المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هما المدرس و التلميذ في النظام الجديد؟ جواد رضواني


التربوية
23-10-2008, 13:00
من هما المدرس و التلميذ في النظام الجديد؟ 22/10/2008


http://www.oujdacity.net/i/data/ocv3/Image/Ecole/sz.jpg/153652008-25015365.jpg (http://www.oujdacity.net/img/700/data/ocv3/Image/Ecole/sz.jpg)

عن وجدة سيتي نت

من بعدما فشلت الخطة الإصلاحية التي تبناها المغرب في مجال التعليم و توالي عدد من الخطط التي يتبين أنها فاشلة هي نفسها من خلال استقراء قبلي لها من طرف رجال و نساء التعليم و توالي صدور مذكرات تعليمية تنظيمية تحمل بين طياتها أمور غريبة لا تمت للإصلاح بصلة، صار من الممكن التحدث عن واقع تعليمي أخر غير الذي تتغنى به الدوائر الرسمية و لا حتى من يظن أن الإصلاح كائن و أن الأمور تتحسن من رجال تعليم و غيرهم من الناس. لقد حسمت الدولة في أمر التعليم إلى الأبد و أخرجته من إطاره القديم إلى عالم جديد. في أفق الإعداد لخوصصة هذا القطاع قامت الأوساط التي أنيطت لها مسؤولية قيادة عربة التعليم بالمغرب بإدخال تعديلات جوهرية تمس مراكز حساسة بهذا القطاع الذي ينبني عليه مصير الأمة القادم بأكملها. و من بين أهم ما صدر بهذا الصدد هو تغيير المقررات المدرسة للتلاميذ و إلزام المدرسين، عبر دوريات التفتيش و المتابعة الإدارية، بالتطبيق الحرفي لما تمليه جماعة المفتشين من تعاليم تطبيقية و كذلك محتويات الكتب المدرسية. على صعيد الابتدائي و الإعدادي و الثانوي و حتى الجامعي أصبح اليوم على المدرس وجوب التقيد ببرنامج تدريسي معد مسبقا و لا ينبغي الخروج عنه كيفما كانت الأحوال، فباب الاجتهاد أغلق و لم يعد أمرا مستحبا بل مرفوضا بالقطع.
و بما أن المقررات الدراسية جاءت فارغة من المحتوى إلا من بعض الصور و أشباه التمارين التي تدرب العقل على التكاسل و التواكل بدل الجد و الاجتهاد، و بما أن نسبة النجاح ارتفعت حسب المخطط الإسترجالي الأخير إلى نسب خيالية، فانه لم يعد للمدرس دور في القسم سوى حراسة التلاميذ من القيام بأفعال الشغب، بل إن كل ما يقوم به مدرسوا اليوم هو جمع عدد من التلاميذ داخل قسم من الأقسام لمدة ساعة أو ساعتين و إلهاؤهم بأشياء يقوم بها أمامهم و على السبورة ريثما يدق الجرس فيسرحهم إلى سبيل حالهم. و هكذا أصبح المدرس في المنظومة التربوية الجديدة عبارة عن حارس تلاميذ، كما أن مسالة المعرفة لم تعد معيارا لكفاءة المدرس نظرا لدناءة الدروس و قلة معارف التلاميذ الدين يجدون أنفسهم في أقسام تم تصديرهم إليها من باب العدد اللازم وليس من باب الكفاءة العلمية. في النظام الجديد صار دور المدرس الكفء هو كل مدرس كان قادرا على أن يلهي الأعداد الهائلة من التلاميذ التي تتوافد إلى قسمه يوميا و أن يفعل ما بوسعه حتى يجعلها تواظب على حصته و لا تقوم بأية أعمال صبيانية و شبابية طائشة خلال الحصة إلى أن تعود لبيوتها فيتكلف بها الآباء و تصير تحت مسؤوليتهم، و هكذا دواليك. أ
صبحت المدرسة مكانا عاما يجمع به الآلاف من الأطفال و الشباب إلى حين خوفا من خروجهم إلى الشارع و استقطابهم داخل مؤسسات يوفر أصحابها تعليم لا يتماشى و سياسة الدولة العامة. معلم اليوم أصبح يتقاضى أجره كحارس و ليس كمدرس، بل إن العبء التدريسي الذي يدعيه البعض لم يعد أبدا ناتجا عن قوة عقلية تتطلب من المدرس بدل جهد عقلي ضخم من اجل إيصال المعلومة للتلميذ، هو في الحقيقة جهد عضلي و صوتي من اجل ضبط الفصل و الحفاظ على مستوى معين من الانضباط حتى لا تصير المدرسة سوق أو ملعب. حتى المذكرات التي تخص هيأة التدريس و التي نصفها يرد مخصصا لما يسمى بالإدارة التربوية التي هي نفسها ليست تربوية بل حراسية، تصب كلها في بحر واحد و هو التفاني في الحضور و العمل اكبر مدة ممكنة و لا تخص أبدا المعرفة و المستويات المدرسة و أنواع الدروس المكلف بإعطائها وعدد الساعات الكافية. لقد أصبح التلميذ داخل الفصل طفلا صغيرا جاهلا ينبغي مراقبته و ضبطه حوالي ثماني ساعات كل يوم، وصار المدرس حارسا واقفا بباب قسم يلهي الأطفال و الشباب لساعات داخل فصله بألعاب طباشيرية و أقوال مرة تضحك ومرة تغضب. تلك هي حال المدرسة المغربية اليوم لكل من أراد أن يعر دوره الحقيقي أكان تلميذا أم كان مدرسا.

Jaouad Radouani

hanimos
23-10-2008, 23:46
شكرا لك أختي على نقل المقال و شكرا ايضا لصاحبه على قراءته و تعريته للواقع
إنها الحقيقة المرة