
تقــديم :
في إطار الورش الواسع الذي فتحته وزارة التربية الوطنية و الشباب لإصلاح منظومة التربية و التكوين في المغرب، تم تبني العمل وفق التنظيم المجزوءاتي للتعليم enseignement-modulaire في التعليم الثانوي التأهيلي، لكونه اختيار يستجيب لمتطلبات المرحلة و ينسجم و المقاربة البيداغوجية التي تتخذ من الكفايات و القيم مدخلا لها . و يعتبر التدريس بالمجزوءات كمقاربة مفتوحة لفعل التعلم تتيح المرونة و الوضوح و تمنح فضاءات واسعة من حرية الفعل الفردي و الجماعي.
*- فما هو السياق العام الذي ظهرت فيه هذه المقاربة ؟؛
*- و ماهو مفهوم المجزوءات و منطلقاتها البيداغوجية و السييكلوجية ؟؛
*- ما هي أنواع المجزوءات و مواصفاتها ؟ ؛
*- ما هي وظائفها البيداغوجية و مبادئها التنظيمية ؟ ؛
*- ما هي خطوات بناء المجزوءة و عناصر بنيتها ؟...
1- السياق التربوي العام للتنظيم المجزوءاتي للدراسة في النظام التربوي المغربي:
1.1:المجزوءات في الميثاق الوطني للتربية و التكوين :
في المجال الثالث المعنون ب : " الرفع من جودة التربية و التكوين " ، اعتبر الميثاق الوطني للتربية و التكوين " نظام المجزوءات "قوام السلك الثانوي التأهيلي، و مدخلا أساسيا لتحسين جودة أنواع التعلم من حيث المحتوى و المناهج و استجابتها لأهداف التخفيف و التبسيط و المرونة و التكيف. و من هذا المنطلق يقترح الميثاق :
*- " تجزيء المقررات الدراسية السنوية إلى وحدات تعليمية يمكن التحكم فيها على مدى فصل بدل السنة الدراسية الكاملة إلا عند الاستحالة؛
*- وضع برامج تعتمد الوحدات المجزوءة انطلاقا من التعليم الثانوي لتنويع الاختيارات المتاحة و تمكين كل متعلم من ترصيد المجزوءات التي اكتسبها؛
*- توزيع مجمل الدروس ووحدات التكوين و المجزوءات ...على ثلاثة أقسام : قسم إلزامي على الصعيد الوطني في حدود 70% ... وقسم تحدده السلطات التربوية الجهوية بإشراك المدرسين في حدود 15% ...يتضمـــن تكوينا في الشأن المحلي و إطار الحياة الجهوية، ثم قسم يشمل عددا من الاختيارات التي تعرضها المدرسة على الآباء و المتعلمين و الراشدين في حدود 15% ، وتخصص إما لساعات الدعم البيداغوجي لفائدة المتعلمين المحتاجين لذلك، أو لأنشطة مدرسية موازية و أنشطة للتفتح بالنسبة للمتعلمين غير المحتاجين للدعم ". ( الميثاق ،ص.ص 47-48 ).
2.1:المجزوءات في الوثيقة الإطار لمراجعة المناهج التربوية و برامج تكوين الأطر الصادرة عن لجنة الاختيارات و التوجهات التربوية ( مارس 2001 ):
عند حديثها عن الاختيارات و التوجهات في مجال تنظيم الدراسة في مستوى التعليم الثانوي التأهيلي، صنفت الوثيقة الأقطاب الدراسية...ينظم كل قطب في ثلاثة مكونات تميز بينها طبيعة المجزوءات التي قسمتها إلى :
*- مجزوءات إجبارية، ترتبط عضويا بطبيعة القطب و تنتمي إلى المواد التي ستكون موضوع الامتحان النهائي على الصعيد الوطني للحصول على شهادة البكالوريا؛
·*- مجزوءات إجبارية مكملة، تكمل مجزوءات المكون الأول و تكون موضوع الامتحان الموحد الجهوي في نهاية السنة الأولى بكالوريا؛
·*- مجزوءات اختيارية، و ترتبط بمجزوءات المكونين السابقين تساعد على تيسير المرور من قطب لآخر و على تهيئ ولوج مؤسسات العليم العالي. ( الوثيقة الإطار، ص.8 ).
3.1:المجزوءات في مشروع وثيقة الإطار لمراجعة المناهج التربوية الصادرة عن اللجنة البيسلكية متعددة التخصصات ( أبريل 2001 ):
في معرض حديثها عن المبادئ العامة المعتمدة في مراجعة المناهج، أوصت الوثيقة المذكورة ب :
*- التكامل بين الأسلاك و الحقول المعرفية المكونة للمواد و المجزوءات و انفتاح المواد بعضها على بعض؛
*- التدرج عبر المراحل في مستوى الصعوبة ( و ليس في نوعية الكفايات ) بما يراعي قدرات المتعلمين و طبيعة المواد و المجزوءات ( الاستئناس، الاكتساب ، الترسيخ و الإنتاج ) . ( وثيقة اللجنة البسلكية، ص.3 ).
