tarbaoui77
20-10-2008, 17:35
ذات مفعمة بالآهات، زاخمة بالأنين، ذات صادحة بالثرثرة و اللغط، تتمطى بين أظلاف واقع أسود سواد ليل أفل عنه قمر باسم، يجلو بفداحته على صفحات أسمالها السطحية الخنزة وحش مفترس يلتهمها و يزدريها بشراهة وشراسة ، يستبد بأنيابه الحادة و بمخالبه الواخزة و يهش عليها تم يفتق جلدها الذي كان يوما ما بشرة، واقع يعلمها كيفية المراس و الدربة ، كيفية التجمد و الانصهار في تلا فيفه و غياهيبه ، كيفية الاندماج في ملابساته وحيثياته..ذات صاغرة تتمرجل و تزهو بانتشالها لقمة عيش من عمق سراديب مستنقع تتلألأ ظلمته بمصابيح البطالة، ذات تحس بعد تأملاتها الآسنة ، وتيهان خيوطها في منسج واقعها المتشعب، و كأنها ستحتف وتطمر تحت الثرى و تبلع الكائنات الحية مادتها اللحمية و العظمية لكنًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًـــــــــ ــــــ.....ها تجد في القلم ضالتها و في البياض أحلامها و في الكلمة علاجها ..الحبر يحيل لهيب قبس الحياة بردا وسلاما ..تتناسل الكلمات ، تتوالد ، تقرس، تسخر، وتتهكم لتملي شطحات هذا المنطق الجاف ، الميت و المجلج، لتستعيد بعضا من عافيتها و تسترد الروح شيئا من بهجتها، و تتبغدد الذات بعالمها ال*****ي..تنقل لكم عبر شاشة الإلهام الذي يرسو بمراكبه على ضفاف الخط و الإملاء أشرطة وثائقية مشوقة، كي تستبضعوا بمومُّوات عيونكم لقطات و مشاهد من هذا المرتع الرذل، بل وتسترفلوا ببصائركم البصيرة ، مقتطفات تعينكم على فك تشعبات هذه الحياة، عساكم أن تشاطروننا فرجة الأسى و الأسف ، و تسمعوا معنا عزفا منقورا على أكتاف جبال ، تلال ، هضاب ، و كثبان رمل ، هذه التي تململ زوابع حباتها الحنق في أبداننا، وتذرو ذراتها الصغيرة في إنسان عيوننا ، فنتمرد و نثور، لكننا نصطدم بتيار واقعنا المكلوم، المشظى فلا تلبث صيحاتنا أن تهين و تخر بين أظلافه و أغواره المكشوفة ، وسرعان ما تتهادى الثورة و يسكن التمرد ، فنعطي أنفسنا لتداعيات تدغدغ آمالنا و تهدهد رجاءاتنا....!؟
معلم ، مدرس، مربي ، أستاذ، موظف ، كُعلَّيم ، موعليم ، فقيه ، طَّالْبْ.. اختلطت عليك الأسماء، النعوت والمسميات أنت أيها الرجل/ المراة ، الحالم و المعاند أيها الإنسان الصابر و المكابر منذ تسلمت قرار تعيينك عُلقت على جبينك صفيحة من لظى مكتوب عليها لونك الاجتماعي ، سهلة التهجي ، سلسة الفهم ، في المتناول ، بسيطة المعنى ، سائغة التأويل ، ..التحقت بمقر العمل وقبل أن تسلم أوراق اعتمادك للمدير ، كان الأهالي نساء رجالا و أطفالا قد سبقوا إلى معرفة هويتك استقبلوك بثغور باسمة و وجوه باشة و أياد هاشة و أنت ترد بالمثل اقتداء أو لأن الموقف يقتضي ذلك، يفغر فمك عن صف بياض ، وقلبك يضخ السواد ، تدخل الإدارة توقع المحضر وتوقع معه انطلاقة مسيرة المعانات و المكابرة و الصراخ والأنين و الشكوى والحزن والتعاسة واليأس و القنوط والهم والغم و الألم و الحسرة والظنك والحرمان والشؤم والاشمئزاز و النفور و الكراهية ووو...ووو الحال هو الحال . تستأجر بيتا أو جحرا أو قبوا أو سردابا أو مغارة أو مرأبا أو خيمة أو حانوتا تسكن ... و تسكن قلبك و عقلك أفانين القهقرى ، تستقر...