المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطريق إلى وجدة / صنف أدب الاسفار


tijani
08-09-2008, 15:13
الطريق إلى وجدة..

ما كاينْ غيرْالشيح الريحْ

- غدﱠ مع ستﱠ ديال الصباح غدي يقلعْ
هذا ما صرح به موظف وراء الشباك بالمحطة الطرقية بميدلت، وكنت سألته عن الحافلة التي ستقلني الى وجدة ..العاصمة الشرقية للمملكة . حضرت وأسرتي بنصف ساعة قبل الموعد ، بعد أخذ التذاكر ووضع متاعنا في المقاعد الأمامية ، جلسنا على المقاعد الخشبية ننتظر ..كنت من وقت لآخر انظر إلى ساعة المحمول ..أسترق النظر إلى مقعد السائق مستعجلا ..صرت أحرص على حساب الدقائق ..الثواني ..ما أثقل لحظات الانتظار !
بدأ الوقت يتمطط كأفعى ... الزمان صار يزحف كسلحفاة هرمة ..أخيرا رأيت السائق يأخذ مقعده بعد نصف ساعة ، صعدنا ونحن نتنفس الصعداء ..مواعيد عرقوب ، رددت حانقا في نفسي .
وأنا أدخل ، وجدت أحد الركاب قد جلس مكاني ، طلبت منه بلطف إخلاء المقعد
"ها الصاك ديالي أخويا ..واش ماشتيهش ؟ "
نظر إلي في صمت وهو يبحث في جيبه ، بعد برهة أشهر في وجهي تذكرته الصفراء الصغيرة :
"أنا عندي فالورقه ديالي النمره 3 ..شوف شحال النمره ديالك ؟ "
صعقت ..أرقامي غير ذلك ..ما هذا القانون الذي لا يـُعمل به إلا هنا ؟ وهل فعلا كان الركاب عيونهم على الأرقام ؟ طبعا لا .. ما حكاية الرجل ذي الدم البارد إذن ؟ يا إلهي ماذا أصنع ؟ وهل أطيق الركوب في الخلف ؟ أنا بالكاد أصبر على خمسين كيلومتلرا أو حتى مائة ..فكيف لي بتسع ساعات من السفر بالتمام والكمال ؟ بل أنى لإلياسي الصغير ذي السنتين أن يتحمل ؟هرعت إلى مساعد السائق أستفسره عن حكاية الأرقام ، لم يستطع ان يفعل شيئا ..وتحت إلحاح مني أو على الأصح التوسل ، تركني أجلس في مقاعد أمامية يمين السائق بعد أن أفرغها من أكياس فارغة.

