المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ظاهرة العنف ضد النساء في المجتمع العصري


صـــقـــــر المنتـــــدى
30-05-2007, 19:50
ارى أن سبب هذه الظاهرة في وقتنا الحاضر يعود إلى تطور وضع المرأة في بعض النواحي، كإقدام النساء على التعليم والعمل، في الوقت الذي بقيت مفاهيم تقليدية لم ترقي الى هذا المستوى من التطور الذي حصل في وضع المجتمع الاماراتي، فخشية الرجل من التغيير الذي قد يطرأ على شخصية الزوجة نتيجة خروجها للعمل يجعله أمام تحديا مع نفسه ومعها خاصة وأنها أخذت تساهم في الإنفاق على الأسرة وتحقق لها شيئا من الاعتداد بالنفس، وبالتالي الاستقلالية في اتخاذ القرارات، وعندما تطالب المرأة بحقوقها هذه وتحاول ممارسة إنجازاتها هذه، يحدث الصدام، ويحاول الرجل، عن طريق استعمال قوته الجسدية، واستعمال وسيلة الضرب، العودة للصيغة القديمة في العلاقة بين الرجل والمرأة تلك الصيغة التي تؤكد تسلطه كرجل وتبعيتها له كامرأة . فمن خلال تجربتي مع الحالات الاسرية التي تعرضت خلالها للعنف الأسري لاحظت أن ابرز اسباب العنف:-