و تستقر في عينيك وخاطرك نمنمات الشروخ و النزاع النفسيين ، و رويدا رويدا، مهلا مهلا، يتغلغل الروتين ، الاعتيادي ، اليومي ، والرتيب في عمق طموحاتك ، في هواجسك و في متمنياتك و رؤاك في مراميك و أهدافك و مناشيدك ، فتنهد ، تخمد ، تخبو ، تنحل ، تتلاشى، تتشظى حبات ، دقائق ، و ذرات تلتقطها بأصابعك التي استحالت أشواكا تخز الجنب ، تزرعها بذورا و شتائل في حقل تعاسة التنظير في هكتار الفشل الذريع في خصوبة أرض عجفاء ، قاحلة وعاقر ، لتنبث عوسجا ، فلحاء وزقوما تتجرعها غلة بمذاق العلقم ، بنكهة الدفلى المقطرة، يصلك رذاذ التغيير و تغيير التغيير و تغيير التغيير المتغيَّر، يلسعك رشق الإصلاح و إصلاح الإصلاح و إصلاح الإصلاح المصلوح لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــكن تفو..تفوتفو...يلغط المنبه أو يصيح الديك، تدعك أجفانك التاعبة ، يسخن الشاي البائت تتلذذه حلوا يدفئ الصدر ، تتأبط المحفظة العاجة بالكراريس و التحاضير و الإعدادات ، تدخل الفصل تتقمص شخصية مسرحية ، تنعق خطابك المألوف ، تحاول الإبداع في دورك ، تمثل باندماج تام ، يعجب الجمهور البريء بنصك المسرحي ، تعلق عيون الصبابة بتمثيلك الفردي ، تشرئب الأعناق لترفل من فنك الذي هو إملاءات منزلة من برامج و مناهج ملزمة ..تغلق باب الفصل بعدما تسلخ من جلدك إكسسوار التشخيص و تزيح مساحيق الوجه المسرحي ، وتلبس زيك الحقيقي تجر شلوك على أرض متربة ، و ذاكرتك تشتغل على مأدبة بيض وطماطم أو علبة سردين محفوظة أو ...تدخل مشلولا مكلوما و سطل الوحدة ينهمي على كلكلك ..عركتك العزلة وعركتها ، نالت منك الغربة ونلت منها ، جشتك الوحشة وجششتها في مخفرك الطيني أو الصلصالي أو الكلسي ..تجد ضالتك في سائل أسود بطعم البن، تتلذذه بأرومة الدخان و الكيف ، تتقوت بما قسم الله .
يجيء الليل بجلباب الظلام الدامس، تمزق رحابة غلسه بوميض قنديل ، شمعة ، فتيلة أو مصباح يدوي .يضيع نصف الليل في التحضير ، القراءة ، الكتابة و التفكير ، و تضيع أنت في بهمة النصف الآخر.. لا حلم لك ولا رؤيا نومك نوم في أرق، يقظة في سبات . تعطي نفسك لهفهفات عوالم الخاطر ..أيناك من طفولتك العذبة ، الزلالة الرقراقة ، الصافية والدمعية ؟ يوم كنت تلعب مع أقرانك و لا تعير الدنيا اهتماما كما لا تعيرك هي اهتماما ، يوم كنت تنكت التراب وترفل منه قدرا ثم تبلعه في شهوة بالغة ، يوم كنت تنتزع حقك بالبكاء و سائل يشبه الغراء يندلق من منخرك فتلحسه في لذة ، يوم كنت تذهب مع ال(مِّي) إلى الحمام العمومي فتقاوم دلكها وفوقعات الصابون بالنهيق و الجهش، غير آبه بالنهود النافرة و الأرداف المكورة أمامك، يوم كنت تنام على حكايات الجدة و تعتقد أنها حقائق لا غبار عليها ، يوم كنت تلهو الغميضة والكاشكاش ، الزعلولة ، مالة ، دينيفري، ماسة...هيهات لو عادت هنيهات من تلك الأيام المنحوتة بشتى تلاوين الحنان والصبابة و الغنى الطفولي ..أيناك اليوم من يومئد؟ . تحملت المسؤولية ، وعيت الحياة، خبرت الدنيا ، صرت مكلفا ، حاملا أمانة.. مفروض عليك أن تحي في عالم ضاج ب: البطالة،الشغل ، الحي، الحياة ، الشاي، السكر ، السكن ، القدرة الشرائية ، الاقتصاد ، العزوبة ،الزواج ، الشذوذ ، الحب ، الحرب ، الحرية ، الإنترنت ، التأثيث ، الدراسة، السياسة ، العرب ، الغرب ، السوق ، المقهى ، علب الليل ، الحشيش ، السجائر، التشرد ، التمرد ، التحزب ، التعصب ، الإرهاب ، الاغتصاب ، الانقلاب ، الأحباب ،أولاد الكلاب ، الإدارة، الوزارة، السفارة ، التجارة ، الاستمارة، العمارة ، الديمقراطية ، الاشتراكية ، العلمانية ....هكذا تغزوك عيارات المصطلحات ، تلج مختصرة مسامعك فتزيدها صداعا و أصواتا. تعاضدت عليك عواقب الزمان و تكالبت نوائب المكان ، تحيى بلا أمان و تعيش على الحرمان وحدك تنعم بالاستصغار ، تنهشك غبرة الطباشير ، تستفزك زيارات المفتش ، تستثيرك تقييمات القلم الأحمر ، و يهينك التفتح التكنولوجي ، تقض مضجعك لا مبالاة الدولة ، تخال نفسك خارج سياج الإنسانية ، وحدك تُسيَّر شذرات تافهة ، و يصدق عليك نظم الشاعر:
