العقرب الأحمر
06-11-2008, 12:39
لمن نشتكي؟....
ضاقت الدنيا على الفقراء بما رحبت و أضحت حياة أغلبيتهم سوادا في سواد، لا نور يلوح في الأفق و لا بياض يؤثث طموحاتهم المنهوكة و آمالهم الضائعة، و لا خيارات أمامهم سوى خيار البكاء على ما ضاع و ما سيضيع من بقايا ما اكتسبوه عبر عقود من الزمن.
لا يسعني و أنا أكتب هذه السطور إلا أن أرثي لحال الأغلبية الصامتة من أبناء شعبنا و هم يصارعون الواقع المعيشي الذي فرض عليهم بكل تعسف و بدون شفقة أو رحمة.
أول النكبات التي يواجهها المواطن المغربي هو غلاء الأسعار الذي طال جل المواد الأساسية التي لا غنى عنها في أي بيت مغربي، دون أن يواكب هذا التصاعد الصاروخي في الأسعار سياسة أجرية عادلة، ترتفع بموجبها الأجور بشكل يتلائم مع المعطيات المعيشية الحالية.
أضف إلى هذه النكبة ما تمخض عن هذه الوضعية المزرية من أحداث في صفرو و سيدي افني و غيرها من المناطق، لتتحول مطالب مشروعة لفئات قهرها الزمان و أرادت التعبير عما يختلج دواخلها المجروحة إلى مواجهات دموية أظهرت أن المغرب لا زال طفلا يحبو في مجال احترام حقوق الإنسان، و تم ترجيح منطق العصا على سيادة نصوص القانون المكدسة في غرفة الانتظار إلى حين بزوغ شمس الحرية و الأمل في المستقبل، مستقبل الأجيال القادمة التي ستحاسبنا على انهزامياتنا و استسلامنا، وأول المحاسبين هم أولائك الذين اختاروا مهمة تسيير الشأن العام من أجل اقتسام ما تبقى من الثروة المغربية فيما بينهم.
لقد آن الأوان لنسائل أنفسنا على ضوء كل هذه الانتكاسات المجتمعية سؤالنا المخنوق في دواخلنا حول لماذا خسر المغاربة رهان البناء في إطار مشروع مجتمعي متكامل ينهل بكل ذكاء من مقومات الأصالة المغربية مع إضفاء لمسة حداثية على العديد من سلوكياتنا داخل النسق الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي.
فالذي يحز في النفس و يضع كل الغيورين على هذا البلد في موقف محرج كلما تذكروا واقع المغرب و المغاربة، هو أن الشعب في واد و مسؤوليه المحترمين في واد آخر، بعيدين كل البعد عن انشغالاته و اهتماماته و طموحاته المستقبلية، و كأن هؤلاء المنتخبين و المسؤولين الحكوميين الذين قيل لنا بأنهم من إفراز صناديق الاقتراع يمثلون أثناء تأدية مهامهم بلدان أخرى غير المغرب. ايوا اللي شاف شي يكول الله يستر. إن عجلة التنمية و التطور في شتى الميادين لا يستقيم كمعطى موضوعي إلا بتنامي أصوات من داخل جسم المجتمع المتناثرة أشلائه هنا و هناك، لكي تفضح الواقع العفن التي لا زالت ملامحه المشوهة تغرينا بالهرب من حضن الوطن و الارتماء بين أمواج عاتية قد توهمنا بأنها طريق للحلم المؤجل. إن المطالبة بالإنصاف و العدل داخل ربوع هذا الوطن المجروح تستوجب منا التنقيب عن الجهة التي تتواضع احتراما لضعفنا و تقبل بعضا مما يختلج نفوسنا الضائعة، فلمن نشتكي......لمن نشتكي......؟
الخط الأحمر
ضاقت الدنيا على الفقراء بما رحبت و أضحت حياة أغلبيتهم سوادا في سواد، لا نور يلوح في الأفق و لا بياض يؤثث طموحاتهم المنهوكة و آمالهم الضائعة، و لا خيارات أمامهم سوى خيار البكاء على ما ضاع و ما سيضيع من بقايا ما اكتسبوه عبر عقود من الزمن.
لا يسعني و أنا أكتب هذه السطور إلا أن أرثي لحال الأغلبية الصامتة من أبناء شعبنا و هم يصارعون الواقع المعيشي الذي فرض عليهم بكل تعسف و بدون شفقة أو رحمة.
أول النكبات التي يواجهها المواطن المغربي هو غلاء الأسعار الذي طال جل المواد الأساسية التي لا غنى عنها في أي بيت مغربي، دون أن يواكب هذا التصاعد الصاروخي في الأسعار سياسة أجرية عادلة، ترتفع بموجبها الأجور بشكل يتلائم مع المعطيات المعيشية الحالية.
أضف إلى هذه النكبة ما تمخض عن هذه الوضعية المزرية من أحداث في صفرو و سيدي افني و غيرها من المناطق، لتتحول مطالب مشروعة لفئات قهرها الزمان و أرادت التعبير عما يختلج دواخلها المجروحة إلى مواجهات دموية أظهرت أن المغرب لا زال طفلا يحبو في مجال احترام حقوق الإنسان، و تم ترجيح منطق العصا على سيادة نصوص القانون المكدسة في غرفة الانتظار إلى حين بزوغ شمس الحرية و الأمل في المستقبل، مستقبل الأجيال القادمة التي ستحاسبنا على انهزامياتنا و استسلامنا، وأول المحاسبين هم أولائك الذين اختاروا مهمة تسيير الشأن العام من أجل اقتسام ما تبقى من الثروة المغربية فيما بينهم.
لقد آن الأوان لنسائل أنفسنا على ضوء كل هذه الانتكاسات المجتمعية سؤالنا المخنوق في دواخلنا حول لماذا خسر المغاربة رهان البناء في إطار مشروع مجتمعي متكامل ينهل بكل ذكاء من مقومات الأصالة المغربية مع إضفاء لمسة حداثية على العديد من سلوكياتنا داخل النسق الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي.
فالذي يحز في النفس و يضع كل الغيورين على هذا البلد في موقف محرج كلما تذكروا واقع المغرب و المغاربة، هو أن الشعب في واد و مسؤوليه المحترمين في واد آخر، بعيدين كل البعد عن انشغالاته و اهتماماته و طموحاته المستقبلية، و كأن هؤلاء المنتخبين و المسؤولين الحكوميين الذين قيل لنا بأنهم من إفراز صناديق الاقتراع يمثلون أثناء تأدية مهامهم بلدان أخرى غير المغرب. ايوا اللي شاف شي يكول الله يستر. إن عجلة التنمية و التطور في شتى الميادين لا يستقيم كمعطى موضوعي إلا بتنامي أصوات من داخل جسم المجتمع المتناثرة أشلائه هنا و هناك، لكي تفضح الواقع العفن التي لا زالت ملامحه المشوهة تغرينا بالهرب من حضن الوطن و الارتماء بين أمواج عاتية قد توهمنا بأنها طريق للحلم المؤجل. إن المطالبة بالإنصاف و العدل داخل ربوع هذا الوطن المجروح تستوجب منا التنقيب عن الجهة التي تتواضع احتراما لضعفنا و تقبل بعضا مما يختلج نفوسنا الضائعة، فلمن نشتكي......لمن نشتكي......؟
الخط الأحمر