المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 2bac:مادة التاريخ:نظام القطبية الثنائية والحرب الباردة


chohrore
29-03-2008, 12:36
مادة التاريخ . المجزوءةالثانية. الوحدة رقم 1 . عنوان الوحدة: نظام القطبية الثنائية والحرب الباردة. إعداد الأستاذ: شحرورإشكالية الوحدة: سميت الفترة الزمنية التي امتدت من نهايةالحرب العالمية الثانية إلى غاية سنة 1989 بالحرب الباردة،حيث انقسم العالم الىقطبين كبيرين الشرقي الاشتراكي بزعامة الاتحاد السوفياتي والغربي الرأسمالي بقيادةالولايات المتحدة الأمريكية، فماهي خصائص العلاقات الدولية خلال هذهالفترة؟
I. العوامل التي ساهمت في بروزنظام القطبية الثنائية والحرب الباردة.
1) بروز الخلافات بين الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية خلالالمؤتمرات التي عقدوها وهي:
· مؤتمر يالطا: انعقدبجنوب أوكرانيا في فبراير سنة 1945 ،تم فيه الاتفاق المبدئي على تقسيم ألمانيا إلىأربع-4-مناطق احتلال)أمريكية+انجليزية+فرنسية+ سوفياتية) وتقديم الدعم المادي والسياسيللدول الأوربية لبناء اقتصادياتها و تحقيق نهضة ديمقراطية تقوم على الانتخاباتواحترام حقوق الإنسان .إلا انه برزت خلافات بين الاتحاد السوفياتي وباقيالحلفاء(الولايات المتحدة الأمريكية+انجلترا+فرنسا) حول طبيعة نظام الحكمالذي سيقام فيبولونيا .
· مؤتمر بوتسدام: انعقد في يوليوز سنة 1945 حيث اتفق فيه الحلفاء على تصفية المؤسسات النازية ومحاكمة مجرمي الحرب، لكنالحلفاء رفضوا الاعتراف بشرعية الحكومات التي أقامها الاتحاد السوفياتي في كل منرومانيا وبلغاريا وبالحدود الغربية التي رسمها مع بولونيا، وفي نفس الوقت رفضالاتحاد السوفياتي السماح للحلفاء بمراقبة الانتخابات في دول أوربا الشرقية التيساهمت الجيوش السوفياتية في تحريرها من النازية...
2) إقامة الاتحاد السوفياتي للستار الحديدي: الستار الحديدي تعبير أطلقهرئيس الوزراء البريطاني تشرشل ليفسر تقسيم العالم إلى قسمين: الغربي بزعامةالولايات المتحدة الأمريكية والشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي وذلك في البرقية التيبعث بها إلى الرئيس الأمريكي ترومان في 12ماي 1945 بعدما تبين له فرض الاتحادالسوفياتي لهيمنة ساحقة تمتد من شمال ألمانيا إلى شمال شرق ايطاليا والى شمال غرباليونان.
3) مذهب ترومان: وهو القرار الذي التزم فيه الرئيس الأمريكي هاري ترومان في مارس 1947بالحد من انتشار الشيوعية في أوربا والعالم،بعدما تصاعد المد الاشتراكي في أورباوصار يهدد اكتساح اليونان وتركيا.
4) مشروع مارشال:التزمت الولايات المتحدة الأمريكية-أي الرئيس الأمريكيترومان- في الخطاب الذي ألقاه وزبر خارجيتها جورج مارشال في يونيو 1947 بتقديمالدعم الاقتصادي والمالي والسياسي للدول الأوربية والأسيوية- اليابان وكوريا الجنوبية-المتضررة منالحرب،وقد وصفه الاتحاد السوفياتي بوسيلة التدخل الأمريكي/الامبريالي في القارةالأوربية و أعلن حقيقة عن انقسام العالم إلى معسكرين معسكر ديمقراطي اشتراكي ومعسكرامبريالي/استعماري غربي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، وشرع في تأطير ودعمالأحزاب والهيئات الشيوعية داخل أوربا وخارجها لإقامة أنظمة اشتراكية ومقاومةالأنظمة الرأسمالية. وبذلك انطلقت الحرب الباردة بينالقطبين.
