tijani
19-11-2008, 12:12
فجر جديد
أزال الطبيب العصابة البيضاء، ابتسم في وجه أحمد بعد أن عاد خطوة إلى الوراء،رفع سبابته متسائلا :
- هيه ؟هل ترى شيئا؟
ابتسم أحمد على إثرها ابتسامة عريضة..حمد الله في خاطره على بصره الذي عاد أخيرا ..مرض غريب أصاب حبة رأسه اليمنى فذهب نورها،أما اليسرى فقـد انطفأت منذ وقت بعيد في حادثة سير.. وهاهو المرض الغريب يجهز على النافذة الوحيدة التي كان يطل منها على العالم الجميل، فصار لونا أسودا بعد أن كان ألوانا وأشكالا.
- ماذا ترى؟ هـل ترى شيئا ؟ مابك تبتسم ؟ أجبني بسرعة وأرحني ..هذه أول عملية من نوعها أجريها لك أنت لعلك ترى النور من جديد..عاد فحركه من كتفه يستعجله الخبر اليقـيـن ،ابتسم أحمد مرة أخرى قبل أن يهب ويعانق الطبيب.
الآن يرى النور.. سيتعرف الأشخاص الجدد الذين يزورونه في داره .. ابن عمها حسن ..حمدان، الجار الجديد الذي حل محل صديقه الحميم السي محمد الذي لم يعد يجد عملا في بومية الكاسدة إلا من تجارة الخمور والجنس و.. التفاح في موسم الجني.. حمدان هذا يزوره من وقت لآخر، في الليل والنهار ..زوجته دائمة الترحيب به..أحيانا يسود الصمت بين الثلاثة،يدخل الشك من بابه الواسع عقله المثقوب .. تهب عواصف رعدية تمطر قلبه بأمطار حمضية .. لم يكن يجد بدا من الصبر والاحتساب ، ذات يوم نفذ صبره فسأ ل:
- هل خرج حمدان ؟
أجابه منتشيا:
- أنا معك يا أحمد ، فقط كنت أتفـرج على هد ف ..إنه هدف رائع.. يــــــاهْ !
حرك هو حبات السبحة وتابع تمتماته الميكانيكية.... ليتني أرى ما تفعل يا حمدان، ليتني أعرف حقيقة زياراتك المتكررة..أم تراك تحبني كل هذا الحب؟ فاجأته وشوشة ضعيفة من جهة المطبخ ، تساءل خاطره المضطرب : ماذا يجري؟هل تكلم نفسها أم ماذا؟ جمدت الأصابع على الحبات البيضاء مرة أخرى ..أصاخ السمع .. كأنه يسمع ضحكات خفية ..منذ فقدانه البصر وهو يرهف السمع.. يسأ ل الطفـل أسئلة غريبة ،ذات يوم سمعته زوجته ،دفعت يده بقوة عن الطفـل وصاحت :
- ما بك ؟ أجننت ؟ تشك كل هذا الشك ؟ دائما تشك .. سيدفننا شكك ونحن أحياء.. يا لطيف يا لطيف !
جمدت أصابعه كالعادة على الكرات الصغيرة، كلما أصيب في مقتـل تتجمد أطرافه وتتوقف شفتاه عن التمتمة ويبدأ قلبه يدق بعصبية شديدة.
كانت الحافلة تنهب الطريق نهبا، مخلفة وراءها أشجارا..دورا..أشخاصا يرجعون إلى الوراء بسرعة فائقة، عيناه تجولان في كل اتجاه ، أحيانا يغمضها ثم يفتحها للتأكد من الشفاء .. يعود يتفـرس في وجوه الجالسين في صمت،موسيقى شعبية كانت تنبعث من مكبرات الصوت المعلقة في السقف ، شعر برغبة شديدة في الرقص أمام الملأ .. لاحظ امرأة متوسطة العمر ترنو إليه من وقت لآخر ، تغافل شخصا متكئا على حافة المقعد واضعا يده تحت جبهته ، شعرات بيضاء تفيد أنه متقدم في العمر ..لعله زوجها أو أخوها .. كلما التفت جهتها وجدها تسترق نظرات ولهى .. تذكر أيام الشباب .. صولات المراهقة مع الجنس اللطيف، أيمكن أن تكون خائنة هي أيضا ؟ تذكر قولة القائل الأوربي: كل النساء باغيا ت إلا أمي احتراما ، فجأة طرأت عليه فكرة جهنمية : لم لا يتـنكر وراء الظلام فترة من الزمن ريثما يتبيـن الصديق من العدو ؟ يتعرف ذئاب الغابة وخائني العشرة والملح؟ وجد نفسه متحمسا للفكرة ،باغتته ابتسامة وهو يتصور نفسه يرى زوجته تقبّـل حبيبها ..أو يرى ابنته ترتدي لباسا شفافا بلا حياء ..