كما قامت الوثيقة ب :
- تحديد المواد المرتبطة بالمجزوءات الإجبارية و غلافها الزمني ، حيث رصدت له 40% من الغلاف الزمني الإجمالي لمواد المكون الإجباري الأول و 30% لمواد المكون الإجباري الثاني، كما حددت المواد المرتبطة بالمجزوءات الاختيارية.
- توزيع المجزوءات على الدورات الست في السلك التأهيلي في كل الأقطاب و الشعب و المكونات الإجبارية و الإجبارية التكميلية و الاختيارية.
- جرد حصيلة السلك التأهيلي من حيث عدد المجزوءات في كل مادة و غلافها الزمني.
ولتوحيد منهجية عمل اللجان التقنية المتعددة التخصصات وضعت الوزارة بطاقة تقنية وصفية للمجزوءات تتضمن : تحديد عنوان كل مجزوءة و كذا طبيعتها ( هل تدخل ضمن المكون الإجباري الأول أو الثاني أو الاختياري ؟). و خصصت الجزء الأكبر للبطاقة المقترحة لتوضيح : المكتسبات القبلية للمجزوءة – تصميم المضامين المراد دراستها من خلال المجزوءة – عناصر المنهجية – الوسائل الديداكتيكية.( وثيقة اللجنة البيسلكية، ص 19 و ما بعدها ).
4.1: المجزوءات في الكتاب الأبيض الصادر عن لجان مراجعة المناهج التربوية المغربية للتعليم الابتدائي و الثانوي الإعدادي و الثانوي التأهيلي :
يعتبر الكتاب الأبيض خلاصة تركيبية لأشغال مختلف اللجان السالفة الذكر، لذا ذكر بالمبادئ و المقتضيات التي توصلت إليها مختلف تلك اللجان. فبخصوص التنظيم المجزوءاتي للدراسة، فقدج أقر الكتاب الأبيض ما اتفقت عليه اللجان السابقة ، سواء من حيث تبني برامج مبنية على مجزوءات إجبارية و إجبارية تكميلية و اختيارية، أو من حيث الغلاف الزمني لكل المجزوءات، أو من حيث اعتماد نظام الدورات و المجزوءات كرؤية جديدة و اعتماد تنظيم الدراسة في مجزوءات. كما قام الكتاب الأبيض بتحديد مواد المكون الاختياري للمناهج التربوية في السلك التأهيلي ( استعراض عناوين المجزوءات الاختيارية، و حدد غلافها الزمني في 30 ساعة و ذكر بالأهداف المتوخاة من هذا المكون التي عبر عنها ب " و تكتسي هذه المجزوءات أهمية قصوى لكونها تستعمل كدعامة للتربية على الاختيار و التدرب على مستلزمات و سيرورة اتخاذ القرار " .
كما تناول الكتاب الأبيض بتفصيل عناوين المجزوءات الإجبارية بالنسبة لكل قطب و الشعب و المواد التي يتكون منها منهاج التعليم التأهيلي، هذا فضلا عن تقديم بطاقات تقنية وصفية للمجزوءات ( مع إغفال مكون التقوية ؟؟ ).
2- تعريف المجزوءات و منطلقاتها السيكلوجية و البيداغوجية :
1.2 :تعريف المجزوءات :
*- التعريف اللغوي : المجزوءة لغة من فعل جزأ يجزئ، أي قسم وحدة كبرى إلى أقسام أو أطراف صغرى. و قد استخدم مصطلح المجزوءة كترجمة للمصطلح الفرنسي Module وعبـــر عنه بوحدة تكوينية أو وحدة تعليمية أو مصوغة أو جزوءة . و أصل المصطلح في اللاتينية Modulus التي اشتقت من Modus ( أي المقياس )، يحيل على أداة مقياس أو مكيال للتناسب، و الفعل Moduler يعني غير و عدل ( الضاقية ، 2003 ، ص.5 ). وقد استعمل في مجالات مختلفة،قبل أن ينتقل إلى الحقل التربوي ، حيث استعمل في :
- مجال العمارة للدلالة على المقياس المعتمد لحساب التناسب بين الأجزاء المكونة لبناء ما؛
- الدلالة على قطر عملة نقدية أو ميدالية ؛
- الرياضيات و في الكهرباء للدلالة على المعامل الذي يميز جسما معينا خاضعا للتمدد (module de young) ؛
- مجال غزو الفضاء للتعبير عن جزء من مركبة فضائية module lunaire .
كما وظف هذا المصطلح في مجال التأليف الموسيقي و في مجال المواصلات السلكية و اللاسلكية بصيغة Modulante Modutation /و ذلك للتعبير عن مجموع التغيرات التي تطرأ على صوت موسيقى أو للدلالة على تحويل إشارات تناظرية Analogique إلى إشارات رقمية Numérique . ( شكير، 2002 ، ص.ص.126 - 127).
