abouayoub
10-11-2008, 13:45
رسالة إلى من يهمه الأمر من مواطن محسوب ظلما على " الطبقة الوسطى "
في مساء السادس من نونبر الذي نخلد فيه ذكرى المسيرة الخضراء التي بها استرجعنا الصحراء، و في خضم انتظار الأسرة الصغيرة للساعة الثامنة والنصف مساء للإنصات إلى خطاب جلالة الملك،طرأ نقاش بيننا حول الوجبة التي سنتناولها، نحن أفراد الأسرة المكونة من كاتب السطور والزوجة والأبناء الخمسة ومنهم رضيعة، في العشاء. استقر رأينا على نصف كيلوغرام "بيصارة" و خبزتين لسد الرمق و لها مدبر حكيم في فطور غد الجمعة.
لم نشتهي البصارة، خاصة أن العبد الضعيف يعاني من التهاب مزمن في القولون وحرم عليه الأطباء القطنيات، ولكن"كاينة ظروف".
في اليوم السادس من الشهر، نفذت كل الموارد بعد أن ذهبت هي و المدخرات في تغطية مصاريف الدخول المدرسي الباهظة، وبذلك أصبح أداء وجيبة الكراء البالغة مع مصاريف الماء والكهرباء 2700 درهم من قبيل المستحيلات، أما فاتورة البقال للشهر الفارط فعلى الرغم من حرصنا على ألا تتجاوز ألف درهم تعدت ذلك وأصبحنا نترقب في كل وقت وحين طرقه باب شقتنا المتواضعة ليسمعنا كلاما في الأخلاق ورد الدين.
ولأن التفكير في المستقبل القريب أصبح خارج أجندتنا، ألغينا بشكل نهائي التفكير في كبش العيد، لاسيما وأننا حرمنا من تذوق اللحوم وأصبحنا نباتيين منتظمين، اللهم بيضات بين الفينة والأخرى.
مع ذلك، تتعمد الحكومة استفزازنا بخطابات لا أساس لها من قبيل التطبيل لدعم الطبقة الوسطى.
العبد الضعيف لا يلعب قمارا وليس من النوع المسرف في المأكل والملبس يحسب ظلما على طبقة لا توجد. وإنه ليجد مضاضة في التذكير بمسار مهني طويل لم يجن من ورائه سوى اللحظة الراهنة في غرة يوم وطني عظيم.
إنني وأسرتي قادرون على تحمل الجوع، لكننا لا نقبل أبدا استبلادنا و تصنيفنا ضمن الطبقة المتوسطة التي لا توجد على ارض الواقع.
بناء على رفضنا للاستبلاد، تبقى فكرة الانتحار الجماعي الأسري أمام قطار سريع جد واردة، خاصة وأننا ناقشنا واقعة انتحار امرأة حامل مع بناتها الثلاث باعتراض القطار في المحمدية وتفهمنا ما أقدمت عليه. القضية ليس فيها كفر أو إيمان، بل فيها حياة وشبه حياة. حقيقة لا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار. الكلام عن دنيا المغرب وليس عن عالم الآخرة .(محمد مشهوري)
في مساء السادس من نونبر الذي نخلد فيه ذكرى المسيرة الخضراء التي بها استرجعنا الصحراء، و في خضم انتظار الأسرة الصغيرة للساعة الثامنة والنصف مساء للإنصات إلى خطاب جلالة الملك،طرأ نقاش بيننا حول الوجبة التي سنتناولها، نحن أفراد الأسرة المكونة من كاتب السطور والزوجة والأبناء الخمسة ومنهم رضيعة، في العشاء. استقر رأينا على نصف كيلوغرام "بيصارة" و خبزتين لسد الرمق و لها مدبر حكيم في فطور غد الجمعة.
لم نشتهي البصارة، خاصة أن العبد الضعيف يعاني من التهاب مزمن في القولون وحرم عليه الأطباء القطنيات، ولكن"كاينة ظروف".
في اليوم السادس من الشهر، نفذت كل الموارد بعد أن ذهبت هي و المدخرات في تغطية مصاريف الدخول المدرسي الباهظة، وبذلك أصبح أداء وجيبة الكراء البالغة مع مصاريف الماء والكهرباء 2700 درهم من قبيل المستحيلات، أما فاتورة البقال للشهر الفارط فعلى الرغم من حرصنا على ألا تتجاوز ألف درهم تعدت ذلك وأصبحنا نترقب في كل وقت وحين طرقه باب شقتنا المتواضعة ليسمعنا كلاما في الأخلاق ورد الدين.
ولأن التفكير في المستقبل القريب أصبح خارج أجندتنا، ألغينا بشكل نهائي التفكير في كبش العيد، لاسيما وأننا حرمنا من تذوق اللحوم وأصبحنا نباتيين منتظمين، اللهم بيضات بين الفينة والأخرى.
مع ذلك، تتعمد الحكومة استفزازنا بخطابات لا أساس لها من قبيل التطبيل لدعم الطبقة الوسطى.
العبد الضعيف لا يلعب قمارا وليس من النوع المسرف في المأكل والملبس يحسب ظلما على طبقة لا توجد. وإنه ليجد مضاضة في التذكير بمسار مهني طويل لم يجن من ورائه سوى اللحظة الراهنة في غرة يوم وطني عظيم.
إنني وأسرتي قادرون على تحمل الجوع، لكننا لا نقبل أبدا استبلادنا و تصنيفنا ضمن الطبقة المتوسطة التي لا توجد على ارض الواقع.
بناء على رفضنا للاستبلاد، تبقى فكرة الانتحار الجماعي الأسري أمام قطار سريع جد واردة، خاصة وأننا ناقشنا واقعة انتحار امرأة حامل مع بناتها الثلاث باعتراض القطار في المحمدية وتفهمنا ما أقدمت عليه. القضية ليس فيها كفر أو إيمان، بل فيها حياة وشبه حياة. حقيقة لا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار. الكلام عن دنيا المغرب وليس عن عالم الآخرة .(محمد مشهوري)