لأنها امرأة

[محمد معمري]

لأنها امرأة

كأنها خشبة مهملة هوت إلى الأرض، انكسرت يدها اليمنى، نزف الدم من وجها ورأسها، انتفخت عينها اليسرى، مع بروز اللون الأزرق والأحمر، باللكمة الأولى.. كلما صرخت إلا وعاودها بركلات وهي منبطحة على الأرض؛ اختلط صراخها بصراخ طفلها الذي لم يتجاوز ست سنين.. عندما يتمرغ على صدرها يزيدها ألما في يدها المكسورة، في وجهها الذي كان كالقمر يسر كل الناظرين، في مواجع جسدها كله؛ لم تستطع أن تزيل ابنها من فوق آلامها الحادة.. بل كانت تقبله وتزيد من ضمه إلى صدرها حتى صبغت وجهه بالدموع المختلطة بدمها النازف من فمها.. لم يكف عن وحشيته حتى فقدت وعيها، حتى الطاغي الجبار يألم لحالها.. لكن أمه العجوز لم تحرك ساكنا...
تركها لحالها على حالها.. أغلق الأبواب، وتيم الحان أين ساقي الأقداح تيّهه عن كونه.. فلم تفارق عينيه الشريرتين معاملته الوحشية إياها طيلة نشوته...
عاد إلى المنزل وهو يدندن طول المسافة التي تفصله عن البيت.. وجدها على السرير تمرر يدها الناعمة فوق رأس ابنها الذي أتعبه البكاء، وأرهقه الجوع، وعلى وجهها آثار الدموع الممزوجة بالدم.. جلس بقربها، عانقها مقبلا رأسها معتذرا عن فعلته الوحشية... بدأت تحدث نفسها: سبع سنين من الزواج، لم أسمع في صحوتك سوى أن المرأة لا تصلح سوى للفراش، للعصا، للخدمات المنزلية.. المرأة عورة.. المرأة حيوان... كم يلزمني من الصبر مع وحش لا يتغير؟...
كان منتصف الليل، ازدادت آلامها.. اضطر لنقلها إلى المستعجلات.. كانت حالتها مزرية، مما جعل الطبيب يخصص لها سرير النوم.. أجريت لها عملية على يدها.. بعد أسبوعين في المستشفى شفيت، ولم تبح بحقيقة الأمر...
صاحبت والديها إلى منزلهما.. طلبت الطلاق.. بعد كل المحاولات يئس من عودتها.. وبعد أخذ ورد في المحكمة تم الطلاق...
وبعد أن استأنفت عملها، سألتها زميلتها وصديقتها المختصة عن سبب الحادث، وما علاقته بالطلاق؟! شرعت تحكي: منذ أن تزوجته جردني من بطاقة "الشباك الأوتوماتيكي" يأخذ كل مرتبي.. التزمت الصمت، وتحليت بالصبر.. يعاملني أسوء المعاملات من شتم، وإهانات.. لا أستطيع الأكل إلا بحضوره، قد يأتي متأخرا.. قد يأكل في الخارج.. ولا يُبالي بي.. أما أمه فلها الحق أن تأكل متى شاءت...
طلب مني يوما قرض مبلغ مال من عند أبي.. امتثلت لطلبه.. بعد شهور طلب مني نفس الطلب وهو لم يسدد الدين السابق.. امتنعت.. علما أن أبي لن يقبل، وحتما سيستفسرني... هكذا كنت أجيبه طالبة العفو مما سيحرجني أمام أسرتي.. حتى لكمني، وركلني بشدة فهويت إلى الأرض...


بقلم: محمد معمري

[Fouad.M]

شكرا أخي محمد معمري على مساهمتك السارة...لكن التفت أخي إلى بعض الاخطاء التي وقعت منك سهوا حتى انه استعصى علي فهم بعض الجمل...كالواردة في السطر السادس على سبيل المثال لا الحصر.....
تحياتي ومودتي وتقديري....