*- التعريف البيداغوجي : إن أقرب المعاني للمدلول التربوي للمصطلح اشتق من الكلمة اللاتينية Modulari الذي يعبر عن " المواءمة مع الظروف المحيطة أو الطارئة " ، و هو المفهوم الذي تبنته D.Raulin عند تحديدها لوظيفة المجزوءات حيث اعتبرتها " مناسبة لتطوير إحدى القدرات الأساسية لدى التلاميذ، أي القدرة على التحويل و التي تعني مواءمة معارفه مع سياقات جديدة " . .( D. Raulin , 1993, p.6 )
les modules peuvent être une occasion de développer une capacité essentielle pour l’élève, celle de transférer- c’est à dire d’adapter ses connaissances à des contextes nouveaux
ويمكن التمييز بين المجزوءة كأدة ديداكتيكية و المجزوءة كطريقة للتنظيم الدراسي:
*- المجزوءة كأداة ديداكتيكية : فهي تنظيم متكامل للمنهاج المقرر و الطريقة التدريسية، و هي موقف تعليمي يحتوي على المادة العلمية و الأنشطة العملية المرتبطة بها و كذا الخطوات المتبعة في تدريسها. ( شكير ، 2002ص..127 )
وهي كذلك أسلوب تدريسي/ تعليمي يتيح للمدرس اختيار أشكال جمع الفئات المستهدفة و إعطاء الأولوية المؤقتة لبعض أهداف المقر الدراسي دون غيرها، و اختيار التنظيمات البيداغوجية و الحوامل الديداكتيكية الأكثر ملاءمة للحاجيات المستهدفة لدى التلاميذ.
Les modules sont un mode de d’enseignement qui permet aux professeurs de choisir les regroupements d’éléves, de préviligier momentanément certains objectifs du programme et de choisir les organisations pédagogiques et les supports didactiques les mieux adaptés aux besoins repérés des éléves . ( RAULIN , 1993 , p.36 ).
كما يعتبرها بعض الباحثين ، بأنها عبارة عن وحدة للتعلم الذاتي أو مسار للاستقلالية Parcours autonome و تحتوي على مجموعة من التعليمات التي تتيح للمتعلم إمكانية التعلم الذاتي و تتمحور حول ما يلي :
- ما سيكون المتعلم قادرا على القيام به في نهاية المجزوءة ( أي الأهداف التربوية )؛
- الكيفية التي يستطيع بواسطتها اكتساب كفايات جديدة ( أي الطرق و الوسائل)؛
- قياس مستوى بلوغ الأهداف المسطرة ( التقييم ). ( شكير ، 2002 ، ص.127 )
*- المجزوءة كطريقة للتنظيم الدراسي : كما عرفها Roger-François.Gautier ب : " إنها طريقة لتنظيم جزء من التعليم الإجباري في مستوى الثانوي، وتتمثل في توزيع التلاميذ على مجموعات حسب الحاجيات Groupes de besoins ".
و قد تم استعمالها في فرنسا ( module ) للتعبير عن عدة Dispositif للتنظيم البيداغوجي الذي تم إرساؤه منذ 1992 في مرحلة التعليم الثانوي، و تعتبر المجزوءات، أهم تجديد عرفته المنظومة التربوية الفرنسية...كما تعتبر إحدى عناصر التخفيف و المرونة ، بل إنها فضاء يلتقط فيه المدرسون و التلاميذ أنفاسهم، إنها فضاء للحرية.
Les modules constituent l’innovation éducative majeure de ces dernières années au lycée. C’est d’abord une innovation pédagogique…sont un de ces éléments de souplesse, de flexibilité, un espace de respiration des professeurs et des élèves, un espace de liberté…
C’est ensuite une innovation - ou mieux une prouesse –d’organisation. Concevoir et diffuser l’information à donner à tous les acteurs sur une disposition aussi nouvelle, favoriser le travail en commun des professeurs, constituer des emplois du temps qui permettent de bâtir des modules à cheval sur plusieurs matières…(D. Raulin, 1993 , p.5).
2-2: المنطلقات السيكلوجية و البيداغوجية للمجزوءات :
*- المنطلقات السيكلوجية :يتمحور التدريس المجزوءاتي و يستمد منطلقاته من البيداغوجية الفارقيــــة Pédagogie différenciée و من علم نفس التعلم اللذان يقومان على تفريد التعلـــــــــــــم individualisation d’apprentissage الذي هو بمثابة " السياق الذي يتمكن بواسطته فرد معين في وضعية تعلــــــم situation d’apprentissage من القيام بنشاط تربوي ينسجم و استعداداته و حسب استراتيجية بيداغوجية تتوافــق و أسلوبه المعرفي. فاعتماد التدريس بالمجزوءات ، يمكن أن يجد إجابات لبعض المشاكل البيداغوجية التي لا يكون القسم بكامله – اعتبارا للعـدد و للخليط غير المتجانس للتلاميذ - قادرا على معالجتها. ( شكير، 2002 ، ص. 133/134 ).