تحطمنا الأيام كأننا ** زجاج ولكن لا يعاد لنا سبك
صوتك يعلو و يصدح عبر ذبذبات البياض ، ولا سامع ولا مجيب ، يُحبر كلامك قراطيس عديدة ، و لا قارئ ولا متهج ، عزاؤك متلقيك الافتراضي عله يقتسم معك النقمة .. و يبقى صراخك مجلجلا ، و قدرك شارحا وعذابك فاضحا، و صبرك جامحا ....و كل معلم ، أستاذ.....وأسئلته بألف تناسل و صفر جواب.
معلم ، مدرس، مربي ، أستاذ، موظف ، كُعلَّيم ، موعليم ، فقيه ، طَّالْبْ.. اختلطت عليك الأسماء، النعوت والمسميات أنت أيها الرجل/ المراة ، الحالم و المعاند أيها الإنسان الصابر و المكابر منذ تسلمت قرار تعيينك عُلقت على جبينك صفيحة من لظى مكتوب عليها لونك الاجتماعي ، سهلة التهجي ، سلسة الفهم ، في المتناول ، بسيطة المعنى ، سائغة التأويل ، ..التحقت بمقر العمل وقبل أن تسلم أوراق اعتمادك للمدير ، كان الأهالي نساء رجالا و أطفالا قد سبقوا إلى معرفة هويتك استقبلوك بثغور باسمة و وجوه باشة و أياد هاشة و أنت ترد بالمثل اقتداء أو لأن الموقف يقتضي ذلك، يفغر فمك عن صف بياض ، وقلبك يضخ السواد ، تدخل الإدارة توقع المحضر وتوقع معه انطلاقة مسيرة المعانات و المكابرة و الصراخ والأنين و الشكوى والحزن والتعاسة واليأس و القنوط والهم والغم و الألم و الحسرة والظنك والحرمان والشؤم والاشمئزاز و النفور و الكراهية ووو...ووو الحال هو الحال . تستأجر بيتا أو جحرا أو قبوا أو سردابا أو مغارة أو مرأبا أو خيمة أو حانوتا تسكن ... و تسكن قلبك و عقلك أفانين القهقرى ، تستقر...و تستقر في عينيك وخاطرك نمنمات الشروخ و النزاع النفسيين ، و رويدا رويدا، مهلا مهلا، يتغلغل الروتين ، الاعتيادي ، اليومي ، والرتيب في عمق طموحاتك ، في هواجسك و في متمنياتك و رؤاك في مراميك و أهدافك و مناشيدك ، فتنهد ، تخمد ، تخبو ، تنحل ، تتلاشى، تتشظى حبات ، دقائق ، و ذرات تلتقطها بأصابعك التي استحالت أشواكا تخز الجنب ، تزرعها بذورا و شتائل في حقل تعاسة التنظير في هكتار الفشل الذريع في خصوبة أرض عجفاء ، قاحلة وعاقر ، لتنبث عوسجا ، فلحاء وزقوما تتجرعها غلة بمذاق العلقم ، بنكهة الدفلى المقطرة، يصلك رذاذ التغيير و تغيير التغيير و تغيير التغيير المتغيَّر، يلسعك رشق الإصلاح و إصلاح الإصلاح و إصلاح الإصلاح المصلوح لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــكن تفو..تفوتفو...يلغط المنبه أو يصيح الديك، تدعك أجفانك التاعبة ، يسخن الشاي البائت تتلذذه حلوا يدفئ الصدر ، تتأبط المحفظة العاجة بالكراريس و التحاضير و الإعدادات ، تدخل الفصل تتقمص شخصية مسرحية ، تنعق خطابك المألوف ، تحاول الإبداع في دورك ، تمثل باندماج تام ، يعجب الجمهور البريء بنصك المسرحي ، تعلق عيون الصبابة بتمثيلك الفردي ، تشرئب الأعناق لترفل من فنك الذي هو إملاءات منزلة من برامج و مناهج ملزمة ..تغلق باب الفصل بعدما تسلخ من جلدك إكسسوار التشخيص و تزيح مساحيق الوجه المسرحي ، وتلبس زيك الحقيقي تجر شلوك على أرض متربة ، و ذاكرتك تشتغل على مأدبة بيض وطماطم أو علبة سردين محفوظة أو ...تدخل مشلولا مكلوما و سطل الوحدة ينهمي على كلكلك ..عركتك العزلة وعركتها ، نالت منك الغربة ونلت منها ، جشتك الوحشة وجششتها في مخفرك الطيني أو الصلصالي أو الكلسي ..تجد ضالتك في سائل أسود بطعم البن، تتلذذه بأرومة الدخان و الكيف ، تتقوت بما قسم الله .
