أيوب بنجماعي
10-01-2009, 21:23
التاريخ شاهد أن المغرب أنجب شهداء كتبوا أسماءهم بدمائهم ومناضلون تركوا لنا بصمات رائعة ، وسيظلون في الذاكرة الشعبية شامخين كجبال الأطلس، رجال وضعوا أرواحهم على كفوفهم وصاحوا من أجل الحرية والديمقراطية والتقدم ، رجال سجلوا صفحات مشرقة وصنعوا أروع أحداثه ، نفذوا أروع العمليات الفدائية التي أربكت المستعمر الغاشم ، ومورست عليهم في دهاليز السجون والمعتقلات ألوان التعذيبوالأحكام القاسية والإعدامات .
رجال انخرطوا في العمل السياسي الوطني بصفوف الحركة الوطنية المغربية منذ الأربعينات ، ساهموا إبان الكفاح الوطني ضد الإستعمار ، واستبخصوا دمائهم دفاعا عن وطنهم . مناضلون تقدميون ثوريون ناضلوا سنوات الرصاص العصيبة ، والأزمات الخارجية من أجل بناء مجتمع ديمقراطي ودعائم الدولة الديمقراطية ،تعرضوا لحملات متوالية من القمع والإضطهاد والتعذيب والسجون .
وشباب متعطش لمغرب يسوده العدل والحرية والديمقراطية ، التحق بحزب القوات الشعبية الذي خرج من رحم الحركة الوطنية ، اصطدم بآلة القمع وتعرض لأبشع أنواع التعذيب إلى أن سقط شهيدا أثناء التعذيب في الكوميسارية . وأبطال مغاربة استشهدوا في قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد قيامهم بعمليات بطولية ضد العدو الصهيوني . هؤلاء رموز الكفاح الوطني التقدمي الإشتراكي ، هم في حاجة إلى الإعتراف بهم لدى قاعدة عريضة من ساكنة المغرب ، وبالتعريف بصفحاتهم الساطعة والمشرقة في تاريخ المغرب .
ولد بالرباط سنة 1928 وتتلمذ على كبار مشايخ عصره وعلى رأسهم العلامة شيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي ، التحق بثانوية مولاي يوسف سنة 1940 ، تعرض للطرد منها سنة 1944 جراء مشاركته في انتفاضة الطلاب في أعقاب تقديم وثيقة المطالبة بالإستقلال .كان من رعيل الشباب المنضوي في الخلايا الشبابية لحزب الإستقلال تحت إشراف الشهيد المهدي بنبركة ، تعرف على المهدي سنة 1948 بعد اعتقال والده بسبب موقفه الوطني ، اختاره المهدي لقيادة فرقة من الشبيبة الإستقلالية سنة 1950 ، وأصبح مسؤولا عن تأهيل الشباب وتكوينهم . أسس رفقة المقاوم عبد السلام بناني وبتوجيه من المهدي بنبركة هيئة الجمعية المغربية لتربية الشبيبة (لاميج ) ( j. a.m.e ) سنة 1956 وترأسها منذ سنة 1964 . كما شغل منصب نائب لقسم الشباب بمديرية الشبيبة والرياضة سنة 1957 ، و شارك في أول إضراب للوظيفة العمومية يوم 25 مارس 1960 مما جعله يتعرض للطرد التعسفي نتيجة لمواقفه السياسية والنقابية .
ساهم في تأطير «طريق الوحدة» سنة 1957 (وهو المشروع الذي أعده وأشرف عليه المهدي بنبركة وتطوع للمشاركة فيه 12 ألف متطوع من الشباب من مختلف مناطق المغرب ، قاد تجربة التشجير التي أعطت عدة غابات في كل من «بوقنادل» و»بوسكورة» و»الهرهورة» ، أسس جمعية من قدماء متطوعي «طريقالوحدة» سنة 1958 سماها «جمعية بناء الإستقلال» .
