المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جناية أدونيس


zakharbrahim
31-03-2008, 18:49
جناية أدونيس
(http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=56570#)
بقلم: منذر مصري ([email protected]?subject=الحوار%20المتمدن% 20-جناية%20أدونيس&body=Comments%20about%20your%20article%20%20http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=56570)
(قبضوا عليهما بالجرم المشهود، كانت شعرةٌ من شاربه عالقةً على شفتها العليا).
بذات الجرم، مع تغيير طفيف بتفاصيل المشهد، قبضت على أدونيس... كانت خصلةٌ من لحية البخاري عالقةً بين أصابع يده اليمنى!؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما أراد الدهّان، بدل الرسام، أو الفنان التشكيلي، كما يقترح توفيق الصايغ أن نترجم كلمة : ( بينتر* ) السوري أحمد عائشة العائد منذ سنتين أو أكثر من قبرص، حيث جنى ثروة لا بأس بها من رسم اللوحات ودهن البيوت بالفعل، أن يرمم البيت الخربة الذي ابتاعه في حي الباب الأحمر في حلب. كلفني، لأنه خصني بالجانب الشعري وهو الجانب الفني في صداقتنا نحن الاثنين، أن أختار له سطوراً متفرقة لثلاثة شعراء عرب، يرى أنهم يمثلون المراحل الثلاث في تاريخ الشعر العربي من بدايته لنهايته، القديم والحديث وما بعد الحداثة، وهم المتنبي وأدونيس و... منذر مصري!!؟؟ لماذا لا، قلت في نفسي، كل أمرئ حرّ في أن يفكر بما يشاء كما يشاء، ويصنف ما يشاء كما يشاء، فكيف إذا كان هذا المرء هو أحمد عائشة، وما أدراك من هو أحمد عائشة**!؟ كي يخطَّ أبيات المتنبي باللون النيلي على زنار أبيض من البلاط المزجج داخل الغرف، أما أشعار أدونيس وأشعاري فسوف يحفرها على حجارة الأقواس والجدران الخارجية!؟ الأمر الذي أضطرني أن أعود للكتب التي أحبها من كتب أدونيس: (اغاني مهيار الدمشقي) أحدها بالتأكيد، ولعدد أحتفظ به من: (كتاب في جريدة) عن المتنبي، إعداد أدونيس أيضاً. فلست من حفظة إلاّ القليل القليل من الشعر!! حتى شعري، بتّ لا أستطيع أن أتذكر منه شيئاً، إلاّ بواسطة مناسبة ما تساعدني على استعادة سطر أو مقطع له علاقة بها.
غداً، إذا زار أحدكم قلعة حلب خلال رحلة مع أصدقاء أو ضيوف أجانب أو مع جمعية العاديات التابعة لمدينته، وأحب أن يرى بيت أحمد عائشة في حي الباب الأحمر، في الجهة الشمالية الشرقية منها. الأمر الذي سيسر أحمد، أضمن لكم، يستطيع أن يقرأ: (كان عليّ أن أرمي بها إلى أحضان الآخرين لأعود وأشتهيها) بأحرف حجرية نافرة وبطول يزيد عن /3/ أمتار، وهي تطل على صحن الدار. ولكنه لا ريب سيكون قد قرأ قبلها، تماماً على قنطرة التي يفتح عليها الباب الخارجي: (خُلقتِ من ضلعٍ ولن تستقيمي: وها أنا أستمتع باعوجاجكِ الكريم). الأولى لي، والثانية، البيت الشعري الموزون والمقفى لأدونيس، كما هو واضح. وقد انتقيته من كتابه: (احتفاءً بالأِشياء الغامضة الواضحة) الصادر عام 1988 عن دار الآداب، صفحة /78/ السطران الأخيران.
وتشاء الصدف، لاحظوا مقدار البراءة في هذه العبارة، أن أقرأ على التوالي كتابي زكريا أوزن: (جناية سيبويه) 2002 و(جناية البخاري) 2004 الصادرين عن دار الريس في بيروت. أذكر ذلك لأنهما قُدما لي مع كتب عديدة من مكتبة الدار كضيافة ثقافية، فإذ بي أقع في (جناية البخاري) صفحة /166/ على الحديثين الشريفين التاليين:
1- عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال: (المرأة كالضِلع إن أممتَها كسرتَها، وإن استمتعتَ بها استمتعتَ بها وفيها عوج).
2- عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال: (... واستوصوا بالنساء خيراً فإنهن خُلقن من ضلع، وإن أعوج شيءٍ في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج).
ولا حاجة لتبيان كيف قام أدونيس، الصائغ الأمهر، بجمع هذين الحديثين الشريفين معاً في سياق واحد، مستفيداً من المعنى المباشر وغير المباشر والمفردات والتراكيب وكل شيء، حتى أنه حافظ في مطلع البيت على فعل (خُلق) في صيغة الماضي المبني للمجهول، بعد تحويله من (خُلِقن) إلى: (خلقتِ) عملاً بعنوان إحدى مجموعاته الشعرية، إن لم أقل بشعاره: (مفرد بصيغة الجمع). كما أنه لا حاجة للدفاع عن حق الشاعر، الذي يحقُّ له ما لا يحقُّ لغيره، في أمور كهذه، وخاصة بالنسبة لخازن كبير من خزنة التراث العربي الديني والأدبي، وأحد الجناة العتاة في الثقافة العربية، كأدونيس. أما بالنسبة لي، فأنا لم أت على ذكر ما أسميته: (جناية أدونيس) غلى غرار (جناية سيبويه) و(جناية البخاري) إلاَّ باعتباره من لطائف الأدب. لكنه من الهام أيضاً أن ننتبه، كيف أن شاعراً حداثياً عربياً، معروفاً بآرائه الطليعية من قضية المرأة والحرية والمساواة وبقية قضايا العصر، يلتقط هذا الكلام ويعيد صياغته دون أن يأبه لمضمونه الاجتماعي، الذي كان اعتراض زكريا أوزن منصباً عليه. لا بل أن أدونيس يزيد على هذا الاعوجاج بوصفه: (الكريم)! ذلك أن الشعر، بعرفه، وبعرفي أيضاً أعترف، يقطع مع كل هذه العموميات، سلباً وإيجاباً، ويجب أن يفهم بآليات تفكير أبعد، وفي طبقات أعلى وأعمق، كما يؤكد كبار نقاد الشعر، العرب وغير العرب، من أبي قاهر الجرجاني إلى مارتين هايدجر. وفي النهاية.. نعم.. نعم، ممتع، وكريم، هذا الاعوجاج الربّاني في المرأة، من رأسها لأخمصي قدميها، مروراً بكتفيها وثدييها وخصرها وفخذيها. في عالم كل شيء فيه مرسوم بالمسطرة، الشوارع والبيوت والسماء والبحر والأفق، في عالم صنع آلات لقياس لحب والنشوة والفرح بالديزيم والميلي الأمبير، في عالم التشابهات والتماثلات، في عالم القوالب الجاهزة، في عالم التكرار والاستنساخ، يحتاج الأمر شاعراً، شاعراً حقيقياً، من مستوى أدونيس، ليدرك المعنى الرائع لهذا الاعوجاج، فيباركه! وكما يوماً كتبت، منذ /25/ سنة تقريباً، عن المرأة التي أدين لها بكل شيء، وأرجو أن لا يفهم هذا على أني أمرره دون أن يشعر به أحد كدليل على أني شاعر حقيقي أيضاً: (في عالم ضائع بالحسابات الدقيقة، لا أحد يستطيع أن يدرك ما تحاولين إثباته بأخطائك الرائعة).
ما لم أذكره لكم، وعلي أن أستدركه، لا محالة، كي لا تكتشفوا كذبي إذا حدث وزار أحدكم بيت أحمد عائشة، ورغب أن يطلع شخصياً على المعجزة الصغيرة التي حققها أحمد في تلك الخربة. هو أن أحمد قد أبدل الكلمة الأخيرة من بيت أدونيس: (الكريم) فصارت: (اللئيمي) وبياء في نهايتها، كما ستلاحظون، لا يمكن تبريرها بأي طريقة، سوى أن أحمد عائشة حرٌّ بأن يكتب على جدار بيته الكلمة التي يشاء كما يشاء، وحرٌّ بأن يختار لنفسه المعنى الذي يشاء كما يشاء، تعبيراً عن حقيقة اعوجاج المرأة، حسب معرفته الشخصية، وخبرته مع نساء كثيرات كثيرات..

