منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية

منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية (https://www.dafatir.net/vb/index.php)
-   دفــتــر المواعظ والرقائق (https://www.dafatir.net/vb/forumdisplay.php?f=11)
-   -   أثر و تعليق (https://www.dafatir.net/vb/showthread.php?t=161923)

طارق دامي تكنولوجيا 14-05-2014 13:26

أثر و تعليق
 

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على رسول الله و على صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

==============
جاء في مقدمة مسلم:
قال ابْنَ المُبَارَكِ: لو خيرْتُ بَيْنَ أَنْ أَدْخُلَ الجَنَّةً وَبَيْنَ أنْ أَلقَى عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَرر ، لاخترت أَنْ أَلقَاهُ ثُمَ أَدْخُلَ الجَنَّةَ ، فَلمَّا رَأيْتُهُ ، كَانَتْ بَعْرَة أَحَبَّ إِلىَّ مِنهُ.

و قال عنه ابن حبان كان من خيار عباد الله إلا أنه كان يكذب ولا يعلم ويقلب الاسانيد ولا يفهم
--------------------------------------------------------------
قد يغتر بصلاح شخص او بخطبه أو شهرته حتى يصبح معظما في النفوس,و هو قليل البضاعة في العلم , فلو جئت لتبين خطئه قيل لك كيف تتكلم في فلان و قد مات ساجدا ؟ او مات مظلوما؟ أو مات سجينا؟
و حسن الخاتمة لا يلزم منه العلم , فكم من عامي حسنت خاتمته و كم ممن عرف بالعلم ساءت خاتمته
قال ابن مَعِيْنٍ
إِنَّا لَنَطْعَنُ عَلَى أَقوَامٍ لَعَلَّهُمْ قَدْ حَطُّوا رِحَالَهُمْ فِي الجَنَّةِ مِنْ أَكْثَرَ مِنْ مائَتَيْ سَنَةٍ.

فلا ينبغي أن يترك الشرع لقول معظم في النفس فان الشرع أعظم و أحب إلينا من الأشخاص

و سأل رجل أحمد بن حنبل فقال: أكتب كتب الرأي قال: لا تفعل عليك بالآثار والحديث فقال: له السائل إن عبد الله بن المبارك قد كتبها
فقال: له أحمد ابن المبارك لم ينزل من السماء إنما أمرنا أن نأخذ العلم من فوق.( طبقات الحنابلة)

لكن يجب أن تكون النية في تبيين الخطئ ليحذره الناس و نصيحة المسلمين , لا الطعن في الشخص و غيبته , و هذا له ضوابط حددها اهل العلم

طارق دامي تكنولوجيا 14-05-2014 14:18

رو ى الإمام احمد عن عائشة ، قالت : ((كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني واضع ثوبي ، وأقول : إنما هو زوجي وأبي ، فلما دفن عمر معهم ، فوالله ما دخلته إلا أنا مشدودة عليّ ثيابي حياءً من عمر)).

قال الطيبي : في الحديث دليل بيّن على أنه يجب احترام أهل القبور ، وتنزيل كل منزلته ما هو عليه في حياته من مراعاة الأدب معهم على قدر مراتبهم

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب القبور عن سليم بن غفرانة مر على مقبرة هو حاقن قد غلبه البول ، فقيل له : لو نزلت فبلت ، قال : سبحان الله ، والله إني لأستحيي من الأموات كما أستحيي من الأحياء .(مشكاة المصابيح)
============
نساء اليوم لا يحترمن حيا و لاميتا فهن يتفنن في التبرج و العجب تبرجهن في المقابر
اما مقابر اليوم فهي محل قضاء الحاجة بل رأيت من يتسلل للمقبرة لارتكاب الفاحشة !!
و الأصل احترام المقابر و صونها عن النجاسات و الاعمال القبيحة
أما زيار النساء للمقابر فقد قال القرطبي في التذكرة:
عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : كنت نهيتكم عن زيارة القبور . فزورها . فإنها تزهد في الدنيا و تذكر الآخرة .
فصل : زيارة القبور للرجال متفق عليه عند العلماء ، مختلف فيه للنساء . أما الشواب فحرام عليهن الخروج .
و أما القواعد فمباح لهن ذلك و جائز ذلك لجميعهن إذا انفردن بالخروج عن الرجال و لا يختلف في هذا إن شاء الله تعالى .
و على هذا المعنى يكون قوله عليه الصلاة و السلام : زوروا القبور عاماً . و أما موضع أو وقت يخشى فيه الفتنة من اجتماع الرجال و النساء فلا يجوز و لا يحل ،
فبينا الرجل يخرج ليعتبر فيقع بصره على امرأة فيفتتن ، و بالعكس فيرجع كل واحد من الرجال و النساء مأزوراً غير مأجور و هذا واضح . و الله أعلم

طارق دامي تكنولوجيا 15-05-2014 12:54

عن حذيفة رضي الله عنه ، قال : « إذا أحب أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا ، فلينظر فإن كان رأى حلالا كان يراه حراما فقد أصابته الفتنة ، وإن كان يرى حراما كان يراه حلالا فقد أصابته » - المستدرك على الصحيحين /الحاكم-
----------------
وقال أبو فَروة: كان طارقٌ صاحبُ شُرَطِ خالد بن عبد اللَّه القَسْريّ مر بابن شُبرُمة، وطارقٌ في مَركِبه، فقال ابن شُبرُمة:
فإن كانت الدُّنيا تُحَبُّ فإنَّها ... سَحابةُ صيفٍ عن قليل تَقَشَّعُ
اللهم لي ديني ولهم دنياهم
فاستُعمل ابنُ شبرمة بعد ذلك على القضاء فقال ابنه: أتذكرُ قولك يوم مَرّ طارقٌ في موكِبه؟
فقال: يا بني، إنّهم يجدون مثل أبيك، ولا يجدُ أبوك مثلهم، يا بُنَيّ، إنّ أباك أَكل من حَلْوائهم وحَطَّ في أهوائهم - البيان والتبيين/ الجاحظ-

-----------------------------------------------------------------------------------
تعرض الفتنة على الإنسان من مال و جاه و زوجة و أولاد فمن الناس من يثبت فيها و يتخذها زادا للآخرة ومنهم من ينقلب على عقبه
فما أصعب الإنقلاب من من الهداية إلى الضلال، ومن الاستقامة إلى الانحراف
و قد ر أيت بعض المستقيمين كا للسلف الصالح رفيقا فأصبح لا يعرف لهم طريقا
فعلى الإنسان الثبات عند الفتن و هذا يحتاج لعلم و صبر و مطالعة أخبار السلف
و ليكثر الإنسان من دعاء: رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا
و يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
ولينظر لأهل البلاء و هم أهل البدع و المعاصي بعين الرحمة لا بعين الإحتقار فالسوط الذي ضربوا به بيد مقلب القلوب

طارق دامي تكنولوجيا 16-05-2014 21:54

قَامَ أَبُو بَكْرٍ البَاغَنْدِيُّ لِيُصَلِّيَ، فَكَبَّرَ، ثُمَّ قَالَ:أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ ، فَسَبَّحْنَا بِهِ، فَقَالَ:بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ، الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ. ( سير اعلام النبلاء)
==================================
هذا الرجل غلب عليه حب الحديث حتى أنساه قراءة الفاتحة , و قد كان الصحابة يحسبون الوقت بعدد الآيات لشدة تعلقهم بالقرآن
فقد أخرج مسلم : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ هِشَامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضى الله عنه - قَالَ تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قُمْنَا إِلَى الصَّلاَةِ. قُلْتُ كَمْ كَانَ قَدْرُ مَا بَيْنَهُمَا قَالَ خَمْسِينَ آيَةً.
و كذلك المؤمن لو سألته أين ؟و متى؟ نلتقي لقال بعد العصر قرب المسجد الفلاني
اما غيره فيقول بعد مباراة كرة القدم في مقهى.....
و قد كان عمر رضي الله عنه يجهز الجيوش و هو في الصلاة وهذا تشريك عبادة بعبادة

طارق دامي تكنولوجيا 21-05-2014 20:39

روى مالك عن يحيى بن سعيد: «أن عيسى بن مريم لقي خنزيرًا بالطريق، فقال له: انفذ بسلام!
فقيل له: تقول هذا لخنزير؟!
فقال عيسى: إني أخاف أن أعود لساني بالنطق بالسوء»!
قال أبو عمر: إنما قيل ذلك لعيسى لأن الخنزير كثير الأذى لبني آدم في أموالهم من زروعهم وكرومهم.
ولقد أحسن القائل حيث يقول
تعود الخير فخير عادة *** تدعو إلى الغبطة والسعادة
وقال منصور الفقيه :
عَلَيك السكوتُ فَإن لم يكن *** من القولِ بُدٌّ فقُل أحسنه
فربَّتما فارَقت بِالَّذي *** تقولُ أماكنَها الأَلسنه
وقال آخر :
لسان الفتى سبع عليك مراقب *** فإن لم يدع مرعى به فهو آكله
-الإستذكار-
--------------
قال السبكي :
كنت جالساً بدهليز دارنا فأقبل كلب فقلت : اخسأ كلب ابن كلب
قال : فزجرني والدي من داخل البيت ، قلت : سبحان الله ... أليس هو كلباً ابن كلب !؟
فقال : شرط الجواز عدم قصد التحقير ، قلت : وهذه فائد
------------------
بعض الناس يعود نفسه قول السوء , فيقذف المحصنات و يغتاب الناس و يلعن الخلق , و يطلق زوجه عدة مرات فيأتي يوم القيامة و قد هدم لسانه كل حسانته
و لو أنه عود نفسه القول الحسن لوجد ذلك في صحيفته
لكن أكثر الناس لا يراقب اللسان في النطق بالألفاظ, بل يختار شرها فتكون وبالا عليه في الدنيا و الآخرة

طارق دامي تكنولوجيا 22-05-2014 19:34


------------------
قَالَ حَنْبَلٌ : اجْتَمَعَ فُقَهَاءُ بَغْدَادَ فِي وِلَايَةِ الْوَاثِقِ إلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَقَالُوا لَهُ : إنَّ الْأَمْرَ قَدْ تَفَاقَمَ وَفَشَا يَعْنُونَ إظْهَار الْقَوْلِ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ وَغَيْر ذَلِكَ وَلَا نَرْضَى بِإِمْرَتِهِ وَلَا سُلْطَانه ، فَنَاظَرَهُمْ فِي ذَلِكَ وَقَالَ عَلَيْكُمْ بِالْإِنْكَارِ بِقُلُوبِكُمْ وَلَا تَخْلَعُوا يَدًا مِنْ طَاعَة وَلَا تَشُقُّوا عَصَا الْمُسْلِمِينَ ، وَلَا تَسْفِكُوا دِمَاءَكُمْ وَدِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ مَعَكُمْ ، وَانْظُرُوا فِي عَاقِبَةِ أَمْرِكُمْ ، وَاصْبِرُوا حَتَّى يَسْتَرِيح بَرٌّ أَوْ يُسْتَرَاح مِنْ فَاجِر وَقَالَ لَيْسَ هَذَا صَوَاب ، هَذَا خِلَاف الْآثَار .
وَقَالَ الْمَرُّوذِيُّ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَأْمُر بِكَفِّ الدِّمَاء وَيُنْكِر الْخُرُوج إنْكَارًا شَدِيدًا
-الآداب الشرعية-
------------------------------------------------------------------
الفتنة تميز الراسخين في العلم من أشباه العلماء, فترى الراسخين في العلم كالجبال لا يؤثر فيهم الواقع و الأحداث و كلام الجرائد و الصور , بل يزنون الأمور بميزان الشرع , اما اشباه العلماء فهم يتلونون حسب الأحداث و الوقائع
و قد كان الإمام أحمد من الراسخين في العلم فقد كان يرى كفر من قال القرآن مخلوق لكن لم ير الخروج على الحاكم ,و قد اوذي اذى شديدا و حبس و ضرب

