المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأمل في....تألم


tarbaoui77
20-10-2008, 17:35
ذات مفعمة بالآهات، زاخمة بالأنين، ذات صادحة بالثرثرة و اللغط، تتمطى بين أظلاف واقع أسود سواد ليل أفل عنه قمر باسم، يجلو بفداحته على صفحات أسمالها السطحية الخنزة وحش مفترس يلتهمها و يزدريها بشراهة وشراسة ، يستبد بأنيابه الحادة و بمخالبه الواخزة و يهش عليها تم يفتق جلدها الذي كان يوما ما بشرة، واقع يعلمها كيفية المراس و الدربة ، كيفية التجمد و الانصهار في تلا فيفه و غياهيبه ، كيفية الاندماج في ملابساته وحيثياته..ذات صاغرة تتمرجل و تزهو بانتشالها لقمة عيش من عمق سراديب مستنقع تتلألأ ظلمته بمصابيح البطالة، ذات تحس بعد تأملاتها الآسنة ، وتيهان خيوطها في منسج واقعها المتشعب، و كأنها ستحتف وتطمر تحت الثرى و تبلع الكائنات الحية مادتها اللحمية و العظمية لكنًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًـــــــــ ــــــ.....ها تجد في القلم ضالتها و في البياض أحلامها و في الكلمة علاجها ..الحبر يحيل لهيب قبس الحياة بردا وسلاما ..تتناسل الكلمات ، تتوالد ، تقرس، تسخر، وتتهكم لتملي شطحات هذا المنطق الجاف ، الميت و المجلج، لتستعيد بعضا من عافيتها و تسترد الروح شيئا من بهجتها، و تتبغدد الذات بعالمها ال*****ي..تنقل لكم عبر شاشة الإلهام الذي يرسو بمراكبه على ضفاف الخط و الإملاء أشرطة وثائقية مشوقة، كي تستبضعوا بمومُّوات عيونكم لقطات و مشاهد من هذا المرتع الرذل، بل وتسترفلوا ببصائركم البصيرة ، مقتطفات تعينكم على فك تشعبات هذه الحياة، عساكم أن تشاطروننا فرجة الأسى و الأسف ، و تسمعوا معنا عزفا منقورا على أكتاف جبال ، تلال ، هضاب ، و كثبان رمل ، هذه التي تململ زوابع حباتها الحنق في أبداننا، وتذرو ذراتها الصغيرة في إنسان عيوننا ، فنتمرد و نثور، لكننا نصطدم بتيار واقعنا المكلوم، المشظى فلا تلبث صيحاتنا أن تهين و تخر بين أظلافه و أغواره المكشوفة ، وسرعان ما تتهادى الثورة و يسكن التمرد ، فنعطي أنفسنا لتداعيات تدغدغ آمالنا و تهدهد رجاءاتنا....!؟
معلم ، مدرس، مربي ، أستاذ، موظف ، كُعلَّيم ، موعليم ، فقيه ، طَّالْبْ.. اختلطت عليك الأسماء، النعوت والمسميات أنت أيها الرجل/ المراة ، الحالم و المعاند أيها الإنسان الصابر و المكابر منذ تسلمت قرار تعيينك عُلقت على جبينك صفيحة من لظى مكتوب عليها لونك الاجتماعي ، سهلة التهجي ، سلسة الفهم ، في المتناول ، بسيطة المعنى ، سائغة التأويل ، ..التحقت بمقر العمل وقبل أن تسلم أوراق اعتمادك للمدير ، كان الأهالي نساء رجالا و أطفالا قد سبقوا إلى معرفة هويتك استقبلوك بثغور باسمة و وجوه باشة و أياد هاشة و أنت ترد بالمثل اقتداء أو لأن الموقف يقتضي ذلك، يفغر فمك عن صف بياض ، وقلبك يضخ السواد ، تدخل الإدارة توقع المحضر وتوقع معه انطلاقة مسيرة المعانات و المكابرة و الصراخ والأنين و الشكوى والحزن والتعاسة واليأس و القنوط والهم والغم و الألم و الحسرة والظنك والحرمان والشؤم والاشمئزاز و النفور و الكراهية ووو...ووو الحال هو الحال . تستأجر بيتا أو جحرا أو قبوا أو سردابا أو مغارة أو مرأبا أو خيمة أو حانوتا تسكن ... و تسكن قلبك و عقلك أفانين القهقرى ، تستقر...و تستقر في عينيك وخاطرك نمنمات الشروخ و النزاع النفسيين ، و رويدا رويدا، مهلا مهلا، يتغلغل الروتين ، الاعتيادي ، اليومي ، والرتيب في عمق طموحاتك ، في هواجسك و في متمنياتك و رؤاك في مراميك و أهدافك و مناشيدك ، فتنهد ، تخمد ، تخبو ، تنحل ، تتلاشى، تتشظى حبات ، دقائق ، و ذرات تلتقطها بأصابعك التي استحالت أشواكا تخز الجنب ، تزرعها بذورا و شتائل في حقل تعاسة التنظير في هكتار الفشل الذريع في خصوبة أرض عجفاء ، قاحلة وعاقر ، لتنبث عوسجا ، فلحاء وزقوما تتجرعها غلة بمذاق العلقم ، بنكهة الدفلى المقطرة، يصلك رذاذ التغيير و تغيير التغيير و تغيير التغيير المتغيَّر، يلسعك رشق الإصلاح و إصلاح الإصلاح و إصلاح الإصلاح المصلوح لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــكن تفو..تفوتفو...يلغط المنبه أو يصيح الديك، تدعك أجفانك التاعبة ، يسخن الشاي البائت تتلذذه حلوا يدفئ الصدر ، تتأبط المحفظة العاجة بالكراريس و التحاضير و الإعدادات ، تدخل الفصل تتقمص شخصية مسرحية ، تنعق خطابك المألوف ، تحاول الإبداع في دورك ، تمثل باندماج تام ، يعجب الجمهور البريء بنصك المسرحي ، تعلق عيون الصبابة بتمثيلك الفردي ، تشرئب الأعناق لترفل من فنك الذي هو إملاءات منزلة من برامج و مناهج ملزمة ..تغلق باب الفصل بعدما تسلخ من جلدك إكسسوار التشخيص و تزيح مساحيق الوجه المسرحي ، وتلبس زيك الحقيقي تجر شلوك على أرض متربة ، و ذاكرتك تشتغل على مأدبة بيض وطماطم أو علبة سردين محفوظة أو ...تدخل مشلولا مكلوما و سطل الوحدة ينهمي على كلكلك ..عركتك العزلة وعركتها ، نالت منك الغربة ونلت منها ، جشتك الوحشة وجششتها في مخفرك الطيني أو الصلصالي أو الكلسي ..تجد ضالتك في سائل أسود بطعم البن، تتلذذه بأرومة الدخان و الكيف ، تتقوت بما قسم الله .