II. مفهوم الحرب الباردة وأهمخصائص العلاقات الدولية خلال مراحلها.الحرب الباردة تعبير يطلق على التنافسالسياسي والإيديولوجي والعسكري بين القطبين الشرقي الاشتراكي بزعامة الاتحادالسوفياتي و الغربي الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من اجل نشرمبادئهما على الصعيد العالمي مع تفادي الاصطدام العسكري المباشر، وقد امتدت من فترةمابعد الحرب العالمية الثانية إلى سنة 1989،وقد مرت العلاقات الدولية بفتراتالأزمات والانفراج مابين الحرب الباردة الأولى 1947-1963 ثم فترة التعايش السلميبين المعسكرين 1963-1979 ثم الحرب الباردة الثانية مابين 1979-1989.
III. خصائص الحرب الباردة الأولى 1947-1963.تجلت المواجهة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي فيعدد منالأحداث منها:
1) التنافس الاقتصاديوالمالي: عملت الولايات المتحدة الأمريكية في إطارمشروع مارشال بتقديم مساعداتاقتصادية لدول أورباالمتضررة من الحرب لاحتوائها وشجعتها على تأسيس المنظمة الأوربيةللتعاونالاقتصادي ،واعتبر الاتحاد السوفياتي ذلكبسطا للهيمنة الأمريكيةفي القارتين الأوربيةوالأسيوية ،ولأجل ذلكأنشأمكتب الإعلام الشيوعيلتعبئة الأقطارالأوربية وأحزابها الشيوعية ضد الخطة الأمريكية،وفي نفس الوقت أسس مجلس المساعدةالاقتصادية المتبادلة لبناء ودعم الأنظمة الاشتراكية في القارة الأوربيةوخارجها.
2) التنافس العسكري: أقامت الولاياتالمتحدة الأمريكية تحالفات عسكرية جماعية كميثاق ريو د يجانيرو سنة1947 مع بلدانأمريكا الجنوبية،وميثاق حلف الشمال الأطلسي 1949 مع البلدان الأوربيةالراسمالية-انجلترا+فرنسا+بلجيكا+هولندا+النرويج+الدنمارك+البرت غال+اليونان+ايطاليا+المانيا الغربية+وكندا وتركيا.،ثم حلف بغداد سنة 1951 معالعراق وإيران وتركيا وتركيا وباكستان،واتفاقيات عسكرية ثنائيةمع اليابان 1951 وكوريا الجنوبية 1953 والصين الوطنية 1954.وفي المقابلكون الاتحاد السوفياتي حلف وارسو 1955مع بولونيا وبلغاريا وهنغاريا ورومانياوتشيكوسلوفاكيا وألمانيا الشرقية، ومعاهدة ثنائية مع الصين الشمالية سنة 1950.
وبموازاة ذلك عمل المعسكران على التسابق نحو التسلحالاستراتيجي-الصواريخ العابرة للقارات+ والقنبلة الهيدروجينية +الغواصاتالنووية+القاذفات الإستراتيجية- ونتج عن ذلك ماسمي بنظام توازن الرعب القائم علىتحاشي الطرفين الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة خوفا من أن يؤدي استعمال أسلحةالدمار السابقة إلى إفنائهما.
3) التنافس الإيديولوجي: اشتدت الدعاية الإيديولوجية المتبادلة المعاديةللشيوعية والمناهضة للرأسمالية.
4) حدوث أزمات سياسية :
· أزمة براغ: وقعتأزمة سياسية داخلية بتشيكوسلوفاكيا بحدوث انقلاب سياسي اشتراكي هادئ على النظامالليبرالي القائم .
