tayf lmaghrib
23-11-2008, 14:44
... كان البيت شبيها بقصر فخم ،لم تر (...) مثيلا له من قبل ، يحتوي في مضمونه أثمن الأثاث و أروعه، كانت تنظر إلى كل هذا و هي مغتبطة به ،راضية عنه ، مطمئنة إليه، فلم تكن تأمل بعدما فقدت الأمل في دنياها أكثر من هذا النعيم ، و لم تكن تطمع في أحسن من هذه العائلة المحترمة الطيبة ..
فتاة في السادسة عشرة من عمرها ، تمارس عملها بجد ، مثال الخادمة المثالية ، لا غش و لا خيانة .. الكل مسرور بها ، الكل يحبها ، الكل يعاملها المعاملة الحسنة ، إلى أن ألفتهم وصارت لا تستطيع بتر وصالهم و قطع حبل المودة بينها وبينهم.
و تمر الأيام مر السهم ،و(...) في نشاط و خفة تؤدي واجبها على أحسن وجه، و بينما هي منهمكة في تهييء مأدبة الغذاء ، إذا بشاب يقف جانبها ، و من فرط حيائها و خجلها انحنت برأسها
ـــ (...) إني سعيد جدا بوجودك ..
ـــ شكرا ..
إذ هما كذلك حتى انبثقت سيدة البيت بجانبهما ،فسارع الشاب إلى إنقاد الموقف :
ـــ ماما .. إن (...) فتاة طيبة .. طباخة ماهرة ..و ..
ـــ بلا شك يا بني .. بالإضافة إلى مزاياها الأخلاقية ..
و دخلها بعض الشك :
ـــ لكن ما سبب وقوفكما هكذا ؟؟
ـــ لا شيء ..فقط طلبت من الآنسة أن تسرع بالتحضير لأن بعض الأصدقاء سيأتون لتناول الغذاء معنا..
ـــ طيب .. أسرعي يا (...) و إذا كنت في حاجة إلى مساعدة ، فلا تتواني في أن تناديني ..
ـــ حاضر سيدتي..
و مر اليوم و (...)كالفراشة تنتقل في البيت تلبي جميع الطلبات ، حتى إذا ما أسدل الليل ستائره ،و اطمأن كل واحد إلى سريره ، راجعت ماضيها وحاضرها الذي تعيشه ،و هي تلقي الأسئلة على نفسها ،و لما لم تجد لها جوابا شافيا استرسلت في البكاء و همت بأن تنام مستسلمة لدموعها ،و الشاب ما يزال يشغل بالها ، ولم تذق طعم النوم إلا عند بزوغ أول خيط من الفجر ..
و في الصباح استيقظ الشاب الوسيم مبكرا على غير عادته .. هبط إلى الحديقة الجميلة الغناء ، يسير بين الورود المتفتحة و الأزهار الغضة اليانعة ..و هو يبحث عن موضوع يفاتح به (...) التي تعلق بها منذ أول يوم نزلت عندهم .. و من غير قصد دلف إلى المطبخ ، فإذا به يجدها أمام الفرن تطهي فطور الصباح ، نظر إليها ثم ابتسم ابتسامة عريضة نطق على إثرها :
ـــ صباح الخير !
ـــ صباح الخير سيدي !
ـــ إنها لمصادفة عجيبة كأننا كنا على موعد ... البارحة .. أردت أن أفاتحك في موضوع يهمك ... لكن أمي ...أليس هناك مانع أن أكلمك الآن ؟؟...
و بعد تردد قالت :
ـــ تفضل .. كل مايرضي سيدي ليس فيه مانع
و لمعت عينا كل منهما ... وبعد تريث ...
ـــ (...) هل ترضين بي أخا ؟؟.. بل .. ..
و نظرت إليه و هو ممتثل أمامها .. لم تصدق عينيها ... الفرحة أذهلتها ... عاودها شيء من اليأس بعد أن فهمت ما يقصده من كلامه ..
ـــ سيدي كيف لا أرضى بك ...لكن .......!
ـــ ماذا ؟؟؟
ـــ الناس .. كلام الناس ياسيدي .. ما عساهم أن يقولوا عنا ؟ : طبعا إن الشاب ابن الحاج الرجل الثري الغني الرفيع الجاه تزوج خادمة
ثم .. هل تظن أن والديك سيرضون عما تريد الإقدام عليه ؟؟ و .. و .....
قاطعها الشاب :
ـــ بربك ،كفى !! كلام الناس لا يهمني.. أما عن والدي فأنا واثق منهما ..و لن يخيبا لي رجاء مادمت وحيدهما .
و بعد صمت طويل انصرفت ، و تركت الشاب ــ بعدما نال رضاهاــ لتلبي نداء سيدتها و الفرحة تكاد تنفجرأنوارا من عينيها .......
يتبــــــــع...
فتاة في السادسة عشرة من عمرها ، تمارس عملها بجد ، مثال الخادمة المثالية ، لا غش و لا خيانة .. الكل مسرور بها ، الكل يحبها ، الكل يعاملها المعاملة الحسنة ، إلى أن ألفتهم وصارت لا تستطيع بتر وصالهم و قطع حبل المودة بينها وبينهم.
و تمر الأيام مر السهم ،و(...) في نشاط و خفة تؤدي واجبها على أحسن وجه، و بينما هي منهمكة في تهييء مأدبة الغذاء ، إذا بشاب يقف جانبها ، و من فرط حيائها و خجلها انحنت برأسها
ـــ (...) إني سعيد جدا بوجودك ..
ـــ شكرا ..
إذ هما كذلك حتى انبثقت سيدة البيت بجانبهما ،فسارع الشاب إلى إنقاد الموقف :
ـــ ماما .. إن (...) فتاة طيبة .. طباخة ماهرة ..و ..
ـــ بلا شك يا بني .. بالإضافة إلى مزاياها الأخلاقية ..
و دخلها بعض الشك :
ـــ لكن ما سبب وقوفكما هكذا ؟؟
ـــ لا شيء ..فقط طلبت من الآنسة أن تسرع بالتحضير لأن بعض الأصدقاء سيأتون لتناول الغذاء معنا..
ـــ طيب .. أسرعي يا (...) و إذا كنت في حاجة إلى مساعدة ، فلا تتواني في أن تناديني ..
ـــ حاضر سيدتي..
و مر اليوم و (...)كالفراشة تنتقل في البيت تلبي جميع الطلبات ، حتى إذا ما أسدل الليل ستائره ،و اطمأن كل واحد إلى سريره ، راجعت ماضيها وحاضرها الذي تعيشه ،و هي تلقي الأسئلة على نفسها ،و لما لم تجد لها جوابا شافيا استرسلت في البكاء و همت بأن تنام مستسلمة لدموعها ،و الشاب ما يزال يشغل بالها ، ولم تذق طعم النوم إلا عند بزوغ أول خيط من الفجر ..
و في الصباح استيقظ الشاب الوسيم مبكرا على غير عادته .. هبط إلى الحديقة الجميلة الغناء ، يسير بين الورود المتفتحة و الأزهار الغضة اليانعة ..و هو يبحث عن موضوع يفاتح به (...) التي تعلق بها منذ أول يوم نزلت عندهم .. و من غير قصد دلف إلى المطبخ ، فإذا به يجدها أمام الفرن تطهي فطور الصباح ، نظر إليها ثم ابتسم ابتسامة عريضة نطق على إثرها :
ـــ صباح الخير !
ـــ صباح الخير سيدي !
ـــ إنها لمصادفة عجيبة كأننا كنا على موعد ... البارحة .. أردت أن أفاتحك في موضوع يهمك ... لكن أمي ...أليس هناك مانع أن أكلمك الآن ؟؟...
و بعد تردد قالت :
ـــ تفضل .. كل مايرضي سيدي ليس فيه مانع
و لمعت عينا كل منهما ... وبعد تريث ...
ـــ (...) هل ترضين بي أخا ؟؟.. بل .. ..
و نظرت إليه و هو ممتثل أمامها .. لم تصدق عينيها ... الفرحة أذهلتها ... عاودها شيء من اليأس بعد أن فهمت ما يقصده من كلامه ..
ـــ سيدي كيف لا أرضى بك ...لكن .......!
ـــ ماذا ؟؟؟
ـــ الناس .. كلام الناس ياسيدي .. ما عساهم أن يقولوا عنا ؟ : طبعا إن الشاب ابن الحاج الرجل الثري الغني الرفيع الجاه تزوج خادمة
ثم .. هل تظن أن والديك سيرضون عما تريد الإقدام عليه ؟؟ و .. و .....
قاطعها الشاب :
ـــ بربك ،كفى !! كلام الناس لا يهمني.. أما عن والدي فأنا واثق منهما ..و لن يخيبا لي رجاء مادمت وحيدهما .
و بعد صمت طويل انصرفت ، و تركت الشاب ــ بعدما نال رضاهاــ لتلبي نداء سيدتها و الفرحة تكاد تنفجرأنوارا من عينيها .......
يتبــــــــع...