منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية

منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية (https://www.dafatir.net/vb/index.php)
-   قسم الاستاذ(ة) (https://www.dafatir.net/vb/forumdisplay.php?f=166)
-   -   ممارسة التدريس (https://www.dafatir.net/vb/showthread.php?t=177750)

بتوفيق 08-03-2015 19:32

ممارسة التدريس
 
001
إن ممارسة التدريس هي عملية مركبة و معقدة و تحيط بها متغيرات كثيرة و متجددة و تتطلب جهدا بدنيا و فكريا و حضورا ذهنيا و تركيزا كبيرا

و قد تصبح التجربة المكتسبة عبر سنوات سندا داعما في حرفية الممارسة و تحسين جودتها

أو تكريسا لرتابة تؤدي لتناقص في المردودية و الفعالية مع تقدم السن و الضعف التدريجي الذي يصيب الحواس و الأجهزة البدنية الأخرى


كما أن حب المهنة و الاقتناع الداخلي برسالتها و أمانتها الكبيرة يساعد على اكتساب الصنعة صنعة و فن التدريس و ممارسة التدريس



أحاول في هذا الموضوع لملمة بعض التجارب الخاصة في القسم عايشتها و جمعت حولها نظرة و مقاربة لهذه الممارسة و قناعات أصبحت كمبادئ عامة تتحكم فيها

أتمنى أن تكون موفقة و مجدية و نافعة و منها ما هو خاص بمادة الرياضيات و منها ما هو عام

و هي ليست توجيهات و لا إملاءات و لا تنظيرا لأحد فمنها ما يؤخذ و ما يُترك و ما يُناقش و ما يُنتقد و ما يُعتمد و ما لا يُعتمد

و الله الموفّق

بتوفيق 08-03-2015 19:33

002 العدل


في التعامل و في التنقيط و في الاهتمام و في الإشراك و المشاركة و في التشدد و المسامحة و هنا لا بد من الانتباه لحساسية الذكور بينهم و الإناث فيما بينهن و الذكور و الإناث فيما بينهما
فالإحساس بالظلم أو بالدونية أو الفوقية عوامل هدم لكيان القسم و لنفسية التلاميذ جميعا و لا تخدم مصلحة الأول و لا الثاني
فالعدل و الفضل و المساواة أساس كبير في إنجاح ممارسة التدريس و دونها تصبح كل المجهودات عبثا و كل عمل الأستاذ في مهب الريح و كلماته لا وزن لها

بتوفيق 08-03-2015 19:34

003 القدوة بالفعل


إن كل ممارس للتدريس هو صاحب رسالة تربية و أخلاق كيفما كان نوع المادة التي يدرّسها


و لإيصال هذه الرسالة تكون تصرفاته و أفعاله أبلغ من كل خطاب و من كل نصيحة و إن كانت منمّقة الأسلوب و عميقة المعنى


فالقدوة بالفعل و العمل تؤثر في شخصية التلاميذ بشكل كبير
فالإخلاص في العمل و حُسن المعاملة و طيّب القول و الاجتهاد في العمل و الفعالية في التدريس و الحزم المتوازن و احترام الوقت في الحصص و احترام الوعود و الالتزام بها أمور كثيرة ذات مفعول كبير في تعليم التلاميذ قيم عملية مشاهدَة و ليست أقوالا فقط


و هذه الأمور تساعد في المادة المدرّسة كيفما كان نوعها و تجعل الإقبال عليها أكبر و الإنصات للمدرّس أكثر في طريقة شرحه و في توجيهاته المرتبطة بها و تصبح بعد ذلك النصائح مسموعة لمصداقية صاحبها في أفعاله

بتوفيق 08-03-2015 19:35

004 متعة التدريس

تستتبع ممارسة التدريس عوائق و مشاكل و صعوبات و أحاسيس كثيرة مواكبة لها من قلق و توثر و غضب و حسرة و حزن و إحباط و نفور لكنها أحاسيس وقتية ظرفية كرد فعلي مباشر لما يكابده الأستاذ في هذه الممارسة

لكن هناك متعة في التدريس و في ممارسة التدريس يجب استشرافها و تذوقها و البحث عنها و هي مفتاح مواصلة المسيرة الطويلة في التدريس بأقل الخسائر الصحية و النفسية و العقلية و الجسدية

فنظرة احترام و تقدير ( و ليس خوف ) من التلاميذ الحاليين و القدامى فيها متعة كبيرة و كبيرة

نظرة فهم للدرس أو الخاصية أو المثال من التلاميذ فيها متعة كبيرة و كبيرة

توصيل رسالة أخلاقية و خاصة بشكل غير مباشر و معاينة نتائجها الإيجابية متعة ليس لها ثمن

بعث الأمل و روح العمل و المثابرة في المنكسرين من التلاميذ فيها متعة

حلّ عقدة الفهم و التتبع و ممارسة التعلّم عند التلاميذ و معاينة التحسن التدريجي في المستوى لديهم فيها متعة

تحبيب المادة المدرّسة و جعل الإقبال عليها و الإهتمام بها أكبر، متعة كبيرة و ليس لها مثيل

متعة تدريس المادة لشغف المدرّس بها ولا يستشعرها إلا من كان مولعا بمادته كثيرا

النجاح في برنامج الحصة و راحة الضمير في نتيجتها و في العمل عموما متعة كبيرة فمتعة راحة الضمير عند من هو حيّ عندهم لا تقدر بثمن
متعة استشعار دور الأمانة و الرسالة التي على عاتق معلّم الناس الخير فالمهنة شريفة و غالية

بتوفيق 08-03-2015 19:35

005 كسب الثقة

من العوامل التي تريح الأستاذ في عمله و تجعل تعليمه فعالا مجديا هو كسبه لثقة تلامذته فيه من جهة و تمكنه من الحصول على الأمان في قسمه

فقاعدة أو خاصية أو منهجية أو نصيحة قد يسمعها التلاميذ من أحد فيقبلون عليها و ينتهجونها، و قد لا يعيرونها اهتماما من آخر و لو بنفس المضمون و لو بنفس طريقة العرض

فجانب الثقة في شخصية الأستاذ و شخصه عامل محوري في نجاح ممارسة التدريس

التفكير في أهمية كسب الثقة يتيح المجال للبحث عن طرق و وسائل الحصول عليها و قد فصلنا في بعضها من قبل كالعدل و القدوة بالفعل و التحسيس بالكفاءة و المقدرة و الفعالية و التجربة و بعث جو من الأمن و الأمان في القسم

أما حصول الأستاذ على الأمان في قسمه فمؤشره هو قدرته على إدارة ظهره للكتابة في السبورة دون تخوف من حصول أي عبث في القسم أو عند خروجه من القاعة أو عند محادثة أي تلميذ فلا يستقبل تشنجا كبيرا أو مواجهة غير محمودة و هذا نجاح كبير في عملية ممارسة التعليم يريحه طيلة السنة الدراسية بل يكفل له سمعة للأجيال اللاحقة

و هذا الأمان يجب أن يكون بعيدا عن بعث جو الرعب و الخوف لديهم فهذا أمان المتعجرفين المتكبرين الطاغين بل هو توازن صعب بين التقدير و الاحترام و الإحساس بمقدرة الأستاذ على ضبط كل الأمور و معالجتها و الحزم و القدرة على اتخاذ القرارات السليمة العادلة

بتوفيق 08-03-2015 19:36

006 صوت المدرّس

أداة تواصلية محورية و وسيلة لا غنى عنها في مجال التدريس و أكثر ما يستهلكه الأستاذ من جسمه و جسده

و يتعرّض هذا الصوت لعوامل التلوث الناتج عن غبار الجو و غبار الطبشور و عوامل تغير درجات الحرارة بين داخل الحجرة الدراسية و خارجها

كما يتعرّض لاستعمال كثيف و " إج ه ا د " كبير بعد كل حصة دراسية فعدد الكلمات بالآلاف في اليوم