*- المنطلقات البيداغوجية : يعد التدريس بالمجزوءات من المقاربات البيداغوجية التي تأخذ بعين الاعتبار الخصوصية السيكلوجية و المعرفية للمتعلم في إطار ما يعرف بالبيداغوجية المتنوعة P.Variée أو المتعددة P.Divérsifiée أو الفارقية P.Differnciée (شكير، 2002 ، ص.134 ).
و عليه، فالتعليم / التدريس المجزوءاتي هو شكل من أشكال التعليم ، غايته تمكين المتعلم من التقدم في تعلمه حسب إيقاعه الخاص، و ذلك انطلاقا من فرضيات هي :
- ليس هناك متعلمان يتقدمان بنفس الإيقاع؛
- ليس هناك متعلمان مستعدان للتعلم في نفس الوقت؛
- لا يوجد متعلمان يستعملان نفس الطريقة و يحلان المشكلات بنفس النهــــــج و يتوفران على نفس المكتسبات... ( الفاربي وآخرون، 1994 ،ص.111 ).
3- وظائف المجزوءات و أنواعهــا :
1.3- وظائف التنظيم المجزوءاتي للدراسة ( التعليم المجزوءاتي ) :
إن التعليم بالمجزوءات يروم بناء الكفايات لدى التلاميذ، على اعتبار أن الكفايات هي قدرات كلية و شاملة و دينامية ، و التي لا يمكن اختزالها في لائحة تحليلية من المحتويات، إنها تشكيلة / تركيبة ذكية من المعارف و المهارات و الاتجاهات ... أن نكون أكفاء يعني أساسا القدرة على تجنيد تلك المعلومات و المهارات و توظيفها في مواقف معينة و حل مشكلات، أي أن نكون فعالين و منتجين في وضعيات محددة . لذلك يصير بناء الكفايات بهذا المعنى أمرا معقدا و أمرا ذاتيا و شخصيا. فيكون من أولويات نشاط المدرسين مساعدة المتعلمين ، لكن على المتعلمين مساعدة أنفسهم في التعلم و التكوين الذاتي. لذلك ، فإن التعليم بالمجزوءات يستدعي المتعلم كمسؤول و يتعامل معه كمدبر لتكوينه.
وانسجاما مع هذا التصور، فإن جزءا هاما من العمل في إطار المجزوءة ينبغي أن يتمحور حول النشاط الفردي. لذلك فمن المهم جدا أن تتوقع المجزوءة أنشطة ينجزها المتعلمون سواء بشكل فردي أو في إطار مجموعات صغيرة للعمل فضلا على الدروس الجماعية التقليدية، الأمر الذي يدفع بالمتعلم أن يتحمل جزءا من المسؤولية تعليمـــه و تكوينه بحيث يترك له هامش مهم من الحرية و العمل المستقل.
و هكذا ، فإن تنظيم المسارات في التعليم بالمجزوءات ،يمكن أن يتعدد و يتنوع بحيث يمكن أن تخصص مجزوءات لشعبة أو قطب معين في حين يمكن أن تشكل مجزوءات أخرى وحدات مشتركة بين مختلف الأقطاب و الشعب. إن هذه المرونة التي تميز التعليم بالمجزوءات تيسر كثيرا تفريــــــــــد التعليم ( التعليم المفردن Individualisé )، ثم ÷نه ومن خلال مسار بناء الكفايات فإن كل متعلـــــــم يطرح احتياجات خاصــــــــة و مسائل ذاتية تمكنه من التفاعل بشكل إيجابي و مستمر مع الوضعيات التعليمية.
فالعمل بالمجزوءات يساعد على بناء الكفايات المستهدفة، و لعل من أهم مواصفات المجزوءات هي:
- احترام حاجيات التلاميذ،
- مراعاة الصعوبات التي يعاني منها كل تلميذ و النقص الذي يعاني منه في مكتسباته السابقة؛
- احترام الفروق الفردية ووتيرة التعلم؛
- تفريد التعلم و احترام أنماط التعلم لدى التلاميذ؛
- إتاحة الفرصة للتلاميذ لاختيار المجزوءة أو المجزوءات الأكثر ملاءمة لاحتياجاتهم و ميولهم، و تيسير عملية انتقالهم من تكوين إلى آخر ؛
- التعاون و الاندماج في إطار مجموعات العمل و التعود على تحمل المسؤولية ؛
- الاعتماد على النفس و المساهمة في العلم الذاتي تعويد التلاميذ على المبادرة و اتخاذ القرار و الاختيار ؛
- الحافزية نحو التعلم و الاستمرار فيه بحكم توظيف المجزوءات و قيامها على الخبرة و اهتمامات التلاميذ أو المشكلات التي تواجه المتعلمين... ( الدريج ، 2003 ،ص.254-255 ).
2.3- أنواع المجزوءات :
يمكن التمييز بين المجزوءات اعتبارا لشكلها أو مضمونها أو توقيت تدريسها أو أهميتها كالتالي :
*- حسب تنوعها من حيث الشكل : يمكن أن تأخذ المجزوءة أشكالا مختلفة، من الأشكال الأكثر بساطة إلى الأشد تعقيدا ، إذ يمكن أن يتعلق الأمر ب :
ü وثائق مكتوبة ؛
ü بتعليم مبرمج مكتوب او معلوماتي ؛
ü وثائق سمعية بصرية ؛
ü التقنيات الجديدة في الإعلاميات ( الأقراص المدمجة، شبكات الأنترنت...( شكير، 2002 ، ص128 ).