كانت الحافلة تنهب الطريق ..الركاب صامتون في ذلك الصباح ، " الكارسون " كان مشغولا بفحص التذاكر ..كنت أمني النفس بالتفرج على الطبيعة الخلابة وتعرف كل الدواوير والمدن التي لم يسبق لي أن رأيتها ..الجو معتدل للغاية هذا الصباح . رفعت رأسي قليلا ، بدا لي تلفاز متوسط الحجم هامدا كقطعة حديد صدئة ..مطمورا في إطار حديدي لا يظهر منه غير الصفحة الزجاجية ، تساءلت في نفسي: إلى متى هذه الشكليات ؟ لم تضعونه هناك أن كنتم لا تشغلونه ؟ ثم طفقت أنوا ع وألوان من الشكليات الأخرى تطرق رأسي : ممنوع التدخين ..خاص بالراجلين ..المذكرات الوزارية التي تصل متأخرة ..النقط التي نغدقها على التلاميذ بكل كرم أريحية.. الامتحان الموحد للسنة السادسة الذي لا يكاد يمر من غير التفاتة طيبة من طرف المعلمين وأحيانا على السبورة .. المشاريع الورقية والانجازات المغشوشة .. شكليات وشكليات لا حد لها ولا حصر ..
التفت مرة أخرى جهة البسيطة التي تبدو تعدو إلى الخلف ، كانت قاحلة ..مساحات شاسعة قاحلة ، منذ ساعات والأرض هي الأرض .. غيرْ الشيحْ ألريح ْ .. وديان كثيرةكانت تعبر الطريق ، تاركة وراءها ذكرى جريان أنهار يوما ما ..أنهار كانت مياهها تجري متدفقة ، فتدحرج الأحجار المختلفة التي أصبحت الآن على شكل أقراص وكرات ومستطيلات ملساء ..ذكرتني هذه الوديان العقيمة بمشكلة ارتفاع حرارة الأرض أو ما يسمى بالانحباس الحراري ، وتذكرت أمريكا ، الأخطبوط الصناعي الذي رفض التوقيع مع باقي الدول المصنعة على محاربة انبعاث الغازات السامة .. تطور وأنعمْ به من تطور ؟ صناعات هناك و.. وأعاصير وجفاف هنا .. تنعـّم وبذخ هناك و .. وأوجاع وآلام هنا...
- عاعاعاءءء........- بترقيق العين -
التفت إلى إلياس الصغير وهو يتقيأ، تهب الأم الحنون تمسح وتمسح ..تسرع فتضع كيسا بلاستيكيا – ميكة – تحت ذقنه تحسبا لحالة أخرى ...كانت عيناه الصغيرتان تدوران في محجريهما ..إنه مثلي تماما ، لذلك لم أنس تناول حبة " نوتامين " المقاومة للدوخة ، أما هو فلم أعلم أنه يعاني مما أعانيه ، مسكين ..أكيد سيقاسي كثيرا طوال هذه المسافة ..وهل أنسى يوم كنت استقل الحافلة أيام الجامعة من مدينتي الصغيرة " القباب " حتى مكناس ؟ هل سأنكر أني كنت أعاني من الدوار طوال المسافة ؟ .. أني أظل أشعر برغبة شديدة في القيء لكن لا أتقيأ لأني أبقي معدتي فارغة ..من يراني يحسبني أحتضر في صمت ..هل أنسى أني كنت أتمنى لو تتوقف الحافلة لأتم الطريق مشيا على الأقدام ؟ غافلتني ابتسامة خفيفة وأنا صامت أتذكر .. فقد كنت وقتها لا أعرف أن هناك شيئا اسمه " نوتامين " يباع في الصيدليات ! وجدت نفسي أترحم على النصارى الذين يخترعون ويصنعون .. يجدون حلولا فعالة لكل المشاكل مهما كانت ..من مكوك الفضاء مرورا بالصواريخ إلى ورق المرحاض، أما أحباؤنا " عـِْربـّانْ " فلا ينتجون غير الكلام والخلاف ... ولا يخترعون غير الحروب على الحدود المصطنعة أيام الاستعمار .. ولا يتقنون غير النهب والسلب والضحك على الذقون ..
-عاعاعاءءءء.........
تقيأ المسكين مرة أخرى ..سال السائل على صدره .. لم يكن الكيس البلاستيكي في الوضعية المناسبة ، مال برأسه الصغيرة واتكأ على صدر أمه في ذهول وصمت ..كانت الموسيقى المتقطعة قد بدأت للتو ، نظرت إلى الأمام ، لاحت لي منازل حديثة ، إنها مدينة ميسور ، وبعد مسافة مشابهة للأولى، ولازالت الأرض القاحلة هي هي ، وصلنا مدينة كرسيف ، نزلت ، أخذت إلياس بين أحضاني ليشم الهواء ، ارتأيت أن أشتري له عصير ليمون بارد لعله بذلك يسترد أنفاسه ، كان يشعر بعطش شديد لما شربه دفعة واحدة ، مسكين .. فقد كان أشبه ما يكون بوردة ذابلة .. ارتخت أهدابه وخارت قواه وخرس لسانه وهو الذي كان يتحفنا بضحكاته وكلماته الغريبة .. أخذت بيده وقفلت راجعا ، ثم ....... عاعاءءء.... كان السائل الأصفر قد سبقني فصبغ الحذاء والإسفلت ، أخذته وأجلسته جانبا ، طفق ينظر إلى الشارع الملتهب بعينين زائغتين .. ينظر إلي في صمت ..يحني برأسه عليّ .. أحسست بالندم على هذا السفر ..

انطلقت الحافلة بعد وقفة قصيرة ..كانت تسير ببطء ، السائق عيناه على كل يد تلوح هنا أو هناك ..المساعد لا يني يصيح وجدة ..وجدة ..! منذ البداية وهما لا يتوقفان إلا لأصحاب المسافات الطويلة ، أما أصحاب الطريق فلهم الله ! كنت أعلم – إن صح ما عندي من علم – أن خمسة عشر في المائة من المقاعد يجب أن تخصص لأصحاب الطريق والمسافات القصيرة ، لكن الذي أعلمه وهو علم صحيح هذه المرة ، أن لا أحد يعمل بهذا القانون خاصة في أوقات الذروة كأيام المناسبات والصيف .. انتبهت لسرعة الحافلة الآخذة في الازدياد ، أخذت أجوب المنطقة بعينين جائعتين لعلي أجد ما يسرّ الناظرين .. وغافلتني ابتسامة مرة أخرى حين تذكرت قول أحد الأصدقاء : عندما أسافر في تلك الطريق ، فإني أنام .. ليس هناك ما يستحق متعة النظر على الإطلاق ..ما كاينْ غيرْ الشيحْ ألريحْ ! لا حقول ..لا جبال ..لا منازل ..لا غابات..لا دواب ..لا بساتين إلا القليل القليل ، انه المغرب غير النافع كما كان يقول المستعمر الغاشم .
- ماما ! تي ! ماما ! تي..
عمدت إلى قنينة " سيدي علي " صغيرة ، ناولته إياها ، تلقفها في لهفة .. شرب إلى حدود النصف . كنت أتأمله بكل شفقة وحنان .. لم يعد حيويا كالعادة .. اغرورقت عيناي فجأة ثم .... عاعاعاءءء... طار الماء من فمه للتو كنافورة صغيرة ، رش ثيابي .. ألقى نظرات باهتة .. نظر إليه الجيران وهم يرثون لحاله في صمت .. أمسكت به أمه وضمته إليها .
بعد وصولنا وجدة ، مرورا بتاوريرت ثم العيون ، تنفسنا الصعداء .. وشعرنا كأننا ولدنا من جديد ..