و طريقة الإلقاء الانفعالية و لو بصوت منخفض لها تأثير سلبي كبير عليه و لو على المدى الطويل

خاصة عند إسداء نصيحة أو إعادة شرح أو تبيين هفوات و أخطاء فادحة

فهذا الكنز الذي جعله الله مفتاح عمل الأستاذ عليه أن ينتبه له و يحافظ عليه و يعمل على صيانته فالمسيرة طويلة و طويلة و شاقة و وعرة


الابتعاد عن الماء البارد و الحار و الحموضة و الانتباه عند نهاية الحصة فلا يعرّضه لتغير فجائي كبير في الحرارة

كما أن الرفع من الصوت لا يفيد في التعليم إلا في حالات و وضعيات محدودة و لفترات قليلة


فتغيير نبرات الصوت و سرعة الإلقاء و استعمال تعابير الوجه وسائل مساعدة في ذلك كما أن جملا طويلة ملقاة لوهلة واحدة تفقد التلميذ التركيز و الاستيعاب

فكلمات موزونة قليلة بإلقاء مساعد على التتبع ( أي بتدرج كمن يكتب على ورقة ) لها دور إيجابي في التركيز و الفهم

و الانفعال العصبي أكثر ما يضر هذا الصوت فكلما تمكن المدرّس من التحكم فيه حافظ على صحته أكثر

أما عدد ساعات التدريس اليومية الرسمية و غير الرسمية الصحية معروفة و لا يجب تعدّيها و إلا فالضرر آت لا محالة

بتوفيق 08-03-2015 19:37

007 بعث الأمل

مفيد كثيرا خاصة في مادة الرياضيات

نصادف تلاميذ ولجوا مستوى معيّن أو شعبة معيّنة ( خاصة شعبة العلوم الرياضية ) ثم يجدون أنفسهم عاجزين عن مسايرة الحصص الدراسية و المقرّر أو مسايرة مستوى باقي التلاميذ أو اليأس من الحصول على المعدل الكافي للنجاح

فيمضون فترات من الشروذ و الذهول و فترات من التشنج و العصبية و فترات من محاولة إثارة البلبلة و فترات من السلبية في كل شيء من الدراسة و مجرياتها بل حتى من جوانب من الحياة في الحالات الصعبة و قد ينقلبون إلى منقطعين عن الدراسة أو مشاغبين ضمنها أو مستسلمين وجودهم كعدمه.

كل ذلك ينتج عنه فقدان الأمل

أمام هذه الوضعيات التي قد يصادفها المدرّس في كل سنة دراسية و يجدها واضحة ماثلة أمامه ( إن انتبه لأعراضها ) أن يجد حلا لها و إلا ستِؤثّر على عمله و فعاليته و على باقي التلاميذ الآخرين و على مستوى القسم عموما

و هنا يكون لبعث الأمل دور محوري في إنقاذ نسبة مهمة منهم

و يكون أولا بالبحث عن مكامن هذا اليأس و عدم القدرة على المسايرة إن استطاع له سبيلا و كان المحاوَر قابلا للحوار

و يكون كذلك في طريقة طرح الفروض المحروسة بحيث يتسع مجال التنقيط و طريقة طرح الاسئلة ليشمل هذه العينة فتحصل على بعض النقط و لا يكون الصفر و ما جاوره حليفها دائما

و يكون بالإشراك في الحصة الدراسية و إدخالها في مجال الدرس و إنجاز التمارين على السبورة

و يكون بالكلمة الطيبة المنفتحة و الابتعاد عن الكلام الجارح المحقّر للكرامة الإنسانية و المنفّر من الدرس و صاحبه و المادة المدرّسة

و يكون باحتساب نقط إضافية عند إنجازات جيدة في الحصة الدراسية و لو خارج نطاق الفروض المحروسة

و يكون بتنظيم فروض خاصة بمن لم يحصل على المعدل تكون أسئلتها مباشرة و غير مركبة و تعطي الفرصة لتدارك هذا النقص ( و قد جربت ذلك و كان مجديا و أعطى نتائج طيبة )

و يكون بطول البال و رحابة الصدر في شرح المبهم من الأمور و إعادة الشرح خاصة الأسئلة المتعلقة بتعثرات من السنوات الماضية و تشجيع التلاميذ على طرح الأسئلة عموما

كتابة ملاحظات مشجعة و محفزة و باعثة للأمل على أوراق الفروض المنزلية أو على الدفاتر أو بشكل شفهي و هي أمور قد يخالها البعض لا قيمة و لا تأثير لها لكنّ من جرّبها يعلم مقدار تأثيرها و قيمتها الكبيرة لهذا الصنف من التلاميذ

التيسير في الشرح و اختيار الأمثلة فجملة " هذا الدرس سهل يتطلب فقط أن ....." عند بداية التمهيد له هي باعثة للأمل و محفزة للتتبع رغم أنها جملة بسيطة و لا تكلّف المدرس شيئا



و لن يكون هذا الأمل خداعا أو تغطية عن المستوى الحقيقي للتلميذ بل هو وسيلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه و استخراج أحسن ما لديه و مسايرة المقرر الدراسي على الأقل في كلياته الأساسية، و كم كانت كلمات شفهية فيها تشجيع و بعث للثقة حافزا لتفجر طاقات كامنة لم يكن حتى صاحبها يتصور وجودها لديه


فبعث الأمل كفكرة بارزة أمام مُمارِس التدريس تجعله يبحث في أمور كثيرة أخرى مجدية من غير ما ذكرناه حسب ما يُقابله من أحوال و وضعيات التلاميذ و الله الموفّق

abdoutazi 08-03-2015 20:03

أهنئك أخي على هذا المستوى المتميز الذي لايستشعره إلا من تقاسمه معك
فعلا كل ماقلته صحيح, باستثناء [
كما يتعرّض لاستعمال كثيف و " إج ه ا د " كبير بعد كل حصة دراسية فعدد الكلمات بالآلاف في اليوم
]
هنا أنصحك بالمقولة التربوية : [Le role de l'enseignant est comme celui du gouverneur : c'est de se rendre inutile]
خصوصا مع المستويات الكبرى
اترك لهم هامشا كبيرا للمبادرة بحيث يقتصر دورك على التحفيز والتوجيه والإغناء
تحياتي

الشريف السلاوي 09-03-2015 07:19

شكرا جزيلا و بارك الله فيكم

بتوفيق 09-03-2015 16:12

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abdoutazi (المشاركة 996725)
أهنئك أخي على هذا المستوى المتميز الذي لايستشعره إلا من تقاسمه معك
فعلا كل ماقلته صحيح, باستثناء [
كما يتعرّض لاستعمال كثيف و " إج ه ا د " كبير بعد كل حصة دراسية فعدد الكلمات بالآلاف في اليوم
]
هنا أنصحك بالمقولة التربوية : [le role de l'enseignant est comme celui du gouverneur : C'est de se rendre inutile]
خصوصا مع المستويات الكبرى
اترك لهم هامشا كبيرا للمبادرة بحيث يقتصر دورك على التحفيز والتوجيه والإغناء
تحياتي

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشريف السلاوي (المشاركة 996847)
شكرا جزيلا و بارك الله فيكم



شكرا جزيلا لكم على كلماتكم الطيبة المشجعة المحفّزة

بتوفيق 09-03-2015 16:12

008 ضبط القسم




يتأتى بشخصية المدرّس و أدوات مساعدة على ذلك:


*العدل و قد فصلنا فيه من قبل


*عدم الإكثار من الضحك و اللغو أو العبوس و تقطيب الجبين و محاولة تجنب الأحاديث الجانبية و الكلمات الغير مألوفة و المفردات الغريبة أو الساقطة


*التعرف على أسماء التلاميذ الشخصية و مناداتهم بها دون الرجوع للوائح و هي تقنية مفيدة و تتأتى في الأسابيع الأولى من السنة الدراسية كما أن التعرف على الغائبين دون اللجوء إلى المناداة على الجميع تعطي انطباع جيد للتلاميذ


