المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رواية *زليخة*4


ميمون بوجنان
28-01-2009, 17:03
لا تبخلوا علينا بملاحظاتكم....


النظرة السابعة

-اللهم يسر أمرك و احفظ ذريتك وأكثر رزقك…
تدخل إلى المنزل بعد عدم تلبية دعوة السيد للدخول وتخرج بعد هنيهة ومعها "زليخة" تجر الزي الذي أدخلت فيه جرا من ينظر إلى عينيها العسليتين، إلى قدها الأهيف، إلى ضفائرها الذهبية تداعبها نسمات هذا الصباح يأخذه الحنين للبكاء الكل يبكي.. اغرورقت عيناها.. نزلت دمعتان ساخنتان على وجنتيها وهي تعانق أمها عناقا حارا.قبلت يد السيد" حسن "بحنان، أخذ راحتها المحناة وأسلمها لراحته وهو يقول:
- اتفقنا " للاخدوج" إلى اللقاء القريب .
-اللهم ارض عنكما.....
دلفت" للاخدوج" إلى المنزل، ذرفت من الدمع ما شاء الله لها أن تذرف ،دمعا حارا ما ذرفت مثله حين وضعت"فريدة"ولا يوم فقدت ابنها الوحيد بعد يوميات من ولادته ولا يوم فقدت رمز أسرتها"السي امحمد" كفكفت دمعها راحت في شبه غيبوبة تسترجع ذكرياتها الحلوة منها والمرة.
ترائى لها ولأول مرة ،موكب زفافها وهي متشبثة بالسي امحمد مردفة له على فرس أدهم لابسة البياض وإياه ، الكل من حولها يزغرد ويتصايح بتحايا مختلفة لم تشك لحظتها وهي ترمق الجمع أن شابا أو شبانا من المرافقين يتتبع خطوات إحدى أو أكثر الفتيات، يبسم في وجهها ، يرسمها في مخيلته صورة تعرف الفتيات المسكينات في أحسن الأحوال كما ولدتهن أمهاتهن وهن مبتسمات ضاحكات، ضاحكة من نفسها.
لكنها استملحت ذلك فعادت لاستحضاراتها لاحت لها صورة اللحظة اللحظة الرهيبة لحظة الدخول "الذهبي" بها كما يقال :
"السي امحمد":- السلام عليكم يا غزالة.. غزالي الغالي.. ها....ها
-وعليكم السلام .

النظرة الثامنة

تتذكر جيدا أنها كادت تتقطع أنفاسها قبل أن تتم السلام ....
تقدم منها أزاح عنها الخمار الأبيض الذي اتشحت به ككل العرائس جلس جنبها على الكنبة و أخذ يتأملها.هي تعرف الآن مدى جهلها آنذاك بالحياة الزوجية بالحياة الثنائية ترى بوضوح صورتها وهي تتصبب عرقا رانية إلى الأرض ومع أنه كان محنكا في مسائل النساء فقد تعمد إطالة مدة الصمت والتحديق في وجهها حتى أحست أن خلجاتها كلها ترتجف وهي تدعو الله من كل أعماق قلبها أن يحنو بقلبه ويطفئ النور .
إطفاء هذا الفانوس الشيطاني الذي يضيء كل أرجاء هذا البيت لماذا إطفاء الفانوس ؟ هذه اللحظة تتذكرها أكثر من غيرها. رفع نحوها يدا تعرفت عليها جيدا فيما بعد، تعرفت على كل تجاعيدها التي كانت تبدأ في الظهور ، وضعها تحت ذقنها وحول وجهها كاملا حتى أصبح كلاهما يحدق في الآخر أرادت أن تشيح عنه بنظرها لكنه تمايل معها مانعا إياها من ذلك . أحست أنها بدأت تصبح إنسانة أخرى أحست أن كيانها كله يستجيب لمداعباته للمساته لم تكن قد قابلته من قبل ، انحنى نحوها ،لثمها في قبلة متعثرة هكذا أحبت دائما أن تسميها . تفقد رويدا رويدا سيطرتها على جسمها .......ينفلت منها .
ضمها بكلتا يديه العريضتين ضمة أيقنت بعدها أنها حرة طليقة ترفرف روحها بعيدا ، في جسدها تسري قشعريرة غريبة عنها كل سنينها الستة عشرة الماضية لم تحس بمثلها قبلها قبلة فيها من الحنو ما جعلها تستعجل رد الصاع صاعين وتعجب من أمرها ما لبثت أن راحت في تقبيله كرة وكرتين وهو برزانة سيد الخامسة والأربعين يتفنن في تحقيق انفلاتها التام غابت عن الأرض، عن السماوات السبع، تحس فقط أنها تسعد.. أنها ترفرف، لم تدر كيف تخلصا من أزيائهما ، لم تدر كيف ضاجعها ، أفاقت فقط لما ألم ألم بها ندت عنها صرخة الولادة الأولى صرخة لم تدر أكانت ممزوجة ببكاء قرح أم بكاء فرح
أعاد تقبيلها .. انسحب بعد أن لبس جلبابه الأبيض بسلام .

hlilou
28-01-2009, 17:18
فلاش باك جيد
دمت لنا مبدعا
ننتظر مزيدك

ميمون بوجنان
28-01-2009, 17:30
فلاش باك جيد
دمت لنا مبدعا
ننتظر مزيدك

شكرا على مرورك....دمت متابعا

نورالدين شكردة
29-01-2009, 16:05
حياك الله أخي ميمون على نظرتك السابعة بومظاتها واحداثها المشوقة....زليخة راها بدات كتكشف على حقيقتها....تحياتي

ميمون بوجنان
29-01-2009, 22:24
حياك الله أخي ميمون على نظرتك السابعة بومظاتها واحداثها المشوقة....زليخة راها بدات كتكشف على حقيقتها....تحياتي

شكرا لك ...سي نورالدين ..اتمنى ان تبقى متابعا....

أم ايمان
28-03-2009, 23:48
نعم..............بدا الاسلوب يتغير و تظهر قوته .................الى الجزء الاخر

ميمون بوجنان
29-03-2009, 11:04
نعم..............بدا الاسلوب يتغير و تظهر قوته .................الى الجزء الاخر

هذه شهادة اعتز بها....دمت متابعة...شكرا لمرورك الدائم...