· أزمة برلين الأولى: امتدت مابين ابريل 1948الى ماي 1949.على اثر اتفاق الولايات المتحدة الأمريكيةوفرنسا وانجلترا على توحيد المناطق الألمانية الواقعة تحت مراقبتها بموجب مؤتمريالطا-انظر الفقرة الأولى- قرر الاتحاد السوفياتي إغلاق جميع الطرق المؤدية إلىبرلين الغربية ومحاصرتها اقتصاديا وكادت أن تندلع مواجهة مسلحة بين القطبين عندمااخترقت الطائرات الأمريكية الأجواء السوفياتية لتقديم المؤن الضرورية لسكان برلينالغربية،إلا أن الاتحاد السوفياتي قرر رفع الحصار في ماي 1949 ،وانتهت الأزمةبتقسيم ألمانيا بما فيها العاصمة برلين إلى جمهورية ألمانيا الشرقية الديمقراطيةالتابعة للنفوذ السوفياتي وألمانيا الغربية الاتحادية التابعة لنفوذ المعسكر الغربيالرأسمالي.
· الأزمة الكورية: احتلت الولاياتالمتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي للكوريتين سنة1945،ونتج عن دخولقوات كوريا الشمالية للمنطقة الجنوبية حدوث المواجهة مابين1950و1953ودعم الاتحادالسوفياتي كورياالشمالية،ودعم مجلس الأمن والولايات المتحدة الأمريكية كورياالجنوبية،وتم توقيع اتفاقية الصلح القاضية بجعل خطالعرض38حدا فاصلا بين كوريا الجنوبية الرأسماليةوكوريا الشمالية الاشتراكية.
· أزمة كوبا : اندلعتفي أكتوبر سنة 1962 عندما اكتشفت طائرات التجسس الأمريكية وجود قواعد للصواريخالسوفياتية في خليج الخنازير بكوبا وعلى اثر ذلك أعلنت الولايات المتحدة الأمريكيةالحصار عليها وهددت الاتحاد السوفياتي بحرب شاملة إذا لم يبادر بسحب صواريخه منالتراب الكوبي،وبعد مفاوضات بين الطرفين التزمت الولايات المتحدة الأمريكية بعدمالاعتداء على كوبا الاشتراكية ،قرر الاتحاد السوفياتي سحب صواريخه وانتهت الأزمة .
· أزمة برلين الثانية : بعد الهجرةالسكانية المكثفة من ألمانيا الشرقية في اتجاه برلين الغربية الرأسمالية ،وأمام رفضالدول الغربية اقتراح الاتحاد السوفياتي بتحويل برلين إلى مدينة محايدة،شرعت سلطاتألمانيا الشرقية السوفياتية ببناء حائط برلين سنة 1961 لمنع أي اتصال بين شطريمدينة برلين.
IV. خصائص مرحلة التعايش السلمي 1963-1979.
1) بعد وفاة ستالين 1953 تسلم نيكيتاخروتشوف رئاسة الاتحاد السوفياتي سنة 1956، وتصادف ذلك مع إعلان حزبه الشيوعي فيمؤتمر العشرون توجها جديدا للسياسة الخارجية السوفياتي، ترجمت في خطاب خروتشوف يوم 6شتنبر 1959 في سياسة التعايش السلمي بين المعسكر الاشتراكي والمعسكر الرأسماليوذلك بالسعي إلى التنافس في الميادين الاقتصادية والعلمية والثقافية واحتراماختيارات الشعوب لأنظمتها السياسية والاقتصادية اشتراكية كانت أورأسمالية.
2) عقد لقاءات ثنائية بين رؤساءالقطبين بين خروتشوف والرئيس الأمريكي إيزنهاور وخلفه كينيدي .
3) إجراء القطبين لمفاوضات الحد من السلاحالاستراتيجي وذلك في إطار ماعرف بسالتSALT:Stratigic Arms Limitation T alks-1 سنة 1972 وسالت 2 سنة 1979.
4) عقد مؤتمر هلسينكي بفنلندا: تم ذلك سنة 1975 وتعهد المعسكرين بالتعاونوالتنسيق، والتزما باحترام سيادة الدول ووحدة ترابها وعدم التدخل في شؤونهاالداخلية واحترام حقوق الإنسان والحريات.