توقفت الهواجس بتوقف الحافلة،نزل وهو يدق الأرض كعادته برأس عكازه الحديدي الرأس تجنبا لكل عائق ..بدكان زنقته توقف وهو ينادي :
- عليّ ؟ أينك يا علي ؟
- ماذا تريد يا أحمد ؟ آه ! " دانون" كعادتك لولدك .
- هات خمسة، ثم نفحه ورقة نقـدية من فئة مائة درهم .
مد ّعليّ عنقه يمينا ويسارا ، ثم وضع في كفه ورقة من فـئةعشرين درهما قائلا :
- امسكْ ! هـذه خمسون درهما.. وهـاتان الورقتان ثمانون درهما،" الله اخــلفْ ألسي احمد ْ ".
صاح من غير شعور : لا حول ولا قوة إلا بالله !! ثم همس في خاطره : حتى أنت ياعلي ؟ كنت تسرقني بلا حياء وكنت أنا أتهم زوجتي بالسرقة فتدور بيننا خصومات ؟ لعنة الله عليك أيها الذئب الغادر . صمت وقلبه يغلي .. جـر رجليه جرا . . وهو يدق أرضية الزقاق الحجريّـة دقات منتظمة، لاح له الحاج المهدي قادما بخطوات وئيدة، بجلبابه الأبيض وطربوشه الفاسي الأحمر، فكر في أن يعانقه ويبشره بشفائه على الرغم من أنه لم يزره منذ مدة طويلة ، فالغائب حجته معه ، ثم إنه حاج ويريد اتقاء الشبهات ما استطاع .. ماذا سيقـول الناس عنه ؟ الحاج يصطاد في الماء العكر ؟ عاد فتذكر خطته ونوى الاستمرار فيها حتى سقوط الخونة .. عليّ أولهم والبقية تأتي ... تعمد الوقوف بمحاذاته يتفحص الحفر برأس عكازه وقد رفع رأسه إلى السماء قليلا ، انتظر أن يقـف الحاج ويسأل عن أحواله بل ويعتذر عن عدم زيارته ، لكنه مر في صمت.. كان يسير الهوينى حتى لا يسمع وقع أقدامه.. كالسلطعون صار يمشي .. تنحنح أحمد وصاح مرة أخرى : لاحول ولاقوة إلا بالله ! التفت إليه الحاج ثم أحنى رأسه وتابع سيره وهو يستشعـر بعض الذنب.. ذئاب ! صرخ في خاطره وقد تشنجت أصابعه على المقبض ، حتى أنت أيها الذئب الأبيض ؟ ضيف الرحمان تثـلعب اليوم يا نا س ! ؟ ما نصيبك أنت يا فاطمة ؟ فجأة تسمّـر في مكانه ،هاجس دغدغ أعصابه : ترى لو رأى ما يكره فارتكب جريمة ؟ هل يجب أن يستمر في لعبة الاختفاء وراء الظلام أم ينسحب ويعلـن للناس ميلاده من جديد ؟ وإن كانت خائنة ؟ فهل تستحق العشرة بعد اليوم ؟ حرك رأسه أفـقيا معارضا وتابع سيره.
