المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إحسان تربيتها جسر إلي الجنة


ليلى81
28-03-2008, 19:19
إحسان تربيتها جسر إلي الجنة

بشَّرنا رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) أن من رزق بأنثى فأحسن تربيتها دخل الجنة، والتربية الحسنة هى تربية دينية ودنيوية وأخلاقية، تطلعنا على أهم ملامحها الدكتورة زينب حسن - أستاذة أصول التربية بكلية البنات، جامعة عين شمس - عَبر هذا الحوار:"
ـ ما رأيكم فى الأسلوب الذى نربى بهبناتنا فى مجتمعاتنا العربية؟
- ليس هناك أسلوب محدد لتربية البنات فىمجتمعاتنا العربية، فهناك أساليب متباينة، فنرى أسرًا تطلق لبناتها الحبل علىالغارب دون ضابط أو حتى توجيه، وأسرًا تُضيِّق الخناق على بناتها وتحرمها حتى منحقوقها التى شرعها الله (مثل حقها فى الإرث)، وبينهما أسر معتدلة (لا إفراط ولاتفريط) توجه بناتها وترعاهن حق الرعاية، وتتقى الله فيهن، وترى البنت فى أمها قدوةًحسنةً تتمثل سلوكها وتصرفاتها فتنشأ نشأة دينية متزنة، وتلقى من أسرتها الحبوالمودة والرحمة والتوجيه والإرشاد والمتابعة والإشراف غير المتسلط، عند اختيارالقرينات، وتوفر لها هامشًا من الحرية يعطيها الثقةَ بالنفس، واحترام الآخر، ومنثمَّ احترام نفسها، وهذا هو الأسلوب الذى نراه مناسبًا لتربية بناتنا فى مجتمعاتناالعربية.

مساحة مشتركة
ـ من الناحية النظرية هل تختلف تربية البنت عنتربية الولد، وكيف يكون هذا الاختلاف؟
- فى تربية كل من البنت والولد توجدمساحة مشتركة، فكلاهما يكتسب من الكبار فى العائلة القيم الإيجابية، وأنماط السلوكالمتعارف عليه، ويتعلم أمور الدين من عبادات ومعاملات، ويُوجه نحو التعليم المناسبلإمكاناته، كذلك نحو النشاط الرياضى أو الفنى أو ممارسة هواية محببه إلىنفسه.

وينفرد كل من الولد والبنت بجوانب تربوية خاصة بكل منهما، فمثلاًالولد يُعطى قسطًا أكبر من الحرية حتى يكتسب القدرة على التعامل مع الآخرين، وتنموشخصيته بشكل سوى، ويكتسب القدرة على تحمل المسئولية، ولابد أن يكون خروجه تحت إشرافالأسرة.

أما بالنسبة للبنت فهى هادئة بطبعها ومحدودة الحركة، ولها اهتماماتأسرية (بيتية) وأنصح الأم ألا تنسى تشجيع ابنتها على الاندماج فى مجموعة منالقرينات فى صحبة آمنة، بعيدًا عن أصدقاء السوء، وتحت رعايتها.

ـ ما الأخطاءالتربوية الشائعة فى تربية البنات، وكيف نواجهها؟
- تقع بعض الأسر فى أخطاءنتيجة تربية بناتها بطريقة تعسفية، فيها تفرقة بين البنت والولد، لصالح الولد،وتُميز الولد فى أشياء أساسية تحرم منها البنت كليًا أو جزئيًا مثل: الملبس، مكانالنوم، الترفيه، وأحيانًا الأكل.

ويقع على إعلامنا مسئولية التوعية الدينيةللآباء والأمهات، وتوضيح موقف القرآن الكريم والسنة المطهرة من قضية التفرقة بينالأبناء، والدعوة إلى المساواة بينهم ، حتى لا يشعر أحدهم بالظلم أو النقص أوالدونية.

ـ كيف تشبع الأم رغبة ابنتها فى التجمل مع عدم التفريط فىالحياء؟
- البنت بفطرتها تسعى إلى التجمل والتزين، فى ضوء ظروف بيئتها،واهتمامات أمها، فنرى الطفلة ذات الثلاث أو الأربع سنوات تسعد إذا تلونت شفتاها بعدأْكل أنواع الحلوى ذات الألوان، ويجب أن تكون الأم قدوة لها، فالاعتدال مطلوب فى كلشيء، والتجمل مرتبط بالنظافة، وهى عادة وسلوك محمود تستطيع الأم أن تبثه فى ابنتها،ولى خبرة شخصية فى هذا الموضوع؛ حيث كانت أمى (رحمها الله) تتركنا نحن الثلاث أخواتفى حجرتنا، وتوفر لنا بعض أدوات التجميل، ونظل نلون ونزيل إلى أن نشعر بالرضا،فنغسل وجوهنا ونحن مسرورات وينتهى الموقف بلا تعنت ولا رفض من الأم، ورغبة وبكاء منالبنات.