يجيء الليل بجلباب الظلام الدامس، تمزق رحابة غلسه بوميض قنديل ، شمعة ، فتيلة أو مصباح يدوي .يضيع نصف الليل في التحضير ، القراءة ، الكتابة و التفكير ، و تضيع أنت في بهمة النصف الآخر.. لا حلم لك ولا رؤيا نومك نوم في أرق، يقظة في سبات . تعطي نفسك لهفهفات عوالم الخاطر ..أيناك من طفولتك العذبة ، الزلالة الرقراقة ، الصافية والدمعية ؟ يوم كنت تلعب مع أقرانك و لا تعير الدنيا اهتماما كما لا تعيرك هي اهتماما ، يوم كنت تنكت التراب وترفل منه قدرا ثم تبلعه في شهوة بالغة ، يوم كنت تنتزع حقك بالبكاء و سائل يشبه الغراء يندلق من منخرك فتلحسه في لذة ، يوم كنت تذهب مع ال(مِّي) إلى الحمام العمومي فتقاوم دلكها وفوقعات الصابون بالنهيق و الجهش، غير آبه بالنهود النافرة و الأرداف المكورة أمامك، يوم كنت تنام على حكايات الجدة و تعتقد أنها حقائق لا غبار عليها ، يوم كنت تلهو الغميضة والكاشكاش ، الزعلولة ، مالة ، دينيفري، ماسة...هيهات لو عادت هنيهات من تلك الأيام المنحوتة بشتى تلاوين الحنان والصبابة و الغنى الطفولي ..أيناك اليوم من يومئد؟ . تحملت المسؤولية ، وعيت الحياة، خبرت الدنيا ، صرت مكلفا ، حاملا أمانة.. مفروض عليك أن تحي في عالم ضاج ب: البطالة،الشغل ، الحي، الحياة ، الشاي، السكر ، السكن ، القدرة الشرائية ، الاقتصاد ، العزوبة ،الزواج ، الشذوذ ، الحب ، الحرب ، الحرية ، الإنترنت ، التأثيث ، الدراسة، السياسة ، العرب ، الغرب ، السوق ، المقهى ، علب الليل ، الحشيش ، السجائر، التشرد ، التمرد ، التحزب ، التعصب ، الإرهاب ، الاغتصاب ، الانقلاب ، الأحباب ،أولاد الكلاب ، الإدارة، الوزارة، السفارة ، التجارة ، الاستمارة، العمارة ، الديمقراطية ، الاشتراكية ، العلمانية ....هكذا تغزوك عيارات المصطلحات ، تلج مختصرة مسامعك فتزيدها صداعا و أصواتا. تعاضدت عليك عواقب الزمان و تكالبت نوائب المكان ، تحيى بلا أمان و تعيش على الحرمان وحدك تنعم بالاستصغار ، تنهشك غبرة الطباشير ، تستفزك زيارات المفتش ، تستثيرك تقييمات القلم الأحمر ، و يهينك التفتح التكنولوجي ، تقض مضجعك لا مبالاة الدولة ، تخال نفسك خارج سياج الإنسانية ، وحدك تُسيَّر شذرات تافهة ، و يصدق عليك نظم الشاعر:
تحطمنا الأيام كأننا ** زجاج ولكن لا يعاد لنا سبك
صوتك يعلو و يصدح عبر ذبذبات البياض ، ولا سامع ولا مجيب ، يُحبر كلامك قراطيس عديدة ، و لا قارئ ولا متهج ، عزاؤك متلقيك الافتراضي عله يقتسم معك النقمة .. و يبقى صراخك مجلجلا ، و قدرك شارحا وعذابك فاضحا، و صبرك جامحا ....و كل معلم ، أستاذ.....وأسئلته بألف تناسل و صفر جواب.