[نورالدين شكردة]

أخي معمري ...
لقد أبدعت هنا ورب الكعبة وخلتني امام معمري اخر بل لقد كنت اظن أن بصري سيرتطم بكلمة منقول اسفل الصفحة...
يبدو للوهلة الأولى أن كاتب *لأنها امراة*ليس هو نفسه كاتب التامريات و الق ق ص...لقد توفقت ودون ان تصف في الاقتصاص من ناقصي المروءة ومن كل هؤلاء الذين يمتهنون كرامة المراة ويطمعون في جهدها ومالها و...و...و...
موفق.. ودعك هكذا حتى نلتقط لك صورة ادبية خالدة..ولا تنس الرجوع لملاحظات الاخ فؤاد وتنقيح ما يجب تنقيحه...تحياتي أيها المبدع المتجدد

[رشيد البعزاتي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصتك أخي محمد مختلفة في بنيتها عن سابقاتها , وهدا جميل منك , وموضوعها الواقعي منح لها طعما خاصا , ما أكثر هؤلاء الضعفاء , وما أتعس حظ المرأة حين يجمعها قدرها بجزار يومي.
دمت متألقا أخي الكريم. أعانك الله.

[الزبير]

بارك الله فيك على الموضوع الرائع الذي يصور تصويرا رقميا الحالة المزرية التي تعيشها العديد من النساء كل يوم

[محمد معمري]

شكرا أخي محمد معمري على مساهمتك السارة...لكن التفت أخي إلى بعض الاخطاء التي وقعت منك سهوا حتى انه استعصى علي فهم بعض الجمل...كالواردة في السطر السادس على سبيل المثال لا الحصر.....

تحياتي ومودتي وتقديري....

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الكريم فؤاد، أشكرك على اهتمامك، وملاحظاك..
في الحقيقة تسرعت في كتابتها وإرسالها.. وفي هذه الآونة إني منهمك من كثرة العمل حتى يمر فاتح السنة ....
بالنسبة للسطر السادس لم أستطع الوقوف عند الخطأ:[... صدرها حتى صبغت وجهه بالدموع المشتركة ودمها النازف من فمها.. لم يكف عن وحشيته حتى]، هذا السطر يعني اختلطت دموع الأم بدموع ولدها ودمها الذي كان ينزف من فمها؛ فصار وجه ابنها مصبوغا بالدم الممزوج بالدموع...
مودتي وتقديري.

[محمد معمري]

أخي معمري ...
لقد أبدعت هنا ورب الكعبة وخلتني امام معمري اخر بل لقد كنت اظن أن بصري سيرتطم بكلمة منقول اسفل الصفحة...
يبدو للوهلة الأولى أن كاتب *لأنها امراة*ليس هو نفسه كاتب التامريات و الق ق ص...لقد توفقت ودون ان تصف في الاقتصاص من ناقصي المروءة ومن كل هؤلاء الذين يمتهنون كرامة المراة ويطمعون في جهدها ومالها و...و...و...
موفق.. ودعك هكذا حتى نلتقط لك صورة ادبية خالدة..ولا تنس الرجوع لملاحظات الاخ فؤاد وتنقيح ما يجب تنقيحه...تحياتي أيها المبدع المتجدد
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الكريم نور الدين، أشكرك على اهتمامك، ومشاعرك الطيبة...
طبعا هو منقول من الذاكرة صوب صفحة الويب...
الآن إني كما تغنى عبد الحليم: إني مفتون من رأسي حتى قدماي...
أين طيف المغرب، أين أيمانة طالبات التجديد؟...
نسعى إلى التجديد والتغيير كلما أدركنا أن عملنا ناقصا، أو غير مجد...
لا أظنك أنك سوف تلتقط لي يوما الصورة الأدبية الخالدة.. لأنني تواق إلى التغيير والتجديد في كل لحظة... وهذا يتطلب منك النفس الطويل...

مودتي وتقديري.

[محمد معمري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصتك أخي محمد مختلفة في بنيتها عن سابقاتها , وهدا جميل منك , وموضوعها الواقعي منح لها طعما خاصا , ما أكثر هؤلاء الضعفاء , وما أتعس حظ المرأة حين يجمعها قدرها بجزار يومي.
دمت متألقا أخي الكريم. أعانك الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الكريم رشيد، أشكرك على اهتمامك، وملاحظاك...
لعلها مرحلة انتقالية...