محمد الحيحي كان رجل تعليم بامتياز منذ سنة 1947 في إطار المدارس الحرة التي أنشأها الوطنيون ، ثم بعد ذلك في عدة مؤسسات تعليمية بالرباط والدارالبيضاء وخريبكة ، عندما أصبح مديرا على رأس ثانوية بخريبكة تمت إقالته من منصبه بسبب المضايقات التي تعرض لها من طرف عامل المدينة حيث أن هذا الأخير رفع تقريرا إلى الجنرال محمد أفقير(حينما كان وزيرا للداخلية ) عن أنشطة وتحركات محمد الحيحي ، ثم عاد إلى الرباط كأستاذ للتعليم الثانوي إلى حين تقاعده سنة 1989
كان محمد الحيحي رجل التربية جعل من قضية التعليم رهانا حقيقيا لبناء المغرب الحيحي يعتبر من المؤسسين للاتحاد الوطني للقوات الشعبية في شتنبر 1959 (الاتحاد الاشتراكي حاليا) ومن الأطر الفاعلة فيه ، تحمل مسؤولية عضو اللجنة الادارية الوطنية للحزب، كان من أبرز الوجوه والرموز الاتحادية والحركة الجمعوية بالمغرب إضافة إلى نضالاته الحقوقية والفكرية .. من المؤسسين للجمعية المغربية لحقوق الانسان سنة 1980 ، وانتخب رئيسا لها مابين 1987 – 1992 . كان عضوا بارزا في مختلف الملتقيات والمؤتمرات التضامنية مع الشعوب .
محمد الحيحي كان أول رئيس لاتحاد المنظمات التربوية فهو رائد الحركة التطوعية بالمغرب يعتبر مربي الأجيال وعميد الحركة التطوعية والإنسانية . كان مدرسة حقيقية للأجيال الصاعدة ، نموذجا للتواضع ونكران الذات والعفة، منفتح على جميع القيم بعيد عن التعصب لطائفة أو فئة أو جماعة . ناضل من أجل إقرار حقوق الطفولة والشباب .
يقول المرحوم الحيحي : " كان المهدي بنبركة يقول لنا رسالة سنؤديها .. لن يحول بيننا وبين أدائها لا التهديد ولا الغدر .. والأعمار بيد الله " لقد انتقل مؤطر طريق الوحدة محمد الحيحي رحمه الله إلى جوار ربه يوم 11 شتنبر 1998 بمستشفى ابن سينا بالر باط
رجال انخرطوا في العمل السياسي الوطني بصفوف الحركة الوطنية المغربية منذ الأربعينات ، ساهموا إبان الكفاح الوطني ضد الإستعمار ، واستبخصوا دمائهم دفاعا عن وطنهم . مناضلون تقدميون ثوريون ناضلوا سنوات الرصاص العصيبة ، والأزمات الخارجية من أجل بناء مجتمع ديمقراطي ودعائم الدولة الديمقراطية ،تعرضوا لحملات متوالية من القمع والإضطهاد والتعذيب والسجون .
وشباب متعطش لمغرب يسوده العدل والحرية والديمقراطية ، التحق بحزب القوات الشعبية الذي خرج من رحم الحركة الوطنية ، اصطدم بآلة القمع وتعرض لأبشع أنواع التعذيب إلى أن سقط شهيدا أثناء التعذيب في الكوميسارية . وأبطال مغاربة استشهدوا في قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد قيامهم بعمليات بطولية ضد العدو الصهيوني . هؤلاء رموز الكفاح الوطني التقدمي الإشتراكي ، هم في حاجة إلى الإعتراف بهم لدى قاعدة عريضة من ساكنة المغرب ، وبالتعريف بصفحاتهم الساطعة والمشرقة في تاريخ المغرب .