و الفتنة لا تأتي بخير إنما تروى الأرض من دماء الأبرياء
و قد كانت للكفار ثورة علمية و صناعية و تكنولوجية , و ثورة للتغيير لكن المسلمين اخذوا الأسوء و تركوا ما فيه خير

طارق دامي تكنولوجيا 23-05-2014 15:47

عَنْ بَكْرٍ المُزَنِيِّ - وَهُوَ فِي (الزُّهْدِ) لأَحْمَدَ - قَالَ:
كَانَ الرَّجُلُ فِي بَنِي إِسْرَائِيْلَ إِذَا بَلَغ المَبْلَغَ، فَمَشَى فِي النَّاسِ، تُظِلُّهُ غَمَامَةٌ .
---------------------------------------------------------------------------
قال الذهبي:
شَاهِدُهُ أَنَّ اللهَ قَالَ: {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الغَمَامَ} [البَقَرَةُ: 57، الأَعْرَافُ: 159] فَفَعَلَ بِهِم تَعَالَى ذَلِكَ عَاماً، وَكَانَ فِيْهِمُ الطَّائِعُ وَالعَاصِي، فَنَبِيُّنَا - صَلَوَاتُ اللهُ عَلَيْهِ - أَكْرَمُ الخَلْقِ عَلَى رَبِّهِ، وَمَا كَانَتْ لَهُ غَمَامَةُ تُظِلُّهُ، وَلاَ صَحَّ ذَلِكَ ، بَلْ ثَبَتَ أَنَّهُ لَمَّا رَمَى الجَمْرَةَ، كَانَ بِلاَلٌ يُظِلُّهُ بِثَوْبِهِ مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ
وَلَكِنْ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيْلَ الأَعَاجِيْبُ وَالآيَاتُ، وَلَمَّا كَانَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ خَيْرَ الأُمَمِ، وَإِيْمَانُهُم أَثْبَتَ، لَمْ يَحْتَاجُوا إِلَى بُرْهَانٍ، وَلاَ إِلَى خَوَارِقَ، فَافْهَمْ هَذَا
وَ كُلَّمَا ازْدَادَ المُؤْمِنُ عِلْماً وَ يَقِيْناً، لَمْ يَحْتَجْ إِلَى الخَوَارِقِ، وَ إِنَّمَا الخَوَارِقُ لِلضُّعَفَاءِ، وَيَكْثُرُ ذَلِكَ فِي اقْتِرَابِ السَّاعَةِ.

سير أعلام النبلاء

طارق دامي تكنولوجيا 23-05-2014 16:05

حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : سمعت مكي بن إبراهيم ، قال :
كنا عند ابن عون فذكروا بلال بن أبي بردة ، فجعلوا يلعنونه و يقعون فيه و ابن عون ساكت ، فقالوا له : يا أبا عون ، أما تذكره لما ارتكب منك ؟
فقال ابن عون : « إنما هما كلمتان تخرجان من صحيفتي يوم القيامة : لا إله إلا الله ، ولعنه الله .
فلأن يخرج من صحيفتي لا إله إلا الله أحب إلي من أن يخرج لعنه الله
الصمت/ ابن أبي الدنيا
---------------------------------
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِيْسَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، قَالَ:
قِيْلَ لابْنِ عَوْنٍ: أَلاَ تَتَكَلَّمُ فَتُؤْجَرَ؟
فَقَالَ: أَمَا يَرْضَى المُتكلِّمُ بِالكَفَافِ؟
رَوَى: مِسْعَرٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: ذِكْرُ النَّاسِ دَاءٌ، وَذِكْرُ اللهِ دَوَاءٌ.
------------------------------------------------------------
قال الذهبي:
إِيْ وَاللهِ، فَالعجَبُ مِنَّا، وَمِنْ جَهلِنَا، كَيْفَ نَدَعُ الدَّوَاءَ، وَنقتحِمُ الدَّاءَ؟!
قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: {فَاذْكُرُوْنِي أَذْكُرْكُمْ} [البَقَرَةُ: 153]، {وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ} [العَنْكَبُوْتُ: 46]،
وَقَالَ: {الَّذِيْنَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوْبُهُم بِذِكْرِ اللهِ، أَلاَ بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ القُلُوْبُ} [الرَّعْدُ: 29]
وَلَكِنْ لاَ يَتَهَيَّأُ ذَلِكَ إِلاَّ بِتوفِيْقِ اللهِ، وَمَنْ أَدْمَنَ الدُّعَاءَ، وَلاَزَمَ قَرْعَ البَابِ، فُتِحَ لَهُ.
سير أعلام النبلاء

طارق دامي تكنولوجيا 23-05-2014 17:17

وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم إنه لما نزل قوله تعالى: قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم سورة -الأنعام 65 -

قال النبي صلى الله عليه و سلم أعوذ بوجهك
( أو من تحت أرجلكم) قال النبي صلى الله عليه و سلم: أعوذ بوجهك
( أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض) قال :هذا أهون وأيسر
-----------------------------
قال شيخ الإسلام/منهاج السنة النبوية

فهذا أمر لا بد منه للأمة عموما و الصحابة رضي الله عنهم كانوا أقل فتنا من سائر من بعدهم فإنه كلما تأخر العصر عن النبوة كثر التفرق والخلاف

و لهذا لم تحدث في خلافة عثمان بدعة ظاهرة فلما قتل وتفرق الناس حدثت بدعتان متقابلتان بدعة الخوارج المكفرين لعلي وبدعة الرافضة المدعين لإمامته وعصمته أو نبوته أو الإهيته

ثم لما كان في آخر عصر الصحابة في إمارة ابن الزبير وعبد الملك حدثت بدعة المرجئة والقدر به
ثم لما كان في أول عصر التابعين في أواخر الخلافة الأموية حدثت بدعة الجهمية المعطلة والمشبهة الممثلة ولم يكن على عهد الصحابة شيء من ذلك

و كذلك فتن السيف فإن الناس كانوا في ولاية معاوية رضي الله عنه متفقين يغزون العدو فلما مات معاوية قتل الحسين وحوصر ابن الزبير بمكة ثم جرت فتنة الحرة بالمدينة
ثم لما مات يزيد جرت فتنة بالشام بين مروان والضحاك بمرج راهط
ثم وثب المختار على ابن زياد فقتله وجرت فتنة
ثم جاء مصعب بن الزبير فقتل المختار وجرت فتنة
ثم ذهب عبد الملك إلى مصعب فقتله وجرت فتنة وأرسل الحجاج إلى ابن الزبير فحاصره مدة ثم قتله وجرت فتنة
ثم لما تولى الحجاج العراق خرج عليه ابن الأشعث مع خلق عظيم من العراق وكانت فتنة كبيرة فهذا كله بعد موت معاوية
ثم جرت فتنة ابن المهلب بخراسان وقتل زيد بن علي بالكوفة وقتل خلق كثير آخرون
ثم قام أبو مسلم وغيره بخراسان وجرت حروب وفتن يطول وصفها ثم هلم جرا

فلم يكن من ملوك المسلمين ملك خير من معاوية و لا كان الناس في زمان ملك من الملوك خيرا منهم في زمن معاوية إذا نسبت أيامه إلى أيام من بعده
و أما إذا نسبت إلى أيام أبي بكر وعمر ظهر التفاضل
وقد روى أبو بكر الأثرم ورواه ابن بطة من طريقه حدثنا محمد بن عمرو بن جبلة حدثنا محمد بن مروان عن يونس عن قتادة قال: لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم هذا المهدي

طارق دامي تكنولوجيا 23-05-2014 22:26

قَالَ الْمَرُّوذِيُّ : أَدْخَلْت إبْرَاهِيمَ الْحُمَيْدِيَّ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا فَقَالَ : إنَّ أُمِّيَ رَأَتْ لَك كَذَا وَكَذَا وَذَكَرَتْ الْجَنَّةَ .
فَقَالَ : يَا أَخِي إنَّ سَهْلَ بْنَ سَلَامَةَ كَانَ النَّاسُ يُخْبِرُونَهُ بِمِثْلِ هَذَا ، وَخَرَجَ سَهْلٌ إلَى سَفْكِ الدِّمَاءِ وَقَالَ : الرُّؤْيَا تَسُرُّ الْمُؤْمِنَ وَلَا تَغُرُّهُ .

الآداب الشرعية
---------------------------
هذه قاعدة مهمة في الرؤيا , فالمؤمن تسره و تبعثه على الخوف و العمل حتى لا يخسر هذه المنزلة , أما المغرور فهو ينشرها و يظنها براءة من النار
و قد قال ابن مسعود :إن الحي لا تؤمن عليه الفتنة

طارق دامي تكنولوجيا 26-05-2014 19:51

وَقَالَ سَحْنُونُ بْنُ سَعِيدٍ : أَجْسَرُ النَّاسِ عَلَى الْفُتْيَا أَقَلُّهُمْ عِلْمًا ، يَكُونُ عِنْدَ الرَّجُلِ الْبَابُ الْوَاحِدُ مِنْ الْعِلْمِ يَظُنُّ أَنَّ الْحَقَّ كُلَّهُ فِيهِ .
--------------------------------------------------------------------------------
قال ابن القيم / إعلام الموقعين عن رب العالمين :

الْجُرْأَةُ عَلَى الْفُتْيَا تَكُونُ مِنْ قِلَّةِ الْعِلْمِ وَ مِنْ غَزَارَتِهِ وَسِعَتِهِ ، فَإِذَا قَلَّ عِلْمُهُ أَفْتَى عَنْ كُلِّ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، وَإِذَا اتَّسَعَ عِلْمُهُ اتَّسَعَتْ فُتْيَاهُ
وَلِهَذَا كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ مِنْ أَوْسَعِ الصَّحَابَةِ فُتْيَا ، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ فَتَاوَاهُ جُمِعَتْ فِي عِشْرِينَ سِفْرًا
وَ كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَيْضًا ، وَاسِعَ الْفُتْيَا ، وَكَانُوا يُسَمُّونَهُ الجريء كَمَا ذَكَرَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمَرَادِيِّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : كُنْت أَرَى الرَّجُلَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ وَإِنَّهُ لَيَدْخُلُ يَسْأَلُ عَنْ الشَّيْءِ فَيَدْفَعُهُ النَّاسُ عَنْ مَجْلِسٍ إلَى مَجْلِسٍ حَتَّى يُدْفَعَ إلَى مَجْلِسِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ كَرَاهِيَةً لِلْفُتْيَا
قَالَ : وَكَانُوا يَدْعُونَهُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ الْجَرِيءَ .

وَقَالَ سَحْنُونٌ : إنِّي لَأَحْفَظُ مَسَائِلَ مِنْهَا مَا فِيهِ ثَمَانِيَةُ أَقْوَالٍ مِنْ ثَمَانِيَةِ أَئِمَّةٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ ، فَكَيْف يَنْبَغِي أَنْ أَعْجَلَ بِالْجَوَابِ قَبْلَ الْخَبَرِ ؟ فَلِمَ أُلَامُ عَلَى حَبْسِ الْجَوَابِ ؟

وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ : حَدَّثَنَا أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : إنَّمَا يُفْتِي النَّاسَ أَحَدُ ثَلَاثَةٍ : مَنْ يَعْلَمُ مَا نُسِخَ مِنْ الْقُرْآنِ ، أَوْ أَمِيرٌ لَا يَجِدُ بُدًّا ، أَوْ أَحْمَقُ مُتَكَلِّفٌ ، قَالَ : فَرُبَّمَا قَالَ ابْنُ سِيرِينَ : فَلَسْت بِوَاحِدٍ مِنْ هَذَيْنِ ، وَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ الثَّالِثَ

طارق دامي تكنولوجيا 27-05-2014 07:32

وحدثنا أبو عبد الله بن محمد بن شاهين قال حدثنا الصلت بن مسعود قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا المعلى بن زياد قال قيل للحسن : يا أبا سعيد ، خرج خارجي بالخريبة - محلة عند البصرة -
فقال : المسكين رأى منكراً فأنكره ، فوقع فيما هو أنكر منه .
-------------------------------------------------------------------
قال محمد بن الحسين ( الآجري) :
فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي قد خرج على إمام ، عادلاً كان الإمام أم جائراً ، فخرج وجمع جماعة وسل سيفه ، واستحل قتال المسلمين ، فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن ، ولا بطول قيامه في الصلاة ، ولا بدوام صيامه ، ولا بحسن ألفاظه في العلم إذا كان مذهبه مذهب الخوارج .

الشريعة/ الإمام أبو بكر محمد بن الحسين الآجري

طارق دامي تكنولوجيا 28-05-2014 21:21

قال بشر الحافي : لأن أطلب الدنيا بمزمار أحب إلى من أن أطلبها بالدين .
منهاج القاصدين/ ابن قدامة المقدسي
--------------------------------------------------------------
طلب الدنيا بمزمار لا يعدو أن يكون معصية لكن طلب الدنيا بالدين يحبط العمل لأنه داخل في الشرك

و هذا مثل قول ابن مسعود (لأن أحلف بالله كاذبًا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقًا)، فاليمين الغموس من الكبائر، ومع ذلك فقد جعل ابن مسعود رضي الله عنه الشرك الأصغر أكبر منها.
فعلى الإنسان أن يحذر الشرك بكل أنواعه و أن لا يطلب بدينه عرضا زائلا

قال ابن المبارك:

يا جاعل الدين له بازيا ... يصطاد أموال المساكين
احتلت للدنيا و لذاتها ... بحيلة تذهب بالدين
فصرت مجنوناً بها بعدما ... كنت دواء للمجانين

طارق دامي تكنولوجيا 28-05-2014 21:39

وَقَالَ السُّلَمِيُّ: هُجِر ( الحكيم الترمذي) لتَصنيفه كِتَاب: (ختم الولاَيَة)، وَ(علل الشَّرِيْعَة)، وَلَيْسَ فِيْهِ مَا يوجِبُ ذَلِكَ، وَلَكِن لبعد فَهْمهُم عَنْهُ.
------------------------------------------
قال الذهبي/ سير أعلام النبلاء
كَذَا تُكُلِّمَ فِي السُّلَمِيّ مِنْ أَجل تَأَلِيفه كِتَاب (حَقَائِق التَّفْسِيْر)، فَيَاليتَه لَمْ يُؤلفه، فَنَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الإِشَارَات الحَلاَّجيَّة، وَالشَّطَحَات البِسْطَامِيَّة، وَتَصَوُّف الاَتحَادِيَّة
فَواحُزْنَاهُ عَلَى غُرْبَة الإِسْلاَم وَالسُّنَّة، قَالَ اللهُ تَعَالَى : {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيْماً فَاتَّبعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيْلِهِ} [الأَنعَام: 135].

طارق دامي تكنولوجيا 29-05-2014 14:59

وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) /الأنفال
==================================
قال شيخ الإسلام/منهاج السنة النبوية
و الفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء فصار الأكابر رضي الله عنهم عاجزين عن إطفاء الفتنة وكف أهلها وهذا شأن الفتن كما قال تعالى:
( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة)
و إذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله .
==============================
قال الإمامُ الذهبي / سير أعلام النبلاء
وَقَالَ العِجْلِيُّ : ... لَمْ يَنْجُ بِالبَصْرَةِ مِنْ فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ إِلاَّ هُوَ – يعني مُطَرِّف بن عَبْدِ اللهِ - وَابْنُ سِيْرِيْنَ .
وَلَمْ يَنْجُ مِنْهَا بِالكُوْفَةِ إِلاَّ خَيْثَمَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَإِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ
================================
إن للفتن في أول نشوئها لذة وحلاوة تستهوي كثيرا من الناس ، إلا من عصمه الله ونجاه ، وقد خرج كثير من القراء مع ابن الأشعث ، فضلا عن عامة الناس ، كان كلامهم في أول الفتن قويا ومهيجا ، تكلم متكلموهم ، وأبدع خطباؤهم ، في التحريض على قتال جند الخليفة .

طارق دامي تكنولوجيا 30-05-2014 09:08

ذكر ابن وهب في جامعه قال: سمعت سليمان بن بلال يقول: سمعت ربيعة يسأل:

لم قدمت البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة و إنما نزلتا بالمدينة؟

فقال ربيعة قد قدمتا و ألف القرآن على علم ممن ألفه و قد اجتمعوا على العلم بذلك فهذا مما ننتهي إليه ولا نسأل عنه
جامع بيان العلم وفضله/ يوسف بن عبد البر النمري
-------------------------------------------------------------------------------------
بعض الناس يسأل عَنْ الْغَرائِبِ و عما لَا يُنْتَفَعُ وَ لَا يُعْمَلُ بِهِ وَمَا لَمْ يَكُنْ , و لو سأل عما ابتلي به و ما يجهله مما فرضه الله عليه من أمور دينه لكان خيرا له , لكن الناس مولعون بالغرائب

قَالَ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : سَأَلَنِي رَجُلٌ مَرَّةً عَنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَمُسْلِمُونَ هُمْ ؟
فَقُلْتُ لَهُ أَحْكَمْتَ الْعِلْمَ حَتَّى تَسْأَلَ عَنْ ذَا؟

وَقَالَ الْأَثْرَمُ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ
قَالَ دَعْنَا لَيْتَ أَنَّا نُحْسِنُ مَا جَاءَ فِيهِ الْأَثَرُ

وَ قَالَ مُهَنَّا سَأَلْتُ أَحْمَدَ عَنْ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ مِنْ رَجُلٍ دَارِهِ سَنَةً بِعَبْدٍ فَلَمْ يَسْكُنْ الدَّارَ وَأَبَقَ الْعَبْدُ ، فَقَالَ لِي اعْفِنَا مِنْ هَذِهِ الْمَسَائِلِ

وَسَأَلْتُ أَحْمَدَ عَنْ الْمَرِيضِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ يَضْعُفُ عَنْ الصَّوْمِ؟
قَالَ : يُفْطِرُ
قُلْتُ : يَأْكُلُ؟
قَالَ نَعَمْ
قُلْتُ وَيُجَامِعُ امْرَأَتَهُ؟
قَالَ : لَا أَدْرِي ؟
فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ فَحَوَّلَ وَجْهَهُ عَنِّي .

وَ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ جَيَّانَ الْقَطِيعِيُّ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ فَقُلْتُ : أَتَوَضَّأُ بِمَاءِ النُّورَةِ ؟
فَقَالَ مَا أُحِبُّ ذَلِكَ
فَقُلْتُ : أَتَوَضَّأُ بِمَاءِ الْبَاقِلَّا؟
قَالَ : مَا أُحِبُّ ذَلِكَ
قَالَ : ثُمَّ قُمْتُ فَتَعَلَّقَ بِثَوْبِي وَقَالَ : أَيْشٍ تَقُولُ إذَا دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ ؟

فَسَكَت !
فَقَالَ : أَيْشٍ تَقُولُ إذَا خَرَجْتُ مِنْ الْمَسْجِدِ ؟
فَسَكَت !
فَقَالَ : اذْهَبْ فَتَعَلَّمْ هَذَا .

طارق دامي تكنولوجيا 30-05-2014 13:39

عن سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ - رضى الله عنه - قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ لأَصْحَابِهِ « هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا » . قَالَ فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ ، وَإِنَّهُ قَالَ ذَاتَ غَدَاةٍ « إِنَّهُ أَتَانِى اللَّيْلَةَ آتِيَانِ ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِى ، وَإِنَّهُمَا قَالاَ لِى انْطَلِقْ . وَإِنِّى انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا .............
.....فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ - حَسِبْتُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ - أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ ، وَإِذَا فِى النَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبَحُ ، وَإِذَا عَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً ، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ ، ثُمَّ يَأْتِى ذَلِكَ الَّذِى قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ الْحِجَارَةَ فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا فَيَنْطَلِقُ يَسْبَحُ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ ، كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا - قَالَ - قُلْتُ لَهُمَا مَا هَذَانِ قَالَ قَالاَ لِى انْطَلِقِ انْطَلِقْ ...................
.......وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِى أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِى النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الْحَجَرَ ، فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا
=====================================
قَالَ اِبْن هُبَيْرَة إِنَّمَا عُوقِبَ آكِل الرِّبَا بِسِبَاحَتِهِ فِي النَّهَر الْأَحْمَر وَإِلْقَامه الْحِجَارَة لِأَنَّ أَصْل الرِّبَا يَجْرِي فِي الذَّهَب وَالذَّهَب أَحْمَر ، وَأَمَّا إِلْقَام الْمَلَك لَهُ الْحَجَر فَإِنَّهُ إِشَارَة إِلَى أَنَّهُ لَا يُغْنِي عَنْهُ شَيْئًا وَكَذَلِكَ الرِّبَا فَإِنَّ صَاحِبه يَتَخَيَّل أَنَّ مَاله يَزْدَاد وَاَللَّه مِنْ وَرَائِهِ مَحَقَهُ .

فتح الباري / ابن حجر
-----------------------------------------------------------------------------------
رأيت بعض الناس كان يعيش عيشة طيبة ثم أخذ الربى فانقلب حاله و أصبح يعيش معيشة ضنكا , فقد ظن أن الدخول في الربى سيزيح عنه الهم , و أي هم أشد من الدين الذي لا ينتهي , وسبب هذا عدم القناعة و تسهيل طرق الربى و قلة الإيمان باليوم الآخر, فيريد الإنسان أن يعيش أكثر من مدخوله

و لا يغني عن الإنسان تسمية الربا بالفوائد أو الرسوم فهذا لن يغير حكم الله

طارق دامي تكنولوجيا 30-05-2014 15:12


وروي عن أبي يزيد البسطامي قال : قم بنا ننظر إلى هذا الرجل الذي قد شهر نفسه بالولاية ـ كان رجلا مقصودا مشهورا بالزهد ـ
قال الرواي : فمضينا فلما خرج من بيته ودخل المسجد رمى ببصاقة تجاه القبلة فانصرف أبو يزيد ولم يسلم عليه وقال : هذا غير مأمون على أدب من آداب رسول الله صلى الله عليه و سلم فكيف يكون مأمونا على ما يدعيه ؟
-----------------------------------
قال الشاطبي:
وهذا أصل أصله أبو يزيد رحمه الله للقوم : وهو أن الولاية لا تحصل لتارك السنة وإن كان ذلك جهلا منه فما ظنك به إذا كان عاملا بالبدعة كفاحا ؟
الاعتصام / الشاطبي
------------------------------------------------------
و أعجب من هذا ان يكون الرجل عنده شركيات و كفريات ثم يدعي الولاية و يعظمه الناس. , و هو لا يعلم ما أوجبه الله عليه من أمور العقيدة

طارق دامي تكنولوجيا 30-05-2014 17:53

و من نظر إلى طريق أهل البدع في الاستدلالات عرف أنها لا تنضبط لأنها سيالة لا تقف عند حد و على كل وجه يصح لكل زائغ وكافر أن يستدل على زيغه وكفره حتى ينسب النحلة التي التزمها إلى الشريعة
-------------------------------------------
قال الشاطبي:
فقد رأينا وسمعنا عن بعض الكفار أنه استدل على كفره بآيات القرآن كما استدل بعض النصارى على تشريك عيسى بقوله تعالى : { وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه }
و استدل على أن الكفار من أهل الجنة بإطلاق قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر }
و استدل بعض اليهود على تفضيلهم علينا بقوله سبحانه : { اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين }
و بعض الحلولية استدل على قوله تعالى : { ونفخت فيه من روحي }
والتناسخي استدل بقوله : { في أي صورة ما شاء ركبك }
و كذلك كل من اتبع المتشابهات أو حرف المناطات أو حمل الآيات ما لا تحمله عند السلف الصالح, أو تمسك بالأحاديث الواهية أو اخذ الأدلة ببادي الرأي له أن يستدل على كل فعل أو قول أو اعتقاد وافق غرضه بآية أو حديث لا يعوز ذلك أصلا
و الدليل عليه استدلال كل فرقة شهرت بالبدعة على بدعتها يآية أو حديث من غير توقف

فمن طلب خلاص نفسه تثبت حتى يتضح له الطريق ومن تساهل رمته أيدي الهوى في معاطب لا مخلص له منها إلا ما شاء الله
الاعتصام

طارق دامي تكنولوجيا 30-05-2014 20:25

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا الوَاقِدِيُّ، :

لَمَّا دُعِيَ مَالِكٌ، وَ شورَ، وَسُمِعَ مِنْهُ، وَقُبِلَ قَوْلُهُ، حُسِدَ، وَبَغَوْهُ بِكُلِّ شَيْءٍ، فَلَمَّا وَلِيَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ المَدِيْنَةَ، سَعَوْا بِهِ إِلَيْهِ، وَكَثَّرُوا عَلَيْهِ عِنْدَهُ، وَ قَالُوا:
لاَ يَرَى أَيْمَانَ بَيْعَتِكُم هَذِهِ بِشَيْءٍ، وَهُوَ يَأْخُذُ بِحَدِيْثٍ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتِ بنِ الأَحْنَفِ فِي طَلاَقِ المُكْرَهِ: أَنَّهُ لاَ يَجُوْزُ عِنْدَهُ.
قَالَ: فَغَضِبَ جَعْفَرٌ، فَدَعَا بِمَالِكٍ، فَاحْتَجَّ عَلَيْهِ بِمَا رُفِعَ إِلَيْهِ عَنْهُ، فَأَمَرَ بِتَجرِيْدِه، وَضَرْبِهِ بِالسِّيَاطِ، وَجُبِذَتْ يَدُهُ حَتَّى انْخَلَعَتْ مِنْ كَتِفِهِ، وَارتُكِبَ أَمْرٌ عَظِيْمٌ، فَوَاللهِ مَا زَالَ مَالِكٌ بَعْدُ فِي رِفْعَةٍ وَعُلُوٍّ.
---------------------------------------------------
قال الذهبي:
هَذَا ثَمَرَةُ المِحْنَةِ المَحْمُوْدَةِ، أَنَّهَا تَرفَعُ العَبْدَ عِنْدَ المُؤْمِنِيْنَ، وَبِكُلِّ حَالٍ فَهِيَ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيْنَا، وَيَعْفُو اللهُ عَنْ كَثِيْرٍ: (وَمَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْراً، يصب مِنْهُ).
وَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (كُلُّ قَضَاءِ المُؤْمِنِ خَيْرٌ لَهُ ).
وَقَالَ اللهُ -تَعَالَى-: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ المُجَاهِدِيْنَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِيْنَ} [مُحَمَّدٌ: 31].
وَأَنْزَلَ -تَعَالَى- فِي وَقْعَةِ أُحُدٍ قَوْلَهُ: {أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُم مُصِيْبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا، قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُم} [آلُ عِمْرَانَ: 165].
وَقَالَ: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيْبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيْكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيْرٍ} [الشُّوْرَى: 30].

فَالمُؤْمِنُ إِذَا امْتُحِنَ صَبَرَ وَاتَّعَظَ وَاسْتَغْفَرَ، وَلَمْ يَتَشَاغَلْ بِذَمِّ مِنِ انْتَقَمَ مِنْهُ، فَاللهُ حَكَمٌ قسطٌ، ثُمَّ يَحْمَدُ اللهَ عَلَى سَلاَمَةِ دِيْنِه، وَيَعْلَمُ أَنَّ عُقُوْبَةَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ وَخَيْرٌ لَهُ.
سير أعلام النبلاء
=================
لا بد لمن ورث علم الأنبياء أن يرث معه الإبتلاء و قد سأل رجل الشافعي فقال :يا أبا عبد الله أيما أفضل للرجل أن يمكن أو يبتلي ؟
فقال الشافعي :لا يمكن حتى يبتلي فإن الله ابتلي نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فلما صبروا مكنهم


طارق دامي تكنولوجيا 02-06-2014 17:41

قال سهل بن عبد الله التستري :ما صار الأبدال أبدالا إلا بأربع خصال بإخماص البطون و السهر والصمت و الاعتزال عن الناس
-----------------------------------------------------------
قال الذهبي / السير:
الطَّرِيْقَةُ المُثْلَى هِيَ المُحَمَّدِيَّةُ، وَهُوَ الأَخْذُ مِنَ الطَّيِّبَاتِ، وَتَنَاوُلُ الشَّهَوَاتِ المُبَاحَةِ مِنْ غَيْرِ إِسْرَافٍ، كَمَا قَالَ -تَعَالَى -: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ، كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً } [المُؤْمِنُوْنَ: 51].

وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَقُوْمُ وَأَنَامُ، وَآتِي النِّسَاءَ، وَآكُلُ اللَّحْمَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي، فَلَيْسَ مِنِّي)
فَلَمْ يَشْرَعْ لَنَا الرَّهْبَانِيَّةَ ، وَ لاَ التَّمَزُّقَ وَلا الوِصَالَ، بَلْ وَلا صَوْمَ الدَّهْرِ، وَ دِيْنُ الإِسْلاَمِ يُسْرٌ وَحَنِيْفِيَّةٌ سَمْحَةٌ، فَلْيَأْكُلِ المُسْلِمُ مِنَ الطَّيِّبِ إِذَا أَمْكَنَهُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ } [الطَّلاَقُ: 7]

وَقَدْ كَانَ النِّسَاءُ أَحَبَّ شَيْءٍ إِلَى نَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَذَلِكَ اللَّحْمُ وَالحَلْوَاءُ
وَالعَسَلُ وَالشَّرَابُ الحُلْوُ البَارِدُ وَالمِسْكُ، وَهُوَ أَفْضَلُ الخَلْقِ وَأَحَبُّهُمْ إِلَى اللهِ -تَعَالَى-.

ثُمَّ العَابِدُ العَرِيُّ مِنَ العِلْمِ، مَتَى زَهَدَ وَتبتَّلَ وَجَاعَ، وَخَلاَ بِنَفْسِهِ، وَ تَرَكَ اللَّحْمَ وَ الثِّمَارَ، وَاقْتَصَرَ عَلَى الدقَّةِ وَالكِسْرَةِ، صَفَتْ حَوَاسُّهُ وَلَطُفَتْ، وَلاَزَمَتْهُ خَطَرَاتُ النَّفْسِ، وَسَمِعَ خِطَاباً يَتَوَلَّدُ مِنَ الجُوْعِ وَالسَّهَرِ، لاَ وُجُوْدَ لِذَلِكَ الخَطَابِ -وَاللهِ- فِي الخَارِجِ، وَ وَلَجَ الشَّيْطَانُ فِي بَاطِنِهِ وَخَرَجَ، فَيَعْتَقِدُ أَنَّهُ قَدْ وَصَلَ، وَخُوْطِبَ وَ ارْتَقَى، فَيَتَمَكَّنُ مِنْهُ الشَّيْطَانُ، وَ يُوَسْوِسُ لَهُ، فَيَنْظُرُ إِلَى المُؤْمِنِيْنَ بِعَيْنِ الازْدِرَاءِ، وَ يَتَذَكَّرُ ذُنُوبَهُم، وَ يَنْظُرُ إِلَى نَفْسِهِ بِعَيْنِ الكَمَالِ، وَرُبَّمَا آلَ بِهِ الأَمْرُ إِلَى أَنْ يَعْتَقِدَ أَنَّهُ وَلِيٌّ، صَاحِبُ كَرَامَاتٍ وَتَمَكُّنٍ وَ رُبَّمَا حَصَلَ لَهُ شَكٌّ، وَتَزَلْزَلَ إِيْمَانُهُ.

فَالخَلْوَةُ وَالجُوْعُ أَبُو جَادِ التَّرهُّبِ، وَ لَيْسَ ذَلِكَ مِنْ شَرِيْعَتِنَا فِي شَيْءٍ.

بَلَى، السُّلُوْكُ الكَامِلُ هُوَ الوَرَعُ فِي القُوْتِ، وَ الوَرَعُ فِي المَنْطِقِ، وَ حِفْظُ اللِّسَانِ، وَ مُلاَزَمَةُ الذِّكْرِ، وَتَرْكُ مُخَالَطَةِ العَامَّةِ، وَ البُكَاءُ عَلَى الخَطِيْئَةِ، وَ التِّلاَوَةُ بِالتَّرْتِيْلِ وَ التَّدَبُّرِ، وَ مَقْتُ النَّفْسِ وَ ذَمُّهَا فِي ذَاتِ اللهِ، وَ الإِكْثَارُ مِنَ الصَّوْمِ المَشْرُوْعِ، وَ دَوَامُ التَّهَجُّدِ، وَ التَّوَاضُعُ لِلْمُسْلِمِيْنَ، وَ صِلَةُ الرَّحِمِ، وَ السَّمَاحَةُ وَ كَثْرَةُ البِشْرِ، وَ الإِنْفَاقُ مَعَ الخَصَاصَةِ، وَ قَوْلُ الحَقِّ المُرِّ بِرِفْقٍ وَتُؤَدَةٍ، وَ الأَمْرُ بِالعُرْفِ، وَ الأَخْذُ بِالعَفْوِ، وَ الإِعْرَاضُ عَنِ الجَاهِلِيْنَ، وَ الرِّبَاطُ بِالثَّغْرِ، وَ جِهَادُ العَدُوِّ، وَ حَجُّ البَيْتِ، وَ تَنَاوُلُ الطَّيِّبَاتِ فِي الأَحَايِيْنِ، وَ كَثْرَةُ الاسْتِغْفَارِ فِي السَّحَرِ، فَهَذِهِ شَمَائِلُ الأَوْلِيَاءِ، وَ صِفَاتُ المُحَمَّدِيِّيْنَ - أَمَاتَنَا اللهُ عَلَى مَحَبَّتِهِم -.

طارق دامي تكنولوجيا 03-06-2014 19:30


عن ابن عباس . أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهم و هم جلوس فقال: ألا أخبركم بخير الناس منزلة ؟
قلنا : بلى
قال : رجل ممسك برأس فرسه- أو قال : فرس - في سبيل الله حتى يموت أو يقتل ، قال : فأخبركم بالذي يليه ؟
فقلنا : نعم يا رسول الله
قال : امرؤ معتزل في شعب يقيم الصلاة ، و يؤتي الزكاة و يعتزل الناس
قال : فأخبركم بشر الناس منزلة ؟
قلنا : نعم يا رسول الله
قال : الذي يسأل بالله العظيم ، و لا يُعطي به "
=============================================
قال الألباني:
( فائدة ) في الحديث تحريم سؤال شيء من أمور الدنيا بوجه الله تعالى ، و تحريم عدم إعطاء من سأل به تعالى .
قال السندي في حاشيته على النسائي :
" ( الذي يسأل بالله ) على بناء الفاعل ، أي الذي يجمع بين القبيحتين أحدهما السؤال بالله ، و الثاني عدم الإعطاء لمن يسأل به تعالى ، فما يراعي حرمة اسمه تعالى
في الوقتين جميعا .
و أما جعله مبنيا للمفعول فبعيد إذ لا صنع للعبد في أن يسأله السائل بالله ، فلا وجه للجمع بينه و بين ترك الإعطاء في هذا المحل "
قال الألباني : و مما يدل على تحريم عدم الإعطاء لمن يسأل به تعالى حديث ابن عمر و ابن عباس المتقدمين : " و من سألكم بالله فأعطوه " .
و يدل على تحريم السؤال به تعالى حديث : " لا يسأل بوجه الله إلا الجنة " . و لكنه ضعيف الإسناد كما بينه المنذري و غيره ، و لكن النظر الصحيح يشهد له ، فإنه إذا ثبت وجوب الإعطاء لمن سأل به تعالى كما تقدم ، فسؤال السائل به ، قد يعرض المسؤول للوقوع في المخالفة و هي عدم إعطائه إياه ما سأل و هو حرام ، و ما أدى إلى محرم فهو محرم ، فتأمل .
و قد تقدم قريبا عن عطاء أنه كره أن يسأل بوجه الله أو بالقرآن شيء من أمر الدنيا .
و وجوب الإعطاء إنما هو إذا كان المسؤول قادرا على الإعطاء و لا يلحقه ضرر به أو بأهله ، و إلا فلا يجب عليه . و الله أعلم .
سلسلة الأحاديث الصحيحة
-----------------------
لا يجوز للإنسان أن يذل نفسه بسؤال الناس إلا مضطرا
ولهذا كان مما بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن لا يسألو الناس شيئا، حتى إن عصا أحدهم ليسقط منه وهو على راحلته; فلا يقول لأحد: ناولنيه بل ينزل ويأخذه

لكن من سألك بالله فهل يجب إجابته في كل الحالات؟

إذا سألك بالله لشيئ محرم أو فيه ضرر عليه فلا تجبه

أما إذا سألك لأمر مباح فقد قال الشيخ صالح آل الشيخ / شرح كتاب التوحيد:
يحرم رد السائل بالله : إذا توجه لمعين في أمر معين ، كما إذا خصك بهذا التوجه ، وسألك بالله أن تعينه وأنت قادر على أن تؤتيه مطلوبه .
ويستحب ( ربما تصح العبارة بيكره بدلا من يستحب لأ ن الكلام يعود إلى رد السائل) : إذا كان التوجه ليس لمعين ، كأن يسأل أشخاصا كثيرين
ويباح : إذا كان من سأل بالله يعرف منه الكذب

طارق دامي تكنولوجيا 04-06-2014 13:19

قال ابن الجوزي/ صيد الخاطر
و لقد حكي لي عن ابن عقيل: أنه كان يقول عن نفسه: أنا عملت في قارب ثم كسر
وهذا غلط، فمن أين له؟!
فكم من معجب بنفسه كشف له من غيره ما عاد يحقر نفسه على ذلك!!
وكم من متأخر سبق متقدمًا!! وقد قيل:
إنَّ اللَّيالِيَ وَالأَيَّامَ حَامِلَةٌ ... وَلَيْسَ يَعْلَمُ غَيْرُ اللهِ مَا تَلِدُ
-------------------------------------------------------------------------
رغم أن ابن الجوزي أنكر على ابن عقيل قوله فقد وقع فيما أنكره
و قال العلماء: لا كلمة أضر بالعلم وبالعلماء والمتعلمين من قول القائل ما ترك الأول للآخر شيئا

قال ابن كثير/ البداية والنهاية/ ترجمة ابن الجوزي
وبالجملة كان استاذا فردا في الوعظ وغيره وقد كان فيه بهاء وترفع في نفسه وإعجاب و سمو بنفسه أكثر من مقامه وذلك ظاهر في كلامه في نثره ونظمه فمن ذلك قوله
ما زلت أدرك ما غلا بل ما علا ... وأكابد النهج العسير الأطولا
تجري بي الآمال في حلباته ... جرى السعيد مدى ما أملا
أفضى بي التوفيق فيه إلى الذي ... اعيا سواي توصلا وتغلغلا
لو كان هذا العلم شخصا ناطقا ... وسألته هل زار مثلي ؟قال :لا

طارق دامي تكنولوجيا 04-06-2014 18:19

" لا طاعة " لبشر " في معصية الله ، إنما الطاعة في المعروف " .

قال الألباني في /السلسلة الصحيحة.
أخرجه البخاري ( 13 / 203 - فتح ) و مسلم ( 6 / 15 ) و أبو داود ( 2625 ) و النسائي ( 2 / 187 ) و الطيالسي ( 109 ) و أحمد ( 1 / 94 ) عن علي .
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشا ، و أمر عليهم رجلا فأوقد نارا ،و قال : ادخلوها ، فأراد ناس أن يدخلوها ، و قال الآخرون : إنا قد فررنا منها ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للذين أرادوا أن يدخلوها : لو دخلتموها لم تزالوا فيها إلى يوم القيامة ، و قال للآخرين قولا حسنا ، و قال " فذكره .
و الزيادة للطيالسي و السياق لمسلم .
----------------------------------------------
قال الألباني/السلسلة الصحيحة.
و في الحديث فوائد كثيرة أهمها أنه لا يجوز إطاعة أحد في معصية الله تبارك و تعالى ، سواء في ذلك الأمراء و العلماء و المشايخ . و منه يعلم ضلال طوائف من الناس :
الأولى : بعض المتصوفة الذين يطيعون شيوخهم و لو أمرهم بمعصية ظاهرة بحجة أنها في الحقيقة ليست بمعصية ، و أن الشيخ يرى ما لا يرى المريد
و أعرف شيخا من هؤلاء نصب نفسه مرشدا قص على أتباعه في بعض دروسه في المسجد قصة خلاصتها أن أحد
مشايخ الصوفية أمر ليلة أحد مريديه بأن يذهب إلى أبيه فيقتله على فراشه بجانب زوجته ، فلما قتله ، عاد إلى شيخه مسرورا لتنفيذ أمر الشيخ !
فنظر إليه الشيخ و قال : أتظن أنك قتلت أباك حقيقة ؟ إنما هو صاحب أمك ! و أما أبوك فهو غائب !
ثم بنى على هذه القصة حكما شرعيا بزعمه فقال لهم : إن الشيخ إذا أمر مريده بحكم مخالف للشرع في الظاهر أن على المريد أن يطيعه في ذلك !!
قال : ألا ترون إلى هذا الشيخ أنه في الظاهر أمر الولد بقتل والده ، و لكنه في الحقيقة إنما أمره بقتل الزاني بوالدة الولد ، و هو يستحق القتل شرعا !
و لا يخفى بطلان هذه القصة شرعا من وجوه كثيرة .
أولا : أن تنفيذ الحد ليس من حق الشيخ مهما كان شأنه ، و إنما هو من الأمير أو الوالي .
ثانيا : أنه لو كان له ذلك فلماذا نفذ الحد بالرجل دون المرأة و هما في ذلك سواء ؟ .
ثالثا : إن الزاني المحصن حكمه شرعا القتل رجما ، و ليس القتل بغير الرجم .

و من ذلك يتبين أن ذلك الشيخ قد خالف الشرع من وجوه ، و كذلك شأن ذلك المرشد الذي بنى على القصة ما بنى من وجوب إطاعة الشيخ و لو خالف الشرع ظاهرا
حتى لقد قال لهم : إذا رأيتم الشيخ على عنقه الصليب فلا يجوز لكم أن تنكروا عليه !
و مع وضوح بطلان مثل هذا الكلام ، و مخالفته للشرع و العقل معا نجد في الناس من ينطلي عليه كلامه و فيهم بعض الشباب المثقف . و لقد جرت بيني و بين أحدهم مناقشة حول تلك القصة و كان قد سمعها من ذلك المرشد و ما بنى عليها من حكم ، و لكن لم تجد المناقشة معه شيئا و ظل مؤمنا بالقصة لأنها من باب الكرامات في
زعمه
قال : و أنتم تنكرون الكرامة ؟!
و لما قلت له : لو أمرك شيخك بقتل والدك فهل تفعل ؟
فقال : إنني لم أصل بعد إلى هذه المنزلة ! !
فتبا لإرشاد يؤدي إلى تعطيل العقول و الاستسلام للمضلين إلى هذه المنزلة ، فهل من عتب بعد ذلك على من
يصف دين هؤلاء بأنه أفيون الشعب ؟

طارق دامي تكنولوجيا 04-06-2014 20:49

خرج الآجري عن أبي موسى قال :
ماتت أخت لعبد الله بن عمر . فقلت لامرأتي : اذهبي فعزيهم . و بيتي عندهم ، فقد كان بيننا و بين آل عمر الذي كان
فجاءت فقال : ألم آمرك أن تبيتي عندهم ؟
فقالت : أردت أن أبيت ، فجاء ابن عمر فأخرجنا . و قال : اخرجن لا تبيتن أختي بالعذاب .
و عن أبي البختري قال : بيتوتة الناس عند أهل الميت ليست إلا من أمر الجاهلية .
------------------
قال القرطبي :
و هذه الأمور كلها قد صارت عند الناس الآن سنة و تركها بدعة ، فانقلب الحال و تغيرت الأحوال .
قال ابن عباس رضي الله عنه : لا يأتي على الناس عام إلا أماتوا فيه سنة . و أحيوا فيه بدعة . حتى تموت السنن و تحيا البدع
و لن يعمل بالسنن و ينكر البدع إلا من هون الله عليه إسخاط الناس بمخالفتهم فيما أرادوا ، و نهيهم عما اعتادوا و من يسر لذلك أحسن الله تعويضه
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنك لن تدع شيئاً إلا عوضك الله خيراً منه
و قال صلى الله عليه و سلم : لا يزال في هذه الأمة عصابة يقاتلون على أمر الله لا يضرهم جدال من جادلهم و لا عداوة من عاداهم
التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة
======
الهدف من تعزية المصاب أن يهون عليه ويذكره بالشيء الذي يخفف وطأة المصيبة عليه, و لا يشترط ان تكون التعزية في البيت بل تكون في أي مكان، فتكون في المقبرة، وتكون في المسجد، وتكون في الطريق

و أعتاد المغاربة رفع الخيام و توزيع أشهى الأطعمة و الأشربة بل قد يصل الأمر إلى تصوير ما يقع , و هذا تبذير لمال الورثة بغير حق , و قد يستمر جلوس الناس للتعزية عدة أيام و هذا فيه زيادة المصيبة على المصاب لا تخفيفها

و قد قال جرير بن عبد الله البجلي:
كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعه الطعام بعد دفنه من النياحة

طارق دامي تكنولوجيا 05-06-2014 19:59

قَالَ مَرَّةً رَجُلٌ: مَا أَشَدَّ البَرْدَ اليَوْمَ
فَالتَفَتَ إِلَيْهِ المُعَافَى، وَقَالَ: أَسْتَدْفَأْتَ الآنَ؟ لَوْ سَكَتَّ، لَكَانَ خَيْراً لَكَ.
--------------------------------------
قال الذهبي:
قَوْلُ مِثْلِ هَذَا جَائِزٌ، لَكِنَّهُم كَانُوا يَكْرَهُوْنَ فُضُولَ الكَلاَمِ، وَاخْتَلَفَ العُلَمَاءُ فِي الكَلاَمِ المُبَاحِ، هَلْ يَكْتُبُهُ المَلَكَانِ، أَمْ لاَ يَكْتُبَانِ إِلاَّ المُسْتَحَبَّ الَّذِي فِيْهِ أَجْرٌ، وَالمَذْمُوْمَ الَّذِي فِيْهِ تَبِعَةٌ؟

وَالصَّحِيْحُ كِتَابَةُ الجَمِيْعِ، لِعُمُوْمِ النَّصِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيْبٌ عَتِيْدٌ} [ق: 18]، ثُمَّ لَيْسَ إِلَى المَلَكَيْنِ اطِّلاَعٌ عَلَى النِّيَّاتِ وَالإِخْلاَصِ، بَلْ يَكْتُبَانِ النُّطْقَ، وَأَمَّا السَّرَائِرُ البَاعِثَةُ لِلنُّطْقِ، فَاللهُ يَتَوَلاَّهَا.

سير أعلام النبلاء/ الذهبي
-----------------------------------------
قال ابن رجب /جامع العلوم والحكم
واختلفوا هل يكتب كل ما يتكلم به أم لا يكتب إلا ما فيه ثواب أو عقاب؟ على قولين مشهورين
وقال على بن أبي طلحة عن ابن عباس: يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر حتى إنه ليكتب قوله: أكلت وشربت ذهبت وجئت , حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله فأقر ما كان فيه من خير أو شر و ألقي سائره فذلك قوله تعالى :(يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) -الرعد -
وعن يحيى بن أبي كثير قال ركب رجل الحمار فعثر به فقال تعس الحمار فقال صاحب اليمين: ما هي حسنة أكتبها!
و قال صاحب الشمال: ما هي من السيئات فأكتبها!
فأوحى الله إلى صاحب الشمال ما ترك صاحب اليمين من شيء فاكتبه فأثبت في السيئات تعس الحمار
و ظاهر هذا أن ما ليس بحسنة فهو سيئة و إن كان لا يعاقب عليها فإن بعض السيئات قد لا يعاقب عليها و قد تقع مكفرة باجتناب الكبائر و لكن زمانها قد خسره صاحبها حيث ذهبت باطلا فيحصل له بذلك حسرة في القيامة وأسف عليه وهو نوع عقوبة

طارق دامي تكنولوجيا 05-06-2014 21:17

وَقَالَ بَكْرُ بنُ مُنِيْرٍ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: أَرْجُو أَنْ أَلقَى اللهَ وَلاَ يحَاسبنِي أَنِّي اغتبتُ أَحَداً .
---------------------------------------------------
قال الذهبي: صَدَقَ -رَحِمَهُ اللهُ- وَمَن نظَرَ فَى كَلاَمِهِ فِي الجرحِ وَالتعديلِ عَلِمَ وَرعَهُ فِي الكَلاَمِ فِي النَّاسِ، وَإِنصَافَهُ فِيْمَنْ يُضَعِّفُهُ، فَإِنَّهُ أَكْثَر مَا يَقُوْلُ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ، سَكَتُوا عَنْهُ، فِيْهِ نظرٌ ، وَنَحْو هَذَا. وَقَلَّ أَنْ يَقُوْلَ: فُلاَنٌ كَذَّابٌ، أَوْ كَانَ يَضَعُ الحَدِيْثَ. حَتَّى إِنَّهُ قَالَ: إِذَا قُلْتُ: فُلاَنٌ فِي حَدِيْثِهِ نَظَرٌ، فَهُوَ مُتَّهَمٌ وَاهٍ.
وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ: لاَ يُحَاسبُنِي اللهُ أَنِّي اغتبْتُ أَحَداً، وَهَذَا هُوَ وَاللهِ غَايَةُ الوَرَعِ.

سير أعلام النبلاء/ الذهبي
-------------------
كان السلف يتكلمون في الرجال بإخلاص و ورع و نصحا للمسلمين , ولو تكلم غيرهم لسكتوا , و لم يكن علم الجرح والتعديل العلم الوحيد الذي يتقنونه بل كانوا علماء في شتى الفنون
و قد ظهر بعض طلبة العلم لا يحسنون إلا الجرح دون تعديل و شغلوا انفسهم بالردود و ليتهم يتقنون هذا الفن بقواعده التي حددها المحدثون , لكن يتكلمون بجهل و سوء قصد فتراهم يرجعون عن الطريق و لم يعرفوه و لو عرفوه لم يرجعوا , و أعجب من هذا من يشغل نفسه بالرد عليهم و تتبعهم , فمتى يقرأ طالب العلم المطولات , و العمر أنفس في أن يضاع في مثل هؤلاء

طارق دامي تكنولوجيا 06-06-2014 09:43

قال إبن الجوزي/ المدهش
أنت في طلب الدنيا قدري و في طلب الدين جبري أي مذهب وافق غرضك تمذهبت به
-----------------------------------------------
قال ابن تيمية/مجموع الفتاوى

........وَ أَمَّا ( الْقِسْمُ الرَّابِعُ : فَهُوَ شَرُّ الْأَقْسَامِ كَمَا قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ قَالَ: أَنْتَ عِنْدَ الطَّاعَةِ قَدَرِيٌّ وَأَنْتَ عِنْدَ الْمَعْصِيَةِ جَبْرِيٌّ أَيُّ مَذْهَبٍ وَافَقَ هَوَاكَ تَمَذْهَبْتَ بِهِ

فَهَؤُلَاءِ شَرُّ أَتْبَاعِ الشَّيْطَانِ وَ لَيْسَ هُوَ مَذْهَبًا لِطَائِفَةِ مَعْرُوفَةٍ وَلَكِنْ هُوَ حَالُ عَامَّةِ الْمَحْلُولِينَ عَنْ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ إنْ فَعَلَ طَاعَةً أَخَذَ يُضِيفُهَا إلَى نَفْسِهِ وَيُعْجَبُ حَتَّى يُحْبِطَ عَمَلَهُ

وَ إِنْ فَعَلَ مَعْصِيَةً أَخَذَ يَعْتَذِرُ بِالْقَدَرِ وَ يَحْتَجُّ بِالْقَضَاءِ وَ تِلْكَ حُجَّةٌ دَاحِضَةٌ وَعُذْرٌ غَيْرُ مَقْبُولٍ .

وَ تَرَاهُ إذَا أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ بِفِعْلِ الْعِبَادِ أَوْ غَيْرِهِمْ لَا يَسْتَسْلِمُ لِلْقَدَرِ
وَ تَرَاهُ إذَا ظَلَمَ نَفْسَهُ أَوْ غَيْرَهُ احْتَجَّ بِالْقَدَرِ وَ يَقُولُ : الْعَبْدُ مِسْكِينٌ لَا قَادِرٌ وَلَا مَعْذُورٌ وَيَقُولُ : أَلْقَاهُ فِي الْبَحْرِ مَكْتُوفًا وَ قَالَ لَهُ إيَّاكَ إيَّاكَ أَنْ تَبْتَلَّ بِالْمَاءِ
وَ إِنْ ظَلَمَهُ غَيْرُهُ ظُلْمًا دُونَ ذَلِكَ أَوْ تَوَهَّمَ أَنَّهُ ظَلَمَهُ أَحَدٌ سَعَى فِي الِانْتِقَامِ مِنْ ذَلِكَ بِأَضْعَافِ ذَلِكَ وَلَا يَعْذُرُ غَيْرَهُ بِمِثْلِ مَا عَذَرَ بِهِ نَفْسَهُ مِنْ الْقَدَرِ وَهُمَا سَوَاءٌ فَهَذِهِ الْجُمَلُ يَجِبُ اعْتِقَادُهَا .

طارق دامي تكنولوجيا 06-06-2014 10:59

عن عبد الرحيم بن سليمان الرازي ، قال : « كنا عند سفيان الثوري ، فكان إذا أتاه الرجل يطلب العلم سأله : هل لك وجه معيشة ؟
فإن أخبره أنه في كفاية ، أمره بطلب العلم ، وإن لم يكن في كفاية ، أمره بطلب المعاش »

قال شعبة : « من طلب الحديث أفلس ، بعت طستا لأمي بسبعة دنانير »
الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع/ للخطيب البغدادي
------------------------------------
قال ابن الجوزي/ صيد الخاطر
ولو نظرنا في سير الرجال ونبلائهم، وتأملنا صحاح الأحاديث عن رؤسائهم، لعلم أن الخليل عليه الصلاة والسلام كان كثير المال حتى ضاقت بلدته بمواشيه، وكذلك لوط عليه الصلاة والسلام، وكثير من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والجم الغفير من الصحابة.
وإنما صبروا عند العدم، ولم يمتنعوا عن كسب ما يصلحهم، ولا من تناول المباح عند الوجود.
وكان أبو بكر رضي الله عنه يخرج للتجارة والرسول صلى الله عليه وسلم حي، وكان أكثرهم يخرج فاضل ما يأخذ من بيت المال، ويسلم من ذل الحاجة إلى الإخوان.
وقد كان ابن عمر لا يرد شيئًا، ولا يسأل.
وإني تأملت أكثر أهل الدين والعلم على هذه الحال، فوجدت العلم شغلهم عن المكاسب في بداياتهم، فلما احتاجوا إلى قوام نفوسهم ذلوا، وهم أحق بالعز.
وقد كانوا قديمًا يكفيهم بيت المال فضلات الإخوان، فلما عدمت في هذا الأوان، لم يقدر متدين على شيءٍ إلا ببذل شيء من دينه، وليته قدر، فربما تلف الدين، ولم يحصل له شيء.
فالواجب على العاقل أن يحفظ ما معه، وأن يجتهد في الكسب ليربح مداراة ظالم أو مداهنة جاهل، ولا يلتفت إلى ترهات المتصوفة، الذين يدعون في الفقر ما يدعون، فما الفقر إلا مرض العجزة، وللصابر على الفقر ثواب الصابر على المرض
اللهم! إلا أن يكون جبانًا عن التصرف، مقتنعًا بالكفاف؛ فليس ذلك من مراتب الأبطال، بل هو من مقامات الجبناء الزهاد.
وأما الكاسب ليكون المعْطِيَ لا المُعْطَى، والمتصدق لا المتصدق عليه، فهي من مراتب الشجعان الفضلاء، ومن تأمل هذا، علم شرف الغنى، ومخاطرة الفقر.

طارق دامي تكنولوجيا 06-06-2014 11:57



قال إبراهيم بن أدهم : « ما أفلح من أحب أفخاذ النساء »

الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع/ للخطيب البغدادي

--
قال أبو بكر المروذي: سمعت أحمد بن حنبل يرغب في النكاح، فقلت له: قال ابن أدهم
فما تركني أتمم حتى صاح علي وقال: أذكر لك حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وتأتيني ببنيات الطريق؟!.
تلبيس إبليس/ ابن الجوزي

------------------------------------
قال ابن الجوزي / تلبيس إبليس


وقد لبس إبليس على كثير من الصوفية فمنعهم من النكاح فقدماؤهم تركوا ذلك تشاغلا بالتعبد ورأوا النكاح شاغلا عن طاعة الله عز وجل و هؤلاء وإن كانت بهم حاجة إلى النكاح أو بهم نوع تشوق اليه فقد خاطروا بأبدانهم و أديانهم و إن لم يكن بهم حاجة اليه فاتتهم الفضيلة
و في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "وفي بضع أحدكم صدقة"
قالوا :يأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟!
قال: "أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر"؟
قالوا نعم
قال: "وكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر" ثم قال: "أفتحتسبون الشر ولا تحتسبون الخير"

و منهم من قال النكاح يوجب النفقة والكسب صعب و هذه حجة للترفع عن تعب الكسب
و في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "دينار أنفقته في سبيل الله و دينار أنفقته في رقبة و دينار أنفقته في الصدقة و دينار أنفقته على عيالك أفضلها الدينار الذي أنفقته على عيالك"

و منهم من قال النكاح يوجب الميل إلى الدنيا فروينا عن أبي سليمان الداراني انه قال اذا طلب الرجل الحديث أو سافر في طلب المعاش أو تزوج فقد ركن إلى الدنيا.
قال ابن الجوزي: و هذا كله مخالف للشرع و كيف لا يطلب الحديث والملائكة تضع أجنحتها لطلب العلم؟!
و كيف لا يطلب المعاش وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأن أموت من سعي على رجلي أطلب كفاف وجهي أحب إلي من أن أموت غازيا في سبيل الله؟!
و كيف لا يتزوج وصاحب الشرع يقول: "تناكحوا تناسلوا"؟!

فما أرى هذه الأوضاع الا على خلاف الشرع فأما جماعة من متأخري الصوفية فإنهم تركوا النكاح ليقال زاهد!!
و العوام تعظم الصوفي اذا لم تكن له زوجة فيقولون ما عرف امرأة قط !!فهذه رهبانية تخالف شرعنا

قال أبو حامد: ينبغي أن لا يشغل المريد نفسه بالتزويج فإنه يشغله عن السلوك ويأنس بالزوجة ومن أنس بغير الله شغل عن الله تعالى.
قال ابن الجوزي و إني لأعجب من كلامه!! أتراه ما علم أن من قصد عفاف نفسه و وجود ولد أو عفاف زوجته فإنه لم يخرج عن جادة السلوك؟
أو يرى الأنس الطبيعي بالزوجة ينافي أنس القلوب بطاعة الله تعالى؟
و الله تعالى قد من على الخلق بقوله:( وجعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )
و في الحديث الصحيح عن جابر رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: "هلا تزوجت بكرا تلاعبها وتلاعبك"
و ما كان بالذي ليدله على ما يقطع أنسه بالله تعالى أترى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما كان ينبسط إلى نسائه ويسابق عائشة رضي اله عنها أكان خارجا عن الأنس بالله؟!!
هذه كلها جهالات بالعلم.

و اعلم انه اذا دام ترك النكاح على شبان الصوفية أخرجهم إلى ثلاثة أنواع:

النوع الأول: المرض بحبس الماء فان المرء إذا طال احتقانه تصاعد إلى الدماغ منه منيه
قال أبو بكر محمد بن زكريا الرازي: أعرف قوما كانوا كثيري المنى فلما منعوا أنفسهم من الجماع لضرب من التفلسف بردت أبدانهم وعسرت حركاتهم و وقعت عليهم الكآبة بلا سبب و عرضت لهم أعراض الماليخوليا وقَلت شهواتهم وهضمهم
و قال: ورأيت رجلا ترك الجماع ففقد شهوة الطعام وصار أن أكل القليل لم يستمرأه وتقايأه فلما عاد إلى عادته من الجماع سكنت عنه هذه الأعراض سريعا

النوع الثاني :الفرار إلى المتروك فان منهم خلقا كثيرا صابروا على ترك الجماع فاجتمع الماء فأقلقهم فلامسوا النساء ولابسوا من الدنيا أضعاف ما فروا منه فكانوا كمن أطال الجوع ثم أكل ما ترك في زمن الصبر !!

النوع الثالث الإنحراف إلى صحبة الصبيان فان قوما منهم أيسوا أنفسهم من النكاح فأقلقهم ما اجتمع عندهم فصاروا يرتاحون إلى صحبة المرد.

طارق دامي تكنولوجيا 06-06-2014 14:54

قال الحسن البصري : الدنيا كلها ظلمه إلا مجالس العلماء
جامع بيان العلم وفضله/ ابن عبد البر
-----------------------------------------
كتب سلمان الفارسي رضي الله عنه إلى أبي الدرداء رضي الله عنه :

« إن العلم كالينابيع يغشى الناس فيختلجه هذا ، وهذا ، فينفع الله به غير واحد
وإن حكمة لا يُتكلم بها كجسد لا روح فيه
وإن علما لا يخرج ككنز لا ينفق
وإنما مثل المعلم كمثل رجل عمل سراجا في طريق مظلم يستضيء به من مر به ، وكل يدعو إلى الخير »
أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجُرِّيُّ/أخلاق العلماء
----------------------------------------


قال محمد بن الحسين الآجري/ أخلاق العلماء :
« فما ظنكم ـ رحمكم الله ـ بطريق فيه آفات كثيرة ، ويحتاج الناس إلى سلوكه في ليلة ظلماء ، فإن لم يكن فيه مصباح وإلا تحيروا ، فقيض الله لهم فيه مصابيح تضيء لهم ، فسلكوه على السلامة والعافية ، ثم جاءت طبقات من الناس لابد لهم من السلوك فيه ، فسلكوا ، فبينما هم كذلك ، إذ طفئت المصابيح ، فبقوا في الظلمة ، فما ظنكم بهم ؟
هكذا العلماء في الناس لا يعلم كثير من الناس كيف أداء الفرائض ، وكيف اجتناب المحارم ، ولا كيف يعبد الله في جميع ما يعبده به خلقه ، إلا ببقاء العلماء ، فإذا مات العلماء تحير الناس ، ودرس العلم بموتهم ، وظهر الجهل ، فإنا لله وإنا إليه راجعون مصيبة ما أعظمها على المسلمين ؟ »

طارق دامي تكنولوجيا 10-06-2014 15:53

قال ابن مهدي: لو قيل لحماد بن سلمة إنك تموت غداً ما قدر أن يزيد في العمل شيئاً وكان يدخل سوقه فإذا ربح قوته لم يزد عليه شيئاً.
طبقات الحفاظ/ السيوطي
------------------------------
كان السلف الصالح يجمعون بين العبادة و طلب الرزق , فينفقون من العمر في طلب الرزق على قدر الحاجة مع نية صالحة يؤجرون عليها , و رأيت البعض يجد إشكالا في الجمع بين كسب المعيشة و طلب العلم او العبادة و ما هذا إلا لسوء تدبيره للوقت , و قد أنفق موسى عشر سنين في مهر امرأة
و البعض الآخر أنفق عمره في جمع المال معللا ذلك بأن العمل عبادة ؟! و الصحيح أن كل عمل فيه تضييع لحقوق الله فهو عبادة لكن للشيطان , و هذا النوع لم يعلم أن المقصود هو إنفاق المال في العمر ليستعين به على طاعة الله لا إنفاق العمر في جمع المال, فلا هو تمتع بالمال و لا هو قدمه لله بل أبقاه لغيره، وأفنى نفسه، كما قال الشاعر:
كَدُودَةِ القَزِّ ما تَبْنيهِ يَهْدِمُهَا ... وَغَيْرُهَا بِالَّذِي تَبْنِيْهِ يَنْتَفِعُ

طارق دامي تكنولوجيا 11-06-2014 19:10


قال ابن الجوزي /صيد الخاطر
و لو قلت: إني طالعت عشرين ألف مجلد، كان أكثر، وأنا بعد في الطلب!

--------------------
و يقال إنه جمعت براية أقلام ابن الجوزي فكان شيئاً كثيراً، وأوصى أن يسخن به الماء الذي يغسل به ففعل ذلك وفضل منها
الوافي بالوفيات/ الصفدي
=============================
كانت الكتب قبل الطباعة مخطوطات و هي صعبة القراءة , و قد قرأ ابن الجوزي عشرين ألف مجلد و هو لا زال في مرحلة الطلب فكم يكون قرأ حى وفاته ؟! فهذا الرجل قرأ كثيرا و كتب كثيرا لعلو همته
و الآن قد يسرت الطباعة قراءة الكتب فليسأل الإنسان نفسه كم قرأ ؟و كم كتب ؟ و كم بقي من العمر؟

طارق دامي تكنولوجيا 18-06-2014 18:31

روى الإمام أحمد (أن نفرا كانوا جلوسا بباب النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم : ألم يقل الله كذا وكذا ؟
وقال بعضهم : ألم يقل الله كذا وكذا ؟
فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج كأنما فقئ في وجهه حب الرمان فقال : أبهذا أمرتم ؟ أو بهذا بعثتم ؟ أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض؟

إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا إنكم لستم مما هاهنا في شيء انظروا الذي أمرتم به فاعملوا به والذي نهيتم عنه فانتهوا.)
----------------------------
قال الشيخ العثيمين / شرح اقضاء الصراط المسقيم

و هذا الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم قد أولع به كثير من الناس الآن , حتى من طلبة العلم , تجده يتتبع النصوص التي ظاهرها التعارض , ثم يوردها على نفسه أولا فيتشكك فيها , ويقول : ما الجمع بين كذا وكذا ؟
و لماذا قال الله كذا وقال كذا ؟
لماذا قال الرسول كذا و قال كذا ؟
فتجده أهم شيء عنده أن يجمع النصوص المتعارضة , ثم يوردها على نفسه أو على غيره , وهذا والله سد باب التوفيق .
و الإنسان إذا سلك هذا المسلك فسيصير عنده شبهات عظيمة , لكن لو سلك الجادة التي كان عليها السلف الصالح , و آمن بالكتاب كله , ما حصلت عنده هذه الإشكالات , و لهذا الصحابة الذين تنازعوا عند باب الرسول عليه الصلاة و السلام كلهم تنازعوا في مثل هذا , هذا يقول : أليس الله يقول كذا و كذا ؟ و هذا يقول : أليس الله يقول كذا و كذا ؟ يعني فأرادوا أن يكذب القرآن بعضه بعض , هم ما أرادوا ذلك ,و لكن هذه إشكالات .
و لهذا أنا أحذر طلاب العلم من ذالك من أن لا يكون لهم هم إلا جمع الآيات والأحاديث التي ظاهرها التعارض ثم يوردون إشكالات عليها , لكن لو مشوا على أن كل شيء على بابه , وكل شيء لا يخالف الآخر لهُدُوا إلى الصراط المستقيم , و لسلموا من هذا التتبع , و لذالك تجد أسلم الناس طريقة الذين يبتعدون عن مثل هذا , احذروا هذا فإنه خطير .
فهذا الرسول عليه الصلاة و السلام طبيب الأبدان و الأديان يقول لهم : انظروا الذي أمرتم به فاتبعوه و الذي نهيتم عنه فاجتنبوه , اما أن تضربوا كتاب الله بعضه بعضا , و كيف -مثلا - يعذبنا و هو الذي قدر علينا أن نعصيه؟ و ما أشبه ذلك من الأشياء التي يوردها الناس , أو يقول كيف هذه الآية تقول كذا ؟ و الآية الثانية تقول كذا ؟
أنا لا أقو ل ذلك إذا ورد إشكال عليك , لكن كونك تتبع ذلك هذا هو الخطأ , و هو الذي يكون سببا للضلال

طارق دامي تكنولوجيا 18-06-2014 21:25



النسائي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أكثروا ذكر هادم اللذات يعني الموت . أخرجه ابن ماجه و الترمذي أيضاً . و خرجه أبو نعيم الحافظ بإسناده من حديث مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أكثروا من ذكر هادم اللذات قلنا يا رسول الله : و ما هادم اللذات ؟ قال : الموت .
التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة/ القرطبي
---------------------------------
بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ : أَيْ قَاطِعَهَا . قَالَ مَيْرَكُ صَحَّحَ الطِّيبِيُّ بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ حَيْثُ قَالَ شَبَّهَ اللَّذَّاتِ الْفَانِيَةَ وَالشَّهَوَاتِ الْعَاجِلَةَ ثُمَّ زَوَالَهَا بِبِنَاءٍ مُرْتَفِعٍ يَنْهَدِمُ بِصَدَمَاتٍ هَائِلَةٍ ، ثُمَّ أَمَرَ الْمُنْهَمِكَ فِيهَا بِذِكْرِ الْهَادِمِ لِئَلَّا يَسْتَمِرَّ عَلَى الرُّكُونِ إِلَيْهَا ، فيَشْتَغِلَ عَمَّا يَجِبُ عَلَيْهِ مِنْ الْفِرَارِ إِلَى دَارِ الْقَرَارِ اِنْتَهَى كَلَامُهُ .
لَكِنْ قَالَ الْإِسْنَوِيُّ فِي الْمُهِمَّاتِ : الْهَاذِمُ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ هُوَ الْقَاطِعُ كَمَا قَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ وَهُوَ الْمُرَادُ هُنَا ، وَقَدْ صَرَّحَ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ الْأُنُفِ بِأَنَّ الرِّوَايَةَ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ ، ذَكَرَ ذَلِكَ فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ فِي الْكَلَامِ عَلَى قَتْلِ وَحْشِيٍّ لِحَمْزَةَ . وَقَالَ الشَّيْخُ الْجَزَرِيُّ : هَادِمٌ يُرْوَى بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ أَيْ دَافِعُهَا أَوْ مُخَرِّبُهَا ، وَبِالْمُعْجَمَةِ أَيْ قَاطِعُهَا . وَاخْتَارَهُ بَعْضٌ مِنْ مَشَائِخِنَا وَهُوَ الَّذِي لَمْ يُصَحِّحْ الْخَطَّابِيُّ غَيْرَهُ وَجَعَلَ الْأَوَّلَ مِنْ غَلَطِ الرُّوَاةِ كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ
تحفة الأحوذي / المباركفوري
-----------------------
قال القرطبي/لتذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة

و أجمعت الأمة على أن الموت ليس له سن معلوم ، و لا زمن معلوم ، و لا مرض معلوم . و ذلك ليكون المرء على أهبة من ذلك ، مستعداً لذلك .
و كان بعض الصالحين ينادي بليل على سور المدينة : الرحيل . الرحيل . فلما توفي فقد صوته أمير المدينة فسأل عنه . فقيل : إنه قد مات فقال :
ما زال يلهج بالرحيل و ذكره--- حتى أناخ ببابه الجمال
فأصابه متيقظاً متشمراً---- ذا أهبة لم تلهه الآمال
و كان يزيد الرقاشي يقول لنفسه : و يحك يا يزيد ، من ذا يترضى عنك ربك الموت ؟ ثم يقول : أيها الناس ألا تبكون و تنوحون على أنفسكم باقي حياتكم ؟ من الموت طالبه و القبر بيته . و التراب فراشه . و الدود أنيسه . و هو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر يكون حاله ؟ ثم يبكي حتى يسقط مغشياً عليه .
و قال التيمي : شيئان قطعا عني لذة الدنيا : ذكر الموت . و ذكر الموقف بين يدي الله تعالى .
و كان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يجمع العلماء فيتذاكرون الموت ، و القيامة ، و الآخرة ، فيبكون حتى كأن بين أيديهم جنازة .
و قال أبو نعيم : كان الثوري إذا ذكر الموت لا ينتفع به أياماً . فإن سئل عن شيء قال : لا أدري لا أدري .
و قال الدقاق : من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء : تعجيل التوبة و قناعة القلب ، و نشاط العبادة .
و من نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء : تسويف التوبة ، و ترك الرضى بالكفاف ، و التكاسل في العبادة

طارق دامي تكنولوجيا 20-06-2014 13:58

شكى رجل إلى إبراهيم بن أدهم كثرة عياله ، فقال له: ابعث إلي منهم من ليس رزقه على الله!
فسكت الرجل .
البداية والنهاية/ ابن كثير
-------------
يولد المولود و قد كتب رزقه و عمله و أجله و شقي أو سعيد, لكن اتباع سنن من كان قبلنا - اليهود و النصارى- جعلنا نحدد النسل و تناسينا قول الرسول صلى الله عليه و سلم تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة.
لكن هذا لا يعني إهمال تربية الأبناء فهو الذي يسبب عقوقهم للآباء
قال ابن القيم/ تحفة المولود
فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة
و أكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين و سننه فأضاعوهم صغارا فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا
كما عاتب بعضهم ولده على العقوق فقال يا أبت إنك عققتني صغيرا فعققتك كبيرا وأضعتني وليدا فأضعتك شيخا!

طارق دامي تكنولوجيا 20-06-2014 14:42

كانت امرأة عابدة في غنى وكانت لا تنام من الليل إلا يسيرا قال : فعوتبت في ذلك فقالت : « كفى بطول الرقدة في القبور للمؤمنين رقادا »
التهجد/ ابن أبي الدنيا
------------------
البعض يقضي جل وقته في النوم و اللهو و البطالة, و يظن أن هذا عين الراحة لكن ما فائدة راحة يعقبها حساب طويل فلذة البطالة تعقب عدم العلم والعمل، فيزيد الأسى على اللذة أضعافًا.
و تفكر في عابد أين تعب طاعته؟! و في العاصي أين لذة معصيته؟!
الناس في غفلةٍ والموت يوقظهمْ ... وما يفيقون حتَّى ينفد العُمُرُ
فالعجب ممن همته هكذا مع قصر العمر، ثم لا يهتم بآخرته، التي لذتها سليمة من كل شائب، منزهة عن المعايب، دائمة إلى الأمد، باقية ببقاء الأبد! وإنما يحصل تقريب هذه بإبعاد تلك، وعمران هذه بتخريب تلك.

طارق دامي تكنولوجيا 20-06-2014 16:35

قال عيسى عليه السلام الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها
-------
هذا مثل واضح، فإن الحياة الدنيا معبر إلى الآخرة، والمهد هو الركن الأول على أول القنطرة، واللحد هو الركن الثاني على آخر القنطرة .
ومن الناس من قطع نصف القنطرة، ومن الناس من قطع ثلثيها، ومنهم من لم يبق له إلا خطوة واحدة وهو غافل عنها،
و كيفما كان فلابد من العبور، فمن وقف يبنى على القنطرة ويزينها وهو يستحث للعبور عليها، فهو في غاية الجهل والحمق .
وقيل : مثال طالب الدنيا، مثل شارب ماء البحر كلما ازداد شراباً ازداد عطشاً حتى يقتله .
وكان بعض السلف يقول لأصحابه : انطلقوا حتى أريكم الدنيا فيذهب بهم إلى مزبلة فيقول : انظروا إلى ثمارهم ودجاجهم وعسلهم وسمنهم .
مختصر منهاج القاصدين/ ابن قدامة المقدسي


طارق دامي تكنولوجيا 20-06-2014 19:28

قال حماد بن زيد قلت لايوب العلم اليوم اكثر او فيما تقدم ؟
فقال الكلام اليوم اكثر والعلم فيما تقدم أكثر !
الفوائد/ ابن قيم الجوزية
----------------
قال ابن رجب الحنبلي/ فضل علم السلف على الخلف:
و قد فتن كثير من المتأخرين فظنوا أن من كثر كلامه وجداله وخصامه في مسائل الدين فهو أعلم ممن ليس كذلك. وهذا جهل محض.
و انظر إلى أكابر الصحابة وعلمائهم كأبي بكر وعمر وعلي ومعاذ وابن مسعود وزيد بن ثابت كيف كانوا. كلامهم أقل من كلام ابن عباس وهم أعلم منه
و كذلك كلام التابعين أكثر من كلام الصحابة و الصحابة أعلم منهم
و كذلك تابعوا التابعين كلامهم أكثر من كلام التابعين والتابعون أعلم منهم.
فليس العلم بكثرة الرواية ولا بكثرة المقال ولكنه نور يقذف في القلب يفهم به العبد الحق و يميز به بينه وبين الباطل و يعبر عن ذلك بعبارات وجيزة محصلة للمقاصد.
-----------
قال بعض السلف : كلام السلف قليل كثير البركة و كلام الخلف كثير قليل البركة
فالكتب كثيرة جدا والكلام والجدال والمقدرات الذهنية كثيرة و الردود كثيرة و العلم بمعزل عن أكثرها , بل قد تقرأ كتابا كثير الورق و تخرج بلا فائدة, و قد تقرأ عدة مواضيع على الشبكة و تخرج بلا فائدة بل قد تضيع الوقت و تعلق بقلبك الشبهات

طارق دامي تكنولوجيا 24-06-2014 13:04


كَانَ الشَّافِعِيُّ يَخْتِمُ فِي رَمَضَانَ سِتِّيْنَ خَتْمَةً
-------
كَانَ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ يختمُ فِي رَمَضَانَ فِي النَّهَارِ كُلَّ يَوْمٍ خَتْمَةً، وَيقومُ بَعْدَ التّروَايحِ كُلَّ ثَلاَثِ لَيَالٍ بخَتْمَةٍ
سير أعلام النبلاء
=================
وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناما للزمان والمكان وهو قول أحمد وإ**** وغيرهما من الأئمة وعليه يدل عمل غيرهم
لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف/ ابن رجب الحنبلي


الساعة الآن 10:00

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها