المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المخدرات والعنف يغزوان عمق المؤسسات التعليمية بالبيضاء


action
23-01-2009, 21:41
http://img23.xooimage.com/files/4/f/7/toppage-312601.png (http://dahaya.level52.com/image/23/4/f/7/toppage-312601.png.htm)
تنتشر بعدد من أبواب مؤسسات عمومية ظاهرة بيع المخدرات، التي يقع التلاميذ فريسة لها، نظرا لصغر سنهم وعدم درايتهم بالعواقب التي يمكن أن تنجم عنها.

http://img43.xooimage.com/files/4/3/e/20090123_a_enfants-a681bc.jpg (http://dahaya.level52.com/image/43/4/3/e/20090123_a_enfants-a681bc.jpg.htm)
ويعتبر علماء الاجتماع أن المدرسة مكان للتربية والتعلم، لكن هذا الحرم التربوي أصبح معرضا للتهديد، نظرا للخطورة التي تتجلى خارج فضائه، خصوصا في الساحات الخارجية.
ويعد محيط المؤسسات التعليمية مرتعا للمتسكعين ومروجي المخدرات، الذين يحولون بعض مرافق المدرسة الخارجية إلى فضاءات لترويج بضاعتهم، والإيقاع بأكبر عدد ممكن من الضحايا، الذين يتحولون إلى مدمنين وزبناء جدد لا يمكن الاستغناء عنهم. للتعرف على هذه الظاهرة، التي تهدد مستقبل التلاميذ، الذين هم رجال الغد.

استقت "المغربية" شهادات لدى بعض الضحايا، الذين وقعوا فريسة في شباك مروجي المخدرات، وأخرى لمسؤولين في ميدان التعليم، الذين يسعون جاهدين إلى تحسيس التلاميذ بهذه الآفة.

وأفادت أم ياسين لـ"المغربية " أنها خاضت تجربة مريرة مع ابنها، الذي وقع في شباك مروجي المخدرات بباب المدرسة، رغم حرصها الشديد على الاعتناء به، واختيار زملائه، فهي ربة بيت لا عمل لديها سوى السهر على رعاية أبنائها، وأكدت أن ابنها ياسين، (10 سنوات)، الذي كان تلميذا مجتهدا، ومواظبا على مراجعة دروسه بالبيت. كما يقتطف سويعات للمرح مع أصدقائه بالحي. وسجلت أنها ترافقه كل يوم للمدرسة كي تطمئن عليه، غير أن بعض زملائه بالقسم استطاعوا أن يناولوه بعض الحلوى، التي تحتوي على مخدرات، ونظرا لبراءته ظن أنها بالفعل قطعة حلوى، فأصيب بمغص وألم شديدين في بطنه وغثيان، ما اضطرها إلى نقله على الفور إلى المستشفى في حالة مزرية.

وأكد الطبيب أنه تناول مادة سامة، وبعد تحريات في الموضوع، بمساعدة المسؤولين في المؤسسة، وجدت أن زميله يدمن على شراء نوع مفضل لديه من الحلوى، وهي في الأصل تحتوي على مادة مخدرة، ومذاقها ونكهتها كانا يجذبانه، ولم يكن بدوره يعلم أنها مخدرات على شكل حلوى، يقدم على شرائها من شخص من أمام باب المدرسة. وتصف أم ياسين معاناتها قائلة: "عانيت الأمرين كي أخلص ابني من تلك السموم، التي كادت تودي بحياته ومستقبله"، أما زميله فجرى استدعاء أهله من طرف المسؤولين عن المؤسسة لإخطارهم بالموضوع.

بدورها أكدت أمال الفاسي مدرسة مادة الفرنسية، بإحدى المؤسسات التعليمية بالدارالبيضاء، أن الأساتذة أصبحوا يواجهون مشاكل عدة ، من طرف التلاميذ داخل الفصل نتيجة تعاطيهم المخدرات، فبالإضافة على التربية والتعليم، أصبحوا اليوم مضطرين إلى مواجهة عنف هؤلاء التلاميذ داخل وخارج الفصل، نظرا لتعاطيهم أشكالا مختلفة من المخدرات، التي تباع أمام أبواب المدارس.

تقول مدرسة مادة الفرنسية "أدرس بمؤسسة عمومية، والفصل مكتظ عن آخره، يوجد به أكثر من 40 تلميذا تتراوح أعمارهم ما بين 15 و 17 سنة،.يعني أنهم في مراهقون.
داخل الفصل ألاحظ بعض التلاميذ شاردين وغير مهتمين بدروسهم، وتظهر عليهم آثار تعاطيهم المخدرات، فالباحات والفضاءات الخارجية التي تحيط بالمدرسة أصبحت مرتعا للمنحرفين، ومكانا يلتقي فيه التلاميذ مع بعض المتسكعين الذين لا شغل لديهم سوى التغرير بهؤلاء التلاميذ لانحرافهم عن دراستهم، والزج بهم في عالم المخدرات، فيصبح التلميذ داخل الفصل شارد الذهن غير آبه بما يجري حوله ، بل في بعض الأحيان هذه الفضاءات تصبح حلبة للصراع عند خروج التلاميذ من المدرسة".

أما خالد العلالي، تلميذ بمؤسسة عمومية، يقول لـ"المغربية"، إن الكثير من زملائي يتعاطون المخدرات، خصوصا "القرقوبي"، وهو عبارة عن أقراص مهلوسة ورخيصة، يبيعها المروجون أمام باب المدرسة، الذي يجعلون منه سوقا نشيطا لبيع هذه السموم.
يحاولون، حسب قوله، في البداية، التقرب من التلاميذ حتى يضمنون صداقتهم، تم يصبحون في ما بعد زبناء أوفياء لا يمكنهم الاستغناء عنهم. وأشار العلالي، إلى أنه في السنة الماضية ذهب تلميذ من النبهاء والنشطين ضحية هذه الآفة، حيث نشب خلاف بينه وبين زميل له في الفصل،السبب كان تافها، لكن التلميذ "المقرقب"، صمم أن يضع نهاية لحياة زميله حين مغادرتهما المدرسة، الشيء الذي لم يأخذه التلميذ المجتهد بمحمل الجد، وعندما خرجا فاجأه المهلوس بطعنة من الخلف، سقط على إثرها مغشيا عليه، حيث فارق الحياة على التو، واهتز لهذه الواقعة تلاميذ المؤسسة ومؤطروها.

وأضاف العلالي، أن الظاهرة لا تقتصر على التلاميذ، بل حتى التلميذات، فمن بينهن من "يبرمن الحشيش" قرب المدرسة أو في المرافق الصحية بداخلها، كما يوجد من تتناول بعض الأنواع الرخيصة الثمن من المخدرات.

وقال محمد لعزيز، مدير بمؤسسة تعليمية لـ"المغربية"، إن هناك تغييرا كبيرا في تصرفات وتعامل عدد من التلاميذ مع الأساتذة في القسم وفي الساحة، جراء التقائهم المتسكعين الذين يحومون بأبواب المدارس، ولا شغل لديهم سوى التغرير بهم لانحرافهم عن جادة الصواب، والإيقاع بهم في عالم المخدرات والجريمة.التي ذهب ضحيتها عدد من الأطفال، مشيرا إلى أنه يجب أن تتضافر الجهود من طرف الجميع، الأسرة والمدرسة من أجل إنقاذ جيل المستقبل، كما يجب أن تقوم الجهات المعنية بحملات تمشطية أمام المؤسسات التعليمية، لإلقاء القبض على المتسكعين ومروجي المخدرات، الذين يحومون أمام أبواب المؤسسات التعليمية لاستقطاب المراهقين والمراهقات من التلاميذ والتلميذات لبيع سمومهم، فالمدرسة وحدها لا تكفي لحماية التلاميذ. كما لا ننسى،الدور الذي يجب أن تلعبه فعاليات المجتمع المدني ودور الشباب، في تقديم ندوات لتحسيس الشباب بهذه الآفة.

_________________