منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - تشغيل ذوي الإعاقات يجر على "أمل المغرب" اتهامات بالانتهازية

http://t1.hespress.com/files/_____Be..._278930373.jpgهسبريس - حارث بنوالي
الاثنين 03 أكتوبر 2016 م / 01 محرم 1438 ه
أثار إعلان جمعية "أمل المغرب" عن تنظيم النسخة الثانية من الملتقى الوطني لتشغيل الأشخاص في وضعية إعاقة استياء واسعا لدى هذه الفئة؛ بالنظر إلى أن الجمعية ذاتها سبق لها أن نظمت في شتنبر من السنة الماضية النسخة الأولى لهذا الملتقى، حضرها أزيد من 2000 باحث عن الشغل، في ظروف غلبت عليها العشوائية في التنظيم، حسب شباب حضروا الملتقى.

وتميزت النسخة الأولى بحضور عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، الذي استمع في ظروف اتسمت بالفوضى لبعض المداخلات قدمها معطلون غاضبون من سياسة الحكومة تجاه ملف تشغيل ذوي الإعاقات.

وتباينت ردود الفعل حول إعلان المنظمين في صفحتهم بالفايسبوك والموقع الإلكتروني للجمعية عن تنظيم النسخة الثانية من الملتقى الوطني لتشغيل الأشخاص في وضعية إعاقة بين قلة تثمن المبادرة وبين أغلبية رأت في الملتقى الحدث الوحيد الذي تنظمه "éspoir maroc"، في السنة، "لتسترزق بمعاناة المعاقين وترحل إلى السنة المقبلة"، وفق تعبيرهم.

وذهبت آراء أغلب من تواصلت معهم هيسبريس إلى اعتبار هذه الجمعية "دخيلة على ميدان الإعاقة، ولا تضم داخل هياكلها شخصا واحدا في وضعية إعاقة"، كما قال عادل، وهو شاب باحث عن فرصة عمل.

وأوضح هذا الشاب، الذي حضر النسخة الأولى من هذا المهرجان خلال السنة المنصرمة، بأنه توجه إلى مدينة الدار البيضاء قصد البحث عن مؤسسة تؤمن بكفاءته ولا تنظر لإعاقته الجسدية؛ غير أنه صدم بأن الملتقى هو "فقط مسرحية كتبت فيها الجمعية السيناريو وتكفلت الشركات بدور الممثلين، وأما الحكومة فالتزمت حيادها السلبي، فلا أحد اتصل بي بعد وضع سيرتي الذاتية إلى اليوم"، يضيف عادل.

القصة نفسها عاشتها سناء المنحدرة من مدينة وجدة، حيث قالت في اتصال مع الجريدة إنها تجشمت عناء السفر وهي عاجزة عن التنقل بمفردها إلى مدينة الدار البيضاء؛ "لأني رأيت في ذاك الملتقى بارقة أمل قد تخرجني من أتون البطالة ونظرة المجتمع السلبية".

وأضافت المتحدثة أنها بعدما وصلت "وجدت الشركات وضعت خيامها تاركة لهم سيرتي الذاتية وشواهدي العلمية المحصل عليها في مجال تسيير المقاولات وما زلت أنتظر حتى الآن"، على حد تعبيرها.

وساق المعلقون على تنظيم هذا اللقاء اتهامات بالجملة لجمعية "أمل المغرب" كونها تستغل هذا الملف من أجل جني أرباح مالية من خلال كرائها لفضاءات لشركات خاصة بمبالغ مالية غير مصرح بقيمتها. كما أشار أغلب من استقت هسبريس آراءهم من الجمعويين استغرابهم من تنظيم الجمعية لهذا الحدث الضخم مرة في السنة واختفائها عن المجال المدني، "وهي التي تربطها شراكات بمؤسسة التعاون الوطني والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات"، على حد وصفهم.

ولتوضيح رؤية الجمعية، قال كريم الإدريسي القيطوني، رئيس جمعية éspoir maroc، إن كل ما يروج هو "من باب الحسد على مبادرة ابتكرتها الجمعية"، معتبرا أن من يكيلون الاتهامات يمينا ويسارا "يريدون فقط حصر المجتمع المدني في فلكهم، دون ترك الآخرين يشتغلون بحرية".

وأضاف المتحدث أن فكرة التحضير لملتقى وطني لتشجيع الأشخاص المعاقين على إيجاد فرصتهم في التشغيل استغرق أزيد من سنتين ونصف السنة، مؤكدا في السياق ذاته أن النسخة الثانية تحضرها أزيد من 30 شركة؛ "منها شركة واحدة للاتصالات، وأيضا مؤسسات بنكية ومراكز النداء".

وفي الوقت الذي رفض فيه المتحدث كشف معطيات عن كيفية التعامل مع الشركاء الخواص، ألمح الإدريسي القيطوني إلى أن جمعيته "ليست ربحية ولا تنوي جني أموال المحتضنين، كما يدعي بعض الحقدين".

وختم رئيس جمعية éspoir maroc تصريحه بأن 70 شخصا ممن جاؤوا في النسخة الماضية تمكنوا من الحصول على الشغل، بفضل هذه المبادرة، على حد تعبيره؛ غير أنه يبقى رقما هزيلا بالنظر إلى عدد المشاركين في النسخة الأولى الذين فاق عددهم 2000 باحث عن فرصة عمل، حسب معطيات المنظمين.