المهرجان الدولي للراي

ولأني أرى وجدة لأول مرة في حياتي ، فقد انتبهت إلى بعض المصطلحات المحلية : رْواحْ اللهنى .. ألف دُورُو .. واه ْ.. ولأن وجدة تصادف هذه الأيام المهرجان الدولي للراي ، فقد كانت لها نكهة خاصة ، وموعدا خاصا بالموسيقى .. لذا حرصت على حضور الحفلين الأخيرين 25و26 من صيف يوليوز ..الناس كانوا كالدود ..جمهور غفير كان يحج الى الساحة الواسعة ، حاملين الكراسي البلاستيكية للجلوس عليها عند التعب من الوقوف ..أما الطبقة العليا فتوجد في الأمام وعلى كراسي وثيرة بالطبع .. نساء .. رجال ..أطفال وشباب من كل الأعمار ..الكل حريص على الحضور وأحيانا الحضور المبكر لتأمين التواجد في الصفوف الأمامية .. شاشات عملاقة مستوردة طبعا منتشرة هنا وهناك ..وموسيقى صاخبة تكاد تثقب الآذان ..تساءلت في مرارة : ترى لو تعلق الأمر بندوة فكرية .. أو محاضرة ثقافية أو درس ديني .. أو أمسية شعرية .. هل كان الجمهور سيبلغ هذا العدد الهائل ؟ !
التفت حوالي ، كان الشباب الضائع يرقص ويرقص .. يرقص بلا توقف.. شباب أراه يرقص على أنغام موسيقى الراي الصاخبة ، بعد تجرع ما تيسر من الخمور الرخيصة .. وتذوق بعض الحشيش وحبات القرقوبي .. حالات الخصام و.. والسقوط على الارض ..والصيحات المفاجئة ..والتحرش المفضوح بالفتيات ، يؤكد ذلك ..
عندما تناول رشيد الوالي – الممثل المعروف – الكلمة للترحيب بالجمهور والفنانين ، قال ضمن ما قاله وهو يسأل الجمهور بهدف التنشيط :
- واشْ راكمْ مْحـيّحـِـينْ ؟ ارتفع صراخ بلغ عنان السماء : واااااااااااامحيحيييييييييييين !
لغة " التحياحْ " هي السائدة هنا .. في هذا المكان بالذات وفي كل مكان يشبهه ..قلت في نفسي : انتم معشر الفنانين دائما محيحين ، وهذا الشباب الضائع هم كذلك محيحين ..أنتم محيحين لأنه لا ينقصكم شيء ..وهؤلاء محيحين لأنه ينقصهم كل شيء .. وشتان بين هذا " التحياح " وذاك " التحياح " !
عند العودة من الحفل الذي لم ينته بعد ، لاحظت أن محطات البنزين مغلقة .. لا سيارة واحدة تتوقف من أجل التزود بالوقود ، رابني الأمر ، سألت رفيقي الوجـْدي عن السبب اليقين ، أجابا ضاحكا : هي لا تتعامل إلا مع " البـّانْ " دالمخزن صافي .. أقصد البلديات والجماعات .. وبعض الغرباء أمثالك لو كنت تملك سيارة ، لتعلمْ أن جميع السيارات هنا تستعمل " ليسانس " فقط المهرب من الجزائر طبعا ،، لأنه يباع هنا بخمسة دراهم وأحيانا أربعة للتر الواحد .. ولا يهرب الوقود فقط ، البضائع المهربة لا تعد ولا تحصى ..

الوجديون لا يبكون موتاهم

في اليوم الموالي خرجت لصلاة العصر في مسجد قريب ، كنت أسير بمحاذاة الجدران لتفادي أشعة الشمس المحرقة ما أمكن ، وسط الطريق لاحظت حركة غير عادية في أحد الدور المكون من طابقين ، رجال متجمعون هنا وهناك ..نساء في المرأب الذي فتح بابه عن آخره ، يعدن الطعام .. دخول وخروج وأطفال يلهون بكل براءة ، قلت في نفسي : لعله استعداد لعرس ما ..لكني عدت وطردت الفكرة من ذهني ، فأنا لا أسمع شيئا من أهازيجهم وأغانيهم ..وكم كانت دهشتي كبيرة عندما علمت أن صاحب الدار في ذمة الله ..إنا لله وإنا إليه راجعون، قال أحد رفاق الهالك بباب المسجد بعد الصلاة ، لقد لفظ أنفاسه بالمستشفى هذا الصباح بعد مرض مفاجئ ، أضاف نفس الرجل ، تصوروا ! لقد صلى الفجر هذا اليوم وكان بصحة جيدة . .. ثم رافعا سبابته نحو الأعلى أردف : لا حول ولا قوة إلا بالله.
قفلت راجعا وأنا أستغرب .. أيموت الرجل ولا أحد يبكيه بدمعة واحدة ؟ لا أحد يودعه ولو
بصرخة مخنوقة ؟ هل يعقل هذا ؟ أين الأهل والولد ؟ أين الأصحاب وعشرة الملح ؟ هل جفت القلوب أم هل تحجرت العيون ؟ هل هذا ما يكون بين الحبيب والحبيب والهالك والقريب ؟ مرة أخرى طردت هذه الهواجس من قلبي وقلت ، لعلها حالة خاصة بهذه الدار وأهل الدار ، لكن رفيقي وزوجته أكدا لي بأن هذا يحصل في جميع الحالات .. لقد عاينا حالات وفاة كثيرة ، ودائما لا يكون غير الصمت والهدوء .. لا بكاء ..لا صراخ ..علقت في شيء من الغضب : نعم هم مصيبون في عدم الصراخ وشق الجيوب ولطم الخدود ، لكن
أين دمع العيون ؟ أين حرقة القلوب ؟ أم لهم قلوب بلاستيكية مستوردة أو حتى مهربة ؟؟
-----------------------------------

