المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مراحل تحقيق المخطوطات


chohrore
28-02-2009, 15:53
ـ عنوان الكتاب : مراحل تحقيق المخطوطات وضبطها ـ توثيق النصوص وضبطها .
* ـ تأليف : موفق بن علي عبدالقادر .
● ـ مراحل تحقيق المخطوطات وضبطها ـ توثيق النصوص وضبطها .
* ـ مقدمة :
إن تحقيق النصوص أمانة دينية وعلمية وأخلاقية ، وإن من واجب المحقق أن يعلم أن هذه النصوص إنما هي وثائق تاريخية لا يحق له أن يتلاعب بها وأن يجعل من نفسه مصححا أو مقوما لهذه الوثائق ، وإن الأمانة العلمية تقتضي منه الحرص التام على نقل هذه الوثائق كما هي .
لذا على المحقق أن يضع في ذهنه قبل كل شيء إثبات ما قاله المصنف خطأ كان أم صواباً ، وأن لا ينصب نفسه حكما على هذه النصوص فيبيح تصحيحها أو تبديلها بنصوص أخرى .
وعليه أن يكد ذهنه ليصل إلى النص السليم الذي قاله المصنف وأن يتحرى الدقة الكاملة والحذر الشديد ليفرق بين خطأ النساخ وخطأ المصنف واختلاف النسخ واختلاف الروايات .
كما يجب أن يعارض بين النسخ المتعددة للوصول إلى الصواب .. فالمعارضة بين النسخ مهمة في كشف صحة ما قاله المصنف وربما تكون هنالك ضرورة الإضافة من هذه النسخ للنسخة الأصل تقتضيها سلامة النص كإتمام نقص أو تصحيح تحريف أو تصحيف أو سقط كلام .. وهذا يأتي بعد اتخاذ نسخة تكون أصلا بعد دراستها دراسة علمية دقيقة ثم معارضتها بالنسخ الأخرى والإشارة إلى الفروق بين النسخ في حاشية الكتاب مع التحري في الدقة في عدم إضافة أي لفظ أو تغيير أي عبارة من نسخة الأصل اللهم إلا لضرورة علمية لا مناص منها ، فعندئذ يلجأ المحقق إلى الإضافة أو التبديل مستعينا بالنسخ الأخرى ولا يتم ذلك إلا بعد التمحيص الدقيق .. وأفضل الوسائل للوصول إلى ما كتبه المصنف :
* ـ المقابلة وهي : أن يقابل المحقق نسخته على النسخ الأخرى لإصلاح ما يوجد من فروق أو تحريف أو زيادة أو نقص .
أولاً : توفر النسخ واختيار نسخة تكون أصلاً يُعتمد عليه في التحقيق .
بعد أن تتوفر النسخ الخطية للكتاب المراد تحقيقه يأخذ المحقق بدراسة هذه النسخ ويجب * ـ أن يراعي في اختيار نسخة تتخذ كأصل ما يلي :
1- قدم النسخة المخطوطة .. لا شك أن قدمها قد يكون من الأسباب التي ترشحها لأن تتخذ كأصل يعتمد عليه في التحقيق .
2- النسخة التامة : لابد أن تكون النسخة تامة كاملة غير ناقصة ، إضافة إلى أن النسخة قد تكون عورضت وقوبلت على نسخ أخرى ، وقرأها عدد من العلماء وصححت وكتبت عليها البلاغات والسماعات وخطوط العلماء ، فهي بهذا تكون مرشحة أكثر من غيرها لأن تتخذ أصلا يعتمد عليها في التحقيق إذا توفر ذلك .
3- إذا تحصل المحقق على نسخة واحدة من المخطوطة يجب ألا يبدأ في تحقيقها حتى يتحصل على أخواتها من من النسخ الأخرى الموجودة في المكتبات ، ولابد أن يسعى في الحصول عليها ليتم بها المقارنة والمقابلة بشكل صحيح .. هذا إذا كان للمخطوطة نسخ أخرى موجودة في العالم .
ثانياً : تسمية الكتاب وصحة نسبته إلى المصنف .
بعد أن تجتمع لدى المحقق النسخ الكافية للتحقيق ، لا بد أن يتأكد من تسمية الكتاب وصحة نسبته إلى المصنف .. ويجب ألا يضيف المحقق الاسم من عنده لأن الأمانة العلمية تقضي ذلك .. ويجب اتباع الخطوات التالية :
1- الرجوع إلى ترجمة المصنف من كتب التراجم للتأكد من تسمية الكتاب .
2- الرجوع إلى كتب الفهارس ككتاب الفهرست لابن نديم أو غيره من الكتب .
3- قراءة مقدمة الكتاب وتصفح أجزائه بدقة إذ قد يصرح المصنف باسم الكتاب في ثناياه أو في آخره .
4- إذا لم نعثر على اسم الكتاب إطلاقاً ينظر في مادته العلمية وبعد تحديدها نرجع إلى المؤلفات التي كتبت في الفن لعلها تقتبس منه وتشير إليه .. ومن الواجب على المحقق في أمثال هذه الحالات الاستعانة بذوي الخبرات من أهل العلم والدراية والاستفادة منهم في التعرف على طبيعة الكتاب وبالتالي محاولة التوصل إلى اسم المؤلف وكتابه .
ثالثاً : ملاحظات عامة .
1- السقط : كثيراً ما يقف المحقق أثناء مقارنته بين النسخ على سقط وقع به الناسخ ، وقد يكون كلمة أو جملة أو سطراً .. وقد ينبه الناسخ إلى وقوع هذا السقط فيشير إليه في الهامش .. أما إذا لم يلحق ذلك السقط وعثر عليه في النسخ الأخرى فإنه يوضع بين [ ] معقوفتين ويشار إليه في حاشية الكتاب إلى أن هذه الزيادة من نسخة كذا وكذا .. أما إذا لم يقف المحقق إلا على نسخة واحدة فإن بإمكانه أن يتم النقص سواء أكان هذا النقص من الناسخ أو ما اندرس بسبب التآكل والرطوبة بالرجوع إلى المصادر التي اقتبست نص كلام المؤلف أو المصادر التي لها صلة بمادة الكتاب .
2- التصحيف والتحريف : التصحيف يحدث في تغيير نقط الحروف وحركاتها ، أما التحريف فيقع في تغيير الكلمة أصلاً .. فإذا كان من فعل النساخ وجب على المحقق أن يثبت ما هو صواب من فروق النسخ ويشير إلى ذلك في حاشية الكتاب .. أما إذا كان في تحقيقه معتمدا على نسخة واحدة فيرجع إلى المصادر التي اقتبست كلام المصنف ونقلت عنه .. فإن كان التحريف من الناسخ فلا مانع من تصحيح الخطأ وحصره بين معقوفتين [ ] ثم الإشارة إليه في حاشية الكتاب .. أما إذا كان من المصنف فالأسلم أن يثبته كما هو ويشير إلى الصواب في حاشية الكتاب .
3- التقديم والتأخير : قد يحدث تقديما أو تأخيراً للكلام وقد يقع في الأسماء أو في أبواب الكتاب ، أو ترجمة تتقدم على ترجمة أو حديث أو غير ذلك .. وعندها يجب على المحقق أن يشير إلى هذا التقديم والتأخير بعد التأكد التام من خلال المقارنة الدقيقة بين النسخ .
4- الإعادة والتكرار : قد تعاد بعض الكلمات أو الأبواب أو الأعلام لأسباب قد تكون سهوا أو وهما من الناسخ أو غير ذلك .
5- الخطأ الإعرابي والإملائي : المطلوب من المحقق أن يتثبت من عدة أمور قبل التغيير الذي يعمد إليه .. عليه أن لا يلجأ إلى إثبات الصواب إلا بعد التأكد من أن هذا الخطأ هو خطأ حقيقي ، ولا يمكن أن يحتمل وجها من وجوه العربية ، ثم عليه معرفة المصنف وما يتعلق بشخصيته العلمية ، فقد يكون المصنف نفسه يلحن وعندئذ يجب عليه أن يجمع أخطاء المصنف اللغوية ويضعها في فهرست الكتاب ثم في حالة إصلاح اللحن من قبل المحقق عليه أن يضع ما أصلحه بين [ ] ويشير إليه في حاشية الكتاب إلى ما كان في الأصل .
رابعاً : مكملات التحقيق وضرورياته .
1- المقدمة : أن يقدم المحقق للكتاب مقدمة تتضمن أهمية الكتاب والأسباب التي دفعته إلى تحقيقه ونشره .
2- ترجمة المصنف : لابد للمحقق أن يترجم للمصنف ترجمة وافية تعرف القارئ به وبمصادر ترجمته ، فعلى سبيل المثال يجب أن تذكر : اسمه ونسبه ، وكنيته ولقبه ومذهبه .. ثم مولده ومنشؤه وطلبه للعم ورحلاته العلمية وشيوخه وتلاميذه والمدارس التي درس فيها وأقوال العلماء فيه ومؤلفاته ووفاته .
3- ترجمة موجزة لناسخ الكتاب .
4- دراسة الكتاب : لابد أن يبرز المحقق أهمية الكتاب الذي حققه ومدى الاستفادة منه وأهم عناصره وأثره فيما بعد بما في ذلك شخصية المصنف ومقدرته العلمية .
5- الإشارة إلى رقم صفحات المخطوطة : كأن يشير المحقق إلى رقم صفحة المخطوطة المعتمدة في التحقيق وذلك بوضع [ / ] خط مائل يشير إلى بداية كل صفحة جديدة من المخطوطة ، ويكتب في الهامش رقم الورقة وهل هي الوجه (أ) أو (ب) .
6- تقسيم الكتاب : من الضروري جدا المحافظة على تقسيم المصنف للكتاب وعدم إحداث تقسيم جديد يخالف تقسيم المصنف .
7- الإضافات والزيادات على النص : كثيراً ما يتلاعب المحققون بأصل المصنف فيضعون عناوين للكتاب من عندهم وأشياء أخرى كثيرة . والأصح أن لا توضع هذه الزيادات في صلب الكتاب إلا للضرورة العلمية القصوى التي يتوقف عليها معنى الكلام فتوضع إكمالا للنقص .
8- التعليقات والتخريجات : لابد للمحقق الناجح أن يهتم بتعليقاته على الكتاب من شرح كلمة غريبة أو معنى غامض أو كلمة تحتاج إلى توضيح أو التعريف بمدينة أو بلدة أو ضبط علم أو كنية أو لقب أو نسبة أو تخريج حديث أو بيت شعر أو رد اعتراض على المصنف ، أو بيان وهم أو التعريف بعالم ذكر في الكتاب . وغير ذلك .
9- الفهارس العلمية : ينبغي على المحقق أن يضع فهارس للكتاب على النحو التالي : فهرس التراجم ، الأعلام ، الجماعات والقبائل والأمم والطوائف ، الأماكن ، القوافي ، مصادر الدراسة والتحقيق ، ملحقات وتصويبات ، موضوعات ، دوريات .
المصدر:http://mahal.net/articles.php?action=show&id=1622