m.hajjaji
20-02-2009, 21:47
ثقافة الطفل المغربي وتنشئته .
ـــــــــــــــــ
الحديث عن مستقبل البلاد، يقتضي بداهة، الاهتمامَ بالطفولة والشباب . غير أن المتأمل في "مشاريعنا" الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ... يلاحظ، بشكل عام، باستغراب كبير، الإهمال الذي يطول "استراتيجياتِنا" المتعلقة بالطفولة، على المستوى التربوي/التثقيفي، على الخصوص .
ومن مظاهر ذلك :
ــ عدم الاهتمام، بما فيه الكفاية، بالتربية ما قبل المدرسية (رغم أهمية سن الطفل في هذه المرحلة، في تحديد السمات العامة لشخصيته، والتي تؤثر، كما يقول علماء النفس، على باقي مراحل العمر الأخرى) .
فالعديد من الأطفال المغاربة، في سن هذه المرحلة غير ممدرسين . والممدرسون منهم، جلهم "يقضون وقتهم" في فضاءات تقليدية، غير مؤهـَّلة بيداغوجيا وبنيويا، لتقديم تربية ملائمة، مسايرة للتطور، ومؤهِّلة للمستقبل ...
ــ عدم العناية بالتربية البدنية والتربية الفنية وأنشطة الإيقاظ (Les activités d'éveil)، في المدرسة الابتدائية ...
ومعلوم أن كل النظريات التربوية الحديثة تركز على ضرورة الاهتمام المتزامن والمتكامل، بشخصية الطفل من جميع جوانبها (العقلية المعرفية، والعاطفية الاجتماعية، والحسية الحركية) .
ــ النقص المَـهول في الأدب والثقافة والصحافة الموجهة للأطفال واليافعين ، من حيث الكتب والقصص والأشعار والأناشيد والصحف والمجلات والقصص المصورة (B.D )ومسرح الطفل والمسرح المدرسي والأشرطة السينمائية الموجهة للإطفال والرسوم المتحركة (العربية والمغربية) ...
وكلها أدوات ووسائل جد هامة في التربية والتثقيف والترفيه والتنشئة...
أليس غريبا، بعد أكثر من نصف قرن على استقلال المغرب، ألا تكون لنا، مثلا، مجلة واحدة للأطفال، جادة ومنتظمة الصدور ؟( وقِس على ذلك صحيفة الأطفال، وقصصهم المصورة ورسومهم المتحركة وغيرها...)
تلك إذن نماذج فقط مما ينقص الطفولة والمراهقة ببلادنا . وهي نماذج تدل على أن كل مخططاتنا المستقبلية ستكون غير تامة، بل وغير ذات جدوى، ما لم يكن لدينا مشروع استشرافي، يجعل من الاهتمام بالطفولة والشباب (والعنصر البشري بشكل عام) ، أحد الرهانات الإستراتيجة الأساسية في التنمية والتطور والعيش في العصر، لا في مؤخرته أو على هامشه .
م.حجاجي
ـــــــــــــــــ
الحديث عن مستقبل البلاد، يقتضي بداهة، الاهتمامَ بالطفولة والشباب . غير أن المتأمل في "مشاريعنا" الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ... يلاحظ، بشكل عام، باستغراب كبير، الإهمال الذي يطول "استراتيجياتِنا" المتعلقة بالطفولة، على المستوى التربوي/التثقيفي، على الخصوص .
ومن مظاهر ذلك :
ــ عدم الاهتمام، بما فيه الكفاية، بالتربية ما قبل المدرسية (رغم أهمية سن الطفل في هذه المرحلة، في تحديد السمات العامة لشخصيته، والتي تؤثر، كما يقول علماء النفس، على باقي مراحل العمر الأخرى) .
فالعديد من الأطفال المغاربة، في سن هذه المرحلة غير ممدرسين . والممدرسون منهم، جلهم "يقضون وقتهم" في فضاءات تقليدية، غير مؤهـَّلة بيداغوجيا وبنيويا، لتقديم تربية ملائمة، مسايرة للتطور، ومؤهِّلة للمستقبل ...
ــ عدم العناية بالتربية البدنية والتربية الفنية وأنشطة الإيقاظ (Les activités d'éveil)، في المدرسة الابتدائية ...
ومعلوم أن كل النظريات التربوية الحديثة تركز على ضرورة الاهتمام المتزامن والمتكامل، بشخصية الطفل من جميع جوانبها (العقلية المعرفية، والعاطفية الاجتماعية، والحسية الحركية) .
ــ النقص المَـهول في الأدب والثقافة والصحافة الموجهة للأطفال واليافعين ، من حيث الكتب والقصص والأشعار والأناشيد والصحف والمجلات والقصص المصورة (B.D )ومسرح الطفل والمسرح المدرسي والأشرطة السينمائية الموجهة للإطفال والرسوم المتحركة (العربية والمغربية) ...
وكلها أدوات ووسائل جد هامة في التربية والتثقيف والترفيه والتنشئة...
أليس غريبا، بعد أكثر من نصف قرن على استقلال المغرب، ألا تكون لنا، مثلا، مجلة واحدة للأطفال، جادة ومنتظمة الصدور ؟( وقِس على ذلك صحيفة الأطفال، وقصصهم المصورة ورسومهم المتحركة وغيرها...)
تلك إذن نماذج فقط مما ينقص الطفولة والمراهقة ببلادنا . وهي نماذج تدل على أن كل مخططاتنا المستقبلية ستكون غير تامة، بل وغير ذات جدوى، ما لم يكن لدينا مشروع استشرافي، يجعل من الاهتمام بالطفولة والشباب (والعنصر البشري بشكل عام) ، أحد الرهانات الإستراتيجة الأساسية في التنمية والتطور والعيش في العصر، لا في مؤخرته أو على هامشه .
م.حجاجي