*- حسب تنوعها من حيث المضمون : يمكن تصنيفها إلى :
- مجزوءات قائمة على المادة الدراسية ترتبط بمناهج دراسية صيغت في هيئة وحدات دراسية محددة ، و أساسها مواد دراسية مجزوءة؛
- مجزوءات قائمة على الخبرة و النشاط المرتبطة بمناهج دراسية صيغت في شكل مواد و أنشطة عملية يمارسها المتعلم، أي مناهج تدور حول نشاط عملي يمارسه المتعلم. ( عبداللطيف الفاربي و آخرون ، 1994 ، ص.227 ).
*- حسب تنوعها من حيث توقيت تدريسها:
- مجزوءات الاستدراك Modules de remédiation ، وهي أداة لسد الثغرات في التكوين، و لتيسير سبل متابعة الدراسة للتلاميذ الذين لا يتوفرون على محصل قبلي Prérequis ، وتستهدف التلاميذ الذين يشعرون بالحاجة إلى المساعدة في بداية السنة الدراسية؛
- مجزوءات للمساعدة المنهجيــــــة Modules d’aide méthodologique ، و تتكون من صنفين : في بداية السنة الدراسية فدماج التلاميذ في المستوى الدراسي الجديد بعد انتقالهم من الإعدادي إلى الثانــــــوي ، و في خلال السنة بمساعدة من هم في حاجة إلى مساعدة لمواجهة التعلمات المنهجية؛
- مجزوءات للتوسع أو للتعمــــــــــــــق Modules d’approfondissement ، لمساعدة التلاميذ الذين لا ينتمون إلى الفئتين السابقتين، علة تجاوز الإطار المدرسي للتعلم و اكتساب القدرة على الاستقلالية ؛ ( شكير ، 2002 ، ص.129 و ص.135 )
*- حسب تنوعها من حيث الأهمية :
- مجزوءات إجبارية ، تحتوي على وحدات التكوين الضرورية و المطلوب توفرها لدى الجميع؛
- مجزوءات إجبارية تكميلية، تكمل مجزوءات المكون الأول؛
- مجزوءات اختيارية، وضعت لإتاحة الفرصة للمتعلم كي يعمق الدراسة في المواد التي يميل إليها أكثر... كما تتيح زرع ثقافة الاختيار الواعـي و المسؤول لدى التلاميذ بناء على مشروعه الشخصي. ( الميثاق الوطني، ص.ص .36 – 48 و الضاقية2003 ، ص.6 ).
4- مواصفات المجزوءة و مبادئ التدريس المجزوءاتي :
1.4 : تحديد مواصفات المجزوءة :
حتى تقوم المجزوءة بوظيفتها البيداغوجية و الديداكتيكية، حددت لها مجموعة من الشروط و المعايير، وذلك اعتبار للدور الذي تقوم به ، سواء كأداة ديداكتيكية أو كطريقة لتنظيم الدراسة.
*- مواصفات المجزوءة كأداة ديداكتيكية :
- أن تستجيب المجزوءة لحل مشكلة كبرى تخص أكبر عدد من المتعلمين؛
- أن تسهل حل مشكلة كبرى؛
- أن تملأ فراغا في النظام التعليمي أو في أداة بيداغوجية متداولة؛
- أن تكون المجزوءة أكثر نجاعة و ترشيدا للوقت و الجهد من أية أداة بيداغوجية أخرى معدة لحل نفس المشكلة.( شكير ، 2002 ، ص .ص 129/130 ).
*- مواصفات المجزوءة كطريقة لتنظيم الدراسة :
- عدم الفصل بين الدرس و المجزوءة و عدم إحداث تراتبية بينهما؛
- ينبغي أن يستجيب التدريس بواسطة المجزوءات للحاجيات الفارقية للتلاميــــــذLes besoins.différenciés ، و يواكب نفس الأهداف المسطرة للدرس الذي ترتبط به ارتباطا وثيقا؛
- و تكون الأهداف المسطرة للفصل الدراسي بكامله و خلال تدريس المجزوءة موحدة؛
- عدم حصر التدريس بالمجزوءات في الاشتغال على التقنيات وحدها، بل يمكن أن تساهم في إكساب المعـــارف ( DESPLANQUES,Pierre p.303 عن شكير ، 2002 ، ص.130 )
2.4: المبادئ التنظيمية للتدريس المجزوءاتي :
إذا كانت المجزوءات عبارة عن طريقة للتعليم، فإنها تتيح للمدرس الإمكانيات التنظيمية التالية :
*- تفييء التلاميذ les regroupements d’élèves : نظرا لوجود فوارق في مستويات التلاميذ و استراتيجيات تعلمهم و تباين محصــــــلاتهم القبــــــلية les prérequis الأمر الذي يفسر وجود خليط غير متجانس hétérogénéité من التلاميذ داخل المؤسسة ، فإن أهم أهداف المجزوءات هو العمل على " مقاومة هذا الخليط " و بلورة ممارسة بيداغوجية أكثر تفريـــــــدا individualisé .