http://www.jakouiller.com/share/violence%20femmes.jpg

النمط الوراثي، فالسلوكيات معظمها تنطلق من طبيعة النمط الغالب على الشخص، فهنالك النمط A الذي يتميز بالعدوانية والقوة وسرعة الانفعال والغضب، فهذا النوع من الاشخاص شديد الحساسية اتجاه نفسه والآخرين، فهو دائم الانفجار، يثور لأتفه الاسباب ويغضب لأقل مشكله تحدث، لايستطيع احد أن يتفاهم معه بهدوء، ففي الدراسات التي أجريت بجامعة نيوكاسل البريطانية عن الارتباط بين النمطية والسلوكية وجدوا أن 71% من الأشخاص ذو النمط A غالبا مايكون في حديثهم شيئا من العنف اللفظي أو الفعلي في التعامل مع الاخرين عندما يعاقر الزوج المسكرات والإدمان على الخمر والمخدرات، فإنه ينسى نفسه ولا يدرك ما حوله، بل لا يفرق بين الإنسان والحيوان، فمن الطبيعي جدا أن نرى الرجل السكران يتصرف بأي تصرف دون وعي لما يفعل، الشعور بالنقص والاقتناع بضعف الشخصية نتيجة التنشئة الخاطئة التي تلقاها الزوج أثناء الصغر، ناهيك عن البيئة السلبية والاضطرابات النفسية الموروثة من الوالدين، البطالة والفشل في الحياة العملية مما تنعكس على حياته العائلية، فتجد الزوج يفرغ كل انفعالاته الداخلية بالاعتداء على جسد ضحيته أو أبنائه. عدم النضج العاطفي والإنساني فترى الزوج جاف الطباع متبلد الإحساس اتجاه زوجته، يغلب على تعامله الجفوة وعلى أسلوبه القسوة، حاد الطباع صعب الإرضاء، ضعف الوازع الديني والابتعاد عن دين الله تعالى وسنة نبيه في التعامل مع الآخرين، وخاصة الزوجات. سوء استخدام سلطة الرجل وقوامته على المنزل، والفهم المرتكس لمعنى الرجولة وتفسيره على أنه مجرد صراخ وسيطرة وضرب، الأمراض النفسية التي تسبب الاضطرابات لدى الزوج وتتولد عنه العصبية، فالزوج المصاب بمرض السادية منذ صغره ينشأ والعصبية تلازمه في تعامله، والآخر المصاب بمرض السيكوماتية كذلك يتصرف بشيء من القسوة والقهر، بل نجد بعض الأزواج من لا يطيق الحياة الزوجية ويرى انه قد تورط بهذا الزواج، فيكره زوجته ويتضايق من بيته ويحس بثقل المسؤوليات الملقاة على عاتقه، طبيعة التربية التي تلقاها الزوج أثناء المرحلة الأولى من حياته، فكثيرا من الأباء والأمهات لم يستطيعوا أن يغرسوا التربية السلوكية السليمة للتعامل مع المواقف والأحداث، وخاصة الأطفال الذكور منهم، فالأب يخشى التنشئة التي سيغدو عليها الابن مستقبلا لأنه يريد أن يكون رجلا شجاعا وقويا ومعتمدا على نفسه في تصريف شؤونه، فيغرس فيه منذ صغره بعض السلوكيات التي يعتقد أنها ستساعده على تحقيق ذلك فينشأ الطفل بطريقة تجعله لا يفهم أية مشاعر ما عدا الغضب والصراخ، فتتعطل لديه كل المشاعر العاطفية الأخرى، وتتجمد نتيجة إهمالها، فالبكاء محرم على الولد ولكنه مسموح للفتاة، والضعف ممنوع عند الولد ولكنه مسموح للفتاة، والخوف ممنوع عند الولد ولكنه ومسموح عند الفتاة، وغيرها من السلوكيات الأخرى، فعندما يشعر الولد بالضيق والتوتر والقلق فلا يعرف تصريفها إلا عن طريق الغضب والعنف وينفجر غيظا في أي موقف يتعرض له . فقد أثبتت الدراسات بأن حوالي 67% من الأزواج الذين يستخدمون العنف ضد زوجاتهم، قد رأوا آباءهم وهم يضربون أمهاتهم أمام أعينهم أثناء الصغر، المفهوم الدائم يشعر بعض الازواج نتيجة للأعتقاد المتراكم من نصائح الكثير من الرجال، بأن القسوة وتعليق السوط في المنزل واستخدام لغة القوة، أداة رئيسية من لوازم المنزل، يجب استخدامه في المنزل لفرض الهيبة والسلطة على الزوجة والابناء، لكن قد ينعكس تطبيق هذا المبدأ عكسيا على استقرار الأسرة، خاصة اذا لم تؤدي عملية التوازن المهاري كالحوار والمحبة والمرح وغيرها من المعاني التي تعمل علة توازن تلك المعطيات، فالزوجة عندما ترى زوجها لا يستخدم سوى لغة العنف والقسوة فإنها في النهاية سوف تتمرد نفسيا على تلك المعاملة هذه وكذلك يفعل الابناء . فهذه الفكرة السيئة التي يحملها البعض من الرجال ضد النساء، التصور القاتم لتلك الشريحة من الجنس الآخر، فالمرأة في نظرهم ما هي إلا من سقط المتاع، ولا تستقيم إلا بالضرب والقهر وهذا ما يسميه علماء النفس بعقدة النرجسية حيث الأنانية وحب الذات، فالموروث الذكوري في استشعار الرجل بالفوقية والاحساس الدائم التمايز