*الحفاظ على الهدوء و إظهار القدرة على التحكم في الأعصاب و في كل الحوادث الغير متوقعة رغم إمكانية عدم الإحاطة بجميع جوانبها

*التحكم في المادة المدرسة و الكفاءة في تدريسها و يمكن تغطية أي نقص في جوانب ذلك بالإعداد القبلي الجيد أو استشارة بعض الأساتذة الآخرين و الاستعانة بتجربتهم كما أن إعادة الشرح بطرق مختلفة و عدم التغاضي عن اعتراضات التلاميذ و فهم معيقات فهمهم يؤدي إلى تحسين الجودة و الكفاءة و الفعالية



* الاستفادة من التجربة الشخصية الإيجابية و السلبية و تمثل وقائع سابقة لمحاكاة الطريقة الناجعة لمعالجتها


* مجاراة التطور و التحول اللغوي لدى التلاميذ ( فلغة التلاميذ عالم في حد ذاته و سنفصل فيه إن شاء الله فيما بعد ) و طريقة التواصل البيني التي تتغير من جيل لآخر و كذا الإحاطة و لو بشكل عام بالتطورات التقنية المستجدة




* إنجاح الحصة الدراسية و لو حصلت فيها مشاكل أو معيقات


* إنجاح عملية حراسة الفرض المحروس و سنفصل في ذلك إن شاء الله فهو مفصل في مصداقية التدريس


* اعتماد طريقة ذاتية تناسب الممارس للتدريس فليست هناك وصفة للجميع و إنما لكل ذاتيته و بصمته الخاصة و ما يناسبه للحصول على التوازن الإيجابي المنشود في القسم حسب طبيعته و شخصيته و تكوينه و مادة تدريسه و طريقة تواصله و طبعه الشخصي

abdoutazi 09-03-2015 19:38

من هنا يبدأ الإصلاح الحقيقي
شكرا لك على هذه المعلومات القيمة
أنصح كل مبتدئ في هذا الميدان بالإستفادة من هذه الخبرة
جازاك الله خيرا

بتوفيق 09-03-2015 20:02

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abdoutazi (المشاركة 996939)
من هنا يبدأ الإصلاح الحقيقي
شكرا لك على هذه المعلومات القيمة
أنصح كل مبتدئ في هذا الميدان بالإستفادة من هذه الخبرة
جازاك الله خيرا


بارك الله فيكم على المتابعة و المواكبة و التشجيع

بتوفيق 09-03-2015 20:03

009 معالجة الأخطاء و الأغلاط

تكتنف عملية ممارسة التدريس أخطاء متنوعة و مختلفة لأنها ممارسة إنسانية غير معصومة

هناك أخطاء تفاجئ الأستاذ أثناء الحصة تكون مثلا لغوية أو حسابية أو منهجية أو حتى في صميم الدرس و تراتبيته و هيكلته و قد يكتشفها قبل التلاميذ أو يخبروه هم بها كما أن هناك أخطاء يكتشفها أو يكتشف أثرها بعد الحصة

كل هذا يجب أن يتوقع حدوثه الممارس المحترف للتدريس و أن يعتبره حادثا عليه معالجته بشكل سليم و أن يستفيد منه فيما بعد و عليه الاعتراف به و معالجته بشكل واضح دون حرج و لا ضيق و لا شعور بأي مركّب نقص و لا يعتبره انتقاصا من مكانته بل يقوم بتصحيحه و لو في حصة موالية ففي ذلك تكون مصداقيته على المحكّ فالهروب منه أو التهرب منه أو مداراته أو التوتر نحوه أمور يفهمها التلاميذ جيدا و لا تخفى عليهم و عنها يبحثون بينما التعاطي بمصداقية و وضوح و صراحة يعطي لكلمة الأستاذ مصداقية كبيرة


و هنا يحضرني ما قامت به إحدى شركات السيارات العالمية بالاعتراف بأعطاب موجودة في أحد أجزاء نوع من السيارات و قامت بسحبها من الأسواق رغم أن ذلك سيجر عليها خسائر ظرفية لكن مصداقية الشركة و ثقة الزبناء بها ازدادت بل حتى المبيعات على المدى المتوسط زادت

كما أن الصدق أمانة على عاتق الممارس عليه أن يستحضرها و يعتبر إخفاء الخطأ و التعمية عليه انتقاصا من هذه الأمانة و عدم القيام بها كما يجب

أما أخطاء التعامل بين الطرفين فسنفصل فيها فيما بعد إن شاء الله

كذلك أخطاء التعلم ففيها يطول الكلام و سنخصص لها مقالا و مقاما خاصا إن شاء الله

بتوفيق 09-03-2015 20:06

010 صحة الأستاذ

تحدثنا في مقال سابق عن صوت الأستاذ كأداة تستهلك من صحته لكن على مدى المسار المهني هناك أجهزة كثيرة أخرى من جسم الممارس للتدريس تستهلك و تستنفذ بالتدريج و ربما دون إدراك مناسب منه

فحواس كالبصر و السمع و الشم تأخذ طريقها للضعف التدريجي و الاستعمال المفرط

كما أن أمراضا أخرى معروفة لدى أسرة التعليم مرتبطة بالوقوف الطويل أو الجلوس الطويل

أما الجهاز العصبي فهو تحت ضغط التوتر و القلق و الحزن و الحسرة و الحيرة و الفرح و الاندفاع و التخوف و الإرهاق و غيرها من العوامل اليومية التي يقع تحت طائلتها الممارس الحيّ للتدريس

إن ممارسة التدريس تأخذ عقودا من عمر صاحبها و قد يدخلها في زهرة شبابه و صحته لا يأبه لشيء و قد لا ينتبه لما أوضحناه أعلاه

و هناك وصية مألوفة تقول: " وفّر شيئا من الجهد و الصحة لتلاميذ الأربعين و تلاميذ الخمسين و تلاميذ الستين و الباقي للتقاعد " فالمسيرة طويلة
و استحضار ما ذكرناه سابقا مهم للتعامل مع الصحة و الجسد بقصد و اتزان و حكمة دون الاندفاع الحماسي المتهور و دون التقاعس عن أداة أمانة المهنة و تكاليفها

و الله الموفّق

abdoutazi 09-03-2015 20:08

حبذا لم تم إدماج موضوع الأستاذة زهيري " صعوبات التعلم "
في هذا الباب
والله الموفق

بتوفيق 10-03-2015 19:13

011 بين الاهتمام و اللامبالاة

يعلق بذهن الممارس للتدريس عموما صنفان من التلاميذ المشاغب و المتفوّق و لا يبقى للخجول أو الكسول أو ما شابههما أثر بعد مضيّ السنوات إلا فيما ندر أو لوجود علّة أخرى تبقيه في الذاكرة حاضرا

و هنا أثناء الممارسة للتدريس يعطي اهتماما لهذين الصنفين بل قد يأخذان منه وقتا كبيرا دون الانتباه للإهمال الذي يطال الأصناف الأخرى من التلاميذ و هذا غالبا يقع دون قصد

و قد يولّد هذا التصرف عقدا كثيرة لبعض هؤلاء التلاميذ كما أن كثرة الاهتمام تولّد إحساسا غير متوازن عند الآخرين

و قد يشعر بعضهم بالاحتقار و الدونية و التهميش و الآخرون بالتعالي و التكبر و هما خصلتان ذميمتان في مسيرة التعلم

لقد علّمتنا السيرة النبوية أن طريقة تعامل النبي صلى الله عليه و سلم مع أصحابه كانت تجعل كل واحد منهم يظن أنه أعز عند النبي صلى الله عليه و سلم من الآخرين و هذه حكمة نبوية غالية علينا التأسّي بها و محاولة مقاربتها

فالتوازن في التعامل و التعاطي مع التلاميذ في الشرح و الاهتمام و إسداء النصيحة و الإشراك في الحصة و مراجعة المُنجَز من التمارين يعطي للجميع انطباعا بالإنتماء للقسم و للمادة و لو كان المستوى ضعيف أو هيأة التلميذ لا تشجع على ذلك و هذه طريقة المحترف للمهنة القادر على التجرد و التحرر من الدوافع الداخلية التي تنحاز لطرف دون الآخر دون قصد سيّئ أو دون شعور بها



قد تمر سنوات من التدريس و لا يتمّ الانتباه لهذه النقطة رغم الجهد المبذول و العطاء الغزير في العمل لكنّ هناك من لا يستطيع البوح أو الحديث عما يشعر به و ربما عوامل السن و المراهقة و التغير المتسارع يجعل تأويل تلك الامور يأخذ أبعادا متشعبة معقدة صعبة الحل

abdoutazi 10-03-2015 23:13


بتوفيق 11-03-2015 18:02

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abdoutazi (المشاركة 997164)


شكرا جزيلا لكم على البطاقة الجميلة و على متابعة الموضوع و مواكبته

بارك الله فيكم


بتوفيق 11-03-2015 18:03

012 أذى المسار

قد يتعرّض الممارس للتدريس على مدى مساره المهني لأذى متنوع و من أطراف متعدّدة

فهناك الأذى المرتبط بالجحود و نكران المعروف الذي قد يصادفه من بعض أنواع التلاميذ بعد مرور سنوات أو حتى في السنة الدراسية و كذا من بعض أولياء الأمور

و هناك الأذى الذي يطال أسرة التعليم كلها عبر الحملات الإعلامية التي تشنّ كلّ حين و حين و التي تصبّ في النيل من شرف المهنة و المنتسبين لها

و هناك الأذى المترتّب عن بعض قرارات و تدابير المتحكّمين في التعليم و التي تسيئ إلى المنظومة التربوية

و هناك الأذى القريب من زملاء المادة أو المؤسسة أو إدارييها و هو أشد لأنه من الأقربين

و هناك أذى الظلم المترتب عن هضم الحقوق أو التماطل فيها من ترقية أو انتقال أو تقاعد أو توزيع حصص أو غيرها

كما لا ننسى أذى المكانة الإجتماعية التي تتآكل كل حين بسبب كلّ فشل يزداد في حصيلة التعليم



كل هذه الأمور ممكنة و قد تجتمع كلها عند الكثيرين و هي تتطلب صبرا و تصبرا كبيرين و طاقة تحمل كبرى خاصة عند الممارس الحيّ للمهنة حتى لا يتأثر عطاؤه و لا فعاليته بها فالإنسان ضعيف و قدرة التجرد محدودة، لكنّ توقّعها يعطي وقاية أفضل و استعدادا أكبر للتحمل كما أنّ إخلاص العمل لله تعالى يعطي راحة إيمانية شاملة تداوي كل الجراح الناتجة عن أنواع الأذى التي ذكرناها أو التي أغفلناها


فهناك من يعتبر أن الممارس المحترف هو الذي يستوي عنده الذمّ و المدح و لا يؤثران فيه إلا بقدر استجلاء الأخطاء و الاستفادة من المزايا


إن ممارسة التدريس على بصيرة من هذه التفاصيل يسهّل العملية و إلا فإن المزاج سيتعكر مرّات و مرّات و تساؤلات محورية ستطرح عند كل أذى: لماذا أنا هنا ؟ لماذا أمارس هذه المهنة ؟ كيف أبذل كل هذا المجهود و ألاقي هذا الأذى أو هذا الجحود أو ...؟

فالتحصين ضد هذه الخواطر مفيد للصحة الجسمية و للتوازن النفسي و الوجداني و لبناء علاقة سليمة مع المحيط القريب و البعيد

abdoutazi 11-03-2015 21:02

تحليل واقعي متميز
شكرا على الإفادة

بتوفيق 12-03-2015 19:47

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abdoutazi (المشاركة 997307)
تحليل واقعي متميز
شكرا على الإفادة



شكرا جزيلا لكم

بارك الله فيكم و حفظكم

بتوفيق 12-03-2015 19:48

013 لغة التلاميذ


يتواصل التلاميذ فيما بينهم بلغة خاصة حسب مستواهم الدراسي و محيطهم الاجتماعي و الثقافي

و هذه اللغة تتغير مفرداتها و يتغير منطقها و تركيبها كل حين و حين و قد تتغير كل سنة بفعل التطورات المتسارعة و التغييرات الكبيرة التي طرأت و تطرأ على تركيبة المجتمع و طرق التواصل المعلوماتية و التي أصبحت مؤثرة بشكل كبير على عقول الناشئة و تركيبتهم و متحكمة بشكل كبير في تواصلهم و أشكال تواصلهم

و الممارس للتدريس تزداد عبر السنوات الفوارق العمرية بينه و بين تلامذته و يبتعد عن لغتهم و منطقهم دون أن ينتبه لذلك ( في الغالب ) و يفترض أن لغتهم هي نفسها التي كان عليها عندما كان في سن التمدرس أو هي نفسها التي صادفها في السنوات الأولى لممارسته للتدريس


و كلما ابتعد عن هذه اللغة و عن متغيراتها و لم يقترب من مفرداتها و تركيبتها و لم يجدّد تعرّفه على مستجداتها سيصعب عليه التواصل الفعال المجدي و إيصال أفكاره بالشكل الصحيح و سيبني حائطا صادا مانعا بينه و بينهم يحكي وراءه دون جدوى

فالتعرف عليها و مسايرتها و مواكبتها تفيد في تجديد طرق التدريس و طرق إيصال الفكرة و طرق الشرح و الأهم من ذلك الإقناع الذي هو ركيزة أساسية معينة في الممارسة الناجحة السعيدة للتدريس فكلما اقتنع التلميذ بأستاذه كلما كان إنصاته له أكثر


و هذه اللغة التي نتحدث عنها تشمل مصطلحات و كلمات التحاور و التواصل بينهم و التي تتغير و تتبدل سواء كانت مصطلحات لغوية سليمة أو رموز تفيد معاني معينة أو كلمات سوقية تتداول في الأحياء و بين المراهقين و تشمل كذلك منطق التواصل و كيف يفهم بعضهم الآخر و كيف يفهمون من الآخرين فحاليا مثلا القدرة على التركيز تغيرت و لا يمكنهم تتبع جمل طويلة في الشرح و الكلام الكثير بل ما يقدرون عليه هو جمل مختصرة مركزة مباشرة دون دعوة للاستنباط أو التركيب فكل شرح مطول مستمر يفقدهم القدرة على التتبع و هذا لم يكن ساريا منذ 10 سنوات أو أكثر

و تشمل كل مستجدات التواصل المعلوماتي و الذي أحدث لغة خاصة بتركيباتها و مفرداتها و مختصرات جملها و كذا تأثير الحركة عن الجامد و تأثير المُشاهَد عن المسموع فكثرة استعمالهم للشاشات الذكية في الهواتف و مشتقاتها جعلت تأثير الحركة و تأثير المُشاهد أكثر من تأثير ما يُسمع


إن تعرف الممارس للتدريس على هذه الأشياء و استحضار أهمية مواكبتها يقرّبه أكثر من مجتمع التلاميذ الذين يدرّس لهم و لا يبقيه في برج عالي يلقي منه المعلومات و المعارف دون إدراك بمدى تلقفهم و تفاعلهم معها

كما أن تعرفه عليها يتيح له إيجاد الوسائل الفعالة لإيصال رسالته في خضمّ هذه المتغيرات الكثيرة و زحمة ما يشغل التلاميذ عن دراستهم


قد تُتاح للأستاذ أن يسمع تحاور تلامذته فيما بينهم و طرق تواصلهم دون أن ينتبهوا لحضوره و هنا سيتعرف على عالم خاص قد يكون جديدا بشكل كامل عنه و قد يمحي الصورة النمطية التي كانت عنده عنهم كما أن إطلالة على ما يدور في النّت بينهم تؤكد ما أسلفنا ذكره من اهتمامات خاصة متجددة و كلمات غريبة و منطق خاص و علاقات مركّبة و تصور خاص عن العالم و المحيط العائلي و محيط مؤسسة التدريس و الأساتذة، فكيف ينظرون إلى مدرّسيهم مجال كبير آخر يدخل في تركيبة لغتهم الخاصة

بتوفيق 13-03-2015 15:56

014 التموضع في الحجرة الدراسية



يختلف التموضع الصحيح في القسم و طريقته حسب المستوى المُدرّس و حسب نوعية المادة و جنس الأستاذ و سنّه و حسب مسار الحصة الدراسية و مستجداتها اللحظية الآنية و كذا حسب احتياج ما يطرأ من جديد مفاجئ


إلا أنه على العموم فهو وسيلة هامة و فعّالة في ضبط القسم و في جلب انتباه التلاميذ و تركيزهم و في فعالية الشرح الحركي و خاصة عند استعمال السبورة و عند الكتابة عليها أو شرح ما فيها أو متابعة ما يكتبه أحد التلاميذ عليها


فإدارة الظهر كليا أو تغطية ما يُكتب على السبورة أو الوقوف ( كما الجلوس ) الطويل في مكان واحد و البقاء بعيدا عن التلاميذ طيلة الحصة أمور يُستحسن تجنبها عموما

كما أن الحركة المتزنة و الوقوف المتّزن أثناء الشرح قد يكونا حافزا للتتبع أكثر إن كانا مدروسين بعناية
أما الانتباه لمن يسمع كلام الشرح و من يكتب و من هو شارد فالتموضع الجيد يعين عليها
و المرور بين الصفوف عملية ضرورية لتتبع ما يجري و يروج في مجتمع تلاميذ القسم و ما يُكتب و ما يُأخذ من السبورة


و لا ننسى هنا ما للتموضع الصحيح من أهمية قصوى في حراسة الفروض و هو مجال سنفصل فيه فيما بعد إن شاء الله


كثير من هذه الأمور يتأتّى التعرف عليها بتجربة الممارسة أو عند معاينة أستاذ آخر في درس نموذجي مثلا و هنا يحضرني ما علّق به أحد الأساتذة على آخر بعد نهاية حصة الدرس قائلا لماذا كنت تضع يدك في جيبك طيلة الحصة كما علّق آخر على آخر لماذا كنت واقفا إلى جانب مكتب الأستاذ طيلة الحصة مسندا يدك عليها كأنك تحتمي بها ؟ و هذا حضرته في سنوات سالفة. فهي تصرفات قد تعكس خوفا أو وجلا أو أشياء أخرى.
كما يحضرني ما كان يفعله أحد أساتذة التكوين في مجال الديداكتيك حيث كنّا في المدرّج و كان يخاطبنا طيلة فترات الحصة و هو وراءنا و لم نفهم سبب ذلك هل هو للتخوف من معاينة الطلبة وجها لوجه أو هو للتحكم فيما يجري بينهم لكن على العموم لم يكن ذلك مستساغا رغم تقديرنا الكبير لذلك الاستاذ.
إن التحكم في التموضع الصحيح و التعرف عليه أمر مساعد على بناء شخصية سليمة للممارس للتدريس في نظر التلاميذ و أمر مساعد على إنجاح الحصة الدراسية و التقليل من أتعابها البدنية و هو من تقنيات التدريس التي يجب عدم إغفالها

abdoutazi 13-03-2015 17:31


بتوفيق 14-03-2015 18:05

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abdoutazi (المشاركة 997577)



شكرا جزيلا لكم على البطاقة الجميلة

وسام أعتز به

بارك الله فيكم


بتوفيق 14-03-2015 18:07

015 الفرض المحروس
من معالم مصداقية الممارس للتدريس و مؤشر على كفاءة التعلم و على حكمة الأستاذ و حنكته في اختيار المحتوى و توقيت الإنجاز و مدته و طريقة الحراسة و التصحيح.
إنه مفصل محوري في ممارسة التدريس و تتقاطع حوله و فيه محاور كثيرة أسلفنا التفصيل فيها و أشرنا إليه فيها، كما يشكل مجالا للتقويم و التكوين في آن واحد في منظومتنا التربوية.
لقد كثرت النظريات حوله و أُنجِزَت دراسات كثيرة لتحسين نوعيته و التقليل من الجوانب السلبية المصاحبة له سواء من حيث تكافؤ الفرص في الإنجاز و طريقة التصحيح و كذا تأثيره النفسي على التلاميذ و الإكراهات المترتبة عن ذلك.
على مدار المسار المهني للممارس تتغير المذكرات المنظمة و النظريات المطبّقة و المحاور المتحكّمة في التنظيم و التي قد تدخل في تفاصيل النسب المئوية لأصناف الأسئلة و نوعيتها و حتى توقيت الإنجاز و توقيت التصحيح و أجزاء الدروس و عدد الفروض و نسب الاحتساب، لكن كل هذا يمكن مجاراته حسب المستطاع و حسب ما يقبله المنطق السليم للممارس، و تبقى أمور هامة تحيط به لا بدّ منها:
* العدل في الحراسة و التصحيح و تجنب تفضيلٍ ظالمٍ أو محاباة معيبة ناتجة عن نفوذ أو قرابة أو تخوف أو غير ذلك، ففي ذلك يفقد الممارس كل مصداقية و تذهب جميع جهوده سُدى و يصير أسير فوضى و عدم تحكم و لا يبقى له تأثير إيجابي على تلامذته.
* طريقة اختيار الأسئلة و عددها يكون منسجما مع المدة الزمنية ( فمثلا في الرياضيات في الثانوي التأهيلي المعدل هو سؤال في 6 دقائق ففرض محروس لمدة ساعتين يتضمن ما لا يتعدى 20 سؤال و هذا فقط قصد الاستئناس )
* محتوى الأسئلة منسجم مع التعاقد الذي تمّ مع التلاميذ قبل الإنجاز حول الدروس أو المحاور التي أُعلِمُوا عن إنجاز الفرض حولها
* تنقيط الأسئلة و مدى الصعوبة يختلف حسب المستويات و الشعب و المواد لكن على العموم فالمفروض أن لا يقل عدد الحاصلين على المعدل عن 50% أو 60% ( و هذا فقط للاستئناس ) و أن لا يكون تجمع كبير للنقط في مجال ضيق كأن يحصل جل التلاميذ على نقط بين 18 و 20 أو جلهم بين 5 و 10 و أن يكون الفرض عاكسا لمدى التعلم و يمكّن من ترتيب التلاميذ حسب مستواهم المعرفي و الدراسي و هنا تبرز حنكة الممارس و حرفيته و صنعته في اختيار الأسئلة و تنقيطها و طريقة الإعداد القبلي و طريقة تدريب التلاميذ على التعامل مع الفروض.
* فتح المجال لأسئلةٍ تكون في متناول الجميع تُبعد المتعثرين عن الصفر و تعطيهم أملا في التحسن
* فتح المجال لأسئلةٍ للمتفوقين ليبرز تفوقهم و تُعطاهم فرصة لمزيد من الاجتهاد
* تصحيح متوازن معتدل، و هنا يستحسن عدم إغفال و لو جزء من الجواب أو جزء من طريقة صحيحة في حقه من النقط و خاصة في الفروض الأولى لبعث الأمل و إنعاش الحضوض و التشجيع على تصحيح المسار
* عدم إغلاق باب الحصول على 20/20 و خاصة في الرياضيات و تجنب وضع سؤال يحرم الجميع منها خاصة في المستويات التي تحتسب فيها النقطة في معدل البكالوريا و هذه عقلية كانت سائدة فيما مضى حيث كان لكل أستاذ حاجزه في النقط لا يتعداه أحد على اختلاف الأقسام و السنوات و مستوى التلاميذ و هذا أمر لا أحبذه شخصيا خاصة مع تغير طرق التقويم و مكونات امتحانات الباك التي أصبح معها التلاميذ قادرين على الحصول على 20/20 في الامتحان الوطني.
* طريقة الحراسة و النجاح فيها بأقل الأضرار و فعالية أفضل و سنفصل في بعض تقنياتها إن شاء الله في مقال مستقلّ
* إنجاز فرض منزلي قبل المحروس ( خاصة في الرياضيات) يكون مؤشرا على المحروس و إعدادا صحيحا له و سنفصل الحديث عن الفرض المنزلي و طريقة إنجاحه لأهميته و جدواه في مقال مستقلّ
* إعطاء نصائح قبلية حول طريقة الإعداد النفسية و الجسدية و طريقة التعامل مع الأسئلة و التعامل مع الوقت و مع الأسئلة المستعصية و التعثرات الطارئة أثناء الإنجاز.
* في حصة إعادة الأوراق المصحّحة يتمّ تصحيح بعض الأسئلة و تقديم خلاصة حول مستوى القسم و مستوى التقدم أو التأخر و إبراز الأخطاء التي من المفيد تصحيحها و بعد اللّوم ( إن كان ضروريا) أو التشجيع و التهنئة ( إن كانت ضرورية) يُستحسن دائما بعث الأمل للمتعثرين و تحفيز المتقدمين للمزيد من العطاء، و يمكن في حصة موالية أو عند نهاية الحصة التحدث بشكل منفرد أو خاص مع الحالات الخاصة
كالمجتهد الذي حصل على نقطة متدنية أو الذي وقع له تعثر كبير أثناء حصة إجراء الفرض أو تزكية و تهنئة المتقدمين في عملهم و هذا له تأثير إيجابي كبير مجرّب
* يمكن إجراء فرض استدراكي للذين لم يحصلوا مثلا على المعدل و تُحتسب أحسن نقطة بين الفرضين ما لم تتعدى المعدل فإن حصلوا على المعدّل تحتسب 10/20 و هذه التقنية مجرّبة و بعثت أملا كبيرا خاصة للذين تعودوا على نقط مجاورة ل 02/20 و جعلت كثيرا منهم يقبلون على المادة و يبذلون جهودا أكبر فيها و منهم من حصل على 16/20 في الاستدراكي و اعتبرها نقطة انطلاق جديدة في دراسته إنه بعث أمل حقيقي و عملي و فعال و عادل على أن تكون الأسئلة مدروسة بعناية بحيث تبرز التطبيق المباشر للمطلوب و تساعد طريقة ترتيبها و تحريرها على الحصول على نقط أفضل لأن الهدف هنا مختلف عن الفرض العادي و تسقيفه معروف و الفئة المستهدفة معروفة. و هذه التقنية يمكن تعميمها على القسم إن كان مستواه ضعيفا و هي مشروطة بظروف الممارس و حسب المستطاع من قابلية و وقت و مقرّر دراسي و علاقة مع التلاميذ.
* اعتبار الفرض المحروس تدريب حقيقي على الامتحان الإشهادي
* ضرورة تحفيز التلاميذ على استحضار مجريات حصة الإنجاز للفرض بكل ما واكبها من تعثر و من تخبط و من خطأ و من نجاح فهو تجربة دراسية هامة يجب الاستفادة منها فيما يلي من تجارب.
إن كل ما ذكرته سابقا هو من تجربة شخصية و من معاينة حيّة و هو عصارة سنوات من الممارسة و من استحضار أهمية الفرض المحروس و محاولة التحسين المستمر من فعاليته و مصداقيته و من جدواه و الله الموفّق لما فيه الخير

abdoutazi 14-03-2015 19:06


بتوفيق 15-03-2015 15:28

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abdoutazi (المشاركة 997735)


بارك الله فيكم و أعلى مناركم

تشجيع و تحفيز و مواكبة مشكورة

جزاكم الله خيرا

بتوفيق 15-03-2015 15:28

016لباس المُمَارس
ينتبه له و في أدق تفاصيله و متغيراته المتمدرسون، كما هو الحال بالنسبة للطاقم الإداري و التربوي عند الالتحاق الأول بالمؤسسة. له اعتباره في تحديد معالم الشخصية و له تأثيره في جلب الاهتمام و تحديد نوعية العلاقة المرجوة مع المحيط. و هو عموما يدخل في الحرية الشخصية و في الذوق الفردي و تختلف تَبِعَاتُه حسب السن و الجنس و البيئة المحيطة و كذا سن و صنف التلاميذ. لكنّ هناك معالم عامة تحدّده و تحيط به:
* باعتبار مفهوم القدوة بالفعل، فاللباس عنوان لها و مظهر فعّال لها بكلّ تفاصيله و بالتالي فهو سيعكس نوعية اللباس و شكله، و المعنى واضح لا داعي للتفصيل فيه.
* هناك شكل عام و عرف سائد و تقليد مرعيّ في كل بيئة اجتماعية و هنا لا بدّ التكيف معه في العموم و عدم الخروج عن الذوق العام السائد و ما يرونه عاديا، و أقصد هنا تجنّب الأمور الشاردة و التي تنفر منها البيئة التي يعمل فيها المُمارس مع المحافظة على الحرية الشخصية.
* النظافة أمر ضروري و عوامل العمل تجعل اللباس يتعرض لأنواع كثيرة من الأوساخ ( الغبار و الطبشور و حالة الحجرات و غير ذلك ) و الوزرة تساعد في التخفيف من تبعات ذلك كما أنها تعطي طابعا عاما للممارس متّسما بالهيبة و الجدية في العمل و خروجا من الحالة العادية خارج الحجرة الدراسية إلى حالة العمل و الانهماك فيه كما تُعفي من تبعات تتبع تفرّعات الجسد و مشاكل الانحناء في الحركات الكثيرة و المتنوعة التي يقوم بها الممارس أثناء مزاولته لعمله، كما أن لها دورا في إعطاء صورة مشرقة للمهنة قد تغيب عن أذهان البعض ممن لم يجرّبوها.
* اللباس أو الهندام يدخل في إطار المظهر الخارجي و هو أحد مكوّنات السلوك العام مع المحيط القريب و البعيد لكنّ مشاكل الحياة و تكاليفها و زحمة الأشغال و إكراهاتها و التفكير في الآخرين و شواغلهم قد تؤدّي بالممارس للتدريس إلى إهمال حالته و مظهره، و هذا أمر طبيعي و عادي يستوجب فقط الانتباه له بين الحين و الآخر حتى لا يقع تفريط كبير يؤثر على صورة الممارس و على صورة الأستاذ عموما و هنا نشير إلى أن هذا الإهمال وصل بالبعض إلى درجة مقزّزة منفّرة كيف سيستقيم معها الإقبال على التعلم فلا تفريط و لا إفراط.
* يخرج الطقس عن الاعتدال في مناطق كثيرة و فترات مختلفة من السنة و اللباس هو الدّرع الواقي و المحافظ على صحة الممارس لذلك يجب الاحتياط في ذلك و اعتبار الجانب الصحي جانبا غالبا على كل الجوانب الأخرى و مراعاة هذا العامل بشكل أساسي.
* هناك لباس التلاميذ و الذي قد يتأثر بلباس الأستاذ و سنفصل في ذلك إن شاء الله في مقال مستقلّ.

abdoutazi 15-03-2015 17:53


بتوفيق 16-03-2015 12:10

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abdoutazi (المشاركة 997922)


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

شكرا جزيلا لكم على التحية الطيبة المباركة

بتوفيق 16-03-2015 12:12

017 الساعات الإضافية
موضوع شائك مركب و ظاهرة استشرت و انتشرت في مختلف المواد و الشعب و المستويات و على اختلاف أنواع المؤسسات العامة و الخاصة و يتقاطع تأثيرها في مسار الممارس للتعليم بالضرورة.
قد ينخرط فيها المُمارس في فترات من مسيرته المهنية إما لضرورة مادية أو ضغط من تلاميذ أو آباءهم أو مسايرةً لما هو سائد و حبّ للتباري فيه أو حب للعمل و العطاء و تقديم الخدمة أو اقتناع داخلي بضرورتها و جدواها في تحسين جودة التدريس و توسيع هامش المدخول. كما يمكن أن يرفضها بشكل مبدأي قطعي و لا يستسيغها في أي مجال أو حال.


إلا أن البداية قد تكون سليمة و خفيفة ثم يوغل فيها الممارس بحيث يصبح له ما يشبه الإدمان سواء من حيث عدد الساعات اليومية الذي قد يتضخّم أو من حيث العائد المادي الذي يصبح كأنه دخل قار ضروري لا يمكن الاستغناء عنه. و بعد مُضيّ أشهر أو سنوات تتغيّر ملامح المُمارس و تتغيّر القناعات و يتغير أسلوب التعامل و تُصاب المصداقية بقصد أو دون قصد خاصة إذا كان المستهدفون منها هم تلامذته في القسم، و قد تتوالى عملية الانحدار و الاندحار إلى درجة المقايضة بالنقطة الممنوحة أو الإلزام الجبري المباشر أو بيع مكونات الفرض المحروس و غير ذلك مما يقزّز أسماع كل ذي ضمير حيّ من الممارسين للتدريس و يشوّه رصيد الأسرة، أسرة التعليم.


تظهر حملات لمحاربتها تارةً و تقنينها تارةً أخرى و محاولات أخرى لتفعيل الدعم المجاني في المؤسسات العمومية لكنها قليلة التأثير فيما أصبح عادة عند جلّ المُمدرسين و حاجةً نفسية ماسّة و لو لم تكن هناك حاجة ضرورية. و أصبحت تداعيات ما أصاب المجتمع من تفشّي لظواهر الرشوة و الزبونية و المقايضة بالمال أو السلطة أو المصلحة و التي تعم مجالات كثيرة و قطاعات واسعة في فلسفة التعامل البيني بين الناس، أقول أصبحت تداعيات ذلك حتى في التعامل مع التعليم و هنا نجد تلاميذ يطلبون من أستاذهم ساعات إضافية في الحصة الأولى من السنة وقبل أي تعثّر دراسي و نجد أستاذا يخصّص ساعات للدعم في المؤسسة لا يحضرها كل التلاميذ لكنهم يطلبون منه تعويضها بساعات إضافية مدفوعة الثمن و نجد أن هناك من يصف الأساتذة الذين يمتنعون عن الساعات الإضافية بأن مستواهم المعرفي التعليمي ضعيف أو أنهم متكبرون مستغنون و هذه الأمور كلها عايشناها و سمعنا بها من غيرنا.


إنها معضلة كبيرة مركّبة لا تُحلّ بمذكرات و قوانين لكن بدراسة و إصلاح عميق يعمّان منظومة المقررات و مناهج و ساعات التدريس و كذا قيم المجتمع و قيم المهنة.
هناك تعثّرات حقيقية تحصل للمتمدرسين في فصول معينة و مواد معينة و يحتاجون لدعم حقيقي لا يجدون سبيله إلا في ساعات إضافية و هناك تعثّرات حقيقية تحصل بسبب طرق و تعامل غير سليم لبعض الممارسين للتدريس تجعل المُمدرسين مضطرّين للبحث عن البديل خاصة في المواد المتبوعة بامتحان إشهادي و هناك تعثّرات في التعمق و التمكن الكامل من الدرس أو المادة لا تتيحه عدد الساعات الرسمية المقلصة في مقررات مضخّمة و يحتاجون إلى دعم ضروري


و هناك تعثّرات ناتجة عن بنية التلاميذ الحالية و أقصد بذلك بنية الشخصية التي نقص فيها جانب الاعتماد على النفس و البحث و التقصي عن الحل و بناء الفهم بالمجهود الشخصي و هذا كان في الأجيال السابقة و أصبح نادرا الآن لعوامل كثيرة لا مجال هنا للتفصيل فيها ( وليست بالضرورة لعيب فيها )، فالتلميذ الحالي يطلب التقنية الجاهزة للحل و الطريقة المباشرة للتعامل مع كل الحالات و يطلب المواكبة في كل المراحل و يقتصر عمله الفردي عموما على إعادة ما أُعطيَه حرفيا.


إن الممارس الحيّ للتدريس عليه أن يمتنع من إعطاء ساعات إضافية مدفوعة الثمن لتلامذته في الفصل تلافيا للشبهة الدينية و إقرارا لراحة الضمير في العدل بين التلاميذ و لو في النظرة أو الابتسامة فكيف بما قد يترتّب من طرق مشابهة للفرض المحروس أو اهتمام أكبر في الحصة أو تطوّر ذلك دون شعور ( أو به ) إلى ما أشرنا إليه أعلاه من أمور قبيحة يندى لها الجبين.


إن المُمارس الحيّ للتدريس يمكنه إعطاء ساعات إضافية لتلاميذ من غير تلامذته أو لا يدرسون عنده حاليا أو العمل في مؤسسة خاصة بترخيص معلوم و هذا أمر جيد لأنه يزيد في الكفاءة و المردودية لأنه يتدرّب أكثر و يقابل وضعيات جديدة متجدّدة و له فرصة حسنة لتطوير المستوى و تجديد طرق الشرح و الإفهام، كما أن مدخولا ماديا إضافيا يعطي راحة نفسية و اجتماعية، تساعد على العمل و العطاء الأفضل. كما أن هناك من له طاقة إضافية و جسدية في العطاء و كفاءة جيدة في التدريس لا ضير أن يستفيد منها آخرون في نطاق ما أشرنا إليه من قيود نعتبرها ضرورية وفق ما نؤمن به و نعتقده، نضيف إليها ضرورة الانتباه إلى الإج ه ا د الصحي الذي قد يؤثر على التعاطي مع التلاميذ الرسميين و عدم الإفراط في عددها و تقسيمها على الأسبوع.

abdoutazi 16-03-2015 19:47

ما أروع الاحساس بالسعادة الغامرة والشعور بالرضى الذي لاتعادله أموال الدنيا, في نهاية يوم تكون قد تطوعت فيه بساعة أضافية بالمجان خالصة لوجه الله

بتوفيق 17-03-2015 18:47

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abdoutazi (المشاركة 998119)
ما أروع الاحساس بالسعادة الغامرة والشعور بالرضى الذي لاتعادله أموال الدنيا, في نهاية يوم تكون قد تطوعت فيه بساعة أضافية بالمجان خالصة لوجه الله


صحيح سيدي الكريم

سأفرد مقالا خاصا حول الدعم إن شاء الله

شكرا جزيلا لكم على المتابعة و المواكبة لهذه المقالات

بتوفيق 17-03-2015 18:51

018 حراسة الفروض


أشرنا في مقال مستقل للفرض المحروس، و تبقى حراسته شكلا مختلفا من أشكال ممارسة مهنة التدريس.