ملحوظة : لان أدب الاسفار كثيرا ما ياتي قريبا من فن القصة ، فقد ارتأيت إدراج هذا العنوان هنا

زايد التجاني / بومية / ميدلت

العياشي أفحام
08-09-2008, 15:50
تصوير رائع للأحداث في تسلسل بديع . عشت معك واقع السفر المر ، مرورا بشح الطبيعة ، وصولا الى وجدة . وكنت منصفا لما سمحت لي بالقاء نظرة استكشافية على أفراح أهل المدينة ، وفي نفس الوقت التعرف على أسلوب العزاء كجانب من أحزانهم .
شكرا لك .

نورالدين شكردة
08-09-2008, 15:51
وفقت/بضم الميم/وفقك الله..والله يا أخي انفطر قلبي لمعاناة الصغير..
نصك هذا اكد لي مدى قدرتك على السرد ومدى تمكنك من تحويل النص المقروء إلى نص معروض على شاشة العين الصغيرة ودونما تحيااح ...بل بدهاء ادبي قلما له مثيل
دمت مبدعا ّأخي زايد وتهلالي فالوليد...شوف فاول ترقية فكر فالطوموبيل لا غير/هذا بالطبع إذل لم تكن في حوزتك/

أم ايمان
09-09-2008, 12:41
قرأت الموضوع عندما انزلته وارجأت الرد حتى يتوفر لي الوقت الكافي
أعدت القراءة بامعان فكانت لي هذه الملاحظات :


لقد تكلمت عن الطريق و السائق و الكارسون و بعض الركاب و عن نفسك و عن ابنك الياس حفظه الله لكنك اهملت اهمالا مجحفا الام كلما اتيت على ذكرها تقول ام الياس و لم تتعب نفسك بقول:زوجتي او رفيقة دربي او ........ لم تقل ان اتعبها السفر ام لا .....عاملتها في قصتك و كأنها غير مهمة......و كانك لا تعرف الا انها تحمل اليلسا...
وان كنت احترم رشيد الوالى الا انني اعتقد ان الممثلين المغاربة هم من اتعس المغاربة او التحياح ديالهوم خاوي غير المظاهر او السلام دون ان ننسى ان اغلبهم منغمس في المسكرات و المخدرات
أفدتنا يا اخي بما جاء في موضوعك من معلومات عن الطريق من ميدلت الى وجدة و عن بعض عادات الوجديين
ثم اخيرا لا تنسى ان تشتري سيارة عند اول فرصة متاحة رحمة بالياس و ام الياس و الكاتب

كانت قصة رائعة مفيدة اتتبع جديدك دائما

tijani
09-09-2008, 14:34
شكرا أخي العياشي وأخي نور الدين
سعدت بمروركما وفرحت بتعليقكما اللذان يحيلان على حس أدبي رفيع .

أما أنت يا أختي ايمانة ، ثقي اني لم تكن عندي نية الاقصاء والتجاهل ، لان الحديث كان عن السفر وليس عن الزوجات ، وذكرت حالة الطفل لانه فعلا عانى كثيرا فأثر في ذلك كثيرا ، لدرجة أني ندمت على ذلك السفر .
اما الزوجة فعلى راسي وعيني .
اما عن السيارة فاني لا زلت أحمل حلمها ..لكن ما العمل ؟ لم تسمح الظروف بعد .