مودتي وتقديري.

[محمد معمري]

بارك الله فيك على الموضوع الرائع الذي يصور تصويرا رقميا الحالة المزرية التي تعيشها العديد من النساء كل يوم



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الكريم الزبير، أشكرك على اهتمامك، ومشاعرك الطيبة...

مودتي وتقديري.

[دعاءالرحمان فارس]

السلام عليك صديقي في درب الكلمة

[محمد معمري]

السلام عليك صديقي في درب الكلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أختي الكريمة، أشكرك على اهتمامك، ومشاعرك الطيبة...
مودتي وتقديري.

[دعاءالرحمان فارس]

السلام عليك صديقي في درب الكلمة
الكتابة متعة قد لايتذوقها الجميع و لا يستسيغ حلاوتها من لا يعرف ذلك الا من اكتوى بنارها
فعلا قد يستطيع الرجل ان يكتب عن الانثى و يشرح الامها و لكن لا يصل الى مدى الاحساس الصادق الذي تكتب به هي و اقول للاخ السي محمد لقد وفقت في اعطاء صورة واضحة الملامح للمراة التي تنتشل منها حتىبطاقتها التعريف الوطنية و تصبح نكرة في مجتمع الالفية الثالثة من بعلها و ابيها و اخيها وفقك الله اخي لما فيه الخير بالك

[محمد معمري]

السلام عليك صديقي في درب الكلمة
الكتابة متعة قد لايتذوقها الجميع و لا يستسيغ حلاوتها من لا يعرف ذلك الا من اكتوى بنارها
فعلا قد يستطيع الرجل ان يكتب عن الانثى و يشرح الامها و لكن لا يصل الى مدى الاحساس الصادق الذي تكتب به هي و اقول للاخ السي محمد لقد وفقت في اعطاء صورة واضحة الملامح للمراة التي تنتشل منها حتىبطاقتها التعريف الوطنية و تصبح نكرة في مجتمع الالفية الثالثة من بعلها و ابيها و اخيها وفقك الله اخي لما فيه الخير بالك
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أختي الكريمة، أشكرك على اهتمامك، ومشاعرك الطيبة، ورأيك في الموضوع...
مودتي وتقديري.

[tijani]

الاخ معمري ،ها انت كعادتك بدأت تنوع أطباق مائدتك الادبية ..من حكايات تامر الخيالية أحيانا .الى العلم والرياضيات ..ومنها الى القصص الواقعية المؤلمة كقصتك الاخيرة هذه .طبعا هي قصة واقعية ..أبطالها لازالوا يتنفسون الهواء ..فهناك ظالم مستبد بشريكة حياته ..وهناك بالمقابل من تدوس كرامة زوجها وتمرغها بالتراب ولا تبالي.
قصتك هذه كما لاحظت تحتاج الى قليل من اللمسات الفنية ..خصها غير واحد شويه صافي . .بالاضافة الى بعض الجمل التي اقترح إعادة صياغها ، ولك هذه الملاحظات البسيطة ، والتي لا تنتقص من قيمة القصة شيئا:
كلما صرخت إلا وعاودها بركلات/ كلمة "عاودها " هنا ربما غير سليمة ، يحسن القول ببساطة:كلما صرخت زادها ركلا ...
وهي مبطوحة / كذلك هذه الكلمة ..لعلك تقصد منبطحة. اللهم ان تكون متأكدا من صحتها لغويا .
لم يتجاوز الست سنين/ حسن القول : ست سنين / سنواته الستة/
حتى صبغت وجهه بالدموع المشتركة ودمها النازف من فمها.. / اقترح تعويض المشتركة ب المختلطة فهي أصح لغويا .فتقول : حتى صبغت وجهه بالدموع المختلطة بدمها النازف
تركها لحالها على حالها، أغلق الأبواب، وتيم الحان أين ساقي الأقداح تيّهه عن كونه../ وتيم الالحان ..اعتقد تنقص كلمة ..جملة رابطة للفقرة ، وإلا فالجمل غير مترابطة.
استمتعت بقصتك
دمت مبدعا أخي
تحياتي الحارة.