عند الباب وقف.. وقف هـنيهة يلتقط أنفاسه ويستعد لكل مفاجأة ، فمن يدري ؟ قد يجد الرجل في وضع مريب ... عزم على المضي قدما ودق الباب ، فتحت فاطمة وهي ترنو إليه في صمت ثم سألت وهي تتجنب قليلا حتى تفسح له المجال للدخول :
- هـل نجحت العملية ؟
أخذ يسرح بعينيه من وراء النظارتين السوداوين..
- ما بك صامت بلا حراك ؟
" كنت أتفرج على هدف ؟ هدف أم أهداف يا ثعلب الجوار ؟ سنرى هذا الهدف معا أيها الماكر ؟ "
كان واجما من فرط الخوف من المجهول والأسئلة الخانقة ..لاحظ أن وجهها مازال يحتفظ بقسمات الجمال ، وجدها قد تزينت أكثر من اللازم ،تساءل قلبه : ترى لمن تزينت هكذا ؟ وما هذا العطر الفواح ؟ ما السبب يا فاطمة ؟ منذ مدة لم أشم فيك هذه الرائحة المغرية ..انتبه على سؤالها الملح :
- هل نجحت العملية ؟ أشفيت ؟ ألا تدخل أولا ؟
- أين ولدي حسن ؟ لم أسمع صوته .
كأنها تقتلع الجواب من قاع صدرها
- لم يعد بعد من المدرسة .
تنحنح أخيرا كمن استفاق من غفوة ، ودلف إلى الداخل وهو يدق أرضية الزلـيج برأس عـكازه الحديدي .. كانت النقرات يسمع دويها في الفناء ، تبعته وهي تردد:لا حول ولا قوة إلا بالله.. يفعل الله ما يشاء.. هواجس كثيرة كانت تتدافع في رأسه ..كاد يصيح : أرني وجهك يا حمدان! يا جاري العزيز ..أكيد ستأتي لتتأكد..تذكر قولة الأولين : عند الامتحان يعز المرء أو يهان .. رددها بصوت مرتفع وهو يجلس على الأريكة ، حسبته يتكلم عن القضاء والقدر ، علقت :
- عليك بالصبر يا أحمد .. فالله مع الصابرين ..
زايد التجاني /بومية/ ميدلت
أزال الطبيب العصابة البيضاء، ابتسم في وجه أحمد بعد أن عاد خطوة إلى الوراء،رفع سبابته متسائلا :
- هيه ؟هل ترى شيئا؟
ابتسم أحمد على إثرها ابتسامة عريضة..حمد الله في خاطره على بصره الذي عاد أخيرا ..مرض غريب أصاب حبة رأسه اليمنى فذهب نورها،أما اليسرى فقـد انطفأت منذ وقت بعيد في حادثة سير.. وهاهو المرض الغريب يجهز على النافذة الوحيدة التي كان يطل منها على العالم الجميل، فصار لونا أسودا بعد أن كان ألوانا وأشكالا.
- ماذا ترى؟ هـل ترى شيئا ؟ مابك تبتسم ؟ أجبني بسرعة وأرحني ..هذه أول عملية من نوعها أجريها لك أنت لعلك ترى النور من جديد..عاد فحركه من كتفه يستعجله الخبر اليقـيـن ،ابتسم أحمد مرة أخرى قبل أن يهب ويعانق الطبيب.
الآن يرى النور.. سيتعرف الأشخاص الجدد الذين يزورونه في داره .. ابن عمها حسن ..حمدان، الجار الجديد الذي حل محل صديقه الحميم السي محمد الذي لم يعد يجد عملا في بومية الكاسدة إلا من تجارة الخمور والجنس و.. التفاح في موسم الجني.. حمدان هذا يزوره من وقت لآخر، في الليل والنهار ..زوجته دائمة الترحيب به..أحيانا يسود الصمت بين الثلاثة،يدخل الشك من بابه الواسع عقله المثقوب .. تهب عواصف رعدية تمطر قلبه بأمطار حمضية .. لم يكن يجد بدا من الصبر والاحتساب ، ذات يوم نفذ صبره فسأ ل:
- هل خرج حمدان ؟
أجابه منتشيا:
- أنا معك يا أحمد ، فقط كنت أتفـرج على هد ف ..إنه هدف رائع.. يــــــاهْ !