ولد بالرباط سنة 1928 وتتلمذ على كبار مشايخ عصره وعلى رأسهم العلامة شيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي ، التحق بثانوية مولاي يوسف سنة 1940 ، تعرض للطرد منها سنة 1944 جراء مشاركته في انتفاضة الطلاب في أعقاب تقديم وثيقة المطالبة بالإستقلال .كان من رعيل الشباب المنضوي في الخلايا الشبابية لحزب الإستقلال تحت إشراف الشهيد المهدي بنبركة ، تعرف على المهدي سنة 1948 بعد اعتقال والده بسبب موقفه الوطني ، اختاره المهدي لقيادة فرقة من الشبيبة الإستقلالية سنة 1950 ، وأصبح مسؤولا عن تأهيل الشباب وتكوينهم . أسس رفقة المقاوم عبد السلام بناني وبتوجيه من المهدي بنبركة هيئة الجمعية المغربية لتربية الشبيبة (لاميج ) ( j. a.m.e ) سنة 1956 وترأسها منذ سنة 1964 . كما شغل منصب نائب لقسم الشباب بمديرية الشبيبة والرياضة سنة 1957 ، و شارك في أول إضراب للوظيفة العمومية يوم 25 مارس 1960 مما جعله يتعرض للطرد التعسفي نتيجة لمواقفه السياسية والنقابية .
ساهم في تأطير «طريق الوحدة» سنة 1957 (وهو المشروع الذي أعده وأشرف عليه المهدي بنبركة وتطوع للمشاركة فيه 12 ألف متطوع من الشباب من مختلف مناطق المغرب ، قاد تجربة التشجير التي أعطت عدة غابات في كل من «بوقنادل» و»بوسكورة» و»الهرهورة» ، أسس جمعية من قدماء متطوعي «طريقالوحدة» سنة 1958 سماها «جمعية بناء الإستقلال» .
محمد الحيحي كان رجل تعليم بامتياز منذ سنة 1947 في إطار المدارس الحرة التي أنشأها الوطنيون ، ثم بعد ذلك في عدة مؤسسات تعليمية بالرباط والدارالبيضاء وخريبكة ، عندما أصبح مديرا على رأس ثانوية بخريبكة تمت إقالته من منصبه بسبب المضايقات التي تعرض لها من طرف عامل المدينة حيث أن هذا الأخير رفع تقريرا إلى الجنرال محمد أفقير(حينما كان وزيرا للداخلية ) عن أنشطة وتحركات محمد الحيحي ، ثم عاد إلى الرباط كأستاذ للتعليم الثانوي إلى حين تقاعده سنة 1989
كان محمد الحيحي رجل التربية جعل من قضية التعليم رهانا حقيقيا لبناء المغرب الحيحي يعتبر من المؤسسين للاتحاد الوطني للقوات الشعبية في شتنبر 1959 (الاتحاد الاشتراكي حاليا) ومن الأطر الفاعلة فيه ، تحمل مسؤولية عضو اللجنة الادارية الوطنية للحزب، كان من أبرز الوجوه والرموز الاتحادية والحركة الجمعوية بالمغرب إضافة إلى نضالاته الحقوقية والفكرية .. من المؤسسين للجمعية المغربية لحقوق الانسان سنة 1980 ، وانتخب رئيسا لها مابين 1987 – 1992 . كان عضوا بارزا في مختلف الملتقيات والمؤتمرات التضامنية مع الشعوب .
محمد الحيحي كان أول رئيس لاتحاد المنظمات التربوية فهو رائد الحركة التطوعية بالمغرب يعتبر مربي الأجيال وعميد الحركة التطوعية والإنسانية . كان مدرسة حقيقية للأجيال الصاعدة ، نموذجا للتواضع ونكران الذات والعفة، منفتح على جميع القيم بعيد عن التعصب لطائفة أو فئة أو جماعة . ناضل من أجل إقرار حقوق الطفولة والشباب .
يقول المرحوم الحيحي : " كان المهدي بنبركة يقول لنا رسالة سنؤديها .. لن يحول بيننا وبين أدائها لا التهديد ولا الغدر .. والأعمار بيد الله " لقد انتقل مؤطر طريق الوحدة محمد الحيحي رحمه الله إلى جوار ربه يوم 11 شتنبر 1998 بمستشفى ابن سينا بالر باط