[محمد معمري]

الاخ معمري ،ها انت كعادتك بدأت تنوع أطباق مائدتك الادبية ..من حكايات تامر الخيالية أحيانا .الى العلم والرياضيات ..ومنها الى القصص الواقعية المؤلمة كقصتك الاخيرة هذه .طبعا هي قصة واقعية ..أبطالها لازالوا يتنفسون الهواء ..فهناك ظالم مستبد بشريكة حياته ..وهناك بالمقابل من تدوس كرامة زوجها وتمرغها بالتراب ولا تبالي.
قصتك هذه كما لاحظت تحتاج الى قليل من اللمسات الفنية ..خصها غير واحد شويه صافي . .بالاضافة الى بعض الجمل التي اقترح إعادة صياغها ، ولك هذه الملاحظات البسيطة ، والتي لا تنتقص من قيمة القصة شيئا:
كلما صرخت إلا وعاودها بركلات/ كلمة "عاودها " هنا ربما غير سليمة ، يحسن القول ببساطة:كلما صرخت زادها ركلا ...
وهي مبطوحة / كذلك هذه الكلمة ..لعلك تقصد منبطحة. اللهم ان تكون متأكدا من صحتها لغويا .
لم يتجاوز الست سنين/ حسن القول : ست سنين / سنواته الستة/
حتى صبغت وجهه بالدموع المشتركة ودمها النازف من فمها.. / اقترح تعويض المشتركة ب المختلطة فهي أصح لغويا .فتقول : حتى صبغت وجهه بالدموع المختلطة بدمها النازف
تركها لحالها على حالها، أغلق الأبواب، وتيم الحان أين ساقي الأقداح تيّهه عن كونه../ وتيم الالحان ..اعتقد تنقص كلمة ..جملة رابطة للفقرة ، وإلا فالجمل غير مترابطة.
استمتعت بقصتك
دمت مبدعا أخي
تحياتي الحارة.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الكريم زايد، أشكرك دائما وأبدا على صنيعك، دمت في خدمت الصالح العام، وجزاك الله الخير كل الخير...
مودتي وتقديري.

[tayf lmaghrib]

السلام عليكم
أنا هنا.. فقط ظروف منعتني هذه الأيام من التتبع المستمر .. لا أعرف كيف فاتني أن أقرأ قصتك الممتعة بأسلوبها .. النافذة ألى أعماق الواقع االاجتماعي ..
لن أزيد عما قاله الاخ التيجاني فتنوع مائدة الأطباق الأدبية يعطي شهية تجعل المتلقي يتلهف لكل ما هو جديد
دمت مبدعا متألقا
تحيات وسلام
طيف المغرب
http://airssforum.com/images/smilies/543443.gif

[محمد معمري]

السلام عليكم

أنا هنا.. فقط ظروف منعتني هذه الأيام من التتبع المستمر .. لا أعرف كيف فاتني أن أقرأ قصتك الممتعة بأسلوبها .. النافذة ألى أعماق الواقع االاجتماعي ..
لن أزيد عما قاله الاخ التيجاني فتنوع مائدة الأطباق الأدبية يعطي شهية تجعل المتلقي يتلهف لكل ما هو جديد
دمت مبدعا متألقا
تحيات وسلام
طيف المغرب
http://airssforum.com/images/smilies/543443.gif


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أختي الكريمة طيف المغرب، أشكرك على اهتمامك ومشاعرك الطيبة ورأيك المشجع...
مودتي وتقديري.

[أبو المعاني]

من أجمل النصوص التي قرأتها لك.
أبثك إعجابي بأسلوبكم الفذ الناضج.
تحياتي

[محمد معمري]

من أجمل النصوص التي قرأتها لك.

أبثك إعجابي بأسلوبكم الفذ الناضج.

تحياتي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الكريم أبو المعاني، أشكرك على اهتمامك ومشاعرك الطيبة، وشكرك المشجع...
مودتي وتقديري.