يجيء الليل بجلباب الظلام الدامس، تمزق رحابة غلسه بوميض قنديل ، شمعة ، فتيلة أو مصباح يدوي .يضيع نصف الليل في التحضير ، القراءة ، الكتابة و التفكير ، و تضيع أنت في بهمة النصف الآخر.. لا حلم لك ولا رؤيا نومك نوم في أرق، يقظة في سبات . تعطي نفسك لهفهفات عوالم الخاطر ..أيناك من طفولتك العذبة ، الزلالة الرقراقة ، الصافية والدمعية ؟ يوم كنت تلعب مع أقرانك و لا تعير الدنيا اهتماما كما لا تعيرك هي اهتماما ، يوم كنت تنكت التراب وترفل منه قدرا ثم تبلعه في شهوة بالغة ، يوم كنت تنتزع حقك بالبكاء و سائل يشبه الغراء يندلق من منخرك فتلحسه في لذة ، يوم كنت تذهب مع ال(مِّي) إلى الحمام العمومي فتقاوم دلكها وفوقعات الصابون بالنهيق و الجهش، غير آبه بالنهود النافرة و الأرداف المكورة أمامك، يوم كنت تنام على حكايات الجدة و تعتقد أنها حقائق لا غبار عليها ، يوم كنت تلهو الغميضة والكاشكاش ، الزعلولة ، مالة ، دينيفري، ماسة...هيهات لو عادت هنيهات من تلك الأيام المنحوتة بشتى تلاوين الحنان والصبابة و الغنى الطفولي ..أيناك اليوم من يومئد؟ . تحملت المسؤولية ، وعيت الحياة، خبرت الدنيا ، صرت مكلفا ، حاملا أمانة.. مفروض عليك أن تحي في عالم ضاج ب: البطالة،الشغل ، الحي، الحياة ، الشاي، السكر ، السكن ، القدرة الشرائية ، الاقتصاد ، العزوبة ،الزواج ، الشذوذ ، الحب ، الحرب ، الحرية ، الإنترنت ، التأثيث ، الدراسة، السياسة ، العرب ، الغرب ، السوق ، المقهى ، علب الليل ، الحشيش ، السجائر، التشرد ، التمرد ، التحزب ، التعصب ، الإرهاب ، الاغتصاب ، الانقلاب ، الأحباب ،أولاد الكلاب ، الإدارة، الوزارة، السفارة ، التجارة ، الاستمارة، العمارة ، الديمقراطية ، الاشتراكية ، العلمانية ....هكذا تغزوك عيارات المصطلحات ، تلج مختصرة مسامعك فتزيدها صداعا و أصواتا. تعاضدت عليك عواقب الزمان و تكالبت نوائب المكان ، تحيى بلا أمان و تعيش على الحرمان وحدك تنعم بالاستصغار ، تنهشك غبرة الطباشير ، تستفزك زيارات المفتش ، تستثيرك تقييمات القلم الأحمر ، و يهينك التفتح التكنولوجي ، تقض مضجعك لا مبالاة الدولة ، تخال نفسك خارج سياج الإنسانية ، وحدك تُسيَّر شذرات تافهة ، و يصدق عليك نظم الشاعر:
تحطمنا الأيام كأننا ** زجاج ولكن لا يعاد لنا سبك
صوتك يعلو و يصدح عبر ذبذبات البياض ، ولا سامع ولا مجيب ، يُحبر كلامك قراطيس عديدة ، و لا قارئ ولا متهج ، عزاؤك متلقيك الافتراضي عله يقتسم معك النقمة .. و يبقى صراخك مجلجلا ، و قدرك شارحا وعذابك فاضحا، و صبرك جامحا ....و كل معلم ، أستاذ.....وأسئلته بألف تناسل و صفر جواب.

Fouad.M
20-10-2008, 18:39
ذات مفعمة بالآهات، زاخمة بالأنين، ذات صادحة بالثرثرة و اللغط، تتمطى بين أظلاف واقع أسود سواد ليل أفل عنه قمر باسم، يجلو بفداحته على صفحات أسمالها السطحية الخنزة وحش مفترس يلتهمها و يزدريها بشراهة وشراسة ، يستبد بأنيابه الحادة و بمخالبه الواخزة و يهش عليها تم يفتق جلدها الذي كان يوما ما بشرة، واقع يعلمها كيفية المراس و الدربة ، كيفية التجمد و الانصهار في تلا فيفه و غياهيبه ، كيفية الاندماج في ملابساته وحيثياته..ذات صاغرة تتمرجل و تزهو بانتشالها لقمة عيش من عمق سراديب مستنقع تتلألأ ظلمته بمصابيح البطالة، ذات تحس بعد تأملاتها الآسنة ، وتيهان خيوطها في منسج واقعها المتشعب، و كأنها ستحتف وتطمر تحت الثرى و تبلع الكائنات الحية مادتها اللحمية و العظمية لكنًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًـــــــــ ــــــ.....ها تجد في القلم ضالتها و في البياض أحلامها و في الكلمة علاجها ..الحبر يحيل لهيب قبس الحياة بردا وسلاما ..تتناسل الكلمات ، تتوالد ، تقرس، تسخر، وتتهكم لتملي شطحات هذا المنطق الجاف ، الميت و المجلج، لتستعيد بعضا من عافيتها و تسترد الروح شيئا من بهجتها، و تتبغدد الذات بعالمها ال*****ي..تنقل لكم عبر شاشة الإلهام الذي يرسو بمراكبه على ضفاف الخط و الإملاء أشرطة وثائقية مشوقة، كي تستبضعوا بمومُّوات عيونكم لقطات و مشاهد من هذا المرتع الرذل، بل وتسترفلوا ببصائركم البصيرة ، مقتطفات تعينكم على فك تشعبات هذه الحياة، عساكم أن تشاطروننا فرجة الأسى و الأسف ، و تسمعوا معنا عزفا منقورا على أكتاف جبال ، تلال ، هضاب ، و كثبان رمل ، هذه التي تململ زوابع حباتها الحنق في أبداننا، وتذرو ذراتها الصغيرة في إنسان عيوننا ، فنتمرد و نثور، لكننا نصطدم بتيار واقعنا المكلوم، المشظى فلا تلبث صيحاتنا أن تهين و تخر بين أظلافه و أغواره المكشوفة ، وسرعان ما تتهادى الثورة و يسكن التمرد ، فنعطي أنفسنا لتداعيات تدغدغ آمالنا و تهدهد رجاءاتنا....!؟
معلم ، مدرس، مربي ، أستاذ، موظف ، كُعلَّيم ، موعليم ، فقيه ، طَّالْبْ.. اختلطت عليك الأسماء، النعوت والمسميات أنت أيها الرجل/ المراة ، الحالم و المعاند أيها الإنسان الصابر و المكابر منذ تسلمت قرار تعيينك عُلقت على جبينك صفيحة من لظى مكتوب عليها لونك الاجتماعي ، سهلة التهجي ، سلسة الفهم ، في المتناول ، بسيطة المعنى ، سائغة التأويل ، ..التحقت بمقر العمل وقبل أن تسلم أوراق اعتمادك للمدير ، كان الأهالي نساء رجالا و أطفالا قد سبقوا إلى معرفة هويتك استقبلوك بثغور باسمة و وجوه باشة و أياد هاشة و أنت ترد بالمثل اقتداء أو لأن الموقف يقتضي ذلك، يفغر فمك عن صف بياض ، وقلبك يضخ السواد ، تدخل الإدارة توقع المحضر وتوقع معه انطلاقة مسيرة المعانات و المكابرة و الصراخ والأنين و الشكوى والحزن والتعاسة واليأس و القنوط والهم والغم و الألم و الحسرة والظنك والحرمان والشؤم والاشمئزاز و النفور و الكراهية ووو...ووو الحال هو الحال . تستأجر بيتا أو جحرا أو قبوا أو سردابا أو مغارة أو مرأبا أو خيمة أو حانوتا تسكن ... و تسكن قلبك و عقلك أفانين القهقرى ، تستقر...و تستقر في عينيك وخاطرك نمنمات الشروخ و النزاع النفسيين ، و رويدا رويدا، مهلا مهلا، يتغلغل الروتين ، الاعتيادي ، اليومي ، والرتيب في عمق طموحاتك ، في هواجسك و في متمنياتك و رؤاك في مراميك و أهدافك و مناشيدك ، فتنهد ، تخمد ، تخبو ، تنحل ، تتلاشى، تتشظى حبات ، دقائق ، و ذرات تلتقطها بأصابعك التي استحالت أشواكا تخز الجنب ، تزرعها بذورا و شتائل في حقل تعاسة التنظير في هكتار الفشل الذريع في خصوبة أرض عجفاء ، قاحلة وعاقر ، لتنبث عوسجا ، فلحاء وزقوما تتجرعها غلة بمذاق العلقم ، بنكهة الدفلى المقطرة، يصلك رذاذ التغيير و تغيير التغيير و تغيير التغيير المتغيَّر، يلسعك رشق الإصلاح و إصلاح الإصلاح و إصلاح الإصلاح المصلوح لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــكن تفو..تفوتفو...يلغط المنبه أو يصيح الديك، تدعك أجفانك التاعبة ، يسخن الشاي البائت تتلذذه حلوا يدفئ الصدر ، تتأبط المحفظة العاجة بالكراريس و التحاضير و الإعدادات ، تدخل الفصل تتقمص شخصية مسرحية ، تنعق خطابك المألوف ، تحاول الإبداع في دورك ، تمثل باندماج تام ، يعجب الجمهور البريء بنصك المسرحي ، تعلق عيون الصبابة بتمثيلك الفردي ، تشرئب الأعناق لترفل من فنك الذي هو إملاءات منزلة من برامج و مناهج ملزمة ..تغلق باب الفصل بعدما تسلخ من جلدك إكسسوار التشخيص و تزيح مساحيق الوجه المسرحي ، وتلبس زيك الحقيقي تجر شلوك على أرض متربة ، و ذاكرتك تشتغل على مأدبة بيض وطماطم أو علبة سردين محفوظة أو ...تدخل مشلولا مكلوما و سطل الوحدة ينهمي على كلكلك ..عركتك العزلة وعركتها ، نالت منك الغربة ونلت منها ، جشتك الوحشة وجششتها في مخفرك الطيني أو الصلصالي أو الكلسي ..تجد ضالتك في سائل أسود بطعم البن، تتلذذه بأرومة الدخان و الكيف ، تتقوت بما قسم الله .
يجيء الليل بجلباب الظلام الدامس، تمزق رحابة غلسه بوميض قنديل ، شمعة ، فتيلة أو مصباح يدوي .يضيع نصف الليل في التحضير ، القراءة ، الكتابة و التفكير ، و تضيع أنت في بهمة النصف الآخر.. لا حلم لك ولا رؤيا نومك نوم في أرق، يقظة في سبات . تعطي نفسك لهفهفات عوالم الخاطر ..أيناك من طفولتك العذبة ، الزلالة الرقراقة ، الصافية والدمعية ؟ يوم كنت تلعب مع أقرانك و لا تعير الدنيا اهتماما كما لا تعيرك هي اهتماما ، يوم كنت تنكت التراب وترفل منه قدرا ثم تبلعه في شهوة بالغة ، يوم كنت تنتزع حقك بالبكاء و سائل يشبه الغراء يندلق من منخرك فتلحسه في لذة ، يوم كنت تذهب مع ال(مِّي) إلى الحمام العمومي فتقاوم دلكها وفوقعات الصابون بالنهيق و الجهش، غير آبه بالنهود النافرة و الأرداف المكورة أمامك، يوم كنت تنام على حكايات الجدة و تعتقد أنها حقائق لا غبار عليها ، يوم كنت تلهو الغميضة والكاشكاش ، الزعلولة ، مالة ، دينيفري، ماسة...هيهات لو عادت هنيهات من تلك الأيام المنحوتة بشتى تلاوين الحنان والصبابة و الغنى الطفولي ..أيناك اليوم من يومئد؟ . تحملت المسؤولية ، وعيت الحياة، خبرت الدنيا ، صرت مكلفا ، حاملا أمانة.. مفروض عليك أن تحي في عالم ضاج ب: البطالة،الشغل ، الحي، الحياة ، الشاي، السكر ، السكن ، القدرة الشرائية ، الاقتصاد ، العزوبة ،الزواج ، الشذوذ ، الحب ، الحرب ، الحرية ، الإنترنت ، التأثيث ، الدراسة، السياسة ، العرب ، الغرب ، السوق ، المقهى ، علب الليل ، الحشيش ، السجائر، التشرد ، التمرد ، التحزب ، التعصب ، الإرهاب ، الاغتصاب ، الانقلاب ، الأحباب ،أولاد الكلاب ، الإدارة، الوزارة، السفارة ، التجارة ، الاستمارة، العمارة ، الديمقراطية ، الاشتراكية ، العلمانية ....هكذا تغزوك عيارات المصطلحات ، تلج مختصرة مسامعك فتزيدها صداعا و أصواتا. تعاضدت عليك عواقب الزمان و تكالبت نوائب المكان ، تحيى بلا أمان و تعيش على الحرمان وحدك تنعم بالاستصغار ، تنهشك غبرة الطباشير ، تستفزك زيارات المفتش ، تستثيرك تقييمات القلم الأحمر ، و يهينك التفتح التكنولوجي ، تقض مضجعك لا مبالاة الدولة ، تخال نفسك خارج سياج الإنسانية ، وحدك تُسيَّر شذرات تافهة ، و يصدق عليك نظم الشاعر:
تحطمنا الأيام كأننا ** زجاج ولكن لا يعاد لنا سبك
صوتك يعلو و يصدح عبر ذبذبات البياض ، ولا سامع ولا مجيب ، يُحبر كلامك قراطيس عديدة ، و لا قارئ ولا متهج ، عزاؤك متلقيك الافتراضي عله يقتسم معك النقمة .. و يبقى صراخك مجلجلا ، و قدرك شارحا وعذابك فاضحا، و صبرك جامحا ....و كل معلم ، أستاذ.....وأسئلته بألف تناسل و صفر جواب.


الافت للنظر في عملك هذا هو الزخم اللغوي الذي تمتلكه اخي التربوي،اذ يفصح بشكل صارخ المامك الشديد باللغة وتطويعك لها....
اعتز بقلم سيفتح باب المنتدى على مصراعيه، بل سينيره ويطعمه...
شكرا اخي على مساهمتك المتميزة...

tarbaoui77
20-10-2008, 20:38
مرورك عزيزي من هنا أثلج صدري و أصابني برضاء نفسي بليغ
شكرا لصبرك و لقراءتك و لما تركته من انطباع
أما اللغة فهي بحر شطآنه مديدة وأما المتمكن منها فليس حسبه إلا اليسير

الغِلاَق
20-10-2008, 21:47
rs5rs5

أخي الكريم
أتفهم هذه الشحنة التي فرغتها دفعة واحدة في لحظة شقاء !
أتفهم كل كلمة رميت بها في ارتباطها بسياق نصك،وحتى بغير سياق .
اتفهم هذا الزخم الذي تنوي به قول كل شيء ولكن الغصة لا تزال عالقة بحلقك !
اُكتب أخي اُكتب ثم اكتب،إن الكتابة هي الفعل المتاح في ظل تلك الظروف القاسية قسوة "الساهرين"(ساهرين فعلا لممارسة طقوسهم الخاصة !) على المنظومة التربوية/ المجتمعية..
اكتب أخي حتى لا تصاب بانهيار عصبي !
اكتب حتى لا تفقد عقلك !
اكتب مادمت تمتلك مقومات لغة رفيعة ،تلك أداتك التي تعبر بها عن وجودك ..
مع خالص ودي.
تقبل مروري أيها العزيز .

rs5rs5

tarbaoui77
21-10-2008, 21:43
هاك تحيتي بحجم السماء عزيزي
شكرا لاقتسامك معي خبز خربشات طلسمتها و أنا....حتى ..؟؟
مثلك يدفع إلى اقتراف لعنة الكتابة حتي... نرضى بالحياة.
تستحق الحياة أخي

الغِلاَق
21-10-2008, 21:54
هاك تحيتي بحجم السماء عزيزي
شكرا لاقتسامك معي خبز خربشات طلسمتها و أنا....حتى ..؟؟
مثلك يدفع إلى اقتراف لعنة الكتابة حتي... نرضى بالحياة.
تستحق الحياة أخي

rs5rs5

تكفيني تحية بحجم كف يدك التي بها يمكن أن تقطف غيوم السماء نفسها لتعصرها دموعا تروي ظمأ الأرض القاحلة السوداء لتنبت ورودا نتنسم شذاها أيها العزيز .
فاكتب إذن .
rs5rs5

salma8
21-10-2008, 22:51
لغة رائعة و ثرية
اسمحلي أن أقول لك حتى و لم أكن أنتمي لسلك التعليم ان مهنتكم أعظم مهنة و ان لم تلقو الجزاء في الدنيا فاحتسبوا الأجر عند الله.
اللهم اجز من علمني و جميع المدرسين و المربين خير الثواب

الغِلاَق
21-10-2008, 23:29
لغة رائعة و ثرية
اسمحلي أن أقول لك حتى و لم أكن أنتمي لسلك التعليم ان مهنتكم أعظم مهنة و ان لم تلقو الجزاء في الدنيا فاحتسبوا الأجر عند الله.
اللهم اجز من علمني و جميع المدرسين و المربين خير الثواب

rs5rs5

باسم جميع الأساتذة على مختلف اسلاكهم التعليمية أشكرك أيتها الأخت العزيزة على اعترافك الصادق صدق سريرتك في زمن قل فيه هذا الاعتراف.
جزاك الله عنا كل خير.أتمنى لك كل التوفيق في حياتك .

rs5rs5

tarbaoui77
22-10-2008, 09:51
شهادتك أختي salma8 تاج مرصع بنجوم تبرق صدقا أخلاقيا متميزا
تكفينا لنرفع همتنا إلى القمة الشماء
أشد على يديك يا أستاذة لا تمتهن التدريس