ففيها يكون الممارس في وضعية خاصة و يكون التلاميذ في وضعية و حالة خاصة و هذا يتطلب حضورا يتّسم بالتركيز و اليقظة و طول البال و برودة الأعصاب و حركية مضبوطة و تقنيات محورية و أخرى متغيرة متجدّدة، و كلّ ذلك وفق مبادئ عامة نراها أساسية:


* العدل بين التلاميذ و عدم التغاضي عن بعض و التشديد على آخرين



* الابتعاد عن الاستفزاز بالقول أو الفعل أو الحركة، فظروف المُمتحَن و ما يصاحب الامتحان من ضغط نفسي و عصبي يقتضي التنبه لذلك لكيلا يحصل تشنج أو ما بعده مما لا تحمد عقباه

* توطين النفس على التحكم في الأعصاب و برودة الدم مظهراً و أعماقاً لإنجاح الحصة و محاصرةً للمشوّشين الذين يبحثون عن الفوضى التي تساعدهم في غشهم

.
* التقليل من الكلام و عدم مخاطبة التلاميذ إلا بالنزر القليل الضروري إشاعةً للهدوء و بعثاً للطمأنينة المرجوة

.
* التعامل مع كل طارئ أو حادث مفاجئ بحكمة و تبصّر و رويّة و رزانة حمايةً للممتحنين الآخرين.

* اعتماد ورقة ترتّب فيها وضعية جلوس التلاميذ في الصفوف حسب أرقامهم أو أسمائهم و هي معينة كثيرا في التصحيح بحيث تجلّي بعض مظاهر الغش كما هي معينة أثناء الحصة حيث يمكن تسجيل الملاحظات عليها على كل تصرف غير سليم دون حديث مع التلاميذ و هذا يعطي هيبة مفيدة.



* اعتماد جوّ مساعد على إجراء الامتحان بعيد عن الفوضى و الخوف و يعطي انطباعا بالجدية و الاعتدال و هذا تلعب فيه شخصية الممارس دورا كبيرا كما علاقته القبلية مع التلاميذ

* قد يلاحظ الممارس تغيرا مفاجئا في تصرفات بعض التلاميذ لم يشهدها في الحصص الدراسية العادية و هذا أمر طبيعي فعند الضغط أو الخوف أو التخوف تتولد أمور لم تكن حتى في حسبان صاحبها

.
* يخطّط بعض التلاميذ لوصفة قبلية للجلوس أثناء الفرض و هنا يستحسن تركهم يأخذون مقاعدهم ثم القيام بالتغييرات الضرورية

* كما قد يخططون لطلب مساعدة من خارج القسم باستعمال النوافذ أو الهواتف و يصنعون لذلك حدثا يشغل الأستاذ ليتمكنوا من إخراج نص الفرض ثم حدثا آخر لتلقّي الأجوبة و هي أمور متوقعة


* لا يجب على الممارس أن ينخدع بمظهر خارجي لمجتهد أو قليل الحركة أو مُظهِرٍ للجدية فقد يكون تمثيلا لمآرب غير سليمة و سنفرد إن شاء الله مقالا خاصا حول الغش

.
* قد يصاب بعض التلاميذ بحوادث نفسية أو تعثر كبير و هنا يجب تقديم المساعدة بالكلمة الطيبة و البحث عن متنفّس لإراحة الممتحن لاستكمال فرضه.

* يمكن الاتفاق القبلي على شكل العقوبة حين تسجيل غش واضح و هو تعاقد جيد في العلاقة بين الطرفين


* يلعب الفرض المحروس الأول و طريقة حراسته دورا كبيرا في تحديد معالم العلاقة بين المدرّس و التلاميذ و في التعرف عليهم و عليه، فالنجاح في الحراسة المتزنة العادلة الجدية و في خلق جو جيد لإجراء الفرض يكسب الممارس ثقة تلامذته و يعطيه مكسبا كبيرا في التحكم الضروري في الحصص الدراسية و يعطيه مصداقية في التعامل.



* المرور بين الصفوف بين الحين و الآخر لمراقبة أوراق الغش و الهواتف و غيرها.


* التموضع الجيد المريح المساعد على المراقبة الجيدة


* هناك تقنيات كثيرة للتقليل من الغش و التقليل من آثاره و هي تتجدّد مع الزمن: فمنها اعتماد عدة مواضيع متشابهة المضمون مختلفة المعطيات و تقتضي هذه التقنية جهدا كبيرا من الممارس و هي ناجعة لحد كبير في الفصول المكتظة أو الشعب التي تكون فيها المادة بمعامل صغير، و منها إجلاس التلاميذ بحيث كل واحد في طاولة منفردا أو تفويج القسم إلى فوجين كل واحد يجري الفرض في حصة و هي أيضا تقتضي يقظة و حرصا كبيرا في التنظيم و لها تبعات إدارية قد لا تكون إيجابية، و منها تقسيم التلاميذ في الحجرة إلى مناطق أو صفوف حيث يتمّ تجميع المجتهدين في جهة منعزلة عن الآخرين. و منها جعْل شكل الفرض كما هو في بعض المباريات حيث يجيب الممتحن في ورقة المعطيات و قد تكون الأسئلة متعدّدة الإجابات و هناك طرق كثيرة أخرى حسب طبيعة المادة أو الشعبة أو بيئة التلاميذ أو المستوى الدراسي
.

abdoutazi 17-03-2015 19:04


بتوفيق 18-03-2015 19:09

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abdoutazi (المشاركة 998251)


شكرا جزيلا لكم على الكلمة الطيبة و المتابعة المحفّزة

بتوفيق 18-03-2015 19:12

019 الامتحانات التجريبية

الامتحانات التجريبية هي إعداد احترافي للامتحان الرسمي و لها مزايا عديدة في نواحي مختلفة:


تهييئ نفسي و جسدي و زماني و مكاني و معرفي
و كل كلمة لها مدلولها و معناها المباشر
شخصيا مع تلاميذ البكالوريا عندما ننهي المقررالدراسي و بعد حصص للمراجعة أنظم امتحان تجريبي فقط للمادة التي أدرّسها و يكون غالبا في نهاية ماي و يشمل جميع التلاميذ الراغبين فيه على صعيد الثانوية، ثم تتلوه حصص أخرى، و قد درجت على هذه العادة سنوات و سنوات، وبعمل تطوعي بعيد عن تدخل إدارة المؤسسة.


لكن هناك نوع آخر من الامتحانات التجريبية، هو الذي يكون على صعيد المؤسسة أو النيابة ويشمل جميع المواد،هذا النوع من الامتحانات له فوائد أكثر لكنه يطرح إشكالات تنظيمية كثيرة:


*رغبة المتعلمين و جديتهم في إجرائه

* رغبة الإدارة في توفير الاقسام و الحجرات و السهر على تنظيمه و توفير الظروف المشابهة للوطني


* رغبة الاساتذة في عملية التصحيح و استثمار النتائج


* توقيت إجراء هذا التجريبي، قبل إنهاء المقرر أو بعده.

و قد كانت هناك محاولات من طرف الوزارة لتنميط إجراء التجريبي و جعله في وقت محدد وبشكل مفروض، فجعلوه في ماي ثم قرروا أن يكون في بداية أبريل ثم حاولوا أن تكون نقطه محتسبة حتى ينخرط فيه التلاميذ بشكل جدي، لكنها محاولات فاشلة و لم تعط النتائج المرجوة

.
-الامتحان التجريبي يجب أن يكون تجريبيا و لا يحتسب في المراقبة المستمرة
- الامتحان التجريبي يجب أن يكون متاحا لمن يريد أن يسجّل فيه من التلاميذ و ليس إلزاميا
- الامتحان التجريبي ينظم حسب حالة و ظروف كل مؤسسة أو مقاطعة أو نيابة
- توقيته حسب المواد و حسب ظروف الاشتغال و مستوى التلاميذ و مدى جاهزيتهم.
إن الانخراط الناجح يجب أن ينطلق من الرغبة الداخلية و من الفاعلية الحقيقية للتجريبي و إلا سيكون عنوانا دون مضمون
.

abdoutazi 18-03-2015 19:42

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بتوفيق (المشاركة 998452)
019 الامتحانات التجريبية

الامتحانات التجريبية هي إعداد احترافي للامتحان الرسمي و لها مزايا عديدة في نواحي مختلفة:

تهييئ نفسي و جسدي و زماني و مكاني و معرفي


صحيح 100 / 100
جازاك الله خيرا على هذه المقالات الشيقة



الساعة الآن 03:16

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها