أشرف كانسي
18-01-2009, 14:49
و الجمعية تحتفي بيوبيلها الذهبي المخلد لخمسين سنة من استمراريتها في الإدمان على العشق الشعبي الذي تماهت معه منذ فترة الحماية إلى الآن ، لتحس في الوقت ذاته بثقل المسؤولية التي وضعت على كاهلها تجاه طفولة وشبيبة المغرب المتعاقبة أجيالها داخل فروعها وفي أنشطتها وملتقياتها ، فأثمرت في كافة ربوع الوطن حركية اجتماعية بأبعادها التربوية والثقافية والفكرية ، ساهمت إلى حد كبير في التبشير للفكر المواطني الخلاق ، وفي تقعيده عمليا في إطار تجارب مهدت ـ إلى جانب التنظيمات الشبابية والسياسية الأخرى ـ بصورة من الصور للمغرب للإنصات إلى النبض العميق للقوى الصاعدة التي عليها يتأسس مستقبله ، ومكنت الشبيبة من اعتناق ثقافة الأمل و المشاركة ، بديلا عن ثقافة التضليل و التدجيل و اليأس .لقد مضى على تأسيس لاميج أزيد من نصف قرن بحجم تاريخ المغرب المستقل وما قبله ، أثبتت فيه الجمعية ـ وهي سليلة أفكار عريس الشهداء المهدي بن بركة ـ مدى استيعابها للأدوار و الغايات التي تأسست من أجلها ، فلم تنتقل البتة من اعتبار نفسها مجرد أسلوب لا غاية في حد ذاتها ، تفسيرا لفلسفة التطوع و العطاء الصوفي التي لا تبتغي من ورائها تبجيلا ولا تقديسا ، قدر ارتمائها في أتون مختلف المعارك المصيرية التي تنبعث من احتياجات المجتمع ، و تهدف لخدمة أغراضه . إنها الثقافة التي ما فتئ رواد العمل الجمعوي : عبد السلام بناني ، محمد الحيحي ، محمد بنسعيد ، محمد السملالي ، العربي لحلو ... وقائمة طويلة من خيرة أبناء هذا الوطن ، يزرعونها في الأجيال المتواترة التي شربت من رحيق مدرسة الأطر ، و جربت في ميادين الأنشطة المختلفة ، وتفاعلت مع الأفكار المتنوعة بالصخب الجميل حينا ، وبالتوافق المفروض حينا آخر ، بغية إرساء معالم حقيقية للديمقراطية الحقة ، وللإختلاف و القبول بالآخر دونما تمييز عرقي أو لغوي أو اجتماعي أو فكري .و بحكم طبيعته الجماعية الطوعية ، والمشاركة التقائية في نسج عطاأته ، فإن العمل الجمعوي عموما ، والمساهمة الرائدة للجمعية المغربية لتربية الشبيبة فيه على الخصوص ، قد ظل بعيدا عن الرأي العام إلا بنتائجه المباشرة ، ومن ثم كان الإلتباس الحاد في إدراك كنه الجمعية ومقاصدها .