المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((((((--(( تقنيات التعليم ))--)))))))


حسن نور
12-05-2007, 21:41
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




تقنيات التعليم

مر مفهوم تقنيات التعليم بعدة مراحل ، حتى عصرنا إلى أن تبلور هذا المفهوم وفق أسس ثابتة ، ورغم ذلك نجد مجموعة ليست باليسيرة من المعلمين والمتعلمين لا زالوا يخلطون بين مفهوم الوسائل التعليمية ومفهوم تقنيات التعليم ، ومن خلال هذه الدراسة البسيطة لهذا الموضوع الذي يستحق بحثاً وباحثاً متفرغاً يتولى بالدراسة والتقصي تتبع هذا المفهوم لكي ينجلي اللبس الذي يعتري فئة غير قليلة من أرباب الفكر والتعليم ،
لقد أكدت المدرسة القديمة بطرقها وأساليبها التعليمية على أن المدرس هو المصدر الأول للمعرفة والعامل الفاعل والركن الأساسي لعملية التعليم .وبهذا أهملت دور المتعلم كليا مع انه الأساس في الطفره الحديثة للتعليم ، كما وأكدت المدرسة القديمة من خلال المنهج و المقررات الدراسية على تكثيف المعلومات النظرية الحديثة للتعليم عن طريق التحفيظ دون الاهتمام بالنظرية الحديثة للتعليم التي تعتمد الفهم و الإدراك للحقائق العلمية أما المدرسة الحديثة فقد ركزت على عناية للتعلم والتي تعتمد بشكل أساسي على استخدام المتعلم لجميع حواسه كأدوات التعلم تتصل بما حوله من مؤثرات ، تنقلها إلى العقل الذي يقوم بتحليلها وتصنيفها على شكل معارف وخبرات يستوعبها ويدركها ليستخدمها لمواجهة ما يقابله من مواقف حياتيه جديدة . كما رفعة المدرسة الحديثة من شأن المدرس بأن جعلت منه موجه ومشرفا ينضم عملية التعليم والتعلم في ضوء استخدام وظيفي للأساليب والطرق الحديثة مع التركيز على التقنيات المتطورة والتي تخضع عملية التعليم والتعلم للطرقة العلمية التي تعتمد على المشاهدة والاستقرار والعمل وتنمية الاتجاهات .
فعن طريق المشاهدة والعمل واستخدام جميع أدوات التعلم لدى الإنسان ( الحواس ) ، يكتشف المتعلم الحقائق العلمية أو أجزاء منها حيث يقوم العقل بتصنيفها لاستخلاص القوانين منها للوصول إلى الخبرات الحسية وأدراك وفهم الحقائق العلمية المطلوبة فالإنسان يتعلم بيديه وبعينه وبأذنه وبحواسه الأخرى وبهذه الوسائل يشترك عقله ويشترك قلبه فيشترك جميعه في عملية التعلم ، وبالتالي ينمو جميعه نموا محبب لنفسه وذلك لإحساسه بالتفاعل الكلي مع هذه العملية ويصبح السعي وراء العلم و المعرفة وما يتطلبه من حب الاكتشاف والإدراك عادة محببة تبقى معه طيلة حياته .
والطريقة العلمية لا تفصل بين الهدف والوسيلة ، فالهدف يحدد الوسيلة المناسبة والوسيلة الجيدة تساعد على تحقيق الهدف المنشود من حيث كون الوسيلة التعليمية محتوى تعلمي يشمل واقع المعرفة ومرتكزاً للأسلوب التعليمي ومحور أساسي لموضوع الدرس وجزء لايتجزء من المادة التعليمية ، كما أنها ليس معينات ولا مواد إيضاحية يمكن الاستغناء عنها والاكتفاء بالكلمة المجردة .
ومع ذلك على المدرس أن يدرك بأن أهمية الوسائل التعليمية لا تكمل في الوسيلة بحد ذاتها بل بمقدار ما تحققه هذه الوسيلة من أهداف سلوكية محددة ضمن نظام متكامل يضعه المدرس لتحقيق الأهداف العامة والخاصة للدرس .