كرست هذه المبادئ في عقلية الكثير من الرجال فعلى الرغم من اختلاق العادات والتقاليد في جميع المجتمعات، واختلاف البيئات ونمط التنشئة التربوية، وتحديد السلوكيات المختلفة، لكن جميع المجتمعات البشرية في العالم تكاد أن تجتمع على النظرة الدائمة للمرأة باعتبارها إنها أدني مكانة من الرجل وأن الرجل هو صاحب الكلمة وبيده تصريف الأمور العائلية والقوامة، فهذه التربية قد ترسخت منذ أزل قديم بتفوق الجنس الذكرى على الجنس الأنثوي، وأن المرأة مهما تبوأت مكانتها الاجتماعية تبقى في عين الرجل الضعيفة والتبعية، الصحبة السيئة والشلة الفاسدة التي يصاحبها الزوج، حيث يتأثر بسلوكياتهم وينهج بمنهجهم العقيم في التعامل مع أهل بيته .- الارتباط بين الوظيفة والشخصية، فالكثير من الأزواج يعيشون على وطأة الضغوط الحياتية بشكل دائم، نتيجة لعدم الاحساس الأمن وعدم الشعور بالطمأنينة، والتوقع الدائم لحخصول أي مشكلة عارضة، فتكون النتيجة التوتر والقلق من ايقاعات الحياة الغير متناغمة على نفسيته، لذا ترى الزوج دائم الاستتنفار النفسيى، أعصابه مشدودة جدا، وعلى أهبة الانفجار في أي لحظة ممكنة، لايستخدم سوى العصبية والانزعاج في التفاهم مع الاخرين وخاصة أفراد أسرته، كما أن التقدير والمعاملة التي يتلقاها في العمل صباحا تنعكس بصورة مباشرة على تصرفاته مع زوجته واطفاله، فالشخص الذي لا يرى التقدير والاهتمام في مقر عمله، ويواجه مشاكل جمة في الوظيفة التي يشغلها أو عندما يحس بأنه غير مستقر نفسيا ولا يشعر بالأمن الوظيفي أو أنه بات مهددا في أي لحظة بالطرد أو الفصل من الوظيفة، يشعر بالتوتر الدائم والخوف من المجهول، فيصبح لديه هم وغم من مستقبل وظيفته وكيفية أعالة أسرته وسداد الالتزامات المالية المتراكمة عليه، كل ذلك يسبب للأب التوتر الدائم وينتج عنه الشخصية العنيفة في نمطه .ففي دراسة ميدانية أجراها المتخصصون بجامعة هارفرد أثبتت المصداقية التي تربط العنف بالوظيفة، فمن خلال التجارب على بعض الموظفين العاملين ببعض الشركات الكبرى، وجدوا أن الموظف الذي يعاني من كثرة الضغوط الوظيفة بحاجة ماسة وضرورية لجلسات الاسترخاء والهدوء النفسي من اجلب التخلص من تراكمات تلك الالتزامات الوظيفية، فعندما يرى الموظف أو العمل المطلوب منه تفوق طاقته الشخصية وامكانياته المهارية، فإنه يتوتر ويصاب بالعصبية والحيرة والضيق، لانه لا يستطيع أن يحقق الهدف المطلوب منه انجازه، فيتحول هذا الضغط الوظيفي الى عنف داخل المنزل ، كما أثبتت نفس الدراسة مدى ارتباط العنف في المنزل وبين العلاقة بين الموظف ورئيس العمل أو مسوؤله المباشر . _قد يكون الزوج ضعيف الشخصية وليست لديه ثقة في نفسه، أو أنه ضعيف الحجة عندما يناقش مشاكله العائلية فيلجأ لاستخدام قوته العضلية لفرض نفوذه داخل الأسرة. - قد يكون ضعيف جنسياً فيعوض ذلك بضرب زوجته ليثبت فحولته. - قد يكون الزوج شكاك وغيور لعدم ثقته بنفسه أو في الطرف الآخر فيتحول هذا الشك إلي الإصابة بالاكتئاب الذي يؤدي إلي العنف. - نمط العائلة النووية فالزوج عندما يستقل بالسكن عن عائلته الكبيرة الممتدة، يصبح اكثر تحررا في تصرفاته وانفعالاته مع الطرف الآخر، فهنا لا يوجد ما يراعيه كما كان الوضع في المنزل الكبير، من ناحية وجود الوالدين والأخوة، وإمكانية التدخل المباشر عند حدوث أي مشكله، فالدراسات تثبت بأن السكن المستقل قد يساهم فعليا في العنف المنزلي، لعزلته الزوجين عن الأهل، واعتقاد الزوج بأن زوجته لن تذيع خبر ضربها على يده درئا للفضيحة وانتشار الخبر فتستثر السكوت على فعلته المشينة، الوضع الاقتصادي الصعب لبعض الأسر الأمر الذي يترتب عليه عدم مقدرة الأسرة أو نقص إمكانياتها في توفير حاجات أفرادها وغالبا ما ينشأ صراع بين الزوج والزوجة لتوفير احتياجات البيت وقد يتطور الصراع إلى نوع من الشجار والضرب وقد يسقط أحد الأبوين غضبه على أبنائه، الوضع السكني ويرتبط بحالات العنف العائلي، حيث تبين أن الظروف السكنية الصعبة كضيق المنزل وكثرة عدد العائلات به يقود إلى حدوث نوع ن الخلاف حول بعض المرافق، كالمطبخ ودورة المياه، الأمر الذي يترتب عليه الكثير من مظاهر العنف العائلي وخاصة ضد المرأة والأطفال، نقص الوعي الاجتماعي