المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عيـــون المهـــــا


الفوقى
05-01-2009, 08:10
عيـــون المهـــــا

قدم علي بن الجهم على المتوكل - و كان بدويًّا جافياً - فأنشده قصيدة قال فيها :

أنت كالكلب في حفاظـك للـود......... و كالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو لا عدمنـاك دلــواً.......... من كبار الدلا كثيـر الذنـوب

فعرف المتوكل قوته ، و رقّة مقصده و خشونة لفظه ، وذ لك لأنه وصف كما رأى و ‏لعدم المخالطة و ملازمة البادية . فأمر له بدار حسنة على شاطئ دجلة فيها بستان يتخلله نسيم ‏لطيف و الجسر قريب منه ، فأقام ستتة اشهر على ذلك ثم استدعاه الخليفة لينشد ، فقال :‏

عيون المها بين الرصافـة والجســــر
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

خليلـي مـا أحلـى الهــــوى وأمــــــــره
أعرفنــــي بالحلــــو منـه وبالـمـــــرَّ !

كفى بالهوى شغلاً وبالشيـب زاجــــراً
لو أن الهـــوى ممـا ينهنـه بالزجـــــر

بما بيننا مـن حرمـــة هـــل علمتمـــا
أرق من الشكوى وأقسى من الهجر ؟

و أفـضـح من عيـن المحـب لسّــــره
ولا سيما إن طلقـت دمعـــة تجــــري

وإن أنست للأشياء لا أنسـى قولهـا
جارتها : مـا أولــــع الحـب بالحــــر

فقالت لها الأخـرى : فمـا لصديقـنـا
معنى وهل في قتله لك مـن عــــذر ؟

صليه لعل الوصـل يحييـه وأعلمــي
بأن أسير الحب فـي أعظـم الأســـر

فقالـت أذود الـــنـاس عنـه وقلـمــــا
يطيـب الهـوى إلا لمنهتــــك الســتـر

و ايقنتـــا أن قـد سمعـــت فقالـتـــــا
من الطارق المصغي إلينا وما نـدري

فقلت فتـى إن شئتمـا كتـــم الهـــــوى
وإلا فـخــــلاع الأعـنــــــة والـغـــــدر


فقال المتوكل : أوقفوه ، فأنا أخشى أن يذوب رقة و لطافة !

*****

mahdar
06-01-2009, 10:06
شكرا اخي على هذا النص الشعري الذي لا يعي قيمته الا عاشق الجمال والرقة..............

الفوقى
06-01-2009, 13:11
شكرا على ردودكم المعبرة