و تأسيسا على ذلك يتحثم القيام برصد Repérage هذا الخليط غيـــر المتجانس و ذلك بإجراء تقويم لمكتسبات المتعـــلمين les acquis و الثغرات التي تعتري تكوين كل واحد منهم، و هو ما يعطي للتقويم أو " لثقافة التقويــــــــــم " la culture de l’évaluation ،وخاصة في المرحلة التحضيرية للمجزوءة، صبغتها الوظيفية و يجعلها نقطة ارتكاز مثالية و أداة لتفييء التلاميذ حسب المجموعات ذات الحــــــاجيات les groupes de besoins ، علما بأنه من المفترض أن يكون المدرس عارفا بخصوصية كل تلميذ من تلامذته، من خلال : ملاحظتهم داخل الفصل الدراسي – إنجازاتهم المكتوبة – نتائجهم الدراسية.
و هكذا ، يبقى التقويم القبلي الأداة الأساسية لرصد و جرد الحاجيات، كما يمكن أن يكون قاعدة للحوار البيداغوجي بين المدرسين و كل تلميذ على حدة في أفق تكوين مجموعات صغيرة متجانسة homogène . ( شكير ، 2002 ، ص.ص 130/131 ).
*- التفضيل المؤقت لبعض أهداف البرنامج / انتقاء بعض الأهداف من ضمن أهداف البرنامج : إذا كان التنظيم المجزوءاتي للدراسة لا يقصي بأي حال من الأحوال الأهداف المسطرة للبرامج المقررة، فإن تحقيق الأهداف العامة لهذه البرامج ينبغي أن يتم خلال الحصص التي يجتمع فيها التلاميذ ، بغض النظر عن الاختلافات الموجودة بينهم، و ذلك لإكسابهم التعلمات المشتركةles acquis communs ، إلا أن تفييء التلاميذ حسب المجموعات ذات الحاجيــــات
يدفع المدرس إلى انتقاء الأهداف ذات الأولوية، والتي تستجيب لحاجيات هذه الفئة أو تلك ، ( شكير ، 2002 ، ص.ص131/132 ).
*- المعالجة الديداكتيكية للمجـــــــــــــزوءة Le traitement didactique : تتشكل المعالجة الديداكتيكية من مجموع الحوامل و الأدوات الديداتيكية التي أعدت ووقع عليها الاختيار من قبل المدرس من جهة، و من التنظيم البيداغوجي للقسم من جهة أخرى.
فالحوامل أو الأدوات الديداكتيكية هي كل المعدات/الوسائط التي تيسر مختلف التعلمات: قاموس، أطلس، خريطة .... أما التنظيم البيداغوجي فيتمثل في تحديد الأدوار و الوظائف الموكولة للمتعلمين و المدرسين خلال فترة زمنية محـــــددة ، مثلا ، يعد الدرس الإلقائي تنظيما بيداغوجيا (D.RAULIN 1993, p.44
و تستدعي المعالجة الديداكتيكية في التنظيم المجزوءاتي للدراسة تمكين المتعلمين من ضبط أشكال عمليات التعلم الذاتي الخاص بكل واحد منهم. و ينحصر دور المدرس في معاينة و مساعدة و إرشاد التلاميذ و تمكينهم من وسائل تطوير أدائهم...و أن يضع رهن إشارتهم وسائل متنوعة لإتاحة الفرصة لكل واحد منهم لبلوغ الهدف المتوخى. (D.RAULIN, 1993 , p.48) .
و بالرجوع إلى الوثائق و المذكرات الصادرة عن وزارة التربية الوطنية الفرنسية في الموضوع، يمكن استخلاص المبادئ التنظيمية التالية ، كما أوردها DESPLANQUES(شكير، 2000،ص.ص 132/133):
- ينبغي تفييء / تقسم التلاميذ على مجموعات اعتبارا لخصوصياتهم باعتماد التقويم؛
- عدم اعتبار المجزوءة إعادة للدرس أو امتدادا له أو لنشاط يهم القسم بكامله؛
- تنويع المقاربات البيداغوجية للاستجابة للحاجيات الفارقية للتلاميذ؛
- مساعدة جميع التلاميذ على النجاح اعتبارا لمستوى تحكمهم في مختلف الكفايات؛
ü إعطاء هامش واسع من الحرية، بالنسبة للمدرس بعدم إجباره على الانضباط المطلق للتحصيص و لأهداف البرنامج.
الجزء الثاني
الأحد,آذار 09, 2008
التدريس بالمجزوءات - الجزء الثاني و الأخير (http://ameurgue53.maktoobblog.com/873223/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%B3_%D8%A8% D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%B2%D9%88%D8%A1%D8%A7%D8 %AA_-_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D8%AB %D8%A7%D9%86%D9%8A_%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE %D9%8A%D8%B1)
5- خطوات بناء الوحدات الدراسية / المجزوءات و بنيتها :
1.5: خطوات بناء المجزوءة:
تتمثل هذه الخطوات فيما يلي :
- تحديد الفئات المستهدفة، وذلك من خلال التعرف على مستويات و مكتسبات المتعلمين السابقة، و تصنيف خبراتهم و ميولا تهم و مستوياتهم النـــــــــــمائية.و الغرض من هذه العملية ، هو التعرف على مختلف المتغيرات المرتبطة بالمتعلم أو المتعلمين، على اعتبار أن ذلك يمثل الهدف الرئيسي لعمليــــــــــــة التعليم و التعلم؛
- تحديد الكفايات و القدرات وأجرأة الأهداف في صيغة صريحة و دقيقة ، و ذلك بشكل يمكن لكل متعلم من بلوغها، و ييسر اختيار المحتويات و الأساليب الملائمة، و يضبط زمن تعلم المتعلم في الوحدة المخصصة لتنمية الكفاية المنشودة؛
- اختيار المحتويات المناسبة للأهداف و الوسائل التعليمية الملائمة؛
- تحديد وسائل التصحيح و العلاج؛
- عرض المعلومات و التوجيهات التي يحتاجها المتعلم لاكتساب الكفاية/الكفايات المطلوبة؛
- اقتراح استراتيجيات تعلمية متعددة فردية و جماعية؛
- تحديد / ضبط إيقاع السير في التعلم الذاتي، مع توضيح أساليب تقويم و قياس تقدم المتعلم؛
- تحديد أساليب التعزيز المستمر؛
- عرض أنماط التقويم....( عبد الكريم غريب ، 2001.ص.ص207/208 و الفاربي وآخرون ، 1994، ص.ص227/228 ).
و يقترح علينا P. Gillet نموذجا نمطيا لبناء مجزوءة على الشكل التالي :
- تحديد الكفاية : إن هدف هذه المجزوءة هو اكتساب الكفاية التالية:.......
- تحديد سياق التمكن: إن التحكم في هذه الكفاية سيتم تقويمه عبر الإنجاز التالي :...
- تحديد معايير التمكن :لكي يكون هذا الإنجاز كافيا لابد و أن تتجلى فيه المعايير x,y,z لشبكة التقويم التالية :....
- تحديد القدرات المستهدفة : سيتم عبر هذه المجزوءة تنمية القدرات التالية : المعرفية.....النفس-حركية.....الوجدانية......
- تحديد المحاور / الحلقات :لكي تتحقق الكفاية المستهدفة، يتطلب المرور من الحلقات / المراحل التالية : الحلقة الأولى....الحلقة الثانية....الحلقة x….(P.Gillet,CEPEC, construire la formation).
إن تخطيط مجزوءة ما يقتضي المرور من المراحل التالية :
- تحديد الكفايات المرغوب في اكتسابها؛
- انتقاء القدرات،
- انتقاء المعارف؛
- تحديد الأهداف المرحلية مع الحرص على البقاء داخل إطار الكفاية، و التدرج في الصعوبة بالنسبة لكل هدف؛
- ربط كل هدف مرحلي بالمعارف المتوافقة معه، و بذلك نحصل على محتوى كل مرحلة séquence ؛
- تحديد معايير التقويم بالنسبة لكل مرحلة؛
- بناء شبكة أو جدول التقويم؛
- بناء وضعيات التعلم...( P.Gillet,CEPEC, construire la formation).
2.5 : بنية/ مكونات المجزوءة :
المجزوءة / Module هي وحدة للتكوين ( تم انتقاؤها من خطة التكوين أو المنهاج التي تم انتقاؤها بدورها من المشروع البيداغوجي ) تنتهي بالتحكم في كفاية معينة. و تنظم المجــــــــزوءة في مراحــــــــــــل les séquences و هي وحدة للتكوين ترمي/ تسمح بتحقيق/ ببلوغ هـــــــــدف مركــــــــب objectif complexe قابل للتحليل بفضل مؤشرات أي سلوكات / إنجازات قابلة للملاحظة تؤكد التحكم في الهدف و تمكن من تقديم معايير للتقويم. و تتطلب كل مرحلة مدة زمنية Séance تختلف بحسب الكفاية المرغوب فيها. و يمكن للمرحلة séquence أن تتطلب عددا من الحصص les séances أو حصة واحدة أو أقل.
فالمرحلة هي وحدة للتكوين مشتقة من المجزوءة، بينما الحصة هي وحدة زمنية. (P.Gillet, CEPEC, construire la formation p.41/43 )
و قد أوردت Viviane.Delanschere ( ميلود التوري،2003.ص 135 ) ثلاث مكونات رئيسية للمجزوءة هي :
*- المدخل L’entrée: لكل مجزوءة مدخل أو مداخل و تتمثل في الكفاية / الكفايات التي تروم تحقيقها انطلاقا من مواصفات الفئة المستهدفة و الأهداف المنشودة المصاغة بشكل دقيق، خاصة ما يجب على المتعلم أن يبلغه بعد الانتهاء من تكوينه في فترة زمنية معينة.
و قبل أن ينخرط المتعلم / المتكون في إنجاز المجزوءة لابد أن يخضع لتقويم قبلي للتأكد من مكتسباته السابقة حول موضوع المجزوءة.
*- الهيكل Le Corps: نظرا لشساعة موضوع المجزوءة ، في غالب الأحيان، فإنها تقسم إلى مراحل / حلقات Séquences تساعد المتعلم على التعلم الذاتي حسب الإيقاع الذي يناسبه مستعملا الوسائل التعليمية المتاحة من كتب مدرسية و وسائل سمعية- بصرية...أما المدرس فينحصر دوره في الإرشاد و التوجيه.
*- المخرج La sortie: قوامه التقويم التشخيصي الذي بواسطته يتأكد من مدى تحقق الكفاية أو الكفايات لدى المتعلم .
خاتمــة : يعد العمل وفق التنظيم المجزوءاتي للدراسة و لإعادة هيكلة و إصلاح النظام البيداغوجي في المرحلة الثانوية التأهيلية ، اختيار صائب لكونه يستجيب لمتطلبات المرحلة و ينسجم و المقاربة البيداغوجية التي تتخذ من الكفايات مدخلا و موجها لها . إلا أن هذا الاختيار يحمل في طياته عدة تخوفات ، منها ما يرتبط بتصنيف المجزوءات إلى إجبارية و أخرى تكميلية و أخرى اختيارية ( ما هي الحدود الفاصلة بينها ؟ ) ، و منها ما يرتبط بالجوانب التنظيمية ( استعمالات الزمن، اكتظاظ الأقسام ، التكوين المستمر ،....) . إن نجاح هذه المقاربة البيداغوجية رهين بتوفر مجموعة من الشروط، منها : التقويم التشخيصي للتعلمات ، دور الإدارة التربوية، التكوين المستمر ، الإيقاعات المدرسية ، فضاءات المؤسسة ، ....( أنظر الضاقية ، 2003 ، ص.ص 14 – 19 ).
المراجع المعتمــدة :
1- وزارة التربية الوطنية، الميثاق الوطني للتربية و التكوين ، ينايــر 2000 .
2- وزارة التربية الوطنية، لجان مراجعة المناهج التربوية، الكتاب الأبيض، نونبر 2001.
3- وزارة التربية الوطنية ، الوثيقة الإطار لمراجعة المناهج التربوية و برنامج تكوين الأطر ،مارس 2001.
4- عبدالرحيم الضاقية، التدريس بالمجزوءات (المرجعيات- العدد البيداغوجية و الديداكتيكية)،منشورات الجمعية المغربية لمفتشي التعليم الثانوي،مطبعة المتقي برينتر، المحمدية، ط1 ، ماي 2003 .
5- حسن شكير، مدخل للكفايات و المجزوءات- مقاربة نظرية و تطبيقية – مطبعة المتقي، المحمدية، ط1، نونبر 2002 .
6- عبدالكريم غريب، الكفايات و استراتيجيات اكتسابها، منشورات عالم التربية،مطبعة النجاح الجديدة، البيضاء، ط1، 2001 .
7- محمد الدريج، الكفايات في التعليم- من أجل تأسيس علمي للمنهاج المندمج – منشورات سلسلة المعرفة للجميع ، مطبعة النجاح الجديدة، البيضاء ، ط1 ،أكتوبر 2003 .
8- ميلود التوري ،من بيداغوجيا المحتويات إلى بيداغوجيا الكفايات – مسالك العبور ، آليات اشتغال النموذج الكفائي ،مطبعة أنفو-برينتر ، فاس ، ط1 ،2003 .
9- عبداللطيف الفاربي و آخرون، معجم علوم التربية- مصطلحات البيداغوجيا و الديداكتيك – سلسلة علوم التربية 9/10 ، مطبعة النجاح الجديدة ، البيضاء ، ط1 ، 1994 .
10- - F.CLERC, Enseigner en modules : Secondes génerales techniques et professionnelles, Hachette Education, Paris , 1992
تعريب البشير اليعقوبي ، التدريس بالمجزوءات – الثانوي العام ، التقني و المهني، المنسقية الجهوية لمادة اللغة العربية ،منشورات المركز الأكاديمي للتوثيق و التنشيط و الإنتاج التربوي ، أكاديمية فاس .
11- - P.GILLET, (sous direction) ,Construire la formation, outils pour les enseignants et les formateurs , C.E.P.E.C , ESF.éditeur, PARIS ,3éme édition , 1994
12- - Abderrahim HAROUCHI , La Pédagogie des Compétences , guide à l’usage des enseignants et des formateurs,Ed. Fennec, CasaBlanca ,Janvier ,2001
13- - D.RAULIN , les modules , vers de nouvelles pratiques pédagogiques au lycée, Hachette Education , Paris ,1993
إعـداد : ذ. عـــامـر كنبــــور
منقول للإفادة