حرك هو حبات السبحة وتابع تمتماته الميكانيكية.... ليتني أرى ما تفعل يا حمدان، ليتني أعرف حقيقة زياراتك المتكررة..أم تراك تحبني كل هذا الحب؟ فاجأته وشوشة ضعيفة من جهة المطبخ ، تساءل خاطره المضطرب : ماذا يجري؟هل تكلم نفسها أم ماذا؟ جمدت الأصابع على الحبات البيضاء مرة أخرى ..أصاخ السمع .. كأنه يسمع ضحكات خفية ..منذ فقدانه البصر وهو يرهف السمع.. يسأ ل الطفـل أسئلة غريبة ،ذات يوم سمعته زوجته ،دفعت يده بقوة عن الطفـل وصاحت :
- ما بك ؟ أجننت ؟ تشك كل هذا الشك ؟ دائما تشك .. سيدفننا شكك ونحن أحياء.. يا لطيف يا لطيف !
جمدت أصابعه كالعادة على الكرات الصغيرة، كلما أصيب في مقتـل تتجمد أطرافه وتتوقف شفتاه عن التمتمة ويبدأ قلبه يدق بعصبية شديدة.
كانت الحافلة تنهب الطريق نهبا، مخلفة وراءها أشجارا..دورا..أشخاصا يرجعون إلى الوراء بسرعة فائقة، عيناه تجولان في كل اتجاه ، أحيانا يغمضها ثم يفتحها للتأكد من الشفاء .. يعود يتفـرس في وجوه الجالسين في صمت،موسيقى شعبية كانت تنبعث من مكبرات الصوت المعلقة في السقف ، شعر برغبة شديدة في الرقص أمام الملأ .. لاحظ امرأة متوسطة العمر ترنو إليه من وقت لآخر ، تغافل شخصا متكئا على حافة المقعد واضعا يده تحت جبهته ، شعرات بيضاء تفيد أنه متقدم في العمر ..لعله زوجها أو أخوها .. كلما التفت جهتها وجدها تسترق نظرات ولهى .. تذكر أيام الشباب .. صولات المراهقة مع الجنس اللطيف، أيمكن أن تكون خائنة هي أيضا ؟ تذكر قولة القائل الأوربي: كل النساء باغيا ت إلا أمي احتراما ، فجأة طرأت عليه فكرة جهنمية : لم لا يتـنكر وراء الظلام فترة من الزمن ريثما يتبيـن الصديق من العدو ؟ يتعرف ذئاب الغابة وخائني العشرة والملح؟ وجد نفسه متحمسا للفكرة ،باغتته ابتسامة وهو يتصور نفسه يرى زوجته تقبّـل حبيبها ..أو يرى ابنته ترتدي لباسا شفافا بلا حياء ..
توقفت الهواجس بتوقف الحافلة،نزل وهو يدق الأرض كعادته برأس عكازه الحديدي الرأس تجنبا لكل عائق ..بدكان زنقته توقف وهو ينادي :
- عليّ ؟ أينك يا علي ؟
- ماذا تريد يا أحمد ؟ آه ! " دانون" كعادتك لولدك .
- هات خمسة، ثم نفحه ورقة نقـدية من فئة مائة درهم .
مد ّعليّ عنقه يمينا ويسارا ، ثم وضع في كفه ورقة من فـئةعشرين درهما قائلا :
- امسكْ ! هـذه خمسون درهما.. وهـاتان الورقتان ثمانون درهما،" الله اخــلفْ ألسي احمد ْ ".
