أبوطارق
15-10-2008, 21:49
لا أحد يمكنه انكار الدور النضالي للكنفدرالية الديموقراطية للشغل خلال حقبة طويلة أي منذ التأسيس سنة 1979 من أجل تجاوز البيروقراطية النقابية داخل الاتحاد المغربي للشغل ومن أجل خلق نوع من تعدد التنافسية النقابية من أجل خدمة الطبقة العاملة الصناعية والفلاحية وعموم مستخدمي الوظيفة العمومية، لكن مع مرور السنوات بدأت الكنفدرالية الديموقراطية للشغل تتحول من اطار ديموقراطي إلى اطار بيروقراطي جامد حول قياداته إلى ارستقراطيات نقابية لا علاقة لها البثة بهموم الطبقة العاملة، حيث أن بو سبرديلةأصبح رغم خطابه الشعبوي من كبار الأثرياء والملاكين، بل أصبح لا يتنفس من شدة الغرور. وقد التحق بخدمة الأموي العديد من القيادات الجديدة التي استعملت النقابة لتحقيق طموحاتها الشخصية.
والأمر لا يصدق على المركزية النقابية ككل بل يتسرب إلى جميع النقابات الوطنية حيث نجد مثلا النقابة الوطنية للمالية قد أفرزت لنا ظاهرتين في غاية الخطورة وهما كل من محماد الفراع الذي استطاع خلال تسع سنوات نهب ما يزيد عن 35 مليار درهم عبر التعاضدية العامة وعبر شركة أماصوم، أما الظاهرة الثانية المؤيدة لمحماد الفراع فهو محمد دعيدعة المرتب في السلم السابع والذي استطاع بفضل المركزية النقابية الدخول كمستشار الى مجلس المستشارين ةتسوية وضعيته الادارية خارج السلم والحصول من وزير المالية على سكن وظيفي وهو عبارة عن فيلا واسعة الأرجاء بمسبح خاص، وأشياء أخرى، وذلك مقابل عدم الاعتراض على القوانين المالية السنوية مهما كانت هذه القوانين لا شعبية وتشكل أداة لضرب القدرة الشرائية للعمال والموظفين وخير مثال عنها القانون المالي لسنة 2006 الذي رفع الضريبة على القيمة المضافة على جل المواد والخدمات الأساسية وخاصة على الماء والكهرباء.
لقد تلاعبت الكنفدرالية الديموقراطية للشغل بمناضليها عندما قررت الاضراب العام خارج التنسيق مع باقي النقابات ليس من أجل ملف مطلبي معين ولكن أساسا من أجل حماية محماد الفراع من المحاكمات حتى لا يكشف عن عمق الفساد والتواطؤات بين قيادة الكنفدرالية ونهب التعاضدية العامة، بل أن القيادة البيروقراطية للكنفدرالية أرادت مساومة الدولة على محماد الفراع حتى بالتهديد باستقالة مستشاريها التسعة، لكن المستشارين المحترمين يعرفون أن أيام بوسبرديلة السياسية أشرفت على النهاية فراهن البعض منهم على الفرس المخزني والحفاظ على المكتسبات المخزنية والاستمرار في تمرير القرارات اللاشعبية للمافيات الحاكمة، وبذلك اختار محمد دعيعة وثلاث مستشارين آخرين عدم الامتثال للاستقالة. وهاهو دعيدعة اليوم يريد جر عدد من الأتباع الانتهازيين ورائه في محاولة منه الحفاظ على قاعدة تمكنه من الاستمرار في ابتزاز مكافئات المخزن وضرب الحصار على مصالح المستخدمين.
رغم هذا الفساد المستشري والبيروقراطية المتحكمة فلا زالت الكنفدرالية الديموقراطية للشغل تضم مناضلين ديموقراطيين حقيقيين قاعديين على طول البلاد وعرضها فعلى هذه الشريحة الواسعة تقع اليوم مسؤولية التصحيح الديموقراطي وانتزاع الكنفدرالية من براثين المافيات الانتهازية
مصطفى الوالي
عن مجلة المدرس الإلكترونية
والأمر لا يصدق على المركزية النقابية ككل بل يتسرب إلى جميع النقابات الوطنية حيث نجد مثلا النقابة الوطنية للمالية قد أفرزت لنا ظاهرتين في غاية الخطورة وهما كل من محماد الفراع الذي استطاع خلال تسع سنوات نهب ما يزيد عن 35 مليار درهم عبر التعاضدية العامة وعبر شركة أماصوم، أما الظاهرة الثانية المؤيدة لمحماد الفراع فهو محمد دعيدعة المرتب في السلم السابع والذي استطاع بفضل المركزية النقابية الدخول كمستشار الى مجلس المستشارين ةتسوية وضعيته الادارية خارج السلم والحصول من وزير المالية على سكن وظيفي وهو عبارة عن فيلا واسعة الأرجاء بمسبح خاص، وأشياء أخرى، وذلك مقابل عدم الاعتراض على القوانين المالية السنوية مهما كانت هذه القوانين لا شعبية وتشكل أداة لضرب القدرة الشرائية للعمال والموظفين وخير مثال عنها القانون المالي لسنة 2006 الذي رفع الضريبة على القيمة المضافة على جل المواد والخدمات الأساسية وخاصة على الماء والكهرباء.
لقد تلاعبت الكنفدرالية الديموقراطية للشغل بمناضليها عندما قررت الاضراب العام خارج التنسيق مع باقي النقابات ليس من أجل ملف مطلبي معين ولكن أساسا من أجل حماية محماد الفراع من المحاكمات حتى لا يكشف عن عمق الفساد والتواطؤات بين قيادة الكنفدرالية ونهب التعاضدية العامة، بل أن القيادة البيروقراطية للكنفدرالية أرادت مساومة الدولة على محماد الفراع حتى بالتهديد باستقالة مستشاريها التسعة، لكن المستشارين المحترمين يعرفون أن أيام بوسبرديلة السياسية أشرفت على النهاية فراهن البعض منهم على الفرس المخزني والحفاظ على المكتسبات المخزنية والاستمرار في تمرير القرارات اللاشعبية للمافيات الحاكمة، وبذلك اختار محمد دعيعة وثلاث مستشارين آخرين عدم الامتثال للاستقالة. وهاهو دعيدعة اليوم يريد جر عدد من الأتباع الانتهازيين ورائه في محاولة منه الحفاظ على قاعدة تمكنه من الاستمرار في ابتزاز مكافئات المخزن وضرب الحصار على مصالح المستخدمين.
رغم هذا الفساد المستشري والبيروقراطية المتحكمة فلا زالت الكنفدرالية الديموقراطية للشغل تضم مناضلين ديموقراطيين حقيقيين قاعديين على طول البلاد وعرضها فعلى هذه الشريحة الواسعة تقع اليوم مسؤولية التصحيح الديموقراطي وانتزاع الكنفدرالية من براثين المافيات الانتهازية
مصطفى الوالي
عن مجلة المدرس الإلكترونية