محمد معمري
15-11-2008, 15:08
- بكاء -
أشرقت الشمس، طار الطير من أوكاره خماصا يسبح بحمد القدوس الذي يرزقه طعاما وشرابا وأزواجا وذرية...
شاءت الأقدار أن مرت عصفورة فوق حيّ الظلم والجور فرشقها أحد الطغاة برصاص العدوان فلم تستطع مواصلة الطيران رغم مقاومتها رضخت إلى الأرض تنوح وتصرخ من شدة الألم.. لقد شعرت بأنها ثواني الاحتضار فصاحت بما تبقى لها من أنفاس:
- وا ألماه! أينك يا حبيبي؟ آه! آه! آه! رصاص الظلم في صدري.. إني أتمزق؛ آه! آه! آه! وا ألماه!
http://www.7arakaat.com/up/files/5lkhwf3s8ioqp6ecjf4h.jpg
سمع الحبيب صوت حبيبته المؤلم فنزل على التو في دهشة وحيرة قائلا:
- ها أنذا يا حبيبتي، ما بك!؟
أجابته بضيق تنفس وأنين وحروف متقطعة:
- إنها الموت! فاختر ما علا لك ذكره؟
قال لها ودمع العين قد عمل مسيلا:
- ما من حبيب وامق لحبيبته إلا والدهر له فاجع! لقد أحال الدهر علي من كل جانب.
وصرخ صرخة رددتها كل الجبال من حولهم:
- فوا أسفي!
http://www.7arakaat.com/up/files/1c5qox5hcg12uexgf3qk.jpg
سهام المنايا أنزلتها الأقدار فلفظت أنفاسها الأخيرة. بدأ يطوف حول جثتها وهو لا يُصدّق ما رأت عيناه، صار يتلعثم في كلامه وقال بصوت يكاد أن ينخنق:
- ماتت!؟ ماتت!؟ ماتت!؟
ثم صرخ بأعلى صوت:
- لــــاــــــ، لــــاــــــ، لــــاــــــ.
http://www.7arakaat.com/up/files/hnktfxnedtp9mxytddat.jpg
بدأ يطوف حول جثتها كالأحمق، تارة يُحرك جثتها، وتارة يدور حولها ودموع العين تنهمر بشدة ومرارة وهو يقول لها:
- استيقظي حبيبتي! استيقظي! استيقظي! إني أتوسل إليك، أعند أقدامك تنتهي الدنيا!؟ ا استيقظي حبيبتي! بفراقك ستموت آمالي...
أدرك أنها فارقت الحياة يقينا، وأن الموت اقتلع منه روحه التي يراها على الأرض طريحة، لم يبق منه سوى جسده بقربها ينوح على فاجعة الدهر في حبيبة كان تشيّد خرائب روحه... ما كان يدري قبلها ما البكاء؟ ولا موجعات القلب؟ حتى سلب منه الدهر روحه واسودت نفسه وخاطره ولا زال يبكيها بعين سخينة...
نظر إلى روحه نظرة الحزن الدفينة وقال:
- حبيبتي، سأدفنك في قلبي، وهذه عيوني ستظل باكية ما هبت الصبا، وسيبقى القلب جريحا ما دامت على وجه الأرض الربى، وسأبقى أغار عليك، وطوبى للسنين التي لن تنساك.
http://www.7arakaat.com/up/files/sdjsw29mkpm6vgkoo38f.jpg
لقد جف حلقه من شدة البكاء والصراخ.. وأبى أن يطفأ ضمأه حتى ولو مات بجانب حبيبته.. جُنّ ولم يجد عصفورا يمد له يدا... تمرّد على نفسه وقال:
- أيا رفيقة فضائي، كيف أحلق فيه وحدي!؟ لا ساغ بعدك لي ماء على ضمأ...
صار كالمجنون، تلطخ ريشه بدمائها، واختلط الدم بالدمع، وهاج وجدانه وصرخ صرخته النبوءة:
- أيها الظالم، بالله عليك، إلى متى وأنا أسفح الدمع على فراقها!؟
أيا رياحا ليس يهدأ عصفها، قد نضب الزيت ومصباحي انطفأ؛ كانت روحا في سمائي ووكري، لا أذرف سوى دمع الوفاء...
http://www.7arakaat.com/up/files/hocxmewy0v4f0w6w29ed.jpg
رثا حبيبته بألم شديد، وصراخ يُدمي القلوب، وعزاء عمل على الخدود مسيلا...
انتهت مراسيم الدفن.. حط على غصن شجرة قاحلة فسمع البكاء وقال:
- أهذا صوت بكائي تردده الأشجار، أم صوت بكاء ذاك الطفل العصفور!؟
http://www.7arakaat.com/up/files/r8frmy3kldjngl90e7c2.jpg
غربت الشمس، وعادت الطير إلى الأوكار بطانا، إلا العصور عاد مثقلا بالأحزان، والقهر، والاضطهاد، ضمآنا جوعانا...