تحياتي

الزبير
09-09-2008, 22:20
شكرا على اشراكنا هذه التحفة

tijani
14-09-2008, 17:51
مشكور أخي الزبير على القراءة والتعليق

أعتذر عن التأخر فقد كنت غائبا عن الدار وأهل الدار

تحياتي

محمد معمري
25-09-2008, 23:35
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم، لعلها رحلة شاقة، إلا أنها مفيدة؛ وها أنت ترى قد ولّدت في نفسك مشاعر معاني الحياة...
أخي الكريم، إن عدم البكاء على الميت ليس حقيقة، وليس بظاهرة.. ربما قد صادفت حالة من الحالات النادرة.. واعلم أن هناك من الناس لا يبكون موتاهم ليس في وجدة فحسب، وإنما ربما في العالم الإسلامي.. وهذا لا يرجع لقسوة القلب، وما شابه ذلك مما يُذم، بل هو راجع إلى قوله، سبحانه وتعالى:
* الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. [سورة البقرة - السورة: 2 - الآية: 156].
* لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وأن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور. [سورة آل عمران - السورة: 3 - الآية: 186].
وبالتالي، هؤلاء يصبرون على كل مصاب، وعلى كل بلاء.. إذا ليست عادة الوجديين، وليست ظاهرة، ولا من الأعراف والتقاليد، وإنما هي خاصة بالصابرين إن صح التعبير.. ومن قال غير هذا فلا حجة له، وافتراء باطل...
** الناحية الشرقية هي ناحية عرفت التهميش منذ زمن.. وبقيت هذه المنطقة تسمى المنطقة المتخلفة في بلد التخلف...
* * من مواد العيش لهذه المنطقة: التهريب لفئة عريضة من الساكنة التي تتجاوز مساحتها الاجمالية 500 كلم مربع.
** فئة عريضة من هذه الساكنة أمية؛ كما يطغى الجهل بصورة واضحة...
** الوجديون الأصليون فئة مثقفة.. أغلبهم يعيشون في الهجرة...
** سكان وجدة حاليا أتووا من القرى والأرياف، من الحسيمة وأقاليمها، والناظور وأقاليمه، وبركان وأقاليمه، ، وتازة وأقاليمها، وتاوريت واقاليمها، والعيون وأحفير وجرادة وتوسييت، وبوعرفة، وفجيج.. إن سكان وجدة الآن مزيج من المدن المجاورة والقرى والأرياف...
وفي الأخير، الحديث يطول على هذه المنطقة ولا أظن أن مقالا واحدا يكفي للحديث عن هذه المنطقة...

maestro
25-09-2008, 23:53
شكرا اخي على هذه الرحلة الممتعة الى جوهرة الشرق وجدة.
وصف دقيق وسرد مميز. وواقعة تعبر عن مدى المعانات التي نعانيها ونحن مسافرين عبر حافلات الموت. التي اصبحت تنقلب دون صبق اصرار. لقد اصبح السفر عبر الحافلات مزعجا بعد ان كان مطمئنا. اذا وصل المسافر الى محطته النهائية يجب عليه اعادة التسمية لانه بقي ضمن الاحياء. نتمنى للمسؤولين اتخاذ الاجراءات اللازمة للحد من ازهاق ارواح الابرياء عبر حافلات الموت.
شكرا اخي على مشاركتك القيمة وحمدا على سلامتك.

tijani
26-09-2008, 17:39
شكرا أخي مايسترو على المرور الطيب

أخي علاوي ، أنا أتفق معك فيما يتعلق بالصبر على المصاب ، الاسلام ينبذ لطم الخدود وشق الجيوب ، لكن الذي لاحظته شيء آخر ، أنهم لا يبكون بمجرد دمع العيون ..لقد كنت امر بقربهم ..رأيت الامور تسير بشكل هادئ جدا ..وهكذا سمعت من قريب لي هناك ..قال بأنهم لا يبكون حتى مجرد البكاء ..ربما تكون حالات خاصة نصادفها ..ربما ..