5) حدوث أزمات إقليمية هددت التعايش السلمي بين القطبينوهي:
· أزمة الفيتنام:اشتدت حرب الفيتنام مابين 1964-1968 حيث دعم الاتحاد السوفياتي فيتنام الشمالية الاشتراكية للسيطرة علىفيتنام الجنوبية المدعمة من الولايات المتحدة الأمريكية،وانتهت الأزمة بعد سقوطمايقارب ثلاثة ملايين من الضحايا، باتفاقية باريس 1973 التي نصت على المصالحةالداخلية للفيتناميين الشماليين والجنوبيين وعلى تشبثهم بالحريات وحقوق الإنسانوعدم الانضمام لأي تكتل عسكري وسياسي.
· أزمة براغ : تدخلالجيش السوفياتي سنة 1968 لمنع التغيير السياسي للنظام الاشتراكي الذي شهدتهتشيكوسلوفاكيا.
· أزمة البترول: قطعت الدول العربية تصديرالنفط إلى الدول الغربية المساندة لإسرائيل في حرب أكتوبر سنة 1973.
· أزمة لبنان:اندلعت الخلافات السياسيةوأسفرت عن حرب أهلية طاحنة امتدت من 1975 إلى سنة 1990.
· نجاح الثورة الإسلامية: أطاحت الثورةالإسلامية بنظام الشاه المؤيد للمعسكر الغربي.
· ثوراتوانقلابات و صراعات إقليمية مدعمة من الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدةالأمريكية في دول العالم الثالث في انغولا والموزمبيق 1975،إثيوبيا والصومالوأفغانستان 1977
V. مظاهر الحرب الباردة الثانية 1979-1989.
1) غزو الاتحاد السوفياتي لافغانساتان 1979-1988 وإعلان الولايات المتحدة الأمريكية دعمها الاقتصادي والعسكري لباكستانوأفغانستان نظرا للخطر الذي يمثله الاكتساح السوفياتي على المصالح الإستراتيجيةللولايات المتحدة الأمريكية والمعسكر الغربي الرأسمالي بمنطقة الشرق الأوسطوالأقصى.
2) اشتداد التنافس العسكري بينالمعسكرين: توقفت مفاوضات الحد من التسلح الاستراتيجي واشتد التسابق نحو التسلح فقدأنتج الاتحاد السوفياتي صواريخ متطورة وشرع في نشر أسلحة الليزر في الفضاء الكونيكما عززت الولايات المتحدة الأمريكية ترسانتها من الأسلحة الإستراتيجية بصواريخحديثة كما عملت ابتداء من سنة 1989 في تنفيذ برنامج الدفاع الاستراتيجي المعروفببرنامج حرب النجوم.
3) احتدام التنافس السياسي بينالقطبين:استمر المعسكرين في استقطاب الشعوب والدول على الصعيد العالمي من خلال دعمالحركات والأحزاب للقيام بالثورات والانقلابات، كما كثف الطرفين من استعمال حقالفيتو-النقض- داخل مجلس الأمن وفق مصالحهما.
4) احتدام التنافس الرياضي: حرص القطبين على تحقيق انتصارات رياضية كماقاطعت الولايات المتحدة الأمريكية الألعاب الاولمبية التي نظمت بموسكو سنة1980 وردالاتحاد السوفياتي بمقاطعة الألعاب الاولمبية في دورة لوس أنجلس سنة 1984.
5) بداية التغيير الإيديولوجي والسياسي بالاتحادالسوفياتي:أعلن الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف عن سياسة البيروسترويكا-أيإعادة البناء- والجلاسنوست-أي الشفافية والوضوح- حيث ادخل إصلاحات ليبرالية بتشجيعالمبادرة الفردية والاستثمارات الأجنبية والحرية السياسية وتنظيم الانتخابات...مماانعكس سلبيا على القطب الاشتراكي وساهم في تفكك الاتحاد السوفياتي بعد سنة 1989.
خاتمة عامة: شهد ت العلاقاتالدولية خلال فترة مابعد الحرب العالمية الثانية والى غاية سنة 1989 توترا وانفراجا،بسبب التنافس العام الذي ساد بين القطبين الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفياتي،والغربي الرأسمالي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية،ومع نهاية سنة 1989 شهدالاتحاد السوفياتي تفككا كاملا ،وعرف العالم نظاما عالميا جديدا يتميز بنظامالقطبية الأحادية الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.