صاح من غير شعور : لا حول ولا قوة إلا بالله !! ثم همس في خاطره : حتى أنت ياعلي ؟ كنت تسرقني بلا حياء وكنت أنا أتهم زوجتي بالسرقة فتدور بيننا خصومات ؟ لعنة الله عليك أيها الذئب الغادر . صمت وقلبه يغلي .. جـر رجليه جرا . . وهو يدق أرضية الزقاق الحجريّـة دقات منتظمة، لاح له الحاج المهدي قادما بخطوات وئيدة، بجلبابه الأبيض وطربوشه الفاسي الأحمر، فكر في أن يعانقه ويبشره بشفائه على الرغم من أنه لم يزره منذ مدة طويلة ، فالغائب حجته معه ، ثم إنه حاج ويريد اتقاء الشبهات ما استطاع .. ماذا سيقـول الناس عنه ؟ الحاج يصطاد في الماء العكر ؟ عاد فتذكر خطته ونوى الاستمرار فيها حتى سقوط الخونة .. عليّ أولهم والبقية تأتي ... تعمد الوقوف بمحاذاته يتفحص الحفر برأس عكازه وقد رفع رأسه إلى السماء قليلا ، انتظر أن يقـف الحاج ويسأل عن أحواله بل ويعتذر عن عدم زيارته ، لكنه مر في صمت.. كان يسير الهوينى حتى لا يسمع وقع أقدامه.. كالسلطعون صار يمشي .. تنحنح أحمد وصاح مرة أخرى : لاحول ولاقوة إلا بالله ! التفت إليه الحاج ثم أحنى رأسه وتابع سيره وهو يستشعـر بعض الذنب.. ذئاب ! صرخ في خاطره وقد تشنجت أصابعه على المقبض ، حتى أنت أيها الذئب الأبيض ؟ ضيف الرحمان تثـلعب اليوم يا نا س ! ؟ ما نصيبك أنت يا فاطمة ؟ فجأة تسمّـر في مكانه ،هاجس دغدغ أعصابه : ترى لو رأى ما يكره فارتكب جريمة ؟ هل يجب أن يستمر في لعبة الاختفاء وراء الظلام أم ينسحب ويعلـن للناس ميلاده من جديد ؟ وإن كانت خائنة ؟ فهل تستحق العشرة بعد اليوم ؟ حرك رأسه أفـقيا معارضا وتابع سيره.
عند الباب وقف.. وقف هـنيهة يلتقط أنفاسه ويستعد لكل مفاجأة ، فمن يدري ؟ قد يجد الرجل في وضع مريب ... عزم على المضي قدما ودق الباب ، فتحت فاطمة وهي ترنو إليه في صمت ثم سألت وهي تتجنب قليلا حتى تفسح له المجال للدخول :
- هـل نجحت العملية ؟
أخذ يسرح بعينيه من وراء النظارتين السوداوين..
- ما بك صامت بلا حراك ؟
" كنت أتفرج على هدف ؟ هدف أم أهداف يا ثعلب الجوار ؟ سنرى هذا الهدف معا أيها الماكر ؟ "
كان واجما من فرط الخوف من المجهول والأسئلة الخانقة ..لاحظ أن وجهها مازال يحتفظ بقسمات الجمال ، وجدها قد تزينت أكثر من اللازم ،تساءل قلبه : ترى لمن تزينت هكذا ؟ وما هذا العطر الفواح ؟ ما السبب يا فاطمة ؟ منذ مدة لم أشم فيك هذه الرائحة المغرية ..انتبه على سؤالها الملح :
- هل نجحت العملية ؟ أشفيت ؟ ألا تدخل أولا ؟
- أين ولدي حسن ؟ لم أسمع صوته .
كأنها تقتلع الجواب من قاع صدرها
- لم يعد بعد من المدرسة .
تنحنح أخيرا كمن استفاق من غفوة ، ودلف إلى الداخل وهو يدق أرضية الزلـيج برأس عـكازه الحديدي .. كانت النقرات يسمع دويها في الفناء ، تبعته وهي تردد:لا حول ولا قوة إلا بالله.. يفعل الله ما يشاء.. هواجس كثيرة كانت تتدافع في رأسه ..كاد يصيح : أرني وجهك يا حمدان! يا جاري العزيز ..أكيد ستأتي لتتأكد..تذكر قولة الأولين : عند الامتحان يعز المرء أو يهان .. رددها بصوت مرتفع وهو يجلس على الأريكة ، حسبته يتكلم عن القضاء والقدر ، علقت :
- عليك بالصبر يا أحمد .. فالله مع الصابرين ..
زايد التجاني /بومية/ ميدلت