بحقوق الإنسان وبخطورة الممارسات العائلية العنيفة على الجو العائلي ودور الأسرة في التنشئة الاجتماعية وغيرها، انخفاض المستوى التعليمي والأمية التي تؤدي إلى افتقار الأبوين إلى الإلمام بوسائل التربية الحديثة ولجوئهم إلى الضرب والتعنيف في التعامل مع أبنائهم عندما يخطئون، بعض عناصر الثقافة السائدة والتي تميز بين الذكور والإناث وتؤيد فكرة الضرب والتعنيف، ويلاحظ أن هذه الخاصية ليست هي الخاصية السائدة في الثقافة الليبية التي تدعو إلى احترام أفراد الأسرة وتقدير الأبوين، وجود حالات من المرض النفسي بين بعض أفراد الأسرة، حيث يتميز بعض من يلجئون إلى العنف عموما و العنف العائلي على وجه الخصوص بسرعة الغضب وعدم التحكم في مشاعر الغيظ وسرعة الانفعال، وجود نوع من صراع القيم بين الأجيال داخل الأسرة الواحدة، حيث يتبنى الآباء قيماً تقليدية محافظة في حين يميل الأبناء إلى تبني قيم متحررة وبالتالي يميلون إلى التمرد ورفض قيم الآباء الأمر الذي يؤدي إلى نشوب الكثير من الخلافات التي ينجم عنها ممارسات عنيفة ضد الأبناء في الأسرة، يتسبب تعاطي أحد الأبوين للخمور والمخدرات وإدمانها في الكثير من المشاجرات العنيفة والاعتداء بالضرب نتيجة لتأثير المادة المسكرة أو المخدرة، مشاهدة أشرطة العنف في الإذاعة المرئية، وقد وجد أن الأطفال الذين يشاهدون أشرطة العنف غالباً ما يقلدونها ويكتسبون سلوكيات عدوانية، تقليد الأطفال للسلوك العنيف الذي يقوم به آباءهم أو مدرسوهم. هذه إذاً بعض العوامل التي يمكن الركون إليها في تفسير بعض مظاهر العنف العائلي، وهي أسباب لها خصائصها النفسية والاجتماعية والأخلاقية أو الاقتصادية والسكنية وغيرها . الاضرار التي قد تترتب على الزوجة بعد قيام زوجها بضربها يترك العنف آثاراً سيئة على صحة المرأة النفسية والعقلية، ويعود الأثر إلى درجة العنف الذي تعرضت له وأبرزه:فقدان المرأة لثقتها بنفسها واحترامها لنفسها، وشعورها بالذنب إزاء الأعمال التي تقوم بها، وإحساسها بالاتكالية والاعتماد على الرجل،وشعورها بالإحباط والكآبة،إحساسها بالعجز،وعدم الشعور بالاطمئنان والسلام النفسي والعقلي، وفقدانها الإحساس بالمبادرة واتخاذ القرار. كما قد يؤدي العنف إلى أمراض نفسية أو نفسية _جسدية متنوعة، كفقدان للشهية، واضطرابات المعدة أو البنكرياس، آلام وأوجاع وصداع في الرأس.. إلخ. فليراعي كل زوج الأسلوب الذي يتناسب مع زوجته بعيداً عن منطق الضرب، فلا أجدى من لغة الحوار والتفاهم بين الزوجين، كما يجب أن يكون النقاش أو سؤ التفاهم بمعزل عن الأطفال، لأن ذلك يؤثر سلباً عليهم في المستقبل، فماذا ننتظر من أم لا تثق بنفسها ومهزوزة الشخصية غير أجيال مهزوزة الشخصية أيضاً وفاقدة الثقة في نفسها؟ فالإعداد السليم للمرأة ضمين بمستقبل باهر للأطفال .فهل نتخلى عن عادة ضرب الزوجات الغير لائقة لا بعصرنا ولا بقيمه الإنسانية، المتمثلة في المساواة بين الجنسين، وحق المرأة في أن تحيا حياة كريمة . ما هي النصيحة التي توجهونها للزوج في حال وقوعه في هذا الخطأ يسئ الرجال فهم هذه الآية الكريمة " واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبتغون عليهن سبيلا " هذه الآية نزلت لعلاج نشوزالزوجة، وجعل علاجها علي مراحل، موعظة، هجر في المضاجع، والضرب. وبعض الناس يفهمون أن الغرض من الضرب هو كسر العظام، أو إسالة الدماء وهذا مرفوض لا يقره الإسلام، الضرب هنا يعني التخويف فقط ويؤكد ذلك ما ورد من أن الرسول كان إذا غضب من إحدىجواريه أخرج السواك من جيبه وقال لها : " إن لم تستقيمي فليس لك إلا هذا ".وقوله (ص) " النساء شقائق الرجال " وقوله تعالي " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ". فالأصل في العلاقة الزوجية هو المودة والرحمة ولن يكون الضرب أبداً هو الحل للمشكلات الأسرية فلينظر كل زوج إلي ما يصلح حال زوجته، فرب زوجه تؤلمها نظرة من زوجها وتصلح حالها، بالحوار وبشيء من الحرية في المحيط الأسرى نحل مشاكلنا ولن نلجأ للضرب، وحتى إذا زادت الأمور ووصلنا إلي الضرب فليكن في حدود ما شرع به الإسلام، فالغرض هو التخويف والتهديد، وليس السباب ولا الشتائم، وكما قال (ص) " لا تضرب الوجه ولا تهجر إلا في البيت " وهذا