تطور مفهوم تقنيات التعليم
يقرن الكثير من المربين استخدام وسائل التعليم بالتقدم الصناعي والتكنولوجي الذي شهده العالم في هذا القرن أو ما سمى بالثروة الصناعية وتطور وسائل الاتصال المختلفة . وفي الواقع أن الإنسان تعلم عن طريق المشاهدة أو ما نسميه بلغة العصر وسائل التعليم البصري منذ أو وطأت قدم الإنسان على سطح الكرة الأرضية ، فقصة ابن أدم قابيل عندما قتل أخاه وقف حائراً أمام جثته لا يدري ماذا يفعل بها حتى أرسل الله له غراباً أراه ذلك ، الدليل على تعلم الإنسان عن طريق المشاهدة .
وهكذا فان الوسائل التعليمية كمواد تعليمية وأسلوب تعليمي قديمة جدا رافقت حياة الإنسان منذ البداية ، إلا أنها كمفهوم علمي مرت بتسميات متعددة أهمها .
1. الوسائل البصرية .
وسميت بالوسائل البصرية لكونها تعتمد حاسة البصر كمصدر أساسي للتعليم ، والعين هي الإدارة الفعالة في هذا المجال ، فالإنسان يشاهد ما حوله من حقائق تملئ بيئته الحياتية فيتفحص هذه الأشياء فيدركها ثم يفهمها وفي هذا تأكيد على ممارسة التعليم عن طريق الخبرات الحسية المباشرة . وقد أكد ذلك علماء التربية الأوائل كالحسن بن الهيثم الذي كان يفسر لطلابه ظواهر الطبيعة علميا . وورسو الذي أكد ضرورة وضع الأشياء أمام عين المتعلم حتى يراها ليتعلم تعليما واقعياً بعيداً عن الكلام المجرد .
2. الوسائل السمعية البصرية
وتعني هذه التسمية التأكد على استخدام أكثر من حاسة من حواس الإنسان في العملية التعليمية كالبصر والسمع أي مرافقة الكلمة المنطوقة لعملية المشاهدة للأشياء سواء كانت حقيقة أو بديله ، وقد زاد في تأكيد هذا الأسلوب ظهور السينما التي تعتمد تقديم المعارف بواسطة الصور المتحركة وما يرافقها من مؤثرات صوتية .
وسواء أكانت الوسائل سمعية وبصرية فيجب أن تشكل جزءا أساسي لا يتجزأ من المادة التعليمية ومن عملية التعليم نفسها . ومن هنا كانت تسمية الوسائل التعليمية أشمل حيث أنها تعتمد علىجميع حواس الإنسان وأساليب العمل واستخدام كل الإمكانيات المتوفرة في بيئة المتعلم .
3. تكنولوجيا التدريس
وهي استخدام المدارس للطرق النظرية والعملية في إطار العملية التربوية للوصول إلى تعليم أكثر فعالية .
وقد عرف هذا المفهوم بأنه ، ( طريقة منظمة للتصميم وتنفيذ وتقويم العملية التربوية على أساس من البحث العلمي عن طرق التعليم الإنساني مصحوبة باستخدام مصادر بشرية وغير بشرية للوصول إلى عملية تعلميه متطورة تتسم بتأثير الجودة . ومن هنا يتبين لنا أن تكنولوجيا التدريس تساهم في حل المشاكل التعليمية في المدرسة وتوفر للمدارس إمكانات فعالة في تحسين مواقفه التعليمية .
4 . تكنولوجيا التربية و التعليم من المفاهيم الشائعة لدى الكثير من الناس ارتباط كلمة التكنولوجيا بالمبتكرات الحديثة الآلية و الإلكترونية والكمبيوتر وإنها وليدة الثورة الصناعية التي تعم حياة البشرية وحلول الإله محل الإنسان في كثير من الاعمال إلا أن هذا الموقف يختلف اختلافا كبيرا بالنسبة للتربية حيث يبقى الإنسان سيد الموقف وعليه أن يسخر جميع هذه الأشياء في الوصول إلى نتائج أفضل في تحقيق أهدافه في مجالات التربية و التعليم . وقد عرف روبرت جانيه تكنولوجيا التعليم بأنها ( تطوير مجموعة من الأساليب المنظمة مصحوبة بمعارف علمية لتصميم وتقويم وإدارة المدرسة كنظام تعليمي ) .
وقد عرفها مجموعة من الباحثين والأساتذة بأنها ( تسخير المصادر المختلفة من بشرية وغيرها لتحسين نوعية الخبرات التعليمية وحل مشاكل التعليم .
كما عرفتها رابطة الاتصالات والتكنولوجيا التربوية الأمريكية بما يلي : (( تكنولوجية التعليم كلمة مركبة تشمل عدة عناصر هي : الإنسان والآلات والتجهيزات المختلفة والأفكار والآراء ، أساليب العمل وطرق الإدارة لتحليل المشاكل وابتكار وتنفيذ وتقويم وإدارة الحلول لتلك المشاكل التي تدخل في جميع التعليم الإنساني .
ومن هنا يتبين لنا أن الآلة مهما كان نوعها وما هو مقدار ما تقدمه من مردود في العمل التعليمي أو غيره فأنها تشكل جزء من التكنولوجية الخاضعة للإنسان في كل مجالات العمل من تقديم الحلول وابتكار وتنفيذ هذه الحلول وتقويم النتائج في نهاية كل عمل .
وعلى هذا الأساس فالتقنيات التربوية ليست ميكنة فقط ، ولا تعني الوسائل والأدوات إنما هي أسلوب في العمل وطريقة في التفكير والتنظيم والتخطيط .. وفي تأكيد فعلية التعليم وإتاحة الفرصة للطلاب للاستفادة منها وتنمية اتجاهها الإيجابية نحو التعليم . وبالإضافة إلى ما سبق عرضه عن أهمية الوسائل التعليمية .. يمكن أن نسير إلى بعض التعريفات الخاصة بالوسيلة التعليمية والتي يمكن أن تخدم أغراض هذا الفصل قبل الدخول إلى أنواع هذا الوسائل .. حيث عرفت هذه الوسائل التعليمية الحديثة بأنها الوسائل الحسية أو الأدوات والمواد الحسية التي يستخدمها المدرس لمساعدة التلاميذ على فهم ما يريد له أن يفهمه على تدريبهم علية وتنمية اتجاهاتهم كما عرفت أنها كل شي يحمل فكرة أو معنى أو رسالة ويستعين به المعلم لكي يوصل هذه الرسالة إلى غيره بجانب شرحه وأسلوبه .
كما يشير التاريخ اللوسائل التعليمية الحديثة إلى كل الوسائل التي يستخدمها المعلم في الموقف التعليمي بغرض إيصال المعلومات والحقائق والأفكار والمعاني للدارسين .
كما عرفت الوسائل التعليمية بأنها وسائط تربوية يستعان بها عادة لإحداث عملية التعليم ؛ فالمدرسة والمعلم والكلمة المفوضة والكتاب والصورة والشريحة وغيرها تعتبر كلها على هذه الأساس وسائل تعليمية مهمة لتوجيه وأنتاج التربية الرسمية للتلاميذ .
وقد أشار إلى أن هذه الوسائل هي مواد يمكن بواسطتها زيادة جودة التدريس وتزويد التلاميذ بخبرات بالغة الأثر .
والوسائل التعليمية الحديثة إنما هي جزء من المنهج باعتبارها تساعد في الحصول على خبرات منوعة لتحقيق غايات وأهداف المنهج وهي … ليست بالمواد الاثتثنائية أو الإضافية وإنما هي من الناحية العملية جزء متكامل مع ما يتضمنه المنهج المدرسي من مقررات دراسية ، كالعلوم والرياضيات والمواد الاجتماعية واللغات وأوجه النشاط المتصلة بها وطرق وأساليب التدريس المختلفة في تدريسها .
وفي إطار ما سبق يمكن قول إن الوسائل التعليمية الحديثة التي يمكن استخدامها في زيادة تقبل الطلاب للمادة الدراسية هي كل ما يستخدمه المدرس من أدوات ( وسائل ) حسية تستخدم مع اللفظ أو بدونه في توصيل رسالة أو فكرة أو عناصر المادة الدراسية إلى الطلاب وتساعد على توصل المعلومات إلى عقولهم باسلوب منظم ومشوق وأسلوب يساعد على فاعلية عملية التدريس وزيادة تقبل الطلاب للمادة الدراسية
وفيما يلي بعض هذه التسميات :
1. الوسائل السمعية والبصرية .
وترجع هذه التسمية إلى كون الوسيلة إما أن تكون مرئية أو سمعية أو الاثنتين مع طبيعتها ويستفيد منها التلاميذ في العملية التعليمية مستخدمين حاستي السمع والبصر عموما .
2. المعينات التربوية .
وتنبع هذه التسمية من الدور الذي تلعبه الوسائل في مساعدة كل من المعلم والتلميذعلى أحداث عمليتي التعليم والتعلم .
3. وسائل الإيضاح .
وتنبع هذه التسمية بشكل رئيسي من الدور الذي يمكن أن تلعبه الوسائل في توضيح ما يقوم به المعلم للمادة الدراسية وتقريب لمفاهيمها ومبادئها المختلفة
4. التكنولوجية التربوية
وتنبع هذه التسمية من الطبيعة الحركية التي تتكون منها هذه الوسائل وتستخدم في التربية فيما بعد .. مثل الصور الثابتة المتنوعة ، والأفلام . التعليمية والتلفزيون التعليمي والكمبيوتر وأشرطة االفيديو ، وأشرطة الكاسيت وغيرها .
5. الوسائل الوسيطة .
وهي تلك التي يستعملها المعلم التلميذ نفسه للمعاونة على إحداث على التعلم ، أي ليست جزءا من التعلم نفسه .
كم أطلقت عليها تسميات أخرى مثل الوسائل الاختيارية وتستعمل كأنشطة إضافية لتزويد التلاميذ ببعض الخبرات المنهجية أو الترفيهية . كما سميت بالوسائل الأساسية التي يقتضي استخدمها لتحقيق الأهداف التربوية للمناهج
وأننا في الحقيقة نرى أن التصور الضيق لأهمية الوسائل التعليمية الحديثة جعلها تسير في دائرة ضيقة ولم تحقق الغرض من استخدمها ، وبصفة خاصة في دول العالم الثالث، لأنهم لايضعون الوسيلة التعليمية داخل نظرية شاملة تنظر للعملية التعليمية نظرة متكاملة منهجية تسير في خطوات متسلسلة تأثر كل منها في الأخرى بحيث تصبح الوسيلة التعليمية جزءا متكامل من استراتيجية التدريس التي يتبعها المدرس لتحقيق أهداف محددة يصوغها في صورة أنماط سلوكية يمارسها التلميذ ويمكن ملا حضتها وقياسها بطريقة موضوعية . وإنني أرى أن أهمية الوسائل التعليمية الحديثة لا يمكن في هذه الوسائل في حد ذاتها بقدر ما تحققه هذه الوسائل من أهداف سلوكية وتحقيق أهداف الدرس وحل المشكلات وزيادة تقبل الطالب للعملية التعليمية وللمادة الدراسية .. وهذا ما يحققه مفهوم ( تكنولوجيا التعليم )
وعلى هذا الأساس نجد أن الاهتمام بالوسائل التعليمية مر في ثلاث مراحل هي :

1. المرحلة الأولى : اختيار المواد التعليمية أو إنتاجها وشراء الأجهزة وتشغيلها .
2. المرحلة الثانية الاهتمام بعملية الاتصال كهدف وغاية وأصبحت الوسائل جزءا متمماً لعملية الاتصال التعليمية .
3. المرحلة الثالثة : التركيز على وسائل التعليم كأسلوب في العمل وطريقة في التفكير وحل المشكلات بالاستعانة بنتائج البحوث في ميادين المعرفة .. أو إجراء بحوث تفيد في تطوير العملية التعليمية .. وتأتي الوسائل التعليمية الحديثة كحلقة في هذا المخطط المنهجي الذي يبدأ بتحديد أهداف الدرس وأتباع أسلوب منظم في تحقيق هذه الأهداف .
ولم تعد مهمة المدرس مقصورة على الشرح وإلقاء وإتباع الأساليب التقليدية في التدريس ، بل أصبحت مسئوليتها الأولى هي رسم مخطط للإستراتيجية الدرس تعمل فيها طرق التدريس والوسائل التعليمية لتحقيق أهداف محددة مع الأخذ في الاعتبار جميع العناصر التي تؤثر في هذا الاستراتيجية التعليمية مثل ( إعداد الحجرات الخاصة بالدراسة ، طريقة تجميع التلاميذ ، طريقة تقبل التلاميذ . .. الخ .
وفي الآونة الأخيرة تردد على أسماع المعلمين وغيرهم من العلمين في الأوساط التربوية مصطلح جديد يرتبط بالوسائل التعليمية وهو مصطلح (( تكنولوجيا التعليم )) أو ( تقنيان التعليم ) فالمعلم الذي يتفاعل مع البيئة المدرسية مستخدم الأدوات أو الآلات التعليمية لتطويع المواد التعليمية الموجودة في المدرسة والاستفادة منها في تعليم طلابه ، يقال أنها يستخدم ( تقنيات التعليم ) ، فماذا يعني هذا المصطلح الذي صار يتردد على مسامعنا بصورة مطاردة على وجه التحديد ؟
لقد أنتشر مصطلح تقنيات التعليم منذ نحو عقدين من الزمن أو أكثر قليلاً ، واستخدام هذا المصطلح في أحيان كثيرة ، ليحل محل مصطلحات الوسائل التعليمية أو الوسائل السمعية البصرية أو الوسائل المعينة ، إلى درجة أنها قد تغلبت على تفكير كثير من المعلمين والمشتغلين في مجال التربية و المصطلح هو رغبة المربين في تطوير مصطلح الوسائل التعليمية أو الوسائل السمعية أو الوسائل البصرية لتتماشى مع الوسائل التعليمية الحديثة ، التي أمكن التوصل إليها نتيجة التقدم العلمي والتكنولوجي الناتج عن تطبيق المعارف العلمية المتقدمة / في مجال صناعة الأجهزة والمواد التعليمية خاصة في ميادين الكمبيوتر والإذاعة والتلفزيون وأجهزة العرض
و غير ذلك من المواد و الأجهزة التعليمية الحديثة قد يكون لإطلاق مصطلح تقنيات التعليم و انتشاره علاقة بالتطور الحادث في مجال العلوم والتقنية ،إلا أن ذلك - في واقع الأمر- ليس السبب الحقيقي أو الأساسي لولادة مصطلح تقنيات التعليم ،و انتشاره في الأوساط التربوية و لذا سنناقش في هذا الفصل أولا مفهوم تقنيات التعليم لننطلق عقب ذلك إلى توضيح موقع الوسائل التعليمية من هذا المفهوم .
وفي واقع الأمر فان إطلاق مصطلح تقنيات التعليم على الوسائل التعليمية أو البصرية إلى إضفاء الغموض على ذلك المفهوم وقد نتج هذا الغموض بسبب قصور إطلاق هذا المصطلح على الوسائل التعليمية السمعية والبصرية ذات الأجهزة الحديثة ،وقد تساءل بعضهم عن دور الوسائل التعليمية التقليدية واستخدامها بطريقة مبتكره من اجل تحقيق نتائج تعليمية واعده عن طريق استخدام مما يبشر بنتائج قد تفوق في أثارها تلك الناتجة عن استخدام الوسائل الحديثة .
لقد أدت مثل هذه التساؤلات إلى إسراع المهتمين ألي التفكير في تشكيل فرق عمل و لجان فنية متخصصة لتحديد مضمون مصطلح التقنيات التربوية بصفة عامة وتقنيات التعليم لكونها جزءا من التقنيات التربوية بصفة بخاصة .
و مصطلح تقنيات التعليم تعريب للمصطلح الغربي إذا ما رجعنا إلى المعاجم يتبين لنا أن لفظ تكنولوجيا تعني بشكل عام دراسة كيفية وضع المعرفة العلمية قي إطار الاستخدام العلمي لتوفير الوقت و الجهد فيما هو ضروري لمعيشة الإنسان ورفاهيته .
وفي ضوء ذلك فانه يمكن القول أن ( التقنيات التعليمية ) لابد أن تشمل وضع الحقائق و النظريات العلمية في مجال تعلم الإنسان في مراحل نموه المختلفة ،وطرق ووسائل تعلمه في إطار الظروف الاجتماعية التي يعيش فيها في كل مرحلة من تلك المراحل موضع التطبيق العلمي و وذلك من اجل حل المشكلات التي تعوق تربية الإنسان وتعليمه بشكل متكامل في كل مرحلة من مراحل حياتة
وبصورة أكثر إيجازا ، فان تقنيات التعليم هي نظام مخطط لتطبيق النظريات التربوية والنفسية بشكل يهدف إلى خدمة مجال تصميم و تنفيذ المنظومة التعليمية وتقنيات التعليم مكون من مكونات التربية أو جزء منها .
وتجدر الإشارة إلى أن تقنيات التعليم عملية متكاملة مركبة تهدف إلى تحليل مشكلات المواقف التعليمية ذات الأهداف المحددة ،و إيجاد الحلول اللازمة لها ،وتوظيفها وتقويمها و إدارتها ، على أن تصاغ هذه الحلول في إطار مكونات منظومة كافة المكونات البشرية و المادية للموقف التعليمي ،مما يعني تأكيد تقنيات التعلم على الجوانب التالية :
1/وجود الأهداف التعليمية المحددة القابلة للقياس .
2/ مراعاة خصائص المتعلم و طبيعته .
3/ مراعاة إمكانات و خصائص المعلم .
4/ توظيف المواد والأجهزة التعليمية التوظيف الأمثل لخدمة مواقف التعلم .
5/ الاستفادة من النظريات التربوية في حل المشكلات وتصميم المواقف التعليمية الناجحه .
وعلى الرغم من شيوع الآراء التي ترى صعوبة إيجاد تعريف دقيق شامل لمفهوم تقنيات التعليم ، إلا أن الربط بين هذا المفهوم ومفهوم النظم قد قلل من أهمية تلك الآراء ، حيث أصبح مفهوم تقنيات التعليم يستند إلى جذور مستمدة من كل من المفاهيم التالية : مفهوم التكنولوجيا ، ومفهوم التدريس ومفهوم النظم .
ولعلنا نستخلص مما سبق أن تقنية التعليم مجال جديد بالنسبة لغيره من المجلات ، والعلوم الأكاديمية والأخرى . وقد أعتمد هذا المجال على علم النفس بفروعه المختلفة ، كم أعتمد على علم الاجتماع ، ونظرية الاتصال والإعلام ، وكثير من العلوم الطبيعية كالفيزياء .، ومجال تكنولوجيا التعليم حيوي متطور ، يكافح ليكون مجالاً علمياً في دقة العلوم الطبيعية ، مما يجعل باحثيه يجتهدون في استخدام المنهج العلمي الرصين في بحوثهم ، كما يجهدون لتحديد المصطلحات ولغة الحديث العلمي المتفق عليها .
وعلى الرغم من تعدد التعريفات الخاصة بتقنيات التعليم بمفهومها المعاصر ، والذي استفاد من جميع المفاهيم السابقة في مجال الوسائل التعليمية ، وعملية التعلم ، فإننا ستعرف تقنيات التعليم بأنها ( عملية منهجية منظمة لسير التعلبم الإنساني ، تقوم على إدارة تفاعل بشري منظم مع مصادر التعليم المتنوعة من المواد التعليمية والأجهزة أو الآلات التعليمية ، وذلك بتحقيق أهداف محددة ) وإذا تفحصنا هذا التعريف يمكن أن نلاحظ مايلي :
1. أنه مشتق من فهم خصائص التقنية لكونها عملية تفاعلية بين الإنسان والبيئة المحيطة به ، والإنسان المتفاعل في تقنيات التعليم هو المعلم أو المتعلم أو فني الوسائل التعليمية ، أما البيئة هنا فهي البيئة التعليمية بما تحتويه من مواد والآلات ، وبطبيعة الحال فأن المواد هنا هي بالضرورة مواد تعليمية مثل : الكلمات المقروءة أو التسجيلات المسموعة أو المرئية ، وهكذا الحال بالنسبة للآلات فهي أيضاً آلات تعليمية تستوعب تلك المواد من مثل جهاز التسجيل أو جهاز الفيديو .
2. أنه يستفيد من جميع مراحل التطور التاريخي لمجالي التدريس والوسائل التعليمية ويشير في ثناياه إلى مدخل النظام ، كم يشير إلى عمليات التعليم الإنساني ، ويشير إلى مفهوم الاتصال على أنه أحد المفاهيم الرئيسية في ميدان التدريس والوسائل التعليمية كم يشير أيضاً إلى الوسائل السمعية البصرية سواء المواد أو الأجهزة التعليمية .
3. أنه يحدد المجالات التي ينبغي على المعلم وغيره من المشتغلين بمجال التربية والتعليم دراستها .، كي يكتسب الكفأت المهنية الضرورية لشغل مكان التخطيط وإدارة المنظومات التعليمية ، وهذه المجالات هي :
أ . دراسة أنواع المواد التعليمية .
ب . دراسة أنواع الآلات التعليمية 0
ج . دراسة أنماط التفاعل والعمليات اللازمة للتدريس وفق منظومة تقنيات التعليم .
وتجدر الإشارة إلى تأثر مفهوم تقنيات التعليم بالاتجاهات الحديثة التي نادت باستخدام مداخل النظام لتحليل النظام التربوي إلى عناصره الرئيسة . ومدخل النظام هو عبارة عن محاولة لتنسق جميع مظاهر أو مكونات أي ظاهرة بشكل موجه نحو تحقيق أهداف محددة
أثر مفهوم تقنيات التعليم في مكونات منظومة التدريس
إذا نظرنا إلى منظومة التدريس وحاولنا تحليل مكوناتها فسوف نتوصل إلى عدد من العناصر الرئيسية مثل :
1. محتوى التعلم .
2. المعلم .
3. الطالب .
4. وسائل التعلم والتعليم .
5. الأقران .
6. زمن التعلم .
7. بيئة الصف .
8. وسائل التقويم .
9. مشوشات أو مشتتات الانتباه .
وعند التدريس في ضوء مفهوم النظم ومفهوم تقنيات التعليم ، سنلاحظ وجود اختلاف كبيرة في أدوات كل من المعلم و المتعلم وفي أثر المكونات الأخرى لمنظومة التدريس عنه في حالة التدريس في النظام التربوي التقليدي . ففي النظام التربوي التقليدي يلعب المعلم الدور الرئيسي في نقل المعلومات إلى الطلاب ، كما أنه يقوم بتفسير هذه المعلومات ، وقد يستعين بالكتب المقررة ، أما في نظام تقنيات التعليم ، فإن المعلم يخطط لتوظيف عدد من الوسائل لنقل المعلومات إلى الطلاب ، أو لجذب انتباه الطلاب وإثارتهم من أجل الحصول على تلك المعلومات ، ويتوقف عدد ونوعية هذه الوسائل على عدد من العوامل مثل أهداف التعليم ، ومستوى الطلاب وخصائصهم وحجتهم في المواقف التعليمية ، وإستراتيجية التدريس المستخدمة ، وغيرها من العوامل تتضمنها منظومة التدريس .
ولا يعاني استخدام المعلم أكثر من وسائل التعلم مع المعلومات أن ذلك نوع من الرفاهية في استخدام التقنيات التعليمية ، وإنما هو ضرورة يفرضها تخطيط المواقف التعليمية من أجل إتقان التعلم من قبل الطلاب .
كما يختلف الموقف التعليمي ذاته في نظام تقنيات التعليم عنه في النظام التربوي التقليدي وينشط الطلاب لممارسة أدوار تجعل الموقف التعليمي أكثر مرونة ، فلا يكون العرض الوحيد للتعليم ، وإنما وحسب طبيعة المحتوى وخصائص الطالب وأهداف التعلم … الخ .
وهكذا دور المتعلم في نظام تقنيات التعليم يتخلص فيه من السلبية ' حيث يميل الطلاب إلى النشاط و المشاركة في عملية التعلم ، وتتاح لهم الفرصة للتعبير عن رأيهم و السير في مراحل التعلم كل و فق سرعة تعلمه ، ومدى مشاركته ونشاطه 0

hakers
01-06-2007, 17:06
thank you so much

ادريس
02-06-2007, 18:27
شكرا أخي على الموضوع

خادم المنتدى
28-02-2016, 14:28
-************************************-
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك
-************************************-