المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العدل بين الرجل والمرأة


محمد معمري
25-09-2008, 17:17
العدل بين الرجل والمرأة



في أواخر الثمانينات انفجرت قنبلة المساواة بين الرجل والمرأة.. ومن بين هذه المساواة المزعومة نجد: المساواة في الميراث، أن لا تكون تعددية الزوجات، الحق للمرأة بمطالبة الطلاق متى شاءت، أن تكون شهادة المرأة مساوية لشهادة الرجل، والتساوي في العمل.. وهذه المطالب يزعمون أنها إحقاق الحقوق...
ولكن انظروا إلى قول الله، جل وعلا، في كل مطلب:


* الميراث:
- {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَآ إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، [النساء: 176].
* تعدد الزوجات:
-{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ}، [النساء:3].
* الطلاق:
-{وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، [البقرة:231].
* الشهادة:
- {.. وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى...}، [البقرة: 282].
* القوام:
- {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ}، [النساء: 34].

فالعاقل بمجرد ما يقرأ هذه الآيات يدري أن مطالبة المساواة بين الرجل والمرأة ضرب في الدين الإسلامي، وفسوق.. ومن فسق عن أمر ربه فقد كفر...

والشريعة الإسلامية إن لم تتحدث عن المساواة بين الرجل والمرأة فبينت لنا أن ذلك راجع لأسباب منطقية ومعقولة في حد ذاتها تكون عدلا وليس مساواة.. ففي الميراث مثلا: ( فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ). فهنا الذكر له مسؤولية.. أما المرأة فميراثها يكون بمثابة مساعدة لبيتها.. هذا التكافئ في قيمة المسؤولية يكون عدلا...

من هذه الزاوية يتضح أنه يجب إعطاء المرأة حقوقها، والتعامل معها كإنسان بأحاسيسها ومشاعرها.. ولعل الحقوق التي فرضها الإسلام لها هي:
- نفسها.
- جسدها.
- أبناءها.
- مالها.
ولم يُحرم الإسلام قط أن تعمل المرأة خارج البيت؛ لقد كانت تاجرة وتميزت بشخصيتها.. إلا أنها لم تتعدى حدود الرسالة الزوجية، ولا دور تربية الأبناء.. كما كانت تتصرف في أموالها دون إذن من زوجها لأن ذمة المال مستقلة عن الزوج...

ولعل مميزات المرأة تجعل العاقل لا يقول أبدا بالمساواة المزعومة.. وببساطة فالمرأة تحمل، وتلد، وترضع، وتحيض كل شهر...
ومن صفات المرأة اللطافة، والعفة، والعاطفة... وكل الصفات التي تتميز بها المرأة تكون مضادة للصفات التي يتميز بها الرجل من ثم كان الاستمداد وعدم الاستغناء عن بعضهما البعض... فمن هذا الباب، وما تحويه كلمة المساواة من دلالات لا يُمكن تسوية هذه الأمور المختلفة بين الرجل والمرأة... وبالتالي فالله يأمر بالعدل كما جاء في قوله، عز وجل: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}، [النحل: 90].

فالمرأة تكون بمثابة رمز الحنان والسلم والشفقة والصبر والرأفة.. وهذا يتجلى في معاملتها مع أبنائها، وزوجها، وانظر إلى باطنها في حالة إصابة أحد أبنائها بمرض أو زوجها، أو حادثة.. لن تستطيع أن تقيم إحساسها وشعورها في هذه اللحظة ولو اجتمعت مع الجن لن تقيم حتى زنبقة واحدة من إحساسها وهي الكاظمة الغيظ في مثل هذه الحالات...

وما لا يعيه أكثر الرجال هو عدم فهم الرسالة الزوجية.. فيظن أن زوجته هبة سماوية مسخرة له لخدمته، وخدمة بيته، وخدمة أبنائه، وتقاسمه السرير الليلي...
وهناك مسألة وحيدة تبين لنا أن هناك مساواة بين الرجل والمرأة في نطاق جد محدود وهي مسألة الخلق؛ لقد خلقنا الله، جل وعلا، من نفس واحدة؛ وكذلك في الخطاب الإلهي لم يفرق بينهما إذ أمرهما:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، [البقرة: 21]. و{ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}، [الانشقاق: 6].

لكن فصل بينها عندما خاطبهما:
{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ}، [البقرة: 35].

وبالتالي، فعلى الرجل، والمرأة أن يعيا بأن يستحيل أن تكون مساواة بين الرجل والمرأة؛ وإن زعم الغربيون ما يُسمونه إحقاق الحقوق.. فهذا مخالف تماما لما جاء به القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة؛ كما يجب أن يعيا بأن بينهما حقوق يجب إعطاء لكل ذي حق حقه.. ولن يكون العدل بين الرجل والمرأة إلا إذا كانت المراعاة للجوانب التالية:
- أن تنظر المرأة نظرة عدل إلى زوجها، والمجتمع الذي يحيط بها.
- أن ينظر الرجل إلى المرأة نظرة عدل، ويعطيها حق النفس، وحق الجسد، وحقوق الأبناء، وحق المال سواء أكان مالها، أو من ماله يجعل لها حقا.. وكما يُعاملها في مدة العشرة يجب أن تبقى تلك المعاملة الطيبة لأن الله، جل وعلا، أمرنا أن نفارقهم بالمعروف؛ وليس بالكره والحقد.. لهذا نعطيها حقها حتى في الطلاق بضمان المسكن، ورعاية الأبناء، والنفقة، والإحسان...
- أن ينظر المجتمع إلى المرأة نظرة عدل، لا نظرة نقص واحتقار وإهانة.. ويبتعد عن تلك الأساطير التي تزعم أن الله، جل وعلا، خلق المرأة من ضلع أعوج من الرجل.. فهذه الأسطورة موجودة في التوراة في أسفار التكوين، ونجدها نقلا في: البداية والنهاية لابن كثير. وغالب الظن أنها موضوعة.. فإذا خلقت المرأة من ضلع أعوج؛ فمن باب المنطق والمعقول أن الرجل ضلع أعوج.. إن المرأة خلقها الله، عز وجل، كما خلق آدم؛ هذا ما نستنبطه من كتاب الله العزيز: خلق من كل شيء زوجين.. لو أن الله، جل جلاله، خلق آدم وحده، ثم خلق منه حواء لكان المعنى أن حواء مستنسخة من آدم.. ولكن الله، سبحانه وتعالى، يقول: خلق الزوجين...
- أن ينظر القانون إلى المرأة نظرة عدل، ويُسطر لها حقوقها وفق ما جاءت به الشريعة الإسلامية...

وليس هناك ما يروي الظمأ في هذا الباب مثل قوله، سبحانه وتعالى:
-{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ}، [النساء: 34].
-{.. وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ}، [البقرة:228].


علاوي ياسين