منهج تربوي وضعه الإسلام. كيف يمكننا أن نشخص ظاهرة العنف وهل نستطيع أن نطلق عليه ظاهرة في المجتمع الاماراتي يقسم العنف الذي يقع على المرأة إلى عدة أشكال هي : العنف المباشر : كالإيذاء الجسدي والقتل والاغتصاب وما الى ذلك . والعنف غير المباشر : يتمثل بالنسق الاجتماعي والثقافة السائدة من قيم وأعراف وقوانين وتشريعات تميز بين الرجل والمرأة . تعتبر ظاهرة ضرب الزوجات من الظواهر الشائعة جدا سواء في المجتمع العربي او المجتمعات الأخرى، وهي ظاهرة من أشد الظواهر إيذاء للمرأة، ذلك أنها تحط من كرامتها، وتلحق بها الأذى النفسي والجسدي معا . وغالبا ما تؤدي إلى تفسخ العلاقة الإنسانية بين الرجل والمرأة، وتترك أثارا نفسية بالغة على الأطفال . إن العنف مشكلة عالمية تعاني منها الزوجات في المجتمعات الغربية والعربية وان كانت تتفاوت نسبها وتختلف حسب المجتمع والبيئة التي تعيش فيها تلك الزوجات..اما بالنسبة للمجتمعات العربية بوجه عام والمجتمع الاماراتي بوجه خاص، فإننا نعتبرها ظاهرة خفية، بسبب عدم قيام الزوجات بالافصاح عن تعرضهن للضرب من أزواجهن، اما لأنها ترى ان ذلك أمر مخجل لا يمكن التحدث عنه أو لكونها اعتادت هذا الأمر منذ ان كانت في منزل والديها حيث كان الأب يقوم بضرب الأم حتى أمام أولادها. وبالنظر إلى كلا التفسيرين فإن ذلك أمر مؤسف. إذ ان كون المرأة تخفي هذا الأمر ولا تتخذ اجراء حاسما تجاهه فإن هذا الضعف هو ما يدفع الزوج إلى التمادي في تحقيره لزوجته واذلالها، اما كون الزوجة قد اعتادت على ذلك منذ ان كانت في منزل والديها، فإن ذلك يوضح ان قيام الزوج بضرب زوجته انما هو امر اعتادت عليه المجتمعات منذ زمن بعيد.. إذا تساءلنا لماذا يقوم الزوج بضرب زوجته في هذه المجتمعات الاسلامية التي حظيت فيها المرأة بالتقدير والاحترام من قبل ديننا الاسلامي الحنيف؟ بل لماذا يعتمد هذا الزوج إلى التقليل من قدرها ومنزلتها التي تفردت بها من خلال هذا الدين القويم؟.إن هذا التساؤل يدفعنا إلى البحث وراء الأسباب الفعلية التي قادت إلى هذه الظاهرة السيئة، إننا إذا نظرنا إلى الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة التي شملت كل مجالات الحياة والتي يتم تطبيقها في حياتنا اليومية، فإننا نجد ان الاسلام قد وضع ضرب الزوجات كاسلوب تربوي للتقويم وعلاج نشوزهن.ولكن هذا الاسلوب التربوي وضعت له ضوابط وحدود لابد من التقيد بها عند استخدامه:1- ان الضرب لم يكن في المرتبة الأولى كاسلوب للتقويم، وإنما جعله الله تعالى يلي الوعظ والارشاد الذي ينظر إليه في المقام الأول ثم الهجر في الفراش كاسلوب تربوي وأخيرا جاء الضرب في المرتبة الأخيرة. قال الله تعالى: {واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً} "سورة النساء" 2- - عدم اللجوء إليه إلا في الضرورة القصوى، إذ ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعرف عنه انه ضرب أحدا من زوجاته أمهات المؤمنين رضي الله عنهن حيث ورد عنه صلى الله عليه وسلم قوله "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم". ذلك ان الضرب لا يعتبر من كمال الأخلاق. لماذا لا نجعل من الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام قدوة لنا في حياتنا اليومية؟3- - إن الضرب المقصود في علاج النشوز هو الضرب غير المبرح الذي لا يؤدي إلى آثار واضحة على الجسد كالكسر أو حتى الجرح. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنهن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضرباً غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبتغوا عليهن سبيلاً".فبعد توضيح الرأي الإسلامي في ضرب الزوجات لا يسعنا المقام هنا إلا للتساؤل أين اسلوب التقويم الذي أباحه الدين مما نراه من كدمات وتشوهات لدى بعض الزوجات؟ وأين الفاحشة المبينة التي أبيح معها الضرب من الأسباب الواهية التي يبتدعها الأزواج اليوم ويختلقونها لكي يضربوا زوجاتهم ويقللوا من شأنهن الذي صانه وحافظ عليه الدين الإسلامي؟ فاتقوا الله يا من أساء استخدام التعاليم الإسلامية ولم يفهمها.ما هي الافكار الاجتماعية التي من خلالها نستطيع رفع سوية الاسر لتفادي الوقوع في مثل هذه التجاوزات

http://membres.lycos.fr/troubles/staoueli.jpg

1 . إفساح المجال أمام المرأة للالتحاق بسلك الأمن العام والقضاء والمحاماة، من اجل الدفاع عن النساء، ورفع العنف والظلم الاجتماعي الذي يلحق بهن، وبخاصة في قضايا العنف منعا للإحراج الذي قد يمنع النساء من الإبلاغ عنه .

2 . ضرورة وضع قانون الخدمة الاجتماعية ن بحيث تنتشر مكاتب الخدمة الاجتماعية في الأحياء والتجمعات السكانية داخل المدن وخارجها، ولكي تصل هذه الخدمات إلى المرأة في منزلها، للوقوف على المشاكل حال حدوثها وقبل تطورها ن نظرا لان أعدادا كبيرة من النساء لا تتمكن من الذهاب إلى هذه المراكز خاصة في المناطق البعيدة عن المدينة، أما لالتزامات المرأة مع أطفالها أو لأن الزوج لا يرغب ذهابها .

3- هنالك نقص كبير في دراسة موضوعات المرأة في كافة الجوانب، لذا ينبغي أجراء الدراسات المختلفة التي تتناول قضايا المرأة للوقوف عليها، ومعرفة الحلول المناسبة لها .

4 . العمل على إنشاء مراكز لحماية المرأة التي تتعرض للعنف، بحيث تحتوي هذه المراكز على :

أ . عيادات نفسية لتخفيف وعلاج الآثار النفسية التي تنجم عند تعرض المرأة للعنف .

ب . إنشاء أماكن يمكن أن تستقبل المرأة عندما يتعذر عليها البقاء مع أسرتها فيما إذا تعرضت للخطر، او لمزيد من أعمال العنف، بهدف تقديم العلاج اللازم لها .

ج . ان تقوم هذه المراكز بتقديم برامج من اجل تأهيل المرأة .

د . العمل على أعداد كادر نسائي مؤهل يشرف على كل هذه المراكز في القانون الجنائي .

5 – القيام بحملة إعلامية تبرز الدور الإيجابي للمرأة داخل الأسرة وفي المجتمع من أجل التأثير على الاتجاه العام في المجتمع بما يؤكد دور المرأة، وذلك من خلال : • تدريس مادة ( حقوق الإنسان ) في المدارس والمعاهد والجامعات والتأكيد خلال هذا الموضوع على مبدأ المساواة والديمقراطية بين أبناء المجتمع كافة، وتحديدا بين المرأة والرجل .

• أعداد برامج تلفزيونية تؤكد مكانة المرأة في المجتمع، وتبرز مدى الضرر الذي يلحق بالمرأة والأطفال وبالرجل نفسه إذا تعرضت المرأة لأي شكل من أشكال العنف .

• العمل على تعديل قانون الأحوال الشخصية وأي قوانين أخرى تحتوي مواد تشير إلى التمييز بين المرأة والرجل .

• وضع آليات وبرامج للحيلولة دون عدم تطبيق القوانين التي تحمي المرأة في المجتمع

عاشق النت
15-06-2007, 14:13
مشكور على الموضوع الرائع يا أخي

قطرات الندى
21-06-2007, 16:09
http://www.ojqji.net/up_vb/01072/5694f9e12a.gif




شكرا أخي صقر المنتدى ...



اما ما يخص أسباب العنف ...جمة ...أرى أنها تلخص في شخصية و عقلية الانسان ....و أكثر ما يؤثر فيها هو الوسط الاسري الذي ترعرع فيه كل من الطرفين...



بارك الله فيك...



دمت سالما

جمال
09-09-2007, 22:05
مشكور اخي على الموضوع

talibi
07-03-2008, 18:41
مشكور على الموضوع الرائع يا أخي