zakharbrahim
05-04-2008, 12:06
ولا تعليق
على العموم شكرا على المشاهدات

mahdar
05-04-2008, 12:13
والله يا اخي مساهمة طيبة ....شكرا على كل حال

zakharbrahim
05-04-2008, 13:25
لا شكر على واجب اخي mahdar

zakharbrahim
31-03-2009, 04:06
أرجو أن يستفيد الجميع

احمد امين المغربي
31-03-2009, 09:54
الإستفادة حاصلة سيدي والإمتاع محقق ....لك نسيم الصباحات

أبو المعاني
31-03-2009, 12:16
مشاركة طيبة .
لك جزيل الشكر.
تحياتي

zakharbrahim
26-04-2009, 21:54
الإستفادة حاصلة سيدي والإمتاع محقق ....لك نسيم الصباحات
شكرا لك أخي أحمد أمين
في انتظار مساهماتك

aborayaan
26-04-2009, 22:18
شكرا على الموضوع الشيق.
تحياتي

zakharbrahim
26-04-2009, 22:31
شكرا على الموضوع الشيق.
تحياتي

لا شكر على واجب أخي الكريم
شكرا لك بدورك على المرور الطيب

mahdar
26-04-2009, 23:24
هذا النص متميز سبق لي الاطلاع والتعليق عليه....ينقل الى متفرقات ادبية وشكرا لصديقنا ابراهيم

zakharbrahim
27-04-2009, 08:52
هذا النص متميز سبق لي الاطلاع والتعليق عليه....ينقل الى متفرقات ادبية وشكرا لصديقنا ابراهيم
لا شكر على واجب
أخي mahdar
تحياتي