المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفاصيل قصة مقتل تلميذ على يد ''رجال أمن''..تحرشوا بتلميذة فطعنـوه لدفاعه عنها


hmilouda
12-12-2007, 20:18
"إن مهمة رجال الأمن أن يحافظوا على الأمن، لا أن يهددوا الأمن''، عبارة ما فتئ يرددها كل القريبين من التلميذ حمزة يافي الذي سقط صريعا يوم الجمعة 30 نونبر الماضي بالدار البيضاء على يد 5 عناصر من ''فرقة البليير'' الذين أدمجوا أخيرا في سلك الشرطة، مات دفاعا عن إحدى زميلاته في الدراسة التي تعرضت للتحرش الجنسي من لدن أحدهم، ''التجديد'' زارت عائلة الضحية والتقت زملاء حمزة من تلاميذ ثانوية إعدادية الإدريسي بنيابة آنفا الذين نظموا مسيرات ووقفات احتجاجية تضامنا مع الضحية.

البداية...

كان حمزة رفقة زملائه في الفصل حوالي الساعة الثانية و45 زوالا يتجول يوم الجمعة الماضي بساحة مسجد الحسن الثاني في انتظار الدخول إلى المؤسسة في الساعة الموالية، ثم جاءت تلميذة مسرعة نحو حمزة طالبة منه أن يحميها من خمسة أشخاص حاولوا التحرش بها، فتوجه نحوهم طالبا منهم الابتعاد، لكنهم ردوا عليه بالشتم والسب، وبينما الأمر كذلك إذ بطعنة غدر توجه لحمزة على مستوى الصدر بسكين فحمله أصدقاؤه على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بمستشفى مولاي يوسف، إلا أن الطعنة كانت عنيفة وأحدثت نزيفا دمويا داخليا تسبب في وفاة حمزة. وأياما بعد ذلك
(الثلاثاء الماضي 3 دجنبر) أحال الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء خمسة عناصر من الفرقة المذكورة المتهمين بارتكاب جريمة قتل على المحكمة العسكرية بالرباط.
أحد التلاميذ (المهدي) يقول إنه كان مع الضحية في ساحة مسجد الحسن الثاني، بعد أن تم إجبار حمزة من لدن أستاذة التربية البدنية على الخروج من الحصة بسبب عدم إحضاره للزي الرياضي، بعد ذلك توجه مع زملائه إلى ساحة المسجد حيث مسرح الجريمة. أما يوسف فيضيف أن عناصر الفرقة كانوا يتحدثون فيما بينهم قبل أن تمر التلميذة التي تدرس مع يوسف في المؤسسة نفسها، والتي قالت إن أحدهم ناداها وصار يتغزل بها ويريدها أن ترافقه، مما جعلها تتجه صوب بعض التلاميذ لإخبارهم بالموضوع ومنهم حمزة.

الإدارة تنفي

تصر إدارة ثانوية إعدادية مولاي إدريس على أن الحادث تم قبل بداية الحصة الدراسية المسائية، مضيفة أن التلميذ كان متوجها من بيته إلى المؤسسة، فكان يتجول في ساحة مسجد الحسن الثاني التي تبتعد بأمتار عن المؤسسة، حيث تعرضت التلميذة لاستفزاز أحدهم، مما جعل الضحية يدافع عنها وعن حرمة المؤسسة، وقد عبرت إدارة المؤسسة التعليمية عن أسفها لما وقع، وأصدرت بيانا توصلت ''التجديد'' بنسخة منه، تضمن تقديم التعازي إلى أسرة الفقيد وزملائه.
كما يتوجه البيان بالشكر الجزيل إلى الصحافة التي واكبت هذا الحدث ورجال الأمن والأطر التعليمية والإدارية العاملة بالمؤسسة، ونائب وزارة التربية الوطنية على تهدئة الوضع ومؤازرة أسرة الفقيد، كما يتضمن البيان نداء من أجل التفكير العميق في المزيد من الأمن في محيط المؤسسة التربوية.وتقول الإدارة إن هذا الأمر يحز في نفسه بوصفها إدارة تربوية، معتبرة أن الذين اعتدوا عليه دون أخلاق كي يوجهوا طعنة قاتلة لتلميذ، معبرة عن إدانتها لهذا الاعتداء الصادر عن أناس المفترض فيهم أن يحموا الوطن والمواطنين، لا أن يستفزوا تلميذا ويتحرشون بتلميذة، وطالبت إدارة المؤسسة بتوفير دوريات للأمن في وقت الذروة حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث، وتطالب كل الجهات بالتدخل للحد من مثل هذه الجرائم.

انتظارات الأسرة

أم الضحية حمزاوي أمينة التي يلقبونها بـ ''أم الشهيد''، سمعت خبر مقتل ابنها فصعقت، وقال بحسرة ''عار أن يرحل ابني هكذا وبتلك البشاعة ومن طرف من؟ رجال أمن''، وطلبت من المسؤولين معاقبة الجناة، وهي تردد بأن ابنها شهيد، وأن لا شيء يعوضها عن خسارته ولو مال قارون. أما أب الضحية مصطفى اليافي فبدا متأثرا جدا وهو يتحدث لـ ''التجديد'' من هول الحدث واكتفى بالبكاء على الفقيد، وقال إن عامل مقاطعة آنفا وعده بالتكفل بتوفير شقة للعائلة.
كما قال عم حمزة محمد اليافي وعلامات الحزن بادية على محياه، ''الحمد لله أن الضحية كانت له سيرة حسنة في حيه ومؤسسته، وهو ما ترجمه حضور رفاقه وأصدقائه والجيران وساكنة الحي تشييع جثمانه، فقد شارك الآلاف في توديعه بمقبرة الغفران'' يضيف العم، معتبرا أن على البرلمان والحكومة ووزارة الداخلية أن يعرفوا ما وقع، موضحا أن حمزة كان يعيش مع أبويه في فقر مدقع وفي بيت ضيق لا يتجاوز عرضه 4 أمتار، ''لهذا نطالب ونناشد كل المسؤولين بأن يعوضوا هذه العائلة التي كان الضحية أملها''، وأضاف محمد أنه كان يستشير حمزة رغم أنه أصغر سنا منه.

تضامن واسع

وقف أزيد من 80 تلميذ وتلميذة يتابعون دراستهم بإعدادية مولاي ادريس بالبيضاء يوم الاثنين 3 دجنبر الجاري أمام مركز الشرطة السياحية بشارع الحسن الثاني بالدار البيضاء، منددين بمقتل الضحية حمزة اليافي الذي كان يتابع دراسته بالثانية إعدادي وعمره لا يتجاوز 17 سنة، حاملين صورا للضحية وشعارات ومرددين بعض الشعارات المستنكرة. كما سيرت مسيرات نحو بيت الضحية، وأخرى بجوار المؤسسة، ونظمت وقفة داخل المؤسسة لقراءة الفاتحة ترحما على الفقيد، الذي اعتبره جل تلامذة مؤسسة الإدريسي شهيداً، وقد وقع خبر مقتل حمزة على نفوس سكان الحي وأطر التدريس كالصاعقة.

عن التجديد 11/12/2007

omar512
12-12-2007, 20:30
مشكور على تعميم المقال .
وجب على الوزارة والحكومة ككل أن تتعظ من الاعتداءات المتكررة في حق الأساتذة والإداريين والتلاميذ على حد سواء للتفكير في الوضع الأمني المتردي الذي وصلت إليه المدرسة المغربية .
فأصبح الأب يخشى على أبنائه، والأستاذ يأخذ حذرهداخل المؤسسات وفي محيطها .
تحياتي