المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أديب مغربي أصيل آخر ... يرحل


m.hajjaji
16-05-2009, 22:28
أديب مغربي أصيل آخر يرحل ... البشير جمكار
ـــــــــ
انتقل إلى عفو الله، يوم الخميس الماضي، الأديب المغربي القاص : البشير جمكار .
يعتبر البشير من مؤسسي فن القصة المغربية الحديثة .
اشتهر بإنتاجه القصصي، خاصة في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي .
انخرط في اتحاد كتاب المغرب سنة 1974 .
ــــــــــــــــ
يقول عنه الكاتب والصحفي : لحسن لعسيبي :

" ...كان جمكار، يمتلك خصلة أصبحت نادرة اليومَ، في مجال التعليم العمومي في المغرب، وهي أنه لم يكن موظفا، بل كان مربيا، كان أبا، وكان صاحب رسالة.. ولعل الكثيرين ممن تتلمذوا على يديه، على مدى سنوات السبعينات والثمانينات والتسعينات، يحملون له محبة خاصة، لأنه من نوع المربين الذين كانوا، ببيداغوجيتهم الأصيلة، يبصمون القلوب قبل العقول، وينحتون المحبة في الأفئدة قبل العلم في الكراس.. الأمر الذي جعل الكثيرين، يحتفون احتفاء خاصا بمجاميعه القصصية: « غيوم الصباح » ( الصادرة سنة 1983 )، « النهر يجري » ( الصادرة سنة 1987 )، ثم « سرير الأحزان » ( الصادرة سنة 1994 )..(...)
كان جمكار رجلا سعيدا، نعم كان سعيدا، لأنه كان ما أراد: إنسانا.
إن معدنه الأصيل يجعلك، تستشعر فيه أنـَفـَة المسرحي المصري العربي الكبير نجيب سرور، وإباءَ الشاعر أمل دنقل، وغزارة معارف عبد الله كنون المعتز ب « النبوغ المغربي ».. كان جمكار مريضا ب « تامغربيت »، كان معتزا بكل ما هو مغربي أصيل، من رقصة حصان في "التبوريدة"، حتى رقصةِ لاعب كرةٍ مثل صلاح الدين بصير ( كم أغبط هذا الفتى المغربي النبيل، الذي كان له حظ أن احتفـَى منذ 10 أيام، بالراحل في دربه القديم: درب غلف. فقد كان من آخر محبيه الذين التقـَوْه واحتفـَوْا به عاليا )..
ويكاد الراحل، يشكل مع القصاص المبدع أحمد بوزفور، طينة خاصة من الرجال المغاربة، الذين يسعد الخاطر أنهم مغاربة، وأنهم أبناء هذه الأرض. "
ـــــــــــ

رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته ، والعزاء والصبر والسلوان لأسرته الصغيرة والكبيرة .

وإنا لله وإنا إليه راجعون .

Fouad.M
16-05-2009, 23:10
رحم الله مبدعنا البشير جمكار....واسكنه فسيح جناته.................
شكرا لك اخي وصديقي الغالي حجاجي على اخبارنا بوفاة هذا القاص المبدع...وعلى تتبعك الراقي والرقيق لكل المستجدات الحاصلة في الحقل الثقافي والادبي....
لك تحياتي وتقديري ايها القلم الذهبي في دفاتر...

nazih lahcen
17-05-2009, 07:37
رحم الله الفقيد و ألهم أهله و ذويه الصبر و السلوان.....وإنا لله وإنا إليه راجعون.

m.hajjaji
17-05-2009, 17:49
شكرا ، الأخ الكريم : nazih lahcen ، على عبورك الطيب، ودعائك المقبول إن شاء الله .
ــــــــ
وشكرا لك، أيها الصديق العزيز النبيل، ذ. فؤاد م. على مشاعرك الإنسانية الرقيقة، وتقديرك الأريَحي للمحاولات المتواضعة التي أساهم بها في هذه الدفاتر العزيزة .
الكاتب الأديب : البشير جمكار، مبدع أصيل، ومربٍّ قدير... وخسارة الأدب المغربي بغيابه كبيرة .

فإنا لله وإنا إليه راجعون .

احمد امين المغربي
17-05-2009, 20:13
رحمه الله تعالى وألهم ذويه الصبر والسلوان

m.hajjaji
17-05-2009, 22:28
اللهم آمين يا رب العالمين .

شكرا على أثرك الطيب، الأستاذ الكريم :أحمد أمين .

m.hajjaji
22-05-2009, 23:31
قالوا في الفقيد :

"عرفته بسيطا بعفوية، دمثا، معتدلا في كل شيء، نصف» مديني»، نصف»عروبي»غير لجوج ولا مماحك، قريب إلى تصديق كل ما يقال له وحوله، مقتصد في مصروفه،لأنه يعول دائما على نفسه، ولم يتوقف يوما عن بناء هذه النفس بطرق شتى كانت الكتابة، والعمل الدؤوب، والكسب الحلال أقواها، وبذا فإن أهم خصلة في الراحل طبعت حياته كلها وميزت شخصيته هي عصاميته.(....)
يأتي هذا الرحيل الجديد لقاص وإنسان فريد في كلماته وشيمه ليذكرنا بأن الأدب، والقص تحديدا لعبة جدية، وأن الحياة ُتبنى ساعة ساعة بالإيمان والإخلاص والوفاء، كما تستمر بالمثابرة والمحبة، لعمري كلها اجتمعت فيك يا البشير، فأبشر".
أحمد المديني

« وما يهلكنا إلا الدهر» هذه المقولة القرآنية تنطبق على أجسادنا المترهلة بفعل عامل الزمن المقيت وتعيدنا إلى نقطة اللاعودة. بالأمس كنا واليوم أصبحنا في خبر كان.. بالأمس كان الجوماري وزفزاف والمجاطي وعبد الله راجع والخمار، واليوم .. شجرة سلالتنا الآخذة في الانقراض.. وعند ما رأيت صورته(البشير جمكار)، في إحدى الجرائد اليومية، وهو يتسلم جائزة القصة القصيرة من صلاح الدين بصير، اللاعب الدولي السابق ابن الدرب البارّ، تذكرته. هنا سنوات الستنيات والسبعينيات من القرن الماضي .(....)
كان البشير( حينئذ) شابا يافعا ذا سمرة قمحية ولكنة بدوية أصيلة نابعة من تربة أولاد سعيد بالشاوية. كريما، مضيافا، حريصا على قراءة «العلم» وكذلك «التحرير» (....)
... من مكتبتي بزنقة فوريز، كان البشير يقتات الروايات والمجاميع القصصية. كذلك من عند الجوماري مجلة «الآداب» البيروتية و «المجلة» القاهرية و «مجلة شعر» ليوسف الخال (....)
البشير جمكار ذاكرة درب غلف، وليس بعضهم وحده من يحتكر هذه الذاكرة. لقد نبتنا من عدم، بخلاف شي وحدين! وعندما تلفن إلي مولاي أحمد المديني،(....) بوفاة جمكار، أصبت بهزة عنيفة . (فقد) اكتشتف أن جزءا من جسدي ومن ذاكرتي قد توفي بغياب جمكار. وداعا..
إدريس الخوري


"أحزنني خبر وفاة القاص الأصيل، قرين العزلة، دائم الابتسام، المتمسك بجذوره، أحزنني أن يمر رحيله بسيطا مثل مقامه، هو الذي ترك خلفه عددا من المجاميع القصصية، وعددا من الأعمدة الصحافية، والكثير من المحبة والتقدير في قلبي. لقد كتبتُ عن تجربته منذ "غيوم الصباح" المنخرطة في الأجواء السبعينية، حتى "سرير الأحزان"...
محمد معتصم
"...لم تكن كتاباته طالعة من أبراج ثقافية (لا من الذهب ولا من العاج أو الحجر)، بل منبثقة مثل نبع مفاجئ في دَغَل الناس الطيبين الذين ينتمي إليهم.. بل طالعة كالدبابير المزعجة من وكر سياسي مصنوع بالدم والأوحال والخيانات (....)
كان دائما، كحصان ثابت في الركض، رغم أن ثلاثة رماح مغروسة في خاصرته. كان فعلا ذلك الطفل الذي نام بطريقة دائمة على «سرير أحزان» (مجموعة قصصية صدرت عن مؤسسة «بنميد» في العام 1995).. فعل ذلك لأنه لم يكن قصير النظر، وكان يدرك أن لغته مشتعلة دائماً بقارئ تلسعه كلماتها كألسنة النيران(....)
وكان رحمه الله في كل كتاباته، التي نشرها في صحف ومجلات مغربية وعربية، حزينا إلى آخر الدمع.. عاشقا إلى حدود الشراسة.. باحثا عن الحرية التي لا تهددها أقفاص صائدي المكافآت.
رحم الله البشير.. رحم الله كاتبا أراد لنفسه أن يكون عازفاً منفردا وطائرا يحلق خارج السرب..."
سعيد منتسب