العطاء النبيل
ـ كيف نربى البنت على أن تكون أنثى؟ بمعنى أننعلمها التضحية، وفى ذات الوقت لا يضيع حقها.
- البنت بطبيعتها معطاءة دونسؤالها، نراها تلعب بدميتها، تنظفها وتكسوها وتغطيها، وتحنو عليها، وتتظاهر بأنهاتطعمها وتسقيها، وتنمو معها هذه القدرة على العطاء، فتساعد أمها - وهى سعيدة - فىبعض أعمال المنزل، وفى تربية سائر الأخوة.

على الأم فى هذه الحالة أن تنمىهذه القدرة، وتشبع هذه الرغبة فى الوقت نفسه، لا تضغط، ولا تسفه، بل تسهم فى جعلهذا العمل ممتعًا لابنتها، فتبث فيها الثقة وتشجعها، وتظهر لها مشاعر الامتنانوالفخر، حتى تتأكد لدى البنت القدرة على العطاء النبيل، وليس العطاء الذليل، من هناتضمن الأم أن تنشأ ابنتها قوية الشخصية تتحمل المسئولية بجدارة.

ـ بعض البنات يرفضن مساعدة الأم فى المنزل.. فهل الحل فى إجبارهن، أم تركهن يركزن فىأشياء أخرى؟

- البنت تحب وترحب بمساعدة أمها، فنراها تمد يدها عند تنظيف الخضار،
وتسهم فى ترتيب المكان، من هنا وفى سن صغيرة تستطيع الأم أن تجعل ابنتها مستمرة فىالمساعدة، مرحبة سعيدة بها، وذلك بتشجيعها، أو تتخلى عن المساعدة، وذلك إذا بادرتهاأمها بالتوبيخ والصريخ والأوامر والنواهى، وربما الضرب أيضًا، وهذا ما نراه كثيرًا،فالأم هى المسئولة الوحيدة عن إقبال ابنتها على مساعدتها أو إحجامها.


وفىرأيى أن البنت فى حاجة إلى التفرغ لمدرستها ومذاكرتها أثناء العام الدراسى، أما فىالإجازة الصيفية فتوجهها أمها بالحسنى وباللين إلى ضرورة التعاون فى بعض أعمالالمنزل، وإذا أحجمت البنت تمامًا يمكن شغل فراغها بالأعمال الفنية مثل: الرسم،التطريز، التريكو، أو تعلم فن التفصيل، أو ممارسة الرياضة أو غير ذلك .



ـ هل تحتاج البنت إلى كلام الإطراء والإعجاب؟ وهل حرمانها منه يؤثر عليها؟
- أىكائن حى يحتاج إلى المعاملة الحنونة الودودة حتى النبات، فما بالنا بالإنسان،الإنسان عمومًا يسعد بكلمة مجاملة فيها إطراء أو إعجاب أو مديح أو شكر، ففى الحديثالقدسى يقول رب العزة: «عبدى أنت لم تشكرنى إذا لم تشكر من أجريت لك النعمة علىيديه»، فكلمة الشكر أو الإطراء واجبة، وحرمان البنت منها يجعلها تشعر بأنها غيرمحبوبة، وأن ما تقدمه من عمل لا يُرضى الآخرين، ومن ثمَّ يؤثر فيها جحود الآخرينونكرانهم تأثيرًا سيئًا.




ـ هل للأب دور فى تربية البنت، وما أثر هذا الدور؟وهل عدم وجود دور للأب يؤثر عليها؟
- الأسرة شركة بين طرفين: زوج وزوجة،يُقسمان العمل فيما بينهما، ويرتضيان هذه القسمة، إلا تربية الأبناء فهى مهمة كل منالأب والأم، وفى بعض الأحيان تكون المهمة قاصرة على أحد الأبوين، نظرًا لظروفعملهما، عمومًا كلاهما شريك فى التربية، دون أن يتعارض دورهما.




لكن فى بعضالحالات لا تكون الأم على مستوى المسئولية والوعى والقدوة الحسنة، مما يجعل الأبيستأثر بتربية ابنته، وفى حالات أخرى يكون انحسار دور الأب فى تربية الابنة أفضل،وهى حالات كلنا يعلمها، فيمكن أن يكون الأب قاسيًا، بذيء اللسان...إلخ، وفى هذهالحالة مطلوب من الأم أن تقوم بالدورين معًا، فهى (أم وأب) حانية وحازمة فى الوقت نفسه.

hafidyassine
28-03-2008, 19:20
الله عليك الى الامام ابداع في ابداع

maestro
29-03-2008, 15:51
بارك الله فيك.
مجهود متميز وموضوع مفيد.
مزيدا من المساهمات القيمة.

أم علاء
29-03-2008, 16:15
موضوع مفيد جدا
مشاركة متميزة
مجهودات تشكرين عليها

ليلى81
30-03-2008, 00:11
http://www.osrah.net/forum/uploaded/1333/01203024916.gif