ندى
21-11-2007, 11:41
متناقضات كبرى تجمع أفراد المجتمع العربي وهواياتهم وطموحاتهم وأهدافهم في الحياة...قد تجد الأغلبية منهم يجمعهم حب واحد..وطموح واحد ..ورغبة واحدة ..عندما يلعب الفريق الوطني لكرة القدم أمام أية دولة أجنبية...و هذا ما يفسر وطنيتهم الصادقة .. رغبتهم في الفوز في هاته المباراة هو تعبير صادق عن حبهم للوطن..و فيه كذلك شعور بالانتماء و بالذوبان تحت راية واحدة...إلا انك تقف مشدوها عندما تسمع الأغلبية من الشباب و الأطفال وهم يعلنون صراحة وبدون إحساس بالإحراج عن حلمهم في مغادرة هذا الوطن... في الهجرة عنه و هجره.وذلك في أي تجمع عائلي أو ملتقى للأصدقاء.أو على المقاهي أو حتى على طاولات العلم في المدارس عندما يكون أستاذ اللغة العربية يشرح أصول الوطنية الصادقة ...أو درس واجباتك وحقوقك اتجاه وطنك..هكذا تجد التلاميذ وطلاب العلم وقد حولوا الدرس إلى وجهة تحطم أهداف الدرس.. ولكنها تؤسس واقعا و أفكار شباب لا يمكن غض الطرف عنها..فأطفالنا و شبابنا يعيشون بيننا و هم يحلمون بعدم الانتماء...يحلمون بتأجيل الهوية...إلى أن يحققوا مكتسبات يحلمون بهاو وهم في الأرحام...ولتبرير مصداقية هذا الحلم يحاولون تفسير تلك الرغبة في الهجرة خارج الوطن كونه لم يقدم لهم حياة سعيدة.. و بأنهم يسمعون عن أوطان فرشت بساط الجنة تحت أقدام أبنائها....هنا لابد أن نوجه شبابنا الى الحقيقة التي يغفلونها.. وهي أن الجنة و السعادة يشيدها مجهودهم.. وتبنيها سواعد الشباب الطموح الذي يريد أن يعمل ويكد و يكافح ويذوب في روح العمل الجمعوي دون أن يستبق الربح السريع ..دون أن يطلب بحقه من هدا الإرث الجماعي..فالتأني في الاستفادة من الأرباح و ثمرات الكد هي الوسيلة نحو بزوغ فجر جميل لأمة تتوق أشجارها لربيع تشع منه أشعة.. تهمس في اذن شبابها..تمتعوا.. ذوقوا حلاوة مجهوداتكم. تشاركوا الفرحة حول مائدة الفوز بوطن تجد بين أحيائه المئات من الجمعيات الخيرية التي تربي روح المسؤولية في العقول و الأذهان عوض انتشار المقاهي و الملاهي التي تجسد منبرا للهروب من الواقع المضني أو ملجأ للرثاء و بكاء الحظ التعيس الذي يتخبط فيه معظم رموز الجد والعمل و الذين يحملون فشلهم و خيبتهم دائما لأشباح غير موجودة..إلا في خيال و ضمير قاصري الذهن.المتهاونين في الدفاع عن أدنى حقوقهم.أمام غول سلبهم هاته الحقوق. ولا يجهدوا أنفسهم للبحث عنه.. فهو بداخل كل واحد منهم.. ينخر طاقاتهم ويكبس على أنفاسهم.. و يهدد حياتهم ..و لن يهدا له بال حتى يخنق الأمل الذي يجري في عروقهم..انه الجمود و لذة الكسل التي تجول بداخل كل شاب دون رقيب أو حسيب...فابحثوا عن الرقيب أيها الشباب لكي يحد من جبروت هدا الغول و يمحق سمومه...
انتهى..04-02-2006
ندى يزوغ _مكناس_
انتهى..04-02-2006
ندى يزوغ _مكناس_