منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية - كيف تشارك في الغرفة الصوتية؟...

بسم الله الرحمن الرحيم

وبعد ...

من كتاب"كيف تكون فصيحا "

تأليف : ذ.سامح عبد الحميد

مشاركة وضعت لها كعنوان

... و هو مجال غرفتكم هذه...!

هذا الكتاب هو آخر الكتب التي قرأتها . و وجدت من المفيد أن اقتسم بعض ما جاء فيه مع الإخوة الدفاتريين و الدفاتريات, و خصوصا منهم رواد الغرفة الصوتية "منتدى-دفاتر" من خلال هذه المشاركة , فمن جهة لما لمست فيه من فوائد جمة, و من جهة أخرى بالنظر الى الحاجة الماسة للكثير مما جاء به هذا الكتاب القيم, و تحديدا في ما يتعلق بالحديث و الفن التعبيري عموما و دو ن ان اطيل, اترككم مع هذه النتف المختارة من الكتاب :

1-صفة كلا م سيد الخلق محمد (ص):

كان أفصح خلق الله , أعذبهم كلاما , أسرعهم أداء , أحلاهم منطقا ,كلام فصل بين, كان كثيرا ما يعيد الكلام ثلاث مرات ليعقل عنه , إذا سلم سلم ثلاثا, كان طويل السكوت , لا يتكلم في غير حاجة , يفتتح الكلام و يختمه بأشداقه(أي الكلام البين الواضح) , و يتكلم بجوامع الكلم ,فصل لا فضول و لا تقصير , وكان لا يتكلم في ما لا يعنيه , و لا يتكلم إلا في ما يرجو ثوابه , و إذا كره شيئا عرف في وجهه (ص), ولم يكن فاحشا أو متفحشا و لا صخابا.

2 – الغرفة الصوتية "منتدى ــ دفاتر " مجال رحب للتمرن على التعبير الفصيح و الحر.

صاحب اللغة هو صاحب عمق فكري و بعد إدراكي , وان اعتياد اللغة يؤثر في العقل و الخُلق و الدين تاثيرا قويا بينا . و تعلم فن التعبير و الإبداع فيه يسهم في تملك اللغة و حسن استعمالها , و أساسه الموهبة و الإستعداد الفطري و تنمى :

·بتعلم أصول اللغة و قواعدها (الجانب النظري).

·بالمران و الدربة "التدرب و التمرن" و الممارسة (الجانب العملي) . و هو مجال غرفتنا هذه , فاغتنم الفرصة ولا تدعها تفوتك ...! .

3- ما يجب الالتزام به و ما يجب تجنبه أثناء الحديث :

من منا لا يحب ان يكون كلامه مسموعا عذبا ,له تأثير واضح على السامعين و يوصل المفاهيم بيسر و سلاسة , يملك القلوب به ويستميل النفوس و يحرك العواطف و يهيج الخواطر و يوجه القناعات لاجل ذلك الفت انتباهك اولا الى بعض الملاحظات الهامة التي يجب ان تكون على إحاطة بها كمتحدث :

-ما يجب الإلتزام به:

- الإخلاص :لا تتحدث لإظهار مهارتك في الكلام بل في ما ترجو ثوابه و فائدة منه .(و هذا ابدا لايتعارض مع المبادة و اخذ الكلمة كلما اتيح لك ذلك) .

- حسن التحضير:أجهد نفسك في الإعداد الجيد لما ستتحدث عنه و نسق جوانبه و رتب أفكاره و عناصره.

- التكثيف :احذف كل حشو و إطالة , و اجعل كل كلامك و حديثك مهما وواضحا و محددا , حيث تركز على النافع و تقتصر على المفيد ( أوجز و انجز).

- احرص على تناسب الإنفعال مع الموضوع :الحمية و الإنفعال يجب ان يكونا في موضعهما و بالصدق الازم وفي مستوى او درجة مناسبة للموضوع المتحدث فيه .

-ما يجب تجنبه :

- التشعب :و هو من سوء الإعداد و استمراء الحديث , وتفاديه يكون بتحديد العناصر التي ستكون موضع تدخلك و لا تخرج عنها مهما يحصل, في احترام تام للمدة الزمنية المحددة .

- المبالغة و الثناء على النفس : المبالغة في الأمور تسقط مصداقية التحدث و امتداح النفس و تحويل الكلام للحديث عن شخصك ممايضجر منه الناس , و فحاول ان تبتعد ما امكن عن ذكر الخصوصيات و إظهار النفس.

- ملال الناس (الشعور بالملل لدى المستمعين) :هذا كاف لأن تتوقف عن ممارسة عملية التعذيب هذه ...! فلا مجال للإسمرار في الكلام و أنباه المستمعين منصرفة عن ما تقوله ...!

- الطريقة الفضلى في الحديث : بداية تذكر رؤوس الموضوع (تدخلك) ثم تتبعها تشرع في التفصيل و البسط في كل عنصر و بعد ذلك تختم بذكر موجز الكلام أو حتى عناصر الحديث الأولى .

4- ثانيا , انتبه إلى !

-تنظيم التنفسأتناء الكلام , البعض يحدث لديه انقطاع النفس ، ولكي يتفادى ذلك عليه أن يأخد نفسا و يملأ رئتيه بالهواء قبل الكلام و يتحدث على قدر نفسه ,مع فتح الفم فتحة صغيرة أثناء الحديث وحتى لا تهدر كمية الهواء المختزنة , و تكون بالتالي نهاية الكلام وقورة تجعل السامع يحس ان عندك من الهواء بقية .ويبقى التمرن هو السبيل الوحيد لتوسيع مساحة النفس لديك.(و هو مجال غرفتنا هذه...!).

- التكلف مذمومفالبعض يتشنج و هو يستفصح ,و يتحدث بعصبية و يجعل فروقا و لجلجة بين الكلام و كأنه يحارب لكن في غير معركة، بل عود نفسك ان تنساب الكلمات منك و تنحدر سيلا فياضا و لا يكون ذلك إلا بالتعود والتمرن (و هو مجال غرفتنا هذه...!).

- البعض مصاب بما يسمى"اللزمة في الكلام" و هو أن تملكه كلمة أو لفظة تلزمه على طول حديثه و يقولها اثناء التفكير , وعليه ان يسكت عندما يفكر , و إن مجرد الإنتباه لها لخطوة كبيرة للتخلص منها .

هذا هو مجال غرفتكم'منتدى-دفاتر' ... فكن متواجدا و لا تدع الفرصة تفوتك...

انتهى .

أتمنى أن يكون ما استقيته من الكتاب المذكور مفيدا , و أنصح بقراءته لما له من فائدة.و تحية احترام وتقدير لكاتبه ذ. سامح عبد الحميد.