منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - النفزاوية: "زوجة الملوك" أو الأمازيغية التي جمعت بين الجمال والرياسة

http://pjd.ma/sites/default/files/st...?itok=7G69sMyH النفزاوية: "زوجة الملوك" أو الأمازيغية التي جمعت بين الجمال والرياسة
الخميس, 8. مارس 2018
كثيرات هن النساء المغربيات اللائي كتبن تاريخ المغرب، وصنعن مجده، وساهمن في ازدهاره، كل واحدة على حدة بصمت حضورها بميسمها الخاص، ونقشت اسمها بأحرف من ذهب في مختلف المحطات التاريخية التي مر منها المغرب، فكانت منهن العالمة والفقيهة والسياسية المحنكة والمجاهدة المرابطة والفنانة المبدعة والمربية المقتدرة.

دافعن إلى جانب شقائقهن عن أرضهن ضد المحتل الظالم، فاحترفن ال**** والمقاومة، من أجل أن يعشن بكرامة، ومن أجل مجتمع يسوده العدل والازدهار، هن إذن نساء خالدات سيظل التاريخ يتذكرهن، فهن من نسجن خيوطه وكتبن تفاصيله.

فكانت ضمنهن سيدة لُقبت بأحسن النساء خِلقة وخُلقا، حتى قال عنها عالم الاجتماع ابن خلدون، إنها " كانت إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والرياسة"، هي إذن زينب النفزاوية الأمازيغية،بنت إ**** الهواري من قبيلة نفزاوة، فكان والدها تاجرا من تجار القيروان، وبالنسبة لسنها لم يرد في أغلب المراجع التي تحدثت عنها بشكل محدد، ولكنها حسب المصادر ذاتها، عاشت خلال القرن الحادي عشر ميلادي، وتوفيت عام 464 هجرية، 1072 ميلادية.

زوجة الملوك

لُقبت زينب النفزاوية، بزوجة الملوك، فكانت في ما سبق زوجة لأحد حكام أغمات، لتصبح بعد ذلك، زوجة لأمير أغمات لقوط المغراوي، ويقال إنها تزوجت بالأمير أبي بكر بن عمر اللمتوني.
وورد في كتاب "الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى" لمؤلفه أبو العباس أحمد بن خالد الناصري، أن الأمير أبو بكر بن عمر اللمتوني، كان قد تزوج زينب النفزاوية، فأقام عندها بأغمات نحو ثلاثة أشهر، ثم ورد عليه رسول من بلاد القبلة فأخبره باختلال أمر الصحراء، ووقوع الخلاف بين أهلها.

وكان الأمير أبو بكر رجلا متورعا فعظم عليه أن يقتل المسلمون بعضهم بعضا، وهو قادر على كفهم، ولم ير أنه في سعة من ذلك وهو متولى أمرهم ومسؤول عنهم، فعزم على الخروج إلى بلاد الصحراء ليصلح أمرها، ويقيم رسم ال**** بها.

ولما عزم على السفر طلق امرأته زينب، وقال لها عند فراقها : "يازينب إني ذاهب إلى الصحراء وأنت امرأة جميلة بضة لا طاقة لك على حرارتها وإني مطلقك، فاذا انقضت عدتك فانكحي ابن عمي يوسف بن تاشفين فهو خليفتي على بلاد المغرب"، فطلقها، ثم سافر، وجعل طريقه على بلاد تادلا، حتى أتى سجلماسة فدخلها وأقام بها أياما حتى أصلح أحوالها ثم سافر إلى الصحراء.

عنوان السعد

لم ترض النفزاوية إلا بذوي الهمم والشجاعة من الملوك، فكان آخر من تزوجته مؤسس مدينة مراكش، يوسف بن تاشفين اللمتوني سنة 454هـ‍ ، يستشيرها في أمور الحكم، لرجاحة عقلها، فكانت كاتمة أسراره، حتى قال عنها صاحب كتاب "الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى" لمؤلفه أحمد بن خالد الناصرى، "كانت عنوان سعده، والقائمة بملكه، والمدبرة لأمره، والفاتحة عليه بحسن سياستها لأكثر بلاد المغرب".

وبعد وفاتها في سنة 464 هجرية، تزوج يوسف ابن تاشفين من سيدة أندلسية تدعى قمر، ولا تذكر كتب التاريخ عنها شيئا لأن سيرة زينب طغت على نساء يوسف؛ فهي التي أنجبت الأمير علي ولي العهد وأمير الأندلس والمغرب بعد والده. حزب العدالة والتنمية