أشرقت الشمس، طار الطير من أوكاره خماصا يسبح بحمد القدوس الذي يرزقه طعاما وشرابا وأزواجا وذرية...
شاءت الأقدار أن مرت عصفورة فوق حيّ الظلم والجور فرشقها أحد الطغاة برصاص العدوان فلم تستطع مواصلة الطيران رغم مقاومتها رضخت إلى الأرض تنوح وتصرخ من شدة الألم.. لقد شعرت بأنها ثواني الاحتضار فصاحت بما تبقى لها من أنفاس:
- وا ألماه! أينك يا حبيبي؟ آه! آه! آه! رصاص الظلم في صدري.. إني أتمزق؛ آه! آه! آه! وا ألماه!
http://www.7arakaat.com/up/files/5lkhwf3s8ioqp6ecjf4h.jpg
سمع الحبيب صوت حبيبته المؤلم فنزل على التو في دهشة وحيرة قائلا:
- ها أنذا يا حبيبتي، ما بك!؟
أجابته بضيق تنفس وأنين وحروف متقطعة:
- إنها الموت! فاختر ما علا لك ذكره؟
قال لها ودمع العين قد عمل مسيلا:
- ما من حبيب وامق لحبيبته إلا والدهر له فاجع! لقد أحال الدهر علي من كل جانب.
وصرخ صرخة رددتها كل الجبال من حولهم:
- فوا أسفي!
http://www.7arakaat.com/up/files/1c5qox5hcg12uexgf3qk.jpg
سهام المنايا أنزلتها الأقدار فلفظت أنفاسها الأخيرة. بدأ يطوف حول جثتها وهو لا يُصدّق ما رأت عيناه، صار يتلعثم في كلامه وقال بصوت يكاد أن ينخنق:
- ماتت!؟ ماتت!؟ ماتت!؟
ثم صرخ بأعلى صوت:
- لــــاــــــ، لــــاــــــ، لــــاــــــ.
http://www.7arakaat.com/up/files/hnktfxnedtp9mxytddat.jpg
بدأ يطوف حول جثتها كالأحمق، تارة يُحرك جثتها، وتارة يدور حولها ودموع العين تنهمر بشدة ومرارة وهو يقول لها:
- استيقظي حبيبتي! استيقظي! استيقظي! إني أتوسل إليك، أعند أقدامك تنتهي الدنيا!؟ ا استيقظي حبيبتي! بفراقك ستموت آمالي...
أدرك أنها فارقت الحياة يقينا، وأن الموت اقتلع منه روحه التي يراها على الأرض طريحة، لم يبق منه سوى جسده بقربها ينوح على فاجعة الدهر في حبيبة كان تشيّد خرائب روحه... ما كان يدري قبلها ما البكاء؟ ولا موجعات القلب؟ حتى سلب منه الدهر روحه واسودت نفسه وخاطره ولا زال يبكيها بعين سخينة...
نظر إلى روحه نظرة الحزن الدفينة وقال:
- حبيبتي، سأدفنك في قلبي، وهذه عيوني ستظل باكية ما هبت الصبا، وسيبقى القلب جريحا ما دامت على وجه الأرض الربى، وسأبقى أغار عليك، وطوبى للسنين التي لن تنساك.
http://www.7arakaat.com/up/files/sdjsw29mkpm6vgkoo38f.jpg
لقد جف حلقه من شدة البكاء والصراخ.. وأبى أن يطفأ ضمأه حتى ولو مات بجانب حبيبته.. جُنّ ولم يجد عصفورا يمد له يدا... تمرّد على نفسه وقال:
- أيا رفيقة فضائي، كيف أحلق فيه وحدي!؟ لا ساغ بعدك لي ماء على ضمأ...
صار كالمجنون، تلطخ ريشه بدمائها، واختلط الدم بالدمع، وهاج وجدانه وصرخ صرخته النبوءة:
- أيها الظالم، بالله عليك، إلى متى وأنا أسفح الدمع على فراقها!؟
أيا رياحا ليس يهدأ عصفها، قد نضب الزيت ومصباحي انطفأ؛ كانت روحا في سمائي ووكري، لا أذرف سوى دمع الوفاء...
http://www.7arakaat.com/up/files/hocxmewy0v4f0w6w29ed.jpg
رثا حبيبته بألم شديد، وصراخ يُدمي القلوب، وعزاء عمل على الخدود مسيلا...
انتهت مراسيم الدفن.. حط على غصن شجرة قاحلة فسمع البكاء وقال:
- أهذا صوت بكائي تردده الأشجار، أم صوت بكاء ذاك الطفل العصفور!؟
http://www.7arakaat.com/up/files/r8frmy3kldjngl90e7c2.jpg
غربت الشمس، وعادت الطير إلى الأوكار بطانا، إلا العصور عاد مثقلا بالأحزان، والقهر، والاضطهاد، ضمآنا جوعانا...