نونية ابن زيدون
نونية ابن زيدون
السبت 28 شتنبر 2019 قصيدته الفراقيه، من اشهر روائع الشعر الاندلسي * أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْلاً مِنْ تَدانِيْنا ... وَنَابَ عَنْ طِيْبِ لُقْيَانَا تَجَافِيْنَا * ألا وقد حانَ صُبح البَيْنِ صَبَّحنا ... حِينٌ فقام بنا للحِين ناعِينا * مَن مُبلغ المُبْلِسينا بانتزاحِهم ... حُزنًا مع الدهر لا يَبلى ويُبلينا * أن الزمان الذي ما زال يُضحكنا ... أنسًا بقربهم قد عاد يُبكينا * غِيظَ العِدى من تساقينا الهوى ... فدعوا بأن نَغُصَّ فقال الدهر آمينا * فانحلَّ ما كان معقودًا بأنفسنا ... وانبتَّ ما كان موصولاً بأيدينا * لم نعتقد بعدكم إلا الوفاءَ لكم ... رأيًا ولم نتقلد غيرَه دينا * ما حقنا أن تُقروا عينَ ذي حسد ... بنا، ولا أن تسروا كاشحًا فينا * كنا نرى اليأس تُسلينا عوارضُه ... وقد يئسنا فما لليأس يُغرينا * بِنتم وبنا فما ابتلت جوانحُنا ... شوقًا إليكم ولا جفت مآقينا * نكاد حين تُناجيكم ضمائرُنا ... يَقضي علينا الأسى لولا تأسِّينا * حالت لفقدكم أيامنا فَغَدَتْ ... سُودًا وكانت بكم بيضًا ليالينا * إذ جانب العيش طَلْقٌ من تألُّفنا ... وموردُ اللهو صافٍ من تصافينا * وإذ هَصَرْنا غُصون الوصل دانية ... قطوفُها فجنينا منه ما شِينا * ليسقِ عهدكم عهد السرور ... فما كنتم لأرواحنا إلا رياحينا * لا تحسبوا نَأْيكم عنا يُغيِّرنا ... أن طالما غيَّر النأي المحبينا * والله ما طلبت أهواؤنا بدلاً ... منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا * يا ساريَ البرقِ غادِ القصرَ فاسق به .. من كان صِرفَ الهوى والود يَسقينا * واسأل هناك هل عنَّي تذكرنا ... إلفًا، تذكره أمسى يُعنِّينا * ويا نسيمَ الصِّبا بلغ تحيتنا من ... لو على البعد حيًّا كان يُحيينا * فهل أرى الدهر يَقصينا مُساعَفةً ... منه ولم يكن غِبًّا تقاضينا * ربيب ملك كأن الله أنشأه ... مسكًا وقدَّر إنشاء الورى طينا * أو صاغه ورِقًا محضًا وتَوَّجَه ... مِن ناصع التبر إبداعًا وتحسينا * إذا تَأَوَّد آدته رفاهيَة ... تُومُ العُقُود وأَدْمَته البُرى لِينا * كانت له الشمسُ ظِئْرًا في أَكِلَّتِه ... بل ما تَجَلَّى لها إلا أحايينا * كأنما أثبتت في صحن وجنته ... زُهْرُ الكواكب تعويذًا وتزيينا * ما ضَرَّ أن لم نكن أكفاءَه شرفًا ... وفي المودة كافٍ من تَكَافينا * يا روضةً طالما أجْنَتْ لَوَاحِظَنا ... وردًا أجلاه الصبا غَضًّا ونَسْرينا * ويا حياةً تَمَلَّيْنا بزهرتها ... مُنًى ضُرُوبًا ولذَّاتٍ أفانِينا * ويا نعيمًا خَطَرْنا من غَضَارته ... في وَشْي نُعمى سَحَبْنا ذَيْلَه حِينا * لسنا نُسَمِّيك إجلالاً وتَكْرِمَة ... وقدرك المعتلى عن ذاك يُغنينا * إذا انفردتِ وما شُورِكْتِ في صفةٍ ... فحسبنا الوصف إيضاحًا وتَبيينا * يا جنةَ الخلد أُبدلنا بسَلْسِلها ... والكوثر العذب زَقُّومًا وغِسلينا * كأننا لم نَبِت والوصل ثالثنا ... والسعد قد غَضَّ من أجفان واشينا * سِرَّانِ في خاطرِ الظَّلْماء يَكتُمُنا ... حتى يكاد لسان الصبح يُفشينا * لا غَرْو فِي أن ذكرنا الحزن حِينَ ... نَهَتْ عنه النُّهَى وتَركْنا الصبر ناسِينا * إذا قرأنا الأسى يومَ النَّوى سُوَرًا ... مكتوبة وأخذنا الصبر تَلْقِينا * أمَّا هواكِ فلم نعدل بمنهله ... شِرْبًا وإن كان يروينا فيُظمينا * لم نَجْفُ أفق جمال أنت كوكبه ... سالين عنه ولم نهجره قالينا * ولا اختيارًا تجنبناه عن كَثَبٍ ... لكن عدتنا على كره عوادينا * نأسى عليك إذا حُثَّت مُشَعْشَعةً ... فينا الشَّمُول وغنَّانا مُغَنِّينا * لا أَكْؤُسُ الراحِ تُبدى من شمائلنا ... سِيمَا ارتياحٍ ولا الأوتارُ تُلهينا * دُومِي على العهد، ما دُمْنا، مُحَافِظةً ... فالحُرُّ مَنْ دان إنصافًا كما دِينَا * فما اسْتَعَضْنا خليلاً مِنك يَحْبسنا ... ولا استفدنا حبيبًا عنك يُثْنينا * ولو صَبَا نَحْوَنا من عُلْوِ مَطْلَعِه ... بدرُ الدُّجَى لم يكن حاشاكِ يُصْبِينا * أَوْلِي وفاءً وإن لم تَبْذُلِي صِلَةً ... فالطيفُ يُقْنِعُنا والذِّكْرُ يَكْفِينا * وفي الجوابِ متاعٌ لو شفعتِ به ... بِيْضَ الأيادي التي ما زلْتِ تُولِينا * عليكِ مِني سلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ ... صَبَابةٌ منكِ نُخْفِيها فَتُخفينا °°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° °°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° ......................... °°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° .................................................. .................................................. ....... |
الساعة الآن 13:31 |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها